الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-2007, 04:27 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد المهدي السقال
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
 

 

 
إحصائية العضو







محمد المهدي السقال غير متصل


افتراضي ورقات على هامش مؤلف" أوراق " عبدالله العروي . الجزء الأول

قـراءة

ورقات على هامش مؤلف" أوراق " عبدالله العروي

محمد المهدي السقال

الجزء الأول

- من المؤلِّف إلى المؤلَّـف :

شخصية فكرية وإبداعية ، ارتبط اسمه بالدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ المغربي :
" تاريخ المغرب ، محاولة في التركيب " ، وقد تركزت نظرته على ضرورة النقد والانتقاد للكتابات التاريخية ذات الطابع الرسمي, على أساس تجاوزها للأمانة العلمية والدقة المنهجية , في عرض الوقائع والأحداث ، مما أنتج تاريخا يفتقر إلى الصدق في الرؤيا والانطلاق من الحقائق الموضوعية .
كما اقترن اسم عبد الله العروي ، بالمساهمة المبكرة في المشروع التنظيري لآفاق المجتمع العربي المعاصر , على أساس طرح تصور جديد لما يمكن أن يكون عليه المشروع الفكري النهضوي العربي , انطلاقا من حاجات مراجعة الذات وقراءة التراث التاريخي , من منظور متحرر يكفل التفاعل الايجابي مع متغيرات العصر , و لعل أبرز كتاب يمثل تفكيره ضمن اتجاه المطارحة حول مشروع رؤية عربية متجددة : " الإيديولوجيا العربية المعاصرة " .
وجاءت كتاباته حول بعض المفاهيم مثل الدولة والحرية والعقل , ضمن سياق انشغالاته بإعادة النظر في كثير من الثوابت التي استمرت تتحكم في التفكير العربي , على أساس ما تشكله مطلقياتها من تأثير على تطور الوعي والرؤية للعالم , بحيث لا يمكن التخلص من سلطتها وسيطرتها على الوعي والسلوك الفردي والجماعي .
غير أن الأهم , بالنسبة لهذه الورقات ، مشروعه الأدبي المتمثل أساسا في مجموعته الروائية " الغربة " " اليتيم " "الفريق" ثم مؤَلَّف أوراق .
لماذا تحدثنا عن المؤلفات الثلاثة على أساس أنها روايات ، دون تصنيف أوراق كذلك ؟
هل تندرج ضمن نوع من الكتابة غير الروائية ؟
هل يتعلق الأمر باستعصاء تصنيف " أوراق " , بحيث لا يمكن الحسم في تجنيسها الأدبي بين الكتابة السيروية والكتابة الروائية , بعد إعلان العروي نفسه عن كونها سيرة إدريس الذهنية ؟
- أما المؤلَّف , فيمكن الوقوف عنده ضمن القراءة التوجيهية , من خلال شكل إخراجه (الحجم / الورق/ تأثيث الصفحة الأولى و الأخيرة ) وبنية تأليفه(العنوان / الملحقات /المقدمة / الخاتمة / الفهرس / الهوامش / التوزيع بين الفصول و الأقسام / العناوين الفرعية/ الاتصال والانفصال ) , وما يتصل بهما من مؤشرات تتصل بالإصدار و الطبعة.
- مقاربة المحدد الذي أعلن عنه العروي : " سيرة إدريس الذهنية "
المفهوم العام للسيرة ؟ و أسئلة التاريخ المرتبطة بالصدق والأمانة والدقة .
ماذا يمكن أن يعني مصطلح السيرة الذهنية ؟
سيرة ذهنية على أساس تتبع ومتابعة ما يتصل بالنشاط الفكري والعقلي لشخصية إدريس؟ أم سيرة ذهنية على خلفية ما يروج عنه في أذهان الآخرين من المحيطين به أو الذين عايشوه سواء عن قرب أو بعد في ماضيه وحاضره؟
يقودنا التساؤل حول البحث عن مادة تلك السيرة الذهنية , إلى السؤال عن نوعية السيرة المرتقبة , هل هي سيرة ذهنية لإدريس كتبها عن نفسه في إطار السيرة الذاتية ,؟
أم أنها مكتوبة عنه من الخارج في إطار السيرة الغيرية ؟.
إن ورقات *إدريس* التي ستشكل محور البناء السردي , تجد مرجعيتها في الذاكرة التاريخية , انطلاقا من تحركه من* الصديقية* إلى *مراكش* ثم *الرباط * ، وصولا إلى *باريس* قبل عودته في النهاية إلى المغرب.
و سيؤطر هذا التحرك منعطفات المراحل التي تشكل فيها وعيه و وجدانه، إذ احتك فيها بموضوعات طبعت مسار تعلمه و تربيته. وهي مراحل تلخص سيرته الذهنية بدءاً بولادته و انتهاءً بموته، من هنا يمكن اعتبار الأوراق، وثائق شخصية يحكي فيها إدريس مراحل نمو وعيه بالدرجة الأولى، أو أرضية تساعد على توضـيح تشـكل هذا الوعي،
و قد تميزت الأوراق بعدم الخضوع للتعاقب الخطي المنتظم، بــل قامت على التضمين و الانشطار الحكائي و التقطعات الزمنية، فهناك تضمينات حكائية داخل الأوراق، و هناك انقسام و تفرع المحكي المحوري إلى محكيات متصلة أو منفصلة , تـؤثـث الفضاء الزمكاني للحياة التي عاشها *إدريس*
من هنا ينعدم الترتيب الزمن الكرونولوجي التعاقبي في "أوراق"، لـيعوض بترتيب موضوعاتي , يتجلى في البنية المكونة من ثلاثة أقسام و تسعة فصول و ثمانية و ثلاثين ورقة وقعها إدريس .
- تتكون "أوراق" من ثلاثة أقسام ، تبدأ بمدخل أو استهلال بعنوان "شبح شعيب" و تنتهي بخاتمة بعنوان "التأبين"، إضـافة إلى تذييل الكتاب بالهـوامش، و فهرس المحتويات. و كل قسم من هذه الأقسام يشمل ثلاثة فصول، و لكل فصل عنوان يميزه، و يكون عددها تسعة تضم دراسات في الأدب و التاريخ و الفكر... و بذلك تعكس تداخل الروائي و المؤرخ و المفكر عند عبد الله العروي.........
نكتشف أن "إدريس" يمثل رؤية المثقف العربي الذي يؤمن بمواقفه و يتشبت بها، و تتلخص في إيمانه بقضيته الوطنية التي يحاول أن يجعلها سامية تتنزه عن كل مصلحة مادية، هذه المصلحة التي تشكل رؤية أخرى، يجسدها الطلبة الفوضويون الذين سارعوا إلى العودة من فرنسا إلى المغرب بعد إعلان الاستقلال، للتكالب على المناصب و اغتنام الامتيازات...... أما النسيج الاجتماعي الذي انتظم أحداث النص ، فيتكون أغلبه من فئات مثقفة ، يقف" إدريـس" على رأسها رمزا لطبقة واعية تتابع الأحداث الوطنية و تناقشها و تحلل قضاياها و تستشرف آفاقها المستقبلية . و يحيل ذلك أيضا على تيار الحركة الوطنية التي مثلت عنصر إصلاح عن طريق الوعي ، و تبني مشروع يهدف إلى ترسيخ المقومات الوطنية العربية الإسلامية في فئات المجتمع و توعيتهم بهويتهم... في هذا الإطار يناقش إدريس أباه ، و يعارض تصورات* إدريس الشرايبي* في كتابه " الماضي البسيط "، كما يشير إلى بعض الشخصيات الوطنية الممثلة للإصلاح على مستوى الزعامة ، حيث نجد حديثا عن *علال الفاسي* و كتابه "النقد الذاتي" الذي صدر في أواخر الأربعينيات ، و لخص فيه مشروعا إصلاحيا مستقبليا يسير على ضوئه مغرب مرحلة الاستقلال.... في المقابل نجـد الفئة الممثلة للوجهة المناقضة ، و على رأسها الاستعمار الفرنسي و الممثلون لإديولوجيته القائمة على الانتقاص من المشروع الإصلاحي الوطني، و اتهـام أصحـابه بالتحـالف مع الشيـوعيين لزحزحة الرابطة القوية بين الوطنيين ومحمد الخامس ، ملك المغرب آنذاك ، .
- رفض الكاتب عرض المحتوى من خلال تعاقب خطي / فاعتمد الحكي الذي يتضمن انشطارات الذاكرة وهي تستحضر أحداثا وحالات معيشية من حياة الإنسان المغربي, للدفع بالقارئ إلى الانخراط في إعادة صياغة ذلك المحكي, كما اعتمد تعدد أصوات الحكي بين *الراوي* و *شعيب* و *إدريس* لاستغراق الأربعين سنة من عمر إدريس, وجاء هذا التعدد و النوع , ليضفي تشويشا مقصودا , كي يواجه المستهدف بالنص على مستوى البعدين النقدي و الانتقادي, فيطرح السؤال حول جنس *أوراق* ورهانها بين التاريخي والفني .
هل كان الاتجاه نحو إعادة تصوير الواقع أم صوب إعادة كتابة التاريخ ؟ هل يحيل النص سواء اعتبرناه سيرويا أو عددناه روائيا على نموذج تواصلي بالكتابة الذهنيى أو التخيلية ، يتطلع إليه الكاتب عبدالله العروي ، بديلا عن أشكال التعبير الأدبي والفكري ؟
هل ارتبط العروي بالتاريخ عاطفيا و ذهنيا قبل الارتباط به ثقافيا ومعرفيا ؟
هل اختار العروي الفن السردي قصة ورواية , أداة تعبيرية عن رؤيته التاريخية، باعتبار إمكانياته التمويهية التي تنفلت من عين الرقابة على التاريخ الرسمي ؟ أم أنه اختاره لقيامه على الانسياب في الرواية و الحكي , وهو أحد مقومات التاريخ الذي يشتغل أساسا على المحكي كمادة تاريخية ؟
- من الوارد افتراض اتجاه العروي إلى التاريخ عبر بوابة السـرد , محاولة لتمرير الفكري عبر غطاء الفني ، بحيث تتم إعادة كتابتـه عرضا وتحليلا ونقدا من منظور مغاير, كما تتم إعادة حكيه بصيغة فنية تحقق المتعة المعرفية المتجددة , من منظورخلفية التحايل على التاريخ بالفن ... ويقود ذلك إلى تساؤل آخر ، هل يمكن افتراض اتجاه العروي إلى السرد عبر بوابة التاريخ , محاولة لإغناء السرد بمادة حكائية موضوعية تكون حدثيتها وقواها الفاعلة من صميم الواقع , بحيث تعتمد على حركة الإنسان في الزمان والمكان , في سيرورته وصيرورته , و هو يصارع أسباب موته ضد نفسه وضد الوجود من حوله , بمختلف مظاهره الطبيعية والاجتماعية والسياسية والثقافية .
- يمكن أن نقرأ * أوراق * أفقـيـا , من خلال الربط بين تتابع حكي إدريس عن نفسه , وبين حكي شعيب والراوي عنـه , على أساس أنها كتابة سيروية, تندرج ضمن السرد الجديد الذي يرفض التبئير على أساس الحدثية في صياغة المتن الحكائي ، بحيث يتم التعامل مع التاريخ الذي يستلزم صرامة منهجية ، من زاوية هامش الحرية التي يتيحها التخيل في السرد ، ما دامت كتابة التاريخ نفسها تخضع لعمليات تجميل تكون أحيانا قيصرية ، رغم رفضها المبدئي للتدخل الفني .
- كما يمكن أن نقرأ *أوراق* عموديا , من خلال إحالة مختلف الوقائع السردية, على مكونات المادة التاريخية المتصلة بها في الواقع , بحيث يتحول قارئ النص السردي السيروي , إلى قارئ للنص التاريخـي , برؤية متجددة ترفض التسليم بالأحكام الجاهزة والمقولات المسلم بها على اليقين المطلق لفائدة اليقين النسبي
- تنطلق *أوراق* عبد الله العروي من موت إدريس , لاستحضار مسيرة حيـاتـه , منذ تحركه" من الصديقية إلى مراكش والرباط و البيضاء , استعدادا لرحلته إلى باريس التي تشكل فيها وعيه بذاته وبالعالم , قبل الرجوع إلى المغرب ليحتضنه الموت .
ويتم على امتداد عرض الورقات و تداول الفاعلين حولها ,تقديم مختلف التحولات التي مر بها إدريس , من بداية الوعي الحسي المنفعل بتأثيرات المحيط ( استحضار البيئة الأسرية والتربوية والاجتماعية والدينية) , إلى مرحلة النضج الذهني والفكري , المتفاعل مع تأثيرات الثقافة بمختلف حمولاتها الدينية و التربوية و الإيديولوجية .(الجرد العام لمقروءات إدريس الأدبية والفكرية و ا يمكن أن نضيف في مجال الطابع الحواري لأوراق ما يمكن اعتباره تناصا ، حيث نجد فيها تداخلا مع نصوص فلسفية تتمثل في قراءات و تعليقات إدريس لكتب المفكرين و الفلاسفة، و نصوص تاريخية تحيل بالخصوص على جوانب من تايخ المغرب، و نصوص أدبية نقدية تناقش قضايا الكتابة بصفة عامة، و نصوص سينمائية تناقش أشرطة و تعلق عليها. بل نجد هذا التناص يتقاطع مع أعمال العروي الروائية الأخرى كـ "اليتيم" و "الغربة" و "الفريق"، و ذلك على مستوى الشخصيات و الموضوعات و الفضاءات، و كأنه بذلك "كان يجد نفسه - تحت تأثير التجريب" مشدودا إلى كتابة (مطولة) تتفق في الشخوص و الفضاء و الزمن و الموضوعات..... يمكن تلخيص الدلالات النفسية عند إدريس بشعوره بالفراغ العاطفي على مستويات متعددة، فهو اليتيم الذي فقد الأم منذ طفولته المبكرة وبالتالي فقد حنان التربية في هذه المرحلة، وعايش أسرة لم يستطع أفرادها ملء الفراغ الذي تركته الأم.لفلسفية والدينية).
هل قصد العروي كسر رتابة السرد الحكائي ذي الطابع التاريخي برفض الخضوع للتعاقب الخطي المنتظم , لفائدة التضمين الذي يستفيد من استحضار وقائع من الذاكرة عن طريق الاسترجاع ؟
إن طبيعة المرويات التي تعرضها ورقات إدريس , ويسعى كل من الراوي وشعيب لإعادة ترتيبها وتنظيمها , أو تحليلها والتعليق عليها , كل من موقع علاقته بإدريس, إن تلك المرويات لا تقدم أخبارا عن حوادث عيشت في الواقع الكائن فحسب , وإنما تقدم هموما وانشغالات ظلت تؤرق الذهن حول ما كان ينبغي أن يكون ,(نقف في هذه الملاحظة على الرؤى التي عبر عنها إدريس , في سياق قراءتـه للواقع السياسي والاجتماعي والديني :/ الشعب / الوطن / الحزب / التخلف / الإسلام/ الرأسمالية / الاشتراكية / الشيوعية / الفوضوية / الفلسفة / الغرب / المرأة / ) ...... لذلك يعتبر البعض ورقات إدريس، وثائق شخصية يحكي فيها عن مسار نمو وعيه , قبل وخلال تشـكل هذا الوعي، ليس أساس التتابع الزمني وفق التسلسل التاريخي , وإنما على أساس القضايا والموضوعات التي شغلته كما شغلت جيله, مع تفاوت في درجات ذلك الوعي ، وفي هذا السياق ، تحاول بعض قراءات مؤلف " أوراق " ، الربط العضوي بين شخصية" إدريس " في " أوراق " و شخصية " عبد الله العروي " في الواقع .
- في "أوراق"، ثلاثة أقسام يشمل كل قسم منها ثلاثة فصول, و لكل فصل عنوان يحيل على الموضوعة التي ستكون محوره. وتنطلق من مقدمة "شبح شعيب" لتنتهي إلى خاتمة "التأبين"، قبل عرض الهـوامش، و فهرس المحتويات
يهيمن حضور التأمل والتفكير على مختلف ورقات إدريس , فيبدو ممثلا لحركة الوعي الوطني , معبرا عن تحولاتها في اتجاه البحث عن صيغة مناسبة للخروج من أزمة الواقع , تتناسب مع خصوصيات الذات المغربية , بمراعاة هويتها اللغوية والثقافية والدينية ، ويكون إدريس بذلك , مثالا للمثقف المغربي المؤمن بقضيته الوطنية , في مواجهة تفكير بعض مجايليه من الأدباء (معارضتـه لتصورات إدريس الشرايبي في كتابه "الماضي البسيط") أو السياسيين (علال الفاسي ومشروع الإصلاح لمغرب ما بعد مرحلة الاستقلال من خلال كتابه "النقد الذاتي " )
لا يعني ذلك سكوت إدريس عن همومه الفردية ذات الصلة بشخصيته العاطفية والفنية , مما له صلة بالظروف التي نشأ فيها أو المحيط الدي انفعل به وتفاعل معه نفسيا واجتماعيا (اليتم / العزلة/ الواقع / الوطن / الاحتلال .
- يذهب البعض إلى اعتبار الأقسام والفصول المكونة لبنية مؤلف أوراق , تنويعا سرديا يعكس مقاصد ذهنية تشعل عبد الله العروي المؤرخ قبل الأديب , وحددوا تبعا لهذا الاعتبار ,رهانين سعت أوراق إلى تحقيقهما , الأول أصلي , يرتبط بالرؤية العروية للتاريخ ,والمعبر عنها بأساليب مختلفة حول مقولة غياب التاريخ التاريخي في التأليف المصنف على أنه تاريخ . والثاني فرعي , يتصل بالأداة التعبيرية التي اختارها العروي لتمثيل قناعته السالفة , ويتعلق الأمر هنا بالكتابة السردية, موضوع السجال الحاد بين قائل بنسبتها إلى السيرة وقائل بردها إلى الرواية , بل اختزل بعضهم إشكالية التجنيس في اعتبار أوراق سيرة روائية يمكن أن تؤول إلى رواية سيروية, بحيث يتم التعاطي معها من زاوية الجنسين الأدبيين .
ولأن التعامل مع النوايا والمقاصد التي سعى عبد الله العروي إلى تجسيدها من خلال ورقات إدريس وما دار حولها من أحاديث وحوارات بين شعيب والراوي , يمكن أن يتوه القارئ بين ما هو ذاتي وما هو غيري في تعبيرات العروي , بمعنى أن ثمة أفكارا تضمها الحكي , ليست بالضرورة من صميم قناعة العروي, فإن أسلم طريق لمقاربة نوعية الكتابة التي راهن عليها العروي , إنما يجب أن تمر عبر الصريح في النسبة اليه , من داخل النص وليس من خارجه , وذلك اعتمادا على ما يقترب من الاعترافات والبيانات ممن يفترض فيهم أنهم مرايا متقابلة تنعكس عليها الصورة .
وقد أخذت بعض من تلك التعبيرات , لتناولها بالتحليل , كمؤشرات دالة على نوعية الكتابة التي راهن عليها عبد الله العروي في أوراق :
" اقرأ الأوراق, حللها, أولها, ربما تفهم سبب موته ".
" أنت أقدر الناس على استنباط مـا نـوى ".
" كنت أظن أني أعرف إدريس " .
" ثم باعدت بيننا الحياة عند انتهاء الدراسة .
" أتصفح الأوراق فـأكتشف شخصا آخر " .
" يدعي البعض القدرة على استحضار الماضي " .
" لا أستطيع حتى استحضار شكل إدريس " .
" كل واحد من الصديقين يقرأ الأوراق ويفهمها حسب تكوينه الذهني واختياره العقائدي " .
" للقارئ أن يفصل " .
" الأبسط هو فتح الطريق إلى الاستماع " .

******
يتبع

محمد المهدي السقال










 
آخر تعديل محمد المهدي السقال يوم 19-04-2007 في 04:41 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط