ما هي عوامل نهضة الأمة؟

[محمد صوانه]

[يتبع المشاركة رقم 12 (الخطوة الثالثة: الفهم الصحيح للمنهج الرباني):]

إن الفهم الصحيح لمنهج الله (ونحن هنا نتحدث عن الإسلام تحديداً لأنها الرسالة الأخيرة ونبي الإسلام خاتم الأنبياء والرسل) - أقول إن الفهم الصحيح لهذا المنهج لا يتحقق إلا بالعلم والحرص على تحصيله وطلبه، وتنميته وتطويره، في مختلف مجالاته ومراحله؛ سواء التعليم الالزامي الذي تشرف عليه الدولة أو التعليم الخاص الذي يتولاه القطاع الأهلي؛ وكذلك التعليم العالي.

فبالعلم وحده يمكن أن نعمق الفهم لدى فئات المجتمع، وما لا يمكن أن يُحصّله الفرد خلال مراحل التعليم التقليدية القائمة حالياً، فإن مؤسسات المجتمع المدني الأخرى (ومنها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة) يمكن أن تتولى استكمال الرسالة التعليمية ونشر العلم لمزيد من فهم النصوص وشرح إجراءات التطبيق، وهي مسألة ليست آنية بل تأخذ زمناً، إذ ينبغي الحرص على إشاعة روح طلب العلم والتعلّم بين مختلف فئات المجمتع الإسلامي والعربي.

[ماجدة ريا]

بارك الله فيك أخي محمد صوانة على هذا الطرح القيم والموضوع المتميّز
ولي عودة بإذن الله تعالى

[محمد صوانه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجدة ريا

بارك الله فيك أخي محمد صوانة على هذا الطرح القيم والموضوع المتميّز
ولي عودة بإذن الله تعالى

----------
الأخت الفاضلة ماجدة سلمها الله
أهلا بك هنا، وننتظر عودتك للإسهام في طرح ما ترينه من أفكار تتفاعل مع عناصر هذا الموضوع المهم!
لك تحياتي
محمد صوانه

[محمد صوانه]

االخطوة الرابعة: البدء بالتنفيذ
هيا إلى العمل


ومن أجل أن تبدأ الخطوات التنفيذة لنهضة الأمة؛ ينبغي أن تبدأ الأمة أفراداً وجماعات، سلطات وجمعيات المجتمع المدني ومنظماته، كلها ينبغي أن تبدأ بالعمل على هدى.
وأن تقدس العمل والإنتاج، وأن تحرص على البدء بالتنفيذ دون كلل أو ملل..
فلا يمكن أن يستوي القاعد والعامل، والعامل هو مَن يُسهم في بناء النهضة.
وإذا تحدثنا عن العمل فإننا نترك جانباً كل ما من شأنه أن يحول دونه.

أنظروا إلى قول الله عزَّ وجلَّ في سورة العصر:
((والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).

وهذه الخطوة وضعتها هنا على عجل في مكانها الصحيح، قبل أن يمتد بنا الحديث ويطول عن عومل النهضة ونأتي إلى العمل تفصيلاً وإسهاباً؛
لأن العمل يكون مستحقاً عندما يتحقق العلم بأهميته وبكيفيته، وبأنه لا مجال لتأخير البدء به.

ولتقريب وجهة نظري في هذه الجزئية:
أسألوا أنفسكم: لو أن شخصاً رأي ناراً أخذت تشتعل في ثيابه التي يرتديها؛ فهل يبدأ بالتفكير في كيفية إطفائها؟ أم يباشر فوراً، دون تراخٍ في إطفائها بكل ما يستطيع من وسائل؟؟
حتى لو تطلب منه الأمر أن يتمرَّغ في التراب أو أن يرمي نفسه في الماء!!

هكذا أنظر إلى أهمية مباشرة العمل فوراً من أجل تحقيق النهضة: إذا تحقق العلم وأدرك كل منا أهمية البناء واستئناف النهضة؛ فإنه ينبغي عليه أن يبدأ فوراً بالعمل، وكلٌ في مجاله.

فعلى كل إنسان منا وبعد تحصيل المعرفة الضرورية له للبدء بالعمل الذي يُحسنه هو، فإن عليه أن يباشر فوراً، دون تأخير!
وفي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
((لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها؛ فليغرسها))!!
أو كما قال علية السلام.
هذا هو منهجنا في الحرص على العمل والإنتاج.
فالعامل في معمله، والطبيب في عيادته ومستوصفه، والعالِم في مختبره، والمزارع في مزرعته، والتاجر في متجرة، والطالب في مدرسته ومذاكرته، والأم في بيتها أولاً وفي عملها إن كان لديها عمل آخر ثانياً، وكل فرد منا في مجال تخصصه ومجال عمله ومرابطته: ينبغي أن يعمل دون كلل ودون تراخٍ ودون أن يكون هناك مجال للإهمال فضلاً عن النقص أو الغش (لا قدر الله).

فكل في مجاله: يعمل، وينتج، ويحسن الإنتاج. نعم يُحسن الإنتاج.
وفي الحديث الشريف:
((إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))

انظروا: أن يتقنه..أن يتقنه.. أن يتقنه

----------------------------------------------
استدراك (في وقته)

وَقْفَهٌ خاصة، تراودني؛ مذ بدأت بالمشاركة في المنتدى:
هذه وقفه في طريق بناء عوامل النهضة
وستكون لي عودة بإذن الله تفصيلاً واستدراكاً.

وأستأذن كل من يقرأ
لا تتردد:
أخوك محمد صوانه
لا يمانع من الإفادة مما يكتب هنا
وأيم الله إنني أتعلّم، وأحب أن يُعلمني الآخرون،
وفي الوقت نفسه، أحب أن يأخذ الناس مما علّمني الله إياه.
فلا تترددوا في الأخذ والعطاء
إنما يزيد العلم بالأخذ والعطاء
أرأيتم أن المال ينقص كلما أُخذ منه وأُنفق.
لكن العلم يزيد كلما أُخذ منه.
فلا تترددوا.

[شاكر مطيع]

اود ان اضيف ما قراته لكم من مقالة للاستاذ عزيز ابوخلف

ان أفضل رد على الاحتقارات المتكررة لهذه الأمة هو ان ينكب أبناؤها النجباء على المراجعة الذاتية الداخلية، وغربلة فكرهم السابق، واستكشاف ما لم يكشفه السابقون، في محاولة للاستنهاض ورد الهيبة والكرامة. ذلك هو السبيل للاستنهاض: تنقيح للأصيل، وغربلة للدخيل، وتطبيق توافقي متطور.

ربما يكون هذا هو الطريق الى النهضة.

تابعوا المقالة:
http://faculty.ksu.edu.sa/abukhalaf/Pages/nsra.aspx

[محمد صوانه]

أخي شاكر سلمه الله
أشكرك على مشاركتكم، علماً بأن الرابط لم ينقلني إلى المقالة المقصودة.
ولكنني فهمت من العنوان ما قد يفيد..

على كل حال، ما أنا بصدده هنا في هذه المشاركة الأصل: ما هي عوامل نهضة الأمة؟
هو أن أذكّر إخواني وأخواتي من المربين والمعلمين وأولياء الأمور وأرباب الأعمال والأفراد عموماً
أن عوامل النهضة هي نفسها البدايات التي نشأت عليها الحياة في الأرض منذ أنزل الله آدم إليها ووّكّله بعمارتها.
والأمل بالله عزَّ وجل أن يفتح الله علينا وعلى كل من يقرأ ويشاهد ويسهم في هذا الموضوع إنْ بالقراءة أو بالكتابة ما يزيد من غموض بعض جوانب الموضوع.

وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:
((لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)) أو كما قال عليه السلام.

وقد صلح أول الأمة بأخذ المنهج من منابعه الأصل: القرآن والسنّة.
وعززّوا ذلك بالقدوة الحسنة للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وشؤونه كلها.
فكانت النتيجة: عزٌّ وأي عزٍّ لهم ؛ فقد قادوا الأمة وأوصلوها إلى العُلا.

وعندما نكص الأبناء والأحفاد والأتباع، وغيّروا النهج وبدّلوا مصادر الاتّباع، سقطوا من عليائهم وتمرغوا في الطين، وداستهم الأمم الأخرى، بعد أن كانت تأخذ منهم العلم وأسباب التقدم؛ فها هم الآن يأخذون منها القشور نعم القشور والفضلات (عذراً على الصراحة). وحتى العلم الذي أخذوه منا وتقدموا به في كل شأن من شؤون الحياة الحضارية المعاصرة ماذا نأخذ منه نحن؟ وماذا يصلنا منه أصلاً؟ وماذا نأخذ مما يصلنا منه؟
الموضوع جد خطير، ويحتاج إلى مزيد من التأمل والتفكير.
ولكن ما أنا بصدده: إذا عرفنا النهج، فلنتمسك به، ونبدأ من الآن.

وإلى لقاء بإذن الله

[محمد صوانه]

يتبع البدء بالعمل والتنفيذ،

رعاية الموهوبين والمتفوقين

ستجدون كثيراً من الأفراد والشباب تحديداً - وأقصد بالشباب: الفترة العمرية، وتشمل فترة القوة في الجسم التي يمتاز بها الإنسان في فترة الشباب سواء من الذكور أو الإناث على حدٍ سواء - لديهم قدرات هائلة من العطاء والإبداع، والاندفاع الكبير نحو الإنتاج وإثبات الذات، والرغبة في الإضافة والإسهام في أي جانب من جوانب الحياة الحضارية المعاصرة، فيبتكرون، ويطوّرون في أي من أدوات الحضارة أو من منتجاتها ومقوماتها..
هذه الفئة الراقية بفكرها وعزيمتها واندفاعها وعطائها، تحتاج من الدولة ومن المجمتع ومن مؤسسات المجتمع العام والأهلي إلى الدعم والمؤازرة، وإلى تبنّي مشروعاتهم ومطوراتهم وإبداعاتهم.
ولا يستخفن بهم أحد؛ بل ينبغي الحرص على دعمهم معنوياً أولاً وتوفير التمويل اللازم لتطوير إفكارهم ومبتكراتهم ومطوراتهم؛ حتى تأخذ الأفكار نصيبها من الدرس والتجرية والإبداع.
فالشبابَ الشباب، الحرص على الشباب تحديداً، فقد قامت الدول وقامت الحضارة وقامت الإنجازات الحضارية التي نراها اليوم على أكتاف الشباب (ما زلت أقصد فترة الشباب العمرية لدى الإنسان ذكراً أو أنثى على حد سواء).
نعم - مع التقدير والاحترام لمن تجاوزا فترة الشباب ومع الاحترام لخبراتهم وعلمهم- فإن في الشباب طاقة لو أخذت حظها من الرعاية والدعم لأبدعت وقدمت للأمة ما عجز عنه آباؤهم.
انظروا إلى الحضارة الغربية المعاصرة، ألم يُقدم المبدعون والمبتكرون ما لم يحلم به آباؤهم، فضلاً عن سابقيهم؟

ما أقصده هنا واضح تمام الوضوح.
وهو العناية بالمبدعين في كل مجال من مجالات الإبداع الحياتي. وقد يبدع مزارع ويتخلف طبيب، وقد يبدع راعٍ للأغنام ويعيش عالمٌ مُقَلِّدٌ طول حياته دون أي يأتي بجديد.
وقد رأيت مزارعاً يزرع شجرة واحدة، ثم يعمد إلى غصنين أو أكثر من أغصانها، فيقوم إلى تركيب نوع ثان من أنواع الفاكهة المناسبة للفصيلة ذاتها في غصن منها وتركيب نوع ثالث في غصن آخر فتخرج الشجرة الواحدة ذات الجذور الواحدة نوعين أو أكثر من أنواع الثمار!
وأنا لا أُضَخِّمُ هذا العمل، ولكنني أسوقه للتدليل على أن الإنسان البسيط في مظهره قد تكون في داخله طاقة كبيرة تحتاج إلى مَن يُنَمِّيها ويرعاها ويطلقها من أسوارها.

ولنا عودة بإذن الله.
ولكم تحياتي.

[محمد صوانه]

استدراك/ تأكيد:
ما أريد أن أؤكد عليه ثانية، أن مسألة النهضة، لا تخص القيادات وحدها دون عامة الناس، أو جهة دون أخرى، ولا تخص فرداً دون آخر؛ بل هي مسؤولية مجتمعية تشمل كل قوى ومقدّرات الأمة، دون استثناء.

[COLOR=Black]ولعلي في مناسبة تالية بإذن الله أن أتحدث عن تفعيل قِيَ�

[محمد صوانه]

استدراك/ تأكيد:
ما أريد أن أؤكد عليه ثانية، أن مسألة النهضة، لا تخص القيادات وحدها دون عامة الناس، أو جهة دون أخرى، ولا تخص فرداً دون آخر؛ بل هي مسؤولية مجتمعية تشمل كل قوى ومقدّرات الأمة، دون استثناء.

ولعلي في مناسبة تالية بإذن الله أن أتحدث عن تفعيل قِيَم العمل والإنتاج.

وللتذكير فإن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)). فلو أتقن كل منا عمله ومجاله الذي تخصص فيه، وأي شأن من شؤون الدنيا تولى مسؤوليته ومتابعته؛ فإن النتيجة ستكون جداول كثيرة تتشكل لتكوّن نهراً عظيماً يؤدي إلى بحر أعظم، هو النهضة ذاتها!

ولنا لقاء بإذن الله وتوفيقه.
[/SIZE]

[ماجدة ريا]

أخي الكريم محمد صوانة

أن تسود القيم العليا في حياة الإنسان أثناء قيامه بعمارة الأرض، ولا يكون ذلك كله إلا باتباع النهج الرباني، وللإنسان بعدها أن يطور ويبتكر وينهض بكل أنشطة الحياة والحضارة.

الفهم متوافر في المنهج وفي أدواته أيضاً؛ ما يحول دون أن يكون ثمة مجال للخلل في التطبيق الصحيح المبنيّ على نصوص المنهج الأصل المنزل من عند الله عز وجل.

ينبغي الحرص على إشاعة روح طلب العلم والتعلّم بين مختلف فئات المجمتع الإسلامي والعربي.
أنظر إلى أهمية مباشرة العمل فوراً من أجل تحقيق النهضة: إذا تحقق العلم وأدرك كل منا أهمية البناء واستئناف النهضة؛ فإنه ينبغي عليه أن يبدأ فوراً بالعمل، وكلٌ في مجاله.

ان أفضل رد على الاحتقارات المتكررة لهذه الأمة هو ان ينكب أبناؤها النجباء على المراجعة الذاتية الداخلية، وغربلة فكرهم السابق، واستكشاف ما لم يكشفه السابقون، في محاولة للاستنهاض ورد الهيبة والكرامة. ذلك هو السبيل للاستنهاض: تنقيح للأصيل، وغربلة للدخيل، وتطبيق توافقي متطور.

فلو أتقن كل منا عمله ومجاله الذي تخصص فيه، وأي شأن من شؤون الدنيا تولى مسؤوليته ومتابعته؛ فإن النتيجة ستكون جداول كثيرة تتشكل لتكوّن نهراً عظيماً يؤدي إلى بحر أعظم، هو النهضة ذاتها!

أخي الكريم محمد صوانة
لقد توقفت عند هذه المفاصل التي فصلت فيها، وكان كلامك درراً وحكماً، ومن المفيد جداً العمل به، فهي قواعد أساسية في حياة المسلم الذي يريد أن يعمل على بناء أمته.
ولكن هذا عندما تسير الأمور بشكل طبيعي، وعندما تكون الأمة ضعيفة فقط لهذه الأسباب التي يجب أن ننظر فيها ونصلحها لأنها تحتاج فعلاً إلى إصلاح، بل وعمل دؤوب في الإصلاح من الكبار والصغار ، من المثقفين والعاملين، من الشباب الفتي الذي نوهت بقدراته وهذا صحيح ولكنها قدرات مهدورة في معظم عالمنا العربي لا تجد من يشق لها الطريق، ومن الناضجين الذين يستطيعون العمل، والصالحون منهم يعانون ما يعانون من وضع العراقيل أمامهم، ليس فقط لأن هذا هو قرار الدول، بل لأن المتحكمين بهذه الدول أضحوأ أدوات فقط تتحرك لتحافظ على مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمركية التي تحارب بضراوة ليس فقط عسكرياً وإنما على المستوى الثقافي والفكري وكل ما يتعلق بحياة الفرد العربي، وللأسف تجد لها من يمول ويسعى أمامها من الأموال العربية التي بدلاً من أن تصرف للتنمية، ولتثقيف الناس تهدر في محاربتهم وتشتيتهم، وتثبيط عزائمهم.
أخي محمد لا أقول ذلك من أجل تثبيط العزائم وإنما من أجل الدفع بقوة أكبر لمحاربة تلك المشاريع وتلك الثقافات التي تحارب مجتمعاتنا، وتجعل الكثيرين يحيدون عن الدرب الذي ذكرت.
حبذا لو الجميع يفكر بهذه الطريقة، خاصة ممن يملكون القدرة على التغيير والبناء والحراك في المجتمع، وعلينا أن نسعى دائماً إلى توضيح الصورة، وما تفضلت به يبقى مباركا وجميلاً.
أطيب تحياتي مع كل التقدير والإحترام.

[محمد صوانه]

المشاركة الأصلية بواسطة الأخت/ ماجدة ريا

حبذا لو الجميع يفكر بهذه الطريقة، خاصة ممن يملكون القدرة على التغيير والبناء والحراك في المجتمع، وعلينا أن نسعى دائماً إلى توضيح الصورة، وما تفضلت به يبقى مباركا وجميلاً.
أطيب تحياتي مع كل التقدير والإحترام.[/quote]


الأخت ماجدة سلمها الله

شكراً لاهتمامك وتفصيلك، واتفاقك وتفاعلك مع الفكرة، وانضمامك إلى الدعوة إلى إعادة بناء عوامل النهضة ورعايتها..

ولك تحياتي

[محمد صوانه]

التغيير الذي نادت به الأخت ماجدة ريا ، وننادي به نحن أيضاً، يبدأ من تربية النشء على الأخذ بأسبابها منذ نعومة أظفارهم؛ إن في المدرسة أو في البيت. والمدرسة أقوى وأنجع وأثبت.

والتعليم والتدريب لهذا النشء منذ بدايات سنوات أعمارهم الأولى هو الخطوة الأهم في تأسيس روح النهضة، وقيامها واستمراريتها، لتتعاظم الجهود والنتائج لاحقاً من كل حدب وصوب في مؤسسات المجتمع العربي والإسلامي العامة والخاصة؛ نحو تحقيق الهدف المنشود، والنهوض بالأمة في مختلف صنوف الحياة وأنشطتها، دون استثناء.

انظروا إلى الأمم المعاصرة: كيف نهضت اليابان من الصفر بعد الحرب العالمية الثاني التي دمرت اليابان بقضها وقضيضها؟ ثم نهض اليابانيون وبنوا حضارة جديدة فاقت الخيال وما تزال في صعود مستمر. وحدث ذلك في عدة عقود من الزمن فقط!
وانظروا إلى ألمانيا كذلك..
وغيرهما..

وأسوق لكم مثالاً سريعاً حدث يوماً في تاريخ الأمة:
محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية) عندما كان فتى يافعاً، علم من الحديث الشريف أن القسطنينية ستفتح على يد قائد مسلم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم امتدح ذلك القائد وامتدح جيشه: فنعم القائد هو ونعم الجيش جيشه.. (أو كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم).
ومنذ تلك اللحظة عاشت مع محمد الفاتح تلك الأمنية: أن يكون هو ذلك القائد!
ولكن الأمل وحده لا يكفي؛ فبدأ يعد العدة ويبحث ويتدرب على وسائل مهمة تعينه على تحقيق ذلك، ثم عندما تمكن من قيادة الجيش قام بتدريبات عديدة وأعمال عظيمة آخذاً بالوسائل اللازمة التي من شأنها أن تمكّن الجيش المسلم من تحطيم حصون القسطنطينية القوية وفتحها.
ونَفّذ تجارب عديدة (ما يشبه مناورات الجيوش اليوم) حتى أيقن أن الجيش أصبح مؤهلاً؛ تدريباً وتأهيلاً ورغبة وإصراراً على تحقيق النصر وفتح الحصن، وأن الأسلحة المعدة ستكون مناسبة وقادرة على دك حصون المدينة، وعندها، عندها فقط، أذن لقواته بالتنفيذ..
وأكرم الله القائد محمد الفاتح بتحقيق طموحه وفتح القسطنطينية والفوز بنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، هو وجيشه المظفر، (انظروا لقد التصق لقب الفاتح باسمه بعد الفتح).

هذا مثال سريع على ما نحن بصدد الإشارة إليه؛ فنهضة الأمة تحتاج إلى علم وتربية وعمل وتأسيس وسهر، ولا يمكن لشعوب تركن إلى الخنوع والاحتفالات بسبب وبدون سبب، واللهاث وراء السراب من قشور الحضارة والمدنية، لا يمكن لهذه الأمة أن تنهض وتعيش بعزة وكرامة فضلاً عن تحقيق نهضة شاملة.

النهضة تبدأ من تربية النشء وتمكينهم من الأخذ بأسباب وعوامل النهضة والتقدم والبناء وطلب العلم النافع الذي تحتاجه الأمه، والأمة تحتاج لجميع مجالات العلم وأصوله وفروعه دون استثناء، وتحتاج لتفعيل طاقات أبنائها كلهم دون استثناء كذلك.

الحديث ذو شجون ويفتح في كل يوم بإذن الله باب جديد وفصل مهم بفضل الله ومنته.
ولنا لقاء بعون الله.