|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-04-2011, 04:02 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
بين النور والعتمة . . .
يقول سيد رحمه الله: " حين يتمحض الشر ، ويسفر الفساد ، ويقف الخير عاجزا ، والصلاح حسيرا ، ويُخشى من الفتنة بالبأس ، والفتنة بالمال. عندئذ تتدخل يد القدرة سافرة متحدية (*)، بلا ستار من الخلق، ولا سبب من قوى الأرض، لتضع حدا للشر والفساد " ا.هـ (**) قلت : (1) الغائب الذي ينوب عنه ضميره في هذه المعركة ، طرفان يمثلان كفتا الميزان الشائل تحوي هاتان الكفتان فهوما مشتجرة ، تنتمي إلى سلوكيات متباينة ، تتوزع في النهاية بين : قاهر ومقهور - ظالم ومظلوم - وعتمة ونور ... (2) الطرف القاتم في هذه المعادلة المائلة يأتي أبدا بصيغة الجمع (كثرة ) بينما يجئ الطرف الآخر بصيغ هزيلة ، لا تبلغ - إلا نادرا - أن تكون جمعا ذا بال ، إنها القلة التي تحلم بشمس تنسخ ما تراكم من سواد والقلة هنا والكثرة هناك ، هما ناموس الحياة ، وقد جرت بذلك سنة الله في كونه إنه قانون الفئة القليلة التي ترفع وتجمع ، في مقابلة الفئة الكثيرة التي تخفض وتطرح في هذا المشهد المزدحم ، تبرز الفئتان بهذه الصفة غير المنفكة ، ليؤكدا على شراسة مرحلة ما قبل النور وهي مرحلة تنتمي في تفاصيلها لأسراب من معاناة ، تتوارد تترى ، لتذهل كل ذي لب وتخلع القلوب من صدورها في هذه البقعة غير المباركة ، تُستَحل الحرمة .. ويباح المحظور .. وتنتهي الاضداد فليس ثمة قانون يهدي ، ولا عرف يكبح ، ولا عقل يكف (3) تسقط الأقنعة ، ويرن زيف العملة البائدة ؛ ليحدث ضجيجا مريعا ينبئ عن خوار مخيف .. ترتاع الفرائص الساذجة من هول الصدمة المنسية ، وتشده العقول أما مشهد المحو والإبادة هنا يبرز على السطح ما يمكن ان نسميه بالكتلة المتميعة التي تقف بين حدين متقابلين ، لا تدري إلى أيهما تفيء الأذن وحدها هي الحاسة الأكثر ريادة بين الحواس الخمس عند هؤلاء ( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) (4) تعلو الحناجر الآثمة بخوارها المستعلن ، لتطمس المعالم ، وتقلب الحقائق . . . فيصبح الذي يتضور جوعا ... لصا يسرق والذي يتشقق كبتا وقهرا ... مندسا يتاجر بالوطن المعبود والذين يهرعون نحو النور ... مجانين يسيرون على درب صنع على عين الأعداء ويصدق الأرعن - وما أكثره هنا - هذا الخوار ، استخذاءً وممالأةً ودعة فينقلب صدى أخرقا له يسير على وقع كلامه ، وينافح عن كينونته السوداء وينحدر في درك الغواية ، متوشحا بالعتمة ويسد بجسده المستأجر ؛ نورا قد بدا (5) ثم ماذا ... في وسط هذا الضجيج المخيف ، ينتصب قرن الشيطان المعكوف على كرسيه الموشى بلوعات البشر .. ينذر ويوعد .. ويبشر احيانا يعلو بقامته ، يرغي ويزبد ، وتغط رجلاه في جثث تتراكم ، وأعناق تندق ويشرب بهدوء زائف ، وبسخرية معدة سلفا ،كل الدم المسفوح ويعلن بكل صفاقة وعهر ، عن عهد جديد يأتي من (عنده) ، عهدٍ ظاهره الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب (6) وتمضى القافلتان ... أنياب زرقاء تقتات على اللحم وأفواه موصدة تزمجر غضبا ، في يوم النحر الأكبر يطول الليل ثم يأذن النهار بغلس .. ثم تشرق الشمس .. لتدرك بنورها الثلة تقطف ثمار الدم الذاكي *** ----------- (*) التعبير بهكذا صيغة لم استسغه ، وأخشى أن يكون به بأس . (**) الظلال - سيد قطب رحمه الله آخر تعديل ياسر سالم يوم 12-04-2011 في 02:25 AM.
|
|||
12-04-2011, 02:33 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
تعلو الحناجر الآثمة بخوارها المستعلن ، لتطمس المعالم وتقلب الحقائق فيصبح الذي يتضور جوعا ... لصا يسرق والذي يتشقق كبتا وقهرا ... مندسا يتاجر بالوطن المعبود والذين يهرعون نحو النور ... مجانين يسيرون على درب صنع على عين الأعداء ويصدق الأرعن - وما أكثره هنا - هذا الخوار استخذاءً وممالأةً ودعة فينقلب صدى أخرقا له يسير على وقع كلامه ، وينافح عن كينونته السوداء وينحدر في درك الغواية متوشحا بالعتمة ويسد بجسده المستأجر نورا قد بدا البياض لمن اختار النور منذ البداية رغم صعوبة الطرق ووعورتها ،، ورغم كيد الكائدين في المراحل الإنتقالية ،، إلا ان العبرة في الصمود حتى النهاية مهما كانت هناك من بقيت أياديهم نظيفة وطاهرة ــ لم تطلها دنس الرغبات التي لها ألف وجه ،، وبقيت حتى الرمق الأخير تكتب تاريخها بياضا الدرب صعب ولكن لا يضير أخي وأستاذي ياسر هي دروس رغم قسوتها ،، وأجمل الدروس أصعبها دمت كما أنت دائما عزيزا أبيا مودتي |
|||
12-04-2011, 09:36 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
كلمات مؤثرة - تقبل مروري ولك من كل تقدير واحترام |
|||
12-04-2011, 12:35 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كم تعددت مسالك الفتنة والمرفأ واحد ..!! قد ترسو على ضفافه كل المراكب في ذات اللحظة .. ليلبس ثوب سواده متنكرا لذات اللحظة أيضا..! إذا ما تساوت بين دفتيه أغصان العتمة ببذور النور .. وبين هذه وتلك قَـفركَـمْ التهم قيظه أُمما ، وشعوبا وهي تناضل - رغم قلتها- لتحني عتمة ما إن هوت ..حتى استقامت مجددا بألف وجه ..ووجه (فالقلة هنا والكثرة هناك ) كما تفضلت أخي ياسر وقد تكون الكثرة هنا والقلة هناك إن شاء الله تعالى ..وتحررت بذور النور من التبعية المطلقة لأغصان العتمة واستوت إرادة الكفة المائلة عتمة -رغم كثرتها - بإرادة الكفة المستقيمة نورا -على قلتها- إستعدادا لمخاض عسير قد تليه مرحلة وأد العتمة بين فكي النور ..وهي أشد المراحل شراسة .. فقد يهوي صرح النور إذا ما خبت عزائمه .. لتستقيم العتمة من جديد أشد رعونة -على رُفاته- من ذي قبل ..وقد تهوي غصنا ذليلا إذا ما اخترقها النور وبعثر ذراتها لتظهر ماهيتها على الملأ .. والضد بالضد يكشف.. وهنا تظهر الكتلة المائعة -كما تفضلت أخي ياسر- التي تكون أشد خطورة.. لأنها لا تزال تحمل آثار العتمة كجنين خفي ..إن لم تجهضه صفعة النور فقد ينمو ويكبر ليولد في قابل الأيام .. ويمتد كسيل تحت كل بنيان شيدته يد النور.. ليُصدِّع دعائمه في لحظة خائنة.. وإن كانت الأذن وحدها هي الحاسة الأكثر ريادة بين الحواس الخمس عند هؤلاء المتميعين -كما تفضلت- فإن حدس المؤمن المتجذر يقينا قد يتغلب على كل أذن سَمَت خيانة ليصمها -وإلى الأبد- كما عاشت حياتها صماء عن سماع صوت الحق.. وما أضل الآذان إن عانقت درب الصمم لتتمزق على قارعة الطريق ذليلة ومهانة .. فقد تبيع الوطن وتتاجر بما حرم الله تعالى ظنا منها أنها قد تستعيد ما سقط منها قسرا عندما كانت تترع كؤوسها من ماء حياة زائفة على ضفاف العتمة.. لكن الظلام ما أن أرغى وأزبد ليمهد الطريق لقرن الشيطان لكي يلبس ثوب الريادة ..حتى تجتاحه كتائب النور ليضطرم الصراع بين القبيلتين وما أكثر صراعاتنا اليوم وقد طغى كل شيطان انطلاقا من كرسيه ظنا منه أن البقاء للأقوى .. كما سرت العادة على مسرح الغاب لكن هيهات أن تبقى الغابات خضراء إذا ما سقيت فسائلها بدم البشر ..واقتاتت ضباعها من لحم بعضها بعضا فقد تبعث الشمس كمولود جديد من رحم النداء ليجرف نورها كل أوراق السواد الذاوية موضوع غاية في الأهمية كل فقرة منه تحتاج إلى وقفة بذاتها غير أنني اختصرت قدر المستطاع حتى لا أطيل عليك أخي ياسر حفظك الله وبورك كل حرف أنت زارعه هاهنا لك مني كل التقدير |
|||
12-04-2011, 06:00 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
اقتباس:
معلمتنا الخير أستاذة سلمى حيا الله محياك وبارك لك في وعيك وعقلك نعم اختنا الكريمة أجمل الدروس اصعبها ومن رام عظيما خاطر بعظيمته والفضائل تحتاج إلى وثبة أسد ولايرضى بالضيم إلا كل ذي نفس رديئة فثَب وثْبة فيها المنايا أو المنى .:. فكل محب للحياة ذليل أساله تعالى أن يجعلنا لبنات صالحات في بناء عزتنا وكرامتنا |
||||
12-04-2011, 06:08 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
اقتباس:
شكرا اخي الكريم محمد وارجو الله ان يجعلنا وإياك ممن يجاوزن القول إلى الفعل الكلام كثير ... والعمل قليل ونحن إلى رجلٍ فعّال أحوج منا إلى رجلٍ قوّال شكرا لحضرتك |
||||
12-04-2011, 06:12 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
اقتباس:
أختنا الكريمة ام فراس لا اجد ما اعلق به علي تلعيقك سوى ان قول لابد ان تفردي هذه المشاركة بعنوان مستقل فإني أضن بها أن تكون مداخلة في طي موضوع هو اقل منها صدقا وعمقا بورك قلبك الطيب ونفسك الأبية وجعلك الله ممن يتقدمون عند الزرع ويتاخرون في موسم الحصاد شكرا لحضرتك وبورك قلمك |
||||
27-05-2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: بين النور والعتمة . . .
اقتباس:
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|