الحضرة

[هناء بن بريك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حان الوقت للإنضمام فعليا إلى أسرة أقلام ,فأتمنى أن تقبلوني فرد جديد بينكم تمدونه بالنصح والتصويب ولا تبخلون عليه بأرائكم وإنتقادتكم البناءة .
ولكم جزيل الشكر والتقدير.
___________________________________________

الحضرة


رفع بصره إلى الأعلى بإنبهار , تلألأت عيناه جراء الأضواء المشعة التي تكسو قبة الضريح,
لم ينزل عينيه عنها وبشي من السخرية سأل صديقه :
والأن مالمفترض فعله , هل أبكي أمام ضريح الحضرة أم أهلل فرحا !!

يجيب الصديق:
عليك فقط أن ترفع يديك بالدعاء وتسأله حاجتك

لم يعر أهتماما برد صديقه وأستمر بالنظر إلى الإنارات الملونة , لما لها من منظر مغري تثير إعجابه, تبدو القبة وكأنها شعلة متوهجة في السماء

يلتفت إلى صديقه ويقول بتعجب:
- لمَ يبدو المشهد وكأنني في عرس ما وليس في زيارة إلى ميت !
يبرر قائلا:
- إنه ليس كأي ميت يا صديقي.. فبالنسبة لك قد تبدو الأضواء كثيرة بحقه

هذه المرة لم تكن إجابة صديقه مقنعة , رفع أحدى حاجبيه بإستغراب و لثواني غاص في الصمت يقلب رد صديقه برأسه , لاحظ صديقه بأن الآخر لديه ماسيسأل عنه بعد ثواني وعليه ان يتدارك ذلك سارع بإمساك يد صديقه المفتون بالأضواء وجره بالدخول إلى حجرة قبر الحضرة..


فجأة وجد نفسه في وسط الحجرة محاطا بالسائلين , بين رافعين أيديهم بالدعاء , وأخرون يخرون ساجدين بعضهم يطيل في السجود,منهم قد سأل حاجته ويهم بالانصراف ومنهم من يُقبل وبيديه أكياس هدايا الى الحضرة..

تدور عينيه في سقف الحجرة , يقع مجددا في فخ الأضواء,يلمح دموع تتساقط على الأيدي الداعية و خشوع يتجلى في ملامح الزوار , إنها تلك المسكنة التي تتتلبس بالداعي وقت سؤله حاجته , وصديقه الذي إنضم لجماعته لحظة دخوله هاهومثلهم رافع يديه يحرك شفتيه بالتوسل إلى الحضرة فعينيه المغمضتين توحي بأنه غارق في الإستجداء ..

وقبل أن يترك صديقه وجماعته ,ختم خروجه بنظرة أخيرة إلى قبر الحضرة المدثر بقماش أخضر منقوش عليه آيات قرآنية ,في اللحظة التي كان يتأمل بها ذلك النصب الساكن فإذا بإحدى الزائرات قد تحول بكائها إلى عويل , تُقّبل القبر وتحتضنه و محاولات البعض في تهدئتها لم تكن تزيدها إلا إنتحابا ,

عندئذ تيقن أن الحضرة لو كان لديه القدرة على الخروج من قبره لهم بإخراج كل الزوار وأقفل الباب على نفسه وعاد مجددا يرقد في قبره بهدوء بلا عويل الحاجة وبلا دموع المتوسلين في تحقيق الإستجابة لهم ..

تنهد بحسرة فشعورالانقباض يكاد يفتك بصدره , وتلك الظلمة الذي سرت في روحه تكاد تغشي أنوار الضريح بأكمله..إنسحب بهدوء وراح يتوضئ, في ساحة الضريح توجه للقبلة يصلي , تستغربه الأعين الماره

أتم ركعتيه, وبينما يدعو رافعا يديه إلى السماء, صاح به أحدهم ويشير بيده (يا هذا هناك قبر الحضرة وليس هنا)

دون أن يلتفت لمن تحدث للتو , رده كان أقوى مما يتخيله صاحب التنبيه , بهدوء نهض من جلوسه, رفع يديه إلى أذنيه مشددا النطق في تكبيرته مجاهرا بها :
الله أكبرر.

[سلمى رشيد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حان الوقت للإنضمام فعليا إلى أسرة أقلام ,فأتمنى أن تقبلوني فرد جديد بينكم تمدونه بالنصح والتصويب ولا تبخلون عليه بأرائكم وإنتقادتكم البناءة .
ولكم جزيل الشكر والتقدير.

وأنا في حضرة موضوعك للترحيب بك في منتديات أقلام ..
يا مية هلا أختي هناء وحياك

[سلمى رشيد]

عندئذ تيقن أن الحضرة لو كان لديه القدرة على الخروج من قبره لهم بإخراج كل الزوار وأقفل الباب على نفسه وعاد مجددا يرقد في قبره بهدوء بلا عويل الحاجة وبلا دموع المتوسلين في تحقيق الإستجابة لهم ..

تنهد بحسرة فشعورالانقباض يكاد يفتك بصدره , وتلك الظلمة الذي سرت في روحه تكاد تغشي أنوار الضريح بأكمله..إنسحب بهدوء وراح يتوضئ, في ساحة الضريح توجه للقبلة يصلي , تستغربه الأعين الماره

أتم ركعتيه, وبينما يدعو رافعا يديه إلى السماء, صاح به أحدهم ويشير بيده (يا هذا هناك قبر الحضرة وليس هنا)

دون أن يلتفت لمن تحدث للتو , رده كان أقوى مما يتخيله صاحب التنبيه , بهدوء نهض من جلوسه, رفع يديه إلى أذنيه مشددا النطق في تكبيرته مجاهرا بها :
الله أكبرر.

اختي الكريمة هناء
القضية التي تناولتها في قصتك خطيرة وخاصة مع لجوء بعض الناس يدفعم الجهل إلى تلك الحضرات وقبور الاولياء طلبا للعون في حل مشاكلهم والتفريج عنهم ، ونسوا اللجوء إلى من لا تغفل عيناه عن حاجة عبيده ..
الصورة واضحة والمشهد مألوف لدينا
والمغيبون عن واقعهم كثر .
جميلة يا هناؤ
مودة

[هارون غزي المحامي]

للأسف يؤم الحضرة الكثرة من المبهورين بصاحب الحضرة الذي غاب عن عالمنا تماما لكنهم يعتقدون انه حي يسمع دعاءهم ويقبل نذورهم ويجيب سؤلهم وهذا اليقين بصاحب الحضرة ليس قاصر علي الأميين بل يشمل الكثيرين ممن يطلق عليهم مثقفين ومتعلمين تعليما عاليا بل ومنهم علماء منسوبين للتخصص الديني. وكنت في أثناء وجودي مجندا بالجيش في إجازة قصيرة وذهبت لمقام السيدة زينب بالقاهرة بنية السياحة والفرجة لابنية العبادة وذهلت لما دخلت غرفة قبرها ذات الرخام الفخم والأضاء الباهرة في عز النهار والزينات الذهبية والخضراء- علي نحو ماوصفت القاصة القديرة هنا. وانكرت سجود الكثيرين مستقبلين عتبة القبر وما أن عبرت عن انكاري ووجهت احد الساجدين ان يسجد ناحية القبلة حتي ثار في وجهي جميع الرواد وطردوني خارج الحضرة بل وخارج المشهد كله . حتي ظننت انني انا الوحيد الذي علي خطأ في العقيدة بدليل كثرة هؤلاء المجذوبين للحضرة. ومن يومها حظرت علي نفسي الإقتراب من أي مسجد به قبر.
لله در القاصة الموحدة هناء. وفي انتظار جديد اعمالك. مع عاطر تحياتي.

[عدي بلال]

القديرة هناء بن بريك

أرحب بكِ أيما ترحيب ، فأهلاً وسهلاً بكِ أيتها القاصة الجميلة .

قرأت نصك ( الحضرة ) ، والحقيقة لم أفهم معناها في البداية ، ولكن سياق القص قادني إلى ما أجهله .

النص يطرح فكرة القبريين ، والخطأ الذي يقع فيه هؤلاء القوم ، عن جهل .

طرحتِ الفكرة من خلال شخصيتين رئيسين ، ليشكلا عنصر التناقض بين الضلال والهداية ، وراق لي ظهور الشخصية الثانوية ( المرأة الباكية ) ، والتي وصلت في النص إلى الذروة ، فكأنها أيقظت الغافل في قلب الشخصية الرئيسة ، لتأتي لحطة الانفراج ، في ترك تلك الـ ( حضرة ) ، والتوجه إلى الطريق السليم ، النور .

تنهد بحسرة فشعور الانقباض يكاد يفتك بصدره , وتلك الظلمة الذي سرت في روحه تكاد تغشي أنوار الضريح بأكمله

الفقرة السابقة كان الوصف رائعاً وموفقاً .

لتأتي الخاتمة هنا ..

أتم ركعتيه, وبينما يدعو رافعا يديه إلى السماء, صاح به أحدهم ويشير بيده (يا هذا هناك قبر الحضرة وليس هنا)

دون أن يلتفت لمن تحدث للتو , رده كان أقوى مما يتخيله صاحب التنبيه , بهدوء نهض من جلوسه, رفع يديه إلى أذنيه مشددا النطق في تكبيرته مجاهرا بها :
الله أكبرر.

موفقة ومناسبة لتلك الصراعات السابقة في عقل الشخصية ، واليقين الذي استقر بداخله .

نص يستحق الإشادة .

تقديري وترحيبي

[فاطِمة أحمد]

مرحبا بك أ. هناء ، ونتمنى لك طيب المقام في أقلام..
قلم جميل، وأعجبت بجرأة الطرح وأسلوب تناوله
أظن أن الحضرة طريقة ما للاحتفال عند الصوفية!

أظن رأيتها تمر في الشوارع مرة .. وسمعت عن بعض الزوي وهي أماكن لأصحاب هذا المذهب، ولبعضهم طقوس غريبة

نتمنى قراءة الجديد لك

تقديري.

[هناء بن بريك]

الأستاذة العزيزة سلمى
أشكركِ من عمق قلبي , كم سرني ترحيبك الطيب وحضورك الراقي , دام نورك وضيء أحرفك في حضرة مواضيعي , مودتي الخالصة.


أهلا بك سيد هارون , الموقف الذي واجهته كشف الجانب الشرس من الحقيقة ,التوجيه والنصح لهم يعتبر تعدي , و طالما المتبركين مستندين إلى فتاوى علماء أجازوا التبرك ,فان الخوض في جدال مع أحدهم يعد مضيعة للوقت.
لك كل التقدير والإحترام.


عدي بلال الكاتب المبهر, جل إمتناني لهذا الترحيب, وجزيل الشكر على تحليلك للنص وإشادتك به , تحياتي ومودتي.


ممتنة لترحيبك أستاذة فاطمة وكيف لا يطيب لي المقام وأنا بين خيرة الأقلام , كل الشكر لكِ وبإنتظار طلتك في الجديد القادم بإذن الله.