وداعك الأخير ( مرثية )

[محمد عوض]

بسم الله الرحمن الرحيم

وداعك الأخير / مرثية

عشر سنوات مرت علي فراقك

يا أبي ، كم هي سريعة الأيام . والآن حان خروج مرثيتك إلي النور .

(1)
آن الأوان أودعك
وأودع الزمن الجميل
زمن الأبوة ... والأخوة
والتفكه ... والصليل
شكتك عيني... كيف أبكي ؟
كيف أحكي للصغير ...
عن الرحيل ؟
فهو الرحيل ...
سفر بعيد سرمدي مستحيل
فهو الرحيل ...
لا فلسفاتٍ يستطيب
أمر يسير ...
فوديعة ردت لمودعها المنيب
فهل استقرت رُوحك الوضاءة ...
الشماءة ...
الغراءة ...
البناءة ...
القبر الغريب ؟
لا خل يؤنسك الزمان َ
ولا الزمانُ يعود خلا ...
في غيابات السنين .
فهو الرحيل ...
مرٌ مرير
وتنعم بحبائل الماضي الضنين.
لكأنني العائد علي الصخر البعيد
يشدني ...
حبل طويل
أنات نفسي تستحيل إلي الجوي
فننٌ طوي ... في غير ما زمن يعود
(2)
والآن عدت كما الوليد
الكل يسبق نفسه كي يرتضيك
يتعاصفون ... يفجرون منابع الروض البعيد
والآن عدت كما الوليد
حملوك طي عيونهم ... يتناوبون
يتجاذبون محفة ً خضراء
في الليل العنيد ...
أين الصحاب من النوي ؟
كيف الجوي ؟
وتعلة العشاق في الخبر الجديد ؟
" هاك الصحاب يبلهم وجد ٌ شديد
وتلهفٌ كي يلثمونك قبلة التنهيد .. "
(3)
أبتاه أمك سادرة
تأبي الفراق ... وتستعيد الذاكرة
" يوما طواك العهد حيا باقيا ...
تدعوك تلقم كفها المتغبرا .."
(4)
أبتاه زوجك غاشية
قد غالها سيف المنون ثوانية
فتعجبت زمنا وقالت مالية
ألقي من الزمن الغشوم ( الداهية ) .
(5)
أبتاه أختك ساهمة ...
مترملة ... متوجمة ...
(6)
أبتاه قد ضاع الزمان .
في لحظة قد دمرا
فغدا السؤال عن الأمان
نقشا علي غيم جري
(7)
أبتاه كنت َ فراشة ً
حيقت بنار لاهية
أو كنتَ طفلا مترعا بكئوس لهو خابية

(8)
قالوا خطفت ولم يقولوا ...
أي خطف قدرا ؟
أتُراهُ جذبا للنفوس
من النفوس وقد جري
أم أن عُمُرك سائر ٌ
كالفلك في يم سري ...
(9)
أبتاه لو كان الهوي
قد طال نفسي دونما
سببٍ وحق ٍ مبرم ٍ
فمن الهوي ... ومن المني
أن أستعيد من الزمان ... زمان َ
شوق ٍ ملهمِ .
الثلاثاء 12 /3 /2002

[محمد االحارثي]

الحبيب محمد ..
نفس شعري يحمل عاطفة البنوة
التي كساها اليتم على كبر لصدقها ..
أحسن الله عزاءك في والدك و رحمه الله
تعالى و أحسن إليه ..
نصك مترع العاطفة لكنه جاء حاملا
عددا من الأخطاء اللغوية و العروضية ..
لا يوصف المؤنث بشماءة و غراءة ..
بل هي شماء غراء و مذكرها أشم أغر ..
قلت : كي يلثمونك .. لماذا أثبت نون الفعل و هو منصوب ..
لم يسغ لي وصفك الزوجة بالغاشية
في ذات الوقت الذي تصف فيه الأخت
بالمترملة !..
شكر الله لك و أحسن عزاءك ..

[محمد عوض]

الأخ محمد الحارثي ، سلام الله ورحمته وبركاته عليك ، شكرا لمرورك الرائع هذا ، وللحق فلقد تمنيت علي بعض الأصدقاء أن يكون تعليق الأخوة علي الأعمال تعليقا هادفا وله معني ، بدلا من المجاملات التي لا تقدم بل هي تؤخر . أستاذ محمد لو أن لديك المزيد من التعليقات فلا تبخل بها علينا ، وإن كنت أرجوا أن يستقيم أمر هذا التعديل مع بناء القصيدة . لن أتعلل أخي بقدم القصيدة ، ولكن هكذا هو شأني مع ما أكتب من شعر ، وإن كنت لا أتعامل بتلك الكيفية مع بعض الأصناف الأدبية الأخري . شكرا لك أخي علي مجهودك.

[رانيا حاتم أبو النادي]

أو كنتَ طفلا مترعا بكئوس لهو خابية
أخي الشاعر
أحزنني ما قرأت بالفعل
رحم الله والدك وجعلها الله في ميزان حسناتك ،
استوقفت عند كئوس وهي كؤوس ،

اتمنى لك التوفيق
تحيتي وتقديري

[محمد عوض]

العزيزة رانيا ، تحية طيبة وبعد :
شكرا لمرورك الطيب هذا ، وشكرا لمشاعرك الجميلة ، لقد كتبت هذه القصيدة منذ عشر سنوات ، عندما كنت بعد في المرحلة الجامعية ، في أولها تقريبا ، وكما كتبت أدرجتها داخل المنتدي ، ربما تحمل بعض الهنات البسيطة ولكنني لم آبه بذلك ، كوني أريد أن أخرجها للنور لعل من يراها مثلك أو غيرك ، يدعوا لوالدي دعوة بظهر الغيب ، تكون له رحمة بإذن الله . شكرا لك عزيزتي .

[سلمى رشيد]

والآن عدت كما الوليد
حملوك طي عيونهم ... يتناوبون
يتجاذبون محفة ً خضراء
في الليل العنيد ...
أين الصحاب من النوي ؟
كيف الجوي ؟
وتعلة العشاق في الخبر الجديد ؟
" هاك الصحاب يبلهم وجد ٌ شديد
وتلهفٌ كي يلثمونك قبلة التنهيد .. "

أي حزن يسكن القلب في وداعهم ،، وهم نور العين وسكن القلوب ؟؟
هل كانت الأيام بلسما لحزن الوداع
لا أظنه يكون ؟؟
رحم الله والدك أخي محمد وغفر له وأسكنه في جنان الخلد .
نص جميل ووفي المشاعر

[محمد عوض]

شكرا لك أخت سلمي ، وجزاك الله خيرا علي مشاعرك الطيبة ، متمنيا لوالديك طول العمر وحسن العمل والخاتمة .