أم المصريين

[هشام النجار]

أُم المصريين



هشام النجار | 10-12-2011 15:16

ما كان للهانم لو كانت تعقل أن تتصدر المشهد الذى كان أكبر بكثير من طلتها وثقافتها ، ولكن ماذا تقول فى جرأة امرأة جلست على عرش مصر بفعل أقدار عجيبة ، بدافع من الطموح النِسَوى الذى تحول على يد سوزان ثابت ورفيقاتها الى غوغائية شلت ارادة الرجل وأعْجزته عن القيام بدوره الطبيعى والطليعى .

كان يكفى ما يتحصل عليه الزوج من منصبه الرفيع وميراث الهانم وهو ليس بالشىء القليل ( فدانان أرض ونصف منزل ) ، لكن تلك الثروات الطائلة لم يكن قصد جمعها تملك الأشياء وقضاء حياة الأبهة والفخامة والظهور بأرقى خطوط الموضة واقامة الحفلات والسهرات وجلب المرفهين والمضحكين وتقمص سير ملوك وملكات أوربا فى القرن الثامن عشر .

انما كانت الغاية هى ترسيخ حكم العائلة ، التى تقودها امرأة وُلدت فى الصعيد لأب مصرى وأم انجليزية ، قادها فكرها النسوى السُلْطوى ، الى الاعتقاد فى أن الأسرة لكى تحكم لابد أن تمْلك ، وقد أرادت سوزان بتوريث نجلها حكم مصر أن تبقى كما هى على العرش ملكة متوجة ، وألا تُطوى صفحتها بمجرد موت الزوج .

يبدو أننا أمام نسخة مكررة من حالة مارى أنطوانيت الملكة الفرنسية الشهيرة ، ليس فقط لأن سوزان ثابت كانت سببا رئيسيا فى قيام الثورة التى أطاحت بحكم العائلة ، كما كانت مارى أنطوانيت لنفس الأسباب سببا رئيسيا فى قيام الثورة الفرنسية التى أطاحت بالملكية ، والتى غذتها دماء أكثر من نصف مليون مواطن فرنسى طامح للحرية والعدالة والمساواة .

ولكن أيضا لأن سوزان تحرت أن تشحن كيانها الهزيل بهذا الكبت النسوى الذى طفح تمردا على عجز وضعف الرجل.

فلويس السادس عشر لم يكن ديكتاتورا انما كان عاجزا أمام مارى أنطوانيت ، ومبارك لم يكن طاغية انما كان ضعيفا أمام تسلط سوزان ثابت التاريخى ، منذ أن خرج من قريته وجحد أهله وناسه الى أن تولت سوزان حكم مصر قبل عقدين من الزمان .

ومارى أنطوانيت لم تكن مكروهة من غالبية الشعب الفرنسى فقط بسبب تهتكها وحياة البذخ والرفاهية وغرقها فى الملذات ، انما لتشويهها للفكرة النسوية التى حصرتها فى حقوق نساء البلاط والطبقة ذات الحظوة والنفوذ فى المناصب والرفاهية والتحرر ، ولا عزاء لغالبية فتيات ونساء فرنسا الجائعات اللاتى لا يجدن الخبز والغلال .. ولا عزاء لغالبية نساء مصر المقهورات كذلك .

ونحن نبحث عن شخصية رئيس مصر القادم ، لابد أن نتحرى جيدا فى أول مؤهلاته ، وهى شخصية زوجته ؛ ماذا تريد أن تكون : الهانم وسيدة مصر الأولى ، أم أنها تريد أن تكون بالفعل أُما لكل المصريين ؟ hesham_alnagar@yahoo.com
أُم المصريين

[سلمى رشيد]

لو دامت لغيرك ما وصلت إليك

مقولة على ما يبدو انها لم تصلهن أو هناك غباء في فهم التاريخ

أستاذي الكريم هشام

افتقدك

دعواتي لك بالخير دائما

[هشام النجار]

بارك الله فيك أستاذتى الكريمة الفاضلة سلمى رشيد ، تحياتى المخلصة الى المرأة المسلمة الراقية الواعية المثقفة التى فهمت حركة التاريخ وسنة الحياة فمشين على دروبها يحتفى بهن الكون والبشر والحجر وملائكة السماء .. لا كما مارى أنطوانيت أو سوزان ثابت وغيرهما ممن سجلهن التاريخ فيمن ضللن وآذين أنفسهن بالاستكبار على منطق وفلسفة الاخوة الانسانية والعلاقة السوية المتكاملة بين الرجل والمرأة .