إحساس الوحشة في القلب ..

[راحيل الأيسر]

هذا الإحساس الغريب الذي يغمر النفس ويغشى القلب، فيحسه الواحد منا في بعض الاحيان ولكنه لا يستطيع ان يسمي هذا الإحساس ولا حتى يستطيع أن يصفه تماما، وربما تحايل الإنسان على نفسه ونسب الأسباب إلى أمور أخرى غير حقيقية، كأن يربط الأسباب بهم مستقبلي أو بقلق خفي أو بخوف من المجهول أو بخوف من عواقب الماضي، وهكذا أسباب نلفقها لنهرب من حقيقة هذه الوحشة في القلب وربما عبرنا عنها بالطفش والحزن أو عدم السعادة، كل هذا رغم توفر كل الاسباب المادية من فراغ ومال وجدة وقوة، إذن من منا الشجاع الذي يواجه حقيقة هذه الوحشة ليكشف عن سببها ويعرف كيف يعالجها ويكشف عن آثارها؟

هذه الروح التي حبست بين جنبي هذا الجسد المادي، روح راقية سامية من عند الله، فهي لا ترتاح ولا تقر ولا تهدأ الا عندما نتعامل معها برقي وسمو يتناسب معها، وفي مقدمة ذلك بلا شك حسن العلاقة بالله والتقرب اليه وذكره وقراءة كتابه سبحانه حتى تنير النفس وتشرق وتنزاح منها الظلمة والوحشة التي ماهي في الحقيقة الا استنكار من الروح للانغماس الكامل في وحل المادية الصرفة بلباسها ومطعمها ومسكنها والتنافس على الدنيا والتفاخر بالمال والولد، وايضا تتوحش الروح عندما تفقد مايلامسها من المعاني الجميلة من البذل والاحسان وادخال السعادة على الاخرين، وصلة الاقارب وزيارة الاصحاب، وسماع جميل القول والحديث بحسن الكلام، فان كان قوام الجسد بالطعام والشراب وبفقدهما يتضور الانسان جوعا ويتوعك جسده، فان ايضا للروح طعاما وغذاء ومتطلبات اذا فقدتها احس الانسان إحساسا لا يعرفه او لا يعرف ان يصفه!!

اما الان فلا بد ان تعرف ان هذا الاحساس هو نفس الاحساس الذي تحسه عندما يجوع جسدك فتسميه جوعا، ولكنه جوع للروح السامية التي نفخها الله في أبينا ادم، ولن يتوقف هذا الجوع الا بجرعات من الاحسان والبذل والعطاء وإسعاد الاخرين، حتى تعود هذه الروح الى مستقرها ومنزلها الاول، جمعنا الله واياكم في مستقر رحمته، وعلى دروب الخير نلتقي.

[محمد داود العونه]

يأتي وقت علينا نشعر بالاغتراب عن كل ما يحيطنا، ينتابنا شعور غريب ورفة في القلب لا نعلم لها سببا.
قد تكون أرواحنا في هذه اللحظة تتوق للانعتاق من عتمة هذا الطين.. تحن للعودة إلى ملكوت خالقها.
نعم اختي الكريمة رحيل حينما تتملكني هذه الوحشة، أقترب من البسطاء، اذهب بعيدا عن الجدران وغابات الأسمنت والطوب.. بعيدا ً نحو البر اجلس بين الكلاب والقطط بين الدجاج وتحت الأشجار أعانق التراب.. فأعود كما خلقني الله حرا، سعيدا، بسيطا، اتأمل روعة الطبيعة، تهدأ روحي وتطمئن..
كنت في السابق وما أزال افكر في ماهية الأرواح وحاجاتها الماسة دوما للإيمان والسجود للخالق..
كنت اسأل نفسي من أنا؟ وما هي ملامحي الحقيقة بعيدا ً عن هذا الجسد!
...
شكرا أختي رحيل فحرفك العميق هنا جعلني أثرثر كثيرا ً..
كل التقدير والاحترام

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه

يأتي وقت علينا نشعر بالاغتراب عن كل ما يحيطنا، ينتابنا شعور غريب ورفة في القلب لا نعلم لها سببا.
قد تكون أرواحنا في هذه اللحظة تتوق للانعتاق من عتمة هذا الطين.. تحن للعودة إلى ملكوت خالقها.
نعم اختي الكريمة رحيل حينما تتملكني هذه الوحشة، أقترب من البسطاء، اذهب بعيدا عن الجدران وغابات الأسمنت والطوب.. بعيدا ً نحو البر اجلس بين الكلاب والقطط بين الدجاج وتحت الأشجار أعانق التراب.. فأعود كما خلقني الله حرا، سعيدا، بسيطا، اتأمل روعة الطبيعة، تهدأ روحي وتطمئن..
كنت في السابق وما أزال افكر في ماهية الأرواح وحاجاتها الماسة دوما للإيمان والسجود للخالق..
كنت اسأل نفسي من أنا؟ وما هي ملامحي الحقيقة بعيدا ً عن هذا الجسد!
...
شكرا أختي رحيل فحرفك العميق هنا جعلني أثرثر كثيرا ً..
كل التقدير والاحترام

الأستاذ الموقر / محمد داوود العونة ..

جميل ما تقوم به ..
البر : فنحن أبناء التراب ، والابن يرتاح إذا ما التصق بأمه ..
البسطاء : فهم النقاء والفطرة والسجية غير المتكلفة ..
الحيوانات : فهي الكائنات الودودة ، المخلوقات التي تتحكم فيها طبيعتها فقط ..


والأهم من هذا كله سجدة لرب كريم ..



مرور قريب من النفس أخي المكرم ..
لك كل الشكر والتقدير ..

[يافا احمد]

وحشة القلب من اصعب المشاعر التي يمكن أن نمر بها تحيل حياتنا إلى غربة ونحن بين أهلنا وربما في أوطاننا ،، وذكرت في موضوعك أختي راحيل كيف نقوي ارواحنا ومن اهتدى إلى ذلك سبيلا فقد خرج من وحشة القلب وإن كانت لا تغادرنا وتزورنا احيانا .
موضوع من واقع القلب ودمت بخير.

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يافا احمد

وحشة القلب من اصعب المشاعر التي يمكن أن نمر بها تحيل حياتنا إلى غربة ونحن بين أهلنا وربما في أوطاننا ،، وذكرت في موضوعك أختي راحيل كيف نقوي ارواحنا ومن اهتدى إلى ذلك سبيلا فقد خرج من وحشة القلب وإن كانت لا تغادرنا وتزورنا احيانا .
موضوع من واقع القلب ودمت بخير.

العزيزة يافا ..
صدقت ..
نعم الوحشة لا تنفك تزورنا من وقت لآخر ، تشعرنا أننا غرباء في هذه الدنيا ، ولن تنشرح هذه النفس إلا إذا ارتحلت عن غربتها ، واستقرت حيث انتماؤها ..



لك المحبة يا يافا والامتنان ..