لم يكن لحزنها دور,
سوى أنها
علمتني البحث
عن مقدمة لأحزانها
ووجه يشابه وجهها
علني أتقن رسم لوحاتها
أمام مرآتي القديمة
أحدق في السنوات
الملقاة على أكتافها
لو استطعت,
لاجتزت معها آلامها
وأبطأت الدقائق
لأؤخر نضج أحزانها
لو استطعت,
لرسمتها زهرة بيضاء
تتمايل راقصة أغصانها
لأجدد الحياة والربيع في أيامها
ولكني........
قد انسج خيالا وأعبث بالأوهام
لا أن أغير واقعا مليئاً بالآلآم
يسيل على خريف عمرها
لم أكن أريد أن أوقظ هذا الخيال
فكم دائما كنا سويا نرسم الأحلام
وكم حاولنا سويا شنق الاحزان
لعاصفة تهتز بوجدانها
مرارا كانت تحدثني
عن صيف لبنان وجنوبها
عن الأوغاد حين نكلوا بديارها
فألتقط أنفاسي
لا أريد الجواب هنا
ربما وقعت نجمة على صورتها
ربما استطعت أن أعبر ممراتها
بشتى أشكالها
فمرة أجيد القدرة على المسير
ومرة أستسلم لواقع ألم بهـا
فاترك الكلام والظلام
مبتعدة عن أوراقها
لأجد نفسي من جديد
تعاود دق أجراسها
وان صمتت
اتمسك بالصبر
وهل سأنجح بالتخفيف عن أحوالها؟
هل سأبارز همومها وأقتلها؟
هل سأغير عناوين قصائدها؟
وأضع قافية للشعر
كتلك التي تحبها
وحين تضطرب قهرا
أحاول أن أكتب لها
قدرا كما أشاء
لأنزعه ساعة أشاء
لأجعلها تحب الحياة كمحبتها لها
لتشوي نار الحقد في رواياتها
لتصبح سيدة لنفسها
فتلبس جسدا ساعة تشاء
وتنزعه ساعة تشاء
لا فرح ولا ترح يهزها
آه لو تدرون همها
هزة أرضية تنتظرها
حلم اقترب أن يموت من أحلامها
وحياة ستفنى من حياتها
هو خنجر بالصدر يحوم حولها
وآخر بالظهر يهددها
متخفٍ بمشاعر كاذبة
وأوهام ليبتعد عن واقعها
يتقن لفظ العبارات
متفنناً في هجائها
وهي كالطبيعة في أسوأ أحوالها
رعداً وعواصف تجتاحها
لا تستطيع الحراك
ولا حتى لم شتات ذاتها
تنزف دون أن تصرخ
لصفحات سوداء
أضيفت في مذكراتها