نتانياهو: إذا لم تستحِ..."إسرائيل" تهدد برد بلا حدود على "الدولة"

[سلمى رشيد]

اقتراح أمريكي "يشرعن" الاستيطان أغضب عباس "إسرائيل" تهدد برد بلا حدود على "الدولة"آخر تحديث:الأحد ,18/09/2011 اعتبر نائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” داني ايالون بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يغير فقط قواعد اللعبة، ولكنه يغير اللعبة نفسها . جاء تصريح ايالون ردا على الخطاب الذي ألقاه عباس أمس الأول وأكد فيه عزمه تقديم طلب لمجلس الأمن . وقال ايالون “إسرائيل” تعرف كيف ترد، ومن الآن فصاعداً سوف تكون قادرة على تحقيق مصالحها من دون حدود أو تنازلات تضمنتها الاتفاقيات السابقة، من بينها اتفاقيات أوسلو”، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، أمس . ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو تعقيباً على خطاب أبو مازن “استحالة التوصل إلى سلام باتخاذ إجراءات أحادية الجانب أو بالتحالف مع حركة حماس”، حسبما ذكرت الإذاعة “الإسرائيلية” .

لكن الوزير “الإسرائيلي” من دون حقيبة يوسي بيليد أقر بأن “إسرائيل” لا تستطيع منع الفلسطينيين من طلب عضوية دولتهم في الأمم المتحدة، متحدثاً عن احتمال تحريك عملية التسوية . وفي تصريح للإذاعة، قال الوزير الذي ينتمي إلى حزب ليكود “مع الأسف ليس ل “إسرائيل” وسائل تمنع الفلسطينيين من طلب انضمام دولتهم إلى الأمم المتحدة ويستحيل منعهم” . وأضاف “لكن هذه المبادرة ستصطدم بلا شك برفض مجلس الأمن، وسيبقى لنا هامش مناورة للتفاوض” . وتابع أنه “لا يمكن ل”إسرائيل” أن تقبل الشعور بالعجز ولا بد أن تشدد على أن حل الدولتين لشعبين يجب أن يتم التوصل إليه عبر مفاوضات مباشرة” . وفي تصريح لصحيفة “اي .نت” على الإنترنت حذر مساعد وزير الخارجية داني يعالون من حزب “إسرائيل بيتنا” (اليميني القومي)، الفلسطينيين من مغبة مبادرتهم الأحادية . وقال إن الفلسطينيين “لا يغيرون قواعد اللعبة فقط بل اللعبة ذاتها، إن “إسرائيل” تعرف كيف ترد وستتمكن من الآن فصاعداً من ضمان مصالحها دون التقيد بالقيود والتنازلات الواردة في الاتفاقات السابقة بما فيها اتفاقات أوسلو” المبرمة في 1993 حول الحكم الذاتي .

[سلمى رشيد]

محلل اسرائيلي يسخر من زعم نتنياهو انه سيقول "الحقيقة" في نيويورك






خطاب نتنياهو في الامم المتحدة، هل فعلا سيقول الحقيقة؟





تل ابيب – - عقب المحلل الاسرائيلي عكيفا إلدار في تعليق في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم بسخرية على قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه سيقول "الحقيقة" في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخطاب وصاغ خطاباً اقرب الى ما يعنيه نتنياهو عندما يعلن انه سيقول الحقيق. وفي ما يأتي نص تعليق الدار: "وعد نتنياهو بانه في هذا الخطاب "سيقول الحقيقة". وهذه ليست مسألة هامشية عندما يتعلق الأمر بسياسي اخترع مواجهة مع جنود بريطانيين وقعت قبل مولده. كما أنه ليس واضحا بالنسبة الى شخص أدخل رحبعام زئيفي بأثر رجعي في حكومته، مع أن الأخير كان قد مات بالفعل قبل تشكيل تلك الحكومة.

واحدة من تلك المرات النادرة التي قال فيها نتنياهو الحقيقة كانت عندما اعترف بأنه (أيضا) خان زوجته الثالثة. في ذلك الحين، أيضا، فعل ذلك خشية بث شريط كان يفترض انه سيكشف عن خيانة خارج نطاق الزواج. وبعد وقوع ذلك، علم بيبي أنه لم يكن مضطرا لقول الحقيقة، اذ ان الشريط لم يكن سوى إشاعة.

والسطور التالية هي محاولة لصياغة "الحقيقة" التي سيقولها نتنياهو، قبل إلقائه خطاباً آخر من خطابات حياته.

"حضرت إلى هذه القاعة، التي أعلنت فيها دول العالم قبل 64 عاما إقامة دولة يهودية، رغم أن للعرب غالبية اوتوماتيكية هنا. نعم، أنا أعلم أن ذلك لا يهم كثيرا، نظرا لأن لنا فيتو اوتوماتيكي تملكه الولايات المتحدة في مجلس الأمن. والأهم، أن لنا غالبية اوتوماتيكية في الكونغرس الاميركي كما أن اللوبي الخاص بنا، "ايباك"، له قبضة على الرئيس اوباما في مكان حساس. ولكن كيف نستطيع مقارنة غالبية اوتوماتيكية ضد اسرائيل بغالبية اوتوماتيكية لصالحها؟.

"بعد أن جعلت سارة تسير كل تلك الطريق إلى نيويورك، سأقدم لكم حقيقتي في ما يتعلق بالطلب الفلسطيني بأن تعترفوا، ظاهرياً، بدولة خاصة بهم في حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية.

"أنا لا أفهم السبب في اكتفائهم بدولة واحدة. أنني مستعد لأن اعرض عليهم أربع دول على الاقل: واحدة في غزة، والثانية ضمن جيب في منطقة نابلس- وربما نفق إلى طولكرم، وثالثة في لواء رام الله، والرابعة في جبال الخليل، باستثناء باروخ مارزل وقبور الآباء (الحرم الابراهيمي).

"يمكنكم ان تعرفوا حقيقتي المتعلقة بغور الأردن من شريط مع مستوطني عوفرا تم تسجيله قبل 10 سنوات. أخبرتهم خلال أول فترة لي في رئاسة الحكومة أن الأميركيين وعدوني بانني سأكون الشخص الذي سيرسم الحدود "لمواقع عسكرية محددة" في الأراضي "المحتلة"التي ستبقى وفقا لإعلان اوسلو بأيدي اسرائيل. أخبرت المستوطنين أنه وفقا لتصوري، فإن وادي الأردن كله منطقة عسكرية، وتباهيت بأنني "منذ تلك اللحظة أوقفت اتفاق اوسلو".

"ذكرت في خطابي بجامعة بار- إيلان أنني أدعم حل الدولتين. كان ذلك بعد فترة قصيرة من خطاب الرئيس باراك حسين اوباما في القاهرة، عندما كنت أخشى أنه سيتحدث عن مراوغاتي ويتجه في مسيرة كاملة نحو أصدقائه المسلمين.

"أفهم أنني إذا واصلت تضييع وقتي في توزيع صور رجولية على وسائل الإعلام، فإن غلين بيك، لو انتخب رئيسا للولايات المتحدة، لن يتمكن من ضمان ان الولايات المتحدة لن تصبح دولة منبوذة مثل جنوب افريقيا في عهد الابارتهيد. ولذلك كان علي إلقاء الكرة في ملعب الفلسطينيين.

"على الرغم من الثمن السياسي الذي سأدفعه لقاء ذلك، والتوبيخ الذي سأتلقاه من والدي، ساكشف لكم اليوم للمرة الاولى الأمور التي كانت غير معروفة حتى الآن: أخبرت اوباما أنني راغب في الانسحاب من 95 في المائة من الضفة الغربية وأن تجري المفاوضات حول تبادلات اراض. ولكن لا تشعروا بالانفعال، لأنني رهنت هذا الاقتراح بشرطين: الاول على الفلسطينيين التصريح بالموافقة على أن تؤدي المفاوضات إلى معاهدة سلام بين دولة الشعب اليهودي والدولة القومية للشعب اليهودي، والثاني هو تفاهم مسبق بأن الاتفاق حول إقامة دولة فلسطينية سيعني نهاية الصراع من دون أن نسمع المزيد عن حق عودة اللاجئين. من وجهة نظري، هذان شرطان محاطان برداء حديدي.

"أعلم أن القبول بهذين الشرطين هو، من وجهة نظر محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، امرٌ شبيه بالانتحار. فلا يوجد زعيم فلسطيني يمكنه السماح لنفسه بالتخلي منذ البداية عن حق العودة والمخاطرة بمعاداة مواطني اسرائيل من فلسطينيي الداخل، خصوصا في وقت نقوم فيه بإسكان المستوطنين في كل مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية. والحقيقة هي أن هذا هو السبب في ابتكار هذين الشرطين. ومن الواضح بالنسبة إليَ أن هناك بين العرب، تماما كما بالنسبة إلينا، ساسة مستعدون ليقتلوا ويُقتلوا هلى مذبح بلادهم. أراكم في "مسادا" (قلعة انتحار قدامى اليهود)".

[سلمى رشيد]

بينما تكتّمت «هيئة وزراء الثمانية» الإسرائيلية، وهي أعلى هيئة حكومية في الدولة العبرية، عن مداولاتها مساء أول من أمس التي تناولت «أسبوع نيويورك» واحتمال التصويت في مجلس الأمن على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، أكدت تقارير صحافية أن الوزراء الثمانية منقسمون في ما بينهم في شأن الخطوات الواجب على إسرائيل اتخاذها ضد السلطة الفلسطينية، وإن كانت الغالبية تدعو إلى اتخاذ خطوات عقابية صارمة بالرغم من توجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإسرائيل بطلب عدم الإقدام على مثلها

[سلمى رشيد]

وأكدت التقارير أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يتعرض إلى ضغوط كبيرة من وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان والنائب الأول لرئيس الحكومة موشي يعالون ووزير المال يوفال شتاينتس للرد على الاعتراف بدولة فلسطينية بسلسلة إجراءات عقابية، في مقدمها حجب عائدات الضرائب الشهرية (أكثر من 100 مليون دولار) عن السلطة، كما يقترح شتاينتس. ويقترح يعالون بأن يكون الرد الإسرائيلي «بحجم الخطوة الفلسطينية»، كأن يعلن نتانياهو بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في التجمعات الاستيطانية الكبرى في محيط الضفة الغربية والقدس المحتلتين. أما ليبرمان، فيذهب إلى ما أبعد من ذلك، ويدعو إلى قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وبضمنها وقف التعاون الأمني ودرس إمكان إلغاء اتفاقات أوسلو. وكان نائبه داني أيالون قال في اجتماع الدول المانحة أول من أمس إنه في حال واصلت السلطة التحرك خلافاً للاتفاقات الموقعة معها، فإن «إسرائيل ستنفض يدها من كل الالتزامات القانونية أو السياسية تجاه الدولة الفلسطينية، خصوصاً أنها تقام بشكل اصطناعي وخلافاً للاتفاقات الموقعة».

[سلمى رشيد]

واتهمت زعيمة المعارضة البرلمانية تسيبي ليفني الحكومة بـ «الغباء الديبلوماسي الذي يتسبب في حشر الولايات المتحدة في الزاوية». وقالت في جلسة استثنائية للكنيست أمس أن «سلوك الحكومة يحول دون تمكن الولايات المتحدة من إخراج إسرائيل من عزلتها الدولية». وأضافت أن المطلوب من الحكومة الإسرائيلية تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين، وأنه لم يفت الوقت بعد لمنع توجه السلطة إلى الأمم المتحدة، «والأمر يتطلب فهماً لحقيقة الأوضاع وجرأة في اتخاذ القرار وعدم الوقوف موقف المتفرج».
وحرصت ليفني على توضيح موقفها بتأكيد معارضتها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية «لأن من شأن ذلك أن يفرض علينا مضامين يفترض بحثها في المفاوضات المباشرة، وهذه مسألة يتفهمها العالم الذي يريد مساعدتنا، لكنه يطالب بأن نساعده نحن أيضاً». وأضافت أن «العالم كله ينتظر أن تقوم إسرائيل باتخاذ الخطوة الحقيقية التي ينتظرها (استئناف المفاوضات) بدلاً من أن تنشغل في الدفاع عن نفسها والادعاء بأن العالم كله ضدها».
وتابعت أن لإسرائيل أصدقاء وحلفاء، على رأسهم الولايات المتحدة، المستعدة لتقديم الضمانات لأمن إسرائيل، لكنها تستغرب سياسة هذه الحكومة وإصرارها على مواصلة الاستيطان، كما أنها لا تثق برئيسها الذي أعلن موافقته على حل الدولتين، لكنه لم يقم بأي خطوة فعلية نحو تحقيقه. وزادت: «علينا استئناف المفاوضات بنيّة واضحة لإنهائها وإنهاء الصراع، ونحن سندعم كل الخطوات التي تتخذها الحكومة من أجل إنقاذ إسرائيل». لكنها شككت في أن يقدم نتانياهو على خطوة في هذا الاتجاه بالرغم من تطمينها له بأنه في حال تعرضت حكومته لأي هزة من حلفائه على خلفية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن حزبها «كديما» سيوفر الدعم له. وختمت بالقول إن نتانياهو «يعيش واقعاً غير حقيقي عندما يقول إن كل شيء على ما يرام، وإن العالم معنا وأوروبا والولايات المتحدة معنا. إنه يقبع في غرفة لا يصلها صدى الواقع الحقيقي».
ورد على ليفني باسم الحكومة وزير الإعلام يولي إدلشتاين الذي اكد أن العالم لا يسلّم بتصريحات الفلسطينيين، وأن الأخيرين لن ينجحوا في حشد دعم غالبية سبع دول أعضاء في مجلس الأمن لتمرير مشروع الدولة، «ما يعني أن الولايات المتحدة لن تضطر حتى إلى استخدام الفيتو».