الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم القصة القصيرة جدا

قسم القصة القصيرة جدا هنا نخصص قسما خاصا لهذا اللون الأدبي الجميل

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-2020, 12:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ريمه الخاني
أقلامي
 
إحصائية العضو







ريمه الخاني غير متصل


جديد جسرُ الوصولِ الأخضر

د. ريمه عبد الإله الخاني




مازلت أهذب له ذقنه، فهو لم يعد قادرا على النهوض، نعم ..لم يعد قادرا على إعالتنا بعد الآن، فقد وقع من على البناء وهو يعمل في الإسمنت والحجارة، فانكسر ظهرُه، وانكسرت حياتي معه..وفشلت كل المحاولات لعلاجه، وانتهت معها كل المدخرات التي خبأتهُا للزمن الأسود، بل كان أكثر حلكة من السواد ذاتِه، كانت لحظة فاصلة في حياتي..لايشعر بألمها إلا من ذاقها. فهو مازال شابا في الثلاثينيات من عمره، وفي قمة العطاء...بكيت حتى جفت الدموع.و يعيبون عليّ أنني أنجبت منه وهو على هذه الحال؟، مالهم ومالي؟ هذا شأني لاشأنهم، الثرثرة عَيبُ مجتمع عاطل عن العمل، فالحياة تستمر بكل أحوالها...لكن السؤال الأهم الآن والذي يجب أن نسأله بقوة الضمير الحي والشفقة الكبيرة على أطفالٍ صغار جدا:

-كيف سنأكل لقمتنَا بعد ماحصل؟.

أخرجت كل مالدي من أعمال نسوية مخبأة قديمة، أتذكر فيها ماكنت أحسنه من هوايات، إنها أمي..الأم ليست مدرسة بل عالم كامل من الفعاليات والعلم والفهم...مالهم ومالي.؟ نعم مالهم ومالي؟...هل يرضيهم أن أشتهي الرجال؟، من هذا الذي يثرثر ولايفعل؟ يعيب ولا يُرقع؟ ينظر للقذى في عين الناس ولايرى قذى عينه؟.أين كانوا عندما كنت أمر بذاك البناء الذي كنت يوما ما أعمل في منازله، أنظفها قبل أن أتزوج به وأغطي طلاقي القديم العقيم، بعد أن توفي لي زوجا يكبرني بعشرين سنة؟.ومازلت أحمل رقم ثلاثين! ومازلت قادرة على العمل..فليصمتوا..لاأستطيع الوقوف أمام المرآة الآن ، فأنا أدرك أنه تزوجني ، شهامة وقرابة وأعرف جيدا أنني لاأحمل من الجمال شيئا، لكنني أحب نفسي كثيرا، هذا هو الواقع الذي يقويني ويجعلني أقوم بما يقوم به الرجال رغما عني، ولأجل أسرتي، أحب أن أكون شيئا مهما في هذه الحياة لذا سأصم أذنيّ وأبحث عن طفل يملأ علي حياتي من جديد.أضحك أحيانا عندما أكتب على دفتر صغير يخصني وحدي أكتب مافي نفسي من تعب في السعي لجلب لقمة العيش فأخفق، وأدري أنه كراس مليئ بالأخطاء، أمحو وأكتب أمحو وأكتب، التي أخجل أن أريها لأحد، ولكن سيكون أفضل يوماما، أنا على يقين من ذلك، مازلت أدق الباب عليها كي تعطيني مهام أكسب منها نقودا، يرتقها بعض زاد تعطيني إياه، تلك النبيلة.

-أنا جائعة، والله جائعة...أرى أولادي يتناولون الطعام فأسعد، ولكن عندما ينفذ الزاد من المنزل...أنظر إليه. أنظر إلى حالي، مالهذا تزوجت..أبكي بعيدا عنه، خاصة عندما يشعر بأنه معطل عاجز، فيصرخ مناديا بشراسة الجوع الذي لايؤمن أبدا..فأجلب ماتبقى، والجوع يطحنني...ما توقعت يوما أن أصير رجلا وامرأة بنفس الوقت..أنام وظهري المتعبَ يئن ويصرخ، أسكته بعدة أقراص من المهدئ التي وصفتها لي الدكتورة صفية القاطنة في حينا القريب، ولكن...أين كنت يا زوجي..عندما كنت أشتهي الرجال في الطريق؟، أين كنت عندما كنت تهملني فتسهر مع أصدقاءك مساء..ودخانك أهم من اللقمة؟...لاأستطيع أن أكونك الآن أبدا ...لقد كنت حينهامتعبة ووحيدة..ليتك تفهم كم كنت أبكي في الطريق، وأنا أحاول كسب أي مال بطريقتي الخاصة،كم تمنيت أن تكفيني يوما...ألستَ رجلا؟.لم تعد الكلمات تكفي لتمتص غضبي ويأسي..مزقت الدفتر، نعم مزقته..فالكلمات لاتباع في السوق البائرة اليوم...ولاتفيد إلا بثرثرة يقال لها كتب!!...كنت شاهدت أكوامها في منزل، باعه ورثته وباعوا الكتب بأرخص الأسعار، العلم فعل قبل أن يسطرَعلى الورق...وإلا فسيبقى ورقا على ورق...أي علم يودي للفقر ليس بعلم...
-الجواد بالحرف يحتاج قوتا يزدرده كي يستمر..
هكذا كان الناس يتبادلون الأحاديث حولها..وتلك الغرفة المستأجرة التي أعيش فيها، تشبه إلى حد كبير قن الدجاج، حيث كنت أرتبها وأنظفها لأبو نظمي، لكنه بدأ يقوم بحركات حيوانية جعلتني أعدل عن العمل عنده لأفيد ببعض قروش من عمل آخر، زوجته من أجمل الجميلات، فماذا كان يرى فيّ؟.فأنا بالكاد تزوجت ومازالت بنت معلمتني الجميلة تنتظر عريسا فماوصل، الدنيا مقادير، هل هي شروط مدينة تترفع على بعضها؟ أم هو صوت النقود الذي يصرخ في آذاننا حتى الصمم؟.أم هو الفراغ والصفاقة؟. بكل الأحوال..مازلت أحتفظ بعبارتين كتبتهم لي امرأة عملت عندها يوماما ونظفت لها منزلها ، كانت تقرأ كثيرا حتى تعجبت من إدمانها ومواظبتها!، ألا تمل السكون في منزلها بعدما رحل الصغار إلى بلاد الغربة؟ أما أنا فلا...قالت لي احفظيها جيدا واجعليها واقعا تغنمي.. شرحتها لي بقدر الإمكان وفهمتها حسب مقدرتي ،كانت عبارتان:

-الهزيمة للشجعان فقط، الجبناء لايخوضون المعارك.
-أنت مكلف بالسير نحو هدفك، لا بالوصول إليه.
ذهبت لأم حياة، تلك الأرملة الذكية في حينا، التي خرجت من محنة شهادة زوجها أكثر قوة، وأكثر عزيمة وأنا أحب النساء القويات، خرجت لحياتها الجديدة مع وحيدتها الصغيرة، لاتعرف سوى مهنة الخياطة وتحاول جعل ابنتها من المثقفات المرموقات، فهي دوما تقرأّ..قلت لها:
-هل تعلمينني الخياطة؟
- بالطبع.. أين أنت؟، كنت بحاجة لواحدة مثلك، مجدة وصبورة، فهل تقبلين؟.
نظرت ابنتها إلي من بعيد قائلة:
-وسوف أعلمك كل ماتعلمته..لأنك تستحقين.

7-4-2020






 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2021, 06:22 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ريمه الخاني
أقلامي
 
إحصائية العضو







ريمه الخاني غير متصل


افتراضي رد: جسرُ الوصولِ الأخضر

تحية وتقدير وكل رمضان وأنتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط