الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-2011, 12:41 AM   رقم المشاركة : 157
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

أنا فهمتكم ..

أشرف المؤمنين الفقراء , ونصل سيف الفقر الجوع .
غمد سيف الفقر الصبر , ثمّ يخرج القلب من بين الضلوع .
هي قصة الظلم الأبدي حين يفجّر فينا ذلك الينبوع .
يقهرك الحاكم العربي , يريدك رمزا إنسانيا للخضوع .
كأنك مخلوق من طينته الشيطانية فقط للهتاف والركوع .

في مدينة اللاذقية النائمة كقرطاج على ساحل البحر الأبيض المتوسط عملت في محل أنيق لصناعة الحلويات الفرنسية , كان الشيف رزق لبنانياً هارباً يعمل في سورية , وينتظر يوم عودته إلى بيروت , المدينة التي لا يستطيع أن يعيش بعيداً عنها .
وكان يعمل في الصالة الكابتن عبد الرؤوف , شاباً تونسياً ينتظر يوماً ليهاجر فيه إلى باريس , المدينة التي يحلم شباب تونس بها .

بعيد منتصف الليل , كنت أجلس لألملم حساباتي اليومية , كان الشيف رزق قد لملم المطبخ وذهب , وكان عبد الرؤوف يلملم الصالة .
نثرثر قليلاً عن تونس , عن بو رقيبة , عن الماجدة وسيلة , عن السياحة في تونس , عن صعوبة الحصول على البكالوريا , عن صعوبة الدراسة في الجامعة , وعن صعوبة الحصول على شغل أو وظيفة .

كانت سورية الدولة العربية الوحيدة التي تستقبل التونسيين من غير تأشيرة دخول , كان عبد الرؤوف يخاف من زيارة لبنان , وكان يقول لي تأشيرة دخول لبنان على جواز سفري ذلك ما لن يغفره لي الأمن في تونس , إذا عدت , حين أعود .

كان يحدثني عن تنظيمات الأخوان المسلمين في تونس وعلاقتها بالنظام , عن الشباب المتطرف الذي يرمي بالأسيد على النساء السافرات , عن قوى الأمن في تونس , التي كانت تتشكل من أبناء المياتم , يربيهم النظام على القسوة والعنف , وكان يحدثني عن ثورات الطلاب في المدارس والجامعات , وكيف كان النظام لا يدخل إلى حرمها , وكيف كانوا يشتمون عناصر القوى الأمنية ويعيبونهم .

كان هناك في صوت وعيون عبد الرؤوف الكثير الكثير من الخوف , وكان ينظر إلى المستقبل بكثير من اللامبالاة .
أحياناً قليلة يتصل ببيته , يطمئن بكلمات سريعة , ويطمئنهم بكلمات أقل , ويختم حديثه بذلك السؤال ذو النبرة الغريبة :
سيدي في البيت ؟
كان يحدثني عن والده المتقاعد , عن المعاش الذي ينتهي مع الأسبوع الأول من كل شهر , عن ديكتاتورية والده الطيب القلب والذي لا يستطيع أن يقدم لهم أي أمل , عن تسلله في المساء أحياناً ليحتسي كأساً من ظلم .

تونس أرض البرابرة , قرطاج الأرض التي بنت عليها "أليسار" الهاربة من سواحل لبينان مدينة عظيمة بوعد قطعه لها عاشق قائد بربري نبيل .
قرطاجة المدينة الجميلة التي أسقطها عاشق قائد بربري شجاع حنثت "صفو نسب" بوعدها له .
تونس : ( أرض المدن العاشقة والوعود الضائعة ) .

أخيراً بوخارست , متجاوزاً جغرافية تركيا ,صعوداً عبر الأرض الخضراء والجبال الخالدة كانت يوماً عربية , إلى أنقرة , المدينة الباردة , المدينة الميتة , المدينة التي لا يعيش فيها الخيال .
إلى اسطنبول المدينة التي تعفن فيها التاريخ , المدينة القاتلة , الأرض التي عبرها كل السفاحين , والتلال التي بنى عليها كل الطغاة قصور .

باتجاه ساحل بلغاريا الجميلة , تعبر ذلك الجسر المعلّق , لن يربط يوماً قارتين , بل سيسهل دائماً عبور الغرب الفاجر إلى الشرق الساحر .
الأتراك قساة وبخلاء , البلغار طيبو القلب , تعبر بورغز وفارنا على شواطئ البحر الأسود من شدة الأساطيل السوفيتية التي تكاد تختنق وهي تعبر تحت ذلك الجسر .

كان طبيعياً أن يكون التغيير في زمن ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي , في بلغاريا أنيقاً وراقياً , يشبه طبائع ذلك الشعب الجميل حتى آخر عنصر أمن وجمارك يودعك بتهذيب على الحدود مع رومانيا الصفراء , مملكة الغجر , مملكة تشاشيسكو وزوجته , مملكة الصفصاف الذي أثمر يوماً جوزاً وتفاح .

