الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى العلوم الإنسانية والصحة

منتدى العلوم الإنسانية والصحة نتطرق هنا لمختلف الأمور العلمية والطبية والمشاكل الصحية و الأخبار والمقالات والبحوث العلمية وآخر الإصداؤرات العلمية والثقافية، إضافة إلى ما يفيد صحة المرء من نصائح حول الغذاء والرشاقة وغيرها..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2012, 01:07 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

الوسواس القهري هو ايمان المرء بفكره معينة تلازم المريض دائما وتحتل جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير و تكون هذه الغكره قهريه اي انه لايستطيع ازالتها اوالانفكاك منها مثل تكرار و ترديد جمل نابية أو كلمات كفر في ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب وأحيانا قد يؤذي المصاب به نفسه جسديا كالمصابين بمرض هوس نتف الشعر، وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر في حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل.
و نسبة هذا المرض تتراوح ما بين 1% - 3% من البشر، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذه الحالة المرضية في فترة ما من حياتهم.


إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه أشياء عادية في حياة كلٍ منا ولكن، عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع.
و يعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي تصل المخ. وليست الاصابة بهذا المرض خطأ أو نتيجة لكون الشخصية ضعيفة أو غير مستقرة. فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية.

يتضمن مرض الوسواس القهري عادة أن تكون هناك وساوس وأفعال قهرية، على الرغم من أن المصاب بمرض الوسواس القهري قد يعاني في بعض الأحيان من أحد العرضين دون الأخر. ومن الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص في جميع الأعمار. ويجب أن نلاحظ أن معظم الوساوس القهرية لا تمثل مرضًا… فالمخاوف العادية -مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتي قد تزيد في أوقات الضغط العصبي كأن يكون أحد أفراد الأسرة مريضًا أو على وشك الموت- فلا تعتبر مثل هذه الأعراض مرضًا ما لم تستمر لفترة طويلة، وتصبح غير ذات معنى، وتسبب ضغطًا عصبيًا للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطة به أو تتطلب تدخلا طبيا.
يحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة أن يخففوا من الوساوس التي تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بأن عليهم القيام بها.و تسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتًا طويلاً وتحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله وتؤثر في حياته الاجتماعية أو في علاقاته بالآخرين.
و يدرك معظم الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أن وساوسهم تأتي من عقولهم ووليدة أفكارهم وأنها ليست حالة قلق زائد بشأن مشاكل حقيقية في الحياة، وأن الأعمال القهرية التي يقومون بها هي أعمال زائدة عن الحد وغير معقولة.وعندما لا يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري أن مفاهيمه وأعماله غير عقلانية، يُسمى هذا المرض بالوسواس القهري المصحوب بضعف البصيرة.
و يخاف المريض دائما من اشياء ليس لها أي وجود من الصحة ولكنه يعتبرها أهم شيء في حياته ولا يستطيع التفاعل مع الحياة العادية
و يضع المريض مقايس لهذه الوساوس والاعتبارات الخامدة في عقلة فتزيد مع الوقت الإصابة

يمكن أن يبدأ مرض الوسواس القهري في أي سن بداية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى سن النضج (عادة ما يبدأ في سن الأربعين). وقد أبلغ حوالي نصف المصابون بمرض الوسواس القهري أن حالتهم قد بدأت خلال الطفولة. وللأسف لا يتم تشخيص حالة الوسواس القهري في وقت مبكر.وفي المتوسط يذهب مرضى الوسواس القهري إلى ثلاثة أو أربعة أطباء ويقضون أكثر من تسعة أعوام وهم يسعون للعلاج قبل أن يتم تشخيص حالتهم بشكل صحيح. وقد وجدت الدراسات كذلك أنه في المتوسط يمر 17 عامًا منذ بداية المرض قبل أن يتلقى الأشخاص المصابون بالوسواس القهري العلاج الصحيح.و عادة لا يتم تشخيص مرض الوسواس القهري ولا ينال العلاج المناسب للعديد من الأسباب …فقد يتكتم الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري مرضهم أو قد تكون بصيرتهم معدومة بالنسبة لمرضهم. كذلك لا يعرف العديد من الأطباء الكثير عن أعراض الوسواس القهري أو قد يكونوا غير مدربين على توفير العلاج المناسب. كذلك فان موارد العلاج غير متاحة لبعض الناس وهذا أمر سيئ بما أن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح بما يشمل إيجاد الأدوية الصحيحة يمكن أن يساعد الناس على تجنب المعاناة المرتبطة بمرض الوسواس القهري وتقليل مخاطر حدوث مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو المشاكل التي تحدث في الحياة العملية والزوجية.

الأسباب

لا يوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري.و تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ (العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء والتوقف عن الأفكار). وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي" سيروتونين ". ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوي السيروتونين بشكل أساسي. وتساعد الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري.

الأعراض

الأعراض والتصرفات السلوكية المرتبطة بمرض الوسواس القهري مختلفة وواسعة المجال. والشيء الذي يعتبر مشتركًا بين هذه الأعراض هو السلوك العام الغير مرغوب فيه أو الأفكار التي تحدث بشكل غالب متكرر عدة مرات في اليوم. وإذا استمرت الأعراض بدون علاج، فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات الصحو الخاصة بالمريض وبعض الأعراض والتصرفات قد تشمل على الآتي: التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر "في السر" أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية. تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات. وأحد الأمثلة على ذلك قد تكون تكرار عدد مرات الاستحمام أو الاغتسال من الجنابة0 ترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة إلى درجة الوسوسة.. بشكل غير ذي معنى لأي شخص سوى المصاب بالوسوسة. الصور التي تظهر في الدماغ وتعلق في الذهن ساعات أو أيام أو شهور طويلة .... أفكار عنف كلقتل أو أيزاء شخص ما كأبنك أو حتى أمك أو أي شخص أخر.. وعادة ما تكون هذه الصور ذات طبيعة مقلقة ومؤلمة جدا جدا ... والكلمات أو الجمل غير ذات المعنى التي تتكرر بشكل مستمر في رأس الشخص. التساؤل بشكل مستمر عن "ماذا لو"؟ …أو عندما يرى شخصا يفتكر له شيء سئ تخزين الأشياء التي لا تبدو ذات قيمة كبيرة—كأن يقوم الشخص بجمع القطع الصغيرة من الفتل ونسالة الكتان من مجفف الثياب.و يقوم الشخص عادة بادخار هذه الأشياء في ظل إدراك يقول "ماذا لو احتجت هذه الأشياء في يوم ما؟" أو أنه لا يستطيع أن يقرر ما الذي يتخلى عنه؟ الخوف الزائد عن الحد من العدوى—كما في الخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها قد تحوي جراثيم.
و يعتبر مرض الوسواس القهري ذو مكونات نفسية وعضوية في نفس الوقت. فقد لوحظت سلوكيات مشابهة لمرض الوسواس القهري في الحيوانات مثل الكلاب والجياد والطيور. وقد تم التعرف على تركيبات غير طبيعية في الدماغ تتدخل وتسبب التعبير عن أعراض الوسواس القهري. وتتحسن هذه التركيبات غير الطبيعية بالدماغ مع المعالجة الناجحة عن طريق الأدوية والعلاج السلوكي.

الوسواس القهري والاكتئاب

يعاني حوالي 60 - 90% من المصابين بمرض الوسواس القهري من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم. وبعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن مرض الوسواس القهري يسبب الاكتئاب بينما يعتقد آخرون أن مرض الوسواس القهري يتزامن مع الاكتئاب.

العلاج

علم النفس الحديث أثبت بقوة أن سبب الوسواس القهري هو نوع من الاكتئاب أو انعدام السعادة أو الراحة لدى الإنسان مما يدفعه للبحث عن أي شيء غريب يمكن أن يفعله لا شعورياً للترويح عن نفسه والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة حتى بشيء غير معقول، وعلاجه يكون فقط بأن يقوم الإنسان بفعل الأشياء التي يحبها ويستمتع بها فقط وخلال فترة معينة سوف يتعود المخ ويدرك اللاشعور لدى الإنسان أن تفريغ الطاقة في الأشياء التي يحبها الإنسان هي أفضل بكثير وسوف يكون بإمكان الإنسان بسهولة أن يتخلص من هذا الوسواس لأنه ببساطة يكون قد خرج من حالة الاكتئاب التي دفعته للبحث عن هذا الوسواس

الأدوية المعالجة

تعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل أدوية بروزاك وكذلك أقراص انافرانيل. وهذه هي الأدوية الوحيدة التي أثبتت فعالية في علاج مرض الوسواس القهري حتى الآن. وعادة ما يتم إضافة أدوية أخرى لتحسين التأثير الطبى وعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق النفسى.
و يمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95%مع العلاج. وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال. ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضي الوسواس القهري.
و الأنواع الأساسية للعلاج السلوكي المستخدم في علاج مرض الوسواس القهري هي التعرض ومنع الاستجابة هي الوسائل الأكثر فعالية في العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري.
هناك مادة تم اكتشاف تأثيرها العلاجى القوى مأخرا، وهي مادة الإنوسيتول (Inositol)، وهي تعد من مجموعة فيتامينات ب. وقد أكدت دراسات عدّة منها دراسة حديثة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم النفس أن مادة الإنوسيتول أثبتت فاعلية في علاج مرض الوسواس القهرى مثيلة على أقل تقدير لفاعلية أدوية مثبطات اعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل بروزاك ولوفوكس، ولكن بدون أى أعراض جانبية كتلك المصاحبة لهذه الأدوية. وتبرز الدراسة أن التأثير العلاجى لهذه المادة يكمن في قدرتها على اعادة الحساسية والعمل إلى مستقبلات السيروتونين في المخ. ولكن تشير دراسات أيضا أن الإنوسيتول فعال في علاج غالبية مرضى الوسواس القهرى وليس كلهم، نظرا للاختلافات في التكوين الكيمائى للمخ.

الوراثة والوسواس القهري

بعض الأشخاص يكون لديهم الاستعداد الوراثى لمرض الوسواس القهري. ولكن مثل هذا الاستعداد لا يعبر عن نفسه دائمًا …أي لا يؤدي إلى ظهور المرض. وفي بعض الأحيان يتم ظهور أعراض الوسواس القهري بسبب حادثة أو وجود توتر نفسي شديد، ولكن لابد أن يكون للمرء ميل مسبق لمرض الوسواس القهري لكي يصاب بهذا المرض
علي وجه العموم فان 10% من أقارب المرضى المصابين بهذا المرض يعانون من نفس المرض، ويصاب حوالي 5- 10% من الأقارب بأعراض خفيفة ترتبط بهذا المرض. ولكن خطر أن يصاب الطفل بمرض الوسواس القهري يختلف اعتمادًا على ما إذا كان الأب أصيب بالمرض في طفولته أو كبره (هناك نسبة أعلى لانتشار المرض بين أطفال الأشخاص الذين أصيبوا sكان كل من الأبوين يعاني من المرض، فإن الخطر يتضاعف، وتكون النسبة حوالي20% في المتوسط.
يعاني حوالي 80% من المصابين من خليط من الوساوس والأعمال القهرية، ويعاني 20% إما من وساوس أو أعمال قهرية.



المصدر
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%...87%D8%B1%D9%8A
[/SIZE]






التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
قديم 12-01-2012, 01:19 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالسلام حمزة
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالسلام حمزة
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالسلام حمزة غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

شكرا ً لك أخي وليد
كان معنا شب , يقضي يومه كله وهو يتوضأ , نسأل الله السلامة , وكان يبلل كل ثيابه , وفي معظم الأحيان لا يدرك صلاة الجماعة , لأنه يتوضأ , ثم يتوضأ , ثم يتوضأ ...
نسأل العافية من وساوس الشيطان والوسواس القهري .







التوقيع




هناك أُنــاس لا يكرهون الآخرين لِعيوبهم ، بـل لمزاياهم ...!





 
رد مع اقتباس
قديم 13-01-2012, 12:19 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

يعني فكرك أخي وليد أنا عندي وسواس قهري

أنا بحب النظافة كتير

يمكن شوي بشكل مبالغ فيه بس مش بايدي

أشكرك أخي وليد على هذه الموضوعات الثرية

موضوع يستحق المتابعة والاهتمام







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 13-01-2012, 03:36 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

اخي عبد السلام شكرا لك اخي الكريم على المشاركة وبخصوص الوسواس في الوضوء علاجه سلوكي بحيث يتم تدريب الشخص على تحقير هذه الوساوس وعدم الوضوء مرة اخرى ومع الاصرار والصبر والدعاء يتحسن شيئا فشئيا ولكن المشكلة ربما يكون وسواس الوضوء هو جانب واحد فقط من الوساوس التي تأتيه

اختي اميمة
بخصوص وسواس النظافة لو قرات عن الوسواس القهري في المقال السابق ستجدينه متزامن مع الاكتئاب والقلق الشديد في كثير من الاحيان موضوع وسواس النضافة طالما لا يسبب اي مشاكل نفسية او ضغط نفسي او اكتئاب ولا يؤثر على شخصية الانسان فيمكن تجاوزه بتدريب النفس وبتعديل السلوك وهو امر ليس صعب ولكنه يحتاج الى وقت وموضوع الاهتمام الكثير بالنظافة طالما لم يتجاوز حد المعقول فهو مقبول بمعنى بعض الناس يغسلون ايديهم خمس مرات ويستحمون ثلاث مرات يوميا هذا شيء مبالغ فيه يحتاج الى عرض على طبيب نفسي لو كان اهتمامك بالتظافة محصور بحرصك دوما على ان يكون بيتك نظيف ومنظهرك جميل ولو بزيادة هو حالة قد تكون عامة عند الكثير من النساء. فانت الوحيدة التي تستطيعين تقدير ان كان الامر وسواسا مبالغ فيه او حالة عادية اصبحت سمة من سماتك الشخصية.
طبعا انا لست طبيبا نفسيا ولكني قرات كثيرا في الموضوع يمكنك اختي الكريمة الدخول على موقع اسلام ويب استشارات ستجدين الكثير من الاستشارات بخصوص الوسواس القهري يجيب عليها مجموعة مميزةجدا من الاطباء كما يمكن ان تقومي باستفسار او سؤال لفريق الموقع وسيتم اجابتك بعد اسبوعين تقريبا







التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2012, 12:17 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

اقتباس:
اختي اميمة
بخصوص وسواس النظافة لو قرات عن الوسواس القهري في المقال السابق ستجدينه متزامن مع الاكتئاب والقلق الشديد في كثير من الاحيان موضوع وسواس النضافة طالما لا يسبب اي مشاكل نفسية او ضغط نفسي او اكتئاب ولا يؤثر على شخصية الانسان فيمكن تجاوزه بتدريب النفس وبتعديل السلوك وهو امر ليس صعب ولكنه يحتاج الى وقت وموضوع الاهتمام الكثير بالنظافة طالما لم يتجاوز حد المعقول فهو مقبول بمعنى بعض الناس يغسلون ايديهم خمس مرات ويستحمون ثلاث مرات يوميا هذا شيء مبالغ فيه يحتاج الى عرض على طبيب نفسي لو كان اهتمامك بالتظافة محصور بحرصك دوما على ان يكون بيتك نظيف ومنظهرك جميل ولو بزيادة هو حالة قد تكون عامة عند الكثير من النساء. فانت الوحيدة التي تستطيعين تقدير ان كان الامر وسواسا مبالغ فيه او حالة عادية اصبحت سمة من سماتك الشخصية.
طبعا انا لست طبيبا نفسيا ولكني قرات كثيرا في الموضوع يمكنك اختي الكريمة الدخول على موقع اسلام ويب استشارات ستجدين الكثير من الاستشارات بخصوص الوسواس القهري يجيب عليها مجموعة مميزةجدا من الاطباء كما يمكن ان تقومي باستفسار او سؤال لفريق الموقع وسيتم اجابتك بعد اسبوعين تقريبا
يا الله

حسستني انه الموضوع خطير كتير

لكن اطمئن لا تصل الأمور إلى هذا الحد

ممتنة لذوقك ولطفك أخي وليد

شكرا لك






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 15-01-2012, 02:01 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

لا يوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري.و تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ (العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء والتوقف عن الأفكار). وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي" سيروتونين ". ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوي السيروتونين بشكل أساسي. وتساعد الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري.

شكرا على المقال الهام أخي وليد
هناك معتقد خاطيء جدا يجب تصحيحه وهو ان الأمراض النفسية مرتبطة بضعف الإيمان بالله ..
هناك أمراض روحية وأمراض نفسية
الامراض النفسية مرتبطة بخلل في الهرمونات والإشارات من الدماغ إلى الأعصاب التي تتحكم في الجسد ..
وهذه المشاكل تحتاج إلى علاج نفسي كيميائي أو سلوكي ..
لا أدري أخي وليد رأيك في هذه الجزئية ؟؟
ولي عودة







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
قديم 15-01-2012, 04:30 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

اختي الكريمة سلمى

بخصوص ربط الأمراض النفسية بدرجة الايمان بالله من عدمه لا يوجد اي دليل علمي على هذا الكلام ولكن الفرق ان المؤمن حينما يصاب بأي مرض نفسي يكن له الايمان بالله زادا قويا في مقاومة المرض والتوكل على الله لاننا كمؤمنين نعرف ان كل ما يصيبنا خير.
ما اثبتته الدراسات ان اي شخص يصاب بمرض نفسي يوجد لديه استعداد كيميائي في المخ للاصابة بهذا المرض بالاضافة الى الظروف الحياتية التي تمر بالشخص بمعنى انه يمكن ان ينتج المرض النفسي عن تغير كيميائي في المخ ويمكن ان تسبب الظروف المحيطة الشخص والصدمات التي تتوالى عليها في احداث خلل كيميائي في الموصلات العصبية في المخ اي انه اما ان يكون الخلل الكيميائي موجود اصلا ونتج المرض عنه او انه حدث خلل كيميائي بسبب الضغوط الحياتية او الصدمات النفسية.

بخصوص العبارة التي يتناقلها الكثير من الناس ان المرض النفسي سببه قلة الايمان نستطيع ان نقول ان هذه المقولة خاطئة والنص الصحيح ان كل انسان بعيد عن الله سبحانه وتعالى هو اكثر عرضة للمعاناة من المرض النفسي ، فمثلا الاشخاص الذين يتناولون الخمور والمخدرات ووالادوية التي تؤثر على كيمياء الدماغ فهم بالفعل أكثر عرضة للاكتئاب والامراض النفسية بمعنى انه هم السبب بما اصابه من مرض نفسي فكان البعد عن الله سبحانه وتعالى هو السبب الرئيس وراء تدهور صحتهم النفسية.
وفي نفس الوقت قد يصاب شخص ما بالاكتئاب وهو انسان ملتزم وعلاقته بربه على افضل ما يكون ويكون الله سبحانه وتعالى قد ابتلاه في هذا المرض فتكون قدرة هذا الشخص اعلى على مقاومة المرض النفسي والتعايش مع اكبر بكثير من الشخص البعيد عن الله سبحانه وتعالى.

الفرق الكبير بين الطب النفسي الاسلامي والطب النفسي الغربي ان الطب النفسي الاسلامي يعالج المصاب روحيا ونفسيا ودوائيا ويستخدم الرصيد الايماني الموجود لدى المسلمين بعكس نظريات فرويد ونيتشة التي اكد الكثير من علماء المسلمين امثال الدكتور مصطفى محمود ان كل نظريات فرويد ناتجة عن تجربته الشخصية وتنظبق على اناس فقط يعرفهم هو ولا تنطبق على غيرهم من البشر فلا تصلح نظرياته في التحليل النفسي لكل زمان ومكان بينما الاسلام بتعريفه للنفس وبوجود القران يصلح لكل زمان ومكان.

ولو كان عدم الايمان بالله هو سبب الامراض النفسية لوجدنا ان غير المسلمين جميعهم مرضى نفسيين وهذا طبعا غير صحيح







التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
قديم 18-01-2012, 01:40 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

الفرق الكبير بين الطب النفسي الاسلامي والطب النفسي الغربي ان الطب النفسي الاسلامي يعالج المصاب روحيا ونفسيا ودوائيا ويستخدم الرصيد الايماني الموجود لدى المسلمين بعكس نظريات فرويد ونيتشة التي اكد الكثير من علماء المسلمين امثال الدكتور مصطفى محمود ان كل نظريات فرويد ناتجة عن تجربته الشخصية وتنظبق على اناس فقط يعرفهم هو ولا تنطبق على غيرهم من البشر فلا تصلح نظرياته في التحليل النفسي لكل زمان ومكان بينما الاسلام بتعريفه للنفس وبوجود القران يصلح لكل زمان ومكان.
نعم
كلامك صحيح أخي وليد
ونستطيع القول أن المرض الروحي قد يكون مدخلا للأمراض النفسية
ولذا نجد في أوروبا وأمريكا أن حالات الانتحار ترتفع هناك بسبب ضعف الوازع الديني ..أما بالنسبة لنظريات فرويد وأنا لست على اطلاع بتلك النظريات بشكل دقيق
أرى ان تلك النظريات كما ذكرت لا يمكن تطبيقها في كل زمان ومكان ..وخاصة نظريته التي انطلق منها في تفسير السلوك الإنساني .







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
قديم 25-01-2012, 06:04 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

شكرا لك أختي سلمى واليك هذا المقال الرائع للدكتور مصطفى محمود بعنوان " الخروج من مستنقع فرويد"


الناس فى تصور فرويد .. غرائز تطلب الإشباع فى طرف ثم طينة مادية هى محل لهذه النفس ومحل لفعلها وإنفعالها فى طرف آخر .. ثم لا شيىء وراء ذلك .. لا روح ولا اله ولا غيب ولا شيىء من وراء هذه الدنيا المادية الكثيفة الغليظة
الغرائز واللاشعور والطاقة الجنسية هى الأله الحاكم والكل فى خدمته
والسنوات الخمس الأولى فى حياة الطفل هى التى تحدد سلوكيته وشخصيته الى ما تبقى من سنوات عمره
وما نفعله وما نفكر فيه وما نحلم به يتم فى جبرية وحتمية تبعا لما ينفثه فينا اللاشعور والعقل الباطن
فالإنسان مدفوع دائما بقوى الامعقول ويلقى به نحو أفعال قهرية لا تصور فيها ولا روية .. وهو مغلوب على امره لا حيلة له ولا مخرج .. وكل ما يملكه العقل هو أن يحاول تبرير هذه الرغبات البهيمية والبحث عن رسائل مقبولة لإشباعها أو التسامى بها ليرونها بصورة أجمل أو الانتكاس بها الى حالات هستيرية تنفس عن غليانها.
والعقل بهذا العمر خادم للبهيمية مكدس لاشباع نزواته
والإحساس بالذنب والتوبة والندم هى بهذا أقصى عقد نفسية وامراض يلزم التخلص منها .. وقد إستخرج فرويد وأتباعه تلك النظريات من دفتر مرضى الهستيريا والمورستانيا والملاخوليا ثم عمموها على الأصحاء والأسرياء .. وجعلوا منها قانونا لا يتخلف.
وما فعله علماء النفس المتآخرون بعد فرويد كان أسوأ .. لقد أخرجوا الإنسان من بيئته الطبيعية وادخلوه المعمل فيما يعرف الآن بعلم النفس التجريبى.
وبهذا كذبوا على الناس كذبة اخرى لان الناس بطبيعتها ذات كلية ولا يمكن تحويلها الى موضوع أو تشريحها تحت المجهر لأنها بتشريحها تصبح شيئا آخر غير النفس الحية المطلوب فهمها .. والنفس بطبيعتها تتقلب وتستخفى وتستعمى على التجريب .. لأن النفس كل لا يقبل التجزئة وواحد لا يقبل القسمة
***
وعلم النفس الحال هو علم نفس مرضى لأنه يركز على العيوب والأمراض والآفات والعلل ويفتش فى الإنحرافات والتشوهات ولا يقدم لنا شيئا إيجابيا عن النفس السوية الصحيحة
وأى علم نفس هذا الذى يرى ان إشباع الشهوات هو المنبع الوحيد للسلوك وان عقدة اوديب (عشق الولد لامه) وعقدة الكترا ( عشق البنت لأبيها ) هما المرجع الرئيسى الذى يفسر جميع التصرفات .. وان التوبة والندم والصبر على المكارة وقمع الشهوات أمراض ومظاهر للكبت.
وما قدمته هذه الدراسة كاساليب للعلاج كانت كلها أنواعا من المسكنات .. العلاج بالتنويم المغناطيسى .. العلاج بالايحاء .. العلاج بالإفشاء .. العلاج بالتنفيس .. العلاج باللعب .. العلاج بالفن .. العلاج بالإستغراق فى عمل آلى .. كانت كلها أشبه بعلاج السرطان بالمراهم والمهدئات .. لأنها لم تفكر فى أن تغير من النفس شيئا .. وإنما قبلت وجود الدمل النفسى على حالة .. ثم قالت للمريض .. اصرخ او غنى أو ارقص لتنفس عن الامك
اما الموقف الاسلامى من النفس وامراضها فكان مختلفا بالكلية فهو يبدا بالانسان من موقف حرية فلا جبرية ولا حتمية فى الاسلام والنفس خلقها الله حرة تختار خيرها وشرها والله يقول للشيطان ” ان عبادى ليس لك عليهم سلطان ” حتى الشيطان لا يستطيع ان يقهر النفس على إختيار لا ترضاه والمرض النفسى ليس قدرا .. والسلوكية الشاذة ليست قضاء محتوما .. وإنما النفس قابلة للاصلاح والتعديل والتغيير .. والمنهج الاسلامى فى إصلاح النفس بفعل هذا على مراحل .. أولا يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة ( وذلك هو تفريغ الاناء مما فيه بالإعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب وإخراجها الى النور أما المرحلة الثانية هى التوبة وقطع الصلة بالماضى والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر والمرحلة الثالثة هى مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها وذلك برياضة النفس الشحيحة على الإنفاق والنفس الشهوانية على التعفف والنفس الأنانية على الإيثار والبذل والنفس المتكبرة على التواضع والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الإنكسار ورؤية العيوب والنقص اليها .. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله ودون الصلاة والخشوغ والمخضوع والفناء فى محبة الله ركوعا وسجودا فى توحيد كامل وذلك بالإسترسال مع الله والإنسياب مع الفطرة وإرادة العبد ما يريده الله وكراهيته لما يكرهه .. وهنا تحدث المعجزة .. فيتبدل القلق سكينة والفزع أمنا والنواقص النفسية كمالات .
***
وذروة العلاج النفس فى الاسلام هى “الذكر” ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل وإستشعار الحضرة الإلهية على الدوام وطول الوقت وفى كل قول وفعل.
وبالذكر تعود الصلة المقطوعة بين العبد والرب وترتبط النفس بمنبعها .. وتأخذ من أصلها ..
ادعونى أستجب لكم .. (غافر – 6.) ، (فاذكرونى أذكركم .. ( البقرة – 152) فيعود النور ليغمر ظلام النفس .. ويحل العمار محل الخراب والسكنية مكان القلق .
وينظر علم النفس الحديث الى النسيان بإعتباره عرضا بنتج من عدم الإهتمام او فرط الإهتمام أو بسبب تقادم العهد أو بسبب كبت الخبرة المنسية فى اللاشعور .. والطبيب النفسى يحاول ان يعمل الى هذه بالتعليل أو بالتنويم المغنطيسى أو بملاحظة المريض أثناء تداعى خواطره.
***
والدين لا يذكر هذه الأسباب ولكنه ينظر نظرة أبعد وأشمل الى ما وراء تلك الأسباب ويرى النفس فى منظور أعمق هو علاقتها بالله .. فمن كان قريبا من ربه ذاكرا له على الدوام كانت قدراته دائما مكتملة وحاضرة وجاهزة لا ينسى شيئا ولا يغيب عن باله شيىء لأنه فى دائرة النور .. أما البعد عن الله (بإتباع الشهوات والاغراق فى المخالفات) فيدخل صاحبه فى دائرة الظلمة ويجعله من أهل الغفلة (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) وما الأمراض النفسية الا حالات الغربة والمعاناة التى تعانيها النفس لبعدها عن الله وإنقطاعها عن مدده.
والفرق بين نظرة علم النفس ونظرة الدين هو إفتقاد علم النفس الى الشمول والنظرة الكلية وسجنه لنفسه داخل إطار الخبرة المادية واللذة الحسية .. وبهذا النظرة المحدودة ينظر علم النفس الى الوسواس والخاطر فيرى انه نفث اللاشعور وأنه حديث النفس الى نفسها ( العقل الباطن والعقل الواعى ) ولا يتصور ان تلك النفس يمكن أن تكون لها حياة فى محيط أخر خفى وغيبى وإنما يمكن أن تكون محلا لحديث الملائكة ووسوسة الشياطين أو مخاطبة الرب جل جلاله.
وبهذا المنظار ينظر علم النفس الى العذاب النفسى فلا يكاد يخرجه من إطار الحرمان من اللذات المادية .. ولا يتصور ان العذاب الدنيوى يمكن أن يكون إبتلاء وإمتحانا من الخالق الذى خلق .. كما بفعل الحداد بالحديد حينما يدخله النار ثم يلقى به فى الماء البارد ليزداد صلابة .. أو كما يصهر الصانع معادنه ليفرز ما فيها من خبث وشوائب.
ويظل علم النفس سجينا لهذه المحدودية وهذه الرؤية المادية الحسية بشكل ينتهى به الى الخطأ فى كل أحكامه .. فهو مثل الأعمى الذى إكتفى بأن يمسك الفيل من ذيله ثم راح يصور لنفسه ان هذا الذيل هو الفيل.
ولهذا ينظر علم النفس الى العمل فى نطاق الفعل والحافز دون أن يتعب نفسه فى إستفصاء موضوع الاخلاص والنية ودون أن يتخطى هدف الفعل الظاهر ويسأل نفسه ماذا فى نية صاحبة .. هل هى الشهوة عند الناس أو تحصيل المال او الجاه او السلطة .. أم هو يعمل خالصا لوجه الله .
والفرق كبير بين العملين.
والفصل بين العمل والتية هو فصل الشيىء عن متبعه.
والاخلاق بالمنظور الدنيوى” براجمانية ” وهى مجرد مصالح ومنافع ولا يمكن فهم الاخلاق الا بربطها بنبعها الحقيقى وهو الدين ولم تأتنا الوصايا العشر عن طريق علماء النفس وانما عن طريق الانبياء.
والله يحكم اسمائه الحسنى ” الرحيم والكريم والرؤوف والودود والعليم ” هو الذى يتجلى بهذه الاخلاق على كل من يستحقها فهو المتجلى بالرحمة على الرحيم وبالرافة على الرؤوف وبالكرم على الكريم وبالحلم على الحليم . كما تعطى الشمس النور والدفء لكل من يتعرض لها .
***
ويتوسع فرويد توسعا معيبا فى حكاية الجنس والطاقة الجنسية والطاقة الجنسية واللذة الجنسية ويتصور ان الرضيع يمتص حلمة ثدى امه بلذة جنسية ( وهو تخريف ) فالرضيع لم يباشر هذه اللذة بعد بحكم تخلف جميع اجهزته .. وهو بالتالى غير قادر على تذوق هذه اللذة كما يتصور ان الصبى يحس البراز فى شرجة بلذة جنسية ( وهو يستبدل هذه اللذة حينما يكبر بهوايات جمع الاشياء مثل جمع طوابع البريد ).
كما يتصور كل ما هو مستديرا للحلم رمزا للعضو التناسلي المرأة ( مثل الكهف والدائرة والعلبة والحلقة والخاتم) وبالمثل كل ما هو مستطيل رمزا للعضو التناسلي للرجل ( مثل العصا والثعبان والمئذنة والبرج والسيف والمظلة ) وكل حركة فى الحلم هى رمز للعملية الجنسية
( كالجرى والسباحة وركوب الدراجة ).
ثم هو يدمج جميع انواع الحب حتى حب الوالدين (فى كلامه من عقدة اوديب والكترا) وحب النفس (النارجسية) وحب الله ( الاب السماوى الذى نكفر بمبادتنا له عن كراهيتنا لأبينا الارضى) فيدخل كل هذه الالوان من الحب فى الدائرة الجنسية المفرغة وكأنها لعنة تمازج كل فعل وتلوث كل شعور .. فلا براءة فى اى شيىء .. ولاطهارة فى أى خاطر
ولهذا يختلف الدين عن علم النفس فى علاج الأمراض النفسية فيقف علم النفس عند حدود التعبير والتنفيس عن هذه اللعنة بالصراع او بالرقص او باللعب او بالحب او بالجنس او بالفن او بالعمل بينما يقول الدين بامكان التغيير والتبديل والخروج من ظلمة البهيمية الى الانوار الروحية والاشراقات الالهية ا وذلك بالمجاهدة والرياضة وقمع الرغبات باضدادها حتى نصل الى الوسط العدل وهو صراط الحكمة.
ولهذا ينصح فرويد بشرعة الغابة ” كل والا فانت مأكول ” ونقول نحن فاصفح الصفح الجميل (85-الحجر) فاعفوا واصفحوا (1.9-البقره) وان تعفوا اقرب للتقوى (237-البقرة)
وهو يرى ان الطيبه تخاذل وسلبية ونحن نراها قوة وإيجابية وهو يختار من الأعمال ما يساعد على التنفيس والتعبير ونحن نشترط الأعمال الصالحة وهو يرى ان ما فى الطفولة حاكم على كل إنسان وموجة لافعاله ونحن لا نقول بحاكم الا الله ونقول أنما بفضل الله يمكن ان نخرج من اى حكم ونتخلص من أى حكومة.
وهو يقول بفطرة عدوانية وبغريزة التحطيم والهدم وغريزة الموت كدوافع رئيسية ونحن نقول ان الانسان فطر حرا مختارا بين النوازع السالبة والموجبة يختار ما يشاء منذ البداية.
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (29- الكهف)
لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى (256- البقرة) وهديناه النجدين
(البلد – 1.).
***
وسبب هذا التخبط الفرويدى هو الاصرار منذ البداية على الرؤية المادية وعلى فهم الانسان فهما آليا حيوانيا حسيا.
وهو عين ما فعله قريبه كارل ماركس حينما تصور التاريخ عربة تحركها المصالح المادية وحدها وأن حركة التاريخ هى دائما ثمرة الصراع بين طمع الأغنياء وحقد الفقراء الى أخر ما حكيناه فى الكلام عن الصراع الطبقى.
لقد بدأ كلا الرجلين من نقطة الكفر التام لكل شيىء فيما عدا ما تناشده الحواس من متاع حاضر وما تراه العين من دنيا شاخصه.
ولا يرى فرويد من الاحلام الا هذا الجانب الجنسى .. الحسى .. الشهوانى .. فالاحلام كلها اشباع لرغبات مكبوته وهى تحس اليوم بهذا الاشباع بالنجده وتريح النفس من أشواقها المستعرة وفرويد واتباعه لا يرى الا نوعا واحدا من الاحلام هو ما يسمية القرآن .. اضغاث الاحلام ولا يرون الا جانبا واحدا من النفس .. هى النفس الامارة
القرآن يعلمنا ان هناك نوعا اخر من الاحلام هى الرؤى التى تأتى الى النفس من خارجها وتكون حديثا من الله أو من الملائكة المكلفين الى تلك النفس .. ومثال ذلك الرؤى الصادقة التى تتحقق بحذافيرها .. ولا مكان لهذه الرؤى عند فرويد. ونظريته تعجز تماما عن تفسيرها .. مع انها خبرة عادية عاشها الكثيرون.
وينكر فرويد كما ينكر مارس امثال هذه الرؤى لسبب بسيط .. ان رؤية المستقبل قبل حدوثه هى مسألة تهدم الفكر المادى من اساسه سواء الفرويدى او الماركسى لانها اثبات قاطع وصريح يسبق الفكر على المادة.
ويميز القرآن بين هذين النوعين من الأحلام يقول ملك مصر
” يا أيها الملأ أفتونى فى رؤياى” (يوسف 43)
” قالوا أضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين ” ( يوسف 14) فهناك اذن اضغاث ورؤى.
ولكن فرويد لا يرى من الاحلام الا تلك الأضغاث والهلوسات الشهوانية لأنه لا يرى الا النفس الأمارة
***
ولهذا يرى فرويد السعادة والراحة فى اشباع تلك الشهوات بينما يرى الدين ان السعادة والراحة فى مخالفتها وقمعها والقبض على زمامها والتسلق عليها عودا الى الوطن الأول .. الى الله .. الذى جاءت النفوس كلها منه .. كما يرى الدين ان النفس الانسانية منازل .. أدناها النفس الأمارة وأعلى منها النفس اللوامة والنفس الملهمة والنفس المطمئنة والنفس الراضية والنفس المرضية واعلى الكل النفس الكاملة
وتاريخ النفس هو صعودها لهذا المعراج من المنازل كدحا الى الله فى ابديته وخلوده.
والحزن الحق فى الاسلام من فراق النفس لوطنها القدسى وانغماسها فى ظلمة الدنيا
اما الحزن عند فرويد فهو على العكس نتيجة حب الدنيا والحرمان منها وبنما نقول نحن ان الحب الاكبر هو حبنا لله .. وان كل الوان الحب الاخرى تأتى ضمنا لهذا الحب وفرعا منه .. فتحب فى الله وترغب فى الله .. يرى فرويد لا يبرح الدائرة الجنسية الشبقية فى نظرته للحب فهو دائما شبق ولو تسامى حبه الى الوان من الشعر والموسيقى فإنما كلها غزل بين ذكر وانثى .
وهذا هو الفرق بين نظرة فرويد المادية المحدودة ونظرة الاسلام الرحبة الشاملة التى تضع بين دفتيها عالم الشهادة وعالم الغيب.
***
تلك سياحة سريعة فى الطب النفسى الاسلامى .. ومن يرد ان يعرف اكثر فيقرا كتاب الدكتور حسنى الشرقاوى .. نحو علم نفسى اسلامى .

نشر هذا المقال للدكتور مصطفى محمود بتاريخ 3 اغسطس سنة 1985 م
نقلا عن موقع جمعية مسجد مصطفى محمود







التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
قديم 25-01-2012, 06:12 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

شكرا لك أختي سلمى واليك هذا المقال الرائع للدكتور مصطفى محمود بعنوان " الخروج من مستنقع فرويد"


الناس فى تصور فرويد .. غرائز تطلب الإشباع فى طرف ثم طينة مادية هى محل لهذه النفس ومحل لفعلها وإنفعالها فى طرف آخر .. ثم لا شيىء وراء ذلك .. لا روح ولا اله ولا غيب ولا شيىء من وراء هذه الدنيا المادية الكثيفة الغليظة
الغرائز واللاشعور والطاقة الجنسية هى الأله الحاكم والكل فى خدمته
والسنوات الخمس الأولى فى حياة الطفل هى التى تحدد سلوكيته وشخصيته الى ما تبقى من سنوات عمره
وما نفعله وما نفكر فيه وما نحلم به يتم فى جبرية وحتمية تبعا لما ينفثه فينا اللاشعور والعقل الباطن
فالإنسان مدفوع دائما بقوى الامعقول ويلقى به نحو أفعال قهرية لا تصور فيها ولا روية .. وهو مغلوب على امره لا حيلة له ولا مخرج .. وكل ما يملكه العقل هو أن يحاول تبرير هذه الرغبات البهيمية والبحث عن رسائل مقبولة لإشباعها أو التسامى بها ليرونها بصورة أجمل أو الانتكاس بها الى حالات هستيرية تنفس عن غليانها.
والعقل بهذا العمر خادم للبهيمية مكدس لاشباع نزواته
والإحساس بالذنب والتوبة والندم هى بهذا أقصى عقد نفسية وامراض يلزم التخلص منها .. وقد إستخرج فرويد وأتباعه تلك النظريات من دفتر مرضى الهستيريا والمورستانيا والملاخوليا ثم عمموها على الأصحاء والأسرياء .. وجعلوا منها قانونا لا يتخلف.
وما فعله علماء النفس المتآخرون بعد فرويد كان أسوأ .. لقد أخرجوا الإنسان من بيئته الطبيعية وادخلوه المعمل فيما يعرف الآن بعلم النفس التجريبى.
وبهذا كذبوا على الناس كذبة اخرى لان الناس بطبيعتها ذات كلية ولا يمكن تحويلها الى موضوع أو تشريحها تحت المجهر لأنها بتشريحها تصبح شيئا آخر غير النفس الحية المطلوب فهمها .. والنفس بطبيعتها تتقلب وتستخفى وتستعمى على التجريب .. لأن النفس كل لا يقبل التجزئة وواحد لا يقبل القسمة
***
وعلم النفس الحال هو علم نفس مرضى لأنه يركز على العيوب والأمراض والآفات والعلل ويفتش فى الإنحرافات والتشوهات ولا يقدم لنا شيئا إيجابيا عن النفس السوية الصحيحة
وأى علم نفس هذا الذى يرى ان إشباع الشهوات هو المنبع الوحيد للسلوك وان عقدة اوديب (عشق الولد لامه) وعقدة الكترا ( عشق البنت لأبيها ) هما المرجع الرئيسى الذى يفسر جميع التصرفات .. وان التوبة والندم والصبر على المكارة وقمع الشهوات أمراض ومظاهر للكبت.
وما قدمته هذه الدراسة كاساليب للعلاج كانت كلها أنواعا من المسكنات .. العلاج بالتنويم المغناطيسى .. العلاج بالايحاء .. العلاج بالإفشاء .. العلاج بالتنفيس .. العلاج باللعب .. العلاج بالفن .. العلاج بالإستغراق فى عمل آلى .. كانت كلها أشبه بعلاج السرطان بالمراهم والمهدئات .. لأنها لم تفكر فى أن تغير من النفس شيئا .. وإنما قبلت وجود الدمل النفسى على حالة .. ثم قالت للمريض .. اصرخ او غنى أو ارقص لتنفس عن الامك
اما الموقف الاسلامى من النفس وامراضها فكان مختلفا بالكلية فهو يبدا بالانسان من موقف حرية فلا جبرية ولا حتمية فى الاسلام والنفس خلقها الله حرة تختار خيرها وشرها والله يقول للشيطان ” ان عبادى ليس لك عليهم سلطان ” حتى الشيطان لا يستطيع ان يقهر النفس على إختيار لا ترضاه والمرض النفسى ليس قدرا .. والسلوكية الشاذة ليست قضاء محتوما .. وإنما النفس قابلة للاصلاح والتعديل والتغيير .. والمنهج الاسلامى فى إصلاح النفس بفعل هذا على مراحل .. أولا يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة ( وذلك هو تفريغ الاناء مما فيه بالإعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب وإخراجها الى النور أما المرحلة الثانية هى التوبة وقطع الصلة بالماضى والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر والمرحلة الثالثة هى مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها وذلك برياضة النفس الشحيحة على الإنفاق والنفس الشهوانية على التعفف والنفس الأنانية على الإيثار والبذل والنفس المتكبرة على التواضع والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الإنكسار ورؤية العيوب والنقص اليها .. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله ودون الصلاة والخشوغ والمخضوع والفناء فى محبة الله ركوعا وسجودا فى توحيد كامل وذلك بالإسترسال مع الله والإنسياب مع الفطرة وإرادة العبد ما يريده الله وكراهيته لما يكرهه .. وهنا تحدث المعجزة .. فيتبدل القلق سكينة والفزع أمنا والنواقص النفسية كمالات .
***
وذروة العلاج النفس فى الاسلام هى “الذكر” ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل وإستشعار الحضرة الإلهية على الدوام وطول الوقت وفى كل قول وفعل.
وبالذكر تعود الصلة المقطوعة بين العبد والرب وترتبط النفس بمنبعها .. وتأخذ من أصلها ..
ادعونى أستجب لكم .. (غافر – 6.) ، (فاذكرونى أذكركم .. ( البقرة – 152) فيعود النور ليغمر ظلام النفس .. ويحل العمار محل الخراب والسكنية مكان القلق .
وينظر علم النفس الحديث الى النسيان بإعتباره عرضا بنتج من عدم الإهتمام او فرط الإهتمام أو بسبب تقادم العهد أو بسبب كبت الخبرة المنسية فى اللاشعور .. والطبيب النفسى يحاول ان يعمل الى هذه بالتعليل أو بالتنويم المغنطيسى أو بملاحظة المريض أثناء تداعى خواطره.
***
والدين لا يذكر هذه الأسباب ولكنه ينظر نظرة أبعد وأشمل الى ما وراء تلك الأسباب ويرى النفس فى منظور أعمق هو علاقتها بالله .. فمن كان قريبا من ربه ذاكرا له على الدوام كانت قدراته دائما مكتملة وحاضرة وجاهزة لا ينسى شيئا ولا يغيب عن باله شيىء لأنه فى دائرة النور .. أما البعد عن الله (بإتباع الشهوات والاغراق فى المخالفات) فيدخل صاحبه فى دائرة الظلمة ويجعله من أهل الغفلة (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) وما الأمراض النفسية الا حالات الغربة والمعاناة التى تعانيها النفس لبعدها عن الله وإنقطاعها عن مدده.
والفرق بين نظرة علم النفس ونظرة الدين هو إفتقاد علم النفس الى الشمول والنظرة الكلية وسجنه لنفسه داخل إطار الخبرة المادية واللذة الحسية .. وبهذا النظرة المحدودة ينظر علم النفس الى الوسواس والخاطر فيرى انه نفث اللاشعور وأنه حديث النفس الى نفسها ( العقل الباطن والعقل الواعى ) ولا يتصور ان تلك النفس يمكن أن تكون لها حياة فى محيط أخر خفى وغيبى وإنما يمكن أن تكون محلا لحديث الملائكة ووسوسة الشياطين أو مخاطبة الرب جل جلاله.
وبهذا المنظار ينظر علم النفس الى العذاب النفسى فلا يكاد يخرجه من إطار الحرمان من اللذات المادية .. ولا يتصور ان العذاب الدنيوى يمكن أن يكون إبتلاء وإمتحانا من الخالق الذى خلق .. كما بفعل الحداد بالحديد حينما يدخله النار ثم يلقى به فى الماء البارد ليزداد صلابة .. أو كما يصهر الصانع معادنه ليفرز ما فيها من خبث وشوائب.
