|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-10-2024, 10:42 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
*اللطــائف*
*اللطــائف* *تفسير أواخر سورة الفرقان من الآية 61 وحتى الآية 77 وهي آخر السورة* ------------------------------------------------- *أعوذ بالله من الشيطان الرجيم* *بسم الله الرحمن الرحيم* تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) تبارك: تعالى وتمجد في ملكوته بروجاً: منازل أو مواقع معروفة للكواكب السيارة. سراجاً: هو الشمس. أي: عَظُمَتْ بركات الرحمن وكثر خيره، هو الذي جعل في السماء النجوم والكواكب بمنازلها، وجعل فيها شمسًا تضيء نهاراً وقمرًا ينير ليلاً. ------------------------------------------------------ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً (62) خلفةً: يخلُف أحدهما الآخر ويتعاقبان. أي: الله هو الخالق الذي جعل الليل والنهار متعاقبَيْن يَخْلُف أحدهما الآخر، وذلك كي يتفكر من أراد أن يستشعر العبرة في ذلك إيمانًا بالمدبِّر الخالق، أو من أراد أن يشكر لله تعالى على نعمه وآلائه. ----------------------------------------------------- وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) هوناً: يمشون بسكينة ووقار وتواضع. أي: يخبر الله جل وعلا عن المؤمنين الصادقين الذين إذا مشوا حاوطتهم السكينة والوقار وكانوا بمشيتهم متواضعين بدون كبر، وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أو بالكلام السفيه، فإنهم لا يقابلوا كلامهم بمثله، بل يكون جوابهم بقول سديد يسلمون به من أي أذى أو إثم يصيبهم. ---------------------------------------------------- وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) أي الذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام. ---------------------------------------------------- وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) غراما: مغرماً وعقوبة أي يكون العذاب لازماً وممتداً. أي: والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، لأن عذابها هو عقوبة تلازم صاحبها. ---------------------------------------------------- إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) أي: إن جهنم شر قرار وإقامة. ------------------------------------------------------ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67). يقتروا: يبخلوا، أي لم يُضيّقوا تضييق الأشحّاء. قواما: عدلاً وسطاً بين الإسراف والإقتار. أي: الذين إذا أنفقوا من أموالهم لم ينفقوها في معصية الله ، ولم يقتروا على النفقة في طاعة الله، { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } هذه النفقة هي نفقة الرجل على أهله بشكل رئيسي. ---------------------------------------------------- وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) أثاما: عقاباً وجزاءً في الآخرة. أي: والذين يوحدون الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به من كفر بعد إيمان ، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفس عدوانًا ، ولا يزنون ، بل يحفظون فروجهم، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم. ---------------------------------------------------- يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) مهانا: ذليلاً حقيراً لا يُنظر إليه. ---------------------------------------------------- إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) التفسير: يستثني ربنا من غضبه وعقوبته كل مَن تاب مِن ذنوبه توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويبدلها بالحسنات، وذلك بسبب توبتهم وندمهم، وكان الله غفورًا لمن تاب، رحيمًا بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بأكبر المعاصي. --------------------------------------------------- وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) التفسير: ومن تاب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل عملا صالحا، فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا صحيحًا، فيقبل الله توبته، إذا تاب قبل الموت، ويكفر ذنوبه. ---------------------------------------------------- وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) الزور: الشرك والنفاق والعمل السيئ. لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ: أي لا يحضرون مجالس الكذب والباطل والاستغابة والنميمة. مروا باللغو: اللغو هو سقط الكلام، أو هو الكلام الذي لا فائدة فيه ولا منه، وكذلك فهو الكلام الذي ينبغي أن يُلغى ويُطرح. كراما: مُكرمين أنفسهم بالإعراض عنه وتجاهله، فهم ليسوا من أهله. التفسير: والذين لا يشهدون بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل الباطل واللغو من غير قصد، مرُّوا معرضين منكرين يتنزهون عنه ولا يرضونه. ----------------------------------------------------- وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) لم يخروا: لم يسقطوا ولم يقعوا، أي أنهم لم يهملوا سماعها والاطلاع عليها. التفسير: والذين إذا وُعِظُوا بآيات القرآن ودلائل وحدانية الله، لم يتغافلوا عنها، كأنهم صمٌّ لم يسمعوها، وعُمْيٌ لم يبصروها، بل وَعَتْها قلوبهم، وتفتَّحت لها بصائرهم، فخرُّوا لله ساجدين مطيعين. ----------------------------------------------------- وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) قرة أعين: أي أن تكون ذريتنا أعواناً لنا على تقوى الله ونراهم مطيعين لله ، واجعل لنا بهم من الفرح والمسرة ما تقر به عيوننا. إِمَاما: من يُقتدى به في الصلاة أو في غيرها، وكذلك هو القدوة والحجّة، والقادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بنا. التفسير: والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، وفيه أنسنا وسرورنا، واجعلنا قدوة يُقتدى بنا في الخير. ---------------------------------------------------- أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) الغرفة: هي أعلى منازل الجنّة وأفضلها. التفسير: أولئك الذين اتصفوا بالصفات السابقة من عباد الرحمن، يثابون أعلى منازل الجنة، برحمة الله وبسبب صبرهم على الطاعات، وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية والسلام من الملائكة. ---------------------------------------------------- خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) التفسير: خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به، لا يبغون عنها تحولا. ---------------------------------------------------- قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) ما يعبأ بكم: ما يفعل ربي بكم لولا دعاؤكم، أي مجمل عبادتكم لله تعالى. لزاما: الكلام هنا عن المشركين، أي يكون عذابا دائما مُلازماً لكم وذلك جزاء تكذيبكم. التفسير: أخبر الله تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس لولا دعاؤهم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة، فقد كَذَّبتم، أيها الكافرون، فسوف يكون تكذيبكم مُفْضِيًا لعذاب يلزمكم لزوم الغريم لغريمه، ويهلككم في الدنيا والآخرة. ---------------------------------------------------- "صدق الله العظيم" |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|