تتجاوز أمتاراً قليلة بين حاجزين , كأنك تجاوزت بوابة تأخذك إلى الجحيم , يتهافت عليك عناصر الأمن والجمارك , يبتزونك , يشحذون منك السيجارة , والعلكة , والقلم , وكل شيء .
بوخارست , مدينة بلا روح , مدينة عمياء ,شعب بلا ابتسامة , شوارع تعيش بصمت , عيون فارغة من كل ضوء , ملابس خالية من كل لون , واجهات تعرض الفراغ , ومطاعم تقدم النبيذ .
لا شيء إلا صور تشاشيسكو الملونة , تشاشيسكو في كل مكان ..

كنت ألمح ذلك الفرح الحزين , في عيون من أترك لهم مالاً , مهما كان قليل .
كانت ميليشيات تشاشيسكو خلف كل باب , كانوا يقتلون الأمل , ويحصدون بلا رحمة سنابل السعادة بمناجل الخوف , كانوا يزرعون القلق في أرض الجوع .

لم يكن غريباً ما حدث بعد ذلك في بوخارست , كان هناك الكثير من القتل , والكثير من الدم .
كان الجلاد تشاشيسكو يجلس الآن ضحية أمام أولئك الضحايا الذين صاروا الآن جلاديه .
أين ذهبت بالأربعين مليون دولار .. ؟؟
لن أجيبكم .. أنا لن أعترف بشرعيتكم .. عاشت رومانيا حرّة ..
رصاصات , ويسقط الديكتاتور وزوجته في قبر .

عندما يستمد النظام الديكتاتوري شرعيته من الميليشيات الغير الشرعية , بغطاء الحزب الشمولي , حزب الحاكم الأبدي , وبقوة بطش أولاد العلاقات غير الشرعية , الضحايا مرتين , لعهر ذكر وأنثى فاجرين , ولعهر قائد وزوجته كافرين , تكون شرعيته مقصلة , وتكون نهايته محرقة .

عندما لا يرى النظام في الشعب , كله , إلا أعداء دائمين , وعندما لا يرى في الجامعات , كلها , إلا ثوار قادمين , وعندما لا يرى إلا أولئك الناس المداحين , وعندما لا يسمع إلا أصواتهم تثني على عبقريته وخلوده وحكمته ووطنيته الخالصة من كل شائبة .
سيتحول الشعب إلى عدو , وسيخرج الشباب إلى الثورة , وستتلاشى أصوات مداحي القمر الذي صار الآن الشيطان الأكبر , ولن يُسمع إلا صوت الرصاص وصدى الموت في وديان القهر .

أين ذهب الذين كانوا يهتفون له , بالفداء بالدم ..!!
لقد ذهبوا إلى ظلمة الليل لينهبوا , وخرجوا مع ضوء النهار ليلعنوه ويقودوا الثورة عليه .

قال زين العابدين بن علي : أنا فهمتكم ..
غريب , كيف استعاد هذا الإله الصغير لغة الناس , غريب كيف صار يفهم أخيرا ..!!

متى يفقد الحاكم العربي صلته بالواقع ..!!
متى ينسى طينته البشرية ويدخل في هلوسات الخلود ..!!
كيف يتحول إلى كائن أسطوري لا يخضع لكل القوانين ..؟؟
من أين يأتيه ذلك الإحساس القاتل بالعظمة والأبدية ..؟؟

لماذا ينسى الحاكم العربي كل شيء , حذره , غدره , تآمره , دونيته , انتهازيته , ثوب تبعيته , وكل تلك الخصال التي أوصلته يوما إلى هاوية العرش ..!!
لماذا ينسى درجات سلم تسلقه , ليصل إلى عرش سيده , فيقتله ويصير هو هو ..؟؟
هل يعتقد أن أحدا لا يتسلق خلفه ..!!
هل ضاعت في عليائه الزائف صراخ الألف رجل مثله أنجبهم ذلك الرحم البارد الواحد منهم يلتصق بصاحبه ..
كيف يعتقد انه لا خليفة في الأرض له ..؟؟
كيف يتوه في توحده عن ملامحه , لقد انتخبوه لأنه الأكثر دموية بين أقرانه , لتاريخه , حتى يأتي قاتله , فيصير وريثه بالدم , ووارث شرعيته ..

هل حقا يعتقد الحاكم العربي أن الشعب كله قد مات ..!!
هل حقا يعتقد أن الوطن كله مزرعته وانه السيد الواهب مالك المُلك ..!!
هل حقا يعتقد أنه إذا يغمض عينيه يهبط الليل وحين يستيقظ تشرق الشمس ..!!
أو أنه يتسربل بعباءة البحث عن الذات فيصير كل الزمن , بالنسبة له هو مجرد الأمس .. !!

عندما تتأمل في وجه الحاكم العربي , ماذا ترى ..؟؟
إنسان أو شيطان , مجرم جبان , قاتل خائف , سفاح مغمض العينين , جلاد أطرش , أو مجرد وحش .
كافر بقناع مؤمن , مجنون بقناع عاقل , مهووس بقناع طيب , فاجر بقناع هادئ , داعر بقناع فاضل , أرعن بقناع حكيم , أو مجرد كائن بملامح إنسان أحمق في كل وقت ..

من يصنع هذا الحاكم العربي , ومن يبرر ديكتاتوريته ..؟؟
وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية , تصنعهم , ولغتنا العربية الحديثة الاستخباراتية , تبرر لهم كل شيء .