ويظل علم النفس سجينا لهذه المحدودية وهذه الرؤية المادية الحسية بشكل ينتهى به الى الخطأ فى كل أحكامه .. فهو مثل الأعمى الذى إكتفى بأن يمسك الفيل من ذيله ثم راح يصور لنفسه ان هذا الذيل هو الفيل.
ولهذا ينظر علم النفس الى العمل فى نطاق الفعل والحافز دون أن يتعب نفسه فى إستفصاء موضوع الاخلاص والنية ودون أن يتخطى هدف الفعل الظاهر ويسأل نفسه ماذا فى نية صاحبة .. هل هى الشهوة عند الناس أو تحصيل المال او الجاه او السلطة .. أم هو يعمل خالصا لوجه الله .
والفرق كبير بين العملين.
والفصل بين العمل والتية هو فصل الشيىء عن متبعه.
والاخلاق بالمنظور الدنيوى” براجمانية ” وهى مجرد مصالح ومنافع ولا يمكن فهم الاخلاق الا بربطها بنبعها الحقيقى وهو الدين ولم تأتنا الوصايا العشر عن طريق علماء النفس وانما عن طريق الانبياء.
والله يحكم اسمائه الحسنى ” الرحيم والكريم والرؤوف والودود والعليم ” هو الذى يتجلى بهذه الاخلاق على كل من يستحقها فهو المتجلى بالرحمة على الرحيم وبالرافة على الرؤوف وبالكرم على الكريم وبالحلم على الحليم . كما تعطى الشمس النور والدفء لكل من يتعرض لها .
***
ويتوسع فرويد توسعا معيبا فى حكاية الجنس والطاقة الجنسية والطاقة الجنسية واللذة الجنسية ويتصور ان الرضيع يمتص حلمة ثدى امه بلذة جنسية ( وهو تخريف ) فالرضيع لم يباشر هذه اللذة بعد بحكم تخلف جميع اجهزته .. وهو بالتالى غير قادر على تذوق هذه اللذة كما يتصور ان الصبى يحس البراز فى شرجة بلذة جنسية ( وهو يستبدل هذه اللذة حينما يكبر بهوايات جمع الاشياء مثل جمع طوابع البريد ).
كما يتصور كل ما هو مستديرا للحلم رمزا لعضو المرأة ( مثل الكهف والدائرة والعلبة والحلقة والخاتم) وبالمثل كل ما هو مستطيل رمزا لقضيب الرجل ( مثل العصا والثعبان والمئذنة والبرج والسيف والمظلة ) وكل حركة فى الحلم هى رمز للعملية الجنسية
( كالجرى والسباحة وركوب الدراجة ).
ثم هو يدمج جميع انواع الحب حتى حب الوالدين (فى كلامه من عقدة اوديب والكترا) وحب النفس (النارجسية) وحب الله ( الاب السماوى الذى نكفر بمبادتنا له عن كراهيتنا لأبينا الارضى) فيدخل كل هذه الالوان من الحب فى الدائرة الجنسية المفرغة وكأنها لعنة تمازج كل فعل وتلوث كل شعور .. فلا براءة فى اى شيىء .. ولاطهارة فى أى خاطر
ولهذا يختلف الدين عن علم النفس فى علاج الأمراض النفسية فيقف علم النفس عند حدود التعبير والتنفيس عن هذه اللعنة بالصراع او بالرقص او باللعب او بالحب او بالجنس او بالفن او بالعمل بينما يقول الدين بامكان التغيير والتبديل والخروج من ظلمة البهيمية الى الانوار الروحية والاشراقات الالهية ا وذلك بالمجاهدة والرياضة وقمع الرغبات باضدادها حتى نصل الى الوسط العدل وهو صراط الحكمة.
ولهذا ينصح فرويد بشرعة الغابة ” كل والا فانت مأكول ” ونقول نحن فاصفح الصفح الجميل (85-الحجر) فاعفوا واصفحوا (1.9-البقره) وان تعفوا اقرب للتقوى (237-البقرة)
وهو يرى ان الطيبه تخاذل وسلبية ونحن نراها قوة وإيجابية وهو يختار من الأعمال ما يساعد على التنفيس والتعبير ونحن نشترط الأعمال الصالحة وهو يرى ان ما فى الطفولة حاكم على كل إنسان وموجة لافعاله ونحن لا نقول بحاكم الا الله ونقول أنما بفضل الله يمكن ان نخرج من اى حكم ونتخلص من أى حكومة.
وهو يقول بفطرة عدوانية وبغريزة التحطيم والهدم وغريزة الموت كدوافع رئيسية ونحن نقول ان الانسان فطر حرا مختارا بين النوازع السالبة والموجبة يختار ما يشاء منذ البداية.
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (29- الكهف)
لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى (256- البقرة) وهديناه النجدين
(البلد – 1.).
***
وسبب هذا التخبط الفرويدى هو الاصرار منذ البداية على الرؤية المادية وعلى فهم الانسان فهما آليا حيوانيا حسيا.
وهو عين ما فعله قريبه كارل ماركس حينما تصور التاريخ عربة تحركها المصالح المادية وحدها وأن حركة التاريخ هى دائما ثمرة الصراع بين طمع الأغنياء وحقد الفقراء الى أخر ما حكيناه فى الكلام عن الصراع الطبقى.
لقد بدأ كلا الرجلين من نقطة الكفر التام لكل شيىء فيما عدا ما تناشده الحواس من متاع حاضر وما تراه العين من دنيا شاخصه.
ولا يرى فرويد من الاحلام الا هذا الجانب الجنسى .. الحسى .. الشهوانى .. فالاحلام كلها اشباع لرغبات مكبوته وهى تحس اليوم بهذا الاشباع بالنجده وتريح النفس من أشواقها المستعرة وفرويد واتباعه لا يرى الا نوعا واحدا من الاحلام هو ما يسمية القرآن .. اضغاث الاحلام ولا يرون الا جانبا واحدا من النفس .. هى النفس الامارة
القرآن يعلمنا ان هناك نوعا اخر من الاحلام هى الرؤى التى تأتى الى النفس من خارجها وتكون حديثا من الله أو من الملائكة المكلفين الى تلك النفس .. ومثال ذلك الرؤى الصادقة التى تتحقق بحذافيرها .. ولا مكان لهذه الرؤى عند فرويد. ونظريته تعجز تماما عن تفسيرها .. مع انها خبرة عادية عاشها الكثيرون.
وينكر فرويد كما ينكر مارس امثال هذه الرؤى لسبب بسيط .. ان رؤية المستقبل قبل حدوثه هى مسألة تهدم الفكر المادى من اساسه سواء الفرويدى او الماركسى لانها اثبات قاطع وصريح يسبق الفكر على المادة.
ويميز القرآن بين هذين النوعين من الأحلام يقول ملك مصر
” يا أيها الملأ أفتونى فى رؤياى” (يوسف 43)
” قالوا أضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين ” ( يوسف 14) فهناك اذن اضغاث ورؤى.
ولكن فرويد لا يرى من الاحلام الا تلك الأضغاث والهلوسات الشهوانية لأنه لا يرى الا النفس الأمارة
***
ولهذا يرى فرويد السعادة والراحة فى اشباع تلك الشهوات بينما يرى الدين ان السعادة والراحة فى مخالفتها وقمعها والقبض على زمامها والتسلق عليها عودا الى الوطن الأول .. الى الله .. الذى جاءت النفوس كلها منه .. كما يرى الدين ان النفس الانسانية منازل .. أدناها النفس الأمارة وأعلى منها النفس اللوامة والنفس الملهمة والنفس المطمئنة والنفس الراضية والنفس المرضية واعلى الكل النفس الكاملة
وتاريخ النفس هو صعودها لهذا المعراج من المنازل كدحا الى الله فى ابديته وخلوده.
والحزن الحق فى الاسلام من فراق النفس لوطنها القدسى وانغماسها فى ظلمة الدنيا
اما الحزن عند فرويد فهو على العكس نتيجة حب الدنيا والحرمان منها وبنما نقول نحن ان الحب الاكبر هو حبنا لله .. وان كل الوان الحب الاخرى تأتى ضمنا لهذا الحب وفرعا منه .. فتحب فى الله وترغب فى الله .. يرى فرويد لا يبرح الدائرة الجنسية الشبقية فى نظرته للحب فهو دائما شبق ولو تسامى حبه الى الوان من الشعر والموسيقى فإنما كلها غزل بين ذكر وانثى .
وهذا هو الفرق بين نظرة فرويد المادية المحدودة ونظرة الاسلام الرحبة الشاملة التى تضع بين دفتيها عالم الشهادة وعالم الغيب.
***
تلك سياحة سريعة فى الطب النفسى الاسلامى .. ومن يرد ان يعرف اكثر فيقرا كتاب الدكتور حسنى الشرقاوى .. نحو علم نفسى اسلامى .

نشر هذا المقال للدكتور مصطفى محمود بتاريخ 3 اغسطس سنة 1985 م
نقلا عن موقع جمعية مسجد مصطفى محمود







التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2012, 12:06 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

وعلم النفس الحال هو علم نفس مرضى لأنه يركز على العيوب والأمراض والآفات والعلل ويفتش فى الإنحرافات والتشوهات ولا يقدم لنا شيئا إيجابيا عن النفس السوية الصحيحة
وأى علم نفس هذا الذى يرى ان إشباع الشهوات هو المنبع الوحيد للسلوك وان عقدة اوديب (عشق الولد لامه) وعقدة الكترا ( عشق البنت لأبيها ) هما المرجع الرئيسى الذى يفسر جميع التصرفات .. وان التوبة والندم والصبر على المكارة وقمع الشهوات أمراض ومظاهر للكبت.
وما قدمته هذه الدراسة كاساليب للعلاج كانت كلها أنواعا من المسكنات .. العلاج بالتنويم المغناطيسى .. العلاج بالايحاء .. العلاج بالإفشاء .. العلاج بالتنفيس .. العلاج باللعب .. العلاج بالفن .. العلاج بالإستغراق فى عمل آلى .. كانت كلها أشبه بعلاج السرطان بالمراهم والمهدئات .. لأنها لم تفكر فى أن تغير من النفس شيئا .. وإنما قبلت وجود الدمل النفسى على حالة .. ثم قالت للمريض .. اصرخ او غنى أو ارقص لتنفس عن الامك

مقال قيم أخي وليد بحاجة إلى نقاش واسع ومستفيض
فرويد وفكره الذي ادخله إلى علم النفس بتأسيس مدرسة آمن وعمل بها غيره من الاطباء
أن يتحول الإنسان إلى هذا الشكل المادي الذي تتحكم به غرائزه منذ طفولته ،، ونحن وببساطة من خلال تعاملنا مع أطفالنا ندرك أن هذا الموضوع أبعدما يكون عنهم ،، وإن كانت هناك استجابات فإنها تأتي بشكل تلقائي لا يتحكم بها الطفل وهي استجابات جسدية طبيعية ...
كيف يأتي من يضرب بعرض الحائط القدرة الإلهية التي نظمت مراحل حياة الطفل ليصبح بعد ذلك وبسن معينة مؤهلا لمثل تلك الجسدية..
سأعود للنقاش ولك الشكر على هذا الاثراء







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
قديم 02-02-2012, 02:24 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
م. وليد كمال الخضري
أقلامي
 
الصورة الرمزية م. وليد كمال الخضري
 

 

 
إحصائية العضو







م. وليد كمال الخضري غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى م. وليد كمال الخضري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى م. وليد كمال الخضري

افتراضي رد: الوسواس القهري ....... الاعراض والعلاج

مجموعة من الاستشارات على موقع اسلام ويب بخصوص موضوع الوسواس القهري يجيب عليها اطباء متخصصون

http://www.islamweb.net/consult/inde...7%D8%B1%D9%8A+







التوقيع

لام مانع من الانحناء امام الريح وألف ألف لا للانكسار

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعراض سن اليأس والعلاج الهورموني سلمى رشيد منتدى العلوم الإنسانية والصحة 11 30-12-2009 02:20 AM
الوسواس القهري , قضية للنقاش ايهاب ابوالعون منتدى العلوم الإنسانية والصحة 8 14-10-2009 01:00 PM
سكري الأطفال.. أسبابه وأعراضه والعلاج ! نغــــــــــم أحمد منتدى العلوم الإنسانية والصحة 7 28-08-2007 04:42 PM
المقياس النفسى للوسواس القهرى سيد يوسف منتدى العلوم الإنسانية والصحة 4 05-05-2007 09:56 PM

الساعة الآن 08:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط