الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء

منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-2006, 09:43 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي (( من أغلاط المثقفين اللغوية )) د. حقي إسماعيل

أخوتي الكرام : لما رأيت من عظيم فائدة هذا الموضوع الرائع والذي عرضه علينا وهنا الدكتور حقي إسماعيل , فقد قمت بدمج حلقاته في موضوع واحد لكي يسهل الاطلاع عليها جميعِها , وتكون مرجعا لنا أينما احتجناها . نسأل الله عز وجل له ولنا العفو والعافية .

الحلقة الأولى



أخواني الأفاضل / أخواتي الفضليات
سنشرع ـ بعد العزم والتوكل على اللـه جل وعز ـ بذكر أنماط من الأغلاط اللغوية عند المثقفين ، بوصفهم علية القوم وسدنته ، نأمل أن تكون صدوركم رحبة وأن تتجاوبوا معي في إبداء أي ملحوظة ، علنا نفيد مما نذكر ، وهذا العمل لا نبتغي من ورائه جزاء ولا شكورا إلا مرضاة اللـه .
( 01 ) : لا يفرق كثير منا بين استعمال مصطلحي : ( الضبط ) ، و : ( الانضباط ) ، ضابط هذا الاستعمال سببه جهل معنى كل لفظة من اللفظتين ، فـ :
الضبط : يأتي من داخل كل إنسان ، يقال : ( فلان تصرفه مضبوط ) أي بلا أن ينبهه أحد .
الانضباط : يؤتى به من خارج كل إنسان . يقال : ( فلان منضبط التصرف ) إذا نبه إليه من قبل شخص آخر .
( 02 ) : الفعل : ( أكد ) يستعمله أغلبنا ووسائل الإعلام متعديا بحرف خفض ( أكد عليه / أكد بأنه ) ، والصواب أنه فعل متعد بنفسه لا بغيره ، نقول : ( أكده ) و : ( أكد الخبرَ ) وهكذا .
( 03 ) : يستعمل أغلبنا لفظ : ( ملاحظة ) ، والصواب : ( ملحوظة ) ؛ لأن : ( ملحوظة ) اسم مفعول وقع عليه فعل اللحظ ، و: ( ملاحظة ) على وزن مفاعلة الذي يقتضي المشاركة ، والمشاركة تكون حسية ( ولا داعي للمشاركة هنا ) .
( 04 ) : يستعمل كثير منا لفظ ( مبروك ) ، والصواب أن يقال : ( مبارك ) ؛ لأن : ( مبارك ) على وزن مفاعل الذي يراد به المشاركة .
( 05 ) : يستعمل كثير منا : ( الإجابة على السؤال ) ، وهذا مما لا يجوز في لغة ـ وإن على سبيل التضمين ( الإشراب ) ـ ، والصواب أن يقال : ( الإجابة عن السؤال ) ؛ لأن المجيب شرع في الإجابة عن السؤال ، وسيجاوزه بأية حال من الأحوال ، و : ( عن ) ها هنا حرف خفض يفيد المجاوزة .
( 06 ) : يخاطب بعضنا بعضا بقوله : ( أخي الأستاذ ) أو : (أخي الدكتور ) ، وهذا لا يجوز لغة ؛ لأن : ( ال ) ـ هنا ـ للتعريف ، والتعريف تخصيص ، وهاتان الدرجتان عامتان غي مختصتين ، ويجب أن يقال : ( أخي أستاذ ... ) و : ( أخي دكتور ... ) بالتنكير .
( 07 ) : يغلط كثير من الناس فينطق ويرسم : ( اللـهم ( صلي ) على محمد وآل محمد ) ، وهذا مخالف للغة ، إذ يجب أن يقال : ( اللـهم ( صل ) على محمد وآل محمد ) بحذف ياء ( صل ) مع تضعيف اللام مقرونا بحركة الكسرة المخففة ؛ لأنه فعل مستمر خرج إلى الدعاء ، والفعل ( صل ) صورته أمر لكن معناه يشمل الأزمنة كلها ؛ لذلك لا نقول فيه فعل أمر ؛ لأنه لو كان أمر لكان معنى النص أن اللـه إلى الآن لم يصل على النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) ، وهذا مما هو مخالف للشرع .
( 08 ) : يسأل كثير منا صاحبه : ( من أي جامعة تخرجت ؟ ) ، فيجاب بشكل مغلوط أيضا : ( تخرجت من جامعة ... ) ، والصواب أن يقال في السؤال والجواب :
في أية جامعة تخرجت ؟ . ويجاب : تخرجت في جامعة ....
( 09 ) : كثير منا يجاب بشكل مغلوط حين يسأل : ( أليس كذلك ؟ ) ، يجاب : ( نعم ) والمجيب ينوي الإثبات ، والصواب أن يجاب بـ : ( بلى ) ؛ لأن جواب الاستفهام النفي بـ : ( نعم ) ، يعني : نعم ليس كذلك ، فنينفي المجيب بلا إدراك وهو يقصد الإثبات .
قال تعالى من سورة البقرة : 2 / من الآية 260 : (( قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال ( بلى ) ولكن ليطمئن قلبي )) أجاب سيدنا إبراهيم ( صلى اللـه عليه وسلم ) : ( بلى ) ، أي : بلى أؤمن ولكن ليطمئن قلبي .
ولو كان قد أجاب : ( نعم ) لكان المعنى : ( نعم لم أؤمن ) . وهذا ما ذكره سيدنا ابن عباس ( رضي اللـه عنه وأرضاه ) .






التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 16-03-2006, 10:56 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي ( الحلقة الثانية )

( 10 ) : يستعمل كثير منا لفظ ( اعتبر ) بمعنى ( اهتم ) ، أو : ( عد ) ، وهذا غير جائز ؛ لتناقض المعاني مع بعض ؛ لأن : ( الاعتبار ) جمود الدمعة في العين ، والصواب : ( اهتم ) ، أو ( عد ) بحسب المعنى المراد .



( 11 ) : يستعمل كثير منا لفظ : ( مثلما ) ، و : ( فيما ) ، وهذا خطأ لغوي ، الصواب أن يقال : ( مثل ما ) ، و : ( في ما ) ؛ لأن : ( ما ) اسم موصول في الموضعين ـ وإن دل على مبهم ـ ، إلا أن حقه الانفصال عن غيره من الأسماء رسما كما انفصلت اليمن الشمالية عن اليمن الجنوبية قبلا .


( 12 ) : بعضنا يرسم لفظ : ( إخوة ) بهمزة تحتها كسر ، سئلت يوما من إحدى طالباتي ، وكانت على جمال وفير من اللغة ، وتمتاز بخبث لغوي راق ـ بعد أن رسمت هذا اللفظ : ( أخوة ) بهمزة فوقها ضمة ـ ، قالت : يقول اللـه تعالى في سورة الحجرات 49 : الآية 10 : (( إنما المؤمنون ( إخوة ) فأصلحوا بين أخويكم واتقوا اللـه لعلكم ترحمون )) ، رسم اللفظ بهمزة تحتها كسرة وحضرتك رسمته بهمزة فوقها ضمة .

لا أكتمكم فقد سعدت بالسؤال ؛ لأننا كلنا لم ننتبه إلى استعمال القرآن الكريم كما ينبغي ، ولأني تعرضت لمث هذا السؤال كثيرا ، فأجبتها على القدر الذي إياه علمني ربي ، وكان جوابي الآتي نصه :


( 1 ) : أما يخص استعمال القرآن الكريم للفظ ( إخوة ) ، فمناسبة القول لا تدل على أن المؤمنين أشقاء ( من أب واحد وأم واحدة ) ؛ ولذلك تم التفريق بين الأشقاء حقيقة والأخوة المجازية بالهمز المكسور ، ويمكن لنا أن نلحظ قوله تعالى في قريب من هذا الموضع قد جاء لفظ ( أخويكم ) وعادت الهمزة إلى موضعها الطبيعي ، وهو الرأي المرجوح .

( 2 ) : أو أن هذا من باب استعمال اللهجات في القرآن الكريم ، لكنه لم يرد ضمن المواضع التي عدها الشيخ الجليل ابن مجاهد في كتابه : ( السبعة في القراءات ) ، ولا عند الشيخ الجليل ابن الجزري في كتابه : ( النشر في القراءات العشر ) . وهذا رأي راجح .

( 3 ) : أما في ما يخص استعمال الهمزة بالضم ـ عندي ـ فهو على أصل اللفظ ( أخوة ) ، وضمت الهمزة مجانسة للواو الذي أعقبها بعد الخاء وهذا من باب التأثر والتأثير بين الأصوات .



( 13 ) : يستعمل كثير منا الفعل : ( لاحظ ) ، وهو استعمال غير صائب ، لأنه على وزن ( فاعَل ) الذي يفيد المشاركة ، وهو لحظ بنفسه لا بمشاركة أحد ، فالصواب أن يقال : ( لحظ ) .





( 14 ) : يستعمل كثير منا ووسائل الإعلام عامة لفظ ( أصعدة ) على أنه جمع لفظ ( صعيد ) فيقول : ( على كافة الأصعدة ) ، وهذا خطأ لغوي ، والصواب : ( صُعُد ) ؛ لأن جمع ( سبيل ـ سُبُل ) ، ولا يجوز ( أسبلة ) ؛ لذلك لا يجوز ( أصعدة ) بل الصواب ( صُعُد ) ، وهو القياس اللغوي .



( 15 ) : يستعمل كثير منا لفظ ( هام ) بمعنى ( مهم ) وهو استعمال خاطئ لا محالة ؛ لأن ( الهام ) هو الذي يجلب الهم ، فيتناقض معنى اللفظة مع معنى النص ؛ ولذلك فإن الصواب استعمال لفظة ( مهم ) .



( 16 ) : من الألفاظ التي نستعملها كثيرا على وجه مغلوط الفعل ( استهتر ) ، فنطلقه على من لا ينضبط في تصرفاته تجاه الآخرين ، والفعل موضوع لغير ما نستعمله اليوم ، فهو بمعنى ( أخلص ) ؛ ولذلك جاء في السنة الشريفة : ( إن لله ملائكة مستهترين له ) أي : مخلصين له .


( 17 ) : اعتاد كثير منا أن يقول : ( التقى فلان بفلان ) ، فيعدي الفعل بحرف خفض ، والصواب أن الفعل متعد بنفسه ، نقول ـ على وجه الصواب ـ ( التقى فلان فلانا ) ، ومن الغلط تعديته بحرف خفض .



( 18 ) : اعتاد كثير منا أن يستعمل الفعل ( أعلن ) متعديا بحرف الخفض ( عن ) ، فيقال بين المثقفين وغيرهم ( أعلن فلان عن تشكيل جماعة فنية ) ، وهو غلط ، والصواب أن يتعدى الفعل بنفسه كما ورد عن العرب ، الصواب أن يقال ( أعلن فلان تشكيل جماعة فنية ) .







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
آخر تعديل هشام الشربيني يوم 24-04-2006 في 02:08 AM.
رد مع اقتباس
قديم 16-03-2006, 11:13 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي ( الحلقة الثالثة )

( 19 ) : ساد في تعبير المثقفين ووسائل الإعلام المختلفة القول ( لعب دورا كبيرا ) ، وهذا غلط ؛ لأن الفعل ( لعب ) فعل حركي ، الصواب أن يقال ( مارس دورا كبيرا ) ؛ لأن الممارسة فعل ذاتي .



( 20 ) : عظم في لسان المثقفين استعمال مصطلح ( التمييز ) ، والتمييز معناه التشقق ، ( ومتميز ) : متشقق ، ألم تر إلى قول اللـه تعالى في سورة الملك : 67 / من الآية 8 : (( تكاد تميز من الغيظ )) ، أي : تتميز ( تتشقق وتتقطع ) ، والصواب أن نقول ( مميَّز ) بتشديد الياء مع الفتح .



( 21 ) : قرأت في كثير من الكتب المصنفة حديثا قول بعض المؤلفين ( أدعو اللـه ) ، وهذا ما ليس بجائز ؛ لأن الدعاء لا يجوز طلبه من غير اللـه تعالى ، والصواب أن يقولوا ( اللـهَ ندعو ) ؛ لأن ( أدعو اللـه ) تعني ( أدعو اللـه وغيره ) ،

وقولهم ( اللـهَ أدعو ) تعني أدعو اللـه وحده فقط .

ومثله في الغلط اللغوي ( نسأل اللـه أن يمنحنا الصحة ) ، والصواب أن يقال : ( اللـهَ نسأل أن يمنحنا الصحة ) .

لكن هذا لا يشمل قول المثقفين ( أشكر اللـهَ ) ، و ( أحمد اللـه َ ) ؛ لأننا نشكر اللـه وغيره ، ونحمد اللـه وغيره ، قال تعالى في سورة الفاتحة : 1 / 1 : (( الحمد لله )) والمعنى الحمد لله ولغيره ، ولو كان قيل ( لله الحمد ) لكان المعنى ( لله الحمد فقط ) .



( 22 ) : يقال في لسان الناس كثيرا ( دخل إلى البيتِ ) ، و ( ذهبت إلى لبنان ) ، و ( سافرت إلى دمشق ) ، وهذا غلط بين في اللسان ؛ لأن هذه الأفعال تتعدى بنفسها لا بحرف خفض إذا وقع بعده لفظ دال على محدود المساحة ، فيقال ( دخلت البيتَ ) ، و ( ذهبت لبنانَ ) ، و ( سافرت دمشقَ ) ، كما جاء في قوله تعالى في سورة الفجر : 89 / 30 : (( وادخلي جنتي )) ؛ لأن الجنة معلومة المساحة عند اللـه ـ تبارك وتعالى ـ .



( 23 ) : جرى ـ كثيرا ـ في لسان المثقفين وغيرهم القول ( تساعد على ) ، وهذا ما لم يرد عن لسان العرب ـ بحسب الاستقراء من الأوائل ـ ، والصواب ( تساعد في ) ؛ لأن هذا الفعل يتعدى بـ ( في ) فقط .



( 24 ) : يستعمل أغلبنا ووسائل الإعلام لفظ ( بسيط ) للشيء السهل ، والأمر اليسير ، وهذا ما لم يُعْتَد عليه في اللغة ، أسمع وأقرأ : ( هذا أمر بسيط ) ، والصواب أن يقال : ( هذا أمر سهل ) أو : ( هذا أمر يسير ) ؛ لأن البسيط هو ما انبسط من الأرض ، أي : استوى .







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 16-03-2006, 11:15 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي ( الحلقة الرابعة )


( 25 ) : يستعمل أغلبنا لفظ : ( الكثير ) معرفا بـ : ( ال ) ، وهو ما لم يرد عن العرب في لسانها ، فهذا اللفظ من الألفاظ المبهمة التي لا دلالة محددة لها ، شأنه شأن لفظ : ( شيء ) فلا يعرفان بـ ( ال ) ، يقال : ( كثيرٌ ) ، و : ( كثيرًا ) ، و : ( كثيرٍ ) في حالات الإعراب الثلاث .

( 26 ) : الفعل : ( يتناول ) ومشتقاته ، وأكثرنا يستعمله بشكل مغلوط ـ إذا ما استعمله ـ ، لأننا نستعمله للدلالة على القيام بشيء ، قيل ويقال : ( تناولت في الفصل ..... موضوع ..... ) ، وهذا من باب الغلط الجلي في الاستعمال ؛ لأن التناول بمعنى الأكل وهو أو هي لم يقوما بفعل الأكل لا حقيقة ولا مجازا .

( 27 ) : يستعمل أغلبنا اصطلاح : ( الرئيسية ، الفرعية ، الكلية ، الجزئية ، الأصلية ) وما شابهها وهكذا ، أقصد : ( ال + المصدر + ياء النسب + تاء التأنيث ) ، وهذا ما لم يجزه اللغويون ولا النحويون ( ما عدا ابن عصفور الإشبيلي ( 669 هجري ) في كتابه ( المقرب في النحو )) ، فالمصدر يستعمل مفردا ( مذكرا ، أو مؤنثا ـ بحسب السياق ـ ) ، لا يثنى ، ولا يجمع ، ولا ينسب ، فيقال ( الرئيس ، الفرع ، الكل ، الجزء ، الأصل ) ، مع مراعاة التذكير والتأنيث ، ( انظر/ ي ـ إذا أذنت إلى استعمال إحداها في أعلى اليمين للصفحة الرئيسة لهذا المنتدى ـ الكلمة الأول ) .

( 28 ) : يستعمل كثير من المثقفين ووسائل الإعلام الفعل : ( لا زال ) مقرونا بـ : ( لا ) ، فنجد من يستعمل ( لا زال ) ، والأصل في الاستعمال ( ما زال ) وليس ( لا زال ) ، إلا في حال واحدة تؤدي غرضا بلاغيا لم يمر علي في ما قرأت ، وهو أن يفيد الدعاء ، قال تعالى : (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )) من سورة البقرة : 2 / من الآية 270 .

( 29 ) : يستعمل كثير من المثقفين ووسائل الإعلام وعوام الناس ( إذا ) و( إن ) في حال الشرط استعمالا خاطئا ، بدون معرفة أن ( إذا ) يستعمل متضمنا معنى الشرط ويفيد الجزم في المعنى وليس في اللفظ ، ومن هنا جاءت كثير من نصوص القرآن الكريم باستعمال إذا ، نحو قوله تبارك وتعالى : (( إذا جاء نصر اللـه والفتح )) من سورة النصر : 110 / الآية 1 . وقوله تعالى : (( إذا الشمس كورت )) من سورة التكوير : 81 / الآية 1 ، وقوله تعالى : (( إذا السماء انفطرت / وإذا الكواكب انتثرت / وإذا البحار فجرت / وإذا القبور بعثرت )) من سورة الانفطار : 82 / الآيات 1 و 2 و 3 و 4 . للدلالة على ثبوت ما بعدها ، فنصر اللـه والفتح آت لا محالة ، وتكوير الشمس حدث لا محالة ، وانفطار السماء لا نزاع فيه ، وكذلك انتثار الكواكب وتفجير البحار وبعثرة القبور .
أما ( إن ) فهو يفيد اشرط الذي يعطي معنى الشك ؛ شك الحصول من عدمه ( عكس إذا ) ، ولنلحظ قوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره )) من سورة التوبة : 9 / 6 ، وقوله تعالى : (( حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )) من سورة البقرة : 2 / من الآية 270 ، وقوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس فرعون إن جاءنا )) من سورة غافر : 40 / من الآية 29 ، فـ : ( إن ) هنا لإفادة معنى الشك واحتمال الأمرين ؛ الحصول من عدمه ، ففي النص الكريم الأول قد يطلب المشرك الإجارة وقد لا يطلب ، وفي النص الثاني ربما يستطيعون أن يردوا المؤمنين عن دينهم أو لا يستطيعون ، وفي النص الثالث قد يأتي فرعون وقد لا يأتي . وهكذا بواقي النصوص .







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 16-03-2006, 11:16 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي ( الحلقة الخامسة )


( 30 ) : يغلط أكثر المثقفين ووسائل الإعلام في استعمال الفعل ( جلس ) ، مصدره ( جلوس ) ؛ لأن الصواب : ( قعد ) ، ومصدره ( قعود ) ، ألن ننتبه إلى استعمال القرآن الكريم في قوله تعالى : (( الذين يذكرون اللـه قياما و ( قعودا ) وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض )) ؟ من سورة آل عمران : 3 / من الآية 191 وهكذا كل لفظ مشتق من الجذر المعجمي ( ق ع د ) ؛ لأن القعود للواقف ، والجلوس للنائم .

( 31 ) : كثير منا يغلط في استعمال الفعل ( تعرف على ) والصواب ( تعرف إلى ) ؛ لأن الفعل ( تعرف ) يتعدى بـ ( إلى ) وليس بـ ( على ) ؛ ولذلك يقال : ( تعرفت إلى فلان ) ، ولا يقال : ( تعرفت على فلان ) .

( 32 ) : كنت أقرأ قبل أيام كتابا ، فوجدت فيه جملة : ( استقراء واستقصاء أفكار المتقدمين ) ، وهذه جملة خاطئة في استعمال النحو ؛ لأنه لا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه ( لأنهما متلازمان ) بالعطف قبل انتهاء معنى المضاف بالمضاف إليه ، فوجب على المؤلف أن يقول : ( استقراء أفكار المتقدمين واستقصاؤهم ) .

( 33 ) : أجد في كثير من أسئلة الأخوة أعضاء هيأة التدريس استعمال الفعل : ( استخرج ) وما جرى مجراه من الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف ، والصواب أن يقال : ( أخْرِج ) ؛ لأن معنى الفعل ( استخرج ) اطلب إخراج ، وهذا من الأخطاء الشائعة عند أساتيذ اللغة العربية وغيرهم من المثقفين ووسائل الإعلام والمتخصصين .

( 34 ) : يغلط كثير منا حين يموت شخص أو كان قد مات شخص من زمن فنقول مثلا : أبو حاتم السجستاني ( المُتَوَفِّي 255 هج ) ، وهذا غلط فاحش ؛ لأن المتوفي هو اللـه ـ تعالى وتبارك ـ، والصواب أن يقال ( المُتَوَفَّى ) بصيغة اسم المفعول ؛ لأنه وقع عليه حدث الوفاة من اللـه ـ تعالى ـ .

( 35 ) : أجد كثيرا من الناس يقولون : ( هذه امرأة صبورة ) ، وحققت الشرطة في قضية المرأة المقتولة ) ، وهذا غلطان بينان ، إذ لا يقال : ( صبورة ) ، و : ( قتيلة ) والصواب : ( هذه امرأة صبور ) ، و : ( حققت الشرطة في قضية المرأة القتيل ) ؛ لأن : ( صبور ) ، و: ( قتيل ) وهما وزنان من أوزان الصفة المشبهة ، وورد عن العرب في لسانها أن هذين الوزنين فقط من أوزان الصفة المشبهة مما يتساوى فيهما التذكير والتأنيث ، فيستعملان بصيغة التذكير فقط .







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2006, 01:41 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمود قحطان
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمود قحطان
 

 

 
إحصائية العضو







محمود قحطان غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى محمود قحطان

افتراضي

أشكر لك هذا التألق ، نعم هكذا أفضل .







 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 03:57 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود قحطان
أشكر لك هذا التألق ، نعم هكذا أفضل .
العفو أخي الكريم محمود قحطان .. وجزاك الله خيرا ..
ونرجو جميعا عودة الدكتور حقي فقد افتقدناه كثيرا .. واللهَ نسأل له ولنا والسلامة والعفو والعافية .






التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 12:07 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمود السندوبي
أقلامي
 
إحصائية العضو






محمود السندوبي غير متصل


افتراضي ردون ومناقشات

بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل أعضاء المنتدى
الأخ الفاضل هشام الشربيني
أعزّكم الله
لقد اشتركت في هذا المنتدى فقط عندما قرأت هذا الموضوع، وهذا لأنني أحب اللغة العربية حباً شديداً، وقد شدّني عنوان هذا الموضوع فقرأته كاملاً، ولكنني فوجئت أن الموضوع فيه الكثير من الأخطاء العلمية، وبالطبع قد أكون أنا أيضاً مخطئاً، ولهذا فقد آثرت أن أعرض رأيي عليكم، لعلي أستفيد أو أفيد.
* * *
(03): يستعمل أغلبنا لفظ: (ملاحظة)، والصواب: (ملحوظة)؛ لأن: (ملحوظة) اسم مفعول وقع عليه فعل اللحظ، و: (ملاحظة) على وزن مفاعلة الذي يقتضي المشاركة، والمشاركة تكون حسية (ولا داعي للمشاركة هنا).ألاحظ هنا أن الكاتب أطلق معنى المفاعلة على المشاركة بين اثنين، رغم وجود كثير من الأفعال التي على ووزن المفاعلة ولا تدلّ على المشاركة في اللغة العربية، ومن ذلك الفعل "عانى" من المعاناة، والفعل "حاول" من المحاولة، وغيرهما كثير.
وقد يقول قائل إن المعاناة تدلّ على مشاركة بين المعانِي والمعانَى منه، وهنا أقول إن المشاركة المقصودة في المفاعلة هي مشاركة بين فاعلَين لا فاعل ومفعول، فـ"المعاملة" مثلاً تكون اثنين يعامل كل منهما الآخر، والمبارزة تكون بين اثنين يبارز كل منهما الآخر، فهل تكون "الملاحظة" بين اثنين يلاحظ كل منهما الآخر؟!
والأساس هنا أن لكل ميزان صرفي من الأفعال عدداً من المعاني، ولا يقتصر على معنى واحد، وهذا باب كبير في الصرف.
أما الفرق بين الملحوظة والملاحظة فقد أورد الكاتب معنى الملحوظة الذي يراه، ولكنه لم يورِدْ معنى الملاحظة، تلك التي تقتضي -حسب كلامه- المشاركة بين شخصين، ولم يأتِ بمثال لها يدلّ على معناها.

(06): يخاطب بعضنا بعضا بقوله: (أخي الأستاذ) أو: (أخي الدكتور)، وهذا لا يجوز لغة؛ لأن: (ال) ـ هنا ـ للتعريف، والتعريف تخصيص، وهاتان الدرجتان عامتان غي مختصتين، ويجب أن يقال: (أخي أستاذ...) و: (أخي دكتور...) بالتنكير.أرى الكاتب هنا شطّ عن الصواب، ولو أنه سأل نفسه عن الموقع الإعرابي لكلمة "دكتور" أو "أستاذ" لما وصل إلى هذه النتيجية، فهاتان الكلمتان تابعتان لما يسبقهما، وهما صفتان لـ"أخي"، وهذا يوجِب فيهما التعريف لأن "أخي" لفظ معرَّف بالإضافة إلى معرفة، وهي ياء المتكلم.
ورغبة الكاتب في حذف التعريف من التابع عجيبة، فما رأيه إذا جاءت الكلمة التابعة عَلَماً؟ فإذا قلت مثلاً: "أخي محمد" فكيف أحذف التعريف من اللفظ العلَم "محمد"؟!
(10): يستعمل كثير منا لفظ (اعتبر) بمعنى (اهتم)، أو: (عد)، وهذا غير جائز؛ لتناقض المعاني مع بعض؛ لأن: (الاعتبار) جمود الدمعة في العين، والصواب: (اهتم)، أو (عد) بحسب المعنى المراد.أتفق مع الكاتب هنا في أن "اعتبر" تعني جموع الدمعة في العين، ولكنني أختلف معه في أن هذا هو معناها الوحيد، لأن للاعتبار معنيَين، الأول مشتقّ من العَبرة، والثاني من العِبرة، وقد جاء المعنى الثاني في القرآن في قوله تعالى "فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ".
أي أنني أتفق مع الكاتب في اختلافه في استخدام الاعتبار بمعنى العدّ أو الاحتساب، ولكنني أختلف معه في توصيفه لمعنى الاعتبار وقصره على جمود الدمعة في العين.

(11): يستعمل كثير منا لفظ: (مثلما)، و: (فيما)، وهذا خطأ لغوي، الصواب أن يقال: (مثل ما)، و: (في ما)؛ لأن: (ما) اسم موصول في الموضعين ـ وإن دل على مبهم ـ، إلا أن حقه الانفصال عن غيره من الأسماء رسما كما انفصلت اليمن الشمالية عن اليمن الجنوبية قبلا.أرى أيضاً أن الكاتب هنا يحمّل الأمر أكثر مما يستحق، ولو أننا راجعنا كل استخدامٍ قابلنا لهاتين الكلمتين لأدركنا أن "ما" فيهما ليست اسماً موصولاً، بل هي حرف مصدريّ وليست اسماً موصولاً، ويقلّ أن تأتي اسماً موصولاً.
ولست أدري أيضاً لماذا قصر الكاتب كلامه على هاتين الكلمتين فقط ولم يذكر مثلاً "قبلما" و"بعدما" و"كيفما" و"عندما" و"كلّما"...
(12): بعضنا يرسم لفظ: (إخوة) بهمزة تحتها كسر، سئلت يوما من إحدى طالباتي، وكانت على جمال وفير من اللغة، وتمتاز بخبث لغوي راق ـ بعد أن رسمت هذا اللفظ: (أخوة) بهمزة فوقها ضمة ـ، قالت: يقول اللـه تعالى في سورة الحجرات 49: الآية 10: ((إنما المؤمنون (إخوة) فأصلحوا بين أخويكم واتقوا اللـه لعلكم ترحمون))، رسم اللفظ بهمزة تحتها كسرة وحضرتك رسمته بهمزة فوقها ضمة.وهنا أختلف اختلافاً تاماً مع الكاتب، فلا دليل ولا شاهد لديه إطلاقاً على ما قاله في هذا الشأن من أن "أُخْوَة" تدلّ على الأخوّة في النسب و"إخْوة" تدلّ على الأخوّة في الإسلام، ولو كان لديه هذا الشاهد أو الدليل لذكره، ولكنه لا يوجَد.
ثم يكتمل الأمر بتوصيفه لهمزة الألف التي عادت إلى موضعها عند المثنَّى في قوله تعالى "فأصلحوا بين أخويكم"، والهمزة هنا عادت لأن المثنّى لا يغيّر من الأصل شيئاً إلى في أطراف الكلم في بعض الحالات، أما بداياته فلا يغيّر فيها المثنّى شيئاً، ومثله في ذلك مثل جمع المؤنث السالم مثل "أخوات". أما "إخْوة" فهي جمع تكسير، وجمع التكسير يغيّر من مبنى الكلمة بالكامل.
ثم إني أردّ على الكاتب قوله بأن "أخويكم" في الآية الكريمة (والتي قال إن الهمزة فيها عادت إلى موضعها) تدلّ على نفس الأخوين اللذين يُصلَح بينهما، وهما -كما ثبت- ليسا شقيقَين، فلماذا لم تبقَ الهمزة تحت الألف على الصورة "إِخوَيكم"؟
ثم كيف يقول الكاتب إن هذا من باب استعمال اللهجات، ثم يقول في نفس الجملة إن هذا لم يرد ضمن المواضع التي عُدّدت في اللهجات؟ هذا يعني أن ما يقوله مجرّد نظرية وضعها بنفسه وبنى عليها رأيه، وفي مثل هذه الأمور في اللغة -خصوصاً المتعلقة بألفاظ القرآن الكريم- لا يجوز التنظير إلاّ بالبناء القوي على أساسات قوية... وهنا لا أرى أي أساس لما قاله الكاتب.
أما أن تكون الهمزة المضمومة لمناسبة الواو الثالثة في "أُخوَة" فهذا أيضاً مردود على الكاتب، لأن هذا لا يكون إلاّ إن كانت الواو ممدودة، أو حتى إن كانت لِيناً، أما أن تكون الواو مفتوحة فلا يمكن أن يكون لها هذا التأثير فتنقل الهمزة من أسفل الألف إلى أعلاها.
(13) مذكورة من قبل في (3).
(14): يستعمل كثير منا ووسائل الإعلام عامة لفظ (أصعدة) على أنه جمع لفظ (صعيد) فيقول: (على كافة الأصعدة)، وهذا خطأ لغوي، والصواب: (صُعُد)؛ لأن جمع (سبيل ـ سُبُل)، ولا يجوز (أسبلة)؛ لذلك لا يجوز (أصعدة) بل الصواب (صُعُد)، وهو القياس اللغوي.
لستُ أدري إن كانت "صُعُد" هي أو إن كانت "أصعدة" جمعاً صحيحاً أم لا، ولكن الحُجّة التي ذكرها الكاتب حجة واهية، فالوزن الصرفي "فعيل" يُجمَع" على عدّة أوجه، منها فُعُل مثل "طُرُق" و"سُبُل" و"سُرُر"... وعلى أفعلة مثل "أرصفة" و"أرصدة" و"أوردة"... وعلى فِعال مثل "كبار" و"صغار" و"طِوال"... وعلى أفعلاء مثلا "أصدقاء" و"أحبّاء" و"أشقاء"... وعلى فُعَلاء مثل "حكماء" و"علماء" و"كرماء"... وعلى فَعَلة مثل "حفدة"...
فكيف يأتي الكاتب بوزن واحد ليُطلِقه على جمع "فعيل" لينبذ به ما سواه؟!

(20): عظم في لسان المثقفين استعمال مصطلح (التمييز)، والتمييز معناه التشقق، (ومتميز): متشقق، ألم تر إلى قول اللـه تعالى في سورة الملك: 67 / من الآية 8: ((تكاد تميز من الغيظ))، أي: تتميز (تتشقق وتتقطع)، والصواب أن نقول (مميَّز) بتشديد الياء مع الفتح.
والكاتب هنا يناقض نفسه لأنه يقول: والتمييز معناه التشقق في حين أن التميُّز هو الذي يعني التشقُّق، وهذا واضح من الآية الكريمة التي ذكرها الكاتب "تكادُ تميَّزُ من الغيظ" لأن "تميَّزُ" هو الفعل المضارع "تتميَّز" الذي ماضيه "تميَّز" ومصدره "تميُّز".
والذي أراه أن الاحتمالين صحيحَين، فأصل الفعل في الحالة الثلاثية يعني التفاضل بين الشيئَين، ومن ذلك قوله تعالى: "لِيَمِيزَ الخبيثَ منَ الطيِّبَ"، وهذا يُحيل إلى أن معنى المفاضلة موجود في مشتقّات الفعل.
والشاهد على هذا قول الشاعر: وبضدِّها تتميَّزُ الأشياءُ.

(21): قرأت في كثير من الكتب المصنفة حديثا قول بعض المؤلفين (أدعو اللـه)، وهذا ما ليس بجائز؛ لأن الدعاء لا يجوز طلبه من غير اللـه تعالى، والصواب أن يقولوا (اللـهَ ندعو)؛ لأن (أدعو اللـه) تعني (أدعو اللـه وغيره)،
وقولهم (اللـهَ أدعو) تعني أدعو اللـه وحده فقط.
ومثله في الغلط اللغوي (نسأل اللـه أن يمنحنا الصحة)، والصواب أن يقال: (اللـهَ نسأل أن يمنحنا الصحة).

ولا يسعني ردّاً على هذا إلاّ أن أذكر قول رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-: إذا سألتَ فاسألِ الله وإذا استعنت فاستعِن بالله.

(22): يقال في لسان الناس كثيرا (دخل إلى البيتِ)، و (ذهبت إلى لبنان)، و (سافرت إلى دمشق)، وهذا غلط بين في اللسان؛ لأن هذه الأفعال تتعدى بنفسها لا بحرف خفض إذا وقع بعده لفظ دال على محدود المساحة، فيقال (دخلت البيتَ)، و (ذهبت لبنانَ)، و (سافرت دمشقَ)، كما جاء في قوله تعالى في سورة الفجر: 89 / 30: ((وادخلي جنتي))؛ لأن الجنة معلومة المساحة عند اللـه ـ تبارك وتعالى ـ.
وقد يصدق هذا القول على الفعل "دخل"، ولكنه لا يصدق على "ذهب" لأن هذا وارد في أقوال الكثيرين من الشعراء كقول أحمد الكاشف:
ما زال يذهب حكمها عن دولة بادت إلى أخرى تغيَّب نورها
وقول إلياس إدة:
وقضى بتاريخ له يذهب إلى وادي صقر
والخطأ الشائع في استعمال "ذهب" هو بتعديته باللام، لأنه يتعدّى بإلى لا باللام.
أما "سافر" فيتعدى باللام في مثل قول المعرّي:
كالسوام الأنام هل فاز من سافر منهم إلى بطيء المراجل
وقول حمدون بن الحاج السلمي:
سافر إليه بهمّة علوية حتى تراه وقُل لنفسك: صوّتي
وقول ابن نباتة المصري:
يسافر قصدي إلى بابه فمنه المكان ومنه الهديّة
(24): يستعمل أغلبنا ووسائل الإعلام لفظ (بسيط) للشيء السهل، والأمر اليسير، وهذا ما لم يُعْتَد عليه في اللغة، أسمع وأقرأ: (هذا أمر بسيط)، والصواب أن يقال: (هذا أمر سهل) أو: (هذا أمر يسير)؛ لأن البسيط هو ما انبسط من الأرض، أي: استوى.
والثابت في المعاجم أن "بسيط" هو بالفعل ما انبسط من الأرض، ولكنه يعني أيضاً في المعاجم "نقيض المعقَّد"، فحين نقول "هذا أمر بسيط" فنحن نعني أنه غير معقَّد.

(27): يستعمل أغلبنا اصطلاح: (الرئيسية، الفرعية، الكلية، الجزئية، الأصلية) وما شابهها وهكذا، أقصد: (ال + المصدر + ياء النسب + تاء التأنيث)، وهذا ما لم يجزه اللغويون ولا النحويون (ما عدا ابن عصفور الإشبيلي (669 هجري) في كتابه (المقرب في النحو))، فالمصدر يُستعمل مفردا (مذكرا، أو مؤنثا ـ بحسب السياق ـ)، لا يثنى، ولا يجمع، ولا ينسب، فيقال (الرئيس، الفرع، الكل، الجزء، الأصل)، مع مراعاة التذكير والتأنيث، (انظر/ ي ـ إذا أذنت إلى استعمال إحداها في أعلى اليمين للصفحة الرئيسة لهذا المنتدى ـ الكلمة الأول).
ولا أدري حتى الآن إن كان الكاتب يفهم ما كتبه هنا أم لا، فحُجَّته هنا "فالمصدر يُستعمل مفردا (مذكرا، أو مؤنثا ـ بحسب السياق ـ)، لا يثنى، ولا يجمع، ولا يُنسب"، هذا قول الكاتب، ولكن هل أي من هذه الكلمات مصدر؟! "رئيس، كل، جزء، فرع، أصل"؟! ليست أي منها مصدراً، فعلى أي شيء أتى بحُجَّته؟! لا أدري!

(32): كنت أقرأ قبل أيام كتابا، فوجدت فيه جملة: (استقراء واستقصاء أفكار المتقدمين)، وهذه جملة خاطئة في استعمال النحو؛ لأنه لا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه (لأنهما متلازمان) بالعطف قبل انتهاء معنى المضاف بالمضاف إليه، فوجب على المؤلف أن يقول: (استقراء أفكار المتقدمين واستقصاؤهم).
وأنا أرى هذا مغالاة في تعقيد اللغة، وشاهدي في هذا أننا نقول مثلاً: "لديّ مئة وثلاثة كتب"، ولا نقول "لديّ مئة كتاب وثلاثة كتب"، فالأسماء المتعاطفة تتخذ نفس الصفات ونفس المواضع في الجملة.

(33): أجد في كثير من أسئلة الأخوة أعضاء هيأة التدريس استعمال الفعل: (استخرج) وما جرى مجراه من الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، والصواب أن يقال: (أخْرِج)؛ لأن معنى الفعل (استخرج) اطلب إخراج، وهذا من الأخطاء الشائعة عند أساتيذ اللغة العربية وغيرهم من المثقفين ووسائل الإعلام والمتخصصين.
وليس شرطاً أن يكون الاستفعال للطلب، فـ"استخراج البترول" ليس طلب إخراجه، بل هو إخراجه نفسه، و"استقامة العود" ليست "طلب قيامه"، والاسترابة ليست طلب الريبة، والاستحكام ليست طلب الحكمة أو الحكم...
*******************
الإخوة الأفاضل، هذا ما كان لديّ الردّ عليه مباشرة بقليل من البحث أو بلا بحث، وفي الكتاب الكثير غيره، فأرجو ممن يهمّه الأمر تدبُّر الكتاب والردّ عليه، فقد أكون على خطأ، وقد أكون على صواب، فإن رآني أحدكم على خطأ فليردَّني عنه، وإن رآني أحدكم على صواب فليعرف الصوابْ.
وجزاكم الله خيراً، وجزاك الله خيراً يا أخي هشام الشربيني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.







 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 04:12 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمود السندوبي
أقلامي
 
إحصائية العضو






محمود السندوبي غير متصل


افتراضي

اعتذار:
أعتذر لنشر هذا الردّ في هذا الموضوع، وكان الأولى به أن يُنشر في الموضوع الأصلي الخاص بالدكتور حقي إسماعيل، وعذري في هذا أنني حديث الاشتراك في منتداكم، ولم أكُن على علم بوجود الموضوع الأصلي، وأن هذا الموضوع هو إحياء لموضوع الدكتور حقي.
فإن شئتم رفعت هذا الردّ من هنا وأدرجتُه في موضوع الدكتور حقي، وإن شئتم أبقيتُه.
واعتذاري منكم مرة أخرى.







 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 07:07 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي

الأخ الكريم والفاضل / الأستاذ محمود السندوبي
لا تعتذر .. فإنك تتميز بحس لغوي عالٍ , ومنطق نقدي بصير .. وما أوردته وما جاء به الدكتور حقي ليخرج من مشكاة واحدة .. وما ارتأيتماه كلاكما لا يختلف بقدر ما يتفق على إبراز بحبوحة اللغة وحسن استعمال العقل في رحابها ــ ترى هل نُعمل نحن العقلَ أم نطلب منه أن يعمل . ــ

أخي الجميل والذي فرحت به فرحا شديدا .. فما أجمل أن تجد لك في طريق اللغة أنيسا لبقا وجليسا صالحا !! إذا قل سالكوه خاصةً.. إنما أشكر الدكتور حقي اسماعيل والذي بموضوعه استطاع أن يجذب إلى المنتدى عقلية بفهمك وعضوا بخلقك ..
مثلك أيها الأصيل جوهرة نعض عليها بالنواجز ..

ولي رجاء : هلا تفضلت بعمل موضوع جديد منفصل ولتسمِّه مثلا : الرد على الدكتور حقي .. وتبرز ما أوردت فيه .. فلعله يستقطب الكثيرين للرد والجدال المفيد وسأكون بأمر الله أحد المشاركين فيه ..

كل ما أطلبه منكم أخانا العزيز أن تستمر معنا .. فإن عرضك الشيق الواعي أمارة تمكنٍ نسعد بها جميعا .. فكما بدأت وجودَك بيننا كريما أرجو أن يستمر وجودُك بيننا أكرمَ .






التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 07:50 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمود السندوبي
أقلامي
 
إحصائية العضو






محمود السندوبي غير متصل


افتراضي

ما زالت لباقتك كما هي يا دكتور هشام...
نفتقدك جداً، وكلنا يسأل عنك...

حسناً، سأورد الردّ في موضوع خاصّ، وأرجو أن يحقّق الفائدة المرجوّة، ولكن جزيل الشكر على حسن لفظك ورقّة أسلوبك...







 
رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 01:48 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
د . حقي إسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







د . حقي إسماعيل غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود السندوبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل أعضاء المنتدى
الأخ الفاضل هشام الشربيني
أعزّكم الله
لقد اشتركت في هذا المنتدى فقط عندما قرأت هذا الموضوع، وهذا لأنني أحب اللغة العربية حباً شديداً، وقد شدّني عنوان هذا الموضوع فقرأته كاملاً، ولكنني فوجئت أن الموضوع فيه الكثير من الأخطاء العلمية، وبالطبع قد أكون أنا أيضاً مخطئاً، ولهذا فقد آثرت أن أعرض رأيي عليكم، لعلي أستفيد أو أفيد.
* * *
(03): يستعمل أغلبنا لفظ: (ملاحظة)، والصواب: (ملحوظة)؛ لأن: (ملحوظة) اسم مفعول وقع عليه فعل اللحظ، و: (ملاحظة) على وزن مفاعلة الذي يقتضي المشاركة، والمشاركة تكون حسية (ولا داعي للمشاركة هنا).ألاحظ هنا أن الكاتب أطلق معنى المفاعلة على المشاركة بين اثنين، رغم وجود كثير من الأفعال التي على ووزن المفاعلة ولا تدلّ على المشاركة في اللغة العربية، ومن ذلك الفعل "عانى" من المعاناة، والفعل "حاول" من المحاولة، وغيرهما كثير.
وقد يقول قائل إن المعاناة تدلّ على مشاركة بين المعانِي والمعانَى منه، وهنا أقول إن المشاركة المقصودة في المفاعلة هي مشاركة بين فاعلَين لا فاعل ومفعول، فـ"المعاملة" مثلاً تكون اثنين يعامل كل منهما الآخر، والمبارزة تكون بين اثنين يبارز كل منهما الآخر، فهل تكون "الملاحظة" بين اثنين يلاحظ كل منهما الآخر؟!
والأساس هنا أن لكل ميزان صرفي من الأفعال عدداً من المعاني، ولا يقتصر على معنى واحد، وهذا باب كبير في الصرف.
أما الفرق بين الملحوظة والملاحظة فقد أورد الكاتب معنى الملحوظة الذي يراه، ولكنه لم يورِدْ معنى الملاحظة، تلك التي تقتضي -حسب كلامه- المشاركة بين شخصين، ولم يأتِ بمثال لها يدلّ على معناها.

(06): يخاطب بعضنا بعضا بقوله: (أخي الأستاذ) أو: (أخي الدكتور)، وهذا لا يجوز لغة؛ لأن: (ال) ـ هنا ـ للتعريف، والتعريف تخصيص، وهاتان الدرجتان عامتان غي مختصتين، ويجب أن يقال: (أخي أستاذ...) و: (أخي دكتور...) بالتنكير.أرى الكاتب هنا شطّ عن الصواب، ولو أنه سأل نفسه عن الموقع الإعرابي لكلمة "دكتور" أو "أستاذ" لما وصل إلى هذه النتيجية، فهاتان الكلمتان تابعتان لما يسبقهما، وهما صفتان لـ"أخي"، وهذا يوجِب فيهما التعريف لأن "أخي" لفظ معرَّف بالإضافة إلى معرفة، وهي ياء المتكلم.
ورغبة الكاتب في حذف التعريف من التابع عجيبة، فما رأيه إذا جاءت الكلمة التابعة عَلَماً؟ فإذا قلت مثلاً: "أخي محمد" فكيف أحذف التعريف من اللفظ العلَم "محمد"؟!
(10): يستعمل كثير منا لفظ (اعتبر) بمعنى (اهتم)، أو: (عد)، وهذا غير جائز؛ لتناقض المعاني مع بعض؛ لأن: (الاعتبار) جمود الدمعة في العين، والصواب: (اهتم)، أو (عد) بحسب المعنى المراد.أتفق مع الكاتب هنا في أن "اعتبر" تعني جموع الدمعة في العين، ولكنني أختلف معه في أن هذا هو معناها الوحيد، لأن للاعتبار معنيَين، الأول مشتقّ من العَبرة، والثاني من العِبرة، وقد جاء المعنى الثاني في القرآن في قوله تعالى "فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ".
أي أنني أتفق مع الكاتب في اختلافه في استخدام الاعتبار بمعنى العدّ أو الاحتساب، ولكنني أختلف معه في توصيفه لمعنى الاعتبار وقصره على جمود الدمعة في العين.

(11): يستعمل كثير منا لفظ: (مثلما)، و: (فيما)، وهذا خطأ لغوي، الصواب أن يقال: (مثل ما)، و: (في ما)؛ لأن: (ما) اسم موصول في الموضعين ـ وإن دل على مبهم ـ، إلا أن حقه الانفصال عن غيره من الأسماء رسما كما انفصلت اليمن الشمالية عن اليمن الجنوبية قبلا.أرى أيضاً أن الكاتب هنا يحمّل الأمر أكثر مما يستحق، ولو أننا راجعنا كل استخدامٍ قابلنا لهاتين الكلمتين لأدركنا أن "ما" فيهما ليست اسماً موصولاً، بل هي حرف مصدريّ وليست اسماً موصولاً، ويقلّ أن تأتي اسماً موصولاً.
ولست أدري أيضاً لماذا قصر الكاتب كلامه على هاتين الكلمتين فقط ولم يذكر مثلاً "قبلما" و"بعدما" و"كيفما" و"عندما" و"كلّما"...
(12): بعضنا يرسم لفظ: (إخوة) بهمزة تحتها كسر، سئلت يوما من إحدى طالباتي، وكانت على جمال وفير من اللغة، وتمتاز بخبث لغوي راق ـ بعد أن رسمت هذا اللفظ: (أخوة) بهمزة فوقها ضمة ـ، قالت: يقول اللـه تعالى في سورة الحجرات 49: الآية 10: ((إنما المؤمنون (إخوة) فأصلحوا بين أخويكم واتقوا اللـه لعلكم ترحمون))، رسم اللفظ بهمزة تحتها كسرة وحضرتك رسمته بهمزة فوقها ضمة.وهنا أختلف اختلافاً تاماً مع الكاتب، فلا دليل ولا شاهد لديه إطلاقاً على ما قاله في هذا الشأن من أن "أُخْوَة" تدلّ على الأخوّة في النسب و"إخْوة" تدلّ على الأخوّة في الإسلام، ولو كان لديه هذا الشاهد أو الدليل لذكره، ولكنه لا يوجَد.
ثم يكتمل الأمر بتوصيفه لهمزة الألف التي عادت إلى موضعها عند المثنَّى في قوله تعالى "فأصلحوا بين أخويكم"، والهمزة هنا عادت لأن المثنّى لا يغيّر من الأصل شيئاً إلى في أطراف الكلم في بعض الحالات، أما بداياته فلا يغيّر فيها المثنّى شيئاً، ومثله في ذلك مثل جمع المؤنث السالم مثل "أخوات". أما "إخْوة" فهي جمع تكسير، وجمع التكسير يغيّر من مبنى الكلمة بالكامل.
ثم إني أردّ على الكاتب قوله بأن "أخويكم" في الآية الكريمة (والتي قال إن الهمزة فيها عادت إلى موضعها) تدلّ على نفس الأخوين اللذين يُصلَح بينهما، وهما -كما ثبت- ليسا شقيقَين، فلماذا لم تبقَ الهمزة تحت الألف على الصورة "إِخوَيكم"؟
ثم كيف يقول الكاتب إن هذا من باب استعمال اللهجات، ثم يقول في نفس الجملة إن هذا لم يرد ضمن المواضع التي عُدّدت في اللهجات؟ هذا يعني أن ما يقوله مجرّد نظرية وضعها بنفسه وبنى عليها رأيه، وفي مثل هذه الأمور في اللغة -خصوصاً المتعلقة بألفاظ القرآن الكريم- لا يجوز التنظير إلاّ بالبناء القوي على أساسات قوية... وهنا لا أرى أي أساس لما قاله الكاتب.
أما أن تكون الهمزة المضمومة لمناسبة الواو الثالثة في "أُخوَة" فهذا أيضاً مردود على الكاتب، لأن هذا لا يكون إلاّ إن كانت الواو ممدودة، أو حتى إن كانت لِيناً، أما أن تكون الواو مفتوحة فلا يمكن أن يكون لها هذا التأثير فتنقل الهمزة من أسفل الألف إلى أعلاها.
(13) مذكورة من قبل في (3).
(14): يستعمل كثير منا ووسائل الإعلام عامة لفظ (أصعدة) على أنه جمع لفظ (صعيد) فيقول: (على كافة الأصعدة)، وهذا خطأ لغوي، والصواب: (صُعُد)؛ لأن جمع (سبيل ـ سُبُل)، ولا يجوز (أسبلة)؛ لذلك لا يجوز (أصعدة) بل الصواب (صُعُد)، وهو القياس اللغوي.
لستُ أدري إن كانت "صُعُد" هي أو إن كانت "أصعدة" جمعاً صحيحاً أم لا، ولكن الحُجّة التي ذكرها الكاتب حجة واهية، فالوزن الصرفي "فعيل" يُجمَع" على عدّة أوجه، منها فُعُل مثل "طُرُق" و"سُبُل" و"سُرُر"... وعلى أفعلة مثل "أرصفة" و"أرصدة" و"أوردة"... وعلى فِعال مثل "كبار" و"صغار" و"طِوال"... وعلى أفعلاء مثلا "أصدقاء" و"أحبّاء" و"أشقاء"... وعلى فُعَلاء مثل "حكماء" و"علماء" و"كرماء"... وعلى فَعَلة مثل "حفدة"...
فكيف يأتي الكاتب بوزن واحد ليُطلِقه على جمع "فعيل" لينبذ به ما سواه؟!

(20): عظم في لسان المثقفين استعمال مصطلح (التمييز)، والتمييز معناه التشقق، (ومتميز): متشقق، ألم تر إلى قول اللـه تعالى في سورة الملك: 67 / من الآية 8: ((تكاد تميز من الغيظ))، أي: تتميز (تتشقق وتتقطع)، والصواب أن نقول (مميَّز) بتشديد الياء مع الفتح.
والكاتب هنا يناقض نفسه لأنه يقول: والتمييز معناه التشقق في حين أن التميُّز هو الذي يعني التشقُّق، وهذا واضح من الآية الكريمة التي ذكرها الكاتب "تكادُ تميَّزُ من الغيظ" لأن "تميَّزُ" هو الفعل المضارع "تتميَّز" الذي ماضيه "تميَّز" ومصدره "تميُّز".
والذي أراه أن الاحتمالين صحيحَين، فأصل الفعل في الحالة الثلاثية يعني التفاضل بين الشيئَين، ومن ذلك قوله تعالى: "لِيَمِيزَ الخبيثَ منَ الطيِّبَ"، وهذا يُحيل إلى أن معنى المفاضلة موجود في مشتقّات الفعل.
والشاهد على هذا قول الشاعر: وبضدِّها تتميَّزُ الأشياءُ.

(21): قرأت في كثير من الكتب المصنفة حديثا قول بعض المؤلفين (أدعو اللـه)، وهذا ما ليس بجائز؛ لأن الدعاء لا يجوز طلبه من غير اللـه تعالى، والصواب أن يقولوا (اللـهَ ندعو)؛ لأن (أدعو اللـه) تعني (أدعو اللـه وغيره)،
وقولهم (اللـهَ أدعو) تعني أدعو اللـه وحده فقط.
ومثله في الغلط اللغوي (نسأل اللـه أن يمنحنا الصحة)، والصواب أن يقال: (اللـهَ نسأل أن يمنحنا الصحة).

ولا يسعني ردّاً على هذا إلاّ أن أذكر قول رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-: إذا سألتَ فاسألِ الله وإذا استعنت فاستعِن بالله.

(22): يقال في لسان الناس كثيرا (دخل إلى البيتِ)، و (ذهبت إلى لبنان)، و (سافرت إلى دمشق)، وهذا غلط بين في اللسان؛ لأن هذه الأفعال تتعدى بنفسها لا بحرف خفض إذا وقع بعده لفظ دال على محدود المساحة، فيقال (دخلت البيتَ)، و (ذهبت لبنانَ)، و (سافرت دمشقَ)، كما جاء في قوله تعالى في سورة الفجر: 89 / 30: ((وادخلي جنتي))؛ لأن الجنة معلومة المساحة عند اللـه ـ تبارك وتعالى ـ.
وقد يصدق هذا القول على الفعل "دخل"، ولكنه لا يصدق على "ذهب" لأن هذا وارد في أقوال الكثيرين من الشعراء كقول أحمد الكاشف:
ما زال يذهب حكمها عن دولة بادت إلى أخرى تغيَّب نورها
وقول إلياس إدة:
وقضى بتاريخ له يذهب إلى وادي صقر
والخطأ الشائع في استعمال "ذهب" هو بتعديته باللام، لأنه يتعدّى بإلى لا باللام.
أما "سافر" فيتعدى باللام في مثل قول المعرّي:
كالسوام الأنام هل فاز من سافر منهم إلى بطيء المراجل
وقول حمدون بن الحاج السلمي:
سافر إليه بهمّة علوية حتى تراه وقُل لنفسك: صوّتي
وقول ابن نباتة المصري:
يسافر قصدي إلى بابه فمنه المكان ومنه الهديّة
(24): يستعمل أغلبنا ووسائل الإعلام لفظ (بسيط) للشيء السهل، والأمر اليسير، وهذا ما لم يُعْتَد عليه في اللغة، أسمع وأقرأ: (هذا أمر بسيط)، والصواب أن يقال: (هذا أمر سهل) أو: (هذا أمر يسير)؛ لأن البسيط هو ما انبسط من الأرض، أي: استوى.
والثابت في المعاجم أن "بسيط" هو بالفعل ما انبسط من الأرض، ولكنه يعني أيضاً في المعاجم "نقيض المعقَّد"، فحين نقول "هذا أمر بسيط" فنحن نعني أنه غير معقَّد.

(27): يستعمل أغلبنا اصطلاح: (الرئيسية، الفرعية، الكلية، الجزئية، الأصلية) وما شابهها وهكذا، أقصد: (ال + المصدر + ياء النسب + تاء التأنيث)، وهذا ما لم يجزه اللغويون ولا النحويون (ما عدا ابن عصفور الإشبيلي (669 هجري) في كتابه (المقرب في النحو))، فالمصدر يُستعمل مفردا (مذكرا، أو مؤنثا ـ بحسب السياق ـ)، لا يثنى، ولا يجمع، ولا ينسب، فيقال (الرئيس، الفرع، الكل، الجزء، الأصل)، مع مراعاة التذكير والتأنيث، (انظر/ ي ـ إذا أذنت إلى استعمال إحداها في أعلى اليمين للصفحة الرئيسة لهذا المنتدى ـ الكلمة الأول).
ولا أدري حتى الآن إن كان الكاتب يفهم ما كتبه هنا أم لا، فحُجَّته هنا "فالمصدر يُستعمل مفردا (مذكرا، أو مؤنثا ـ بحسب السياق ـ)، لا يثنى، ولا يجمع، ولا يُنسب"، هذا قول الكاتب، ولكن هل أي من هذه الكلمات مصدر؟! "رئيس، كل، جزء، فرع، أصل"؟! ليست أي منها مصدراً، فعلى أي شيء أتى بحُجَّته؟! لا أدري!

(32): كنت أقرأ قبل أيام كتابا، فوجدت فيه جملة: (استقراء واستقصاء أفكار المتقدمين)، وهذه جملة خاطئة في استعمال النحو؛ لأنه لا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه (لأنهما متلازمان) بالعطف قبل انتهاء معنى المضاف بالمضاف إليه، فوجب على المؤلف أن يقول: (استقراء أفكار المتقدمين واستقصاؤهم).
وأنا أرى هذا مغالاة في تعقيد اللغة، وشاهدي في هذا أننا نقول مثلاً: "لديّ مئة وثلاثة كتب"، ولا نقول "لديّ مئة كتاب وثلاثة كتب"، فالأسماء المتعاطفة تتخذ نفس الصفات ونفس المواضع في الجملة.

(33): أجد في كثير من أسئلة الأخوة أعضاء هيأة التدريس استعمال الفعل: (استخرج) وما جرى مجراه من الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، والصواب أن يقال: (أخْرِج)؛ لأن معنى الفعل (استخرج) اطلب إخراج، وهذا من الأخطاء الشائعة عند أساتيذ اللغة العربية وغيرهم من المثقفين ووسائل الإعلام والمتخصصين.
وليس شرطاً أن يكون الاستفعال للطلب، فـ"استخراج البترول" ليس طلب إخراجه، بل هو إخراجه نفسه، و"استقامة العود" ليست "طلب قيامه"، والاسترابة ليست طلب الريبة، والاستحكام ليست طلب الحكمة أو الحكم...
*******************
الإخوة الأفاضل، هذا ما كان لديّ الردّ عليه مباشرة بقليل من البحث أو بلا بحث، وفي الكتاب الكثير غيره، فأرجو ممن يهمّه الأمر تدبُّر الكتاب والردّ عليه، فقد أكون على خطأ، وقد أكون على صواب، فإن رآني أحدكم على خطأ فليردَّني عنه، وإن رآني أحدكم على صواب فليعرف الصوابْ.
وجزاكم الله خيراً، وجزاك الله خيراً يا أخي هشام الشربيني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الكريم محمود السندوبي .
تحيات .
شكرا لمداخلتك التي تكرمت بها علينا ، ولم تكن لي مداخلة عليها لعدم تواجدي في المنتدى ، وبعد العود هذه الأيام سأقوم بنشر مداخلة على ما تفضلت به مشكورا ، تقبل تحياتي ، وتمنيت أن تكون موجودا بلا انقطاع عن أقلام .
تحيات .






التوقيع

الموال كحل عين دجله ... وبغزل الفرات الشعر يحله
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أغلاط المثقفين اللغوية / د . حقي إسماعيل ـ الحلقة الثالثة د . حقي إسماعيل منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 18 04-01-2010 09:31 PM
من أغلاط المثقفين اللغوية / الحلقة الخامسة د . حقي إسماعيل منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 23 24-09-2008 02:13 PM
من أغلاط المثقفين اللغوية / الحلقة الأولى د . حقي إسماعيل منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 22 08-12-2007 07:08 PM
من أغلاط المقفين اللغوية / د . حقي إسماعيل ـ الحلقة الرابعة د . حقي إسماعيل منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 23 07-02-2006 11:04 PM
من أغلاط المثقفين اللغوية / الحلقة الثانية د . حقي إسماعيل منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 10 06-02-2006 04:11 AM

الساعة الآن 07:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط