من وحي المسير الرّياضي إلى مجموعةمن تلال العلاة والجبال المحيطة بسلمية..

[حيدر محمود حيدر]

من وحي المسير الرّياضي إلى مجموعةمن تلال العلاة والجبال المحيطة بسلمية..
*************************************************

....و كذلك إلى بعض الأماكن الأخرى، وهي على التوالي بحسب انطلاقة مسير هذا الأسبوع جبل الخضر ـ الأطوز ـ شميميس ـ جبل عين الزرقاء ـ الثانوية الزراعيةـ الحديقة العامة).
الوصف العام ويتناول العناصر والأفكار التالية:
انطلق مسيرنا الجبلي الوعر المسالك هذا الأسبوع عبر سفوح مجموعة من سلسلةالتلال والجبال المحيطة بسلمية ذات الطابع التراثي من النّاحيتين: الرّوحيّة والأثريّة في نفوس أبناء مدينتنا وريفها المجاور،وهذه الجبال والتلال هي جزء من سلسلة تلال العلاة الممتدّة حتى مدينة أبي الفداء، وجبل زين العابدين غرباً،والبلعاس شرقاً، و تلال إسرية،واحة الأندرين شمالاً.وهذه الربوع أصبحت خالية مقفرة من الأنيس،بعد أن كانت عامرة بالحضارة. فوا أسفاً عليها وعلى أوابدها. يقول الشاعر (ابراهيم الطباطبائي)بلسان حالي، وحالها:

رُبوعُ المجد مقفرةٌ خوالي== يرنُّ بها صدى الحجج الخوالي

خلا عنها الانيس سوى اشجّ == بعافي الربع ذي رمم بوالي

وقفت أعضُّ من جزعي يميني == وقد أدمى العضاض بها شمالي

1 ـ جبل الخضر، وأهميته التاريخية والأثرية:
وقد درجت أولى خطوات الأصدقاء في مسير اليوم على السّفوح الشرقية من(جبل الخضر) ..
*************************************************

جموع أصدقاء المسير،يرتقون قمّة جبل الخضر الأثري من سفوحه الشرقيّة.
*************************************************
وهذا التلّ يرتفع حوالي/800/م عن سطح البحر صخوره وحجارته من البازلت الأزرق الذي بنيت به مدينة الأندرين ،وقصر (ابن وردان الشهير)،وبالإضافة إلى قيمته الأثرية والتاريخيّة التي تعود بعض المغاور والكهوف، واللقى الأثرية المكتشفة فيه من تيجان وأعمدة إلى العصور اليونانية والرومانية والعصور الحجرية الأولى؛ولقدسرقت معظم آثارهذه الآبدة، ولم يبق منها سوى الأطلال.
ولهذا الجبل قيمة روحية في التراث الإسلامي ، لأنّه وكما يروى يرقد في قمّته مقام( الإمام الخضر) وهو أحد الأئمة الطاهرين ،وذو قيمة روحيّة عند إخواننا المسيحين،لأنّه وكما يروى كان مركزاً لدير، أو أبرشية مسيحية، والمقام الموجود فيه، هو مقام القديس(مارجرس) وهو القديس المشهور لدى بعض الطوائف المسيحية القديمة في سورية.
ومن سفوح هذا التلّ ، تطلّ نحو نحو الجنوب على سهل (الخصيمية) الشهير بخصب تربته،يذكر د.عارف تامر في مؤلفه تاريخ سلمية: تحديداً في فصل الخريف، ينبت في هذا السهل زهرة فريدة من نوعها ، تسمّى بزهرة (الوحواح)،عرضها الفرنسيون في أحد معارض الزهور في بلادهم، وكتبوا تحتها(زهرة سلمية)فيا للعجب... كم كنتٍ... وما زلتٍ ـ إذا ماتوفرّت المياه ـ خصيبة، يا مروج وسهول سلمية...!!
وفي هذه الأبيات يصف الشاعر(ابراهيم الأكرمي) روضاً يشبه رياض سلمية قديماً حيث الخضرة والماء السلسبيل.

في ظل روض عمّه == نفح الأزاهر والأقاح

حيث النسيم الرطب قد == أرسى على الماء الفراح

والطير تشدو في الغصو == ن بطيب ألحان صحاح

وفواكه الأغصان تنثر == فيه من كل النواحي

حييت يا يوم الجنين == ة كل غادية وراح

واسمحوا لي أن أغنّي مع الشاعر ومن وحي المسير:

حييت يا يوم المسير == كل غادية وراح

وتلقي بنظرك نحو الشرق على سهل فسيح وخصيب آخر هو سهلي(المخربط والمنطار)كانت تخترقهما في الماضي عين ماء تسمى عين(أبو رباح)تروي المساحات الشاسعة لذلك السّهل،ومن سفوح الشماليةلهذاالجبل وجبل الأطوز المجاورله،انبجست عين ماء تسمّى بـ (الناشفة)كانت ترفد عين أبو رباح وتغذيها ،وفي فصل الشتاء كان الأراضي المنخفضة في تلك المنطقة تتحوّل إلى بحيرة من الماء أو ما يسمى بـ(السّبخة)ممّا يتسبّب هذا الفيض في قطع الطريق الرّيفي الموصل إلى صغرين والرّبا وعلي كاسون شتاء،وحتى يصل النّاس إلى هذه الأماكن ،كان عليهم أن يسافروا إلى مدينة حماه ومنها يغادرون إليها،وأنا مّمن فعل ذلك عام 1966عندما كنت معلّما معيّنا في قرية الرّبا الأثرية..!!
والسّبخة آنذاك مجمع من الماء، ومسبح لطيور الإوز والبط، ومكان مفضل يرتاده صيادو سلمية وغيرهم من الدّول والبلدان المجاورة.
2 ـ جبل الأطوز.... وذكريات لاتنسى..!!
تابع أصدقاء المسير حثّ الخطا في الدروب الترابية التي تربط جبل الخضر بصديقه وصنوه، وجاره جبل الأطوز، ولا أعرف سبب تسميته بهذا الاسم، وعلى الأغلب أن تكون لقباً شعبياً أطلق عليه نظراً لانحراف سفوحه الشرقية الشمالية عن قمتّه الغربية الجنوبية..
*************************************************

جبل الأطوز يرتدي حلّة خضراء من شجر الزيتون في واديه،والصنوبر في قمته.
*************************************************
وسفوح هذا التلّ الغربيّة المطلّة على قلعة شميميس مشهورة بنباتاتها وأعشابها البريّة..
************************************************

إطلالة من السّفوح الغربيّة لجبل الأطوز على قلعة شميميس المقابلة له..
*************************************************
وهنا يطيب لي أن أذكر الصديق الرّاحل محمد مظهر شاهين(رحمه الله)، الذي كان قد رافقنا في أكثر من مسير رياضي إلى البلعاس وغيره،أذكره هنا لأنّني ومعنا مجموعة من الأصدقاء قطفنا الزعتر البري والشيح والجعدة وغيرها من النباتات البرّية الطبيّة والتي نمزجها مع المتة المشروب الشهير لأبناء مدينتي فتعطيها نكهة لذيذة وطيّبة ،وكم صوّر شعراء مدينتي حالتهم الشعرية على كأس المتّة...!!ومهاد وهاد سلمية كما هي معروفة واحة للشعر والشعراء..ودوحة للمثقفين..!!بوركت الأقلام الحرّة التي هزجت بالشعر..ونطقت بالحقيقة في ربوع سلمية..وفي مقدّمتهم الشاعر والأديب الرّاحل (محمّد الماغوط). يقول الشاعر الكبير في سلمية:

سلمية الدمعة التي ذرفها الرومان

على أول أسير فك قيوده بأسنانه

ومات حنينا إليها..

سلمية الطفلة التي تعثرت بطرف أوربا

وهي تلهو بأقراطها الفاطمية

وشعرها الذهبي
وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين
وهكذا تمضي الأيام وتسرق منّا اللحظات السّعيدة والذكريات الجميلة..تمضي الأيام بسرعة..والزمن يلهث بنا كمسافر تعب من السّفر..و تمضي بنا سفن العمر مبحرة بسرعة ..وتلقي بنا على شاطىء لايبقى لنا عليه إلا تلك المحطات السّعيدة التي مررنا بها في قطار عمرنا المسرع نحو محطته الأخيرة..!!آه.... ما أشدّ ظلمك أيّها الدّهر...يسافر من نحبّهم، ونبقى في محطات سفرنا ننتظر الرّحيل وحيدين ... !!
3 ـ جبل شميميس، وقلعته الأثريةرمز شموخ سلمية وإبائها..!!
ثم غادر الأصدقاء سفوح(الأطوز) وانعطفوا غرباً، ثمّ صعدوا مدّرجات جبل (شميميس)حيث تنتصب فوق ذراه آبدة أثرية ترمز إلى شموخ مدينة سلمية وإلى مجدها وعراقتهاهي قلعة شميميس:
*************************************************

قلعة شميميس،ترنو إلى الشرق لتعانق(أمّ القاهرة)،وتمدّ يدها إلى من يرمّم أوابدها الطللية، التي هي رمز لشموخ مدينة سلمية ومجدها وعراقتها.
************************************************
وتاريخياً:هي قلعةبناها الرومان قبل الميلاد ثمّ تهدّمت وجدّد بناءها الأيوبيون،وتعاني اليوم آلام الفناء والاندثار،وتنظر يداً حانية تداوي نزيف انهيارها وترمّم أوابدها الآخذة بالتآكل السريع نتيجة الصروف والظروف المناخية المختلفة،ولشدّما أتألم ويتألم معي أبناء مدينتي على ما آلت إليه آثار هذه القلعة،التي كانت ومازالت ملاعب للصبا والشباب يصعدون سلالمها ويتسلقون إلى ذروتها ليطلوا منها على أجمل غادة سمراء في الوجود ألاوهي مدينتنا الحبيبة سلمية،ومن من شباب سلمية وشعرائها وكتابها لم يرتق سلّم المجد ويصعد إلى ذروة شميميس ليتغنّى بحضارتها وحضارة (أم القاهرة)سلمية كما أطلق عليها عميد الأدب العربي(طه حسين)رحمه الله.
4 ـ جبل عين الزرقاء،وإطلالة جميلة من سفوحه على سلمية:
حيّا أصدقاء المسير القلعة الشامخة شموخ الدّهر..فرّدت عليهم التحيّة ولوحت بيديها وهي تودع ركبهم المتوجه نحو جبل عين الزرقاء..
*************************************************

أصدقاء المسير يغادرون قلعة شميمس بعد أن ألقوا على أوابدها التحيّة..فردّت عليهم التحيّة بأحسن منها.
*************************************************
يقول ابن خلدون في تحيّة الأطلال:

هذي الديار فحيهن صباحاً == وقف المطايا بينهن طلاحا

لا تسأل الأطلال إن لم تروها عبرات عينك واكفاً ممتاحا

إيه عن الحي الجميع وربما طرب الفؤاد لذكرهم فارتاحا

وانطلقوا في مسيرهم نحو جبل عين الزرقاء الحراجي،الذي ما يزال يرنو إلى القلعة ويعانقها عناق حبيبين لايفترقان....
*************************************************

انطلق أصدقاء المسير في مسيرهم نحو جبل عين الزرقاء الحراجي،الذي ما يزال يرنو إلى القلعة ويعانقها عناق حبيبين لايفترقان....
*************************************************
ومن السفوح الشرقية لهذا الجبل أطلت علينا صبيّة حسناء،وقد نضّت لتوّها عن جسدها ثياب النّوم ،وشمرّت عن ساعديها،لتبدأ يوما جديداً من الكفاح والعمل الدؤوب..عمل يساعد أبناءها الفقراء على العيش الكريم وسدّ الفاقة والعوز، عمل ينهض بها وبمجتمعها الذي لم يقف إلى جانبه أحد من أبنائها الذين ارتقوا سلّم المسؤولية،إنّ سلمية اليوم أشبه بمريض يصارع الحياة، لاهويموت ولا هو يشفى من أوصابه..كان الله في عونك وعون أبنائك الذين كانوا في يوم من الأيام بناة حضارة بنت شميميس، وجرّت مياهها العذبة عبر قناة العاشق الشهيرة إلى أفامية..!!
ولقد أساء إلى منظر السّفوح الشرقية لهذا الجبل المطلّة على سلمية،
*************************************************

إطلالة من السّفوح الشرقية لجبل عين الزرقاء على سلمية..وأكوام التراب التي نقلت من ركام خزان المياه الجديد..تسيء إلى جمال المشهد وسحره..
*************************************************
أكوام التراب التي ألقي بها من ركام خزان المياه الجديد الذي يتمّ تشييده فوق ذروة الجبل،وكان باستطاعة المتعهد أن يلقي بتلك الأتربة والرّكام بعيداً عن جسم الجبل الذي أصبح مثقلاً بما يحمله من بقاياها.أصلح الله شأننا نعمّر من ناحية..ونخرّب من نواحي أخرى...!!
5 ـ الثانوية الزراعية ...وأمل لم يتحقّق بتحويلها إلى كليّة زراعة..ولا بناء مشفى على أرضها...!!
بعد أن تجاوز الأصدقاء في مسيرهم طريق حماه الذي نأمل أن يتحوّل في المستقبل القريب إلى طريق ذي اتجاهين..!!تابع الأصدقاء مسيرهم في بداية سهل المزيرعة المجاور لسور الثانوية الزراعية،هذه الثانوية ذات الغابة الصنوبرية، والسّهل الفسيح الشاسع المنبسط إلى الغرب منها والمزروع بأشجار الزيتون،وكم تمنّى أبناء مدينتي أن تتحوّل هذه الثانوية التي تعـتبر من أقدم الثانويات الزراعية في الشرق الأوسط،أن تتحوّل إلى كليّة للزراعة لما يتوفر لها من ميزات تفي بغرض إنشاء مثل هذا الصرح التعليمي الزراعي على مستوىالقطر..ولكن :

ليس كلّ ما يتمنّى المرء يدركه== تجري الرّياح بما لاتشتهي السّفن

*************************************************

الثانوية الزراعية ذات الغابة الصنوبرية وأشجار الزيتون، والسّهل الفسيح الشاسع المنبسط إلى الغرب منها،وكم تمنّى أبناء مدينتي أن تتحوّل هذه الثانوية إلى كلّية زراعية..!!
*************************************************
وهذا ماحدث تماماً بالنسبة للمستشفى التي بنيت قواعده وأساساته الأولى من الجهة الجنوبية الشرقية، على أرض هذه الثانوية منذ زمن بعيد..ولكن هيهات..هيهات..لم نشهد نحن الذين عاصرنا نحن بناء تلك القواعد في صبانا إطلالة لذلك المشفى..فربّما الأجيال التي تلد في هذه الأيام تشهد ميلاد ذلك الصرح الصحي الهام..!!
6 ـ الحديقةالعامة..واستراحة الأصدقاء..على كأس المتة:
وأخيراً وبعد مسير دام لأكثر من ساعتين من المسير الشاق والصعب ـ ولكن على الشباب النّاهض والمتحفز للعلا لايصعب شيء ويهون المستحيل ـ أخيراَ وصلت جموع المسير إلى واحة الحديقة العامة الخضراء،وتحت ظلال أشجار الصنوبر استراحوا واحتسوا كؤوس المتّة،ولعبوا ألعابهم ورياضاتهم المفضلة..
*************************************************

الصديق (أدهم)بدا يسخّن الماء استعداداً لشرب المتّة، وهو مختص بذلك في كلّ مسير( إليه نقدّم جزيل شكرنا وتقديرنا )،وخلفه الأصدقاء أخذوا يقسمون أنفسهم إلى مجموعتين استعداداً لممارسة رياضاتهم الفنيّة المفضلّة...!!
*************************************************
وفي هذه الجلسة القصيرة يتناول الأصدقاء في حواراتهم جميع الشؤون التي تهمّ جمعيتهم ومجتمعهم آملين أن تتحسّن الحياة في المجتمع الأهلوي نحو الأمثل والأفضل، وأن يكون لهذا الشباب المتحفز دور في قيادة دفة قارب المجتمع المدني نحو أهدافه البيئية والثقافية والاجتماعية بشكل يخدم قضاياهم وقضايا الوطن، ويدفع بمسيره نحو آفاق الحريّة، وشواطىء الأمن والأمان.
يقول الشاعر ابراهيم طوقان محيّياً دور الشباب في بناء الوطن:

وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا == ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ == يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ

ريْحانُهُ العِلمُ الصَّحي == ح وروُحهُ الخلْقُ الحسنْ

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا == ما إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ

وفق الله جميع الأصدقاء في تحقيق أهداف المسير وغاياته النّبيلة.وكلّ مسير والأصدقاء ..وأنتم أعزائي القرّاء.. بألف خير وصحة وسلام.

سلمية في /23/7/2011
الكاتب:حيدر حيدر

[سلمى رشيد]

يقول الشاعر ابراهيم طوقان محيّياً دور الشباب في بناء الوطن:

وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا == ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ == يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ

ريْحانُهُ العِلمُ الصَّحي == ح وروُحهُ الخلْقُ الحسنْ

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا == ما إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ

وفق الله جميع الأصدقاء في تحقيق أهداف المسير وغاياته النّبيلة.وكلّ مسير والأصدقاء ..وأنتم أعزائي القرّاء.. بألف خير وصحة وسلام

أهلا بك أستاذنا الكريم حيدر من جديد
وكل عام وأسرتك الكريمة بألف خير

حييت
الأوطان عامرة بقلوب ابنائها المخلصين

كل التقدير

[حيدر محمود حيدر]

شكراً ياأخت سلمى على ردّك اللطيف،وشكراً لترحيبكب بعودتي مرّة ثانية،وكلّ عام وجميع روّاد وأسرة مجلّة أقلام الثقافية بخير..ورمضان مبارك على الأمتين العربية والإسلامية...والعيد الحقيقي لأمتنا عندما ينتزع المظلوم حقوقه من الظالم،ويستجاب دعاؤه في رمضان..!!واسمعي معي هذه الأبيات المناسبة لدعوة المظلوم في شهر رمضان المبارك،وهي للشاعر( أسامة الشيزري )من أصحاب قلعة شيزر (بقرب حماة) ومن العلماء الشجعان، ولد في شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إلى مصر سنة (540 هـ)، وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق.ثم برحها إلى حصن كيفي فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق،يقول الشاعر من قصيدته:

أيّها الظَّالمُ مهلاً == أنتَ بالحاكمِ غِرُّ
كلُّ ما استعذَبْتَ منْ جَوْ == ركَ تعذيبٌ وجَمْرُ
ليس يلقى دعوةَ المظ == لومِ دونَ اللهِ سِتْرُ
فَخَفِ الله فما يَخْ == فى عَلَيْهِ مِنهُ سرُّ
يجمعُ الظّالمَ والمَظْ == لومَ بعد الموتِ حَشْرُ
حيثُ لا يَمْنَعُ سُلْ == طانٌ ولا يُسْمَعُ عُذْرُ
اللهمّ أعنّا على سلاطين هذا العصر، وأجرنا من ظلمهم وطغيانهم،و انصر نا عليهم،قبل أن نجتمع وإياهم،يوم يجمع الظالم والمظلوم...!!
حيدر حيدر
سلمية في 1/8/2011