الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2008, 11:38 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي خربشاتي على صمته الصاخِب بالكلام - إباء اسماعيل

خربشاتي على صمته الصاخب بالكلام
* إبــــــاء اســـماعيل
حين يتحول الشاعرالمُغتَرب حسن رحيم الخرساني إلى ديوان شعر محسوس من الداخل والخارج وبأبعاده اللامحدودة، ومع ( صمتي جميلٌ يحب الكلام) يصبح صمته كلمات مشتعلة بالرؤى المستقبلية والأحلام والأساطير والأعراس والجنائز.. والدماء . لأنّ العراق سرّ القصيدة وسرّ معظم قصائد هذا الديوان . ولأن نصّه يعيد صياغة العالم ، ليبث من خلاله كل شروخ الروح والمنفى وشروخ الوطن. نقرأ نصوصه جملةً وتفصيلاً ونقع في شَرَك المعنى وفي شرَك جزئيات الصور الشعرية المحمَّلة بالبعد الانساني الحارِق. و تياراتها السوريالية الشفافة، لاتمنعنا من استقراء مجرى المشاعر الدخلي العميق للشاعر.
المسافةُ تعبتْ
والطريقُ يُناشدُني بالرجوع
لكنّ أمي التي زرعتْ شمسَها
لا تجوع.. لهذا سنمضي ..
أنا والدموع لنكتبَ سرَّ المطر
ونطبعَ فوقَ جبينَ العراق
نجومَ الفراتين
والأغنيات...

تستقطبك أدوات الشاعر ورموزه الشفافة في نصوصه مع صمته المُباح الجميل ، صمته، صوته الذي يخرج من أعماق روحه التي تشتعل فيها كمائن النور ليقطفها لنا ثماراً ناضجة إلى حد الجنون .. إلى حدّ الألفة المباغِتة- المدهشة التي تبرز بجموح يعرف كيف يلين أمام القصيدة وأمام الألم لتنبسط ضياءً يحطم بقايا السواد اللئيم:

النخلةُ بلا رأس ـ النخلةُ أمي ـ
دخلَ الفاتحونَ ثوبَها
وأطلقوا على عيوننا وصايا القبور..!

ثمة توحُّد بين ( الأنا) و(الأنتم) . ضمير الأنا يحتفي بجمعيته ، ويخزن كل شيء: الوطن ، الناس ، المقابر، والنخلة التي بلا رأس، رمز الوطن المذبوح:
جاءني الفراتُ
يزحفُ فوقَ جثثٍ
تُشكلُ رأسي
وأُخرى

نزفتْ
نزفتْ
حتى أدركني الغرق

وحين يخرج الشاعر من بوتقة المجموع ( الأنا = النحن والأنتم ) . ينفصل ليصبح ضميراً شعرياً وانسانياً قادماً من حوافّ الغربة بكل فَرادته وانتمائه للنخلة التي بلا رأس:

ادخلوا نجومَكم ايَّها العراقيون
لا تُحطمنّكم تلكَ الكراسي العمياء
أنا العاطلُ عن الذوبان
عمامتي من التمر
أعترفُ لأمواجي بالحب
أذبحُ لها الكلمات
قربانا لشعاع عطلي
متيمٌ أنا بتموز
لكنّ القنابلَ
أورثتْ أجسادنَا رياح النوم
ورغم تورطي المستمر
أربط ُ السوادَ بالعزلة
وأصيحُ بـ) ابي ذر ) 3*
منفيونَ
لكننا نحملُ هواءَ العراق ببقايا الروح

ويستمر الشاعر في لهجته الجمعية كي يكسر حاجز الانكسار في قلب الحضارة، واللغة التي هي شحنة كل الأسماء والأفعال:

نحملُ تلكَ النخلةَ ـ والتي بلا راس ـ
منفيونَ
لكنّ لنا لغةٌ تحطمُ الحجر

ثمة شغف لدى الشاعر بتحريك السواكِن والأشياء والأشخاص ، بتفعيل دورهم ، بل أكثر من ذلك، بتفعيل دوره معهم. و الحالات الجَّمالية لاتعني له الكثير عندما تكون بروح ( الصمت الأبيض)، لأنه يبحث عن الصوت، عن الحركة، عن اللون ، عن إثارة جَدل ما في عتمة السكون. وحين يتابع تحركات الأنثى التي يصفها بـ ( الزجاج البارد) ، يبحث عن مخرجٍ ما أشدّ حيوية واقتراباً لشخصيته وتجربته ومعاناته:
إنها لا شئ .. سوى
تلكَ الضحكة التي تغيب
حالما يُعاكسُها النهر..
إنها الطريقُ المتيمُ بالعابرين
سأرسمُ لها قلبا من رصاص
ربما
يُحيلُها الى ساحةٍ للقتال
أوساحةٍ
للحب..


و هو مهندس ديكور للحلم، يرسمه ويتخيله بخصب مشاعره كما يتصور وجوده الأمثل. ولايريد البشر أن يكونوا نائمين بلاصوت وبلاحركة . وهو قادرٌ دائماً على الابتكار وخلق حالات جديدة ديناميكية عميقة الوجود:
اليومُ أدخلُ مُسرعا للموت
أسرقُ ثوبَهُ
وأطوفُ في كلِ المقابر
مثل صمت الشمس..أدخلُ مسرعا
وأعودُ من حيثُ ألتقيتُ الموتَ
أرسمُ شارعاً
يمتدُ من قلبي .. إلى بلدي
أحطُ عليهِ دجلةَ ..وردةً
وبقايا حلمٍ في يديهِ قصائدي

حتى في رثائه نَفَسٌ جامحٌ جموح الثوّار الذين يصنعون قواميساً أخرى للحياة من لغتهم الحية وقداسة قصائدهم:
اليومُ أرسُمنُي على كفنِ العيونِ
قداحةٌ تهدي نشيدَ جمالِها
عطراً.. ومرآة ً تُطيلُ تأمُلي
فأنا حديقةُ أمة ٍ ثكلى .. وتذبحُني

و هذا الخراب الذي يراه ولربما يسعى إلى تغييره بقامته . ولأنّ الرسم حالة ابداع ولانتوقع من المبدع أن يرسم صور الخراب كما هي، لابد وأن يُحدِث تغييراً ما هو أقوى من الخراب!
اليومُ أفتحُ قامتي جسرا ً
وأرسمُ
كل َّ أنواع الخرابْ

والمسافات بين الجرح والرقص في قصائد الشاعر حسن رحيم الخرساني تتلاشى ...
ورغم تورطي بالضياع
أمزجُ نشيدَ التوهج بروح ثيابي
وأرقصُ .. أرقصُ .. أرقصُ
ينهضُ من جمجمتي طقسُ المقابر
تنهضُ جثثٌ تكسرُ كلَّ المرايا

لأنه متصالحٌ مع ذاته والعالم، ولكن بعينين صقريتين تبصِران النزف والوجع ولاتئنّان بل تلفان الكون برؤياهما الغنية بجوهر الأحرف الراعشة حباً لبقايا تاريخٍ منهوب ، جنوناً بامرأةٍ مختبئة تحت جدار الغَرابة ، تفانياً مع لغةٍ تعني له حالة عشقٍ لاتهدأ لتصل إلى حدِّ التماهي طالما تتكون حروف روحه من نسيجها الساحِر:
أنا لغةٌ أعرفُها .. تعرفُني لغتي
أدخلُها من جسدٍ آخر
تكرهُ لغةَ الحرب..
تبكي .. وتنام!!
لغةٌ تمشي .. وتفكرُ في الضوء
أعرفُها قبلَ الموت.
تهمسُ للنهر كطفلٍ يتوحد
تركضُ أحيانا مثل الحلم..
تنسى ... تتذكرُ
تستيقظُ قبلَ الشمس
تمنحُني أسراراً
وتغيب!!

يثقب الحقيقة بجنون المغتَرِب العاشق الباحث عن الألم اللذيد حين يختفي تحت لحاف الوطن مهما اشتد هذيانه وغثيانه، مهما تنافرت أبعاد أحلامه وتناثرت جمهوريات التاريخ بأبعادها الجغرافية والملحميّة ، يأبى الشاعر أن يستسلم فقط للخسارات:
لماذا ـ أيَّها العظيم كلكامش ـ
زرعتَ في سواحلي صوتَكَ الخالد
ثم تركتني بينَ القردة ؟؟
جعلتَ أنكيدو حقلَ تجارب ..؟؟
لماذا ـ أيَّها العظيم ـ
ينزلُ الفراتُ عن عرشهِ
ودجلةُ أرملة ٌ بلا وطن ..؟؟

في ذاته نبضٌ شعريٌّ صاخبٌ ، صارخٌ مدوٍّ ولكنه رزين عفوّي حد الدهشة وحارٌّ إلى حد الاحتراق!
تحت شمس العراق
كتبوا ديمقراطياتهـم
ثم سرقوا الشمس..!!

وتتكرر الجمل الشعرية لتؤكد حالات ما ، تشبه صدى الحروب ، تشبه أنفاس العاشق الموجوع. إنها إيقاع الشاعر الذي يتسم بالحزن الشفيف المغلف بضوء القصيدة. تتكرر العبارات الشعرية لتعطي للشعر مضموناً آخر أكبر من الكلمات ، مضموناً يشبه قوة الفعل. لعلها تراتيل أو ابتهالات تأخذنا إلى أماكن أكثر أمناً من ذواتنا ! لِمَ لا والقصيدة ملجأ الخروج من الألم تشبه هي الأخرى النزف الحارّ والجميل لصانع الحروف المبدعة.
والأمثلة كثيرة في الديوان. نذكر منها:
من قصيدةلاأحد باتجاه أحد نرصد العبارات:

(جاءتْ إلي نخلةٌ ـ بلا رأس)، (النخلةُ بلا رأس وأنا مازالتُ واقفاً)، (النخلةُ بلا رأس ـ النخلةُ أمي) ، (سأجعلُ جذعَكِ أيتُها النخلةُ ـ والتي بلا رأس ـ موجةً لطفولتي)،( نحملُ تلكَ النخلةَ ـ والتي بلا رأس)

ومن قصيدة( بين أعشابها تصلّي النجوم)

تتكرر عبارة:
(أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين)

ثماني مرّات ويختم بها قصيدته
للمرة التاسعة بنكهة أخرى قائلاً:

أسمـُها المعـنى
بصوت ِ الياسمين .


تتكرر العبارات هذه لكأنها تراتيل أو ابتهالات على حافة نزيف لايتوقف!!!

لم تنته خربشاتي بعد، لكنني بحاجة لعشرات الصفحات لاستقراء كل شيء هنا. البقية ستأتي مع قارئٍ غيري..وأكثر !!
بقي أن نقول بأن ديوان الشاعر حسن رحيم الخرساني ( صمتي جميلٌ يحب الكلام) يقع في 57 صفحة من القطع المتوسط. وحائز على جائزة ناجي نعمان الأدبية
( جائزة الاستحقاق) لعام 2007 .
-----------------------------------------------------------------------
نُشرت في صحيفة الزمان اللندنية بتاريخ 5/6/2008






التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
قديم 13-06-2008, 10:55 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: خربشاتي على صمته الصاخِب بالكلام - إباء اسماعيل

http://www.azzaman.com/index.asp?fna...htm&storytitle







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
قديم 13-06-2008, 10:58 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: خربشاتي على صمته الصاخِب بالكلام - إباء اسماعيل

صمتي جميل
يحب ُ
الكلام

مدخل :
قليلة هي التجارب التي عملت على استثمار المعرفي في قصيدة النثر على أنه بوح يسبر أغوار النص ولا يطرحه كمادة مجردة من المرجعيات والغايات بل يتعامل معه على أنه – مادة مشبعة بكل ما يمت بصلة للحياة – فكرا ومعرفة وغايات ونتائج وهذا بالضبط ما يحاول أن يقدمه الشاعر حسن الخرساني في صمته الذي يحب الكلام / إذ تنطوي العنونة هنا على مفارقة تكاد تفضح المجموعة برمتها / مفارقة مفادها أن الصمت الذي نحن بصدده الآن ليس بصمت من قبيل حبس الكلام فضلا عن كونه كلاما آخر يجاور الكلام ذاته / واعني هنا لا وجود للصمت على الإطلاق / فثمة بوح يقف على مقربة من الكلام والصمت معا ..، يعمل على تنطيق العبارات كلها ( إذا جاز التعبير ) من خلال صهرهما معا في بوتقة واحدة لإدانة العالم كله على انه يصمت كثيرا ويثرثر كثيرا دون جدوى / والشاعر إذ يصمت هنا – استطيقيا الصمت – فأنه لا ينسى أن ينطق بصمته أيضا على انه تحريض الصمت على الكلام .. ، والمتناقضات هنا تمثل السبب الرئيس للحراك الثقافي والمعرفي في النصوص ( نصوص المجموعة ) واقصد أنها نصوص ذات طابع عفوي المعرفة ، إذ لم يتقصد الخرساني زج الأفكار والإحالات في النصوص بل إنها فرضت نفسها على النصوص رغم إرادة الشاعر نفسه بطريقة انسيابية تؤكدها عفوية البناء وسلاسته ، فنصوص من قبيل : ( صمت ابيض ، شتاء مبلل ، بغداد على طاولة العالم ونصوص أخرى كثيرة حفلت بها المجموعة ) إنما تظهر انحيازا واضحا للدلالة على حساب المعنى دون أن يفقد المعنى العميق الذي توخاه الشاعر طريقه إلى إيجاد منطقة لتقديم ماهو جديد ومهم في النص :
أعمى ذلك الباب
لا يتسعٌ لصرخة أمي !!
ومثل ما حفلت النصوص بالمعرفي والفكري حفلت أيضا بحميمية العبارات وقدرتها على التماثل الغنائي الذي يعد من الضرورات البنائية أحيانا ، وربما يشكل هذا التماثل مبررا لوجود نصوصا موزونة ذات طابع ذهني لكنه يلجأ إلى ذات الأفق الذي شكلته نصوص قصيدة النثر لديه ، واعني هنا نفس آليات الاشتغال ، بل انك من الصعب أن تميز بين النصوص الموزونة والنصوص النثرية وهذا بتقديري الشخصي أمر في غاية الصعوبة عمل الشاعر حسن الخرساني على إقناعنا بالمجاورة الفنية لهذين الاشتغالين المختلفين ..
في قراءتنا لـ (( صمتي جميل يحب الكلام )) ينبغي أولا أن نعيد صياغة كل الأشياء التي يجترحها الشاعر لكي يتسنى لنا قراءة ما يمكن أن نسميه قصيدة نثر تحتضن الفكرة كما لو إنها نصوص الرائي الوحيد ، ذلك الرائي الذي يترك أثرا على مشهد الحياة الدامي ، والذي لا يمكننا تدوينه إلا من خلال الصمت ، الصمت المنبثق عن الكلام ومن الكلام .
علي ســــــــعدون
العراق / العمارة / شتاء 2007







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
قديم 13-06-2008, 11:00 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: خربشاتي على صمته الصاخِب بالكلام - إباء اسماعيل

توطئة :

الطريقُ يوهم ُ الشهداء َ بالصباح . تعالي ـ أيتها الشمس ـ
أنهم صلا تُكِ التي تطهرُ الروح .. أنهم الشهداء
ـ نورٌ بلا مكان ـ تتوحدُ فيهم قصائدي المبهمة تماما ..
تلك التي تكنسُ الألتباس والمفارقة بين الخيط الأبيض والخيط الأسود
من خلال الكلمات وعصا خيالي ..
تُرى هل يفكر الرحيل بأنّ المكان الذي حمل َ قامتي هو خطأ ٌ أيضا
ـ خطأ ٌ ثابت ـ لقبوله هذا الدوران الذي لا يستقيم إلا على فكرةٍٍ واحدة
هي الخروج من شهوة الظلام إلى تنفس النور.
ـ النورُ خاتمٌ للفرات ـ وهَبْتهُ لَهُ السماء..!
ويبقى الفرات ثوبا ً لكل العصافير وبستانا ً لك َ
أيها المستقبل..







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
قديم 13-06-2008, 11:45 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: خربشاتي على صمته الصاخِب بالكلام - إباء اسماعيل

لا أحد...بأتجاه أحد
والنخلة بلا رأ س
وأنا أعجنُ أختلافَ الضوء
جاءتْ إلي نخلةٌ ـ بلا رأس ـ
حررتْ هشاشتي بوابلٍ غامض..
وحررتني من هذا التآكل..
في هذا البرد
النخلةُ بلا رأس
وأنا مازالتُ واقفا ً .. لا مُنحنيا ً
أعجنُ أختلافَ الضوء..!
تسألني طفلة ٌ
يهمسُ لها الموتُ بالنوم
ـ لماذا نجومُ العراق تصطادُ قلبي ؟
لماذا قمرُ بابل كفاكهةِ الجنة ؟؟
لماذا ليلُ عشتار يُغني بطعم التأمل ؟؟؟
تسألني طفلةٌ
وأنا أعجنُ منتصفَ العمر
كي تطمئنَ الطفولة ُ..!
وحتى أُحددَ نهرَنا المنتطر
أقول لها
النخلةُ بلا رأس ـ النخلةُ أمي ـ
دخلَ الفاتحونَ ثوبَها
وأطلقوا على عيوننا وصايا القبور..!
في جهةِ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي.. غيابي..!
مُترنحا أمام نفسي
غارقا في البدايات
أفتحُ نصبَ الحرية لتدخل إرادتي
عاريا كالمدى
أغوي هزيمةَ الغسق بالعودة ..!
متمردا ًعلى الذكريات..!
لهذا الوطن خيط ٌ أخرس
اشتري تورطي بالخيال ..لا لشئ ٍ
بل لإشباع غريزة الترنح .. وأمام نفسي
اليوم يسألني الحليبُ
حليبُ رائحة الخبز .. وحياء القرويات
حليبُ الاس المبارك .. وهيام النورس
اليوم يسالُني قلقي .. أهربُ
ثم أعزفُ لحنُ هروبي
ورغم تورطي بالضياع
أمزجُ نشيدَ التوهج بروح ثيابي
وأرقصُ .. أرقصُ .. أرقصُ
ينهضُ من جمجمتي طقسُ المقابر
تنهضُ جثثٌ تكسرُ كلَّ المرايا
تنهضُ غيومٌ ليسَ لها لهجتي
تقصفُـني .. وتقول :
ثملٌ هذا النور
ثملٌ .. وثقيل
في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
وحتى احدد
أحتاجُ تشردي
أحتاجُ بعضا من المكان
أحتاجُ لونكَ ـ ايَّها الليل ـ
مثلما عّودتَ تبعثري..!
لي اختلاف الضوء
ولي طفولتي التي توصلُ معي
لغةَ الأختراق
ايّها النخلةُ .. لا مفرَّ
العطشُ جسدٌ
نصفهُ أنا .. والأخر انتِ
في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
سأمنحُ اللاقرارَ مسافة اللغة
لينطلق هذا الكهف الطيني ... لا وقوفَ
في بلادٍ امنحُها الحلمَ
وتمنحُني ديدانَ المحطات
قالتْ بغدادُ
أُعانقكَ لترطبَ انوثتي
أحسُ بخجلٍ يمسكُ مطري
الليلُ مهربٌ لتورط الكائنات
وأنتَ طيفٌ متهورٌ تُداعبُ اذنيَّ
قالتْ بغدادُ
بكارتي من شمس .. أُمارسُ اللّذةَ بالنور
بين فخذيَ يرقدُ البحر
ويتكسرُ الزفير
قالتْ بغدادُ :
كلُ الطرق تؤدي اليكَ
سأمنحُك قدميَْ أيُّها المخُيف
ـ القميصُ تُشيدةُ الصحراء والسقيفةُ واحدة ـ
سأجعلُ جذعَكِ أيتُها النخلةُ
ـ والتي بلا رأس ـ موجةً لطفولتي
فورائي كتلة ٌ من المنفيين
تفتتُ ألوانَهم سفنُ الشوق
وحنين يزدحمُ بالخصوبة
لا سبيلَ لكِ ـ أيتها الارواح ـ
تاريخُنا أصلعُ الرئتين
تحملُنا الخيولُ المقدسة ـ وبلا حقائب ـ
نرشقُ الفضاءَ بالنفايات
لا نوافذَ ليُقاسمنا القمرُ لعبةَ الجمال
أنفاسُنا تفترسُنا بالضجيج
لا وسادةَ لعيوننا السوداء
نفتحُ البابَ لأمعائنا الغليظة
أحلامنا في مستنقع الهزائم
نديمُنا هاجسٌ أنيق ـ يدعو لنا بالدخان ـ
لا سبيلَ لك ـ أيتها الأرواح ـ
مادامَ المكان يُزيفُ السائلَ المنوي
ليستنسخ جهنم
في جهةٍ ما
يتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
أربطُ السوادَ با لعزلةِ
واجلسُ باحثا
عن الرؤوس التي غطستْ بالفجيعةِ
أمزجُ طرقَ الأرامل بالفساد المبرر
أصيحُ بـ علي الوردي ـ *1
ليُرتبَ هذهِ الولائم على طبق التاريخ
أنهضُ بلا جسد
أُسيجُ البقعةَ التي أنجبتْ تلكَ المقابر
أقفزُ بأتجاه أحلامي ـ أنا القادمُ من عشتار ـ
قدري قطارٌ يطحنُ تفككي في الليل
مرينَ بيكم حمد * 2
القهوةُ ترفضُ المكان
والهيل نطَّ الى الدموع
ليواصلَ التلاشي
أيتها الدلالُ اليتيمة
عاطلٌ أنا مثل نملةٍ عرجاء
أقفُ امامَ بوابةِ الدم
وأقول :
أدخلوا نجومَكم ايَّها العراقيون
لا تُحطمنّكم تلكَ الكراسي العمياء
أنا العاطلُ عن الذوبان
عمامتي من التمر
أعترفُ لأمواجي بالحب
أذبحُ لها الكلمات
قربانا لشعاع عطلي
متيمٌ أنا بتموز
لكنّ القنابلَ
أورثتْ أجسادنَا رياح النوم
ورغم تورطي المستمر
أربط ُ السوادَ بالعزلة
وأصيحُ بـ) ابي ذر ) 3*
منفيونَ
لكننا نحملُ هواءَ العراق ببقايا الروح
نحملُ تلكَ النخلةَ ـ والتي بلا راس ـ
منفيونَ
لكنّ لنا لغةٌ تحطمُ الحجر
في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
قائما أُبشرُ الضوءَ بي
أنا العودةُ الباقيةْ
تعرفُني لغتي
قلمي ـ نخلةٌ بلا راس ـ
لا موتَ لي
لكنَّ الترابَ أحاطَ بصورتي
وهزَّ بجذعي الذي أدركَ اللعبةَ
وجاءَ الرمزُ بغايته ِ
ـ الغرفةُ ضيقةٌ ـ
وأنا صوتٌ من عصرٍ أخر.. وشعاعْ
وانا حليفُ الظلامَ والفوضى
أتلذذُ بحريتي في جوف الليل
وأُرتلُ
ـ لا أحد .. بأتجاه أحد ـ
أرجمُ رائحةَ الصباح
بأسئلةٍ من نهر دجلةَ
أُعاكسُ ملوحةَ الفحر
بدفوف اقماري
أُحاصرُ المسافات باجتثاث الزمن
أنا المباغتُ لي
أرفضُ غيبوبة َ المذبحة
في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
وأنا أُ شاكسُ الأضطراب
أنفجرتْ فكرة ٌ مفخخة
أمامَ حوارٍ أخرس
سقطتْ حرفٌ قتيلةٌ
وكلماتٌ أصابَها التامل
في تلكَ اللحظة
جاءني الفراتُ
يزحفُ فوقَ جثثٍ
تُشكلُ رأسي
وأُخرى
نزفتْ
نزفتْ
حتى أدركني الغرق
في جهةٍ ما
نخلةٌ بلا رأس
نخلةٌ
وغياب
هامش
(1) باحث تاريخي وأجتماعي عراقي
(2) أغنية عراقية من كلمات الشاعر مظفر النواب
(3) صحابي جليل







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مطلوب القبض على إباء اسماعيل !!! رولا زهران منتدى الحوار الفكري العام 11 21-05-2008 07:19 AM
ملامح مصرية ابراهيم خليل ابراهيم منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 17 29-12-2007 04:51 PM
حوار صحيفة الوطن مع الشاعرة إباء اسماعيل إباء اسماعيل منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 2 09-05-2007 07:24 PM
ديوان ( ضوء بلادي ) للشاعرة إباء اسماعيل ـ بقلم قاسم ماضي حسن رحيم الخرساني منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 3 30-01-2007 10:29 PM

الساعة الآن 09:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط