الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-2011, 06:27 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حيدر محمود حيدر
أقلامي
 
إحصائية العضو







حيدر محمود حيدر غير متصل


افتراضي من وحي المسير الرّياضي إلى البوابة الأثرية الشمالية من سلمية

من وحي المسير الرّياضي إلى البوابة الأثرية الشمالية من سلمية
******************************************
أولاً: الوصف العام:
انطلقت حشود مسيرنا الغفيرة لهذا الأسبوع نحو البوابّة الأثرية الشمالية لمدينتنا،ومنذ الصباح الباكر ليوم الجمعة هذه ،نقلت الحافلات أكثر من/150/ مائة وخمسين شاب وصبيّة على متنها وحطت بهم على السفوح الشرقية لـ (جبل الخضر)..
*****************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
أصدقاء المسير يحثون الخطا على دروب مسير هذا الأسبوع..
******************************************
وبعد أن تمّ تقسيمنا إلى مجموعات، انطلقت كلّ مجموعة في مسيرها الرياضي برفقة المشرف عليها، في اتجاه محدّد لها، على أن تلتقي في نهاية المسير في مكان تجمّع واحد، وكان نصيب مجموعتنا الانطلاق في مسيرها محاذية السّفوح الشمالية الشرقية لهذا الجبل الأشم.
ثانياً: جبل الخضر:
*******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
جبل الخضر آبدة من أوابد سلمية ،كان ديراً للقديس(مارجروس)...
*******************************************
وهو أحد الأوابد الأثرية، والرّموز الرّوحية لمدينتنا،والمتربع فوق قمة من المجد والأصالة والحضارة والأوابد الأثرية،حيث تمّ اكتشاف آثار رومانية ويونانية في الكهوف والمغاور التي حفرت على سفوحه الغربيّة،والتي ماتزال آثارها باقية حتى اليوم دلالة على أهميّة هذه الأبدة أثرياً وروحياً،ويحكى أنّ هذه على قمة هذا الجبل كان يبنى دير(مارجرجس)وإليه تنمى تسميته بالخضر،وأتذكر في صباي كيف كانت يزور هذا المكان كثير من الجماعات ومن مختلف الطوائف والجنسيات ولكنّ عوامل الزمن وكثرة المهربين الباحثين عن الآثار خرّبوا المقام الذي كان مشاداً تحت قبّته.. ولقد أشار الشاعر خليل مطران إلى القديس مارجرجس ومكانته الرّوحية في إحدى قصائده،فقال:
حَيِّ جَاوَرْجِيُوس فَهْوَ التَّقِيُّ الْ == خِضْرُ وَهْوَ المُجَاهِدُ الضِّرْغَامُ
إِنْ تَزُرْ مِنْ مَعَاهِدِ الْفَضْلِ دَاراً == فِي ذُرَاهَا لَهُ الشِّعَارُ المُقَامُ
هَكَذَا يُرحَمُ الْفَقِيرُ وَتُكْفَى == أُوْلَيَاتِ الْحَوَائِجِ الأَقْوَامُ
هَكَذَا تُسْعَفُ الأَيَامَى وَيُعْنَى == بِاليَتَامَى وَتُبْرأُ الأَسْقَامُ
لكن.. ـ مع الأسف الشديد ـ بمرور الأيام، أهمل المكان، وهدّم المقام ولم يعد يقم بزيارته أحد،ولعلّ شعبة الآثار المحدثة مجدداً في سلمية تعنى مستقبلاً بترميم هذا المعلم التاريخي والأثري والحضاري الهام...!!
ثالثاً: سلمية.... والمتنبي..!!
وبرفقة أصدقاء المسير الرياضي الأسبوعي لجمعيّة أصدقاء سلمية،يتناغم الحوار مع الماضي، وينفتح على صفحات تاريخيّة كما رأينا وأدبيّة كما يشير إليه عنوان هذه الفقرة(سلمية،والمتنبي).
يقول أبو الطيّب المتنبي( شيخ شعراء عصره)،كما كان يحلو لأستاذي المرحوم (أحمد درويش) أن يلقبّه،وكما يروق، لي ولكثير من النّقاد
والمعجبين أن يطلقوا عليه مثل هذا اللقب.وكذلك فقد كان (لمالىء الدنيا وشاغل النّاس بشعره،وهذا لقب آخر له) شهرة واسعة، وصيت ذائع،يقول في إحدى قصائده المذخبّة:
تُثيرُ عَلى سَلَميَةَ مُسبَطِرّاً == تَناكَرُ نَحتَهُ لَولا الشِعارُ
عَجاجاً تَعثُرُ العِقبانُ فيهِ == كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبارُ
ولا أعلم لماذا ذهب فكري إلى الشاعر المتنبي،عندما سرح نظري في تلك السهول الخصبة الشاسعة الممتدة شمالا حتى قرية صغرين..
*****************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
سهول سلمية الخصبة ينقصها مجرى ماء كي يرويها، ويحوّلها إلى واحة خضراء وارفة الظلال، كما كانت في سالف عصرها..
***************************************
وشرقاً حتى طريق دمشق الرّقة مروراً بحواشي سلمية وأطرافها، لقد ذكر شاعرنا الكبير في هذين البيتين أو تلك القصيدة،كيف أنّ قوائم وحوافر الخيول التي تغبّ في جريها وهاد ومهاد تلك الأرض الخصبة الليّنة، مثيرة الغبار، ثم يصف الشاعر ذلك الغبار بالكثافة،فيقول:
(إنّ العقبان التي تسير مع ذلك الجيش تعثر في ذلك الغبار،فكأن الجوّ أرض لينة كثرة ما ارتفع من غبار..!!
رابعاً:ظمأ سلمية... وحاجتها إلى منهل يسقي روابيها.
هذه هي سهول سلمية الخصبة التي حرمت من نعمة السقاية بعد أن جفت مياه عيونها ومنها عين (أبو رباح) التي كانت تتفجر من وسط تلك المنطقة وترفد عين الزرقاء المشهورة والتي أوصلها أمير شميميس إلى أفاميا عبر قناة العاشق بعد أن أحبّ أميرتها،وطلبت منه أن يكون مهرها إيصال ماء عين الزرقاء العذب إلى مدينتها أفاميا الظمأى كما تذكر الرّوايات المتعدّدة، والتي أصبحت بمثابة أسطورة من أساطير الماضي البعيد...!!
واليوم أصبحت تلك الوهاد يباباً لايكسوها غطاء أخضر إلا بعض أشجار السّرو والصنوبر اللوز والزيتون التي شجرت بها مؤخراً سفوح جبلي الخضر والأطوز ثم جبل عين الزرقاء الذي نشاهد الأصدقاء في هذا المشهد بين أحضانه ..
******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
أشجار الصنوبر تحضن أصدقاء المسير بين أغصانها...
******************************************
و كما كانت أفامية ظمأى في ذلك الحين ،أصبحت سلمية هي الظمأى، وتحتاج إلى عاشق كأمير شميميس، يوصل مياه الفرات العذبة إلى سهولها وروابيها، لكي يرويها، ويعيد إليها الحياة من جديد بعد أن جفت عروق سكانها من قلّة الماء، ولأبي القاسم الشابي صرخة في وجه من حرموا مثل هذه السهول ماء الحياة ،ونهر الطمأنينة قبل أن يحرموه من نهر المياه،يقول الشابي:
الحقلُ يَمْلِكُهُ جَبابِرَةُ الدُّجى == والرَّوضُ يسكُنُهُ بنو الأربابِ
والنَّهرُ للغول المقدّسة التي == لا ترتوي والغابُ للحَطّابِ
وعرائسُ الغابِ الجميلِ هزيلةٌ == ظمأى لِكُلِّ جَنًى وكُلِّ شَرابِ
ما هذه الدُّنيا الكريهةُ ويلَها == حَقّتْ عليها لَعْنَةُ الأحقابِ
فهل حقاً عزيزي القارىء،، حقّت علينا لعنة الأحقاب..؟؟ كلا، بدليل صحبتنا اليوم لعرائس مسيرنا الرياضي، ونعم، كونهن ظمأى لكلّ نسيم عليل يهبّ، كي يحمل في طياته بشائر الجمال، والخصب، والحريّة لهنّ، ولنا .. وللوطن..!!وفي هذا المعنى يقول الشريف المرتضي:
مَن لم تكن غايةَ العلياء بغيتُه == فلن أُلابِسَهُ إلّا على دَخَلِ
في فتيةٍ عشقوا الحربَ العَوانَ فما == يزورُ عشقَهمُ شيءٌ سوى المَلَلِ
لا يَرهبونَ المَنايا أنْ تلمّ بهمْ == ولا يخافون يوماً جرعةَ الثُكُلِ
من يحسدِ المجدَ غَصّانٌ بحسرتِهِ == وعاشقُ المجد لا يُلفى على مَلَلِ
ونجد خلاصة لهذا المعنى في بيت واحد عند الشاعر محمود سامي البارودي ،حيث يقول:
وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ == فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ
خامساً:زيارة أمّ القلاع(شميميس):
*******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
أم القلاع شميميس رمز الإباء والمجد والشموخ لسلمية وجوارها..
*******************************************
عبر الأصدقاء في مسيرهم جبل الأطوز، وصعدوا قمة جبل شميمس من جهته الشرقية...حيث وضعت شاخصة معدنية من قبل جمعية عاديات سلمية، تشير إلى تاريخ هذه القلعة ومكانتها الحضارية ..
*******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
شاخصة معدنية نصبتها عاديات سلمي و تشير إلى جزء من تاريخ شميمس وحضارتها..
*******************************************
ثم تابع الأصدقاء صعودهم وأحاطوا بالخندق الملتف حول أطلال بروجها،ثم ارتقوا ذروتها التي كانت تطلّ علينا أبراجها كشاهد من شواهد الماضي التليد...2258
****************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
بعض أطلال أبراج القلعة التي ماتزال قائمة رغم عوامل الزمن،ورغم إهمال القائمين على الآثار في بلدنا..
*******************************************
قالت إحدى الصديقات وهي تنظر إلى تلك الأطلال المندثرة(إنها كومة من الحجارة)،قلت :لكن تلك الكومة من الحجارة تشير إلى مجد حقبة مزدهرة ، وحضارة وتاريخ شعب،وعتبنا ولومنا اليوم يتوجّه إلى من أهمل تلك الأطلال، ولم يعمل على ترميمها،بل عمل في مساعدة عوامل الزمن والتعرية والاندثار في إلحاق الضرر والتلف فيما بعد بأطلال تلك القلعة الشامخة،ومن يعلم لعلّ المستقبل يحمل تباشير مشروع يتمّ فيه ترميم تلك الآبدة الأثرية ، التي هي رمز لشموخ وإباء ومجد سلمية..!!
*******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
شميميس القلعة الصامدة ما تزال أبراجها شامخة في وجه الزمن والمهملين..!!
******************************************
سلمية التي قطع الشاعر أبو فراس الحمداني مسيراً طويلاً وشاقاً ،قاطعاً البادية الشاسعة للوصول إليها كما يقول :
وَجاوَزنَ البَدِيَّةَ صادِياتٍ == يُلاحِظنَ السَرابَ وَلا سَرابا
عَبَرنَ بِماسِحٍ وَاللَيلُ طِفلٌ == وَجِئنَ إِلى سَلَميَةَ حينَ شابا
سادساً: نشاطات فنيّة ورياضية في نهاية المسير.
وبعد مسير دام لأكثر من ساعتين ،اجتمعت مجموعات المسير للاستراحة تحت ظلال أشجار الصنوبر في الجهة الشمالية من غابة جبل عين الزرقاء الحراجي،حيث تناول الأصدقاء كؤوس المتة مشروبهم المفضل في كلَ مسير،ولهوا وغنوا ولعبوا بما يحلو ويطيب لهم،وخاصة فريق الكرة الذين يتجمعون لينفذوا بعض الألعاب الفنيّة والرّياضية....انسجاماً مع تآلفهم وتوادّهم مع أرواحهم الشبابية الرّياضية اللاهية..
*******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
فريق من أصدقاء المسير يمارسون رياضاتهم الفنيّة المفضلة..
*******************************************
وفي جوّ المسير العائلي... الذي تغمره أجواء حميمية من الإلفة والمحبّة والصداقة بين كلّ المشاركين فيه... يعيش أصدقاء المسيرأجواء الفرح والمرح أثناء استراحتهتم بكلّ شفافية وصدق،وهذا مايميّز أجواء المسير عن غيره من الاحتفالات والسهرات الخاصة...!!
******************************************
url=http://www.0zz0.com][/url]
في جو من الإلفة والمحبّة والصداقة يهزج ويغنّي ويفرح الأصدقاء،يشهد على ذلك ذلك الانسجام التام بين كافة المشاركين صغاراً وكباراً، وكأنهم أفراد عائلة واحدة، هي عائلة المسير الرياضي..!!
*******************************************
*****************************************
وهنا يجدر بي أن أشير إلى أنّ المشرفين على هذا النّشاط قد خصّصوا له صفحة على الفيس بوك لمن يودّ الاطلاع عليه.و في الختام نوّه الصديق المشرف أبو راتب إلى أنّ المسير القادم سوف يكون إلى محميّة البلعاس الشهيرة. في أصدقاء المسير الرّياضي دامت أيامكم كلّها نزهات ورحلات ممتعة وذات فائدة ، يقول الشاعر حافظ ابراهيم وهو يحضّ على القيام بالنزهات لأنها تشفي المريض المسقوم:
أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا == وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما
وإلى أن ألقاكم أيّها الأصدقاء في مسير قادم، أتمنّى للجميع دوام السعادة والحبور.
سلمية في /11/9/2011
الكاتب: حيدر حيدر






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط