خواء

[عبدالرحيم التدلاوي]

خواء
**
أدهشني مشهد حملي على أكتاف دركيين ومنهم واحد أتذكر أنه سجل علي مخالفة ونهرني بقوة حين احتججت على عدم شرعيتها، ومن محملي رأيت أمامي صفي جنود على أكتافهم بنادق، وخلفي جمهور كبير من المشيعين يتقدمهم أعيان البلد..
زادت دهشتي حين دخلوا إلى مقبرة الشهداء الخاصة.. ثم أطلقت الأعيرة النارية لما وريت الثرى..
ظلت في نفسي شبهة.. أخرجتني منها زوجتي التي قالت لي:
أراك ما زلت في ضلالك الأول، إني أراك من الغاوين، ثم انصرفت بسرعة تاركة إياي في خلاء رهيب وجثتي في بطن ذئاب سائبة.

[أحمد فؤاد صوفي]

الأديب الكريم/ عبد الرحيم التدلاوي المحترم ،،،
تعكس قصة "خواء" حالة من الصراع الداخلي للشخصية، مع شعور قوي بالفقد والضياع، الحمل على أكتاف الدرك، ينبئنا أن الشخصية هي جزء من نظام قمعي متكامل، واستعراض القوة العسكرية في المقبرة هو استعراض للأيديولوجية المتمثلة في النظام السائد.
اعتمدت القصة على رمزية عالية، ونجحت في تصوير غياب الهدف الصحيح والإيجابي في حياة الفرد، وتظهر حالة من التوتر واللايقين بين الشخصية والسلطة، ويعزز ذلك الحوار مع الزوجة التي تمثل الصوت المعارض أو صوت الحق.
ومع هذا التحليل المبسط جداً، فإن القصة، على قصرها، تطرح تساؤلات عميقة عن شعور الانتماء، وأرى أن التنقل بين الرموز المتعددة، قد يكون فهمه صعباً على بعض القراء بشكل عام.
تحياتي لك وودي ،،،

[ماجد غالب]

استاذ عبدالرَّحيم التّدلاوي،
يبدوا أن حلم اليقظة كان مسيطرا على الشّخصيّة وحالته النَّفسسيَّة المضطربة، فهو أمام مشهد اجبار وقوَّة تأخذه بعنف، وآخر يناقضه، حيث يفاجأه ويزيده دهشة، من خلال التَّشيع المهيب، والدَّفن اللّائق بالشَّهيد. فهو كالضَّائع المشوَّش، المهدَّد بالتَّهميش والإقصاء في نفس الوقت، ولولا صوت زوجته لبقي أسير تلك الحالة، ولكنها لم تفعل شيئًا يخرجه مما هو فيه، فقط كان صوتها احتجاجًا واعتراضًا، ربما على مايراه خطاً يجب مجابهته بقوَّة وتغيره بحزم. ولعلّ، العنوان ((خواء))، وقوله (( ثم انصرفت بسرعة تاركة إياي في خلاء رهيب وجثتي في بطن ذئاب سائبة.قوله))، ما يفيد ذلك.
فهو وحيد في مجابهة ما حوله من الأخطاء أو المفاسد، أمام من يحاول التخلص منه بأي وسيلة.

مع أطيب الأمنيات.