|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-05-2015, 06:56 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
نصف ظل .. نصف وجه !
نصف ظل .. نصف وجه ( مشروع تخرج ) كان علىّ اليوم ، أن أكون بصحبته ، بعد محادثته بالأمس ؛ لأقف على سر هذا الإلحاح ، الذي بدا في أنفاسه المتلاحقة ، و هذا الصراخ المفعم بالسخرية ، و عدم الاكتراث . الفكرة كانت مجنونة ، إلي حد بعيد ، وأسلوب تناولها ، لا أقول كان ملائما ، بل أقول ، هو الجنون بعينه ، مما جعلني في حالة ارتباك .عين عليه محاصرة ، وعين تتابع ما تعرض تلك الشاشة ، نصف عقل ، و النصف الآخر داخل غابة كثيفة ، لأشجار تنهار وتتفتت من تلقاء نفسها. أنفاس تختلط ، وأحلام خانها أصحابها ، تتبادل المواقع و الألوان .. و الحميمية أيضا . كأنني أعيش كابوسا . هذا المزج ، والتلاعب بالكائنات ، ما بين التجسيد الحي، والتجسيد الممتنع بالعرائس ، و الدمى ، حتى اختلطت برأسي الأمور ، بين نهار و ليل ، شمس و قمر ، حقيقة و خيال . : " عن أي شيء تبحث ؟". قهقه بقوة ؛ فاحمر أنفه ، وهطلت عيناه ، ثم حدق الصورة بغيظ عجيب ، تخلص منه فورا :"ربما لا شيء". أتابع من ينقر نافذة عدة نقرات ، ثم يستعين بآلة موسيقية ، و يواصل النقر . تفتح النافذة على وجه دمية ، لم تكن دمية بالداخل ، بل كائنا من لحم و دم ، بين أحضان رجل ، ربما الزوج :" أهو العبث ؟!". وثب بغضب ، بأنفاس متوهجة ، صدر انفصل عنه ، و تعلق بمسمار على الحائط : " لم تحاصرني بأسئلتك ، أليس في الصورة الكفاية ؟ ". : " لم يعد لي وقت ، الموت يحاصرني ، كما قال الأطباء .. لم جعلتني أحبك .. لمحاصرتني في كل مكان ، حتى أقنعت نفسي أنك تحبينني ؟!". : " و أنا أحبك .. أعشقك و أعشق صوتك .. هيا الآن ، قبل أن تتخلى عن النائم أحلامه". و أغلقت الدمية النافذة ، و هي تغني أغنية سريالية الصوت والمعنى ، كصرخة نشوة ، أو لحظة شبقية . : " وما أمر الدميتين في الخارج ، على يمين و شمال العازف ، لم أحاط الظلام بنصفوجه واحدة دون الثانية ، وأكثرت من الزوم و الكلوز على نصف الوجه دون الآخر؟!". تحاشى نظراتي ، و افتعل الانشغال ، كأنه منفصل عني ، و لكن :" أنت لم تر جيدا ؛ لنعد إلي التتر، كل ما عليك مزيد من التركيز ..هييه اتفقنا ؟!". تنقل بجسد متوتر ، وملامح وجهه تتلون ، ثم تعود لطبيعتها .. أحسست قلقا حادا ، ولا أدرى كيف واتتني فكرة ، أنني لم أكن خارج الدائرة ! كان التتر يتحرك على خلفية ، لم تنفصل عن المطروح ، بل كانت تقدم عالما شاسعا ، يكتنفه الضباب ، يمتلك من الأقنعة ، مالا طاقة لأحد بارتكابها ، و كل قناع بلون ، و صوت مختلف بين الجمال و القبح ، الرشيق و الباهت المترهل ، ثم جعلها دمى تحلق ، تتباعد و تتجاذب ، و تغير مواقعها . ثم دنت الكاميرا أكثر من الملامح ؛ لتؤكد أن فعلا ما يتم ، و ليس مجرد استعراض كرتوني ، فثمة علاقات ، بين جنسين ، صغار و كبار ، شيوخ وعجائز ، صبية و بنات . ثم يحدث زوم ، يلم كل الدمى ، ويرجها كحبات نرد ، ثم يلقي بها ، فتغير مواقعها . لا يخلو الأمر من مواقف غرامية حميمة ، وأخرى جنسية فاضحة ، و أيضا مواقف رومانسية . وقبل أن يختتم التتر ، تصبح نقطة ، فحبة نرد ، ثم تلقى ، وتفرش الشاشة ، بتبديل المواقف ، و الأشكال ، و الدمى . : " ما يريد تصديره هذا المجنون ، و لم ذهب إلي شرح ما عرض بالتتر ، لم لم يكتف ؟ تناهت إلي أذني أصوات طرقات . هب من جلسته ، أوقف الجهاز ، و اتجه حزينا إلي النافذة ، فتحها ، فكشف عن وجه دمية ، كانت هي نفسها ، من كانت مع العازف . فركت عيني ، قفزت واقفا .. أتأمل الغرفة ، وأتحسس نفسي :" غصبت على ذلك ، لم لا تنس ، هذا لا يعني شيئا". فجأة علت ذراعاه ، و أطبقتا على الهواء ، ثم علت ضحكات و صرخات ، ترصع السماء بنجوم ألوانها ، أنفاسها ، حتى تختفي . وهو يكاد يقعي ، يقفز من النافذة ملاحقها ، لكن أعجزه أنه لم يكن دمية ، في تلك اللحظة ! أسرعت هربا ، بعقل شرد بعيدا ، في ترحال مر ، و أنا أتحسس نصف الوجه الذي كشفت عنه الكاميرا ، و أيضا النصف الآخر للحُمَى ، و الدمية التي لم أكنها يوما .. و نثرت ما أحمل للريح ، وبصقت لعنتي ! |
|||
14-05-2015, 01:54 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
شئ ما غائب عني هنا |
|||
17-05-2015, 08:48 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
القدير ربيع عبد الرحمن
|
|||||
18-05-2015, 03:13 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
اقتباس:
ربما العودة إلي سبر أغوار هذا النص لن تعطي إلا ما أعطى رحيلك الأول في الوصول إلي حدوتة ما .. ربما تصل و لكنها حدوتة معقدة للغاية : لأعرف أكنت أنا الآخر دمية هنا؟؟؟ ربما هذا التساؤل فيه الكفاية ، فقد أنهى إلي حد ما فضول القارئ و أسكن روع الكاتب الذي يحاول فك الطلاسم و ما هي بطلاسم ماذا يعني لو أنني قدمت هذا العالم بسرد أقرب و لغة مغكوكة الضفائر و الثياب ؟ ربما الخوف من ألا أستطيع ذلك هو ما حدا بي إلي هذه السردية المغلفة بغلالة من التهويم ! شكرا أستاذي و أخي بسباس كنت قريبا كما دائما تأكد أني أحاول ألا أكون اسما مكرورا و لو حتى ظلمت نفسي محبتي |
||||
18-05-2015, 03:24 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
اقتباس:
من العرائس و أيضا من البشر ماذا لو أنني أمام مرايا متعددة ، و في كل مرآة أبدو كما أنا في الأخرى ماذا لو أعطيت لكل مرآة اسما و جنسا آخر و حركت تلك المرايا في هذا العالم الافتراضي تخيل ما يمكن ، و ما لا يمكن ما يجوز و ما لا يجوز فقط نفكر فيما يلزم لكل مرآة .. اسم و لون و حديث يليق بالرجل مرة و بالأنثى مرة أخرى و ربما مرات ماذا لو حدث . و من شاعر أو شاعرة .. كاتب أو كاتبة كيف يكون الأمر .. و هذه المساحة الفضفاضة من الصدق أو الكذب من الحقيقي و الزائف ..و ماذا لو كان الأمر أفسح من ذلك ؟؟؟ ألا يبدو في الأفق ثمة ربيع عربي آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و ثورة في كل بيت طاله أبطال الحكاية ؟؟؟؟ أنا عاجز أمام إرادة عدي المدهشة تأكد أنك قبضت على الحكاية و رأيتها بين أصابعك واضحة كما شاغبتني و تأكد من شيء جميل .. أنك من أجمل اكتشافاتي هنا في الاقلام رعاك الله و صانك محبتي |
||||
18-05-2015, 03:46 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
اقتباس:
سلام الله عليك أستاذي كنت أنتظر مثلك رد و تحليل الرائع الأستاذ عدي سأعود لقرائته على مهل كنت منشغلا قليلا أيضا نصك لا أقول أرهقني، فالإرهاق يسبب الملل، و لكن نصك دوخني تماما، فيه شئ ممتع أتصدق أنني قرأته ربما عشر مرات و ربما أكثر لا أعلم كم مرة و عند القراءة دوما أتوقف مطولا عند الزوم على نصف وجه هناك يبتعلني النص لأنك رسمت لنا دائرة و لم تترك لنا فرصة للنفاذ دائرة من جنون و ردك أستاذي للأخ عدي أراحني، أن الفكرة التي كانت برأسي هي عمق النص و كأنك تطالبنا أن نخرج من أنفسنا، و نرانا على حقيقتنا، فكيف نرانا، هل ترانا نتمسك بها نصك مباشرة ذكرني بفيلم (another earth) ,و الذي فيه حلق خيال المخرج نحو تعدد الأكوان فكان أن أخرج من العدم كوكبا مقابل كوكبنا و يشبه الأرض جدا و سمي الأرض الثانية و تم بعد ذلك تم تحضير سفرية نحوه حيث يوجد فيه فرصة ثانية لتصحيح أخطاء سابقة، حيث يوجد فيه أناس يشبهون ربيع و عدي و عبدالرزاق، مع فوارق بسيطة لن أستريح حتى أعيد قراءته مرات و مرات ليس لأصل لشئ ما بقدر ما هو محاولة الحياة داخله و أعلم أنك تنبذ الإجترار لذلك أحبك و لذلك أعشق حرفك محبتي الكبيرة |
||||
21-05-2015, 09:37 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: نصف ظل .. نصف وجه !
ما بقي لي أمام ما تقدم به الأخوان الرائعان: بسباس و عدي من تحليل غير التحية والمحبة.
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|