الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-2014, 03:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حدريوي مصطفى (العبدي)
أقلامي
 
الصورة الرمزية حدريوي مصطفى (العبدي)
 

 

 
إحصائية العضو







حدريوي مصطفى (العبدي) غير متصل


افتراضي فجر الحرية

فجر الحرية
دويُ المدافع لا يرتاح؛ جبروته يزعق الأرض، يشق الأثير، وشظاياها خبطاء عشواء، من تصبه تمته ،ومن تخطئه ، يهرع، فيسعف جاره أو يواريه الثرى . والسماء الصيفية الصافية اغتصب هدوءَها زناناتُ بالعدد ، تذرع بسماجة الفضاء المعصور بين البحر والحدود المحرمة كغربان ضارية، وهنا وهناك كانت تمتد نحو العلا أصابع من دخان وغبار تطاول المنازل والعمارات مؤرخات لمرور الإيف سكستين العمياء، أما نسيم الآصال لم يك كعادته، كما ألفته الساكنة خفيفا، لطيفا، مسكونا بعبير البحر ورطوبة العشي وإنما كان محملا بريح الموت والأكفان النازفة والدم الثرالجسور.
عبد الصبور يتابع الأحوال عبر المذياع غير عابئ بالموت المحدق به من كل الجهات، فقد وقر في قلبه بأن لا الحيطة ولا الحذر ولا الاختباء رادٌّ لقضاء الله. إن نجاته من عمود الدخان شبه أصم، وخروجه من تحت الردم حيا أيام الرصاص المصبوب صيراه رجلا لا يهاب المنايا ولا أسبابها؛ لذا فهو لم ينتبه ولم يهتم لنداءات زوجته المتكررة وتحذيراتها، فقد ظل يسقي أحواض الحبق ويشذب شجيرات الدفلى لجنينته الصغيرة بعدما جنى ـ على مهل ـ قرابة سطل من ثمار تينة على مرى حجر من باب بيته .
ظلت زوجته تنادي وتحذر وظل غير مكترث بها مما جعلها تفتح الباب الكبيرعلى مصرعيه بيديها كلتيهما ثم تخرج مندفعة هائجة لتمسكه من ياقته جهة قذاله وتصرخ في وجهه بأعلى صوتها حتى يسمعها:
ـ بما أنك تملك كل هذه الشجاعة، ولا تخاف البتة، اذهب إذاً عند أم زينب وأحضر للثوأمين ، ابنيك : فجر وحرية زجاجة حليب، لعلها قد حلبت عنزتها.
لم يغضب لسلوكها الفظ لعلمه أنها ما كانت لتنفعل بهاته الحدة لولا حبها له وخوفها عليه فقط اكتفى بنظرة معاتبة وانبرى بخطى حثيثة يردد أغنية جوليا يطرس:
وين وين وين
ويـــــــن ويـــــــن
وين الملايين
الشعب العربي وين
الغضب العربي وين
الدم العربي وين
الشرف العربي وين
وين الملايين
ويـــــــن ويـــــــن...
وما كاد يصل البيت حتى سمع انفجارا قويا فوق رأسه ورى صاروخا منزلقا من علا يخترق بيت أم زينب ويسويه بعضه مع الأرض فمسح دون شعور السماء فلاحت له سحنة الإيف 16 تغوص في الأفق في حين ظل هديرها حياله يفلق الأجواء، حمدل وهيلل ثم اندفع نحو ما تبقى من البيت فتبدى له بين الركام عند انجلاء الغبار والدخان جسم السيدة أم زينب ممددا على السرير سالمة دون أدنى خدش لكن بلا حراك.قد ماتت المسكينة قبل الغارة بزمن فسنها المتقدم وقلبها الضعيف حالا دون أن تواكب ما يخط أهلها بمداد الكرامة والصمود وما يبذلون من جهد للدود على الحمى وسط انكفاء المرجفين وصمت العالمين.
توغل بين الدمار فوجد أيضا العنزة زائغة البصر راجفة الفرائص ،أمسك بقرنها وسحبها خارجا اما جديها فلم يعدم له حيلة،بكل بساطة انحنى عليه وتأبطه.
عاد بالبهيمتين إلى بيته، دفع الباب فانفتح وألقى بحمله بكل رفق على الأرض عند العتبة ثم قال لزوجته اسقي الطفلين واعتن بالضيفين واطلبي الرحمة لأم زينب.
أجهشت السيدة باكية وقالت:
ـ وهل ماتت أم زينب ؟
رد عليها بنيرة حزينة:
نعم، استشهدت وهأنا ذاهب لمشاركة الأهل في دفنها وإغاثة من بجوارها.
الدار البيضاء في : 01/08/2014
حدريوي مصطفى العبدي






 
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: فجر الحرية

في زمن الحرب يتعلم الإنسان المواجهة لأن الموت قريب ، و لذا ، ينبغي الاهتمام بالحياة لكونها نقيض الفناء.
سرد طيب بلغة مشرقة
مودتي







التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 24-08-2014, 09:10 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هارون غزي المحامي
أقلامي
 
إحصائية العضو







هارون غزي المحامي غير متصل


افتراضي رد: فجر الحرية

تعجبني لغتك ، وأثر في قصك. دام لنا ابداعك. مع عاطر تحياتي.







 
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2014, 09:25 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حدريوي مصطفى (العبدي)
أقلامي
 
الصورة الرمزية حدريوي مصطفى (العبدي)
 

 

 
إحصائية العضو







حدريوي مصطفى (العبدي) غير متصل


افتراضي رد: فجر الحرية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
في زمن الحرب يتعلم الإنسان المواجهة لأن الموت قريب ، و لذا ، ينبغي الاهتمام بالحياة لكونها نقيض الفناء.
سرد طيب بلغة مشرقة
مودتي
الأديب التدلاوي شكرا على مرورك الكريم وشكرا على مداخلتك
تقبل مني بفائق الاحترام والشكر







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط