الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2012, 06:41 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي كيسينجر... إطلالة على الثورات العربية .. منقول

كيسينجر... إطلالة على الثورات العربية


جميل مطر

نحبه أو نكرهه يبقى هنري كيسينجر الشخصية الأبرز في القرن العشرين في مجال السياسة الدولية، وبشكل خاص مجال السياسة الخارجية الأميركية. ليس فقط لأنه حقق الانفتاح الأميركي على جمهورية الصين الشعبية، حين أقدم بشجاعة وجرأة على فتح وإقامة مفاوضات مباشرة مع حكومة بكين، لكن أيضا لأن سياساته كان لها فضل كبير على تسريع نهاية الاتحاد السوفياتي، والفضل الأكبر على ضمان وتأكيد أمن إسرائيل لعقود طويلة، والفضل الأعظم على تكبيل الإرادة السياسية المصرية وخفض مرتبتها في سلم النظام الإقليمي العربي وفي الشرق الأوسط عامة.
سمعته مؤخرا يتكلم في حضور عدد غفير فأشفقت عليه من الكبر والعناد والأضواء، وتمنيت لو أنه لم يتكلم، فقد تلعثم على غير عادته وخرجت الكلمات من فمه بحروف متآكلة أو متعبة، وتدهورت قوة بعض حججه فخرج خطابه على مستوى غير لائق. ثم قرأت ما كتبه في مناسبة لاحقة فكان كالعهد به قويا وشجاعا وواعيا. وأخيرا نشرت له صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالا تحت عنوان «مبدأ جديد للتدخل»، عاد فيه متألقا تألق «الإمبرياليين الأوائل»، ومحتفظا بقوة حجة اليمين المحافظ، ووفيا وفاء أصحاب النظرية «الواقعية» لمذهبهم ومناهجهم في صنع السياسة الخارجية ونظرتهم إلى السياسة الدولية.
عاد كيسينجر يقول بلهجة صارمة وعقيدة لم تضعف انه لا يولي أهمية كبيرة لأيديولوجية نظام حكم، أو لنوعية النخبة الحاكمة وهويتها الطبقية. لا يشغله كثيرا أن تكون حكومة الدولة ثورية أو دكتاتورية أو ديموقراطية. يشغله فقط سياسات هذا النظام أو النخبة الحاكمة تجاه أميركا. وفي خطاباته الأخيرة، وبخاصة في هذا المقال الذي نحن بصدده، لاحظت أنه مندهش للاهتمام الكبير الذي توليه صحافة الغرب ورجال الحكم فيه «لما يسمى بالثورات العربية». ويقول بلهجة قاطعة وحازمة إنه لا يجوز لحكومة في الغرب التوقف طويلا عند هذه الثورات، فهي في نظره لا تزيد عن كونها «لحظة إنترنت»، نهتم بها قليلا ثم لا نلبث أن ننصرف عنها إلى مشاغل حياتية أخرى.
يبدو أن كيسينجر أقلقه بشكل خاص في الآونة الأخيرة ترديد بعض السياسيين والإعلاميين لمقولة ان الغرب قد أساء كثيرا وطويلا إلى الشعوب العربية حين دعم حكومات دكتاتورية أساءت معاملة هذه الشعوب مستندة إلى تحالفها مع الغرب، وبخاصة مع أميركا. ساءه أكثر أن عددا من هؤلاء الساسة والإعلاميين يدعون إلى تعويض هذه الشعوب والتكفير عن ذنوب الغرب بدعم ثورات العرب والتركيز بجدية وإخلاص على إحلال الديموقراطية وعدم السماح للعسكريين بمحاولة الاستيلاء على الحكم مرة أخرى.
[[[[
أستطيع تفهم دوافع هنري كيسينجر في هذا الموضوع. أظن أن ما يخشاه كيسينجر وينصح تلاميذه في وزارة الخارجية والبيت الأبيض والحزب الجمهوري بتوخي الحذر من التورط فيه، هو الميل المتزايد في حكومات غربية، وربما حكومة واشنطن، إلى إنفاق وقت وجهد للتدخل في شؤون دول الثورات العربية لأسباب إنسانية، خضوعا للحملة التي تدعو دول الغرب للتعويض عما فات. يخشى كيسينجر أن تتورط واشنطن في سياسات خارجية تضيف إليها مسؤوليات جديدة هي في غنى عنها وقد لا تكون بالضرورة مفيدة لمصالحها القومية، ومنها المحافظة على أمن إسرائيل.
من الواضح أن الدبلوماسي العجوز يعتقد أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى ليس حقا طبيعيا أو مشروعا، أو ليس واجبا مفروضا إلا إذا كان هذا التدخل مشروطا، وهو الشرط الضروري والكافي من وجهة نظر كسينجر، أن يخدم هذا التدخل أهداف أميركا ومصالحها القومية، وأن يكون متناسبا مع مكانة الدولة «المتدخل» في شؤونها، كما أن تكون سياساتها الخارجية قريبة من الدوائر المركزية للاهتمامات الخارجية الأميركية. بمعنى آخر يجوز لأميركا أن تعتبر تدخلها في شأن من شؤون دولة عربية حقا لأميركا أو واجبا عليها ، إذا كان التدخل يعود بفائدة مباشرة على مصالح أميركا في الدولة أو في الإقليم، وإذا كانت هذه الدولة «تستحق لمكانتها وتأثيراتها الإقليمية التدخل في شؤونها».
[[[[
لا يدور كسينجر ولا يلف، يقولها صراحة «إن هناك مبالغة في الغرب في تصوير حقيقة الثورات العربية» .كثيرون في الغرب يعتقدون أن الثورات العربية تقوم على دعامتين جوهريتين هما الشباب والديموقراطية، أما الشباب فيعتقد كيسينجر أنهم خرجوا من المعادلة حين سمحوا، في مطلع الثورات، للتقليديين سواء أكانوا عسكريين أم إسلاميين بإزاحتهم هم و«جميع القوى الإلكترونية» عن سباقات النفوذ والقوة.
وعن الديموقراطية، الدعامة الثانية للثورات العربية، يقول كيسينجر إن غالبية المؤشرات تشير إلى أن الديموقراطية لم تعد هدفا، أو أنها الهدف الذي لم يتحقق وقد لا يتحقق، ويضرب المثل بليبيا، ولعله يتنبأ بمصير غير ديموقراطي للثورات في اليمن وسوريا ومصر والبحرين. أظن أنه يحاول مرة أخرى التأكيد أنه غير منشغل بقضية الديموقراطية في الشرق الأوسط، وغير متفائل أو متشائم بشأن مستقبلها بدليل أنه لم يقدم رابطا واحدا يربط بين قيام نظام ديموقراطي في دولة عربية ثورية أو غير ثورية، وبين مصلحة أميركية مباشرة تتحقق بفضل قيام هذا النظام. مرة أخرى يؤكد أن شكل نظام الحكم الذي ستسفر عنه هذه الثورات موضوع غير مهم للسياسة الأميركية ولا يجب أن يحظى باهتمام المسؤولين في واشنطن.
[[[[
وبينما يردد بعض الليبراليين المصرين ببراءة شديدة اعتقادهم أن أميركا لن تكرر الخطأ الذي كثيرا ما ارتكبته، وهو دعمها حكاما مستبدين والتحالف معهم، أترك لهنري كيسينجر الرد على هؤلاء. يقول إنه قبل أن نحكم على سياسة ما بأنها كانت خطأ أم لا، يجب علينا أولا أن نعترف بالانجازات التي حققتها تلك السياسات. لقد كان لهذه السياسات التي انتهجتها الادارات الأميركية المتعاقبة في دعم الاستبداد العربي الفضل في تحقيق الإنجازات التالية: المساعدة في تحقيق انتصار أميركا في الحرب الباردة ، تأمين مصالح أميركا القومية في الشرق الأوسط وفي صدارتها النفط، فرض اتفاقية صلح بين أكبر دولة عربية واسرائيل، تنفيذ الجوانب الحقيرة والقذرة في الحرب ضد الإرهاب كتولي أجهزة المخابرات في دول الاستبداد مسؤولية تعذيب المشتبه فيهم، وأخيرا وليس آخرا، الالتزام بسياسات حرية السوق. خلاصة ما يقوله كيسينجر ويهمنا بشكل خاص عند مناقشة موضوع الترشح لرئاسة الجمهورية هو أن أميركا ستؤيد أيا كان، شاطرا كان أم مرسيا أم نائبا لمبارك، إذا تعهد بحماية مصالح أميركا في الشرق الأوسط. لن تبحث واشنطن عن مسوغاته الديموقراطية أو الاستبدادية أو الدينية أو العلمانية.
[[[[
وعندما ينتقل كيسينجر بالحديث إلى النظام العربي نزداد وثوقا بالتزامه شبه العقيدي بالمدرسة الواقعية التي تلقى دروسها الأولى خلال متابعته الأكاديمية لمرحلة بناء نظام توازن القوى الأوروبية في القرن التاسع عشر فى أعقاب الحروب النابليونية.
يرى كيسينجر، وعدد غير قليل من المحللين العرب، أن القرارات التي صدرت عن مؤسسات النظام العربي، مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرهما خلال عام الثورات لم تصدر على قاعدة الديموقراطية، بل العكس تماما. لقد اتخذت الجامعة العربية قرارات جرى وصفها بأنها تعبر عن الإجماع بينما في حقيقة الأمر لم يشارك في مناقشتها عدد من الدول الثورية ودول أخرى غير ثورية. يرى أيضا، وأشاركه مع غيره الرأي في أنه أمكن لمجموعة من الحكومات والتيارات غير الديموقراطية في النظام العربي تحويل دفة سفينة الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط في اتجاه الصراع مع إيران. لم يعد خافيا على مراقب في حجم هنري كيسينجر، كما اتضح مما كتب أن الصيغة الدينية صارت تهيمن على التفاعلات التعاونية والصراعية على حد سواء في النظام الإقليمي العربي.
لذلك لم يدهشني إعلان كيسينجر أن المنطقة، ولعله يقصد النظام العربي، تتجه شيئا فشيئا نحو نظام إقليمي «طارد للأقليات»، أو رافض ومخاصم لها. لو صدقت رؤية هنري كيسينجر لكان الأمر حقا مخيفا ولاستدعى من قادة النظام وصانعي الرأي الانتباه إلى ما يمكن أن ينتهي إليه هذا التوجه، ولفرض على مفكري العرب الانشغال ولو لبعض الوقت باحتمال أن تكون المنطقة قد صارت بالفعل على الطريق نحو «عصر ما بعد الأقليات»، بأحد احتمالين كلاهما سيئ ، الأول نظام إقليمي يخلو من الأقليات والثاني نظام إقليمي تشكل فيه أقليات الشرق الأوسط دولا ذات سيادة .
[[[[
الخطورة التي تشع من بعض رؤى كيسينجر والتي يشاركه فيها عدد غير قليل من المفكرين الأميركيين السبب فيها ما تتضمنه من نبوءة صاغها كل مفكر من هؤلاء صياغة خاصة به لكنها تجتمع حول فكرة واحدة هي أن «عقيدة عالمية»، أو ما يطلق عليه بعضنا «أممية دينية»، سوف تهيمن على النظام العربي. هذه الحال قد تنتهي بحسب رأيهم بشرق أوسط تهيمن على تفاعلاته صراعات بين قومية إسلامية مطعمة بأفكار متطرفة عرقيا، أي عربيا مثلا، وقومية فارسية مطعمة بأفكار إسلامية متطرفة طائفيا، وكلتاهما متربصة بقومية إسلامية معتدلة، وربما «علمانية الهوى»، مطعمة بطموحات عثمانية.
[[[[
التاريخ، تاريخ أوروبا خاصة والشرق الأوسط أيضا، شاهد على حقيقة تكاد تكون في حكم القاعدة العلمية التي تؤكد أن أخطر الحروب وأشدها فتكا ووحشية هي تلك التي تنشب بين شعوب أو فصائل «الأمة الدينية الواحدة »، سواء أكانت هذه الأمة مسيحية أم إسلامية.
ينشر بالتزامن مع «الشروق» المصرية






التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيت بمنازل كثيرة / كمال الصليبي . زياد هواش منتدى الحوار الفكري العام 8 25-12-2016 09:13 AM
دفاعا عن الثورات العربية ... محمّد الجزائريّ منتدى الحوار الفكري العام 1 23-09-2011 01:35 AM
عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل .. زياد هواش منتدى الحوار الفكري العام 281 13-05-2011 10:56 PM
خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل / كمال الصليبي زياد هواش منتدى الحوار الفكري العام 15 12-02-2010 12:40 PM
نشأة جذور مصادر اللغة العربية الجزء الاول سهيل السويطي منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 1 05-05-2009 01:36 AM

الساعة الآن 10:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط