ليبيا.. بلد "معجزة" دمروها

[احمد العتيبي]

ليبيا.. بلد "معجزة" دمروها

كتب المحرر السياسي:

حين تنظر من بعيد الى ليبيا، لا يعوزك كثير ذكاء لتكتشف أن هذا البلد يستحق أن يكون أفضل دولة عربية بجدارة، على كل الصعد، لكن زيارة قصيرة له تصدمك، غداة تكتشف، دون أن يعوزك كثير ذكاء أيضاً.. أنه بلد متخلف ما يزال يراوح في عصور سالفة ، على كل الصعد ايضاً.

بلد حباه الله بكل انواع الخيرات التي سيجري تفصيلها لاحقاً، مع عدد سكان صغير "تجاوز الليبيون ال5 مليون بقليل" ، كان قمينا لو توفرت له ادارة صحيحة، ان يندفع الى امام.. ويصل معدل دخل المواطن فيه الى مستوى الدول المتقدمة واعلى من دول الخليج العربي.

لكن كل تلك الخيرات والثروات بددت، دون أن يعرف احد أين؟ وترك الليبيون يصارعون الفقر والمرض والتخلف والجهل والمراوحة في الهراء.

فطوال عقود، شهدت البلاد تراجعا في كل مناحي الحياة، الصحية والتعليمية والثقافية والاعلامية والاجتماعية والرياضية، وبات معظم اهل البلاد يباتون على اقل القليل، "رقادة ريح"، مشغولون بكسب لقمة العيش إن امكن ايجادها.

ولكي لا يكون الكلام، خصوصا الفقرة الاخيرة منه، ادعاء لا يقوم عليه دليل، فلا بأس من التذكير بأن المعلمين ورجال الجيش وغيرهم كانوا يبقون لـ20 شهرا دون رواتب؟. تخيلوا.. أين يحدث هذا؟. كيف يدبرون انفسهم؟ علما بان رواتب غالبيتهم في سنوات التسعينيات لم تكن تزيد عن "200-300" دينارا ليبيا، اي ما يعادل 150 دولاراً، واقل. علما بان البلاد تعاني من تضخم، وغلاء فاحش في الاسعار، فكيلو اللحم بـ12 ديناراً، و"ستيكة البيض باربعة دنانير" واسعار المواصلات مرتفعة وايجارات الشقق اعلى.. هذا إن وجدت، والراتب بالحدود التي ذكرت.

أما الراتب الحقيقي الذي يستحقه اولئك الموظفون في ذلك الوقت، فكان ينبغي أن يزيد على الالفي دينار. هذا لو كانت هناك ادارة صحيحة لثروة البلاد. طبعا لنضع جانبا مقولة "ان الثروة والسلاح بيد الشعب" لانها عبارة مكتوبة بحروف بارزة على اليافطات في معظم المدن الليبية.. لا تلوحها الشمس ولا يتخللها الهواء ولا النفس.

ولكي لا نشط في الحديث نعود لنقول، لو وضعت هذه المعلومات امام اي خبير اقتصادي: بلد عدد سكانه زيد عن الخمسة ملايين، يملك مساحة زراعية تبلغ 6ر3 مليون هكتار تشكل 2 في المائة من إجمالي مساحة ليبيا البالغة مليون و750 ألف و540 كلم مربع، في حين ان بلدا كلبنان وعدد سكانه مقارب من ليبيا اذ يتجاوز الخمسة ملايين بقليل، تبلغ المساحة الزراعية فيه حوالى 1,01 مليون هكتار، منها 360,000 هكتار فقط أراضي صالحة للزراعة.

واذا قارنا الثروة الزراعية في ليبيا مع بلاد مثل الامارات او قطر او الكويت لوجدنا الفارق كبيرا، فهذه الدول تستورد معظم خضراواتها من الخارج، أما في ليبيا فثمة امكانية للتصدير.

وبلد يملك ثروة سمكية جيدة ، فشاطئه على البحر الابيض المتوسط يبلغ 1955 ، في حين يبلغ طول الساحل التونسي 1298، ومع ذلك تعتبر تونس بلداً مصدراً للمنتوجات السمكية.

وايضا بلد يملك ثروة سياحية يعز نظيرها، فثمة اثار ومدن قديمة باقية كما هي، ومع ذلك لا تستغل هذه الثروة، في حين تدخل الثروة السياحية على بلاد اخرى المليارات "مصر أزيد من 8 مليار دولار " وتعد من ابرز مصادر الدخل القومي.

بلد يملك ثروة نفطية مهولة، وحتى وقت قريب كان دخل ليبيا من النفط من الالغاز التي يصعب حلها نظرا للسيطرة الامنية على الموضوع، ولكن بعض التقديرات ذهبت الى ان دخل ليبيا النفطي عام 2007 بلغ 40 مليار دولار، وارتفع خلال السنوات اللاحقة بسبب ارتفاع اسعار البترول وزيادة الضخ، ويقدر دخلها اليومي حاليا ما بين 100 -200 مليون دولار.

لو وضعنا هذه المعلومات امام خبير اقتصادي ماذا كان سيقول على هذا البلد.

لعل اقل ما كان سيقوله انه بلد "معجزة" في هذا الوقت، ولا بد ان سكانه يقطنون الفلل، "علما بان اكثرية الشعب الليبي مش لاقي الشقق ويسكن عدد منهم في براكيات وبيوت لا تصلح للسكن"، ويركب سكانه افخم السيارات بموديلاتها الحديثة "علما بان غالبية الليبيين يتمنون سيارة من أيا موديل ونوع"، وسيقول الخبير لا شك ان سكانه مرتاحون في معيشتهم، ويمتلكون اعلى مستوى صحي وتعليمي في العالم، وبنيتهم التحيتية هي الارقى "وهي شبه معدومة"، فضلا عن ان هذا البلد يعمل للمستقبل ويضع مدخرات تضمن مستقبل اجياله.

وانت تسير في شوارع المدن الليبية وتلتقي الليبيين تكتشف حجم الدمار في هذا البلد..


المصدر

[وفاء الصبحي]

ماذا نقول يا أخي غير
حسبنا الله ونعم الوكيل
فحكامنا أشبه بعصابة اكثر ماتجيده
انشاء السجون والمعتقلات والتفنن في التعذيب والقتل
ونهب ثروات البلاد وتسخيرها لأهوائهم الشخصية
وحاشيتهم وحرسهم وبلطجيتهم
لقد عرفت الشعوب العربية طريقها فيحق لنا الفخر
التفاؤل بفجر جديد!!
تحيتي واحترامي

[سلمى رشيد]

ما جاء في المقال ليس من باب المبالغة في شيء ،، ولكن للأسف الشديد بلد به كل هذه الخيرات والموارد يسرقها شخص واحد ومن يدور في فلكه!!!

نار ستحرقه بإذن الله

حماك الله أستاذ أحمد

[عبدالكريم قاسم]

هي عقلية الحاكم التي تتخيل ان الشعب لا بد ان يبقى جوعان حتى لا يفكر بامر اخر سوى لقمة العيش
لان الشعوب اذا اصابتها التخمة تفكر فيما ابعد من ذلك وهو التعدي على السلطات ومحاولة القفز على المسؤلين
اخي الكريم هذا واقع في كل الدول العربية التي يحكمها امثال هذا الطاغية ، ولكن هذه الهبات الشعبية التي بدأت في العديد من العواصم العربية وكان شعارها لا للجوع ولا لغلاء الاسعار هي اول المسامير في نعوشهم التي يزخرفها الشعب على عجل