الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2009, 04:27 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رهام قبطان
أقلامي
 
إحصائية العضو







رهام قبطان غير متصل


افتراضي تراب قديم

"سامر كان يسكن هنا"
قالتها لنفسها هامسة،وتردد صداها مرات كثيرة داخل رأسها وهي تغادر سيارة الأجرة على ناصية شارع لم تكن واثقة تماماً أنه سيقودها إلى حيت تريد.
لكنها هنا الآن،وعليها أن تكمل الرحلة التي بدأتها رغم ذلك الصوت الخافت الذي يقول لها ألا تفعل،والذي تجاهلته مؤكدة لنفسها أن عليها أن تتذكر بوضوح كل ما كان..أو تنساه تماماً لتنجو من ذاكرة تعابثها بقسوة كل الوقت.
وعرفت أنها ماكانت لتنجح في النسيان ما أن خفق قلبها بأُلفة الطريق،ورأت ملامح الأُمسيات القديمة تجاعيد على كل البنايات وما تناثر من بقايا الأشجار العجوزة حول الطريق.
لم يستطع الزحام أن يخفي الأماكن الخالية من كل من رحلوا عن شارعها القديم،حيث تقف الآن وحيدة تتأمل طريق استبدل ذاكرتها القديمة بمجموعة جديدة من التفاصيل المُرتبة بعناية،تماماً مثل أحذيتها اللامعة تحت الخزانة
..هناك تتذكر أنها مازالت تحتفظ بحذاء رياضي قديم في علبة مُهملة بأبعد جزء مُظلم،ربما ما زال يحمل بداخله بقايا أكوام التراب الذي اعتادت أن تفرغها بعد كل رحلة هروب من عصا جدها الغاضب...سريعة الهروب كانت دائماً إلا عندما تتعثر وهي تسمع صرخات سامر وقد نال منه جدهما قبل أن يجد الطريق إليها..
بالتأكيد كان الهروب مُتعة سهلة،فلم يكن صوت هروبهما يشبه وقع حذائها الآن على إسفلت الطريق المرصوف حديثاً!!
هذا الطريق الذي تُرهق ذاكرتها فيه تجوالاُ لتتوقف أمام سور الفيلا القديمة...وتنتظر،ربما ترى الآن سامر يقفز معها من النافذة الأرضية إلى ساحة بيت الجيران.
مجرد صغيران كانا،هاربان بلعبتهما الطفولية من منزل الجدة الكبير والإجتماعات العائلية المُملة إلى حرارة الطريق،حيث تضيئ شمس الصيف خُصلات شعر سامر الطويلة فتؤكد له أنه جميل جدا مثل الملائكة أو البنات،وتهرب ضاحكة قبل أن ينالها أول حجر قذفه باتجاهها.
...عرفت أنها تستطيع الآن أن تبتسم لصورة في الذاكرة،لكنها لم تفعل حين تذكرت وجع الرحيل عن الفرح المؤقت لشهور الصيف،عائدة إلى لعنة الصحراء العربية،بعد أن تُهدي سامر كل ماتعلمت في حصص المدرسة عن مذاق الجنة.
دائماً كانت تصل مُستعدة للرحيل مُجدداً بذاكرة مُثقلة بلحظات فرح طفولي،أحلام جديدة،والكثير من الاسرار الطفولية التي يستبيحها اليوم ساكنوا البيت القديم.
غُرباء عنها وعنه يعيدون ترتيب الذكريات،يمحون الأسماء عن الجدران بمزيد من الطلاء الباهت،ويضعون الحواجز الحديدية على النوافذ كي لا يهرب أطفالهم إلى لعبة جديدة في ساحة بيت الجيران.
دورة كاملة حول البيت أكدت لها أن كل النوافذ أصبحت مُغلقة دونها الآن،ولو عادت فلن تعود الأشياء كما كانت..لن تجد أمام الباب سيارة جدها الزرقاء العتيقة التي اعتادا سرقة مفاتيحها لمجرد اثارته والاستمتاع بلعبة مُطاردة جديدة،ولن يخفيهما لديه الآن ميكانيكي السيارات الوسيم الذي لم يرتو أبدا مهما شرب من أكواب ماء يطلبها مُغازلاً الخادمة وهي تشتري لهما الحلوى من صديقهما العجوز..واثقة فكرت لابد وأنه مات الآن وإلا ما كان ليترك دُكانه الصغير يتحول إلى مخزن لبضائع السوبرماركت الضخم بجواره!
كلهم رحلوا،من بقي هنا لا يذكرها،ومن جاء لايعرفها.
لا أحد في شارعها القديم يحمل ملامح ذاكرتها،لا أحد يشبهها، حتى وإن كانت هي قد تذكرت الجميع وبحثت عنهم،تظل الحقيقة أنها لم تجدهم.
عترفت لنفسها بالحقيقة لمرة واحدة أخيرة..
حقيقة أنها مُجرد ذاكرة إعتادت حفظ الملامح و التفاصيل لأنها لم تملك بديلاً آخر تعبُر به عشرة أشهر من اللعنة المُستمرة عاماً بعد الآخر،ولاينقذها منها إلا الدخول وحيدة في ذاكرة الأحداث الصيفية.
...مازال الصيف حارقاً هنا أيضاً،الإسفلت الذي استبدلوا به أكوام التراب يزيد من احساسها بالحرارة،فتتسائل حانقة لماذا مازالت تتجول مُنذ ساعات دون أن تجد طريق الخروج من زحام الشارع الضيق القذر؟!
تستوقف على بداية الشارع سيارة أجرة تأخذها بعيدا وهي تتأفف مُنزعجة من رؤية بعض التراب على مقدمة حذائها الأنيق.






 
آخر تعديل نورالدين شكردة يوم 06-07-2009 في 05:07 AM.
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 05:06 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نورالدين شكردة
أقلامي
 
الصورة الرمزية نورالدين شكردة
 

 

 
إحصائية العضو







نورالدين شكردة غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نورالدين شكردة إرسال رسالة عبر Yahoo إلى نورالدين شكردة

افتراضي رد: تراب قديم

مرحبا بمشاركتك الأولى في هذا الصرح الأدبي الكبير...نرحب بك وبغبداعاتك وبدءا ونعدك بعودة ثانية لقراءة قصة سامر الذي كان يسكن هناك...
تحياتي..







 
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 10:43 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حمدعبدالله
أقلامي
 
إحصائية العضو







حمدعبدالله غير متصل


افتراضي رد: تراب قديم

قلمك رسم لوحة عجزت عن التأمل في جمالياتها لأنها خاطبت أحاسيسي مباشرة ..

وأعادت إلى ذاكرتي صورا رسمت البسمة على وجهي .. كيف لا وهي ذكرياتنا الجميلة؟؟



ولكن .. بحكم قلة خبرتي لدي تساؤل .. هل ما قدم لنا من إبداع في هذه الصفحة دارج تحت راية القصة القصيرة ؟؟ أم الخاطرة؟؟

احترامي وتقديري







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط