السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجمل بالمرء أن يمر من هنا صامتاً..
فلنراجع معا بعض الحقائق العلمية:
[line]
أولاً: مبادئ في علم الوراثة:
يمكن إعتبار نقطة البداية لأي مرض وراثي بحدوث عطب أو تلف في جين ما " طفرة جينية " مما يسبب خللا أو علة أو نقصا معينا في العضو أو الوظائف الحيوية التي يمثلها هذا الجين ثم يورث هذا الخلل أو " المرض الوراثي"للأجيال اللاحقة, و يمكن تقسيم الأمراض الوراثية تبعا لطريقة الوراثة إلى عدة أنواع أهمها ما سيلي ذكره :
1. الوراثة السائدة( Autosomal Dominant ):
وهنا يكفي أن يكون هناك عطب في نسخة واحدة من الزوج الجيني ليصاب بالمرض و لهذا لا يكون هناك حامل للمرض بل يكون حامل الجين مصابا دائماً, و يكون إحتمال ظهور المرض في ذرية المصاب 50% و يظهر المرض في كل أجيال العائلات المصابة.
2. الوراثة المتنحية ( Autosomal Recessive ):
و هنا يكون الجين ضعيفا فيتحتم أن يشمل العطب زوجي الجين لكي يكون المرء مصابا بالمرض فإذا كان العطب في نسخة واحدة من الجين يكون الشخص حاملا للمرض و غير مصاب , و هنا إذا كان كلا الأبوين حاملين للجين تكون احتمالات الأبناء كالتالي : 25% أصحاء,
25% مصابين بالمرض,
50% حاملين للمرض, ولكن غير مصابين.
و هنا لا يضهر المرض في كل أجيال العائلة المصابة
3.الوراثة المرتبطة بكروموسوم X-Linked " X " :
و هي نوعان أيضاً : سائدة و متنحية :
_ في حالة الجين السائد " X-Linked Dominant" : فسوف ينقل الأب المصاب المرض لكل بناته و يكون كل أبنائه الذكور غير مصابين " بنسبة 50% " , و سوف تنقل الأم المصابة المرض لـ 50% من أبنائها أيضاً و لكن للذكور و الغناث بالتساوي.
_ أما في حالة الجين المتنحي " X-Linked Recessive " : في هذه الحالة عادة ما يكون المصاب ذكرا و هنا فان كل ذريته من البنات تكن حاملات للمرض و غير مصابات و لا ينقل الجين المصاب لأي من أبنائه الذكور,, أما بالنسبة للأم الحاملة للجين فإن 50% من أبنائها غير مصابين, 25% ذكور مصابين, و 25% إناث حاملات للمرض .
4. الوراثة بالمتوكوندريا : أو الوراثة من الأم وهنا ينتقل المرض من الأم المصابة فقط لكل أبنائها و لا ينقل الأب المصاب المرض لأبنائه
[line]
ثانياً : حقيقة طبية :
إن الأمراض الوراثية الأكثر خطورة في الطب عادة ما تكون سادية الوراثة,أي أنه لا يوجد حامل للمرض بل دائما يكون المريض مصاباً , و عادة ما يكون المرض عضالا بحيث لا يتسنى للمريض ان يحيا طويلاً و غالبا ما يتوفى هؤلاء المرضى في سنيِّ الطفولة الأولى. بحيث أنهم لن يصلوا لسن الزواج و لن يكونوا قادرين على الإنجاب.
و عدد كبير من الحالات ينشؤ عن طفرة جينية جديدة و ليس مورثا من أحد الوالدين. و منها حالات أكثر تعقيدا و يكون الخلل فيها في عدة جينات و يصعب تتبعها في العائلة.
[line]
و بعد ذلك ....
فيا سبحان الله .. من نحن حتى نسمح لهذا ان يكون له فرصة للإنجاب و نحرم ذاك..؟؟
أليس الله بأعلم بما يخلق؟؟
و إلى أين يمضي الإنسان بغيه و غروره؟؟؟
فكما رأينا ان في معظم الأمراض الوراثية يكون هناك إحتمال لظهور المرض و إحتمال لعدم ظهوره, ما عد في حالات نادرة كالوراثة بالميتوكوندريا و هنا لا يكون المرض خطيرا بالنسبة للحياة.
و إذا كان الشخص المصاب بالمرض قد تمكن من أن يحيا و يصل الى سن الإنجاب و قدر له أن ينجب فهو بالتأكيد ليس مصابا بمرض عضال يجعله عالة و كلا
ثم ما مسألة ان يكون الفرد عالة و كلا هذه... هل نحن بصدد الحديث عن مجتمع بشري يتراحم فيه القوي و الضعيف ام مجتمع مادي بحت كمجتمعات الطيور الجوارح حيث تهمل الأم فرخها الهزيل و تهتم بالفراخ الصحيحة حتى يقضي عليه الهزال فتطعمه لإخوته.
إنني هنا لا اعارض أبدا اننا يتحتم علينا علينا أن نعمل جاهدين على منع أي مرض ما إستطعنا غلى ذلك سبيلا ومن هنا يكون التحذير من زواج الأقارب و بالذات في العائلات التي تظهر فيها أمراض وراثية و بإجراء فحوصات لجينات المقدمين على الزواج لتجنب زواج حاملين لجينات مرض متنحي الوراثة أو توجيه الزوجين لعدم الإنجاب في حالة كونهما حاملين للمرض أو إجراء فحوصات مجهرية للسائل الأمينوسي في بداية الحمل للتأكد من سلامة جينات الجنين و غير ذلك من الإحتياطات التي أفرد لها في الطب باعا و اسعا من البحث و الدراسة..
و لكن....
أن نصدر فتوى عامة بجواز أمر ما بحجة يدحضها العلم و لا يقرها المنطق...؟؟؟
....................................
تنويه:
أسجل إحترامي التام لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين و من أنا لكي أناقش رأيه,, و لكني أعتقد أن الشيخ الفاضل لم يقيض له الله من اهل العلم من يمنحه صورة واضحة جلية تدحض الفرض الذي قامت عليه الفتوى من ان هناك أمراضا وراثية تنتقل للذرية بشكل حتمي , أما النصف الآخر من الحجة فلا ارى له سبيل _ والله تعالى أجل و أعلم...
...................................