|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-01-2010, 12:13 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
( طرق شيخ الخفر الباب ، جاءه صوت العمدة من الداخل ) ـ أدخل . ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ادخل يا شيخ الغفر تعالى ، هيه ، عملتوا إيه ؟ ـ كله تمام يا حضرة العمدة . ـ يعني إيه كله تمام ؟ فين التقارير و الإحصاءات بتاعتك ؟ ـ ههههههه ، تقارير إيه يا عمدة ؟ قال عد غنمك يا جحا .... ـ ها تفضل طول عمرك بلاصي ، شوف بقى أما أقولك ، تلات ساعات ما فيش غيرهم ، و إذا ما غطست و قبيت و لقيتك حاطط قدامي تقرير مفصل ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم . ـ لا و على إيه ، سلام عليكم . ( خرج شيخ الخفر مسرعا ، ما هي إلا دقائق حتى عاد ثانية و في يده ورقة واحدة ) ـ اتفضل يا حضرة العمدة . ـ إيه ده يا روح ست أبوها ؟ ـ التقرير . ـ ورقة ؟ بقى هازز طولك و ركبت الحمار و رايح فين يا شيخ الخفر ؟ رايح أجيب التقرير ، و راجع ليه يا شيخ الخفر ؟ أصلي كنت بجيب التقرير ، و آخرة المتمة ألاقي التقارير ورقة يتيمة ؟ ـ ما هي الورقة دي فيها كل حاجة يا عمدة ، بالتفصيل ، و بعدين دي غرقانة كتابة وش و ضهر . ( وضع العمدة نظارته و أخذ يقرأ ، باغته شيخ الخفر ) ـ أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها يا حضرة العمدة ؟ ما يموتوا و الا يغوروا فيستين داهية .... ( نظر إليه العمدة حانقا ) ـ و أنا أموت و أعرف أقرا اللي انته كاتبه ده إزاي ؟ نبش فراخ ده يا شيخ الخفر و إلا إيه بالظبط ؟ ميت مرة أقولك حسن خطك ، حسن خطك ، يعني أخنقك و أخلص البلد من خطك ... ( أمسك العمدة شيخ الخفر من رقبته ، صرخ شيخ الخفر يحاول الخلاص) ـ خلاص يا جناب العمدة أنا في عرضك ، مش كاتب أيتها حاجة تاني ... ( أفلت من يديه ، عندها قذفه العمدة بالورقة ) ـ طيب عقابا ليك لازم انته بقى اللي تقراها ... ـ حاضر يا جناب العمدة حاضر ، أنا اللي استاهل ... ( بدأ شيخ الخفر في القراءة ) ـ نمرة واحد ، حسان أبو شوشة ، و مراته زينب و ابنه خالد و بناته سوسن و تفيدة ، توب قماش ، شوال رز ، شوال دقيق ، شوال بطاطس ، صفيحة زيت ، نمرة اتنين ، محمود أبو اسماعين و أخوه عوض ، عشرة متر قماش ، نص رز ، نص دقيق ، نص بطاطس ، عشر قزايز زيت .... ـ عملت إيه مع الواد أبو الروس جوز البت جميلة أم المتولي ؟ ـ بس ده يا عمده مش من بلدنا ، ده من كفر أبو حطب ..... ـ و لو يا بقف ، طالما متجوز من بلدنا و قاعد فيها يبقى زيه زينا ، و إلا يعني أبو الروس مش بنى آدم بياكل و يشرب زينا ؟ و إلا هو ما لوش كرش و انته بكرشين ؟ ـ أيوه بس أموت و أعرف إيه لزمته ده كله ؟ ما يطفحوا و إلا عن أبوهم ما طفحوا ، ليه المصاريف دي كلها ؟ هو انته خلفتهم و نسيتهم ؟ ـ ما فيش فايدة ، الله يرحمه قال ما فيش فايدة ، أفهمك يا طربش ، القط اللي كانت أمك ست أبوها مربياه في بيتكم فاكره ؟ ـ قطع و قطعت سيرته ، ده أنا نزلت عليه دب بالفاس لحد ما فطسته ... ـ ليه ؟ ـ مش لاقيناه واكل الكتاكيت .. ـ طيب ما عرفتوش هو كلهم ليه ؟ ـ عشان كان جعان . ـ الله ينور عليك ، طيب لو انته مأكله و شبعان أول باول ؟ كان ممكن يعملها ؟ ـ لأ طبعا ، ما هو كان طول عمره عايش معانا من أيام أبويا الله يرحمه ، و لا عمره قل بأصله ..... ـ أيوه ، لأن أبوك كان مراعيه مأكله و مشربه و مهنيه ، لكن ست أبوها كانت مصدرة له الطرشة ...... ـ و هو ربنا بينسى حد يا جناب العمدة ، ده ربك ها يرزقه لو في بطن الجبل . ـ أهو انته عملت زي اللي واقف على القضيب و شايف القطر هاجم عليه و مش عاوز يتحرك و بيقول لو ربنا عايز القطر يفرمني ها يفرمني ، أمال ربنا خلق لنا عقل ليه ؟ و ليه خلى الإنسان خليفته في الأرض ؟ ـ طيب و إيه دخل القط في العاطلين اللي عندنا في البلد يا عمده ؟ ـ الناس دول قاعدين لا شغله و لا مشغلة ، عطلانة يعني ، أو زي ما بيقولوا في الجرايد ( بطالة ) ، لا عندهم أرض يأجروها أو يزرعوها ، فيهم اللي مريض أو تعبان أو مش لاقي شغل ، يعني ناس جعانة بصريح العبارة كده ، لا هدمة تسترهم و تستر عيالهم و لا لقمة تسكت كلاب الجوع السعرانة اللي بتقطع في معدتهم ... ( يشير شيخ الخفر بسبابته إلى رأسه ) ـ عشان كده بتأكلهم و تشبعهم قبل ما ندخل عليهم في يوم نلاقيهم كلوا الكتاكيت زي القط بتاعنا ، صح يا حضرة العمدة ؟ ـ تسلم دماغ اللي نفضك ، دي إيه النباهة دي كلتها ؟ ـ أيوة بس برضك دي مصاريف كتيرة قوي يا عمدة ... ـ كام يعني ؟ ـ لو عملناها مرتين ، يعني ممكن يكلفوك حوالي خمس ست الاف في السنة . ـ عليك نور ، طيب و لو سبناهم هايجين زي مقاطيع كفر أبو حطب ؟ احسب كده بقى مصاريف حادثة واحدة من اللي عملوها هناك ... ـ دول لما سرقوا دوار عمدتهم بس ، خدوا عشر جمايس على الأقل بمتين ألف ..... ـ و حصان و حمارين ، ده غير دهب مرات العمدة ، و غير العربية اللي اتقلبت في الترعة و همه بيطاردوهم ، و السين و الجيم و التحقيقات و الاقلام و الورق و الملفات ، و مدير الأمن و المأمور و وكلاء النيابة و الظباط و العساكر و الشهود و عطلة الناس ..... ده كله كوم و التلات غفر اللي ماتوا لما ضربوا عليهم نار كوم تاني ، و نسوانهم اللي بقوا أرامل و العيال اللي اتيتمت ، شوف انته بقى الناس الي ماتوا دول ، الواحد فيهم يسوى كام ؟ ـ لو قلنا الغفير الواحد بألف ( ينظر للسقف ) يبقى التلاتة بتلات الاف . ـ هو إيه اللي بألف ؟ ( احمر وجه العمدة حتى كاد الدم أن يتفجر من خديه ) ـ مالك يا حضرة العمدة ؟ ـ هو إيه اللي بألف يا شيخ الغفر ؟؟؟؟ ـ الغفير ، الواحد بألف ....... ( أخذ الشرر يتطاير من عين العمدة ، أخذ يبحث حوله ، لم يجد ضالته ، عندها انحنى يخلع حذائه ، أمسكه بسرعة بين يديه ، أطلقه ناحية وجه شيخ الخفر ، و أخذ يصيح ) ـ مافيش فايدة ، مافيش فايدة ... ( انتفض من مكانه ، هجم على رأس شيخ الخفر ينزع شعر رأسه ، شعرة شعره ، يردد ) ـ فيه فايدة ، ما فيش فايدة ، فيه فايدة ، ما فيش .... ( أخذ شيخ الخفر يصرخ من شدة الألم ) ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفين .... ( حاول جاهدا الفرار ، أخيرا ينجح ، يخرج مسرعا ، يجري بشوارع القرية ، يصرخ ) ـ خليهم ألفين ، خليهم ألفيــــــن ، خليهم ألفيــــــــــــن ... |
|||
05-01-2010, 12:24 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
وما حال ساستنا ببعيد ،، الحال ذاته والسياسة ذاتها |
|||
07-01-2010, 12:57 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
اقتباس:
شكرا جزيلا أختنا الفاضلة سلمى رشيد على طيب ردك دمتم بخير |
||||
10-01-2010, 11:32 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص (2) ( دخل شيخ الخفر مسرعا على العمدة دون أن يطرق الباب، يصرخ ) ـ إلحق يا حضرة العمدة ، إلحقنا يا كبير البلد ... ( عندها انتفض العمدة واقفا ، يضربه ، و يصرخ في وجهه ) ـ إنت إيه ؟ هه ؟ جنسك إيه قولي ؟ فهمني ، البعيد جبلة و إلا إيه بالظبط يعني ؟ فهمني يا وله ، ( أمسكه من جلبابه و أخذ يهزه ) خــــــــلاص ، ما فيش إحساس ؟ ما عندكش و لو شوية م الأحمر ؟ إنت البعيد و لا إحساس و لا دم و لا أيتها حاجة خالص ؟؟؟؟؟ ـ مالك يا حضرة العمدة ؟ فيه إيه بس ؟ ـ أنا اللي مالي و فيه إيه ؟ مش باقولك ، صحيح اللي اختشوا ماتوا ... ـ طب بس قولي إيه اللي مزعلك ؟ ـ أنا مش منبه عليك مليون مرة قبل كده ، لما تحب تدخل عليا تخبط الأول على الباب ؟ حصل و إلا ما حصلش ، لنفرض إني كنت قاعد كده و إلا كده لا سمح الله ، و إلا خالع الطاقية و راسي عريانة ... ـ معلش سامحني يا حضرة العمدة ، بس الموضوع خطير جدا جدا ، و عشان كده سها عليا و نسيت ... ( ترك العمدة جلباب شيخ الخفر ) ـ موضوع إيه ؟ ـ لا ، ما هو أني مش ها أقول أيتها حاجة إلا أما تسامحني الأول . ـ خلاص سامحتك . ـ لا ، دي طالعة من غير نفس ، لازمن تقول سامحتك يا حضرة شيخ الخفر و بعدي.......... ( عندها دفعه العمدة من صدره ناحية الباب ) ـ إنت ها تتأمر عليا كمان ، طب جزاءا ليك و الله لتطلع بره و تخبط زي ما علمتك ، ياله بره ، و خبط زي البني آدميين ، ياله .... ( أخرجه العمدة ، أغلق الباب خلفه ، ذهب العمدة ليجلس على كرسيه ، لحظات مرت و لم يطرق شيخ الخفر الباب ، دقائق تمر و دقائق و لا فائدة ، عندها استشاط العمدة غضبا ، اتجه ناحية الباب ، فتح الباب ، و إذا بشيخ الخفر يقف أمام الباب ، صرخ العمدة في وجهه ) ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ، ما خبطتش ليه ؟ ـ بقى لي ساعة بخبط يا عمدة ، بس انته ما قلتليش ادخل . ـ هو انته بتخبط إزاي يا شيخ الغفر ؟ وريني كده . ( طرق شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) ـ يا سلااااااااااااااام ، يا سلام سلم يا ولاد ،بقى عايزني أسمع تخبيطك ده ؟ طب إزاي فهمني ؟ ( أمسك بأذني شيخ الخفر ، يهز رأسه ) إنته ناوي تشلني ياجدع إنته ؟ هه ، فيه حد موحيك عليا ؟ و الا حكايتك إيه بالظبط معايا ، فهمني .... ـ آي ، آي ، حرامك عليك يا حضرة العمدة ، هو أنا عملت إيه تاني بس ؟ ـ كل ده و مش عارف عملت إيه ؟ ـ يعني أعمل إيه أنا بقى أقطع نفسي ؟ ـ ده أنا اللي ها أقطعك حتت حتت ، و أرميك لكلاب السكك تنهش لحمك . ـ هو لا كده عاجب و لا كده عاجب ؟ مش انته اللي قايل لي ابقى خبط بشويش ؟ ـ أيوة تخبط بشويش يعني بالراحة ، مش تخبرش زي القطط على الباب و عايزني أسمعك .... ـ حاضر يا حضرة العمدة ، حاضر ، فهمت خلاص . ـ أما أشوف . ( دخل العمدة يجلس مكانه ، لحظات و طرق شيخ الخفر الباب ) ـ مين ؟ ـ حضرة العمدة موجود يا عمدة ؟ ـ نقوله مين يا شيخ الغفر ؟ ـ قوله شيخ الغفر عاوزك ضروري . ـ ادخل يا شيخ الغفر ، تعالى . ( يدفع شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) ـ السلام عليكم يا حضرة العمدة . ـ و عليكم السلام ، اقعد يا شيخ الغفر . ( يجلس ) ـ فيه إيه بقى ؟ ـ فاكر لما قلت لي وزع دقيق و سكر و رز و زيت على الجماعة إياهم ؟ ـ أيوة طبعا فاكر . ـ عارف كانوا كام واحد بنوزع عليهم يا عمدة ؟ ـ كام ؟ ـ كانوا اتناشر نفر . ـ طب و إيه يعني ؟ ـ اصبر بس يا عمدة ، عارف بقوا كام دلوقتي ؟ ـ كام ؟ ـ بقوا متين و خمسين نفر يا عمدة ، و بكرة يبقوا ألف ... ـ متين و خمسين ؟ ليه ان شاء الله ؟ ـ وحد خاسس عليه حاجة يا عمدة ؟ ما هم قاعدين يا كلوا في قتة محلولة ، أكل و مرعة و قلة صنعة . ـ أيوة بس جم منين دول ؟ ـ اللي جاي من كفر أبو حطب و اتجوز له بت من بلدنا ، و اللي جاي من أبو زعيبل ، ما هي بقت تكية خلاص ... ـ و انته إزاي تسكت لغاية لما توصل لكده يا شيخ الغفر ؟ ـ انته مش قايل كل اللي تنطبق عليه الشروط أعطيه ؟ ـ أيوة بس مش بالشكل ده ؟ ـ مش بس كده يا عمدة ، ده الغفير عوضين قال لي إنه شايف ناس بره البلد قاعدين يبيعوا الدقيق و السكر و الزيت اللي إحنا وزعناه عليهم و بينادوا و يقولوا ( دقيق و زيت عمدة كفر البلاص ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، بقى دي أخرتها ؟ ـ و العمل إيه دلوقتي يا عمدة ؟ ـ عملك اسود و مهبب ، وقف الموضوع فورا ، و إياك عدت تعطي لأي واحد فيهم أيتها حاجة ، و لا حباية سكر واحدة ، فاهم و إلا لأ ؟ أنا قلت من الأول ما فيش فايدة ، كل ما أحاول أصلحها من ناحية يبوظوها من الناحية التانية ، ها أقعد أرقع فيها كده لحد إمتى ؟ ( قاطعه شيخ الخفر ) ـ بتقول حاجة يا عمدة ؟ ـ هو انت لسه هنا ؟ ما تنجر يلا من هنا . ـ حاضر يا حضرة العمدة حاضر ،أديني ماشي أهوه .... ( خرج شيخ الخفر بينما جلس العمدة يفكر ) ............... ( يتبع ) |
|||
13-01-2010, 10:29 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص (3) ( النار تلتهم أحد البيوت ، سحب الدخان الأسود غطت سماء القرية ، صوت شهيق النار يشق صمت الليل ، أخذت الصرخات تتعالى رويدا ) ـ غيتونا يا خلق هـــــــوه .... ـ النار قايدة في دوار العمدة القديم يا بلد ... ـ إلحقونا يا عالم .... ( دب النشاط في أهالي القرية ، أشباح تجري في كل مكان ، اختلط الحابل بالنابل ، البعض يسكب الماء على النار لإخمادها ، بعض النساء يجرين إلى الترعة يملأن الأواني بالماء ، الرجال يحاولون تكسير الباب الخشبي العتيق ، يأتي أحد الرجال حاملا فأسه يصرخ ) ـ وسع يا جدع أنت و هو ... ( يضرب قفل الباب الحديدي بفأسه حتى ينخلع ، يفضون الباب على مصراعيه ، يتسلل أحدهم لتحرير البهائم من مربطها ، يدخل بعض الخفر يحملون ما تبقى من أجولة الدقيق و السكر لإخراجها ، تنطلق البهائم فارة من النيران ، حالة من الهلع تسيطر على الجميع ، محاولات مضنية لإخماد الحريق ، صرخات تتلاحق ) ـ مية بسرعة يا عالم ؟ ـ اطلع أنت يا عم خميس .... ـ صب هناك على طرف القش ياد يا عوض ... ـ هاتي يا أم علي ، ناوليني بسرعة ..... ( دقائق تمر سنوات ، بدأت النار تنحسر رويدا رويدا ، ما هي إلا لحظات حتى هدأت النيران ، أخيرا ينجحون في إخمادها ) ـ الحمد لله ، الحمد لله ... ـ الله يبارك فيك ياد يا مهموز ... ـ و هو أنا عملت حاجة ، ادعي للواد أبو الروس هو اللي طفاها . ـ الله يخليك يا حسين ، هي دي الرجالة بصحيح ... ( يدخل شيخ الخفر حاملا مطفأة الحريق ، يوجه فوهتها ناحية النيران الخامدة ، يصرخ فيهم ) ـ وسع يا جدع أنت و هو ، وســــــــــــــــع ... ( يضغط على ذراع التشغيل ، تخرج من فوهتها بضع بصقات سائلة يصحبها صوت تنفيس واهن يحتضر ، عندها ينفجر الرجال في الضحك ، يصرخ ) ـ بتضحك على إيه يا وله أنت و هو ؟ ـ مش عليك و الله يا شيخ الغفر ..... ـ ماشي يا حسين يا أبو أليطة ، بس لما يجي حضرة العمدة ها أقوله انك بتضحك على طفايته اللي جايبها م البندر . ـ و الله ما ضحكت عليها يا شيخ الغفر ، ده أنا بضحك على الواد أبو راسين أصله طلع منه صوت مش و لابد . ـ ماشي ، ها أعديها لك المرة دي بمزاجي . ( يأتي أحد الخفر ، يضرب الأرض بقدمه لأداء التحية العسكرية ) ـ تمام يا فندم . ـ إيه الأخبار يا أبو سليمان ؟ ـ كله تمام يا شيخ الغفر ، تمت الزيطرة على الولعة خلال ساعات مع دودة. ( يوجه شيخ الخفر كلامه للأهالي ) ـ شكرا يا رجالة ، ياله كل واحد يروح لحاله ، انصراف . ( يخرج الرجال و النساء ، يوجه حديثه للخفير ) ـ فيه شبهة جنائية يا ولة ؟ ـ قصدك إيه يا فندم ؟ ـ ها أفضل أفهمك لحد إمتى ؟ يعني الولعة دي ممكن تكون بفعل فاعل ؟ ـ أنا الصراحة كده رأيي إنه ماس كهربائي . ـ ماس كهربائي منين يا وله و الدوار ده أصلا ما فيهوش كهربا من أساسه ؟ ـ يمكن حد وصل له الكهربا و احنا نايمين يا شيخ الغفر . ـ ما فيش فايدة ، نقول تور يقولوا احلبوه ، اتلقح على جنب و اسكت خالص ، فين الواد عوضين ؟ ـ بيدور على البهايم اللي هربت م الحريقة . ـ لما يجي خليه يحصلني على دار العمدة . ـ أوامرك يا شيخ الغفر . ( يخرج شيخ الخفر متوجها إلى دار العمدة ، و في الطريق ، يقابله العمدة على حماره ) ـ إيه اللي حصل يا شيخ الغفر ؟ ـ سليمة إن شاء الله يا حضرة العمدة ، النار ولعت في الدوار القديم ، بس إحنا سيطرنا عليها و طفيناها .... ـ و البهايم و التموين ؟ ـ البهايم سليمة الحمد لله ، بس هربت م النار و الواد عوضين بيلمهم ، و التموين لحقناه بأعجوبة ، يدوبك شوالين تلاتة اللي النار كلتهم و الباقي سليم و زي الفل . ـ و جنابك نايم على ودانك ؟ أمال فين الغفر اللي بيحرسوا الدوار يا جدع انته ؟ ـ واحد استأذن مني ، أصل مراته كانت بتولد ، و التاني نام على روحه... ـ الاتنين ياخدوا جزا ، و أنت كمان معاهم ... ـ طب و أنا ذنبي إيه بس يا حضرة العمدة ؟ ـ ذنبك على جنبك يا اخويا ، ما هو أنت لو شايف شغلك كويس ما كانش اللي حصل ده حصل . ـ ده قضاء و قدر يا عمدة . ـ لأ مش قضاء و قدر يا شيخ الغفر ، النار دي بفعل فاعل يا ناصح . ـ إزاي ؟ ـ مش قلت لك نايم على ودانك ؟ الواد خميس جاني بلغني ، و لقيته جايب معاه الجركن ده ، و قالي إنه لقاه مرمي في مسرح الجريمة جنب الدوار ، افتحه كده و شمه . ( يفتحه شيخ الخفر ، يشم رائحة ما بداخله ) ـ إيه ده ؟ ده جاز يا عمدة ، طب تصدق بإيه ؟ أنا قايل إنها بفعل فاعل بس ما كنتش عايز اتهم حد ظلم يا عمدة .... ـ لا إتهم يا خويا ، و آدي الدليل قدامك أهو . ـ أيوة بس مين اللي ممكن يعملها يا عمدة ؟ ـ الجماعة اللي قطعنا عنهم التموين يا فطن . ـ معقول ؟ و هو ده رد الجميل ؟ ـ ها تعمل إيه بقى ؟ ـ لا يمكن أسكت أبدا على المسخرة دي يا حضرة العمدة ، معنى كده إنهم ممكن يعملوها تاني و تالت ، لازم نلمهم واحد واحد و نحبسهم . ـ ها تلم مين و إلا مين يا شيخ الغفر ؟ دول متين وخمسين نفر . ـ على الأقل نحقق معاهم و أكيد ها نوصل للي عملها و نسجنه . ـ أيوة وتقعد تعذب فيهم لغاية لما واحد فيهم يقر ؟ ـ في ظرف يومين بعون الله أكون عرفت لك اللي عملها . ـ واحد و عملها و يستاهل اللي يجرى له ، طب و المية تسعة و أربعين ؟ ـ مالهم ؟ ـ ها تقول إيه مع للمية تسعة و أربعين اللي عذبتهم من غير ذنب يا شيخ الغفر ؟ ـ حضرتك تعتذر لهم اعتذار رسمي و خلاص . ـ تصدق بإيه ؟ ـ لا إله إلا الله . ـ تلاتة بالله العظيم ، و لا لك عليا حلفان ، لو أنا واحد من المية تسعة و أربعين مظلوم دول ، لو جبت لي العالم ده كله و حطيته تحت رجليا ، لا يمكن أسامحك أبدا على ألم واحد ، و ساعتها بعد ما كان عندك مجرم واحد بقى عندك مية و خمسين مجرم ، و اللي عمره ما جه على باله يعملها ها يتجرأ بعد كده و يعمل اللي ألعن منها ، و خد عندك بقى ..... ـ طب و الحل يا حضرة العمدة ؟ ( يتبع ) |
|||
18-01-2010, 04:46 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص (4) على الباب وقف أحد الخفر ) ـ نادي أول واحد يا غفير . ( الخفير مناديا ) ـ حســـــان أبو شــــــوشة . ( يدخل حسان ) ـ أفندم . ( يسأله شيخ الخفر ) ـ اسمك إيه ياوله ؟ ـ هههههه ، ما انت لسه مناديني دلوقتي يا شيخ الغفر ، لحقت نسيته ؟ ( عندها يضربه الخفير على قفاه ) ـ رد عدل على حضرة شيخ الغفر يا وله . ( عندها ينتفض العمدة من مكانه ممسكا (خيزرانته) ، يضرب بها الخفير) ـ أنت بتضربه قدامي يا دغف ؟ ـ مش شايف بيرد على شيخ الغفر إزاي يا عمدة ؟ ـ و أنت مالك أنت ؟ هو شيخ الغفر جابك محامي ؟ يلا بره ، تلاتة بالله العظيم لاخصم منك شهر بحاله ، يلا من هنا يلا . ( يخرج الخفير مسرعا ،فارا بنفسه من ثورة العمدة ، عندها يتجه العمدة لشيخ الخفر رافعا الخيزرانة ) ـ و أنت فاشخ لي ضبك و قاعد لي تتفرج ؟ ( يرفع شيخ الخفر يده عاليا يحمي نفسه ) ـ طب و أنا مالي يا حضرة العمدة ، ذنبي إيه بس ؟ ـ أكيد أنت اللي مأخدهم على كده ... ـ و الله ما حصل ، طب إيه رأيك لخاصم منه شهر أنا كمان عشان يعرف إن الله حق . ـ و هو أنا يعني مش قادر أخصم منه شهرين ؟ لا كفاية شهر واحد عشان يتعلم الأدب ، قوم فز هات لنا غفير تاني بداله . ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يذهب شيخ الخفر ينادي ) ـ أبو سليمان . ـ أفندم يا شيخ الخفر . ـ تعالى أقف هنا على الباب عشان تنادي أنت . ـ حاضر يا شيخ الغفر . ( يعود العمدة و شيخ الخفر إلى مكانهما ، يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر ) ـ أنا اللي ها أسأل يا شيخ الغفر ، و أنت تكتب بس . ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يوجه العمدة كلامه لحسان أبو شوشة ) ـ رد على الأسئلة اللي ها اسألها لك يا أبو شوشة ،عشان ده محضر رسمي . ـ حاضر يا عمدتنا ، انت تأمر . ـ اسمك . ـ حسان حسان أبو شوشة . ـ بتشتغل إيه ؟ ـ فلاح بالأجرة. ( يقاطعهما شيخ الخفر ) ـ و لما أنت فلاح بالأجرة بتاخد إعانة ليه من اللي عاملها حضرة العمدة ؟ ( ينظر العمدة شزرا إلى شيخ الخفر ، فيضع شيخ الخفر يده على فمه ) ـ و هو فيه حد راضي يشغلني عنده يا شيخ الغفر ، ده أنا حفيت ، كل ما أسأل واحد على شغل يقول لي جحا أولى بلحم توره و يفلح أرضه بنفسه هو وعياله . ( يسأله العمده ) ـ طب ليه ما بتدورش على شغلانة تانية تاكل منها عيش أنت و عيالك ؟ ـ أيدي على كتفك يا حضرة العمدة ، بس شغلني كده أنت في أيتها حاجة ، و أني مش ها أقول لأ . ـ ما فكرتش تزرع الشط بتاع الترعة يا أبو شوشة ؟ ـ و مين اللي ها يرضى أزرعه يا عمدة ؟ ـ انا اللي بأقولك ازرعه ، يعني عاجبك الحشيش و الهيش اللي حواليها اللي لامم تعابين و بلاوي سودة . ـ أيوة و بكرة لما أزرعها تيجوا تاخدوها مني و تأمموها ؟ ( انفجر العمدة في الضحك ) ـ ههههههه ، لا ما تخافش يا ناصح ، ها أكتبلك بيها ورقة من دلوقتي . ـ يا سلام ؟ و بعد ما تموت أنت بقى يجي عمدة تاني و يأممها ؟ (عندها ينتفض شيخ الخفر واقفا ) ـ الملافظ سعد يا وله ، إيه لما تموت دي ؟ ربنا يطول لنا في عمره . ( يشير العمدة إلى شيخ الخفر بخيزرانتة ، عندها يجلس و يضع يده على فمه ، عندها يستدرك أبو شوشة خطأه ) ـ لا مؤاخذة يا حضرة العمدة ، ربنا يديك طولة العمر ، مش قصدي و الله . ـ الأعمار بيد الله يا أبو شوشة ، بس إحنا نسعى ، و ربك يقدم اللي فيه الخير ، مش أحسن ما أنت قاعد لا شغلة و لا مشغلة ؟ ـ أيوة يا عمدة بس .... ـ و لا بس و لا حاجة ، قوم ياله توكل على الله . ـ أوامرك يا حضرة العمدة حاضر ، بس ها تكتبها لي إمتى ؟ ـ بكرة إن شاء الله تيجي تاخد منى الورقة بتاعتها ، و لا يهمك . ( ينحني أبو شوشة يقبل يد العمدة ) ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .... ( ينزع العمدة يده ) ـ استغفر الله العظيم ، بس يلا بقى ورينا همتك . ( يخرج أبو شوشة يدعو بصوت مرتفع ) ـ روح يا شيخ إلهي لا يعري لك جسد و لا يجوع لك كبد قادر يا كريم ، ربنا يسترك دنيا و آخرة ...... ( شيخ الخفر يسأل العمدة ) ـ و المحضر و القضية يا حضرة العمدة ؟ ـ ما هو كده بنحلها يا وله . ـ أيوة بس كده لا عرفنا إذا كان هو اللي ولع في الدوار و الا لأ . ـ إنت فاكر هم بيحققوا و يعملوا قضايا ليه يا شيخ الخفر ؟ ـ عشان المجرم ياخد جزاءه . ـ أيوة و و إيه اللي إحنا كسبناه لما المجرم ياخد جزاءه ؟ ـ ما عدش حد يسجر يعملها تاني يا عمدة . ـ الله ينور عليك ، هو ده مربط الفرس ، طب و لما أنت توفر لكل واحد شغلانة ياكل منها هو و عياله لقمة عيش حلال ، تفتكر إنه يفكر ياخد إعانة أو يولع في الدوار إذا ما أخدش ؟ ـ مش عارف ، أمال هم عملوا التحقيقات و القضايا ليه بس ؟ ـ لما تسد جوعهم و تكسيهم الأول ، ساعتها بقى اللي يعمل أيتها حاجة مش و لابد ، ده يبقى يستاهل المشنقة مش الحبس ، يلا نادي لنا على التاني . ـ محمود أبو اسماعين . ( يدخل ) ـ سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ـ اسمك بالكامل . ـ محمود فريد أبو اسماعين . ـ بتشتغل إيه يا أبو اسماعين . ـ عاطل . ـ أيوة ، كنت بتشتغل إيه قبل ما تعطل . ـ صياد . ـ و عاطل ليه بقى يا أبو اسماعين ؟ ـ من يوم ما العيال بتوع كفر أبو حطب ولعوا لي في المركب و أنت سيد العارفين بقيت زي ما أنت شايف . ـ أيوة بس أنت و أخوك عوض اللي كنتم غلطانين . ـ ما هي كلها أرض الله يا عمدة . ـ أيوة بس إيه اللي يخليكم تسيبوا ترعتنا و تروحوا تصطادوا من هناك ؟ ـ الترعة هنا يوم ما نقعد نصطاد يوم بحاله ، يدوب يكفينا ، لكن هناك ساعة زمن واحدة و بنرجع بايعن و شارين و القاشية معدن . ـ و إيه الفرق بقى بين هنا و هناك ؟ ـ هناك الهاويس يا عمدة ، يعني كل يوم سمك داخل خارج م البحر . ـ طب ما هي ترعتنا هي نفسها ترعتهم ، و السمك بيعدي من عليهم و علينا . ـ لا يا عمدة ، الصيادين هناك بيحطوا شبكهم بعرض الترعة عشان السمك ما يعديش من عندهم و يجي هنا . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، ده رزق يا عالم ، حد يمنع الرزق ؟ ـ تقول إيه بقى يا عمدة ؟ ـ على العموم أنا ها أقعد مع عمدتهم و أكلمه في الموضوع ده ، وبكره تيجي تاخد فلوس و تشتري لكم شبكة جديدة . ـ شبكة بس ؟ ما فيش مركب ؟ ـ لا يا أخويا هي شبكة تصطاد بيها أنت و أخوك لغاية لما تحوشوا لكم قرشين و تجيبوا مركب ، قلت إيه . ـ ماشي يا عمدة ، شبكة شبكة ، المهم نلاقي ناكل . ـ يلا ، و عدي عليا بكرة إن شاء الله . ( يخرج أبو إسماعيل ، ينظر العمدة إلى شيخ الخفر فيجده و قد علا صوت شخيره ، يصرخ العمدة ) ـ فين المتهم يا شيخ الغفر ؟ ( عندها يقفز شيخ الخفر واقفا ، يبحث حوله ، يجري خارج الدار ، يأتي و قد أمسك بأحد صبيان القرية ) ـ تمام يا جناب العمدة ، هو الواد ده اللي عملها . ( عندها يضرب العمدة كفا بكف ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، سمعت المثل اللي بيقول نوم الظالم عبادة ؟ ـ طبعا يا حضرة العمدة . ـ طب سيب الواد يروح لحاله ، و روح نام نامت عليك حيطة يا حضرة سعادة جناب شيخ الغفر . ( يتبع ) |
|||
24-01-2010, 01:04 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 5 ) ( طرقات أياد قوية تدق الباب ، تدق و تدق و تدق ، فتح العمدة الباب و إذا بشيخ الخفر يخر على يديه مقبلا ، يصرخ ) ـ أبوس إيدك يا حضرة العمدة خبيني . ـ فيه إيه يا وله ؟ ـ أهالي البلد عاوزين يقتلوني . ـ نعم نعم نعم نعم ؟ إنت بتستهبل يا جدع أنت و الا إيه ؟ ـ تلاتة بالله العظيم بأكلمك جد ، أهالي البلد هاجم و اتلموا كلهم بربطة المعلم و قالبين البلد عليا عشان يقتلوني . ـ و فين القلاضيش بتوعك يا سبع البرمبة ؟ ـ ضربوهم و خدوا منهم البنادق كمان . ـ إهي ؟ دي ثورة بقى ؟ ـ و أي ثورة يا عمدة ؟ دي و لا بتاع عرابي . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .... ( فجأة يظهر ضوء المشاعل يضيء سماء القرية من بعيد ) ـ أهم يا حضرة العمدة .... ـ إيه ده يا وله ؟ معقولة ؟ ـ مش بأقولك مش ها تصدق إلا أما تشوف بعنيك . ـ استغفر الله العظيم ، هو إنت عملت لهم إيه يا منيل على عينك ؟ ـ و هو أنا بأعمل حاجة إلا بمشورتك يا حضرة العمدة ؟ ـ إيوة إيوة يا كهين يا ابن السهن ، لزقها فيا أنا دلوقتي ، طب إيه رأيك يا له امشي انجر من هنا خليهم يقطعوك حتت . ( يخر على يديه يقبلها ) ـ لا أبوس إيديك يا عمدة ، دول مش ها يخلوا في جتتي حتة سليمة . ـ اتمسكن اتمسكن يا وله ، تعرف إن إنت صعبت عليا .... ( صوت زئير الأهالي يعلو أكثر فأكثر مع اقتراب ضوء المشاعل ) ـ أرجوك يا عمدة خبيني أنا في عرضك ... ـ طب خش استخبى أنت ورا الباب لحد ما أشوف آخرتها . ( يقف العمدة في وجه الطوفان الهادر ، بمجرد رؤية الأهالي للعمدة تتخافت الاصوات شيئا فشيئا ، حتى يسود صمت رهيب ، لحظات من الصمت تخيم على الجميع ، باغتهم العمدة ) ـ فيه إيه يا بلد ؟ خلاص ما عدلكوش كبير خلاص ؟ بقينا زي الكلاب المسعورة بننهش في لحم بعض ؟ ده اللي مالوش كبير بيشتري له كبير يا عالم ، و أنا كبير البلد دي ، و ها أفضل طول عمري كبير البلد دي غصبن عن التخين فيكم ، و اللي مش عاجبه يوريني نفسه . ( خيم الصمت على الجميع و كأن على رؤوسهم الطير ) ـ أيوة كده ، ممكن بقى نتكلم بهداوة ؟ أولا أنتم سيد العارفين إني بأحترم أقل جزمة فيكم ، إنتم أهلي و عزوتي و ضهري و لا يمكن أبدا أرضى إن حد يهينكم أو يتطاول عليكم ، فهموني براحة كده إيه الحكاية بالظبط . ـ شيخ الغفر يعيث في القرية فسادا يا حضرة العمدة . ـ و هو أنت بقى الزعيم يا شيخ جمعة ؟ ـ لا أنا بس ممكن تقول كده المتحدث الرسمي ... ـ آه المتحدث الرسمي ؟ أمال مين الزعيم فيكم ؟ ( تتكلم إحدى نساء القرية ) ـ ما فيناش زعيم يا عمدة ، كلنا كده مع بعض بربطة المعلم زي ما أنت شايف . ـ يا حلاوة يا ولاد ، دي القوالب نامت و الانصاص قامت ، ده النمل طلع له سنان أهو ، ده الحريم كمان صوتهم علي أهو و بيلعلع . ـ ما حناش بني آدميين و إلا إيه يا عمده ؟ ـ إنتي ها تركبيني الغلط من أولها يا بت يا خضرة و إلا إيه ؟ ـ العفو يا حضرة العمدة ، المقامات محفوظة برضه ..... ـ طيب قولي إنتي ، ماله شيخ الغفر ؟ ـ يا ريت شيخ الغفر بس يا عمدة .... ـ مين كمان ؟ ـ الغفر كلهم يا عمدة من أولهم لآخرهم . ( عندها يقاطعهم الشيخ جمعة ) ـ لا يا خضرة ، حرام ، الشهادة لله مش كلهم ، الغفير محسن عمرنا ما شفنا عليه حاجة كده و إلا كده ، مية مية الصراحة ، و برضه الغفير مطاوع مش بطال . ( ينفذ صبر العمدة ) ـ أنت بتنقي خيار يا شيخ جمعة ؟ هو إيه اللي ميه ميه و إيه اللي مش بطال ؟ عملوا لكم إيه بقى الغفر و شيخ الغفر يا بت يا خضرة ؟ ـ أبو سليمان بيتعرض لي في الرايحة و الجاية يا عمدة ، و لما اشتكيته لشيخ الغفر لقيت ما أسخم من ستي إلا سيدي .... ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ... ( يقاطعهم أحد رجال القرية ) ـ و أنا كمان يا عمدة ، الغفير عوضين كل يوم لازمن يقعد عندي في القهوة و يشرب له حجرين تلاتة معسل و ما يدفعش .... ـ و إنت ساكت له ليه يا فالح ؟ ـ مرة ما رضيتش قام مكسر لي القهوة . ـ وما اشتكيتش لشيخ الغفر ليه ؟ ـ ما أني رحت لشيخ الغفر ، قال لي عوضين هو اللي ماسك قياس الجودة و لازم يطمن على المعسل اللي بأشربة لأهل البلد إن كان مغشوش و إلا مش مغشوش ... ـ لا إله إلا الله . ( يقاطعهم آخر ) ـ و أنا كمان يا عمدة ... ـ فيه إيه أنت راخر يا حاج عليوة ؟ ـ الغفير خميس كمان يا عمدة يوماتي على الله ، لازم يعدي عليا ياخد بصل و فجل و جرجير . ( تقاطعه زوجته ) ـ و مراته كمان يا عمدة بتعدي عليا في البيت كل يوم تاخد مني لبن . ـ بيشتروا منكم يعني ؟ ـ هههههههه ، يشتروا مين يا عمدة ، خلي الطابق مستور ، ده كل ما نسألهم يقولوا ، معقولة تاخدوا فلوس من العمدة ؟ ـ نعم نعم نعم نعم ؟ هي الحاجات دي بياخدوها بحجة إنها رايحة لدار العمدة ؟ ـ أيوة و الله يا عمدة ، بس الكلام ده طبعا ما يخيلش علينا ، و هو إحنا لسه ها نعرفك يا عمدة ، ده أنت بتاخد من بيتك يا راجل و تدينا ، ربنا يخليك لينا يا عمدة .... ( عندها يهتف الأهالي ) ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، ربنا يخليك لينا يا عمدة ... ( عندها يرفع العمدة يده ) ـ شكرا ، ألف شكرا ، طبعا أنا مش ممكن أبدا أسكت على البلاوي دي كلها ، بس برضه أحب أقول لكم كلمتين تعلقوهم حلقة في ودانكم ، الغفر دول أنا جايبهم منين ؟ ما تردوا عليا ، أنا جايب الغفر دول منين يا بلد ؟ من كفر أبو حطب ؟ و إلا من أبو زعيبل ؟ و إلا جايز م البندر ؟ الغفر دول م البلد دي و إلا مش م البلد دي ؟ ما تردوا ، ساكتين ليه ؟ شيخ الغفر ده مش يبقى ابن خالتك بهانة ياد يا حسان يا أبو شقفة ؟ و يبقى ابن عمك حصري يا حاج خضر ؟ حصل و إلا ما حصلش ؟ حد فيكم يكذبني يا بلد ، الغفير أبو سليمان ده مش عمك ياد يا حسان ؟ و جوز خالتك سعدية و إلا مش جوز خالتك سعدية ياد يا توفيق ؟ عوض ده يبقى لك إيه يا حسين يا أبو أليطة ؟ خالك و إلا مش خالك ؟ يعني شيخ الغفر ده و الغفر دول كلهم منكم و فيكم ، حد منكم يعرف يطلع لي شربات م الفسيخ ؟ حد فيكم يقدر يعمل لي من الجلة (كالونيا) ؟ طبعا مستحيل ، الفسيخ عمره ما يطلع إلا مش مملح ، و الجلة برضه عمرها ما ها تطلع إلا ريحة منيلة بستين نيلة ، و أنتم برضه لو عصرتكم كده على بعضيكم مش ها تنزلوا غير شوية غفر زي دول ، يبقى حكمكم على الغفر حكم على نفسيكم ، و طالما الغفر اللي طالعين منكم زفت يبقى أنتم زفت مقطرن يا بلد ، و يبقى أنتم اللي عاوزين رباية من أول و جديد يا بلد ، ( عندها يلوح العمدة ب (خيزرانته) في الهواء فتصدر صوتا مخيفا ) ـ و تلاتة بالله العظيم كبرت في دماغي و لازم أربيكم من أول و جديد ... ( ينطلق الناس فرارا ، بينما ينطلق العمدة خلفهم يشق الهواء بخيزرانته يصرخ ) ـ تلاتة بالله العظيم لأربيكم يا بلد ، و الله لأربيكم يا بلد ..... ( يتبع ) |
|||
27-01-2010, 11:47 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 6 ) ( يتبع ) |
|||
04-02-2010, 01:54 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 7 ) ( جلس العمدة إلى طاولته ، الشيخ جمعة إلى يمينه و الدكتور عادل إلى يساره ، دق العمدة بخيزرانته على الطاولة فعم الصمت ) ـ بصوا بقى يا بلد ، أظن كده كل واحد فيكم خد حقه تالت و متلت ، و الغفر و شيخهم خلاص ( ينفض كفيه ) بح ، دلوقتي إنتم ذات نفسيكم اللي ها تختاروا الغفر و برضه منكم ، لا ها أجيب قوات من عصبة الأمم و لا من الإف بي آي ، منكم فيكم ، فاهمين ؟ منكم فيكم أهوه ، و مش ها أفرض عليكم حد ، عشان ما حدش يقول كلمة كده و لا كده ، شاهد يا شيخ جمعة ؟ ( يشير الشيخ جمعة برأسه ) ـ شاهد يا عمدة . ( ينظر العمدة إلى يساره ) ـ شاهد يا دكتور عادل ؟ ـ أيوة يا عمدة ، شاهد . ( يوجه كلامه لأهالي البلد ) ـ اللي شايف في نفسه إنه ممكن يخدم أهله و ناسه و يبقى غفير يقوم يقف . ( يقف بعض الرجال ، عندها يسود الهرج و المرج بين الناس ، يتساءل العمدة ) ـ فيه إيه يا بلد ؟ حصل إيه ؟ ( لا يرد عليه أحد ، عندها يميل إليه الشيخ جمعة يهمس ) ـ أصل الأهالي كلها كانت عايزة الواد حسان أبو شوشة يقف عشان فيه شبه إجماع إنه يبقى شيخ الغفر ... ـ و إيه المشكلة طيب . ـ ما قامش وقف يا عمدة ، لأنه رافض الموضوع ده من أساسه . ( يرفع العمدة يده عاليا فيعود الصمت شيئا فشيئا ) ـ طبعا أنا سمعت إن فيه ناس عاوزة حسان أبو شوشة يبقى شيخ الغفر ، و الصراحة كده و الشهادة لله الواد ده ما فيش عليه أيتها شكاوي ، و لا عمر حد قال فيه حاجة كده و لا كده لا سمح الله . ( ينادي العمدة ) ـ حسان أبو شوشة . ( يقف أبو شوشة يلفه الحياء ) ـ أفندم يا حضرة العمدة . ـ إنت ما وقفتش ليه يا أبو شوشة من ضمن الناس اللي وقفوا ؟ ـ مش عاوز يا حضرة العمدة . ـ هو إيه اللي مش عاوز ؟ هو إحنا بنعزم عليك تيجي تاكل معانا ؟ خد تعالى هنا . ( يذهب إليه ) ـ فيه إيه يا وله ؟ مش عاوز تبقى غفير ليه ؟ ـ إلا دي يا حضرة العمدة . ـ يعني إيه إلا دي ؟ و بعدين الناس كلها عاوزاك شيخ غفر كمان ، مش غفير و بس ، يعني شغلانة شريفة ما كتش تحلم بيها لا انته و لا أهلك ، ها تاكل و تشرب و تتبغدد منها إنت و مراتك و عيالك ، و بعدين انته يا وله لا عندك أرض ها تزرعها و لا لك شغلة و لا مشغلة . ـ كفاية عليا شط الترعة اللي انته كتبتهولي يا عمدة . ـ شط ترعة إيه يا أهبل ؟ و هو برضه شوية الجرجير و البصل اللي بتزرعهم دول يأكلوك انته و عيالك ؟ ـ و انته يعني كنت شفتني مادد إيدي بأقول حسنة لله يا حضرة العمدة ؟ ( يقبل كفه وجها و ظهرا ) مستورة و الحمد لله و القاشية معدن ، بس ربنا يديمها علينا نعمة . ( يقاطعهم الشيخ جمعة بصوت خفيض ) ـ يا وله دي الغفارة ها تدخلك مبلغ حلو بدل الفقر اللي انته مزروع فيه ده ، و بعدين ها تلبس البدلة الميري أم زراير دهب يا وله ، و إلا يعني عاجبك قوي الجلبية المرقعة اللي انته لابسها دي ... ـ على قلبي زي العسل يا شيخ جمعة ، ما دام بأنام متهني و لا حد زعلان مني و لا أني زعلان من حد ، لأ معلش ، يفتح الله يا جماعة ، حد الله بيني و بينها . ( يسأله الدكتور ) ـ بعد إذنك يا حضرة العمدة . ـ اتفضل يا دكتور . ـ ممكن نفهم بس انته ليه رافض الموضوع ده يا أبو شوشة ؟ ـ دي مسؤولية يا دكتور ، عارف يعني إيه مسؤولية ، يعني ها أبقى مسؤوووول ، عارف يعني إيه مسؤول ؟ ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ يعني قيمة و سيمة و وظيفة ميري و تمشي كده في البلد رافع راسك ، تأمر و تنهي على كيف كيفك ، و لا حد يقولك تلت التلاتة كام ... ( يقاطعه أبو شوشة ) ـ لا يا شيخ جمعة ، معلش بقى ده عندك انته ، و برغم إني راجل جاهل مش متعلم زيكم ، لكن معلش أبويا علمني إن مسؤول دي يعني إنسان عريان و حافي . ـ عريان و حافي إزاي يا أهبل ، ده انته ها تبقى ملو هدومك و ها تقعد مع العمدة و كبرات البلد . ـ انته بتتكلم عن الدنيا ؟ ههههههه ، لا يا شيخ جمعة ، دي طلعت و إلا نزلت اسمها دنيا ، و باينة من اسمها ، يعني لا مؤاخذة كده واطية ، لكن أني بأقول عريان و حافي يوم القيامة قدام رب العالمين ، و ساعتها ها أبقى مسؤول بحق و حقيقي ، لأنه ها يسألني عن كل كبيرة و صغيرة ، و بصراحة كده أني مش قد الموضوع ده ، و لا قد سؤال واحد أرد عليه قدام رب العالمين ، لأ يا جماعة لأ ، و الله العظيم ما أني قدها ، شوفوا واحد يقدر يقف و يرد على رب العزة لما يسأله ( تترقرق الدموع في عينيه ) لكن أني ؟ تلاتة بالله العظيم ما أقدر .... ( يقاطعه العمدة ) ـ ما هو عشان الحتة دي بقى الكل عاوزك انته بالذات تمسك العمودية ( يتدارك نفسه ) تمسك الغفارة الله يخرب بيتك لخبطتني ، خلاص انتهى الكلام ، ده أمر يا أبو شوشة ، انته ها تبقى شيخ الغفر ... ( ينكب أبو شوشة باكيا على كف العمدة يقبله ) ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاااااش ، و الله ما أني قدها ، أبوس إيدك ... ( يسحب العمدة كفه بسرعة ، ينكب أبو شوشة على قدمه يقبلها ، يصرخ) ـ أبوس رجلك يا أبا العمدة ، تلاتة بالله العظيم ما أني قدها ، عشان خاطري ، و حياة حبيبك النبي يا شيخ بلااااااش ..... ( يقف العمدة مبتعدا عنه يدفعه بعيدا ) ـ استغفر الله العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله ...... ( يلاحقه أبو شوشة ) ـ بالله عليك يا أبا العمدة ...... ( عندها يقوم الشيخ جمعة و الدكتور يحاولان إمساك أبو شوشة و الحيلولة بينه و بين العمدة ، يحاول أبو شوشة الإفلات من بين أيديهم ، يدور العمدة حول الطاولة فارا بنفسه ، بينما يستصرخه أبو شوشة با كيا) ـ أبوس إيدك يا أبا العمدة بلاش أني ، و الله العظيم ما أني قد المسؤولية دي يا عمدة ، شوف حد تاني ، و حياة حبيبك النبي اللي انته زرته ، ( يحاول استرحام الشيخ جمعة و الدكتور ) بالله عليك يا شيخ جمعة تقوله بلاش أني ، إلهي ربنا يخلي لك بنتك يا دكتور عادل تقنعه يشوف حد غيري ( يسقط أبو شوشة جالسا على الأرض يهيل على نفسه التراب ) حد يغيتني يا عالم يا هـــوه ، حرام عليكم ، و الله حرام حرام حراااااام ... ( يحاول الدكتور و الشيخ جمعة تهدئته ، تقف زوجته تصرخ ) ـ حرام عليكم يا عالم ، خلوا في قلوبكوا شوية رحمة يا هـــــوه ... ( تذهب إلى زوجها لتهدئته ، يشير العمدة إلى بعض الرجال ) ـ خدوا المجنون ده بعيد عن هنا ، خدوه ورا خالص . ( يحمله الرجال إلى آخر الصفوف ، يتجمع الأهالي حول أبو شوشة يحاولون تهدئته ، يعود العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور إلى أماكنهم ، يضرب العمدة كفا بكف ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، إيه ده ؟ فيه لسه ناس بالشكل ده ؟ ( يهمس إليه الشيخ جمعة ) ـ ما هو برضه الواد معاه حق يا حضرة العمدة ، الواد شايف نفسه مش قدها . ـ يعني إيه ؟ ( يميل الدكتور إلى العمدة هامسا ) ـ يعني ما نقدرش نغصبه على حاجة زي دي يا عمدة ، خلاص هو حر ، طالما رافض بالشكل ده يبقى نشوف حد تاني أحسن . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، فيه حد يرفس النعمة ؟ ـ من وجهة نظرنا إحنا بس يا عمدة ، لكن الواد شايف غير كده . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، خلاص كفاية كده النهاردة ، ( يوجه حديثه للأهالي ) معلش يا أهل البلد ، فركش ، ها نأجل الموضوع ده لبكره إن شاء الله . ( يقف العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور ، يتوجهون إلى داخل دار العمدة ، يحاول العمدة تعديل هندامه ، بدا و كأنه يكلم نفسه ) ـ الواد هد حيلي الله يهد حيله ، منك لله يا أبو شوشة ، الواد يا خويا كأني بأرميه في النار ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله .... ( يتبع ) |
|||
06-02-2010, 02:30 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 8 ) ( جلس العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يرتشفون الشاي ، طرق أحدهم على الباب ، صاح العمدة ) ـ أدخل . ( دخل عبد الجبار يصرخ ) ـ إلحقنا يا حضرة العمدة ... ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق . ـ مصيبة و حطت فوق راسنا كلنا يا عمدة . ـ قد الكف و يقتل ألف ، ما تخلص و تقول فيه إيه يا وله ؟ ـ عيال أبو شقفة اتكاتروا على ولاد التهامي و فشفشوهم م الضرب . ـ أكيد فيه سبب . ـ عشان عيال التهامي غلبوهم في الكورة . ـ يقوموا يضربوهم عشان الكورة ؟ ( يقاطعهم الدكتور عادل ) ـ المشكلة إن عيال أبو شقفة بيقولوا إن ولاد التهامي كانوا ضربوهم الأسبوع اللي فات برضه بسبب الكورة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، جرالكم إيه يا بلد ؟ كل ده عشان الكورة ؟ الله يقطع الكورة و سنينها ، روح بسرعة يا شيخ جمعة نادي في مكرفون الجامع و اجمع لي البلد كلتها دلوقتي حالا ، و أنت يا عبد الجبار بسرعة جهز لنا القعدة اللي بره. ـ أمرك يا عمدة . (الشيخ جمعة و عبد الجبار يخرجان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ بالله عليك تنفع المسخرة دي يا دكتور عادل ؟ ـ طبعا لأ يا عمدة ، الصراحة الموضوع زاد عن حده و العيال دى لازم تتربى من أول و جديد . ـ ما هو ده بقى اللي أنا ناوي أعمله و مش ها أتراجع عنه أبدا ، منه لله شيخ الغفر و الغفر ، عطلوني بسبب بلاويهم المتلتلة ، يعني الواحد هيلاقيها منين و إلا منين بس ؟ كل ما أرقع في حتة تتمزع من حتة تانية ؟ ـ بجد ؟ الله يكون في عونك يا عمدة ... ( صوت ميكروفون المسجد ينادي ) ـ على جميع أهالي البلد التجمع عند دوار العمدة حالا . على جميع الناس التجمع عند دار أبويا العمدة دلوقتي حالا . ( يبدأ صوت الأهالي و قد تجمهروا خارج دار العمدة ، عندها يدخل عبد الجبار ) ـ الناس اتلمت بره يا عمدة . ـ أنا طالع لهم أنا و الدكتور أهو . ( يمسك العمدة بخيزرانته و يخرج للناس و خلفه الدكتور عادل ، عندها يأتي الشيخ جمعة يقف بجوارهم ) ـ فين ولاد أبو شقفة ؟ ( يرفع بعض الأهالي يدهم عاليا ) ـ تعالوا لي هنا الناحية دي ، و فين ولاد التهامي ؟ ( يرفع البعض أيديهم ) ـ تعالوا لي الناحية التانية هنا ، أولا و قبل كل حاجة ها أسألكم سؤال واحد يا بلد و اللي ها يعرف إجابته الصحيحة ها أديله عجل مكافأة ( يوجه كلامه لعبد الجبار ) إجري هات لي عجل من الزريبة بسرعة يا وله . ( يذهب عبد الجبار ) هيه يا بلد ، مستعدين ؟ ـ أيوة يا عمدة . ـ إيه الهدف م الكورة يا بلد ؟ ( عندها رفع الجميع أيديهم ) ـ قول أنته يا حسنين يا أبو العوضي . ـ إننا نجيب إجوان و نكسب . ـ إجوان إيه يا أبو اجوان ؟ لأ ، غلط يا فالح ، قول أنته ياد يا خميس . ـ الهدف إننا نلعب و نكسب كل البلاد اللي حوالينا و نبقى أحسن بلد بتلعب كورة في البر كله . ـ اتنيل على عينك و أقعد لنا في حتة ناشفة ، مين تاني ؟ ـ أقول أني يا حضرة العمدة ؟ ـ قول يا أبو أليطة . ـ الهدف إننا ناخد كاس المركز و ممكن لو ربنا كرمنا ناخد كاس المديرية. ـ و إيه اللي ها يجرى يا بلد لو خدنا كاس المديرية أو ما خدناهوش ؟ ها نزيد و إلا ها نخس ؟ ( يأتي عبد الجبار يسحب عجلا في يده ) ـ العجل أهوه يا عمدة . ـ اربطه هنا يا وله ( يوجه كلامه للأهالي ) خلينا حتى خدنا كاس العالم ، إيه اللي ها يجرى لنا يا بلد ؟ ( يرفع أبو أليطه صوته معترضا ) ـ ده دي يا عمدة ؟ ده كاس العالم ده على الأقل يعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي . ـ ههههههههههه ، و هو العالم كله بقى بيقطع نفسه و يلعب على كاس العالم عشان الكاس ده بيعمله خمسة ستة كيلو دهب صافي ؟ ده إيه الزكاوة اللي بتشر منك دي يا وله ؟ طب ما كل بلد بقى تعملها كاس تخليه عندها و تريح نفسها بقى ، بدل اللاعيبة و المصاريف و المدربين و الكور و الملاعب . ـ إزاي بس يا عمدة ؟ ده كفاية إننا ها نطلع في التلفزيون و نبقى مشهورين و الأجانب و العالم كله يتكلم عننا . ـ نطلع في التلفزيون ؟ و فرحان قوي بخيبتك التقيلة ؟ إتلقح أقعد . ( يهمس في أذن عبد الجبار ) ـ بسرعة هات لي ( قرص جلة ) من على الشط . ـ هوا . ( يجري عبد الجبار بينما يشير العمدة بيديه لأولاد أبو شقفة ) ـ هاتوا لي أسرع واد عندكم في الجري . ( يشير إلى أولاد التهامي ) ـ و إنتم كمان طلعوا لي هنا أسرع واحد فيكم . ( يخرج الولدان إلى العمدة فيمسك أحدهم بيمينه و الآخر بيساره ) ـ دلوقتي ها نعمل سبق بين العيال دي ، ها نشوف مين فيهم اللي ها يسبق التاني و يجيب لنا الكوز اللي على الزير اللي هناك ده و يرجع ، و الفايز ها ياخد جايزة كبيرة قوي . ( يتأهب الولدان ، يوجه العمدة كلامه للدكتور عادل ) ـ عد لهم إنته يا دكتور عادل . ـ واحـــــد ..... إتنيـــــــــــــن ..... تلاتة . ( يجري الولدان بأقصى سرعة في اتجاه الزير ، و يبدأ التصفيق و التهليل لتشجيع الأولاد ، عندها يأتي عبد الجبار يحمل في يده ( قرص الجلة ) ، يأخذه العمدة و يضعه على الطاولة ، ينطلق ابن التهامي كالريح و ينتزع الكوب المعدني بسرعة قبل أن يصل إليه ابن أبو شقفة و يعود بينما يزداد التصفيق و التهليل ) ـ التهامي ، التهامي ، التهامي . ( يقف الولدان أحدهما على يمين العمدة و الآخر على يساره ، طبعا كلكم شفتم اللي حصل ، و طبعا اللي كسب هو ابن التهامي و عشان كده ها أديله الجايزة اللي وعدته بيها . ( يتناول العمدة ( قرص الجلة ) من فوق الطاولة و يسلمه لابن التهامي ) ـ ألف مبروك ، اتفضل . ( عندها يصرخ أحد رجال التهامي ) ـ ده دي يا عمده ؟ هي دي جايزتك للواد ؟ ـ يعني إيه ؟ مش عجباك جايزتي و إلا إيه يا حاج مصطفى ؟ ـ لأ طبعا مش عجباني ، هو إنته بتتمهزأ بينا و إلا إيه يا عمدة ؟ ـ خلاص بلاش ، إنته حر ، الواد إبن أبو شقفة هو اللي ها ياخد الجايزة . ( يناولها لأبن أبو شقفة ، عندها يقف أحد الرجال من عيلة أبو شقفة يصرخ ) ـ و لا إحنا كمان عايزين جايزتك يا عمدة ، يفتح الله . ( عندها يوجه العمدة حديثه للأهالي ) ـ على فكرة يا بلد ، أحب أعرفكم إن أني لا بتمسخر على ولاد التهامي و لا على ولاد أبو شقفة لا سمح الله ، لأ طبعا ، و لكن حبيت أعرفكم بس إن الهدف و المكسب من اللعب مش الجايزة ، المكسب الحقيقي هو ده . ( يمسح بإصبعه على جبين ابن التهامي فيصبب العرق ، يمسح بإصبعه على جبين ابن أبو شقفة فيصبب منه العرق ) ـ هو ده المكسب الحقيقي يا بلد ، العرق و المجهود و التعب اللي عملوه هو ده المكسب الحقيقي ، لكن الكاس ده مكسب معنوي ، يعني مكسب كده و كده ، و الأهداف اللي بتسجلوها في بعضيكم برضه أهداف كده و كده يعني أهداف مش بجد ، يعني الكورة و الرياضة عامة عبارة عن تمثيلية بنمثلها عشان نوصل للهدف الحقيقي و هو إننا نبقى ناس بتمارس الرياضة ، لأن ممارسة الرياضة هي اللي ها تقوي جسمك و تخليك راجل تقدر تشتغل و تبقى إنسان صحتك بمب و لا يجيلك أمراض و العياذ بالله و لا تبقى إنسان كسول و تبقى عالة على أهلك و بلدك ، يلا يا أهبل إنته و هو ، كل واحد من ولاد أبو شقفة يبوس أخوه من ولاد التهامي و العكس ، ( يعانق الناس بعضهم البعض ) ـ حسك عينك إنته و هوه تزعلوا من بعض تاني عشان كلام فارغ ، يلا ادبح العجل ده يا عبد الجبار و فرقه على أهل البلد بمناسبة الصلح ده. ( يصيح الأهالي ) ـ الله يبارك فيك يا عمدة . ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة . ـ ربنا يسترك دنيا و آخرة يا عمدة . ( يتبع ) |
|||
18-02-2010, 10:48 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 9 ) اجتمع أهالي البلد أمام دار العمدة ، بعض الرجال يقومون بتنظيم الجلوس ، صاحب المقهى نصب طاولة بجوار شجرة الجميز هناك ، وضع عليها موقده و آنيته و أكوابه ، و أخذ يبيع للناس مشروباته الساخنة ، نادى عليه أحد الرجال ) ـ تلاتة شاي في الخمسينة سكر كتير يا عم إبراهيم . ـ هات حق الحلبة و الحجرين معسل اللي لسه طافحهم الأول يا وله . ـ هو أني يعني ها آكل عليك فلوسك ؟ ـ و لما تنسى أعمل إيه أنا بقى إن شاء الله ؟ أزغــــــرد ؟ ، و بعدين أنا مخي مش دفتر ، ها أفتكر مين و إلا مين . ـ لا و على إيه ، خد يا عم إبراهيم آدي حساب الحلبة و الحجرين أهم ، و سك بقى على الشاي طالما كده . ـ أسك أسك ، هو يعني حق الشاي بتاعك هو اللي ها يغنيني ؟ أما حلوة دي و الله ، عشان الواحد بيطالب بحقه يبقى غلطان .... ـ كنت روح إعمل دكر على الغفير عوضين اللي كان مستقطعك في الرايحة و الجاية ، و ما كنتش بتقدر تقوله بم . ـ انته فين و الناس فين ؟ خلاص ده كان زمن و ولى ، بص حواليك يا وله و شوف ، خلاص البلد هي اللي ها تختار غفرها .... ( يخرج العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة ، عندها يقف الأهالي يصفقون و يهتفون ) ـ عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس . عمدة كفر البلاص ، حلو و سيد الناس . ( يشير لهم العمدة بيديه يحييهم ، يجلس و يجلس بعده الجميع ، يقرب فمه إلى الميكروفون ) ـ شكرا يا بلد ، شكرا ، طبعا موضوع اختيار الغفر ده اتأخر كذا مرة بسبب الظروف اللي كلكم عارفينها ، و عشان كده إن شاء الله النهاردة آخر فرصة ليكم عشان تختاروا غفركم ، اتفضل يا دكتور عادل . ـ بصوا يا جماعة ، اللي عاوز يبقى غفير يرفع إيده . ( يرفع البعض أيديهم ، يشير العمدة للدكتور عادل ) ـ اكتب عندك يا دكتور ، أنا هامليك أسمائهم ، خضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، حسان أبو توفيق ، العوادلي أبو غانم ، خميس أبو التوابتي ، الخضر أبن أبو هاني ، و سعيد .... ( ينسى ) سعيد إيه يا وله ؟ ـ سعيد أبو حطاب . ـ سعيد أبو حطاب ؟ انته مش من كفر أبو حطب يا وله ؟ ـ إيوه . ـ لا معلش ، اشطب اسمه يا دكتور عادل معلش . ( عندها يقاطعه سعيد ) ـ ليه بقى إن شاء الله يا عمدة ؟ هو أني مش بني آدم زيي زيكم و إلا إيه ؟ ـ انته أحسن مننا كمان ، بس دي نقرة و دي نقرة ، مش معقول ده يحصل أبدا ، أهالي كفر البلاص لا يمكن يكون غفرهم إلا من كفر البلاص ، ده مبدأ إحنا متفقين عليه جميعا ، معلش يا سعيد ، خيرها في غيرها ، اتفضل أقعد ، كمل يا دكتور ، حسنين أبو العوضي ، و ..... ، انته ياد يا أبو دقن هناك ، اسمك إيه ؟ ـ الطاهر أبو حماد يا عمدة . ـ الطاهر أبو حماد ؟ انته يا وله ابن الحاج إسماعيل حماد الله يرحمه ؟ ـ أيوة يا عمدة . ـ بسم الله ما شاء الله ، اللهم صل على النبي ، و الله و كبرت و بقيت راجل ، أبوك الله يرحمه كان من أعز الحبايب ، بس هو اللي سابنا بقى و راح البندر ، بس على رأي المثل ، اللي خلف ما ماتش ، آديك جاي أهو عشان تكمل رسالته و تخدم بلدك و أهل بلدك ، مين تاني ؟ مافيش حد تاني ؟ طيب اللي كتبنا اسمه يتفضل هنا عندنا ، نادي عليهم يا دكتور . ـ خضري أبو شقفة ، عبد الوهاب التهامي ، حسان توفيق ، العوادلي غانم، خميس التوابتي ، الخضر أبو هاني ، سعيد .... لأ معلش ، ده مشطوب ، حسنين العوضي ، و الطاهر حماد . ـ بصوا بقى يا بلد ، آدي الجمل و آدي الجمال ، الناس دي عاوزة تبقى غفر عليكم ، و طبعا مش عشان هو وقف يبقى خلاص بقى غفير ، لأ طبعا لأن أي حد فيهم لازم توافقوا عليه الأول ، و اللي مش ها توافقوا عليه ها نقوله حالا دلوقتي يوريني عرض اكتافه ، أول واحد ، خضري أبو شقفة ، اللي مش موافق عليه يرفع إيده . ( لا يرفع أحد يده ) يعني ما حدش فيكم معترض عليه ؟ طب الحمد لله ، آدي أول واحد ، طب و عبد الوهاب أبو التهامي ؟ فيه حد فيكم معترض عليه ؟ طيب آدي تاني واحد ، كويس و الله ، طب و حسان توفيق ؟ ( يرفع بعض الأهالي أيديهم ) شكرا يا حسان يا أبو توفيق ، اتفضل ارجع مكانك . ( عندها يعترض حسان رافعا صوته ) ـ أرجع مكاني ليه إن شاء الله يا عمدة ؟ ـ فيه ناس معترضة عليك يا وله ، يعني أغصبهم ؟ ـ اللي معترض عليا يوريني نفسه يا عمدة . ـ ها تعمل لي فيها قراقوش من أولها ؟ لا يوري لك نفسه و لا توري له نفسك ، خلاص ، طالما فيه حد معترض عليك يبقى انتهت ، و بعدين ما تخلينيش أفتح دفاتري القديمة و أقولك المستخبي ، و إلا فاكر إن شيخ الغفر خد الدفاتر معاه ؟ خليني ساكت و خلي الطابق مستور أحسن يا حسان يا أبو توفيق . ـ هو انته مش لسه قايل من شوية بعضمة لسانك إننا ها نبدأ صفحة جديدة يا عمدة ؟ ـ صفحة جديدة أيوة ما قلناش حاجة ، بس الناس مش عايزاك يا أخي ، أضربهم على إيدهم يعني ؟ أما حاجة غريبة يا ولاد . ـ ماشي يا عمدة ، خلاص خلاص ، بس أني كنت عاوز أفتح صفحة جديدة أهوه و انته اللي قفلتها في وشي ، روح يا شيخ ، تلاتة بالله العظيم ما اني مسامحك ... ـ المسامح ربنا يا خويا ، و بعدين لو هوه مين ، أني مش ها أفرض حد فيكم ع الناس ، يلا اللي بعده ، العوادلي غانم ، فيه حد معترض عليه ؟ مافيش ، طيب خميس أبو التوابتي ؟ ما حدش معترض ، طب اللي بعده ، الخضر أبو هاني ، فيه حد معترض على الخضر أبو هاني ؟ مافيش ؟ لكن أنا بقى معترض عليه ( يرفع العمدة يده لأعلى ) و هو عارف و أنا عارف ، ( ينظر العمدة نظرة حادة للخضر ، ينظر الخضر إلى الأرض ، عندها يهمس العمدة ) ـ روح لحال سبيلك يا أبو هاني . ( يرحل الخضر و قد طأطأ رأسه ، عندها يميل الشيخ جمعة على العمدة هامسا في أذنه ) ـ هو الواد خضر كان عمل إيه يا عمدة ؟ ـ يعني ربنا ستره ، عاوزني أني اللي أفضحه يا شيخ جمعة ؟ طب خلي حد تاني غيرك يسأل السؤال العجيب ده ، ( يكمل كلامه للأهالي ) اللي بعده ، حسنين أبو العوضي ، هيه ، حد معترض عليه يا بلد ؟ طيب كويس و آخر واحد الأمير ابن الأمير الطاهر حماد ، ابن الشيخ اسماعيل أبو حماد الله يرحمه ، كان راجل و لا في الدنيا كلها ، حد معترض على الطاهر أبو حماد يا بلد ؟ ( يرفع الشيخ جمعة يده ) ـ انته معترض على الطاهر ابن إسماعيل أبو حماد يا شيخ جمعة ؟ ـ لا يا عمدة لا سمح الله ، بس أني الصراحة كنت عاوز أقول كلمة حق في الجدع ده . ـ اتفضل يا شيخ جمعة . ـ الشهادة لله يا بلد ، الجدع ده من يوم ما رجع البلد لا شفنا عليه حاجة كده و لا كده ، بالعكس ده ما بيسيبش فرض إلا ما يصليه في الجامع ، و الوحيد فيك يا بلد اللي مربي دقنه ، لا و راجل متعلم و عمرك ما تسأله في حاجة إلا ما يقول قال الله و قال الرسول ، يعني راجل من الآخر كده ـ بتاع ربنا . ( يشير إليه العمدة ) ـ شكرا يا شيخ جمعة على البقين الحلوين دول ، طيب دلوقتي بقى إحنا كده و الحمد لله خلصنا إختيار ، يبقى فاضل بقى نبعتهم يتدربوا على ضرب النار و الذي منه ، بعد كده يرجعوا لكم غفر رسمي ، أظن كده ما لكوش حجة بقى ؟ منكم فيكم أهوه ، منكم فيكم ، لا و أنتم اللي مختارينهم على كيف كيفكم كمان ، و كل اللي اعترضتم عليهم مسحناهم بالأستيكة مسح ، أظن دلوقتي بقى صفحتي بيضة ؟ ( الجميع يرد عليه بحماس ) ـ بيضة يا عمدة . ( يرفع يده للسماء ) اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد . ( يتبع ) |
|||
24-02-2010, 12:09 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
