أحلام سعيدة....أحلام ملونة

[سلمى رشيد]

أحلام سعيدة

هل أحلامنا ملونة أم باللونين الأبيض والأسود؟؟

الأحلام طريقة اتصال اللاوعي بالوعي...
يقول الباحثون إننا عندما نحلم بشيء يقلقنا، فإن هذه هي طريقة الذهن أو العقل في مساعدتنا على التدرب على أزمة يمكن ان تحدث.. واكتشف علماء الأعصاب أن الاحلام وحركة الأعين السريعة التي تحدث خلال عملية الحلم مقرونة بقابليتنا للتعلم والتذكر.
تقول الدكتورة النفسانية روزاليند كارترايت من قسم علم النفس في جامعة راش في شيكاغو ان الأحلام عبارة عن نظام ينظم المزاج. ووجدت الدكتورة كارترايت أن الأحلام تساعد الناس على تخطي العقبات العاطفية التي يواجهونها خلال يومهم، وتضيف: “المسألة تشبه امتلاك أحدنا لطبيب نفسي في داخله” عندما ننام، تقارن الاحلام التجارب المتعلقة بالجانب العاطفي في الإنسان مع الذكريات القديمة صانعة إشكاليات مجدولة توضع فوق الصور الجديدة. وكما تقول: “قد تستيقظ وتقول، ماذا كان يفعل عمي الأصغر في حلمي الليلة؟ لم اره منذ 10 أعوام. ولكن الصورة القديمة والحديثة مرتبطة عاطفيا”. فمن واجب الوعي ان يدرك الارتباط. والعواطف في الأحلام يمكن ان تساعد الأطباء النفسيين في معالجة الأشخاص الذين يمرون بأزمات.
وفي دراسة عن الأزواج المطلقين وجد أن الغاضبين جدا مع أزواجهم خلال الحلم، كانوا هم أنفسهم الأكثر قابلية للتعايش مع حالة الطلاق، أما إذا كانت أحلامهم عابرة، فنجد أنهم لم يبدؤوا بعد بالعمل من خلال أحاسيسهم وتعاملهم مع الطلاق. وبالنسبة للمعالج النفسي، فإن مثل هذه الموجودات ستساعد في معرفة أي من الأزواج بحاجة إلى مساعدة في تقبل الوضع الجديد.
و العلماء الآن يجدون طرقا جديدة لتفسير الأحلام بعد حدوثها وبعد الاستيقاظ. بعيدا عن نظرية فرويد حول أن الأحلام تحتوي على أشكال ذات معان عالمية.


ويعمل علماء النفس اليوم على تطبيق التكنولوجيا الحديثة لمعرفة فحوى الأحلام. ويستخدم المحلل هوس أسلوبا يعتمد على الكمبيوتر اسمه تحليل الفحوى لترجمة الألوان في الحلم، فأكثر من 80% من الأحلام ملونة ولجمع المعلومات حلل هوس 24 ألف حلم، وفهرسها في قاعدتي معلومات. وتقترح دراسته ان بعض الألوان يعبر عنها من خلال الألوان مثلا الأحمر هو لون الحركة والإثارة والازرق يمثل الهدوء والتناغم والأسود يشير إلى الخوف والقلق. ولكن كما هو الحال مع تفسير الأحلام، فإن كل لون له معناه عند الشخص الذي يحلم. فباستخدام الألوان، يلون دماغنا حلمنا بريشة مشاعرنا.
بعض الباحثين يسخرون من مسألة الحاجة الى الكمبيوتر أو المحلل النفسي لتفسير الأحلام، ويقولون أن الإنسان نفسه خير مفسر لأحلامه، كتلك المرأة التي رأت خطيبها في الحلم يسبح في المحيط، وكان يبدو فوق الماء كدولفين أليف، إلا أنه تحت الماء كان يبدو (سمك القرش) خطير. وتبين لها فعليا أن خطيبها يمتلك جانب أسود عدوانيا. فدماغنا في فترة الأحلام يرى الناس والأمور بصورة أوضح مما نراها فعليا في فترة الصحو حيث المؤثرات الخارجية والصخب والأصوات.

يقول علماء النفس بأن الناس يستطيعون حل مشكلاتهم إذا ناموا عليها، والتحدي هنا هو في تدريب النفس على الحلم بحل معين. وينصح ديدري باريت الطبيب النفسي في مدرسة هارفرد للطب ومحرر في مجلة “الأحلام”، ان نطرح اسئلة على أنفسنا قبل ان ننام في أذهاننا وان نلح عليها (هل آخذ هذا العمل؟ هل اتزوح من هذا الرجل؟) وترك العقل الباطني يعمل خلال النوم لإيجاد الجواب.
ويقول الدكتور باريت: أعرف فنانين يستلهمون أفكار لوحاتهم بالتفكير بها عميقا قبل نومهم ليروها متجسدة في أحلامهم. ويعتقد بعض الباحثين أن بإمكاننا ان نوجه حلمنا إلى البحث عن أجوبة لأسئلة إذا علمنا في منتصف الحلم بأننا نحلم. وتدعى هذه الاحلام السائبة، وكلما أدركنا قدرتنا على ملاحقة الحلم، كلما توغلنا في عميق أذهاننا لنجد أمورا مرت علينا في يومنا ولم ننتبه لها في اليقظة ومن هناك نحصل على أجوبة لكثير جدا من الاسئلة.

كنت قد قرأت هذه الدراسة وأعجبتني