أوقفوا نزيف الدراجات النارية من الشباب..!!

[حيدر محمود حيدر]

أوقفوا نزيف الدراجات النارية من الشباب..!!

*********************************************

في كلّ يوم يمرّ بنا ـ مع الأسف الشديد ـ تحصد الدراجات النارية أرواح الكثيرين من شباب الوطن،فيا لخسارة الوطن في شبابه، وبناة مستقبله..!!وفي كلّ يوم، ترد إلى مشافي مدينتي حوادث كثيرة، سبّبها أناس مستهترون بحياتهم وحياة غيرهم،أما سبب هذه الحوادث فهو :إما السرعة الزائدة ، أو حبّ ظهور بعض الشباب بإظهار فروسيتهم على صهوة دراجاتهم النارية بـ(التشبيب) أو غيره من الألعاب البهلوانية، التي لايقدم عليها إلا كلّ شاب مستهتر بحياته ، ومتهور وأحمق،ودون سابق إنذار، فجأة يقع الحادث ثم(يبلش)الأهل..مشافي خاصة لاترحم بفواتيرها الباهظة..!!وأطباء من كلّ نوع وصنف..!! ووصفات أدوية تتبدل وتتغيّرأكثر من مرّة في اليوم الواحد.. ممّا يرفع من ثمن فواتيرخا الباهظة..!!وصور أشعة بدءاً من الصورة البسيطة.... حتى الرنين المغناطيسي ..!!وكم هي زهيدة تلك التكاليف على المواطن الفقير في قطرنا...!!
أمّا معاناة مرافقة المريض ليلا نهارا في مثل هذه الحالات،والقلق والتوتر على حالته الصحية، أشدّوقعاً على الأهل من النزيف المادي الذي يصيب جيوبهم..!! وأقرب مثال على تلك الحوادث المؤلمة،ما حدث مع ابن أخي الذي لايزال ملقىً في المشفى، وهو في سبات عميق، منذ ثالث أيام العيد، شفاه الله لأهله :كم عانوا بسبب طيشه وتهوره وسوء استخدامه للدراجة التي كان يسوقها بسرعة الصاروخ..!!
والسؤال الهام الذي يجب أن نوجهه لأنفسنا..هو:على من تقع مسؤولية هذه الحوادث..؟؟برأيي تقع علينا جميعاً،بدءاً من الأهل الذي يشترون لأبنائهم الدراجة،ولايراقبونهم حين استخدامها، ومسؤولية شرطة السير الذين يقفون كالمتفرجين في سباق يستعرضون أولئك الشباب، وهم يخالفون أنظمة المرور في الشوارع وعلى مفترق الطرق العامة، وعند التقاطعات الرئيسة دون أن يتخذوا أي إجراء قانوني بحقهم...فإلى متى تظلّ هذه الفوضى المرورية في شوارع مدينتي..؟؟!! ولا تستغرب ،وأنت تسوق سيارتك،كيف تقف حائراً..؟؟ لاتعرف من أين تتجاوزك الدراجات بسرعة البرق ، عن يمينك أم يسارك..!!اتعظوا أيّها الشباب.من حوادث غيركم ..ومزيداً من الحذر والوعي في سباقكم مع القدر وما يخبئه لكلّ منّا..!!
ولأهلنا نقول:أوصوا أبناءكم ليل نهار، بعدم الطيش والتهور..وهم يقودون آلياتهم..وأوصوهم بارتداء الخوذة الواقية للرأس ففيها حماية لهم من موت زؤام..لاسمح الله.وفي آخر حادث مروري وقع في مدينتي توفي شابان غاليان على قلوبنا ،حزنا عليهما، وندم الأهل على عدم تحكم العقل في تحذيرهما من السرعة، وعواقبها الوخيمة.
على كلّ حال، رحمهما الله،وألهم ذويهما الصبر والسلوان..وماذا ينفع النّدم بعد حدوث المقدّر والمكتوب...؟؟!!
أعزائي القراء: أيدوا معي حملة توعية للشباب في فنّ قيادة دراجاتهم،وتوصيتهم بالحذر والتأني،وعدم السرعة ، حرصاً على سلامتهم،ومن أجل وقف هذا النزيف الذي يحصد الكثير من شباب الوطن.

حيدر حيدر
سلمية في /24/9/2011/