الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-2023, 05:12 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد نديم
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نديم
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نديم غير متصل


افتراضي الزقاق

الزقاق
قصة بقلمي

سدت مداخل الحارة من الشوارع الجانبية بعروق خشبية ضخمة وطويلة، ونشرت خيمة كبيرة، شملت نصف الزقاق المظلم الذي لا يحوى إلا ثلاث بيوت. وانهمك العمال في بناء مسرح بدائي، وتسلق عمال الكهرباء الجدران والأعمدة، وهم يمددون أسلاكا تحمل لمبات كهرباء ملونة. وقفز عامل مكبرات الصوت ليعلق بوقا أسودا ضخما على ذراع معدني لمنشر الغسيل، في ركن بلكونة الجيران.
شق الأستاذ فكري طريقه بصعوبة بين جانب السرادق والحائط القديم للزقاق ، ملتمسا طريقا نحو باب البيت؛ ذلك البيت الذي قدر له أن يوفق ليجد فيه شقة صغيرة، من غرفة وصالة وعفشة مياه. شقة صغيرة لكنها تكفيه، كما أنها جيدة التهوية ،رغم ظلمة الزقاق، فقد كانت هناك في الطابق الأخير؛ بينها وبين السماء مسافة تسمح له بالتنفس ، والتمتع بنور شمس الله، إن هو خرج إلى مساحة السطح المتروكة أمام الشقة.مساحة تكفي لمقعد وطاولة، يؤدي فوقها مستلزمات واجبه المدرسي، نحو تلاميذ مدرسته الإعدادية التي عين بها منذ عامين.أو يستمتع بسويعات قراءة كتبه ورواياته المفضلة.
أو يسرح بخياله أثناء الاستماع لأغاني الجندول والكرنك ،من مذياعه الصغير.
لم تكن له علاقات مع جيران، سوى بتحية عابرة في الصباح أوالمساء. لكنه كان يرتاح كثيرا للأسطى
( وجدي) ، حلاق الحي، إذ ينتمي مثله إلى أهل الريف والفلاحين.
وكثيرا ما قضى في دكانه وقتا طيبا ،حتى صارا شبه صديقين.
&&&&.
كان الأستاذ (فكري) متفوقا، مرتب العقل، يرى أن المقدمات الجيدة، لابد أن تنتهي إلى نتائج جيدة, فلقد سعى سعيا جادا للحصول على شهادته التربوية العليا بتفوق، لكنه حرم فرصة التعيين كمعيد لعدم وجود واسطة تسنده، وتحايلوا أن الكلية ليست بحاجة إلى معيدين ذلك العام، ولكنهم عينوا من يريدون فيما بعد. ولكنه اعتبر أن النتائج كانت وفق ما بذل من مقدمات، وكان بها راضيا غير ساخط، ورضي بموقعه الجديد، حيث وضعته يد الإله.وعزم أن يسلك طريقا نحو دراساته العليا على حسابه الخاص.وكان عليه أن يجتهد في وظيفته، ليستغل فرصتها في تحقيق ما يريد.
&&&
لم يكن ليؤمن بالتمني. ولو ترك نفسه لأحلام الوهم، وتمنيات الثروة التي تهبط عن طريق المقامرة، أو اليانصيب، أو تلمس تلك الحفرة التي تحوي الكنز الكبير، ما استطاع أن يتجاوز سدود الفقر، وضربات العوز،التي نشأ تحت خيمته، في أسرة بذل الأبوان فيها جهدا خارقا، في تفريخ الأبناء، ومن ثم ، كان عليهم أن ينخرطوا في أعمال شاقة ،لسد تلك الأفواه، وملىء هاتيك البطون.
&&&
“ لكل مجتهد نصيب", هكذا كانت كلمات أبيه وجده، وشيخ الكتاب، وأساتذته الذين علموه.
بالقطع كان صاحبنا يشعر أحيانا بشيء من الحنق ، وأحيانا بالغضب من واقعه، لكنه تعامل معه كمرحلة مؤقته، كما يرى نفسه، أنه الوحيد القادر على تجاوزه، بل هو واجبه وحده أن يغيره.وأنه وحده عليه بذل المقدمات ، وبعدها ستكون النتائج.
وكان يرى في كل عقبة تلقى أمامه، نوعا من المسئولية المستحقة، عليه أن يتحملها بكل رضى.
$$$
صعد بعض شباب الشارع والزقاق إلى أسطح البيوت المحيطة بالسرادق، ليعلقوا المزيد من الزينات. على حين رصت المقاعد أمام المسرح الخشبي، حيث ستوضع العروس، وإلى جانبها رجلها المرتقب في كوشة صنعت بالجريد. والمصابيح الملونة.
في جانب من الزقاق، كان هناك صف من المقاعد والطاولات، في ركن منزو، كان من الواضح أنه له خصوصية معينة.
ضاعت على صاحبنا غفوة العصرية، حتى أذن المغرب بالمجيء، وهو مستلق فوق سريره الصغير، والى يساره نافذة تجذب إليه كل أنواع الصخب المشتعل في الزقاق.
وفجأة، جفل مفزوعا من مكبرات الصوت التي انطلقت على حين غرة، وكأنها تنفجر من داخل غرفة نومه.
(١..٢..٣..٤ . ميكروفونات الأسطى شمروخ تحييكم . آلووو .. آلووو ...آلووو
مبروووك للعروسين .. والحاج ... ال .. )
سد أذنيه بأصابعه ، وصفق باب الشرفة المتهالك الزجاج. يا لهذا الصخب الذي يدمدم في صدره، ويزلزل كيانه.
(يا ألطاف الله ... أي مقدمات تلك ؟؟ وما الذي ستنتهي إليه هذه الليلة من نتائج؟؟؟ نعم لكل جهد أثر.ولكل سعي نصيب... نعم نعم. .. لكل فعل رد فعل ... لا لا ... لا يمكن ... شيء فظيع فظيع. أي شيء سينتج عن هذا الهراء .. أي شيء؟؟؟
همس لنفسه..: النتائج واضحة .. النتائج معروفة!!
كان صاحبنا يدس رأسه بين ركبتيه وقد تكور في ركن إلى جانب سريره).
&&&
إذن ضاعت من صاحبنا غفوة العصرية، وهو لا يحتمل عدم النوم في الظهيرة ،إذ تملكه صداع رهيب، ها هو يطل بأنيابه، لينهش رأسه حتى يغافله النوم.
لكن أين له بالنوم ... هيهات هيهات.. فقد بدأ مهرجان الصخب.
..(العريس ... العروسة .. المعلم حنكورة .. وأبو تلات ... والزنبق . وأولاد المسلوت.. .ومعلمين السمك والفاكهة .. ورقصها يا جدع!!)
وانهمرت الموسيقا الشعبية الصارخة. فهرول صاحبنا قاصدا الخروج إلى الشوارع المحيطة.
وما إن لامست قدماه عتبة الدار .. حتى انحشر جسده في بوتقة من الأجساد والألوان والصخب ،والغبار والأضواء المبهرة. على جانب من خشبة المسرح ،كوشة العروسين، وفي منتصفه الفرقة الموسيقية، وأمامها نبطشي الحفل، وقائد النقطة والترحيب. لكن ما أبهر صاحبنا وأثارت دهشته هو عدد الراقصات اللواتي كن يترجرجن في رقصاتهن الماجنة لحما، ويتلألأن في زينتهن أصباغا.

&&&
كان شيطان الغواية والفحش متألقا فوق المسرح، ونفوس الشباب من الجنسين مشتعلة بكل الرغبات والغرائز. فانتشرت الهمسات، وتبودلت النظرات، واختلست اللمسات.واشتعل الزقاق بالرقص المجنون.ولم يدخر الجميع فرقة ومدعوين جهدا في بذل الحركات و الهز والتمايل المغري.يعلو المشهد دخان أزرق، وصيحات السكارى الذين أخذوا جانبا من الزقاق على الطاولات التي لها خصوصية معينة؛ تمتد من أفواههم خراطيم طويلة، تنتهي إلى زجاجات الشيشة، وتنبسط قدامهم مواقد الفحم المشتعل، والأحجار المعبأة بشيء بني اللون.
$$$
شق صاحبنا طريقه بصعوبة بالغة ؛بين أمواج من فتيات جميلات ،ونساء بدينات، شعر أنه يسبح في بحر من اللحم والعرق ،والأصباغ ،والفساتين المزركشة.عليه أن يقصد الشارع ... نعم الشارع ..
( إلى أي مرسى سترسو بنا سفينة الصخب المجنون والغواية الفاجرة تلك ؟؟ أهكذا تكون فرحة العرس؟؟ )
رأسه تكاد تنفجر، وهو يحاول الهروب من الزقاق الذي تخيله قاربا يعج بالمجانين ويوشك أن تبتلعه الأمواج الغاضبة.
(كل مجتهد نصيب، ولكل مقدمات نتائج, أي نتائج سيأتينا بها الفجر الجديد)؟!
كان يجوب الشوارع الفسيحة، تلازمه أفكاره كرفقاء طريق مخلصين، وهو يقزقز شيئا من البذور المالحة في توتر واضح.
اقترب الفجر، وما زال الصخب يطارد وجدانه من ذلك الزقاق البعيد.
دلف إلى سكون المسجد، الذي بدأ يفتح أبوابه لمريدي فجر أوشك على القدوم.
$$$
عاد خفيفا، بعيد بزوغ شمس يوم جديد. تناول أرغفة، وعدة أقراص من الطعمية، ، وكيسا به شيئا يشبه السلاطة.من مطعم قريب. تأبط رزق يومه الدافيء، ممنيا النفس بوجبة إفطار لذيذة، وكوب من شاي مضبوط، فاليوم جمعة، فليغفو حتى الضحى، لينهض لصلاة يوم مبارك إلى وجدانه منذ الصبى، يذكره بجده وأبويه، وشيخ الكتاب الوقور.
&&&
اجتهد متحمسا في مشيته نحو الزقاق، الذي بدا أن الصمت قد سكنه، وزال عنه الصخب المجنون.
وهناك رأي على البعد، حشدا من عربات الشرطة، وصفوفا من الناس يزج بهم داخلها، وعلى مدخل الزقاق، عربة إسعاف مفتوحة على مصراعيها.
أقبل عليه صاحبه (وجدي) حلاق الحي ، وأخذ بيده، منتحيا به جانبا، وهامسه في حذر ، ناصحا إياه بعدم الذهاب الى البيت الآن. ولو قدرأن يقضي يومه بعيدا ،أو يبيت خارج الزقاق، يكون الأمر أفضل.فالجميع هنا رهن التحقيق. وأنت مش ناقص وجع دماغ.
خير ... تساءل فكري مذعورا .. ايه اللي حصل ؟؟
.” قتلوا بعض في الفرح؟"
فمن المعتاد في مثل تلك التجمعات والمناسبات ،أن تنشب المشاجرات الدامية في الأحياء الشعبية والعشوائية. ولم .. لا ؟؟ فتلك الفعاليات مليئة بكل أسباب الفتن والعراك، في توافر الخمر والمخدرات ، وتواجد بلطجية وحشاشين، وخمورحية، ونساء ،وراقصات لا يرقصن إلا بسراويل داخلية.
- رد (وجدي) وهو يحث صاحبه على الابتعاد: ليتهم فعلوا ذلك ..ففي الأمر فضيحة .. وربك الستار.
$$$
- صمتت الحارات المجاورة، كما صمت ذلك الزقاق، بعد تلك الليلة المشئومة لأسابيع. كان السبب فيما حدث، بضعة أطفال ، يختبئون في ركن مظلم ،خلف السرادق المشتعل بالصخب، في لعبتهم الأثيرة، التخفي والبحث، ليتعثروا في لفافة متسخة بشيء من الدماء، تحوي وليدا جديدا ؛ وكان أنثى.لا نعلم من ذا الذي ألقى بها حية ،وبحالة صحية جيدة، في ذلك الركن المظلم من الزقاق.

مارس ٢٠٢٣






 
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2023, 11:05 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: الزقاق



لغتك سهلة منقادة وفي الوقت نفسه فصيحة ماتعة ، هي لغة السرد القصصي التي تجيد وصف المشاهد وكأنك تراها رأي العين وتسمع الأصوات التي تعج بها ..
العبارة التي كان يرددها الشخصية الرئيسية ( فكري )
لكل ( جهد أثر ، لكل مجتهد نصيب ، ولكل حدث نتيجة )
شرحتها الفقرات والأحداث في القصة
حتى جاءت شرح العبارة الأخيرة الحدث والنتيجة ..
في خاتمة قصك ..
الطفلة الملقاة في الزقاق بعد كل ما بينته القصة من الأجواء الصاخبة والماجنة التي لابد تفضي إلى نتيجة كهذه ..


كل التحية لقلمك وحرفك الراقي .


ملئ # ملء
أما المشئومة لا بأس هي تقبل الرسمين
إلا أن الأولى كتابتها هكذا المشؤومة
لكن اجاز مجمع اللغة كتابتها هكذا مشئوم كمسئول
مراعاة للناحية الجمالية في تفادي واوين في الكلمة
لأن اللغة العربية لغة الجمال وتهتم كثيرا بالناحية الجمالية هذه الناحية الجمالية التي جعلتنا نستعيض بالشدة بدلا عن كتابة حرفين متتاليبن ..




هذا وتقبل مني كل الشكر والاعتذار عن التأخير
فالكل كان منشغلا في الأيام الماضية بأخبار طوفان الأقصى وتبعاتها على الصعيدين الانساني والسياسي وما سينتج عنه من ثمار تفيد القضية وإخوتنا في غزة
نسأل الله لهم النصر والثبات والتمكين ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2023, 11:12 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: الزقاق

النص للتثبيت..


------------------









التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط