|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
21-11-2008, 12:51 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||||||||||||
|
النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
جدل حول شرعية النقاب --------------------------------------------------------------------------------صبحي مجاهد - نهال محمود مهدي لماذا يرفضون النقاب أبدى عدد من علماء الأزهر الشريف، وكبار مسئولي المؤسسات الإسلامية في مصر تأييدًا لما ذهب إليه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري من أن النقاب ليس عبادة، وإنما مجرد عادة، بينما وضحت العديد من الآراء المخالفة لهذا التوجه، واعتبار النقاب ثيابًا شرعية يتأرجح بين الوجوب والندب، رافضة ما ذهب إليه وزير الأوقاف المصري من كونه عادة. فمن الجانب المؤيد لرأي وزير الأوقاف أوضح الشيخ عمر الديب -وكيل الأزهر الشريف- أن النقاب في حقيقته هو عادة زيادة في العفة والفضل. وقال الشيخ الديب: "إن الإسلام أمر جميع النساء المسلمات أن يضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين شيئًا من زينتهن لأحد غير المحارم أو الأزواج، حيث إن الآيات القرآنية، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الواردة في ذلك الشأن تبين أن المرأة كلها عورة عدا وجهها وكفيها؛ ولذا كان هذا هو الحجاب المفروض على المرأة أما ما زاد على ذلك مثل النقاب أو غيره فلا يُعَدّ فرضًا. واختتم وكيل الأزهر كلامه بالتأكيد على أنه لم يرد في الإسلام ما ينص على النقاب أو على كونه عبادة من العبادات، ولكنه فضيلة ومكرمة إذا فعلته المرأة عدّ فعلها تفضلاً وتكرمًا، وإذا لم تفعله لا وزر عليها طالما أنها ترتدي ما يستر جميع جسدها". أدلة لعدم الوجوب الشيخ شوقي عبد اللطيف -وكيل وزارة الأوقاف للإرشاد الديني- يذهب أيضًا إلى أن النقاب عادة، ويوضح أن الحجاب فريضة إسلامية وهو محدد في قول الله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وجمهور الفقهاء يفسر ما ظهر منها: بالوجه والكفين، حيث إن الوجه لا تستطيع المرأة أن تسير في طريقها إلا من خلال ظهوره، وظهور الكفين ضرورة؛ لأن اليدين هما أساس المعاملة، وكما قال المفسرون فالوجه هو موضع الكحل لما يحويه من العينين، واليدان هما موضع الزينة، وهذا هو الرأي الراجح، والصحيح فللمرأة أن تكشف وجهها للضرورة، ولا حرج في ذلك مطلقًا. ويستطرد الشيخ شوقي قائلاً: "أما النقاب فهو فضيلة لمن أرادته اختيارًا من منطلق حرية المرأة في اختيار زيها، ومع أن هناك من يفسر قول الله عز وجل: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" بأنه النقاب، إلا أن أصح الآراء أن الجيوب هي موضعا العنق والصدر وليست الوجه كما يفسر البعض، وهذا هو الرأي الراجح. الدكتور محمد رأفت عثمان الدكتور محمد رأفت عثمان -عضو مجمع البحوث الإسلامية- أكد نفس ما ذهب إليه الشيخان عمر الديب وشوقي عبد اللطيف، مضيفًا أن النقاب لا يوجد له سند شرعي بأي حال من الأحوال، ولو كان النقاب له أصل إسلامي ما أمر الرجال بغض أبصارهن عند التقائهم بالنساء، ولو كانت المرأة من الواجب أن تنتقب، فعن أي شيء يأمر الرجال بغض أبصارهم، حيث تكون المرأة هنا مغطاة كاملة!، وأي مزية وقربة إذا غض الرجل بصره عن شيء لا يرى فيه شيئًا!!!. ويسوق الدكتور محمد رأفت عدة أدلة لعدم كون تغطية وجه المرأة واجبًا من الواجبات الشرعية، ويشير إلى أن الدليل الأول هو قول الله عز وجل: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وقد اختلف العلماء في تفسير قول الله إلا ما ظهر منها فتعددت الآراء في ذلك، وأقوى ما نقل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه ورجحه كثير من العلماء أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان، ومعروف أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أكبر الصحابة الذين يفهمون القرآن الكريم، فهو كما يطلق عليه العلماء "ترجمان القرآن". ويضيف الدكتور رأفت "أن الدليل الثاني ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيّن لأسماء أخت زوجته عائشة رضي الله عنها أن المرأة إذا بلغت سن التكليف لا يجوز أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى الوجه والكفين، مع أن البعض يضعف هذا الحديث؛ لأنه منقطع إلا أنه مقوّى بأدلة أخرى. أما الدليل الثالث فهو ما رواه سهل بن سعد الساعدي الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع مجموعة من الصحابة فجاءت امرأة وقالت: يا رسول الله جئت أهب لك نفسي يقول الراوي: فصعد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم النظر وصوبه -وهذا طبيعي لأن الرسول كان جالسًا والمرأة واقفة-، فلما رأت المرأة أن الرسول لم يقضِ فيها لشيء جلست؛ لتستمع للرسول...". إلى آخر الحديث، ومحل الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نظر إلى وجه المرأة، ومعنى هذا أنها جاءت كاشفة وجهها. ويوضح الدكتور عثمان: "أن الدليل الرابع ما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه عقب صلاة الفطر إلى صفوف النساء ومعه بلال بن رباح وجعل يعظهن، ويقول لهن: "تصدقن فإن رأيتكن -في ليلة الإسراء والمعراج- أكثر أهل النار، فقامت امرأة -كانت معروفة بأنها خطيبة النساء- من سطة النساء أي من وسط النساء "سفعاء الخدين"، أي لون وجهها فيه حمرة وسمرة، فقالت: ولم يا رسول الله.. إلى آخر الحديث والشاهد في هذا الحديث أن راوي الحديث وصف لون وجه المرأة وخديها، وهذا يدل على أنها كانت مكشوفة الوجه. ويؤكد الدكتور محمد رأفت عثمان: "أنه من غير المتصور عقلاً أن يكون الشرع قد أمر بتغطية جزء معين وهو ما يسمى في العرف الإسلامي بعورة الرجل وعورة المرأة، ثم يجيء وقت من الأوقات ويأمر بكشفه؛ لأن معنى كونه عورة أنه منظر لا يليق النظر إليه في رأي الشرع". ويضيف أن من الأدلة القوية أيضًا لكون النقاب عادة لا أصل لها في الإسلام أنه من المعلوم أن المرأة في أثناء أدائها لشعائر الحج مأمورة بكشف وجهها، فكيف يتصور أن يكون وجه المرأة عورة، ثم تؤمر بكشفه في أثناء عبادة من العبادات، ومعروف أن الحج لا يؤدى فرديًّا وإنما يؤدى مع آلاف الناس مجتمعين نساء ورجالاً، وأما ما ورد من أن عائشة قالت كنا نغطي وجوهنا عندما تمر القوافل في أثناء الحج فهو حديث ضعيف". لا فرضية للنقاب الدكتورة سعاد صالح -أستاذة الفقه بجامعة الأزهر- ترى أن النقاب عادة قد يتخذ في كثير من الأحوال بابًا للتحايل، والغش والتدليس، وتوضح أنها ضد فرضية النقاب فمن ترتدي النقاب عليها أن ترتديه لكونها تحبه وليس لكونه فريضة. وتضيف أن كتب الفقه جميعها قالت إن عورة المرأة جسدها كله عدا الوجه والكفين، وهو ما يدل على أن النقاب ليس بفريضة هذا بالإضافة إلى أن هناك العديد من الآيات التي تدل على أن كشف الوجه للمرأة من الأمور اللازمة، ومن استدل على فرضية النقاب استند على تفسير عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ". واختتمت الدكتورة سعاد حديثها بالقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه النساء وهن كاشفات وجوههن ولم يحرم الرسول عليهن ذلك، بدليل أن الله تعالى قال لنبيه "لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ" والإعجاب؛ بالحسن لا يكون إلا إذا كان وجه المرأة مكشوفا" . شرعية النقاب الشيخ يوسف القرضاوي على الجانب الآخر ومعارضة لرأي الوزير المصري يقف مجموعة من العلماء موقفا محايدا وعلى رأس هؤلاء فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي الذي يرى أن أقل ما يمكن أن يقال في النقاب أنه جائز، وأن من قال بأن النقاب بدعة أو حرام فهو جاهل بأصول شريعة الله عز وجل. ويوضح العلامة القرضاوي -في فتوى نشرت له على موقع إسلام أون لاين.نت- أن الواجب على المرأة هو أن تستر جميع جسدها سوى الوجه والكفين فلها أن تظهرهما. لكنه -في الوقت ذاته- لم يغفل الرأي الآخر الذي يقول بوجوب تغطية الوجه، فهو رأي موجود -على حد قوله - قال به عدد من العلماء القدامى، وعدد من العلماء المعاصرين، ومن رأت أن تأخذ بهذا الرأي، وأن النقاب فريضة فلا يجوز لأحد أن ينكر عليها صنيعها، كما لا يجوز لها أن تنكر على من سترت جميع الجسد إلا وجهها. بل من رأت أن تغطية الوجه أقرب للورع والحيطة، وأبعد عن الفتنة، وعملت بذلك فلا يستطيع أحد أن يلومها، فإن لهذا الرأي ما يسنده من أقوال المجتهدين. في حين ذهب الدكتور عبد الفتاح عاشور الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أن النقاب أمر مختلف في حكمه بين الفقهاء، ولا يحق للمنتقبة أن تأخذ على المختمرة؛ التي تستر جميع جسدها عدا الوجه والكفين، ولا تصفها بالتساهل والتسيب، كما لا يصح من المختمرة أن تتهم المنتقبة بالتشدد والتعنت، بل الواجب على الجميع أن يعشن في جو من التآلف والتحاب والجميع على الصواب إن شاء الله، مؤكدا على أن العبرة بعد الالتزام بالنقاب أو الخمار هي أن يتحول هذا اللباس إلى منهج حياة يظهر في أخلاقنا ومعاملاتنا. نفس الأمر اتفق عليه الشيخ سالم محمد سالم -أمين عام لجنة الفتوى في الأزهر الشريف - في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت، ومضيفا لتساؤل يستنكر به وصف النقاب بالعادة : كيف تفعله - أي النقاب - المرأة كعادة في حين أن العقل في الأساس سيهدي المرأة إلى تغطية الوجه؟، فلابد أن يكون هناك ولو أثر للنقاب في الإسلام، والإمام ابن كثير يقول عن أحد الصحابة إنه سئل عن آية "يدنين عليهن من جلابيبهن" فقال إن المعنى من إدناء الجلباب؛ هو أن يوضع من فوق الرأس إلى القدم على أن تكشف العينين. ومع ذلك فإن الشيخ سالم يؤكد عدم إمكانية القول بفرضيته؛ لأنه لا يوجد دليل قاطع فيه، وعليه فهو مستحب ولا تمنع منه المرأة ولا تجبر عليه. الدكتور عبد المعز حريز أستاذ الشريعة بالأردن رأى أن حكم النقاب أو غطاء الوجه بالكامل -على الصحيح من أقوال العلماء- مندوب إلا إذا خُشيت الفتنة من كشف الوجه، والفتنة يقدّرها المفتي أو مَن كان عنده قدرة على تحديدها من أهل العلم الشرعي؛ لأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان والأعراف.. أما إذا كانت المرأة ذات جمال فائق عن مثيلاتها في مجتمعها فقد نص العلماء على وجوب تغطية الوجه. أزمة فقهية كبرى وبشيء من التفصيل الفقهي العلمي أوضح الباحث الشرعي مسعود صبري أن النقاب لا يمكن اعتباره عادة لا أساس له من الشرع، وذلك أن حكم الفقهاء يدور حوله بين الوجوب والندب؛ والوجوب حكم شرعي لا علاقة له بالعادة، وهو يعني طلب الفعل على وجه اللزوم، بحيث يأثم تاركه، ويثاب فاعله، والندب أيضا حكم شرعي، وهو طلب الفعل على وجه الاستحباب، بحيث يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه. ويرى الباحث أن المشكلة الأساسية التي قال فيها من قال إن النقاب عادة لا أساس له من الشرع هي أنهم قصدوا ترجيح الرأي الذي يذهب إلى أن النقاب ليس بواجب، وهو رأي قد يعتبر -عند البعض- لذهاب عدد من الفقهاء القدامى والمعاصرين إليه، غير أنه لا يصح أن يطلق عليه أنه عادة؛ وذلك لأن معنى هذا نفي الوصف الشرعي عنه، وهذا ما لم يقله فقيه في القديم والحديث، وأن ما ورد على ألسنة من يرى أن النقاب عادة أن كتب الفقه جميعها لم تذكره هو نوع من التعجل وعدم مراجعة المصادر الفقهية، وإلا فمن أين أتى الخلاف الفقهي بين كونه واجبا أو مندوبا إن لم ينقل عن كتب الفقهاء؟ وأشار الباحث الشرعي إلى قول الفقهاء "لا اعتبار للعادة مع وجود النص بخلافها"، مؤكدا على وجود نصوص في مسألة النقاب، بعيدا عن اختلاف الفقهاء في حكمه بين الوجوب والندب، لكن المشكلة هي عدم انضباط استخدام المصطلح الشرعي، وهي أزمة فقهية كبرى يجب الانتباه لها، فقد يكون المقصود شيئا، والتعبير شيئا آخر، محذرا الفقهاء من استخدام مصطلحات إعلامية والابتعاد عن المصطلحات الشرعية التي تتميز بالدقة في تحديد المعنى، وعدم الانجرار وراء الصنعة الإعلامية التي تسعى للمفرقعات. إسلام أون لاين
|
||||||||||||||
21-11-2008, 12:53 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||||||||||||
|
مشاركة: النقاب عادة أو عبادة .. ؟! دعوة للحوار وإبداء الرأي
وزارة الأوقاف المصرية : لا اصل للنقاب في الشريعة
|
||||||||||||||
21-11-2008, 12:57 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||||||||||||
|
مشاركة: النقاب عادة أو عبادة .. ؟!
ويوضح العلامة القرضاوي -في فتوى نشرت له على موقع إسلام أون لاين.نت- أن الواجب على المرأة هو أن تستر جميع جسدها سوى الوجه والكفين فلها أن تظهرهما.
|
||||||||||||||
22-11-2008, 04:56 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
مشاركة: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
أخي الكريم الأستاذ نايف سلمه الله |
|||
15-11-2011, 01:56 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||||||||||||
|
رد: مشاركة: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
اقتباس:
شكرا لأخي محمد صوانه على التعقيب المتزن المنصف قرأت أمس مقالا للدكتور أحمد الزهراني وقد سرني أن أقر بمشروعية فهم من قال إن الوجه والكفين ليسا بعورة .. رغم أنه يرى برأي تغطية الوجه .. لكنه لم يحظر على فهم القائلين بكشف الوجه والكفين بل تحامل تحاملا صريحا على المتشددين الذين يتهمون من لا تغطي زوجاتهم وجوههن بأنهم لا غيرة لهم ووصف ذلك بأنه من الحمية الجاهلية والنعرة التي تتجافى مع الإسلام كما سرني منه عدم اعترافه بكفاءة النسب التي يتعلل بها بعض الفقهاء في السعودية ويقرون عدم زواج امرأة بشاب يرون أنه أقل منها حسبا ونسبا ويرى حفظه الله أن حسب المسلم ونسبه هو التقوى والإسلام العظيم ..
|
|||||||||||||||
15-11-2011, 01:58 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||||||||||||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
جاهليّة الدّعوة أحمد بن صالح الزهراني توظيف الدّاعية للخصائص البشريّة والإنسانيّة والاجتماعيّة في مهمّته له أصل أصيل في السّنةّ، لا داعي للإطالة في بيان مشروعيّته؛ ففي الجهاد -على سبيل المثال- كان يجعل لكل قبيلة مهمّة، ويكلّفهم بها موظّفًا حميّة الشخص لقبيلته أن يلحقها منه مسبّة التقصير، ولهذا قال أنس بن النضر لسعد: "وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيكم عين تطرف". وقال للشاب الذي استأذنه في الزنا: "أترضاه لأمّك" الحديث، مستثيرًا فيه حميّته وغيرته على نسائه. وقال كذلك: "أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني". كلّ هذا مفهوم واضح. لكنّي هنا أزعم أنّ الأمر بولغ فيه من قبل (جَهَلة) الدّعاة حتّى أصبحت هذه النَّعرات طاغية على الحكم الشرعي، أعني أنّها أصبحت دليلاً يُستدلّ به على تحريم أو تقييد ما أباحه الله، أو تشريع ما حرّمه الله وتسويغه أو الاعتذار له. اسمحوا لي هنا أن أتناول جانبًا مهمًّا من هذا من خلال بعض القضايا الّتي تخصّ جانب المرأة، فأنا أعلم -كما تعلمون كذلك- أنّ المرأة أصبحت محلّ نقاش - بل معارك فكريّة - بين أهل الشّريعة وأعدائها، من حيث إنّ كلاً من الفريقين يدرك أنّ كسبها لصفّه هو انتصار لمشروعه برمّته. لكني في نفس الوقت أرى أنّ بعض أنصار الشريعة الذين فيهم كثير من الجَهَلة والعامّة وبعضهم متصدّر للدعوة قد جعل مقياس المشروع والممنوع هو عكس ما يطالب به التغريبيّون بالمطلق، ولو كان ذلك في أصله حقًّا مشروعًا أو تحتمله طبيعة المسألة في الفقه الإسلامي. إذ ما زلت أتعجّب أن تُجعل مسألة كشف وجه المرأة عنوانًا للشرعيّين، بحيث أصبح المأخذ الوحيد في منع بعض المطالب هو كونها –فقط- تؤدي إلى كشف وجه المرأة، وأنا لا أعتقد أنّ مسألة لا يكون من نتائجها سوى كشف المرأة وجهها مسألة محظورة، ولو كنت أرجّح وجوب ستره. وأقول كذلك: إنّ بعض الدّعاة يسوّق لرأيه بوجوب ستر المرأة لوجهها بطريقة جاهليّة؛ إذ يربط المسألة عند الناس بالغيرة على المحارم والأعراض، حتّى إنّ بعض النّاس تصل به الوقاحة إلى القدح في غيرة أو حياء أو دين من يرى أو يسمح لنسائه بكشف وجوههنّ وفق بقية شروط الحجاب الواجب. لأنه تلقى هذه المسألة بطريقة(أفا عليك واخزياه ويا للعار.. تخلي أختك أو زوجتك تكشف وجهها.. وين تودي وجهك من الرجال).. الخ. ولهذا تجد من طبيعة بعض الدّعاة أنّه يحمّل المرأة وحدها مسؤوليّة عفاف المجتمع، حتّى يكاد يحرّم عليها الخروج من بيتها لأيّ غرض، مع أنّ العفاف مسؤوليّة مشتركة، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث المرأة الخثعميّة لما رأى الفضل بن عباس ينظر إليها – بغضّ النّظر عن كونها كانت كاشفة لوجهها أو ساترة له – فإنّه لم يأمر المرأة بشيء، وإنّما كان توجيهه للرجل حيث صرف وجه الفضل للشقّ الآخر. فإذا استمرّ الدّعاة في تحميل المرأة مسؤوليّة عفاف المجتمع بالكامل، حتى أصبح البعض يعارض أيّ قرار وأي نظام فيه تخفيف من بعض القيود على تصرّفات النساء، مهما كان فيه مصلحة حاجيّة أو ضروريّة لبعض صاحبات الحاجات بحجّة أنّه سيكون ذريعة من بعضهنّ للفساد أو الاعتداء عليهن، أقول: فإنّ هذا يعني منتهى الحرج والعنت، وإلاّ فأين هي مسؤوليّة المجتمع بكل فئاته؟ لماذا تحمّل المرأة وحدها هذه المسؤوليّة! خذ كذلك مسألة العِرض، فأصبحت المرأة وحدها تتحمّل مسألة عرض الأسرة أو القبيلة، ولهذا تتعرّض للقتل أو المبالغة في العقوبة إذا زلّت. مع أنّه ليس في النصوص الشرعيّة ما يجعل زلّة المرأة بخلاف زلّة الرّجل. وقد بحثت في نصوص السنة عن أيّ قصة أو واقعة في عهد النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- تدلّ على أنّ أسرة ما أو قبيلة تحمّلت مسؤوليّة خطأ امرأة تنتسب إليها، وقد زنت في عهد النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- امرأتان منتسبتان إلى قبيلتين، ولم أجد أيّ إشارة إلى أيّة ردّة فعل من أسرتيهما أو قبيلتيهما أو أزواجهما ألبتة، على الرغم من أنّهما ثيّبتين وقد رُجمتا، ولم يتعرض لهما أحد بضرب فضلاً عن القتل، وإحداهنّ أُعطيت مهلة عامين تقريبًا حتّى وضعت طفلها وأرضعته وفطمته، تصوّر معي: امرأة مقرّة بالزنا تعيش عامين في مجتمع مسلم، ومع هذا لم أجد ما يشير إلى مضايقات أو نبْز أو أذى، بل كان تعامل المجتمع معها إيجابيًّا للغاية، حتى إنّها وجدت من يكفل طفلها مباشرة. وهذا يعني أنّهما عاشتا في مجتمع يحترم المسؤوليّة القانونيّة إلى أبعد حد، فلا تزر وازرة وزر أخرى، كما أنّه في دولة القانون والشريعة هناك مصدر واحد للمحاكمة والعقوبة، ولا يجوز تمكين شخص آخر باستيفاء العقوبة تحت ذريعة الغيرة والشرف، ففي الصحيح عن ابن عباس: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "البينة أو حدّ في ظهرك". فقال: يارسول الله، إذا رأى أحدنا رجلاً على امرأته يلتمس البينة؟ فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "البينة وإلاّ فحدّ في ظهرك". وجاء في حديث أبي هريرة قول سعد بن عبادة: "قال سعد: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال: نعم"، قال ابن حجر: "وقد اختلف العلماء فيمن وجد مع امرأته رجلاً، فتحقق الأمر فقتله هل يُقتل به؟ فمنع الجمهور الإقدام وقالوا: يقتص منه إلاّ أن يأتي ببيّنة الزنا أو على المقتول بالاعتراف أو يعترف به ورثته، فلا يقتل القاتل به، بشرط أن يكون المقتول محصنًا، وقيل بل يُقتل به؛ لأنه ليس له أن يقيم الحد بغير إذن الإمام". انتهى، فأين هذا ممّن يحسّن ما يفعله بعض النّاس من الإجرام بحق بناتهم أو أخواتهم إذا وقع منهنّ زلّة دون الزنا، أمّا الزنا والتهمة به فحدّث ولا حرج، وعندما يحدث هذا بعيدًا عن أهل الشريعة والدعوة فلا يعدو ذلك أن يكون من جهالات المجتمع أمّا حين يكون ناتجًا أو محسّنًا من قبل الدعاة ونحوهم فهذه جاهليّة أخرى. ثم نأتي إلى داهية دهياء، وهي مسألة أبطلها الإسلام وجعلها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحت قدمه، لكنّ بعض الشرعيّين جاء اليوم ليعيدها ويرفع من شأنها فقط؛ لأنّ أبواق العلمانيّة والليبراليّة وظّفتها للطعن في القضاء الشرعي، وهي مسألة تكافؤ النسب؛ فإنّ من العجب أن يحاول البعض تلمّس المشروعيّة لأحكام قضائيّة مبنيّة على مسألة تكافؤ النسب، خاصة إذا كان ذلك الحكم متدخلاً بين زوجين رضي كلّ منهما الآخر، فبدلاً من أن نقرّ بأنّ الإصرار على اعتبار تكافؤ النسب شرطًا لصحة عقد الزوجيّة ليس من الشّرع، ذهب البعض يفتّش عن أقوال فقهيّة يرفع بها من خسيسة هذا القول الجاهلي، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في وقائع متعدّدة بيّن بالقول والفعل أنّه شرط وضيع موضوع قتله الشّرع، فلا يجوز محاولة نفخ الروح فيه، قال تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال صلى الله عليه وسلّم: (لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى). قال ابن القيم رحمه الله: "فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه و سلم اعتبار الدين في الكفاءة أصلاً وكمالاً فلا تزوّج مسلمة بكافر ولا عفيفة بفاجر، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرًا وراء ذلك فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث، ولم يعتبر نسبًا ولا صناعة ولا غنى ولا حرية، فجوّز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفًا مسلمًا، وجوّز لغير القرشيّين نكاح القرشيّات، ولغير الهاشميّين نكاح الهاشميّات، وللفقراء نكاح الموسرات". مسألة الغيرة على النساء وقع فيها مبالغات، وتمّ القبول بنعرات قبليّة جاهليّة ما دامت تسند بعض الأحكام الشرعيّة وهذا خطأ، وكمثال لهذا سمعنا من يطعن في شرف ودين من يجوّز قيادة السيارة بالنسبة للنساء، ودخول المرأة مجامع التجارة بائعة ومشترية، ودخولها محافل الرجال متحدّثة ومطالبة، ونحو ذلك، وهذا من صفاقة القائل، فإنّنا نناقش هذه المسألة من جهة المصالح والمفاسد المترتبة عليها، لكن لا علاقة لهذا بدين المرأة وذويها وشرفهم فضلاً عن المتكلم فيها من أهل العلم أو المثقفين. وأصبحنا نسمع بعض الشباب المنفلت الذي لعله لا يصلي بل لعلّه من المتسكّعين في الأسواق والمحافل الساقطة يتوعّد ويرفع عقيرته بمنع المرأة التي هي أخته أو أمه من كذا وكذا لا دينًا، وإنّما فقط نعرة وحميّة جاهليّة. وهذا النوع من الحميّة لا يقرّه الشّرع، ولا يجوز الاستعانة به في الدّعوة إلى الله وتعميق تمسّك النّاس بالحكم الشرعي؛ لأنّ له من اسمه نصيب، فهو جهل وتعصّب مقيت، والإسلام جاء بالعلم والنور والهداية والسماحة. ومن عجيب تصرّفات بعض الأقوام ممن اختلطت فيهم مفاهيم الشرع والقبيلة أنّهم يتصرفون في مجتمعهم القبليّ أو الأسريّ بأمور ينكرون ما هو أخفّ منها في محاضراتهم، أو يمارسون ما هو من جنس ما ينكرونه، فقط لأنّ هذا مما تأباه النعرة وهذا مما تقبله، وبهذا أصبحت الجاهليّة مصدرًا للتشريع عند هؤلاء، يوجبون بمقتضاها، ويحرّمون بمقتضاها، وهذا ما أبطلته الشريعة، وجاء الإسلام ليهدمه، ويقيم بدلاً عنه دين السّماحة والعدل الذي عامل المرأة والرجل على قدم العدل والمساواة من حيث تحمّل المسؤوليّة عن أفعال الإنسان من خير وشرّ، والله أعلم وأحكم.
|
||||||||||||||
15-11-2011, 07:14 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
شكرا على الإثراء أستاذي الكريم نايف |
|||
15-11-2011, 08:48 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
هو موضوع مثير للجدل وما تفضلت به أستاذي من عرض لآراء كبراء الفقهاء المؤيدين منهم والمعارضين وكذلك المحايدين أغنى الموضوع وأثراه لا أخفيك أستاذي أنني أغبط صاحبة النقاب تلك التي استطاعت أن تختاره مقتنعة بأهميته وأجادت الصبر عليه ففي مواقف كثيرة من حياتنا تتمنى المرأة فعلا لو كانت بعيدة عن أعين الفضوليين ولكنه أي النقاب بحاجة إلى صبر وجلد ودافع إيماني قوي جدا هذا إن كان عبادة طبعا أما إن كان عادة فلا قيمة لارتدائه من وجهة نظري تحياتي لك أستاذ نايف .. مباركة جهودك |
|||
15-11-2011, 10:35 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
معلومات قيمة بارك الله فيك أستاذنا الكريم.. جميل أن لايظهر من المرأة ولا حتى ظفرها تحيطها هالة من الوقار سبحان الله ولكن لابأس إن كشفت وجهها دون أن تجعله لوحة رسم تعبث به جميع الألوان .. موضوع استفدت منه كثيراً ..شكراً لك نور الهاشمي |
|||
15-11-2011, 10:43 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
جميل ماذكر احبتي هنا فوالدي نايف ذوابه يقدم دائما مواضيع قيمة تصب في مصلحة الأمه، وغاليتي سلمى تثري المواضيع بأرائها القيمه . |
|||
15-11-2011, 10:59 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||||||||||||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
اقتباس:
أهلا بك أستاذة سلمى تدلين برأيك في هذه المسألة التي تستحق الوقوف لأن من حق كل مسلم ومسلمة أن يبدي رأيه المستند إلى فهم شرعي وأن يوضح الفهم السليم للمسألة الشرعية بتحقيق المناط أي واقع المسألة ثم إنزال الحكم على الواقع إنزالا صحيحا بعيدا عن الهوى وحظوظ الأنفس وبعيدا عن الاعتبارات التي لا تقوم على الإسلام كالغيرة على الشرف والحمية التي تدنو من الحمية الجاهلية .. وادعاء الغيرة من غير سبب شرعي باطل وقد قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة حين قال: سعد غيور والله أغير منه وأنا أغير منه حين اشترط الرسول إثبات واقعة الزنا بأربعة شهود وعدم ثبوت الواقعة حتى لو وجد الرجل أحدا مع أهل بيته ورآهم رأي العين .. والحكم ينزل لمعالجة أوضاع لا لمعالجة حادثة واحدة .. أولا هل يجوز أن تلبس المرأة النقاب؟ طبعا هذا مباح للمرأة بشكل عام إلا ما ورد النص بتحديده وهو لا تنتقب المرأة المسلمة في الحج ولا تلبس القفازين.. كما جاء في الحديث وقد جرى تحريف النص الواضح الدلالة بدوافع عقلية غير شرعية وهي قاعدة سد الذرائع والحديث في المآلات مآلات الأفعال .. لكن الإخوة لم يتوقفوا عند إباحة لبس النقاب بل أوجبوه ولم يوجبه بعضهم بل لمزوا بمن يقول بإباحة إظهار الوجه والكفين وبعضهم من الجهلة شكك في غيرة الرجل الذي تكشف زوجته أو ابنته أو أي من محارمه وجهه وكفيها وقد تعرضت شخصيا لمثل هذا الكلام غير المسؤول لأنني ألتزم بفهم أن الوجه والكفين ليسا بعورة .. ولقد سرني الدكتور الزهراني في الرد على هؤلاء الجهلة ممن ينالون من أعراض حرمها الله وأوجب صيانتها من المتعصبين الذين لا يعتمدون على الفهم بل على مسايرة الجو العام وإذا اعتمدوا على فهم فيأخذون بفهم يشقون به على المسلمين ولا يرحمون به حتى أرحامهم وأهل بيتهم بالتضييق عليهم وعدم السماح لهم بالخروج من البيوت .. هناك استقواء في بعض المجتمعات على المرأة وعدم احترام لها وهي أخلاق جاهلية .. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير الناس لنسائه وأهل بيته وكان في مهنة أهله يساعد نساءه في شؤون البيت ولم يكن يضرب ولا يوبخ ولا يعنف .. حرمان المرأة من الميراث هذا للأسف حرمان لها حتى لا ينتقل المال أو العقار أو الأرض إلى غير أسرة المتوفى ويظل بين الأبناء دون البنات باعتبار أن أزواج البنات غرباء .. وكفى بذلك ظلما أن حرموا المرأة ما أحله الله لها وأوجبه شكرا لمرورك يا أستاذة سلمى وبارك الله فيك
|
|||||||||||||||
15-11-2011, 11:15 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||||||||||||
|
رد: النقاب عادة أم عبادة .. ؟!
اقتباس:
أهلا بالابنة العزيزة الأستاذة أميمة موضوع هام ويستحق النقاش والإثراء حتى يكون الفهم والأخذ عن بينة ودليل وحتى لا نضيق واسعا ولا نجانف الحق .. الفهم الشرعي والدليل الشرعي سيد الموقف وهو الفيصل والحكم الشرعي يعالج مشكلة عامة .. يشرع حلا للجميع المرأة في المجتمع الإسلامي هي عرض يجب أن يُصان .. والمرأة الأصل أنها أم هذه مهمتها الجليلة المقدسة لكن المرأة في خير القرون وهو قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت للحياة ومارست نشاطا عاما .. للمرأة أن تنتقب على أن يكون هذا ليس حطا ولا إزراء بمن تكشف عن وجهها ولا ادعاء بأنها أكثر تدينا وغيرة على محارم الله .. أنا رأيي أن لبس النقاب بشكل عام يعيق نشاط المرأة العام كأن تقوم بالشهادة أو تمارس نشاطا تجاريا أو عملا كممرضة أو طبيبة .. لا بد من بروز شخصية المرأة ومعرفة من تكون حتى تدلي بشهادتها وحتى يدخل عليها الناس كطبيبة أو صاحبة مصلحة تاجرة أو نحو ذلك .. ابنتي العزيزة أم معاذ نحن نتحدث عن مجتمع إسلامي حقيقي يعني عن مجتمع يعيش في ظل دولة إسلامية .. وهذه الدولة التي تطبق الإسلام كله لا بعضه وحين يطبق الإسلام فإن العفاف يسري في المجتمع كما تسري العافية في البدن لأن أحكام الإسلام مجتمعة هي التي تحقق توازن المجتمع .. فالدولة الإسلامية دولة رعاية وهي دولة تعين الناس على العفاف .. بتعميم القيم الرفيعة في المجتمع وأساسها الكفاءة في الدين ثم تعين الناس بمساعدة الشباب على الزواج لمن يقصر عن ذلك إن كان في بيت المال ما يمكنها من ذلك .. ومن ذلك أيضا أن الدولة هي الرقيب على العفاف ومن يتعد حدود الله أو يروج لرذيلة تطبق عليه الحدود .. فتحمي المجتمع من كثير مما نراه .. الدول الحالية هي التي تعمم الرذيلة بحماية أوكارها وبعدم إعانة الناس على الشيطان بل تعين الشيطان عليهم .. التصور مختلف في دولة الإسلام عما هو في واقعنا الحالي لذلك لايقاس عليه .. كانت الشفاء بنت عمرو قاضية حسبة وهي مهمة يقوم القاضي بموجبها بالحفاظ على الجو العام والذوق العام والقيم الرفيعة في المجتمع .. القصور في العفاف يعالج بالضرب بيد من حديد على مروجي الرذيلة وحماية المجتمع من الفاسدين الذين يعتدون على عفاف المجتمع وأيضا بتعزيز الرقيب الداخلي وهو التقوى في نفوس الناس فهذا أكبر محفز على شيوع العفاف .. وعندئذ الحياة تصبح سلسة والناس تعين السلطان على تحكيم شرع الله واستقرار أمن المجتمع النفسي والعاطفي .. كلهم حراس على أمن مجتمعهم لأن تقوى الله تحفزهم على ذلك .. يكفي معاقبة فضولي بجلده أمام الناس ليكون ذلك درسا لمن ينتهك حرمات الله ويستهتر بأعراض المسلمين شكرا للابنة أميمة للمرور الكريم الذي أغنى الزاوية وأشكر الكريمتين نور وريما على مرورهما وسأعود للتعقيب بعد حين مساء الخير للجميع
|
|||||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|