عمدة كفر البلاص ( 10 ) ( صوت موسيقى عسكرية تهز القرية ، اقشعرت لها الأبدان ، الخفر العائدون من البندر يمشون صفا واحدا فيما يشبه العرض العسكري ، يحملون بنادقهم على أكفهم يسندونها بأكتافهم ، يضربون الأرض بأقدامهم بقوة ، تطوع أحدهم ليقودهم بصيحاته العسكرية ) ـ حد اتنين ، هوب هوب ، شمال يمين ، هوب هوب ، ( العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل يقفون في الشرفة ، الأهالي يصطفون على جانبي الطريق ، يصفقون و يهللون ، عندما وصل الخفر إلى دار العمدة صرخ قائدهم ) ـ سريـــــــــة قف . ( يتوقفون و قد ضربوا الأرض بأقدامهم ، فيسود الصمت بين الناس ) ـ لليميـــــــــن در . ( يلتفون إلى اتجاه شرفة العمدة حيث يقف ) ـ سلاااااااااام سلاح . ( يقومون بشقلبة البنادق بين أيديهم و الضرب عليها بأكفهم ، يرفع العمدة كفه إلى جبينه بتحية عسكرية ، صرخ قائدهم ) ـ أرضــــــــــا سلاح ( يضعون أسلحتهم أرضا بحركات بهلوانية ) ـ صفا ( يضربون الأرض بقوة ) ـ انتباه ( يعاودون ضربها ) ـ أداء القسم ، أقسم بالله العظيم ( يردد الخفر وراءه ) ـ أقسم بالله العظيم . ـ أن أخدم بلدي و أهلي . ـ ألا أخدم بلدي و أهلي . ـ و أن أحترم أقل جزمة فيهم . ـ و أن أحترم أقل جزمة فيكم . ـ و ألا أضرب أي حد على قفاه . ـ و أن أضرب أي حد فيهم على قفاه . ـ حتى و لو كان ابن مين . ـ حتى و لو كان ابن مين . ( يتجه القائد إلى الشرفة ، يؤدي التحية العسكرية للعمدة ) ـ الغفر جاهزين لأداء مهام وظيفتهم يا حضرة العمدة . ( يخطب العمدة فيهم ) ـ أولا ، حمد الله على السلامة ، و إن شاء الله كده تكونوا فخر لينا جميعا ، و ياريت تفضلوا فاكرين القسم اللي حلفتوه دلوقتي ، و ما نسمعش عن حد فيكم عمل حاجة كده و إلا كده ، و إلا ها يكون مصيركم نفس مصير اللي سبقوكم ، و كلكم عارفين اللي سبقوكم جرى لهم إيه ، دلوقتي عايزين نرشح واحد منكم يبقى شيخ الغفر ، و طبعا انتم عارفين إن الشغلانة دي، تكليف مش تشريف ، هيه ، فيه حد فيكم عاوز يبقى شيخ غفر ؟ ( يرفع ثلاثة رجال أيديهم ) ـ الخضري أبو شقفة ، و عبد الوهاب أبو التهامي ، و الطاهر أبو حماد ، حلو قوي ، طيب .... ( يميل إليه الشيخ جمعة هامسا في أذنه ) ـ عاوز أكلمك في حاجة ضروري يا عمدة . ـ خير يا شيخ جمعة ؟ ـ لا مش ها ينفع هنا ، لازم جوه . ـ هي حبكت يا شيخ جمعة دلوقتي ؟ ـ أيوة حبكت دلوقتي حالا . ( يشير العمدة بيده ) ـ طب يا جماعة ، معلش بعد إذنكم خمس دقايق و راجعين لكم على طول . ( ينادي لعبد الجبار ) ـ وزع الأزوزة على الناس يا وله . ( تجمع الناس حول عبد الجبار ، الذي أخذ بدوره يناولهم زجاجات المياه الغازية ، و دخل العمدة و الدكتور عادل و الشيخ جمعة إلى القاعة و أغلقوا الباب ) ـ فيه إيه بقى يا شيخ جمعة ؟ ـ شيخ الغفر ده بالذات لازم يبقى تعيين يا عمدة . ـ إيه رأيك يا دكتور عادل ؟ ـ أنا من رأيي إننا نعمل تصويت من أهالي البلد و اللي يفوز يبقى هو شيخ الغفر . ( يقاطعه الشيخ جمعة ) ـ يا جماعة الله يهديكم ، الموضوع ده بالذات ما ينفعش فيه تصويت . ـ ليه يا شيخ جمعه ؟ ـ هو انته جديد ع البلد و إلا إيه يا دكتور عادل ؟ ما تعرفش يعني اللي بين عيلة التهامي و عيلة أبو شقفة ؟ ـ عارف طبعا ، بس دي حاجات قديمة و خلصت خلاص . ـ لا تبقى غلطان لو افتكرت كده ، أمال ليه واحد من كل عيلة رفع إيده ؟ عشان كل عيلة فيهم نفسها و منى عينها شيخ الغفر يبقى منهم عشان تكيد العيلة التانية . ـ يا سلام ؟ معقولة فيه ناس لسه بتفكر بالشكل ده ؟ ـ فيه و نص ، و شوف انته بقى لو عيلة فيهم شيخ الغفر بقى منهم ، قابل بقى انته المصايب اللي ها يعملوها العيلتين في بعض . ( يقاطعه العمدة ) ـ كلام منطقي جدا و الله ، طب و العمل يا شيخ جمعة ؟ ـ انته يا عمدة تعين الواد الطاهر أبو حماد شيخ الغفر ، و لا تصويت و لا كلام فاضي . ( يقاطعه الدكتور ) ـ طب و فين الديمقراطية اللي بنتكلم عنها بقى لنا شهور يا شيخ جمعة ؟ ـ و هو انته ممكن يعني ، يجي على بالك مثلا ، إننا نعمل تصويت و البلد تختار دكتور الوحدة الصحية يا دكتور عادل ؟ عليا النعمة لو عملناها بالديمقراطية ليصوتوا للواد ( طه إنتي بيوتك ) حلاق الصحة اللي بيطاهر العيال ، هههههه ( يضحكون ) و برضك ما ينفعش نقول ها ناخد رأي البلد مين يبقى شيخ الجامع ، الديمقراطية دي ممكن قوي تبقى في انتخاب الغفر ، و أهي البلد كلتها وافقت على الغفر دول ، و عشان كده ، أي حد العمدة ها يختاره و يعينه شيخ غفر ها يبقى البلد هي اللي مختاراه مسبقا و هي اللي موافقة عليه قبل كده ، يعني كده ديمقراطية و كده ديمقراطية ، يعني على الوشين يا باطسطا . ( يضع العمدة يده على رأس الشيخ جمعة ) ـ دماغك دي لازم أحنطها و ألفها في حرير و أحطها في المتحف يا شيخ جمعة ، يسلم اللي نفضك . ( يقاطعه الدكتور عادل ) ـ بس يا حضرة العمدة ............ (يقاطعه العمدة ) ـ و لا بس و لا حاجة ، اللي قال عليه الشيخ جمعة عين العقل ، إنت مش متخيل يا دكتور عادل إيه اللي ممكن يجرى لو حد من العيلتين دول مسك شيخ غفر ، يا خراااااابي يا خرابي ، لا لا لا لا ..... ـ أيوة بس ها نقول للناس إيه ؟ ( يقاطعهم الشيخ جمعة ) ـ دي بقى عاوزة ديمقراطية بحق و حقيق . ـ إزاي يا شيخ جمعة ؟ ـ إحنا مش ها نخليها تصويت على الشخص نفسه ، إحنا ها نخلي التصويت على الاعتراض على الشخص المترشح . ـ و إيه الفرق بقى إن شاء الله . ـ لا تفرق كتير ـ على رأي الست وردة ـ دلوقتي لو عبد الوهاب أبو التهامي طلع و قلنا مين معترض عليه ، ها يحصل إيه ؟ ( يقاطعه العمدة ) ـ طبعا عيلة أبو شقفة ها ترفع إيديها و تعترض عليه . ـ حلو قوي ، و كده يبقى خلصنا من واحد م الاتنين ، طيب و لما نقول مين معترض على الخضري أبو شقفة ؟ ـ أكيد عيلة التهامي كلها ها ترفع إيديها . ـ يبقى خلصنا م التاني ، و ساعتها نقول إن اللي فاضل هو الطاهر أبو حماد و طبعا ما حدش ساعتها ها يقدر يقول تلت التلاتة كام و لا حتى ينطق و يقول بم . ( يقبل العمدة رأس الشيخ جمعة ) ـ دي راسك محتاجة متحف لوحدها يا شيخ جمعة . ( يضحكون ) ـ أي خدمة يا عمدة . ـ طب يلا بينا عشان زمان الناس استعوقتنا . ( يخرج العمدة و الشيخ جمعة و الدكتور عادل ، يصفق الناس و يهتفون باسم العمدة ، يشير إليهم العمدة بيده ليتحدث ، يهدأ الأهالي شيئا فشيئا ) ـ بصوا بقى يا بلد ، طبعا إحنا اتفقنا على إننا ما نعملش أيتها حاجة إلا بمشورتكم ، دلوقتي زي ما أنتم شايفين فيه تلاتة مرشحين نفسيهم ، و كل واحد فيهم عاوز يبقى شيخ الغفر ، و لكن فيه مشكلة عندنا هنا ، المفروض طبعا إن شيخ الغفر ده ما يكونش بينه و بين أي حد في البلد أي خصومة لا سمح الله ، صح و إلا لأ ؟ ( يرد الأهالي ) ـ صح يا عمدة . ـ و طبعا لازم يكون واخد موافقة جميع أهالي البلد ، و لازم كمان عيلته تكون ما فيش بينها و بين أي عيلة تانية أيتها مشاكل ، صح و إلا مش صح ؟ ( يصيح أحد رجال القرية ) ـ الله ينور عليك يا عمدة ، هو كده بالظبط . ـ لأن ممكن لا مؤاخذة يعني في يوم من الأيام يقع تحت إيده مشكلة بين واحد من عيلته و واحد من العيلة التانية ، ساعتها طبعا ممكن يقف في صف قريبه ضد التاني ، مش كده و إلا إيه ؟ ( يصيح رجل آخر ) ـ و الله عين العقل اللي بتقوله ده يا حضرة العمدة ، روح يا شيخ الله يفتح عليك . ـ عشان كده أول واحد ها تصوتوا عليه عشان يبقى شيخ الغفر هو عبد الوهاب أبو التهامي ـ اللي من عيلة التهامي ـ اللي معترض عليه من عيلة أبو شقفة برفع إيده . ( يرفع الكثير من الأهالي أيديهم ) ـ يبقى انته ما تنطبقش عليك الشروط يا عبد الوهاب يا أبو التهامي ، إتفضل رجع مكانك . ( عندها يهلل بعض الأهالي شماتة ) ـ طيب و الرجالة اللي من عيلة التهامي و معترضين على ترشيح الخضري أبو شقفة ـ اللي من عيلة أبو شقفة ـ يرفع إيده . ( يرفع الكثير من الرجال أياديهم ) ـ يبقى ارجع مكانك انته كمان يا خضري . ( يهلل بعض الأهالي شماتة ) ـ كده يبقى مش فاضل غير الطاهر أبو حماد ، ( يخفض صوته ) فيه حد معترض عليه يا جماعة ؟ لأ ؟ طيب ، يبقى على بركة الله ، مبروك عليك شياخة الغفر يا طاهر يا أبو حماد . ( يزداد التهليل و التصفيق و الهتاف و نسمع صوت الموسيقى العسكرية هنا و هناك ، و يختلط الحابل بالنابل ) ( يتبع ) |
|||
|
|