جنون الاعلام المصرى وسقوط الاقنعة

[صلاح ابوشنب]

جنون الاعلام المصرى

وسقوط الأقنعة

صلاح ابوشنب

كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير سببا مباشرا فى نشوء حركة انفلات اعلامى مسعور فى مصر انتهزت الفرصة لركوب الموجة وتكالبت عليها وجوه اعلامية تنافست للهط ما يمكن لهطه من مال فى لحظة يكاد يترنح فيها الوطن من كثرة الذين أشهروا اسلحتهم فى وجهه ، فما كان من تلك الوجوه الباهته الا أن سارعت الى استخدام جميع انواع الماكياج واستأجرت خبراء الماكيير ليغيروا لهم الوجوه ، ليس هذا فحسب وإنما استعانت أيضا بخبراء للمخ والاعصاب والطب النفسى ليغيروا لهم افكارهم ، من أجل أن يتمكنوا من التحول بمقدار ثلاثمائة وستون درجة وبعكس عقارب الساعة فيما بين عشية وضحاها . ، فقد كانوا جميعا وباستثناء قلة قليلة يسبحون بحمد الرئيس السابق وعائلته ويشكرون لهم افعالهم صغيرها وكبيرها ، قليلها وكثيرها ، سيئها قبل صالحها ، مرها قبل حلوها وهم يبتسمون دائما متفاخرين لأن الحظ حالفهم باصطحاب أحد أفراد هذه العائلة حتى ولو فى مباراة لكرة القدم لا تنفع ولا تشفع .
هؤلاء رأيناهم فى لمح البصر وبموجب ما يتمعون به من قدرة على التحول فاقت قدرة الحرباء على التلون يدًَعون بأنهم انصار الثورة وحماة الوطن واعداء الرئيس وعائلنة وكل ما ومن ينتسب اليه والى نظامه.
بماذا غير كلمة نفاق يمكن لنا أن ننعت هذه الفئة ؟ .. الاغرب من ذلك اننا اكتشفنا والفضل لله اولا ثم الى هذا الرجل الذى اخشى عليه من أن يصاب بنوبة قلبية جراء انفعالاته والتى يحق له ان ينفعلها مثلما ننفعل نحن معه كمواطنين نشاهد ونسمع ما يكشفه لنا بالمستندات فى سابقة اعلامية مشفوعة بجرأة وطنية لم يسبقه اليهما اعلاميا ولا غير اعلامى من قبل ، بما يذكرنى بأحد المحامين الوطنين فى عصر الملك فاروق السابق الخُلع حين نشر فى إحدى الصحف المصرية صورة للمتسولين من ابناء الشعب وكتب اسفلها "هؤلاء رعاياك يا مولاى ". هذه الجرأة والرجولة اعادها لنا هذه الأيام توفيق عكاشة على شاشة قناة الفراعين التى اكتسبت فى وقت وجيز من عمرها الفتى ثقة الشريحة العريضة من شرفاء مصر بما فيهم حزب الاغلبية الصامتة أو حزب الكنبة والكرسى الهزاز كما يحلو لى أن أسَمِّيه ، لانى أحب أن أتناول فنجان القهوة على الكرسى الهزاز وأنا اسمعه وأشاهد انفعالاته وانفعل معه فينسكب منى الفنجان دون أن أتنبه ، ثم اشفق عليه وقلبى يعتصر ألماً على ما نحن فيه من غم أسأل الله فى صلاتى كلما التقت جبهتى بالارض أن يكشفه ويكشف معه أشباح الظلام المتلاعبين بمصير هذا الوطن من أجل دنيا يصيبونها أو امرأةٍ ينكحونها أو منصب زائل يعتلونه.
هؤلاء الاعلاميين المنافقين استجاروا من الرمضاء بالنار ، فقد تنصلوا وتبرؤا بين يوم وليلة من الرئيس السابق وعائلته ونظامه وكل وزرائه بل تبرؤا من العهد كله برمته بميزاته وعيوبه ليسقطوا بقصد أو بغير قصد فى مصيدة قنوات فضائية هى فى الاصل مملوكة لنفس هذه الفئة بطريق مباشر أو غير مباشر، وكأن الله تبارك وتعالى يريد أن تلحقهم الفضيحة لامحالة ولكى يـُثـْبَتْ النفاق فى حقهم وبالدليل القاطع بالصوت والصورة الى الابد. وكما سبق لى أن قلت فى الفقرة السابقة ما كان لنا أن نقف على حقيقة الامر لولا أن كشف لنا المناضل توفيق عكاشة سترهم وفضح على الملأ أمرهم وبين بالدليل القاطع نفاقهم .
إن الثورة فى معناها الحيقيقى لا تعنى الثورة على جزء من الكل وانما الثورة على كل الاجزاء ، بمعنى ان الثائر إنما يثور على جملة الفساد لتحريره كله من ظلم العباد للعباد ، وعليه فإن كل المشكوك فى أمرهم لا بد من وضعهم فى مصفاة الثورة أو فى غربال الحق ، لفصل الظلم وتزيلله وتعريفه حتى يمكن الاشارة اليه بالبنان ليعرفه ويشاهده العيان . وعليه فإن كل من يشارك فى هذه المرحلة فى اسقاط الاقنعة عن المنافقين والمستترين خلف الوجوه المصبوغة بالوان الماكياج هو فارس من فرسان الثورة ، سواء أكان قد حالفه الحظ فى الوقوف فى الميدان أو لم يحالفه ، ذلك أن قطار الثورة لم يتعين له الوقوف فى محطة بعينها وانما يدور فى ربوع الوطن من اقصاه الى اقصاه ليلتحق به كل شرفائك يا مصر.
واننى ايضا أهيب بكل مُعِدِّى البرامج فى القنوات المصرية وأخص بها القنوات التى ركبت الموجة أن يتقوا الله وأن يكفوا عن البخ فى أذان المذيعين والمذيعات بما يملون عليهم من افكار وكلمات تثير الناس وتألب بعضهم على بعض وتفرق المجتمع من أجل ارضاء اصحاب تلك القنوات لقاء المال الزائل وليتذكروا جميعا أن الانسان هو مجرد نـَفـَسْ ربما يخرجه ولا يستطيع استرداده فيترك خلفه وفى لمح البصر كل ما جمعه من مال الى من لم يتعب فيه ولم يؤثم فى جمعه ثم يحمل اكفانه الخالية ويدخل قبره قسرا وحده ليس معه مؤنساً سوى عمله الصالح أو حفرة مظلمة ظلت أحقابا تشتاق الى ضم عظامه فتكسرها تكسيرا فلا يجد له مفرا ولا وكيلا ، ورعبا وفزعاً لا يُعرف له مثيلا، فيقول متحسرا ما أغنى عنى مالى هلك عنى سلطانية ، فلا يجد له إجابة سوى قول الله تبارك وتعالى " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه".
اللهم أمِّنْ وسَلـِّم مصر وشعبها من كل فتنة وأكشف عن شعبها الغمة ، اللهم عليك بالذين يشعلون الفتنة فى مصر وينفخون فى نارها ، اللهم اكشف سترهم وافضح أمرهم وسخر لذلك من عبادك من يعمل من أجل ذلك دون أن يكل أو يمل جاعلا عمله هذا خالصا لوجهك وابتغاء مرضاتك وسخر له من عبادك من يمدونه بالدليل لكشف الخائن والعميل ويسر الامساك بالفئة التى تسعى الى مودة الاعداء وتعمل على تنفيذ مخططاتهم وتـُقبَـِّل فى خنوع اقدامهم العفنة قبل أياديهم النجسة ، أللهم اجعل السجون مأوى لهم والقبور مثوى لهم، ورد كيدهم الى نحورهم وأجعل تدبيرهم تدميرهم وأجعل الدائرة عليهم وخيب رجائهم وأفشل خططهم واعمى ابصارهم وأزِلَّ أقدامهم ، وفرق جمعهم ، وشتت شملهم واجعل ما يمكرون به لنا ينقلب عليهم من حيث لا يشعرون غماً وكرباً وهزيمةً وفشلاً ولنا نصرا وسِلماً وأمناً وسعادةً وطمأنينةً وفرحاً ، فكم من عجائب لك نصرت بها أحبابك بمكر أعدائِك ، فقلت وقولـُك الحق :" ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " .

****

[سلمى رشيد]

حماك الله يا مصر
أخي الكريم صلاح
تنتقد الإعلام الذي كان يمدح الرئيس وحاشيته ثم انقلب وتحول إلى الهجوم ،، ثم تمدح شخصية إعلامية
أين النظرة الموضوعية والحيادية ؟؟

مع احترامي لوجهة نظرك

[صلاح ابوشنب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت سلمى رشيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على مرورك بالصفحة وقراءتك للموضوع وتعليقك عليه .. صدقت انا فعلا انتقدت الاعلام المصرى الذى ظل يمتدح الرئيس وافعاله الحلو منها والمر على مدى ثلاثين عاما مفيش فيها غير كلمة حاضر يا ريس .. ثم بعد ذلك يقوم نفس هذا الاعلام وبنفس الوجوه وبين عشية وضحاها بانتقاد نفس الرئيس وتأييده المطلق لثورة الشباب بانقلاب بدرجة 360 درجة .. وهذا من وجهة نظرى يعتبر نفاق بدرجة امتياز .. لكن برغم هذه السقطات الاعلامية المفضوحة يبرز عدد قليل جدا من الاعلامين تناولت منهم شخصية واحدة كانت على سبيل المثال لا الحصر .. هذه الشخصية التزمت بخط واحد سارت عليه سواء كان ذلك فى ظل عهد مبارك او بعده ، وهى شخصية اعلامية لم تتلون .. وهذه الشخصية وقفت فى اللحظات الحاسمة لتجيش الفئة الصامتة من المصريين من اجل الوقوف لمساندة المجلس العسكرى وقوات الشرطة والقضاء المصرى واكتسبت هذه الشخصية استجابة واسعة من كل فئات الشعب وخرجت المسيرات بالالاف تؤيدها فى ميدان العباسية فى الوقت الذى انضم فيه اغلب الاعلاميين جانب االثوار بالحق وبالباطل وبشكل غير موضوعى وانسياق اعمى وراء الاحداث الغوغائية وضد المجلس العسكرى والشرطة والقضاء مهددين بذلك الامن الومى للوطن . وباختصار فالعملية ليست انحياز ومعارضة وانما هى عين الموضوعية عندما نعطى لكى صاحب موقف حقه فى الوصف بما ينطبق عليه من اوصاف تدفعنا الى الانحياز له او الاعراض عنه . وشكرا لمداخلتك .

[سلمى رشيد]

أهلا بك أستاذ صلاح
وأشكرك على رحابة صدرك وتقبلك وجهة نظري
الشخصيات الإعلامية تبقى تحت المجهر وأي رأي يصدر من تلك الشخصيات يحسب إما لها أو عليها ..
وللأسف وهذا رأيي الشخصي أن مثل تلك الشخصيات الإعلامية كالعملة النادرة ولكنها قريبة للمتلقي إذا كانت صادقة وشفافة .

أتمنى أن تجتاز مصر الغالية أزمتها

تقبل تحياتي الطيبة