الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-2007, 04:44 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رحاب حسين الصائغ
أقلامي
 
إحصائية العضو







رحاب حسين الصائغ غير متصل


افتراضي السريالية في محكمة المنطق

رحاب حسين الصائغ
السريالية في محكمة المنطق
مدخل: قبل الدخول إلى ماهية السريالية، نود التنويه إلى أننا سنتجاوز بعض التفاصيل التي من شأنها أن ترهل الموضوع بأثقال قد يشذ التابع منخلالها عن الجوهر،ويتوه في مسارات تاريخية ومساجلات كلامية حدثت بين عمالقة السريالية.
ما يهمنا ونراه يصب في روح الموضوع هو أن نتعرف إلى أهم ثيمات هذا المذهب وخاصة بعد أن باتتهذه السريالية أشهر من نار على علم, لذلك سنركزعلى مفاصل نعتقد بأنها خلاصة ذات معرفية مركزة لمفهومالمذهب السريالي، وذلك أن نسلط الضوء على تعريفها ومبادئهاوتأثيرها وأخيراًمحاكمتها منطقياً... وقبل أن نفتح باب التعريف لا بد من التساؤل: ما هي السريالية؟ أهي ثورة فكرية؟ أم انقلاب ثقافي على واقع متخلف؟ أم انها حركة ذات نوازع تقدمية الغاية منها خلق مذهب شمولي لتغيير واقع الإنسان الذي أرهقته مرارة الحروب وتقاليد وأعرف باليه لم تعد تواكب تطورات العصر؟. أو أن تكون السريالية تياراً سياسياً ولد من مخاضات صعبة عبر منظور سياسيمثقل بحكام فرادانيين أو طغاة إزاء ظروف قاسية كالحرب العالمية الأولى والتي كانت مادتها الفقراء أصلاً!. وربما كانت تحدياً لتعصب الكنيسة عبر شعارات مناهضة لتسلط رجال الدين على مقاليد السياسةوالمجتمع؟.
ثم هل تخصصت السريالية بشيء أم كانت لها أهداف تسعى من خلالها إلى تغيير كل شيء؟ كمحاربة القوانين والأنظمة والعقائد والأفكار القديمة والتراث التي تراه بطريقة ما يشكل إرثاً ثقيلاً لا بد من الإستغناء عنه أو إزاحته عن الأفكار. وبعد هذا وذاك نتسائل: أكانت السريالية فوضى في فوضى؟ إنها أسست مذهباً وصلت تأثيراته إلى شتى بقاع العالم؟!.
تعريفها: يخلد السرياليون إلى فكرة تبدو غريبة إلى حد ما تتجلى عبر رؤية حادة لتفكيك الواقع وتشتيته إلى جزيئات، ثم محاولة بنائه من جزيئات الواقع الأخرى، وحسي طريقة ما تراه يتفق وتلك الآلية النفسية تعارض مبادئ التثقيف والتآلف والإلهام ومواضع الجماليات. وتعريف الدذهب السوريالي أو السريالزم هو ذلك المذهب الذي يحلق بنا وراء الحدود لما اتفقنا أن نسميه الواقع، والذي يحاول أن يمد الآداب والفنون لهذا السببمما لم تألفه الآداب والفنون من المواد الغريبة عليها.
كما تميزت السريالية بالكثير من الخصائص التي ليس لها اصولمعرفية أو متداولة لدى المذاهب السابقة، لذلك كانت الكثير منها غريبة وشاذة لم يألفها الناس من قبل، وقد وقفت ومزجت وربطت بين أشياء ليس بينها صلات أو علاقات متداولة أو مستعملة، وهذا يمثل في نظر البعض عودة إلى حالة التشويش البدائي حتى تتعادل النسب ويبطل الممكن والمستحيل وتسقط الاعتبارات المنطقية والواقعية.
مبادئها: - التهكم والفكاهة ليسا أمراً مجانياً. 1- المخيلة. 3- الدهشة
الاولى. 4- الحلم. 5- الآلية والجنون.
التهكم والفكاهة ليسا أمراً مجانياً: ويصورهما السرياليون على أنهما يصدران عن طريق نزعة داخلية نتيجة رضوخها للواقع، ففي أعماق نزعة التهكم روح عاصية ترى ما في الواقع من صفائه وقبحه، وهي حين تتهكم به وتغير مقاييسه وأرقامه وأحجامه وتسخر منه، إنما تحاول استبداله لتخلفه وغيابه. المخيلة: هي طريق المعرفة الوحيد من دون العقل والحس والمنطق. الدهشةالأولى: يرى السرياليون وكأنّ العالم قد فقد حواسه، وكأنّهُ لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وإن غالبية مواده أصبحت ذات بديهيات روتينية لا مجال فيها للتعجب والاندهاش، وإن لعالم تدجن وتآلف مع الاشياء وانعدم فيه لتخيل، لذلك كان ضرورياً الالتفات إلى مسألة إيجاد مبررات الإندهاش بين ركام هذا الروتين المخيف. الحلم: يحسب السرياليون أن الحلم الليلي(لا الواعي ) أشد تعبيراً عن واقع النفس من حالة اليقظة، ويتمادون إذ يزعمون أن حالة الحلم هي وحدها حالة (الشعر) لأن النفس تجري على سجيتها بعد أن تنحدر عنها قبضة اليقظة والواقع والعقل. الآلية والجنون: يعتقد السرياليون، ومنهم (سلفادور دالي) أن النفس تتحرر تحت وطأة الجنون من ثقل العالم ووطأته.
تأثيرها: كان تأثير السريالية واضحاً بأعمال الكثير من الادباء والفنانين الغربيين والعرب, لتصورهم أن لهذا المذهب فضاءات انطلاقية لا حدود لها، وإنَّ حرية الكتابة تمارس بشكل واع وفعال في أجواء التمرد والسخرية والشرود الذهني مما جعل الكتاب السرياليين ينعمون بطمأنينة التمرد والتجرد والانسلاخ عن رتابة العالم وقيوده وتعقيداته،وكل خطوة من الخطوات التي بدأتها السريالية جاءت من الإيمان باللاواقع من ذات تعبر عن أحاسيسها في أحسن حالات الانسان الابداعية ما دام له أسلوب للتعبير به عن روحه المجردة من الواقع، ونذكر نماذج من الادباء والفنانين الذين تأثروا بالسريالية على اختلاف جنسياتهم وقدراتهم الابداعية. في الادب: كان تأثير السريالية في أعمال شعراء وقصاصون وروائيين أمثال: أراغون/ بول إيلوار/ أبولينيروغيرهم من العرب: خليل حاوي/ البياتي/ أدونيس/ وسواهم. الفن: لعل أعمال بيكاسو/سلفادور دالي، هي أشهر نماذج الفن السوريالي المتقدم، وكذلك الفنان التشكيلي آرنست ماكس الحائز على عدة جوائز، كما ظهرت تأثيراتها في المسرح لدى كوكتو/ وليم سوريان وغيرهم في الفلسفة: أعمال وكتابات: هيجل/ فرويد/ ماركس، تعتبر تحمل أفكار سريالية في بعض مضامين كتاباتهم قبل ظهور لسريالية.
محاكمة السريالية: لنتساءل من هو هذا الشيطان الذي يقود الحفلة وفي أية لجج يغرق السريالية والسريليون؟. ولنتساءل أيضاً من هو المتفرج الذي ينسلخ من الحياة؟. لكن نقول عندما نستهين بإهمال واصرار، على ترك القاذورات خلف الباب. نكون قد دعونا الكلاب والقطط والذباب للاهتمام بها، وتجمعها عند الباب يعني منعنا عنا الراحة والحرية والهدوء. إن للدعابة والسخرية والهزء التهكمي تعبيراً عن الثورة السريالية من موقف أخلاقي، كما أن الاحساس بالعبثية واللاواقع هو الاحساس بللاجدوى الشخصية والشعور الفردي غير المجدي. فمن هنا ياتي شعار الاضمحلال أو تجاوز الذات في سلبية جوهرية، كما أن هذه الدعابة نفسها تقود إلى قمة اليأس، كمن وصل به الامر إلى حد النخر. والذي حدث أن وعي هذا النخر لم يعالج بصورة صحيحة، بل أخذ في زيادته حتى يثبت للعالم كم هو موجوع،ولكن لو عرض الأمر على من هم أعمق منه تجربة لتغيرت طرائق المعالجات وحدثت الكثير من محاولات التغيير، أو من اهتم بهذا الجانب أكثر وعياً لغير وضع النخر أو أخذ بتغطية الممزق منه يرقعة تركت صيغة أجمل للتمزيق، ولما كثر حوله الممزقون وأصبحوا مثل الفقراء الذين يتسولون عندما لا يجدون ما يسد الرمق ويتحولون إلى مجرمين. فلا داعي للسخرية في عرض الالم إذن؟!. أما من هم السرياليون- فقد دعوا لحملة الدعابة هذه لكي يقال: ( ماذا يحيلهم إلى الجنون ما دامت هناك حياة عاقلة) فإذن هم خطر، ويجب أن يحالوا إلى جهة فكرية لفك عقد أمخاخهم وتشرذمات عقولهم!!. وقد لا ينطبق هذا الكلام على (الشعر) لأن أجمل ما فيه الألم والتغني به، وحق4سقة الألم أنه يولد معنا وتحسسه ليس عيباً أ, مرضاً.
ومن خلال معاينة عقلانية لمبادئ السريالية( غير العقلانية) نشق طريقنا بصعوبة بالغة وسط بحر التمويهات، فمن (المخيلة) المبنية على (العقل المجنون ) وليس (الجنون المتعقل) مروراً (بالدهشة الاولى) نتساءل ما المطلوب منخلال هذه الدهشة؟. أن نقدم نماذج من تصرفات مجنون مثل (الصراخ في الشارع بلا سبب) أو (الركض في مكان عام) بدلاً من ساحة الرياضة أو( المشي على زجاج مهشم بدلاً من الابتعاد عنه!) أو ( البكاء أو الضحكفي قاعة المحاضرات بدلاً من الانصات!) لكي يقال إننا صنعنا دهشتنا السريالية!؟. وفي الحلم، المقصود(الحلم الليلي) كيف يكون أشد تعبيراً عن واقع النفس من حالة اليقظة؟ مع أن الاحلام ليست معرفة عادية وتخضع لتراكمات نفسية وتداعيات واسقاطات لا يمكن أن تكون في حالة قياسيةأو ثابتة يقاس بها الواقع. أما أذا وضعنا (الحلم) في مجال الفلسفة نكون قد أسقطنا الكثير من معاني الفلسفة في بئر لا نهاية لها.
خاتمة: السريالية مذهب( اللاواقع) وهي تبحث حالة الاندهاش(الدائمة) واعتماد صيغ ومعاييرأخلاقية غريبة لإعادة تشكيل الحياة بعد تجزئة واقعها واعادة بنائه بجزيئات أخرى من واقع (اللاواقع). وربما لغرائبية هذا المذهب فقد انتسب إليه عدد من المفكرين والادباء والفنانين لاعتقادهم أنه يحمل شارة الخلاص من أطر وتشكيلات الحياة التقليدية، وتسهيلات لمحاولات العبث والجنون التي رسموا بها أو من خلالها أفكارهم،وكانوا في كون من العطش وجاء ( ماء – السريالية) ليروي ظمأهم حتى الثمالة!. ولأن السريالية جاءت ونسيت (أصالتها) و (أخلاقياتها) و (مبادئها الانسانية) فقد فشلت (ككل حركة اصلاحية ناقصة أو المقصود بها الهدم لأجل الهدم) دون أن تقدم أدلة حسية ووقائع مادية تثبت صلاحيتها للأنسانية بما يتلاءم وأخلاقيات نشوء الكون وديمومته والتي سيمشي عليها البشر – شأوا أم رفضوا – إلى الأبد. وانقلاب السريالية على واقع غير صالح بأفكار وتطبيقات (غير صالحة ) أيضاً، فسيبقى الموضوع على طريقة الذي ( إستجار من الرمضاء بالنار!)
-------------------------------------------
المراجع والمصادر: 1- الرمزية والسريالية في الشعر العربي والغربي/ ايليا حاوي 2- الابداع في الفن/ قاسم حسين صالح.3- سايكولوجيةالفن التشكيلي. 4- مذاهب الادب الغربي ومظاهره في الادب العربي المعاصر/د. سالم احمد الحمداني5- الفن الاوربي الحديث/ألآن باونيس/ت.جبرا ابراهيم جبرا. 6- المذاهب الادبية الكبرة في فرنسا/فيليب فان تيغيم/ت. فريد انطونيوس. 7- السوريالية/ايفون دوبيليوس/ت. هنري زغيب. 8- دليل القارئ في الادب العالمي/ليليان هير لاندرز/ت.محمد جورا. 9-مواقف إنسانية رامبو/فان جوخ/ت.صدقي اسماعيل. -10-بول ايلوار(مع مختارات من شعره)لويس باروت/ت.فؤاد حداد.-11- عيون ألزا/ت. سامية اسعد وفؤاد حداد.-12- أشهرمذاهب المسرح/دريني خشبة.-13-توماس من/جورج لوكانس/ت.كميل قيصر داغر.
الفهرست/*رأي/ص (17) العدد (8) سنة 2000/ مجلة الواح.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السريالية في محكمة المنطق رحاب حسين الصائغ منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 0 05-03-2007 03:41 AM
وثائق قاتلة ايهاب ابوالعون منتدى الحوار الفكري العام 14 04-06-2006 06:50 AM
السريالية هي انا رماح مفيد منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 8 16-12-2005 06:35 PM
العدل (حول قرار محكمة العدل العليا) إبراهيم محمد شلبي منتدى الحوار الفكري العام 2 14-11-2005 06:46 AM
دورة أقلامية في علم المنطق علي العُمَري منتدى الحوار الفكري العام 22 11-11-2005 11:50 AM

الساعة الآن 01:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط