*بسيطة هي الأشياء التي تسعدنا* - بوح

[راحيل الأيسر]

الليل الخافت شعلة الشعر
والصمت يغزل شالا عبقريا حسان
يلقيه على كتفي الكون فيرتد حكيما ..
تغيب أصوات كانت ملء السمع قبل برهة من زمن ..
على الطرقات تطول الظلال تحت أضواء المصابيح ..
تستيقظ كائنات الليل ( الشوق ، الحنين ) يضرمان النار في القلب الكليم ..
السهد بدوي ينصب خيامه بين الهدبين
وللهوى عزف ناي وموقد نار يطوف الشوق والحنين حولها .

القلوب التي غشيها منهما ما غشي مثخنة باللحن الرخيم
تلقن الهوى ما قد يعزفه شعرا أو رتما تفيض به ثقوب الناي ..


الليل الخافت والحرف المشتعل
تلك أشياء بسيطة تسعدنا ..

[راحيل الأيسر]

أُقَبِّلُ جبينا تشرق منه شمسي
وعينين أقطف منهما فجري ..
يا امتداد الأفق
سماوية روحك كأنها نسيج
من زرقة المدى
كأنك ياذات الرحابة
امتداد سكينة الرحمان
أودعك آيا في كتابه
نتلو فيه وهنك على وهن
نتلو فصالنا في عامين ..

وأي عامين يا أماه !!
فحبلك ممتد كالجذر في شعب الروح
لا انفصال لنا عنك
إلا بانقضاء الأجل ..


رحم الله الأمهات أحياءً وأمواتا ..

[راحيل الأيسر]

لا يموت قلب بينه وبين الذكر
شريان متصل ..
لا تيه و السماء وجهتنا
لا انثناء وفي المحراب نلقي حمل ظهورنا
لا جهد وفي ساحة الكريم
المنان نرخي مطايانا
ولا وجع وفي آي كتاب الله ضماد أرواحنا
عن أيماننا جناح مواسم الخير
وفي شمائلنا جناح الأوبة بالذكر
إذا ما طاردت الأهواء أجسادنا
نفتأ نعاود بهما الرفرفة نحو السمو
نحو أبواب مشرعة إلى رضوان رب كريم يقول ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) ..

[عبدالستارالنعيمي]

راحيل الأيسر

يصف عروة حاله بعد عودته من الشام، وما يضطرم في فؤاده من لواعج الأسى قائلًا:

تحملتُ من عفراء ما ليس لي به *** ولا للجبالِ الراسياتِ يدانِ

كأن قطاة عُلقت بجناحها *** على كبدي من شدة الخفقانِ

جعلتُ لعرّاف اليمامةِ حكمه *** وعراف نجد إن هما شفياني

فقالا: نعم نشفي من الداء كله *** وقاما مع العُواد يبتدران

فما تركا من رقية يعلمانها *** ولا سُلوة إلا وقد سقياني

وما شفيا الداء الذي بي كله *** ولا ذخرا نصحا ولا ألواني

يقولُ لِيَ الأصحابُ إِذْ يَعْذلُونَني
أَشَوْقٌ عِراقِيٌّ وأنتَ يَمانِ
وليسَ يَمانٍ للعراقيْ بِصاحبٍ
عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