الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-2014, 02:46 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي دم


كنت كمن يحمل صخرة ثقيلة على كتفيه الهزيلتنين و ينوء بحملها ، أو كمن أذهلته أحوال العالم و أحداثه المجنونة ، و أنا أفكر في فكرة انقلاب السحر على الساحر ، أقلبها و أعيد ، و أنظر إليها من جوانب عدة ، خاصة و أنا أتابع جنون الشرق و ما يعرفه من خطط جهنمية تروم تفتيته بأيدي أهله بغاية الاستفادة من خيراه ، كنت منحي الرأس بفعل حجم الفكرة ، فما رأيت الرجل الذي أمامي إلا حين رفعت رأسي ، أما قبل ذلك فما شعرت سوى برغبة طعن من أمامي لكونه يعرقل خطوي و يسد علي الطريق . لا أريد غير فسحة تتيح لي مزيدا من التمعن في الفكرة العجيبة ، و فهم أبعادها و القبض على حقيقة دلالتها و حضورها على أرض الواقع.
الزقاق ضيق و نفسي أضيق و هذا الرجل لا يترك لي أي خيار ، رفعت رأسي لأراه ،رفعت رأسي فأبصرت عملاقا ذا جسم رياضي متناسق ، بأيد مفتولة ، إنه هو ، ذاك الذي رفع يده عاليا و وضعها على خدي الأيمن بكل حرارة ، لدرجة أن من كان بعيدا طرق سمعه صوتها ؛ فاستدار لمعرفة المصدر ؛ لا لشيء إلا لكونه اعتقد أني نظرت إلى زوجته الحسناء ،و الويل لمن ألقى نظرة عليها و لو خاطفة ، إنه رجل دعش.. و ما درى أني لم أكن أنظر إليها ، بل كنت أفكر في العلاقة الجامعة بين جمال فتان و قد أهيف ذي قوام متناسق و وحش كالطود عظيم البنيان ! فقدت توازني و تراجعت إلى الخلف متمايلا كالسكران ، بالكاد تماسكت حتى لا أسقط.. لا أخبركم بمدى إحساسي بالمهانة و الذل و أنا أتلقى الصفعة الحارة ، كدت أنكمش ، صحيح أني لم أمد له خدي الأيسر ، لكني شعرت بغيظ يأكل ذاتي و رغبة أكيدة في قتله غير أن ضعفي ونحافتي الشديدة ، و نتوء عظام صدري و وجنتي من جهة ، و قوته البارزة للعيان من جهة ثانية ، جعلتني أعدل عن أي فكرة لرد الاعتبار. لا مجال للمقارنة بين دبابة و ذبابة ، و كنت أنا الذبابة التي كادت تسحق.انسحبت بخيبة و وشم عار انطبع في أعماقي و كانت نفسي تتميز من الغيظ و تغلي كبركان. الفرصة الآن مواتية ، و لباسه يؤكد لي أنه هو ، كما أن مشيته تبعد أي ظن خاطئ ؛ ثم إني سأسدي لسكان حيي خدمة كبرى إذ أني سأخلصهم من هذا الرجل الطود ذي الأموال الكثيرة ، فلا أحد استطاع الدفاع عن حقه و هو يراه يسلبه منه . الكل يزدرد ريقه بمجرد ما يراه ، يفسح له الطريق تجنبا لسخطه و إبعادا لعقابه . السلطة كانت تقف إلى جانبه يرشيها فتسانده. طعنه الطعنة القاتلة ستكون بمثابة إحقاق عدل ظل مهدورا طويلا . الشمس تميل إلى الغروب ، و المكان ضيق ، و لا أحد موجود للإدلاء بالشهادة ، الظرف موات ، و شروط النجاح متوفرة. لما استدار أسقط في يدي ، و ما عزمت عليه صار من الماضي ، فالرجل الذي أمامي لا أعرفه ، اختلطت علي الأمور ، و أعماني الحقد ، لكن الغشاوة قد رفعت عني و صرت أبصر جيدا. حمدت
الله على أني تريثت قبل إقدامي على الفعل الذي كاد يصير إجراما؛ و أن الانتقام كاد ينقلب ضدي ، فيفوز و أضيع. أبعدت المدية بكثير من الارتياح ؛ لأني لم أزهق روحا بريئة ، و لأني فزت بفرصة البقاء إلى حين أتمكن من فش غلي.
غير أن المدية كانت عضوبا ، و الدم يستصرخها ، و لابد من أن تستجيب له ، و تلبي نداءه ، فتذهب عنها ظمأ ما أحست بمثله أبدا. لقد تعودت أن تنهل من الدم ولا يمكن لأحد حرمانها من تذوق ما اعتادت عليه. شرب الدم إدمان ، و علاجه مستحيل. حرنت و تراجعت قليلا ثم
فرت من بين يدي الرخوتين. أنا أتبرأ منها كما يتبرأ الأب من ابنه الحجود ! لم يعد يربطني بها رابط ، كل أفعالها هي المسؤولة عنها . فما دام أنها قد صارت مستقلة و لها قرارها
الخاص فلتفعل ما تريد.






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 14-08-2014, 10:59 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم غير متصل


افتراضي رد: دم

نحمد الله انه ازاح هذه الصخرة الثقيلة قبل ان يدخل عالم المجرمين .وتصير المدية مزماره الذي يتغنى به في كل فرصة تلوح لتزدرد الدم وتلتهم الشرايين. ولكن مع ذلك الحق لا يتحقق بغير القوة . ولا ينبغي لاحد بغير الصرامة والعزيمة .نص فيه الكثير من المجاز والـتأويل . قد ينطبق على واقع مر نعيشه كل لحظة ........
انحني احتراما وتقديرا لهذا القلم الذي عودنا على كل جميل
تحية لك اخي عبدالرحيم اتمنى انك بخير دائما







 
رد مع اقتباس
قديم 22-08-2014, 03:04 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: دم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم قاسم مشاهدة المشاركة
نحمد الله انه ازاح هذه الصخرة الثقيلة قبل ان يدخل عالم المجرمين .وتصير المدية مزماره الذي يتغنى به في كل فرصة تلوح لتزدرد الدم وتلتهم الشرايين. ولكن مع ذلك الحق لا يتحقق بغير القوة . ولا ينبغي لاحد بغير الصرامة والعزيمة .نص فيه الكثير من المجاز والـتأويل . قد ينطبق على واقع مر نعيشه كل لحظة ........
انحني احتراما وتقديرا لهذا القلم الذي عودنا على كل جميل
تحية لك اخي عبدالرحيم اتمنى انك بخير دائما
أخي العزيز ، عبدالكريم
أشكرك على إضاءة نصي بتفاعلك الثر ، و رؤيتك الثاقبة.
ممتن لك جميل الإشادة.
بوركت.
مودتي






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط