صندوق الإقتراع !!!

[د.إيهاب فؤاد]

فكرت يوماً أن لا أذهب إلى صندوق الٌإقتراع للإدلاء بصوتي في برلمان 2000 بعد التدخل السافر في الجولة الأولى من الانتخابات وقلب الحقيقة وتزوير إرادة الشعب في أحد الدوائر، وجاءت الإعادة بعدها وكانت بطبيعة الحال تخلو ممن كنت أرى فيه أهلاً لصوتي الذي يسألني عنه ربى يوم القيامة، لِمَ أعطيت هذا، ولم لم تعط ذاك ؟ واضررت إلى أن أعصر ليموناً حامضاً حتى تسمح لي نفسي بالذهاب وحتى أقدم المعذرة إلى الله تعالى وحتى لا أترك ذريعة لمحترفي تقفيل الأصوات والعبث بالصناديق يحتجوا بها على يوم القيامة إن كان هذا الموقف فى مخيلة أحدهم رغم استبعادي لهذا الأمر، ودخلت اللجنة ، ودار بيني وبين القاضي حوار لم يستغرق سوى دقائق معدودة، قال لي القاضي لقد كنتَ هنا في الجولة الأولى وأنا مازلت أذكرك ، من ستعطى صوتك في هذه الجولة؟ فحملت الورقة بيدي، ونظرت إلى الإسمين المراد التصويت على أحدهما، وكان أحدهما يمثل الحزب الوطني ، وكان الآخر يمثل وجهاً للمعارضة فرض علىَّ بعد استبعاد الناجح الحقيقي إلى أن اختار بينهما، فقلت للقاضي: اللهم إني أبرأ إليك من هذا وذاك، ثم وجهت حديثي للقاضي قائلاً: إنني يا سيدي في موقفي هذا كالمضطر لأكل الميتة في الصحراء بما يحفظ عليه حياته، وامامى خياران، كلاهما مر، لكن الذي يمثل النظام أكثر مرارة لأنه يمثل نظاماً داس كل القيم، ولم يتحرم للشعب يوماً إرادة، وتذكرت حادثاً في أحد الانتخابات والتي مررت بها في صباي يوم أجمعت الدائرة على شخص محبوب ، وجاء الأمن ليقلب الطاولة، وانقلبت الدائرة رأساً على عقب، وتجمهر الناس، فانطلقت القنابل المسيلة للدموع بعد ما امتد وقت اللجنة إلى المساء في زمن كانت الكهرباء فيه عزيزة، وانكفأ الناس، وأصيب من أصيب، وجرح من جرح، وما يجعلني أذكر هذا الموقف أنني صبيحة اليوم التالي خرجت لألعب وألهو على عادتي كطفل كان يعشق الحركة، ويحب اللعب وإذا أبى أجد إحدى عشر قرشاً ونصف القرش ملقاة ومتفرقة على الأرض، وكانت يومها بالنسبة لمن هو في مثل عمري تعد كنزاً، فحملتها وأسرعت إلى البيت لأقص عليهم ما حدث، وعنفوني أنني التقطت هذه القروش من على الأرض رغم أنني وجدتها في مكان كان يوحى بأنها سقطت من أحد النفر الذين كان يتعقبهم الأمن بهراواته، ولم أنس الموقف الذي تجمهر فيه الناس وقلبوا السيارة، ولا أنسى اننى هرولت إلى بيت المرشح في اليوم الذى وجدت فيه القروش ومعي رفاقي، فوجدنا صوراً كثيرة كانت معدة للدعاية، فحملناها وكنا في غاية السعادة أننا نحمل صورة هذا المرشح، ودارت الدائرة بعدما مضى على ما ذكرت قرابة الثلاثة والثلاثين عاماً، لكن هذه المرة الصورة اشد قبحاً، وأكثر تبجحاً، فلم اسمع عن مرشحين يقبعون خلف القضبان، ولم أسمع عن المنافسين غير الشرفاء الذين يحتالون على مقدرات الدولة ويسخرون المصالح الحكومية والعامة ويصرون على استخدام السلطة كأداة للقمع ، والتزوير ، والتزييف، وهم يظنون أنهم الذين اختارهم الشعب، لم يحدث في تاريخ الانتخابات أن تم التضييق على المرشحين بهذه الصورة، لكن لا يهم، فهذه ضريبة الحرية، وغداً آت صباح فيه فصل للخطاب، لا أدرى أيضاً ما الذي اثأر ذاكرتي وجعلني أتذكر ذلك المرشح الشاب في انتخابات مجلس الشعب منذ ثلاث دورات، لا أنسى يوم أن جاء بالبلطجية وبحماية الأمن ليضربوا الناس بالجنازير، ومنعوا الناس من الإدلاء بأصواتهم ، وضربوهم ضرباً غير مبرح، وتم لذلك الشاب ما أراد وأصبح عضواً للبرلمان ولم يمضى سوى عامان حتى لقي ربه في حادث سيارة ، وكانت صوره ما زالت معلقة على الجدران، والناس في دهشة وذهول من أمرهم، لكنها إرادة الله الغالب، لا يدوم حال، ولا يبقى منصب، وكلٌ إلى الله تعالى راجع لا محالة، ويبقى الحق أبلجاً، وواضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، مهما حاول البعض طمس ملامحه وتغييرها، وفى النهاية لا يصح في ملك الله تعالى إلا الصحيح...

د.إيهاب فؤاد

[ماجدة ريا]

الأخ الكريم الدكتور إيهاب فؤاد
نعم أخي، يُسأل المرء لمن أعطى صوته كي يمثّله في البرلمان، فيحتار ويتألم ماذا يفعل مع ديمقراطية القمع والتزوير والتزييف!مع ديمقراطية السجن وإقصاء الرأي الآخر!
ولكن في النهاية لا يصح في خلق الله إلا الصحيح
ولا بد للفجر أن يبزغ من بين كل تلك الآهات الموجعة، لتسطع أنوار الحقيقة ولو بعد حين.
أطيب تحياتي

[د.إيهاب فؤاد]

الأستاذة الفاضلة ماجدة
الأمل الوحيد أن نرقب الفجر بقلوب مؤمنة أن الأرض وماعليها ملك لله، وأنه سبحانه بيده أن يغير الحال وأنه إليه المآل، فإن ظن المزورون جهلاً أن الكراسى تدوم لهم فهم واهمون لأنها لو دامت لغيرهم ما وصلتهم، هذا يعطبنا الأمل فى التغيير ويمنحنا القوة والتصميم و الإصرار على الإصلاح ولعل هذا نوع من الإبتلاء الذى أرشد إليه القرآن الكريم" ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:2) هذه فتنة توجب اللجوء إلى الله، واصلاح الذات، والعزم على التغيير الهادئ والرصين والقائم على التربية والبناء مهما طال الوقت ومضى الزمن، ونحن مطالبون ان نعمل ولسنا مطالبين أن ندرك النتائج ولعلى استقى ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة فليغرسها" كنت أتعجب من هذا الحديث، الساعة تقوم ويغرس ؟ إنه لن يأكل منها، لكنه يغرس ربما ليأكل غيره وهو بهذا يكون قد أدى دوره...
أشكر مرورك الدائم ومتابعتك المستمرة وآراءك البناءة..

[ماجدة ريا]

أخي الكتور فؤاد: تحية طيبة
ما تفضّلت به هو الكلام الحق، فلا يغيّر الله ما في قوم حتى يغيّروا ما في انفسهم، والتغيير لا يكون إلا بالعمل، ولا أحد يُبرر له أن يقول لم أقدر على شيء ويتجاهل كل الأمور، كلٌ مطالب بالعمل بحسب قدرته، وعندما نصلح انفسنا ونربي الأبناء على الإصلاح، وعندما نقوم بكل ما يمكن أن يساعد في ذلك على مستوى المجتمع والأوطان، نستطيع ان نصل إلى تحقيق النتائج، التي لا تأتي دون تهيئة وتحضير ومن ثم عمل من أجلها.
كلامك مهم جداً أخي، لك من كل التقدير والإحترام
ماجدة

[د.إيهاب فؤاد]

ولك التقدير أستاذه ماجدة..
ولعل بشائر التغيير والإصلاح قد هلَّت باشتداد سواد الليل وحلكة الظلام فهى دائماً ما تكون مقدمات لنور جديد يسطع على الدنا بأمل جديد وروح جديدة....

[ايهاب ابوالعون]

ما بني على باطل فهو باطل

و هذه الانتخابات هي انتخابات صنعت من اجل ان يتم ترقيع الثوب الاسلامي في ظل حكم الديمقراطية التي لا تمس الى الشريعة الاسلامية بشيء .

ان اردنا التغيير فيجب ان لا نحاول ان نقوم بذلك من صميم الواقع المراد تغييره , اعني بذلك الواقع الحالي هو الذي خلق انتخابات تسمح لفخذ النعجة بأن يطرح في وليمة فيها الجمل له النصيب .

لذا التغيير يكون بقلب الطاولة تماما على هذه الانتخابات .

[أحمد محمد حراز]

قمع ...تزوير.... ضرب... اعتقال.... سجن الحرية.....شعب مطحون.....نظام العبقرية الساذجة....حقيقة غائبة.....إذا رأيت كل هذا .... يبقى انت اكيد فى مصر!!!!....
أتألم كثيرا وأنا أكتب عن وطنى وأرسمه بتلك الملامح السوداوية... لكن " ماباليد حيلة يامصر! "
ولكن كفانا ان نعشق مصر وأسأل مصر بكل هدووووووووء: وماذا فى كؤوسك يامصر بعد ما جرع الثمالة عاشق محزون؟ !"....
تحياتى د/ إيهاب ..

[سلمى رشيد]

الأخ الكريم د ايهاب
تغيبت عنا لفترة ،، نسأل الله أن يكون المانع خيرا.
كل التحية والتقدير.