20-04-2012, 11:20 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
كربلاء الاسلاميين التى لا تنتهى
20 ابريل 2012م كربلاء الاسلاميين التى لا تنتهى بقلم هشام النجار
الحركة الاسلامية قدمت تضحيات عظيمة فى النضال ضد النظم الشمولية ، وعلى فترات كانت هناك مراجعات نقدية تجريها فصائل داخل الحركة دون الأخرى ، ولا يستفيد ولا تنتفع بها باقى الفصائل مما يؤدى الى اعادة التجربة والعودة من جديد الى المربع صفر ، وما أن ينتهى فصيل الى ضرورة نبذ العنف وضرورة الانخراط فى النضال السياسى السلمى حتى يبدأ فصيل آخر فى الانخراط فى الصدام المسلح ، فتبدو الحركة بفصائلها وكأنها جزر معزولة عن بعضها البعض فلا قنوات اتصال ولا اطلاع على انتاج الآخر الفكرى ولا استفادة من تجارب الفصائل الأخرى . راجَعَ الاخوان بشكل أو بآخر تجربتهم مع عبد الناصر لكن الجماعة الاسلامية أبت الاستفادة من تلك التجربة المهمة فبدأت من الصفر وخاضت تجربتها الدموية العنيفة فى التسعينات لتنتهى الى نتائج مشابهة لما انتهى اليه الاخوان قبلهم بسنوات طويلة . واليوم صار لدينا تراكم خبرات وتجربتان عريضتان لفصيلين كبيرين من فصائل الحركة الاسلامية ، وبالرغم من ذلك نلمح اليوم مؤشرات لامكانية العودة الى المربع صفر للمرة الثالثة على مدار قرن من الزمان ، فلغة الوعيد والتهديد بالدم التى انطلقت من بعض فصائل التيار السلفى فى خضم الصراع السياسى القائم على الاستحقاق الرئاسى ، تؤكد أن تلك الفصائل لا تعترف وتأبى الاستفادة من تجربتى الاخوان والجماعة الاسلامية . الانخراط فى العنف من جديد لا يفيد الحركة الاسلامية انما يصب – كما هو الحال دائماً – فى مصلحة التيارات العلمانية واليسارية ، وتلك هى لعبتهم التاريخية التى لا يربحون بغيرها المواجهة مع الاسلاميين ، فليس أمامهم غير ايقاع الاسلاميين فى فخ العنف والصدام المسلح ليتمكنوا من أسر الوحش الاسلامى وتقييد حركته . على الاسلاميين أولاً الاطلاع على تاريخهم جيداً والاستفادة من تجارب من سبقوهم ، وعليهم أن يمارسوا اللعبة السياسية بأدواتها ؛ فالسياسة حروب ومعارك ضارية وضربات موجعة ، ولكنها حروب بدون سلاح وبدون عنف وبدون دماء ، وما داموا قد وصلوا الى هذه المرحلة من القوة فى الشارع السياسى فليتوقعوا الضربات والصدمات ؛ لأن " تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع " كما يقول المثل الروسى ، وليردوا الضربات بمثلها فالسياسى العاجز هو من يلجأ للرد الدموى .
لغة التهديد بالدم التى سمعناها فى منتهى الخطورة لأنها قد تلقى آذاناً صاغية من بعض الشباب المتحمس الذى قد يتحرك فى اتجاه ارتكاب خطأ جسيم بدون استشارة أحد ، أو قد تقوم بانتاج هذا الخطأ جهة ما لتلصق التهمة بالاسلاميين ، فيُعاد انتاج حادث المنشية أو حادث المنصة من جديد ، لتدخل الحركة الاسلامية فى كربلاء ثالثة وتبدأ دوامة العنف والمحن والسجون ، وليخلو الميدان مرة أخرى للتيارات العلمانية والماركسية .
سياسة الحسن بن على رضى الله عنهما مناسبة ومهمة فى بعض المراحل بالنظر الى أن الاسلاميين ليسوا وحدهم بالساحة وقد يكون تعاظم هيمنتهم ونفوذهم فى السلطة أضعافاً مضاعفة مضراً بهم وفى غير صالحهم ، وقد يكون تنازلهم عن بعض المكاسب – اقتداءاً بالحسن - فى صالح الحفاظ على بعض ما حققوه سابقاً .
الا أن هناك على ما يبدو ولع داخل الحركة الاسلامية بمصر بسياسة الحسين رضى الله عنه – ان جاز أن نسميها سياسة - ، فقد كان رضى الله عنه يتعامل مع الواقع والمستقبل على أنه قدر مقدور ، وأن كربلاء واقعة لا محالة وألا مهرب من المحنة ولا بديل عن المسير نحو المواجهة والصدام مهما كانت التبعات .
تهديدات بعض فصائل التيارات السلفية بالدم بعد اقصاء الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ، تذكرنا بما قاله الحسين رضى الله عنه لأخيه محمد : " أتانى رسول الله بعدما فارقتك وقال يا حسين أخرج ، فان الله شاء أن يراك قتيلاً ، فقال له أخوه محمد : ان كنت تخرج للقتل فما معنى حملك هذه النسوة ؟ فقال الحسين : لقد شاء الله أن يراهن سبايا !
ورغم نصائح الكثيرين من أهل العلم والرأى والسبق له بعدم الخروج ، وفى طريقه الى الكوفة قال الحسين لأحد أنصاره : ليس يخفى على الرأى ولكن الله لا يُغلب على أمره .
انها كربلاء الاسلاميين التى لا تنتهى أبداً .
|
|
|