الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-2013, 03:00 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي أرُوح لِمين ؟!


يقول ألبرت آينشتاين : " المشاكل التى نواجهها اليوم لا يمكن حلها من قبل العقول نفسها التى خلقتها " !
أجلسُ فى استراحة الاستديو أرتشف الشاى قبل الدخول على الهواء ، أتابعُ كلمات من سبقونى من رجال أعمال أتراك حولَ آفاق التعاون المصرى التركى ، يأتى الضيف الذى سيشاركنى الحوار " مساعد رئيس تحرير مؤسسة صحفية مرموقة " ، يُبدى امتعاضه وتأففه جالساً على طرف الأريكة ويسأل وظهره لى : " كيف وقد قيلَ لى اننى سأظهر مع فلان ؟! " ابتلعتها مع الشاى وطلبتُ محاورَ اللقاء ورحتُ أدون بعض الأفكار ، كتمتُ ضحكاتى التى تخرج عادة فى صورة قهقهات وأنا أتابعُ مُعدة الفقرة المفتوحة عن ملف " التجربة التركية " وهى تُلاحقُ أستاذاً جامعياً أبْدى امتعاضه وتأففه هو الآخر من الظهور مع صحفى شاب متخصص فى الشأن التركى .
بدأَ صاحبى فى التخلى عن كبريائه المُصطنع : " لولا أنك من ( البناء والتنمية – الجماعة الاسلامية ) لما تعاطيتُ معك ، ولو كنتَ اخوانياً لغادرتُ فوراً .. هل زرتَ تركيا ؟! "
لطالما تمنيتُ زيارة تركيا ، وقد أفاضَ هو فى وصف رحلاته لتركيا والنظافة والشياكة والجمال وحب الأتراك لوطنهم .. الخ .
قلتُ ان لدينا كمصريين عقدة كبيرة مُستعصية على الحل وهى أولاً : الانبهارُ الزائد بالآخر وعدم الوعى بالذات ، وثانياً نأخذ من الآخر ما يتلاءم مع توجهاتنا ويُرضى غرورنا ونترك الباقى .
ولذلك ركزتُ فى حديثى على أسبقية النهضة المصرية ؛ فمصرُ متقدمة ورائدة منذ مائتى عام أو يزيد وقد أنشأت بنيتها التحتية فى عهد الخديوى اسماعيل بينما كان الأتراك وزائروهم يسدون أنوفهم بأيديهم بسبب رائحة الصرف الصحى " العطرة " المنبعثة من خليج البوسفور فى أكبر مدن تركيا فى تسعينات القرن الماضى .
مصر رائدة وقوية ومتقدمة قبل عقود ، وقبلَ أن تظهر قوة تركيا وغيرها ، وما حدث أننا فقدنا البوصلة وتراجعنا كثيراً عن مكانتنا ، والسرُ يكمنُ فى هذا المشهد الذى أراه فى الكواليس " أننا لا نطيقُ بعضنا البعض ويتأففُ أحدنا من الجلوس مع الآخر " !
رفض الاخوان فى منتصف القرن الماضى التعاون مع الناصريين وحاولوا جعلَ عبد الناصر مجرد ديكور والفوزَ بأكبر عدد من كراسى الوزارة ، ولو قبلوا بالقليل لوثقَ فيهم وأمن جانبهم ولحدث التحالف " الحلم " بين ناصر والاخوان ؛ أى بين الحركة الاسلامية والثورة ولحافظت مصر على نهضتها وتفوقها الصناعى والاقتصادى ، واليومَ يحدث العكس ؛ حيث تتخلى الثورة عن الحركة الاسلامية ! وكما تحالف الاخوان من قبل مع محمد نجيب لافشال عبد الناصر ، يتحالف الناصريون واليسار اليوم مع جميع أعداء الاخوان لافشالهم !
الجميع ينظرُ للسلطة ولعدد الكراسى والحقائب الوزارية ويتوجس من الآخر خيفة ولا يثق فيه ، ولو رضى الاخوان قديماً بالقليل وأبدعوا فى وزارتى التعليم والثقافة ، أو الثقافة والأوقاف لأعطاهم عبد الناصر المزيد ولأصبحت مصر قوة عظمى اقتصادياً وسياسياً بهذا التحالف التاريخى ، ولتجنبت مصر هذا الصراع العنيف وهذا الميراث الثقيل من الأحقاد والكراهية بين التيارات السياسية من جانب وبين المنظومة الأمنية - وفى مقدمتها الجيش – وكل ما هو اسلامى من جانب آخر ، واليوم يتكرر السيناريو مع تبادل الأدوار مع اصرار الناصريين وحلفائهم على افشال الاخوان لاحتلال مكانهم فى السلطة .
عرضتُ هذه الفكرة فى البرنامج ؛ فمصر لن تستعيد نهضتها الا بهذا التحالف وبهذه الروح التصالحية ، وربما بجيل آخر لا يعرف هذه الأحقاد وتلك الثارات القديمة ؛ وربما كان هذا سبباً رئيسياً فى نجاح أردوغان ورفاقه من الاسلاميين الأتراك ، الذين أذاقهم أتاتورك الأمريْن وحكمهم بعلمانية متوحشة حتى وهو فى قبره ، ورغم ذلك يعلقون صوره ولا يتنكرون لماضيه ويُظهرون الاحترام لعلمانيته بعد وصولهم للحكم ، ولذلك كانت عشر سنوات من الانجازات الهائلة قفزت بتركيا الى قائمة الكبار اقتصادياً ، ولم تكن عشر سنوات من الكراهية والضغائن والنزاعات وتصفية الحسابات .
هذا هو الفارق ؛ فالمصريون انشغلوا بتصفية الحسابات التاريخية ، لذلك يبحثون اليوم فى الاستفادة من التجربة التركية وغيرها ، وهم كانوا أجدر بأن يستلهم العالم تجاربهم قبل عقود طويلة .
خرجتُ من ماسبيرو وليسَ فى مُخيلتى غيرُ الثوار وجملة آينشتاين العبقرية ؛ أخذنى الحنين الى ميدان التحرير وأشفقَ على المارة كأننى ذاهب الى حتفى ، مشيتُ بين الوجوه المخيفة فى صرامة واستنشقتُ الغاز وسالتْ الدموع ، ثم أسرعتُ الى تاكسى كأن الله تعالى أرسله بعدَ أن كادَ يُدركنى الخطر ، لكن المُدهش بالفعل أن السائق كان يستمع فى انسجام لأم كلثوم وهى تشدو " أرُوح لمين ؟! " .
يا عزيزى .. هذا لم يعد ميدان ثورة ، بل ميْدان ثأر !

هشام النجار







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط