الرمز في العربية

[عبدالستارالنعيمي]

كثيرا ما عبر الرمز في اللغة العربية عن صور مترابطة أو متغيرة من خلال طرحه في لغة الشعر أو النثر ؛فالرمز هو أرقى مقاما من التعبير المباشر أو حتى التعابير المعيارية التي تنتسب إلى التمثيل والاستعارة، أي أن الرمز هنا يكون أسلوبا راقيا من أساليب الأداء الفني بكل معاني الإبداع والتألق اللغوي .
سنذكر جوانبا من النصوص الإبداعية المعبرة عن الرموز المختلفة بإذن الله:

1- رمز الحياة::
كقول عنترة(لا تسقني ماءَ الحياة بذلة** بل اسقني بالعز كأس الحنظل)
الماءُ هنا هو رمز الحياة
قال الله تعالى(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)
أيضا الماء رمز الحياة الدنيا
وفي الأمثال العربية نقرأ عن رمز الماء المعبر للحياة :
(كمن الغيث على العرفجة)
والعرفجة نبت ينمو ويتضخم بمجرد امتصاصة الماء في الصحراء

[راحيل الأيسر]

بورك السيد الوالد المكرم
المعلم الفاضل / عبد الستار النعيمي



ورمضان مبارك عليك يا سيدي الوالد
كتبك الله عنده من السعداء في الدارين
ورزقك الستر والعفو والعافية وصلاح البال والحال
نعيم الجنان وعظيم الرضوان والعتق من النيران ..


موضوع قيم نافع نفعنا الله بوافر علمك
ورفعك بما علمك في الدنيا والآخرة ..


نثبته لنستفيد ..

سلمت ودمت أيها الفاضل ..

[عبدالستارالنعيمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

بورك السيد الوالد المكرم
المعلم الفاضل / عبد الستار النعيمي



ورمضان مبارك عليك يا سيدي الوالد
كتبك الله عنده من السعداء في الدارين
ورزقك الستر والعفو والعافية وصلاح البال والحال
نعيم الجنان وعظيم الرضوان والعتق من النيران ..


موضوع قيم نافع نفعنا الله بوافر علمك
ورفعك بما علمك في الدنيا والآخرة ..


نثبته لنستفيد ..

سلمت ودمت أيها الفاضل ..

سلّمك الله بُنيتي المباركة وأعظم لك أجرا ولا أريد من بعد دعائك شيئا ؛فإنه إن يستجاب بإذن الله تعالى أكن غنيا في الدارين ومن السعداء الخالدين
ومن الدعاء لك بالمثل ويزيد مديرتنا الموقرة الأستاذة راحيل
مع أسمى التحايا والتقدير

[عبدالستارالنعيمي]

1- رمز الحياة:
كذلك يرمز للحياة باللون الأخضر ‘قوله تعالى (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) فهنا الأخضر رمز للحياة الأبدية في الجنة
كذلك قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) يقول القرطبي : فتصبح الأرض مخضرة دليل على كمال قدرته ؛ أي من قدر على هذا قدر على إعادة الحياة بعد الموت

كذلك الأخضر ورد في الحديث (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان أخضران. رواه النسائي)

[عبدالستارالنعيمي]

1- رمز الحياة:
ومن رموز الحياة أيضا ((الشمس))

أشار العرب القدماء للقمر والشمس اللذين عبدوهما بهلال أفقي ودائرة، ويؤكد الهمذاني في الجزء الثامن من الإكليل، أن (رئام) المقدس فوق جبل أتقا من أرض همذان، كان منتجعا للحجيج، وفيه قلعة أمام بابها الضخم حائط نقشت عليه دائرة الهلال، وكان إذا خرج الملك المقدس ووقـع نظره على صورة الشمس انحنـى أمامها احتراما لها وهيبة ؛فالشمس ذات الطاقة الحرارية الكبرى رمز الحياة عند العرب وقصة سيدنا ابراهيم وردت في قوله تعالى
(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ)
تتأكَّد أنوثة "الشَّمس" عند العرب، في قوله تعالى(أفلتْ) والعرب إذا تعظم شيئا تونثه وإن تأنيث الشمس لتفخيمها وعظمها، فهو كقولهم رجل نسابة وعلامة،

[عبدالستارالنعيمي]

وجاء في الشعر الجاهلي رمز الشمس في صور كثيرة ؛فهذا هو النابغة الذبياني يصف النعمان بالشمس حين تطلع تختفي منها حميع الكواكب :
(فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ** إذا طلعتْ لم يبدِ منهنّ كوكبُ)
ويرد الشاعر عبيد النقصان المستمر من الحياة الى الموت لطلوع الشمس وغروبها :
(يا عمرو ما طلعتْ شمسٌ ولا غربت ** إلّا تقرّب آجال لميعـادِ)
وهذه هي الخنساء رمزت لحياة أخيها بطلوع الشمس ولمماته بغياب الشمس:
يذكرّني طلوع الشمسِ صخرًا ** وأذكرهُ بكل مغيبِ شمس)
ويصف الأعشى طلوع الشمس في صبيحة يوم ولادة حياة جديد وغروب الشمس يؤذن بانتهاء الحياة:
(وشاقتكَ أظعانٌ لزينبَ غُدوةً ** تحمّلنَ حتى كادتِ الشمس تغربُ)
وتتركز الصورة الفنية في بيت النابغة، فكلمة ريق تدل على تصوير الشمس بالكائن الحي، ولتظهر الاستعارة بصورتها الجلية وكأن الشمس كائن حي تأثر كثيرا بالحر حتى جف ريقه، بسبب نقص الماء ونضوبه، إنها الصحراء التي لا ترحم:
(ترى كل ذيالٍ يعارض ربربًا ** على كل رجافٍ من الرمل هائلِ)
( يثرنَ الحصى حتى يباشرنَ ردّه ** إذا الشمسُ مجّتْ ريقها بالكلاكلِ)

[عبدالستارالنعيمي]

2-رمز الممات
من رموز الموت "السكر"
قوله تعالى:
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
ومعنى السكر؛ السكون والخمود كما يقال لليل حين يهدأ سكرَ وعليه يشير الشاعر ذوالرمة:
(قَبْــلَ انْصِــداعِ الفَجْـرِ والتَّهَجْـرِ **وخَــوْضُهُنَّ اللَّيــلَ حـينَ يَسْـكُرُ)
ويبين قول الله تعالى
(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ)
ذُكر عن مجاهد أنه كان يقرأ
( لَقالُوا إنَّمَا سُكِرَتْ )
بالتخفيف ‘معنى ذلك: أخذت أبصارنا وسحرت، فلا تبصر الشيء على ما هو به، وذهب حدّ إبصارها ، وانطفأ نوره، كما يقال للشيء الحارّ إذا ذهبت فورته ، وسكن حدّ حرّه ، قد سكر يسكر ،قال المثنى بن جندل الطُّهوي
جــاءَ الشِّــتاءُ واجْثَــألَّ القُــبَّرُ ** واسـتَخْفَتِ الأفْعَـى وكـانت تَظْهَـرُ
وجَعَلَتْ عينُ الحَرُور تَسْكُرُ
أي: تسكن وتذهب وتنطفئ

[عبدالستارالنعيمي]

2-رمز الممات :
من رموز المماة أيضا <(الغراب)>
الغراب عند العرب رمز للموت والشؤم---لماذا
إن الغراب من آكلات اللحوم فأينما يجد جثة يحوم عليها جملة فأخذت العرب وجوده فوق منطقة معينة حائما يدل على وجود جثة أو فريسة نافقة وفي البوادي كانوا إذا بحثوا عن مفقود لهم استدلوا عليه بواسطة حومة الغربان لهذا كان الغراب رمزا للموت والشؤم قال النابغة الذبياني:
(زعمَ البوارحُ أنّ رحلتنا غدا **وبذاكَ خبّرنا الغُداف الأسودُ)
البوارح من المبارحة والمفارقة والغداف أي الغراب
وقال عنترة:
(ظعن الذين فراقهم أتوقعُ ** وجرى ببينهم الغرابُ الأبقعُ)
وقوله:
(وعاداني غرابُ البين حتى **كأني قتلتُ له قتيلا)

[عبدالستارالنعيمي]

2-رمز الممات :

وهنا الشاعر الشماخ بن ضرار يتشاءم من الغراب بنعيقه بين أطلال محبوبته :
(فظل غراب البين مؤتبض النسا ** له في ديار الجارتين نعيقُ )

[عبدالستارالنعيمي]

أَلا نغَقَ الغُرابُ عَليكَ ظُهراً ** أَلا في فيكَ مِن ذاكَ التُرابُ
يُخَبِّرُنا الغُرابُ بأَن ستَنأَى *** حَبائِبُنا ‘فَقَدتُكَ يا غُرابُ

[عبدالستارالنعيمي]

2-رمز الممات:
من أمثال العرب: "أشأم من غراب البين."
ذلك أن الغراب إذا بان بأهل الدار النُّجْعَة، وقع في مرابض بيوتهم يلتمس ويتقَمَّمُ، فيتشاءمون به، ويتطيرون منه.
يقول النعيمي: "من المحتمل أن عادة الغراب في أكل أجسام الموتى قد ساعدت على نظرة الناس إليه في خوف ورهبة، إذ كانوا يعتقدون أنه في وسعهم أن يكتسبوا صفات الميت عن طريق أكل جزء من جسده." ومن أجل تشاؤمهم بالغراب، كما يقول الجاحظ، اشتق العرب منه اسمه: الغربة والاغتراب، والغريب، فضلا عن تشاؤمهم من نعيقه ونعيبه وسواد لونه. وسموه الأعور كناية عن التطير منه.

[عبدالستارالنعيمي]

2-رمز الممات:

من رموز الممات أيضا رمز "العظام"
قال تعالى(وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمًا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا)