محدودية الفكر والقدرات .. سبب التخلف العربي 3

[عراقي عودة]

كان للتنوع والانفتاح العرقي والقومي والاثني والديني الذي سمح به الرشيد إبان فترة حكمه اثرا كبيرا وواضحا في بناء او لنقل في انشاء اول خطوة في البناء الحضاري الاسلامي وعليه فأننا نلاحظ في فترة حكمه انتشار واسع لاعراق مختلفة من العمال فمن هو من الفرس او الروم او الهند والترك والسريان واليونان وحتى اليهود كان لهم نصيب من الجهد حين عمل اغلب هؤلاء في مجال الترجمة في دوواوين الدولة او مرافقها ومن ثم تقريبهم لاقرانهم مما احدث احتكاكا معهم فنقلوا تجاربهم وعلومهم وحضاراتهم وافكارهم الى الدولة الجديدة واهلها من العرب مما سرع بعملية النهوض هذا بجانب حب الرشيد للعلم واعمال الفكر والعقل اكثر من اهماله ومن ثم تعطيله كما هو شأن من سبقه من اسلافه وغالب العرب وهو ايضا ما تبعه فيه خلفه ابنه المأمون ذي الخلفية الفارسية ايضا .
ورغم ذلك لا نجد التاريخ يذكر من العرب من اهتم او ابدى ظهورا او حضورا او حتى نبوغا علميا ولو على قدر ضئيل الا بعد سنوات طوال من سيطره الاعاجم على الدولة العباسية ، بل على العكس فغالبهم اتجه وسط هذه الفورة والحركة العلمية المحمومه التي قادها الاعاجم الى الانكفاء للبحث عما يمكن ان يجاري به هؤلاء فلم يجدوا الا علوم اللغة و الكلام والفلسفة الدينية ونسج القصص الوهمية والروايات المفبركة ليمارسوا ما يتقنونه من الاعيب وتبديل وتغيير في دين الله تعالى حتى تطور معهم الى اقحام هذه العلوم في اساسيات الدين واستنباط انماط واشكال والوان من التحوير والتأليف أدى هذا الى ظهور العديد من الاراء الغريبة التي تفسرالقرآن حسب الهوى والمصلحة وبالتالي الى نشوء المذاهب الفلسفية المختلفة التي اهتمت بالهوامش والغث وتركت الاساس ومن هنا نجد الاسلام المزوراصبح فارغا من اية اشارة لقدسية وجود الانسان وحقوقه وحرياته الاساسية وبالتالي عملت العرب على انتهاكها بشتى الوسائل والطرق بدئا بالجهاد وانتهائا بربطه بعبودية ابدية في طاعة لولي الامر وجعلة مشروع استباحه لكل من هب ودب .
ولم تكتف العرب بهذه الوليمة القضمة من الاسلام بل لم يعجبهم على الاطلاق ان يروا نور العلوم المنطقية والطبيعية والروحية وهي ترقى بفضل سماحته وتعاليمة الراقيه وتصل الى مديات لا حدود لها وان هناك من المسلمين من هو افضل منهم جهدا وعملا ونتيجة فعملوا جاهدين على تحطيم هذا الصرح ومنع النور من الوصول الى اكثر مما وصل اليه فاطلقوا السنتهم بل وحتى سيوفهم بكل ما هو سيئ ومشين وفاسد ليوصموا به شتى العلوم والفنون والافكار واصحابها فتارة بالكفر واخرى بالزندقه وثالثه بالهرطقة واخيرا بالمطاردة والقتل لكل عالم او مفكر او حتى داع لخير واستمع لهم الرعاع وسقط الناس فمكنوهم من ضعضعت الاساس وهزه حتى اجهزوا عليه بسقوط بغداد بيد المغول ليخبوا النور وإن لم يختفي تماما فتنقلت خيوطه ما بين القاهرة ودمشق والاندلس حتى اختفى نهائيا عن عالمنا بوصول العثمانيين الذين لم يكونوا الا نسخة مقلدة سيئة عن العرب وتخلفهم فلا علم او ثقافة او فكر فقط القتل والحرب ومزيد من سفك الدماء واضعاف مضاعفة من الجهل والحمق والسقوط .
ومع نهاية العثمانيون نسجت حكاية عربية سيئة اخرى كانت ولا تزال فصولها تترى مجللة بكل خزي وسفاهة وعار، نسخة طبق الاصل عما مضى حيث القتل والدم والوحشية والكذب والخداع والعنصرية والغباء وبذات القدرات الضعيفة والشخصيات التافهة والعقل الركيك والفكر المتحجر الكاره لكل خير ومبدأ وخلق ومنطق ولعمري ان العاقل ليلمح نهاية هذه الحكاية السمجه كأقرب مما نتخيل ولا حول ولا قوة الا بالله

[عزالدين ندير]

الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــتتتلام عليكم
شكرا على المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــوضوع