الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-2015, 12:01 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رجل يعشش بذاكرتي

ما أبعد الأمس عن اليوم بمفهوم الزمن، و ما أقربه من دقات قلبي، يسكنني صوته الجهوري و بحته المنبعثة من رحم الحب. كثيرا ما تخاصمنا على مائدة العشاء؛ بسبب البصل الطازج الذي يغطي طبق الكسكسى، يلوح بحنجرته و يجهد حبه ليرغمني على تناولها، و كانت أمي هي حصني المنيع، لم يكن له قوة تنفذ نحوي و أنا تحت جناحيها.

تراودني صورته رغما عني، يسقط وجهه من حقيبة الذكريات، و أنا ما بين نشوة و غصة أراوح فيهما الفرحة و الألم.

كثيرا ما التهبت أذني؛ عندما كان يفركها لأستوعب كلماته، و هو يردد على مسامعي:
-ألف جعل الله فيها ألفة .. باء فيها بركة .. حاء حكمة تنالها من كتاب الله، جيم جنة مآل عباد الله.

صعب أن تعتصر الفرحة و البسمة في وجه الأطفال من براثن الفقر، كان كذلك هذا الرجل؛ ينتفض في وجهي كوردة تتحسس فراشة بريئة، يتفحصني في غفلة مني، و يرتدي التعب ليعريني من البؤس الذي حاصره.

إنه رجل يجعلك تدرك؛ أنه من الصعب عليه حمله، و عليّ أيضا؛ فليس سهلا عليّ أن أركض معه و هو عاجز عن إضاءة الطريق. أن يعتمد على قامتي ليزاول المشي، و كأنه يتعلم الوقوف للمرة الأولى.

-أنا في عالم آخر بني.

إجابة أعلنت عن نفسها منتشية بالإرهاق، عندما كان صوتي يتسلل إليه من خلال مسامات أنينه.

-هل آلمك العلاج الكيماوي..

رغم أن تلك الجلسة مر عليها أسبوعان، إلا أن تأثيراتها الجانبية كانت مؤلمة جدا.

-بني لا تخف على الثور...الثور حراث.

حتى و هو يعالج الألم و قسوة المرض، لم يكن ليخيفني أو يرهقني، بل تخيل عالما ليسبح فيه ؛ليبعدني و ينتشلني من مخاوفي. و هو يراجع دفاتر ارتجالاته و حكمه يبحث عن صفحة الأمل، كانت باهتة..باهتة..صفراء مثل رمال الصحراء..مرر جملة من النصائح و استسلم للنوم على المقعد الخلفي للسيارة، أو كهذا حاول إيهامي، رغم التقاطي لصراخه الصامت، و خطوات الألم تمشط صدره المتهالك.

هذا الذي صاحب العواصف الثلجية، و عاند الشجر في ثباته، أدفعه مثل وليد على كرسي متحرك.
رأسه تتدلى من على كتفيه، مثل بندول يرفض الإنتصاب عموديا.

قبل مواصلة الجلسة الثانية، كان ملزما بالخضوع للفحص و الوقوف على مدى تحمله. أرشدنا ممرض نحو طبيبة لتقف على حالته الصحية.

-لابد أن نوقف علاجه و سأحيلك إلى عيادة قريبة من مقر سكناك..
-و لكن...
-أخرج والدك و تعال لنواصل الحديث، و أنصحك أن تجلسه في السيارة ليستريح، فمكوثه هنا سيتعبه كثيرا.

بصعوبة كنت أتجاوز أروقة العيادة، لم تكن عاطفة أو شعورا يمر مثل ومضة برق، بل كان عمرا تورم بالأحلام المنتهية الصلاحية. و عشرة تقاسمنا فيه حلاوة الأيام و هزائم الوطن المتتالية..

-هل أنت مستعد أن أحدثك بصراحة.

قلت: نعم، رغم اقتناعي بعدم تحضري لمثل هذه المواقف، تمنيت أن أستيقظ من الحياة.
تأبطت إرشاداتها رغما عني، و استمعت لحديثها الذي كان يمسك قلبي ككلابة صدئة أفرغت فيه كامل سمها.

في المساء و أنا خارج حدود الوجود، باغتتني زوجتي بحديثها عنه:

-ثلاثة أيام و والدك يحكي لنا حكاية الجازية و ذياب الهلالي..
-هل يحفظها..
-بل و يحسن القص، ربما أحسن منك..

سارعت لأنال نصيبي من الإرث، هكذا هم الفقراء، نصيبهم ذكريات و قصص يغفو على وقع سردها الأطفال.

لم أنل نصيبي، فقد كانت وصيته أن تقسم حكاياته على والدتي و زوجتي و أختي، و أكون أنا لأول مرة في حياتي مستعدا لجمع تركة بطريقة مغايرة، قد أقسمها بطريقة عادلة.






 
آخر تعديل ربيع عبد الرحمن يوم 01-05-2015 في 02:43 AM.
رد مع اقتباس
قديم 27-04-2015, 03:30 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمود جمعه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمود جمعه غير متصل


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

أحسنت يا صديقي
دمت و دام قلمك و إبداعك







 
رد مع اقتباس
قديم 27-04-2015, 03:29 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

دمت القاص الذي جمع ما تفرق فأمتعنا
مودتي







التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2015, 02:45 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

سرقت روحي بتلك الشاعرية
وذاك الأمين على قصر الحكايات

آسف صديقي لم أحتمل تركها لتعبي ؛ فقد حضرت توا من سفر طويل

فقط أصلبها الآن

محبتي







 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2015, 06:15 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

وعدتها هناك بالعودة حين تغلغلت في كياني
حيث تتشابه الحكايات كما الضفاف
كما الملامح وطرق الرحيل
ولم أعد ربما ما كان بيننا من زاجل مكن الوعد من التحقق و البراء من الحنث
ولكن ظلت الصفحة على مقربة
تطالب بحقها في الرسم و التلوين
الحالة خاصة و السردية مقنعة بشاعريتها و حميميتها
بل بدموعها الغزيرة صادقة المطر
في يوم ما سوف أبارك لنفسي أن كنت هنا معك جنبا إلي جنب

لن أكثر حبيبي بسباس
فأنت تعلم ما تعني كتاباتك لي و ما تمثل !

محبتي







 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 11:37 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عدي بلال
أقلامي
 
الصورة الرمزية عدي بلال
 

 

 
إحصائية العضو







عدي بلال غير متصل


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

القدير بسباس عبد الرزاق

بدأت السرد بلسان ضمير المتكلم، فكنت الشخصية البطل في هذا النص، واستخدام الضمير المتكلم يناسب النصوص التي تمس الروح والوجدان.

ما أبعد الأمس عن اليوم بمفهوم الزمن، وما أقربه من دقات قلبي، يسكنني صوته الجهوري وبحته المنبعثة من رحم الحب.

( فلاش باك )


كثيراً ما تخاصمنا على مائدة العشاء؛بسبب البصل الطازج الذي يغطي الكسكسي، يلوح بحنجرته ويجهد حبه ليرغمني على تناولها، وكانت أمي هي حصني المنيع، لم يكن له قوة تنفذ نحوي وأنا تحت جناحيها.

في الجزئية السابقة ..

يُظهر السارد مدى تعلق الشخصية البطل بوالده، والذي أفصح عن هويته طبيعة السرد لاحقاً، هو لا يستحضر تلك الذكريات،إنما تراوده رغماً عنه .
ويظهر في نفس الجزئية، علاقته بالشخصية الثانوية ( الأم ).

ثم يبحر السادر بلغة شاعرية، مرهفة، تلامس الوجدان، وتحشد التعاطف التام مع الآم الشخصية الأب، ومعاناته مع مرضه، ويعمق المقارنة بين إظهار قوته، وانهياره أمام هذا المرض اللعين، حمانا وأياك والمسلمين منه .. آمين .

ثم يُظهر السارد بعض قناعات شخصية الأب، من خلال سرد موقف ( فرك الأذن )، في استحضار ( فلاش باك ) ، وجمله ( ألف جعل الله فيها ألفة .. إلى آخر العبارة ) .
صعب أن تعتصر الفرحة والبسمة في وجه الأطفال من براثن الفقر ...

يفصح السارد عن ظرف هذا الأب، ومعادلة الفقر والتعب والبؤس، ومع هذا كله ..
( ينتفض في وجهي كوردة تتحسس فراشة بريئة، يتفحصني في غفلة مني)
تعبير رائع أخي بسباس

إنه رجل يجعلك تدرك؛ أنه من الصعب عليه حمله / عزة النفس
وعليّ أيضاً / العجز والانهيار الصحي

هو عاجز عن إضاءة الطريق. أن يعتمد على قامتي ليزاول المشي، وكأنه يتعلم الوقوف للمرة الأولى .

أنا في عالم آخر بني

هذه الجملة الحوارية .. جاءت لتصرح بهوية الأب من جهة، وإن كانت هويته قد اتضحت من سياق السرد، ومن جهة أخرى أظهرت حقيقة ما آلت إليه صحته.

هل آلمك العلاج الكيماوي ..؟

بني لا تخف على الثور .. الثور حراث.

إظهار شراسة الأب في مقاومته للمرض أمام ولده.

ثم انطلق السارد في وصف الحركة إلى المشفى، فالكرسي المتحرك، والتشبيه الرائع / المؤلم ( مثل وليد على كرسي متحرك ).

الحبكة في هذا النص سردية، ثم تغيرت إلى مترابطة محكمة ( السيارة / الكرسي المتحرك/ داخل المشفى/ صور الأشعة / عودة الأب إلى السيارة قبل الجلسة الثانية من العلاج ثم العيادة)

( هزائم الوطن ) ..
أرى أخي بسباس بأن هذه الجملة يمكن الاستغناء عنها، والسبب بأني شعرت بأنها غردت خارج سرب الموقف. ( رأي خاص ) .

يعودان إلى البيت، وتظهر شخصية ثانوية ( زوجة الابن )، والجمل الحوارية بينها وبين زوجها ..

( ثلاثة أيام ووالدك يحكي لنا حكاية الجازية وذياب الهلالي )

سارعت لأنال نصيبي من الإرث، هكذا هم الفقراء، نصيبهم ذكريات وقصص يغفو على وقع سردها الأطفال.

رائعة أخي بسباس هذه النظرة، ويبدو أيها القاص الجميل، بأنك من هواة تقدم الروائي على السارد في بعض المواطن، ثم الانسحاب إلى الوراء. أجدت وأبدعت .

جاءت الخاتمة حزينة، مات الاب وكتب وصيته ..

أن تقسم حكاياته على الأم والزوجة والأخت، فكأنما يريد منه أن يكون له حكايات خاصة وإرث جديد يرويه لأبنائه بطريقته الخاصة/ العادلة.

شخصية الأخت الثانوية، أرى أن يشار إليها في أي موقع من السياق، ولو بشكل عابر قبل تواجدها المفاجىء في الخاتمة( رأي خاص ) .

قص جميل، ولغة نازحة للشاعرية، متوافقة مع الحدث، وانتقال رشيق بين الفقرة والأخرى.

راقت لي هذه الجميلة أخي بسباس

التحايا أزكاها ..







التوقيع

لو أن الدهر يعرفُ حق قومٍ
لقبّلَ منهم اليدَ والجبينــا

 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 09:36 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

الأستاذ القدير محمود جمعة
أشكر لك كلماتك الرقيقة المشجعة

تقديري الكبير و احتراماتي







 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 09:38 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

الحبيب الصديق الأستاذ عبدالرحيم

نلت من قلبي بكلماتك الطيبة
أشكر لك ردك الناصع

محبتي و تقديري







 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 09:47 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
سرقت روحي بتلك الشاعرية
وذاك الأمين على قصر الحكايات

آسف صديقي لم أحتمل تركها لتعبي ؛ فقد حضرت توا من سفر طويل

فقط أصلبها الآن

محبتي


كيف لا استاذي و نحن نتأثر و نؤثر، أليس كذلك؟
لذلك بعض النصوص تكون قريبة لنبضنا لأنها تلامس جزئية و ربما مقطعا كبيرا من حياتنا
شكرا لحديثك العذب و الذي تلمست منه شوقك لوالدك أستاذي مثلي تماما نعيش على حبهم و تدفعنا وجوههم نحو الأمل و الحياة

محبتي و تقديري






 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 10:08 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدي بلال مشاهدة المشاركة
القدير بسباس عبد الرزاق

بدأت السرد بلسان ضمير المتكلم، فكنت الشخصية البطل في هذا النص، واستخدام الضمير المتكلم يناسب النصوص التي تمس الروح والوجدان.

ما أبعد الأمس عن اليوم بمفهوم الزمن، وما أقربه من دقات قلبي، يسكنني صوته الجهوري وبحته المنبعثة من رحم الحب.

( فلاش باك )


كثيراً ما تخاصمنا على مائدة العشاء؛بسبب البصل الطازج الذي يغطي الكسكسي، يلوح بحنجرته ويجهد حبه ليرغمني على تناولها، وكانت أمي هي حصني المنيع، لم يكن له قوة تنفذ نحوي وأنا تحت جناحيها.

في الجزئية السابقة ..

يُظهر السارد مدى تعلق الشخصية البطل بوالده، والذي أفصح عن هويته طبيعة السرد لاحقاً، هو لا يستحضر تلك الذكريات،إنما تراوده رغماً عنه .
ويظهر في نفس الجزئية، علاقته بالشخصية الثانوية ( الأم ).

ثم يبحر السادر بلغة شاعرية، مرهفة، تلامس الوجدان، وتحشد التعاطف التام مع الآم الشخصية الأب، ومعاناته مع مرضه، ويعمق المقارنة بين إظهار قوته، وانهياره أمام هذا المرض اللعين، حمانا وأياك والمسلمين منه .. آمين .

ثم يُظهر السارد بعض قناعات شخصية الأب، من خلال سرد موقف ( فرك الأذن )، في استحضار ( فلاش باك ) ، وجمله ( ألف جعل الله فيها ألفة .. إلى آخر العبارة ) .
صعب أن تعتصر الفرحة والبسمة في وجه الأطفال من براثن الفقر ...

يفصح السارد عن ظرف هذا الأب، ومعادلة الفقر والتعب والبؤس، ومع هذا كله ..
( ينتفض في وجهي كوردة تتحسس فراشة بريئة، يتفحصني في غفلة مني)
تعبير رائع أخي بسباس

إنه رجل يجعلك تدرك؛ أنه من الصعب عليه حمله / عزة النفس
وعليّ أيضاً / العجز والانهيار الصحي

هو عاجز عن إضاءة الطريق. أن يعتمد على قامتي ليزاول المشي، وكأنه يتعلم الوقوف للمرة الأولى .

أنا في عالم آخر بني

هذه الجملة الحوارية .. جاءت لتصرح بهوية الأب من جهة، وإن كانت هويته قد اتضحت من سياق السرد، ومن جهة أخرى أظهرت حقيقة ما آلت إليه صحته.

هل آلمك العلاج الكيماوي ..؟

بني لا تخف على الثور .. الثور حراث.

إظهار شراسة الأب في مقاومته للمرض أمام ولده.

ثم انطلق السارد في وصف الحركة إلى المشفى، فالكرسي المتحرك، والتشبيه الرائع / المؤلم ( مثل وليد على كرسي متحرك ).

الحبكة في هذا النص سردية، ثم تغيرت إلى مترابطة محكمة ( السيارة / الكرسي المتحرك/ داخل المشفى/ صور الأشعة / عودة الأب إلى السيارة قبل الجلسة الثانية من العلاج ثم العيادة)

( هزائم الوطن ) ..
أرى أخي بسباس بأن هذه الجملة يمكن الاستغناء عنها، والسبب بأني شعرت بأنها غردت خارج سرب الموقف. ( رأي خاص ) .

يعودان إلى البيت، وتظهر شخصية ثانوية ( زوجة الابن )، والجمل الحوارية بينها وبين زوجها ..

( ثلاثة أيام ووالدك يحكي لنا حكاية الجازية وذياب الهلالي )

سارعت لأنال نصيبي من الإرث، هكذا هم الفقراء، نصيبهم ذكريات وقصص يغفو على وقع سردها الأطفال.

رائعة أخي بسباس هذه النظرة، ويبدو أيها القاص الجميل، بأنك من هواة تقدم الروائي على السارد في بعض المواطن، ثم الانسحاب إلى الوراء. أجدت وأبدعت .

جاءت الخاتمة حزينة، مات الاب وكتب وصيته ..

أن تقسم حكاياته على الأم والزوجة والأخت، فكأنما يريد منه أن يكون له حكايات خاصة وإرث جديد يرويه لأبنائه بطريقته الخاصة/ العادلة.

شخصية الأخت الثانوية، أرى أن يشار إليها في أي موقع من السياق، ولو بشكل عابر قبل تواجدها المفاجىء في الخاتمة( رأي خاص ) .

قص جميل، ولغة نازحة للشاعرية، متوافقة مع الحدث، وانتقال رشيق بين الفقرة والأخرى.

راقت لي هذه الجميلة أخي بسباس

التحايا أزكاها ..

ما أكثرنا بك أستاذي و أخي عدي !
قرأت و استمتعت
كرمك مدرسة سوف نتعلم منها كيف نكون عطاء ين و كبارا !

قبلاتي أستاذي






 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 10:43 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
وعدتها هناك بالعودة حين تغلغلت في كياني
حيث تتشابه الحكايات كما الضفاف
كما الملامح وطرق الرحيل
ولم أعد ربما ما كان بيننا من زاجل مكن الوعد من التحقق و البراء من الحنث
ولكن ظلت الصفحة على مقربة
تطالب بحقها في الرسم و التلوين
الحالة خاصة و السردية مقنعة بشاعريتها و حميميتها
بل بدموعها الغزيرة صادقة المطر
في يوم ما سوف أبارك لنفسي أن كنت هنا معك جنبا إلي جنب

لن أكثر حبيبي بسباس
فأنت تعلم ما تعني كتاباتك لي و ما تمثل !

محبتي

الأستاذ الربيع المزهر

عبير حديثك وصلني و لم تقف النت في وجهه
ممتن لك أنا و سأبقى لأنك كنت من علمني طريقة الكتابة نفسا بنفس و كلمة بكلمة
فوجودك في عالم الكتابة أصبح ضرورة على الأقل بالنسبة لي

تقديري و محبتي الكبيرة






 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 10:52 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسباس عبدالرزاق متصل الآن


افتراضي رد: رجل يعشش بذاكرتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدي بلال مشاهدة المشاركة
القدير بسباس عبد الرزاق

بدأت السرد بلسان ضمير المتكلم، فكنت الشخصية البطل في هذا النص، واستخدام الضمير المتكلم يناسب النصوص التي تمس الروح والوجدان.

ما أبعد الأمس عن اليوم بمفهوم الزمن، وما أقربه من دقات قلبي، يسكنني صوته الجهوري وبحته المنبعثة من رحم الحب.

( فلاش باك )


كثيراً ما تخاصمنا على مائدة العشاء؛بسبب البصل الطازج الذي يغطي الكسكسي، يلوح بحنجرته ويجهد حبه ليرغمني على تناولها، وكانت أمي هي حصني المنيع، لم يكن له قوة تنفذ نحوي وأنا تحت جناحيها.

في الجزئية السابقة ..

يُظهر السارد مدى تعلق الشخصية البطل بوالده، والذي أفصح عن هويته طبيعة السرد لاحقاً، هو لا يستحضر تلك الذكريات،إنما تراوده رغماً عنه .
ويظهر في نفس الجزئية، علاقته بالشخصية الثانوية ( الأم ).

ثم يبحر السادر بلغة شاعرية، مرهفة، تلامس الوجدان، وتحشد التعاطف التام مع الآم الشخصية الأب، ومعاناته مع مرضه، ويعمق المقارنة بين إظهار قوته، وانهياره أمام هذا المرض اللعين، حمانا وأياك والمسلمين منه .. آمين .

ثم يُظهر السارد بعض قناعات شخصية الأب، من خلال سرد موقف ( فرك الأذن )، في استحضار ( فلاش باك ) ، وجمله ( ألف جعل الله فيها ألفة .. إلى آخر العبارة ) .
صعب أن تعتصر الفرحة والبسمة في وجه الأطفال من براثن الفقر ...

يفصح السارد عن ظرف هذا الأب، ومعادلة الفقر والتعب والبؤس، ومع هذا كله ..
( ينتفض في وجهي كوردة تتحسس فراشة بريئة، يتفحصني في غفلة مني)
تعبير رائع أخي بسباس

إنه رجل يجعلك تدرك؛ أنه من الصعب عليه حمله / عزة النفس
وعليّ أيضاً / العجز والانهيار الصحي

هو عاجز عن إضاءة الطريق. أن يعتمد على قامتي ليزاول المشي، وكأنه يتعلم الوقوف للمرة الأولى .

أنا في عالم آخر بني

هذه الجملة الحوارية .. جاءت لتصرح بهوية الأب من جهة، وإن كانت هويته قد اتضحت من سياق السرد، ومن جهة أخرى أظهرت حقيقة ما آلت إليه صحته.

هل آلمك العلاج الكيماوي ..؟

بني لا تخف على الثور .. الثور حراث.

إظهار شراسة الأب في مقاومته للمرض أمام ولده.

ثم انطلق السارد في وصف الحركة إلى المشفى، فالكرسي المتحرك، والتشبيه الرائع / المؤلم ( مثل وليد على كرسي متحرك ).

الحبكة في هذا النص سردية، ثم تغيرت إلى مترابطة محكمة ( السيارة / الكرسي المتحرك/ داخل المشفى/ صور الأشعة / عودة الأب إلى السيارة قبل الجلسة الثانية من العلاج ثم العيادة)

( هزائم الوطن ) ..
أرى أخي بسباس بأن هذه الجملة يمكن الاستغناء عنها، والسبب بأني شعرت بأنها غردت خارج سرب الموقف. ( رأي خاص ) .

يعودان إلى البيت، وتظهر شخصية ثانوية ( زوجة الابن )، والجمل الحوارية بينها وبين زوجها ..

( ثلاثة أيام ووالدك يحكي لنا حكاية الجازية وذياب الهلالي )

سارعت لأنال نصيبي من الإرث، هكذا هم الفقراء، نصيبهم ذكريات وقصص يغفو على وقع سردها الأطفال.

رائعة أخي بسباس هذه النظرة، ويبدو أيها القاص الجميل، بأنك من هواة تقدم الروائي على السارد في بعض المواطن، ثم الانسحاب إلى الوراء. أجدت وأبدعت .

جاءت الخاتمة حزينة، مات الاب وكتب وصيته ..

أن تقسم حكاياته على الأم والزوجة والأخت، فكأنما يريد منه أن يكون له حكايات خاصة وإرث جديد يرويه لأبنائه بطريقته الخاصة/ العادلة.

شخصية الأخت الثانوية، أرى أن يشار إليها في أي موقع من السياق، ولو بشكل عابر قبل تواجدها المفاجىء في الخاتمة( رأي خاص ) .

قص جميل، ولغة نازحة للشاعرية، متوافقة مع الحدث، وانتقال رشيق بين الفقرة والأخرى.

راقت لي هذه الجميلة أخي بسباس

التحايا أزكاها ..

تحليل جميل و رائع و غوص جميل

بالنسبة لملاحظاتك ، و تلك الخاصة بذكر الأخت، و بعد معاودة القراءة وجدتك صائبا و دقيقا و لابد و أن أعمد للنص و أعدله

تبقى الملاحظة الخاصة بجملة (هزائم الوطن) و التي لا أراها مؤثرة بمعنى غيابها لن يضعف و زيادتها لن تضيف، و كما قلت هي مغردة خارج السرب، فسأعمد إليها هي الأخرى و أنتزعها
يبقى أنني لا أمتلك خاصية التعديل، و لكنني سأحفظها بين مسوداتي بجهازي كي لا تغيب عني

و أعود لتحليلك و الوقوف على المقارنة بين القوة و ضعف شخصية الأب، و كثير من حديثك الذي رأيته درس و مراجعة في طريقة الكتابة
أما حبي لتدخل الراوي ثم الإنسحاب، هي طريقة أحبها، كوسيلة اتشطير المعنى و ترسيخه، و صادق أنت في تلميحك لحبي لهذا التكتيك و إن كنت لا أعيه قبلا، و بذلك تعلمت الكثير من ردك

شكرا أستاذي لتحليلك الرائع جدا و الذي أدهشني بقدر ما أسعدني

محبتي و تقديري الكبير






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط