نكاية بالطهارة العميل يتحول إلى مجاهد بقلم عماد الاصفر
التاريخ : 11 / 08 / 2007 الساعة : 23:04
منقول
واضح تماما أن حماس ابتلعت الطعم الذي ألقته الأجهزة الأمنية وكان أول متلقفيه كبير قيادييها إسماعيل هنية الذي سارع إلى اعتلاء المنبر وامتشاق الميكروفون ليعلن "مصرع المجاهد مؤيد بني عودة تحت التعذيب في سجون سلطة عباس" ويدعو إلى التظاهر احتجاجا على جرائم السلطة في رام الله. وواضح تماما أن الدعوات التي انطلقت من فوق المنابر كان لها كبير الأثر في إقدام مسلحي حماس على إطلاق الرصاص خلال مداهمة وتخريب حفل زفاف لمجرد أن حاضريه رددوا أناشيد فتحاوية فمن الصعب على أبناء حماس أن يسمعوا من يتغنى باسم قاتل زميلهم "المجاهد". لم يكن مستغربا وقوع حماس في هذا الفخ لأسباب عدة أولها : أن من دبره نصبه بمهارة وإحكام وثانيها : أن حماس - كما فتح تماما - تتحين الفرصة للظفر بأي انتصار مزيف يثبت أن الآخر أسوأ منها. المستغرب حقا هو إصرار حماس على روايتها التي تبرأ "المجاهد بني عودة" لمجرد أن السلطة في رام الله تتهمه بالعمالة ودون النظر في اعترافاته أو المطالبة بلجنة تحقيق محايدة كما اعتدنا دائما. لا أشك إطلاقا بعد رؤيتي للمقابلات التي أجريت مع هذا "المجاهد" بأنه عميل فاعترافاته واضحة وليس بالأمر المستحيل أن تتمكن المخابرات الإسرائيلية من تجنيد شاب بسيط لم ينل حظه من التعليم ولا الحياة ولم يغادر بلدته إلا ليعمل في ورش البناء فتجنيد مثل هؤلاء الشباب مقابل حفنة شواقل وصدر غانية أمر حصل ويحصل ليس مع حماس لوحدها وإنما مع كافة التنظيمات. لم تتمكن سنتان من الانتماء لحماس من تحصين هذا الشاب ضد الوقوع في فخ السقوط والعمالة الذي قاده إلى الإسهام في اغتيال خمسة مجاهدين حقيقيين وهذا ما يجب أن يسلط عليه الضوء وان يبحث بجدية كمقدمة لوقاية شبان آخرين من التنظيمات وخارجها على أن يتبع الوقاية علاج لمن تبقى من عملاء في هذا التنظيم أو ذاك. جاء في سياق الاعترافات أن جهاز المخابرات الإسرائيلية طلب من العميل إحداث فتنة بين فتح وحماس عبر إطلاق النار عليهما بالتناوب وهذا أمر يجب الاستفادة منه عند دراستنا لمسلك المتعصبين تنظيميا من أصحاب الرؤوس الحامية في التنظيمات المختلفة فهم دائما إما جواسيس أو أغبياء وفي الحالين ضررهما اكبر بكثير من نفعهما . لن تجني حماس ولا غيرها أي نفع من المكابرة والإصرار على الخطأ والدفاع عنه فمن غير المعقول أن نبول في ثيابنا نكاية بالطهارة ومن غير المعقول أن نبرأ عميلا نكاية بفتح . لم نعد نحتمل أية مفاجأة من حماس يكفينا أنها تفاجأت بالفوز في الانتخابات لتجبرنا جميعا على دفع الثمن الباهظ وأنها تفاجأت بسرعة انهيار الأجهزة الأمنية في غزة لتجبرنا جميعا على دفع الثمن الأبهظ على الإطلاق .