بعضهم أطلق اسم عائلته على البلاد والعباد , بعضهم أطلق اسمه على الحاضر والمستقبل , بعضهم صار صاحب التاريخ , وبعضهم صار الشعب كله , وكلهم باقون إلى نهاية الزمان .

بدأت قصتنا العربية مع الظلم , مع أول شاعر عربي , مدح أول دكتاتور عربي , في ذلك الزمن الجاهلي العربي المستمر .
كان الشاعر العربي إلها مصابا بعقدة الأنا التي ما كانت لتنفك .
كان الإنسان العربي , يبحث عن خلوده في الشعر , بدد ثروة قومية حاتم الطائي لنتحدث عن كرمه الشخصي , كان لا يريد أن يموت .
وكان الشعراء الصعاليك ينشدون عن الثورة التي بقيت في كل تاريخ العرب حيّة فقط في الأناشيد .

خرج أبو الطيب المتنبي ليمدح كل ديكتاتور عربي بما ليس فيه , مكرسا إلى الأبد المديح لمن يعتلي بشرعية الدم على العرش , حتى لو كان إخشيديا .
إذا اجذل له العطاء اجذل له المديح , وإذا امتنع هجاه وزاد فيه , ولا يزال المتنبي شاعر العرب العظيم , ولا يزال الحاكم العربي يعشق المديح ..

شعرنا العربي الجميل كرّس فينا , الأنا والخالد والمديح , صيّرنا "الغاوون" .
ولغتنا العربية الحديثة الاستخباراتية , كرست أدب التقارير الأمنية والتقييمات الحزبية والفيش والتشبيه .
وصيغة المبني للمجهول , لا تزال تبني فينا الخوف حين يصير الحاضر كله مجهول .

أيها الجائع الضائع العربي المنفي بين صفائح كوخك وأحلامك الفقيرة , لماذا هذا الصمت الكئيب , ما الذي تمتلكه لتخاف عليه , كيف يتسع قلبك الطيب المُتعب لهذا الخوف كله , كيف سقطت من فمك كلمة "لا" , لماذا لم تتوقف لالتقاطها , هي كفن خلاصك من طغيان تلك الـ "نعم" , شيطانها .

لو ان هذه الثورة على الظلم العربي , ترتبط بالاسنان الباقية في مقدمة الفم الجائع العربي , حين لا يبقى لك ابيضا حتى في فمك لتأكل فيه .
اخرج الى جلادك لتأكل قلبه , لم يبقى في دنياك متعة , فارحل عنها بثوب الثورة حتى يكون لك في حياتك يوما له معنى جميل .

سقط زين العابدين بن علي ..!!
بل خرج الى منفى كل طواغيت افريقيا وآسيا , الى بلاد الحرمين الشريفين , الى جوار بقية السفاحين , تلملمهم , قاعدة الديكتاتوريات الافريقية والاسيوية , بلاد آل سعود , حين تنتهي قدراتهم على خدمة سيد الجميع , السيد الامريكي الابدي الخالد , مالك العروش وصانع الطواغيت .

انت تخدم الامريكي , انت لن تموت الا بيد الامريكي , تلك هي القاعدة الذهبية , وتلك هي الحكمة الكونية .

سقط رأس النظام الامريكي في تونس العربية , وبقي هيكل النظام كله , سيجدد سريعا صورته , وسيعيد بسرعة تنظيم صفوفه , وسيعود ليخدم الامريكي .
الامريكي الذي سارع بوسائل اعلامه العربية , ليسمي "انتفاضة الجوع والقهر" باسم هوليوودي , "ثورة الياسمين" , اسم مخملي , اسم مخادع , اسم امريكي .

ويبقى السؤال الاهم ..
هل كانت انتفاضة الجوع والقهر في تونس , لاسقاط شخص رئيس , ما كان ليشكل يوما اكثر من رأس الفساد المافيوي الامني الامريكي في تونس ..؟؟
او هي انتفاضة عربية تونسية , لتحرير البلاد من الهيمنة الامريكية عبر هذا البناء الرئاسي الامني المتصل بالموساد الاسرائيلي تديره "لانغلي" بتفاصيله كلها , وتحميه قاعدة عسكرية امريكية جبارة تقبع تحت ارض ومياه تونس الخضراء لتتحكم بسواحل المغرب العربي كلها ..!!

بالتأكيد ..
خرج الوعي العربي في تونس , لصناعة التغيير بالارادة والدم والتضحيات المُستحقة .
تراكم الاحساس بالظلم والجوع , وتراكم الاحساس بهيمنة الامريكي الاستعماري , والوجود الاسرائيلي التآمري , وتعاظم الفساد المدمر , وغياب الوجه القومي العربي , وتناسي قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية الجامعة للبيت العربي الكبير , وضياع الملامح الاسلامية الاخلاقية , وتلاشي الحياة الانسانية الكريمة .

الجوع ..
يطلق الشرارة في ارض جاهزة للتغيير , تلك قصة الثورات الانسانية كلها .
ولكن نجاح الثورة , (او تحول الانتفاضة الى ثورة) , يحتاج الى اكثر من التضحيات , وأعمق من مجرد الوعي .
يحتاج الى تصاعد وتيرة التضحيات , ونمو وانتشار الوعي بحقيقة الحاجة الى فعل التغيير الثوري الحاسم والنهائي .

ليست القضية الان قضية محاكم ثورة ..
بل هي في بناء نظام قضائي حرّ ومستقل , ليحاكم الجميع .
ونظام ديمقراطي حقيقي , يقوم على اطلاق الحريات , السياسية والاعلامية , النقابية والمؤسساتيه .

ما نراه اليوم وغدا في تونس ..
هو ملامح "الثورة المضادة" , التي تقوم من بين انقاض النظام القديم , لتطويق فعل التغيير , وتعطيل فعل الوعي , وعرقلة فعل الانتقال الحتمي من "الانتفاضة الانفعالية " الى "الثورة العاقلة" , الى "دولة القانون" , بالاخذ باتجاه الانتخابات المبكرة , لتمزيق النسيج الوطني الجديد والهش , ودفع الناس الى الاصطفاف خلف الشخصيات وليس خلف الوطن .

يخرج الرئيس الامريكي الاسود القلب ..
بعد ان تفقد "لانغلي" كل أمل في حماية راس النظام القديم , ليؤيد انتفاضة تونس .
يقف الفرنسي الملتزم عمل "لانغلي" في الساحل الافريقي , وبعد ان يطمئن الى خروج الرئيس المخلوع , ووثائق تتعلق بالاستخبارات التونسية_الفرنسية_الامريكية_الاسرائيلية , من تونس الى القاعدة المعلوماتيه الام في "مالطا" , ووصول ما يجب ومن يجب ان يصلوا الى مطار عسكري في فرنسا .
يقف ليرفض دخول الرئيس المخلوع بن علي الى اراضيه , بعد ان يكون قد غادرها الى مقبرة الجلادين المخلوعين في جدة , ليؤيد انتفاضة تونس , وليحمي دوره التآمري المستمر , في (قيادة الثورة المضادة) , قيادة المعارضة التآمرية في باريس , والجاهزة منذ أشهر بل سنين , لقيادة سلطة استعمارية بوجه جديد واساليب أحدث .
وقيادة ميليشيات النظام المنهار , على الارض , للتخريب , واعادة انتاج الخوف من قلب الفوضى , لتسريع استمرارية من بقي وما بقي سليما , من ذلك النظام الاستعماري المنهار .

ما تحتاج تونس الثائرة اليوم ..
هو مجلس تأسيسي , من الشخصيات الاعتبارية كلها , في الداخل والخارج , لاعادة كتابة الدستور , وتنظيم عمل المؤسسات الحكومية , السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية .
ووضع الاليات القانونية والتشريعية , للدولة الجديدة , واقتلاع النظام القديم , بطريقة سلمية من جذوره كلها , واطلاق المحاكمات العادلة والشاملة للرموز السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والنقابية , والدعوة عبر المنظمات الدولية , لازالة القاعدة العسكرية الامريكية والاساطيل البحرية الامريكية , من اراضي الجمهورية العربية التونسية , ومياهها الاقليمية , لاستكمال العملية الاستقلالية .

ان توصيف انتفاضة الجوع والقهر في تونس ..
هو باعتبارها "ثورة استقلالية" ضد الاستعمار الامريكي والفرنسي المباشر عبر القواعد العسكرية والامنية , البرية والبحرية , ومن خلال النظام الرئاسي الامني التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية , والذي يعمل بالتنسيق مع الموساد الاسرائيلي لمحاربة كل الحركات الاستقلالية في شمال افريقيا , ولتعطيل كل عملية تنمية في تونس وجوارها العربي ومداها الافريقي .

ان العلاقة بين الانظمة الرسمية العربية واسرائيل ..
تتوضح يوما بعد يوم , وتتلاقى الجماهير العربية تحت الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين , مع الجماهير العربية تحت الاحتلال الامريكي للعراق , ومع الجماهير العربية تحت الاحتلال الرسمي العربي لانظمة النفط والسلام , ومع الجماهير العربية تحت الاحتلال الرسمي العربي لانظمة القواعد العسكرية الموالية لامريكا والغرب .
تتلاقى حتميا , في مواجهة هذا الثالوث الاستعماري الرهيب , امريكا_اسرائيل_نظام "لانغلي" الرسمي العربي .
وهي حرب استقلال ووجود وبقاء وهوية , لا رحمة فيها , ولا تراجع .

يجب ان يرى الشعب العربي في تونس العربية حتى نقي العظم , في حصار غزة , ما يشبه حصاره الذي لم ينتهي بعد .
ويجب على الشعب العربي في فلسطين العربية بكل حبات ترابها ورمال شواطيها , أن يرى في انتصار شعب تونس على مستعمريه , انتصارا له على المستعمر عينه , في الطريق إلى حرية الأمة العربية الواحدة , واستقلال جغرافيتها التاريخية كلها .

الامريكي في تونس , يدفع اليوم ثمن بطش وارهاب قاعدته الاستعمارية الاهم في المنطقة العربي , الكيان اليهودي اسرائيل , بشعب فلسطين ولبنان العربيين , ويدفع ثمن بطشه وارهابه بشعب العراق العربي العظيم .
لقد سقطت اللغة العربية الاستخباراتية , في تونس , كما سقطت في فلسطين والعراق ولبنان , لتستعيد في تونس , كما استعاد لبنان والعراق وفلسطين , لغتهم العربية المقاومة , وعمقهم اللغوي العربي الحرّ .

القوى القومية العربية في تونس الثائرة ..
مطالبة اليوم بتظهير وجه هذه الثورة الاستقلالية العربية , وعمقها القومي , وارتباطها الحتمي , بقضية العرب المركزية في فلسطين .
تونس , انتصار جديد للمقاومة العربية , في حرب الاستقلال العربي والسيادة العربية , في الطريق الوحيد إلى القدس العربية .


16/1/2011



..






 
رد مع اقتباس
قديم 22-01-2011, 09:46 AM   رقم المشاركة : 158
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

الخداع في حروب المياه ..
وحقيقة الحروب في الشرق الأوسط

هذه الأرض , هذا الكوكب الأزرق الجميل , يحتوي غلافه الأرضي على 70% من سطحه , مياه .

القضية ليست قضية أزمة مياه عالمية , بل كانت وستبقى دائما وأبدا , (قضية هيمنة وسيطرة وتسلط وتحكم) .

أزمة الإنسان نفسه , في بنيته , في عقله وانفعالاته وبدائيته وغرائزيته , وذكوريته العدائية الأنانية الطبيعية والمبررة , لولا أن تاجه العقل الفاعل , الدافع باتجاه التسامح والتشارك , والقبول والاعتدال .
لولا أنه عطل كل ذلك , فرديا بنزعة القيادة , وعطله جماعيا بنزعة الخوف , تلك قصة الحضارة , الحضارة الإنسانية التي لا تزال تعجز وتتوقف وتُهزم أمام "ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية" .

حتى النفط والغاز , أو الطاقة , يوجد منها ما يكفي البشرية لمائتي عام قادمة على الأقل , بشكلها المعروف والشائع .
هذا إذا لم نتحدث عن الأشكال الأُخرى لهذه الطاقة , وعن الطاقات البديلة التي لا تنتهي , ومنها المياه , والتي يُسهّل التقدم العلمي إمكانيات الحصول عليها , وربما تكون أفضل من النفط والغاز , وهي بالتأكيد أرخص منهما , وأقل خطرا بما لا يقارن , وخصوصا من الناحية البيئية , معركة وجود الجنس البشري المُلحّة , في مواجهة " ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " , تقوده إلى التهلكة والانتحار .

هي ليست قضية حروب مياه , أو أزمات مياه وطاقة , وتلوث وغذاء , وديمقراطية وحرية , وإشعاعات وأوزون ...

هي قضية الحرب المستمرة , بين لا أخلاقيات النزعة الإنسانية الاستعمارية الغرائزية , وأخلاقيات النزعة الإنسانية التشاركية العاقلة .

تتأزم هذه الحرب الأخلاقية وتتعقد , مع تصاعد ضغط الحياة الإنسانية , وتسارع وتيرة التحديات الكونية , وازدياد الحاجات الفردية اليومية المُلحة , وسهولة التحكم بتفاصيل حياة الناس , أفرادا وجماعات .

تغيرت معالم الأدبيات الإنسانية , وطغت كثيرا الفردية الذكورية , على حساب الجماعية التشاركية .
وانتشر الفكر الاستعماري العدائي , عبر أدوات علمية وأكاديمية وإعلامية , في زمن الاتصالات والإعلان , ومنذ أن دخل التلفزيون , إلى كل بيت تقريبا , مكرسا بذلك تبعية العقل البشري وتقلص آفاقه , هبوطا حادا , مما كان يسمعه و "يتخيله" و "يفكر فيه" و "يحلله" , إلى ما صار يسمعه و "يراه" و "يقبله" و "يستسلم له" .

الحربين الكونيتين الأوربيتين , أطلقتا , ولأسباب معقدة للغاية , (عصر الهيمنة الأمريكية الاستعمارية) المترنح اليوم , والذي يستند بكليته , (خارجيا وفي الداخل الأمريكي) نفسه , على (أبجدية وآليات وأدوات) , النظام الأمني المافيوي الشمولي "التوتاليتاري" الفاسد , العنصري الذكوري الفردي الأبيض , الديكتاتوري الإلغائي والتدميري , الهمجي واللا أخلاقي والفاجر , عبر عبثية شعارات الحرية , من خلف خداع قناع الديمقراطية .

لذلك قد يكون علينا أن نُعيد (الحروب على المياه) إلى تصنيفها الصحيح , من حيث أنها (ليست حروبا حتمية أو حتى محتملة الحدوث) , إلا من زاوية توظيفها من قِبل الاستعمار الأمريكي وحلفائه , لغايات محض استعمارية , بسيطة ومعلنة وواضحة , وغير أخلاقية .

هناك معاهدات وتشريعات وقوانين دولية , تنظم المحاصصة البحرية في البحار المغلقة والمفتوحة , وكيفية تقاسم مياه الأنهار , بل إن بعض هذه التشريعات يعود لمئات السنين , يومها كانت الوسائل بدائية , وتدفق المياه الطبيعية , هو مصدر وحيد للحياة .

يمكننا النظر إلى الأنهار أو البحار , على أنها في مكان ما , تشبه الهوية الإنسانية الجامعة , في مواجهة الهوية القومية العنصرية أحيانا , للدول والشعوب .

فتدفق نهر النيل , على سبيل المثال , يشير إلى إنسانية أفريقية , وهو يقود الإنسان في بلاد النيل , إلى ربط هويته القومية الجغرافية الضيقة , بمداها الحيوي المختلف بالغنى والتنوع البيئي الفيزيولوجي , والمتحد بالجوهر الإنساني النبيل .

حتى إذا نظرنا إلى مشكلة وحدة السودان المُلحة هذه الأيام , واحدة من أكثر دلالات حتمية (وحدة السودان) حضورا في تفاصيل الحياة اليومية , هو هذه الأنهار المتدفقة من الجنوب إلى الشمال , وإلى مصر أيضا .

هذا المثال الناطق, تماما كمثال تدفق نهري دجلة والفرات , من تركيا إلى سوريا والعراق , بمقدار ما يشكل مصدرا للحروب الاختيارية , يشكل مصدرا للتلاقي الحتمي .

وتبقى حروب المياه , كحروب الغذاء , والطاقة , والسلاح , والمخدرات , والتكنولوجيا , والمدى الحيوي , حروبا تقوم وتستمر , بتوصيفها على أنها فقط (تجارة حروب) مربحة اقتصاديا .
ولم , ولن تكون الحروب يوما , فعلا حتميا , أو طبيعيا , أو سياديا , أو استقلاليا , إلا عندما تكون (حروبا تحررية من الاستعمار القادم على الجغرافيا من خارجها) .

في عالمنا العربي , الذي ودع ألف عام , قبل عقد من الزمن , وكأنها لم تكن , وكأنه لم يكن , وكأننا لم نكن .
عاش وعشنا , عقدا كارثيا في الألفية الجديدة , سينتهي , يكاد يعادل في تحدياته وقلقه وقسرية مواجهاته المفروضة علينا , وعلى الإنسانية , جميعنا , ألف عام .

أنهار من الدم سكبناها , في فلسطين العربية حتى نقي العظم , وفي العراق العربي الإنساني الخالد , وفي لبنان العربي الحضاري المقاوم , وفي الصومال العربي الإفريقي النازف , وفي اليمن العربي التوحيدي العظيم , وفي السوادن العربي الصوفي الواحد .

وبحار من القلق عشنا عواصفها وأعاصيرها , على سوريا العربية قلب العروبة النابض (وكلاب الاستعمار تنبح عليها من الخارج والداخل) .
وعلى مصر العربية روح هذه الأمة الباقية وهويتنا القومية (والجراثيم الإسرائيلية تتفشى في جسدها الخالد) .
وعلى بلاد المغرب العربي الساحرة الدافئة (عنوانها الجبال العاليات وحدها تبقى شامخة إلى الأبد) .

علاقة الحضارات بالمياه , علاقة جدلية , كعلاقة الحضارات بالحروب .
للتاريخ قوانينه العلمية , تقوم على دراسة (الإنسان الاقتصادي) , وتطوره , من خلال بنيته الاقتصادية الجماعية , في بيئته الجغرافيا , يصنع من تراكم فعل الإبداع الإنساني , أو فعل الإلغاء الإنساني , حضارته المُكملة للحضارة الإنسانية , والرافدة لها , أو المُعطلة لها , والمدمرة لتشاركيتها .

كانت المياه هي كل الحياة , ومنها خلق الله كل شيء حي .
ومن معدنها النبيل انطلق الإنسان المجبول بها , إلى فعل التسامي والبناء .
وتحت الشعارات العبثية لنقصها وحروبها , يحاول الإنسان الأمريكي تدمير الإنسان العربي , والمشرقي , وسرقتهما .

_ في بلاد اليمن ..
بلاد يمين بيت الله العتيق , أعرق وأكمل حضارة إنسانية .
منها انطلقت الرسالات التوحيدية كلها , وعلى أرضها أقام الإنسان العربي الأول , أول حضارة إنسانية مائية عظيمة .
بنى السدود الصغيرة , وصولا إلى سد مأرب العظيم , وجرّ المياه عبر شبكات أقنية معقدة , وأقام نظام ري متكامل , ونظام اقتصادي زراعي حقيقي , وصناعات موازية , وانطلق إلى التصدير عبر البحار , إلى أفريقيا صعودا على امتداد نهر النيل , والى آسيا , وعبر الجغرافيا الطبيعية إلى بلاد الشام .
كان من الحتمي , لهكذا بيئة متقدمة في زمنها , تزخر بالحياة الاقتصادية السلمية , أن تنتج اللغات الإنسانية الأرقى , الحوامل الحضارية للفكر التوحيدي , وتتوجها باللغة العربية الخالدة , الحاملة الحضارية للدين الإسلامي .
من الحتمي اليوم , أن تتجه " ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " الأمريكية , التي تقوم على (خشبة العبث والخداع , وتستمر على مشاهد التدمير والإلغاء) , إلى بلاد اليمن في جغرافيتها الحالية مبدئيا , لتدمير تراثها الحضاري والإنساني واللغوي , بوصفها المنبع الأول , للغة العربية , والهوية العربية التاريخية , والفكر التوحيدي الفلسفي , ورسالة الإسلام السماوية .
كمنطلق وحيد وجغرافي , لتدمير اللغة العربية , ولصناعة هوية عربية مخادعة "تحت لغوية" , وإعادة إنتاج فكر فلسفي وثني الحادي , لتدمير العمق الإسلامي في بيئته الحاضنة للغته وجغرافيته وإنسانه , لأبجديته الوجودية .
من الإطلالة على اليمن , يمكننا رؤية , قدرة الإنسان على إنتاج حضارته (من خلال سيطرته على المياه في جغرافيته) , بأدوات بدائية فعلا , بمقارنتها بما حققه هذا الإنسان (العربي اليمني) , بهذه الأدوات , من حضارة وفلسفة ولغة وبناء .

_ في بلاد النيل ..
كان لتدفق نهر النيل العظيم , من منابعه الموغلة في العمق الأفريقي , وصولا إلى الدلتا المتوسطية .
كل الأثر في إنتاج الحضارة المصرية , على يد الأمة المصرية الحقيقية والمستمرة منذ فجر التاريخ .
قد تقودنا الاكتشافات الأثرية القادمة , إلى فهم حقيقي لطبيعة المجتمع الاقتصادي الزراعي المصري , من خلال أقنية الري وشبكاته .
وقد نتعرف في المستقبل القريب , على (عمارة حضارية زراعية مصرية) , لا تزال تنتظر اكتشافها , تحت الرمال والطمي , تشير إلى بناء السدود , وحفر الأقنية الجبارة لجر المياه , والتي تعادل بمقاييسها الأنهار الطبيعية .
إلى جوار (العمارة الدينية الفرعونية) , ذات العمق التوحيدي البدائي , لإنسان ارتقى في عباداته إلى الأعلى , فبنى أماكن العبادة الجبارة , لتعبر عن قلقه إلى المعرفة , معرفة السماء , ولذلك لا يمكننا أن نرى في الأهرامات مجرد قبور , بل دور عبادة , ومنارات فكر وعلم وتوق إنساني معرفي رفيع , إلى الله .
كانت مياه النيل تكفي الجميع , ولا تزال مياه النيل تكفي للجميع , ولكن " ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " الأمريكية , ترى في هذه المياه , مدخلها الوحيد إلى قلب وعقل الإنسان العربي المصري , لحصاره , وحصار روحه , وتخويفه وتجويعه , حتى ينسى تراثه الجبار , وهويته الحرّة , وعمقه الحضاري البنّاء , فيصير وجوده يتعلق بنهر النيل وحصته من المياه , وينسى انه يستطيع أن يصنع في الصحراء , نيلا جديدا , ساعة يحتاج .
إن ما تتعرض له الذاكرة الجمعية للأمة المصرية التاريخية , والهوية القومية العربية , في مهدها ومنبعها مصر , من خلال بروباغاندا حروب (التخويف المائي) , سواء بالقول بتناقص حصة مصر من نهر النيل , أو احتمالات غمر الدلتا بمياه البحر .
وكلها مجرد أساطير وخرافات , لتعويم النظام الرسمي المصري , نظام السلام مع إسرائيل , والاستسلام لأمريكا .
أما عندما يعود الإنسان العربي المصري , ليمتلك مصيره بيديه , ويستعيد هوية دولته القومية , ويطلقها في مداها الحيوي العربي والأفريقي والدولي , ويبني جيشه الوطني من جديد , ويصنع اقتصاده الزراعي والصناعي , فسيحمي حدوده الجغرافية والأمنية والمائية , بأسهل مما يتخيل الجميع .
تقسيم السودان , أمر مستحيل , فهذه الجغرافيا لا يمكنها أن تعيش إلا في دولة واحدة , أو يموت جوعا وعطشا , في أرض المياه والخيرات , الجميع .
المياه لوحدها لا تكفي للحياة , والإنسان والمياه لوحدهما لا يستمرا ببدائية في الحياة , الإنسان الجماعي يطوع المياه , يُحضرها إليه , ليصنع الحياة .
هناك في السودان مياه وطعام لأفريقيا كلها , في أضعف تقدير وأكثره سوداوية .
ولكن " ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " الأمريكية , ترى في السودان :
حائط الدفاع الاستراتيجي عن مصر , وترى في مصر حائط الدفاع الاستراتيجي عن الأمة العربية , والهوية القومية العربية , واللغة العربية , والإسلام .

حتى يبقى الدولار قويا وقادرا على الهيمنة على الاقتصاد العالمي , لتبقى أمريكا سيدة العالم الاستعماري , الحرّ في استعماريته .
يجب أن تبقى أمريكا تهيمن على النفط والغاز العالميين , وعليها لذلك أن تبقى تهيمن على الجغرافيا العربية بنفطها وغازها وممراتها البحرية الإستراتيجية , عليها أن تبقى تهيمن على الإنسان العربي (بهويته القومية , ولغته العربية , وتوحيده التاريخي , ودينه الإسلامي ) .
وحتى يتم لها الأمر , عليها أن تدمر اليمن العربي , بجغرافيته التاريخية كلها , وعليها أن تمزق السودان , لتعيد مصر إلى الوراء خمسة آلاف عام .

_ في بلاد الشام ..
بلاد النهرين العاشقين , دجلة والفرات , تدفقا من الشمال , اقتربا في أرض السواد , أرض العراق , ابتعدا ثم اقتربا , ثم انسكب الواحد منهما في الآخر واتحدا , إلى آخر الزمن اتحدا , أوليست تلك أجمل قصص الحب العراقية , أرض الدموع الكبيرة للعاشقين .
على مجرى نهري بردى والعاصي , الصغيرين , قامت ممالك المدن السورية , الفينيقية والكنعانية بتداخل اصطلاحي .
وعلى مجرى نهري دجلة والفرات , قامت الحضارات السومرية والأكادية والآشورية والبابلية .
قامت تلك الحضارات العظيمة على الاقتصاد التجاري , فانطلقت في البناء العسكريتاري , أكثر مما اتجهت صوب الاستقرار الزراعي .
اتجهت في فعلها الحضاري إلى التشريع والقانون والتنظيم المدني والتخوم , وإلى العقيدة القتالية , وتمجيد القادة الخالدين والانتصارات العظيمة .
عاشت بالقرب من المياه , وتعاونا بالحد الأدنى , ما يكفي لإنتاج حاجات الإمبراطوريات العسكريتارية تلك , من الزراعة الداخلية والصناعات الملحقة بها .
تلقت تلك الجغرافيا لغاتها من أرض اليمن , وبقي تراثها الديني وثنيا , يتطور على وقع تطور الفكر الفلسفي في بلاد اليمن , ثم خرجت إليه الرسالات السماوية كلها من تلك الأرض , تلك قصص النص القرآني .
أنبياء بني إسرائيل , جاؤوا من هناك , وعيسى ابن مريم جاءا من هناك , وخاتم النبيين جاء من هناك .
إنسان بلاد الشام , إنسان مقاوم , لا يرضخ , لا يصمت , لا يهدأ , لا يتوقف عن البحث , عبر العالم , وفي كل مكان .
" ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " الأمريكية , قامت على سحب مركز ثقل التراث الجغرافي للأديان السماوية الثلاث , من بيئتها الطبيعية في اليمن التاريخي , إلى بيئتها المُصطنعة , في جغرافية فلسطين التاريخية , وعلى امتداد جغرافية بلاد الشام .
إن استهداف روح المقاومة والمغامر والتحدي , في إنسان بلاد الشام العربية , لا يمكن أن ينجح إلا عبر التشكيك (بكل الحقائق التاريخية واللغوية والجغرافية والدينية) , لتضيع بوصلة الفعل المقاوم .
ومن خلال إقامة الكيان اليهودي الوثني , في أرض فلسطين العربية , الحاضنة الطبيعية والبيئة العربية المتجددة التي أعادت رواية قصص الأنبياء , وأعادت تكريس كراماتهم , وتجديد رسالاتهم , رسالتهم الواحدة في جوهرها التوحيدي .
وذلك حتى تتمكن" ثقافة العسكريتاريا الاستعمارية " التاريخية , من تحطيم الأصل اليمني التوحيدي , والمقابل الفلسطيني الأحدث , على كامل المسار التاريخي الفلسفي الحضاري والسماوي المقدس .

هنا تبلغ العملية الاستعمارية المُستمرة منذ (مائتي عام) , ذروة خداعها , وقمة استهدافاتها , وأعلى درجات خطورتها .
القضية ليست في التدمير الممنهج للإنسان العربي تاريخيا ومستقبلا , تحت (إعلانات وعروض حروب المياه) , ولا تتوقف عند هذا الحد على كارثيته .
بل هي في (إعادة إنتاج إنسان عربي جديد) , عبري في لغته , يهودي وثني في ديانته , لا يمتلك إرثا حضاريا , ولا عمقا إنسانيا , ولا نتاجا فلسفيا , ولا هوية جغرافية حتى .
يعيش في جغرافيته التاريخية , متغربا عنها , ضائعا فيها , يكرس تقسيمها , وإعادة تقسيمها , ويمحو معالم حضارتها , ويهدم كل شيء جميل وعظيم بُني على أرضها , عبر كل تلك آلالاف الجليلة من السنين .

عندما يقرر بغباء اليهودي , أنه لا يستطيع أن يعيش بغير جغرافية ومياه جنوب لبنان والجولان العربي السوري المحتل , يتلمس بغريزة المرتزق القاتل (الإنسان القاصر غير المرتبط بجغرافية تواجده المؤقت) , حقيقة انه لا يستطيع أن يعيش إلى جوار إنسان هذه الجغرافيا التاريخي , صاحبها وصانع حضارتها .
لذلك هو يستشعر , "بغريزة البقاء" , للكائنات المتوحشة غير العاقلة وغير الناطقة أيضا , ضرورة أن يكون جواره (خاليا تماما من الإنسان المتحضر والعاقل والناطق بالحضارة والتوحيد والإنسانية) .

لا هي قضية حروب مياه , ولا هي قضية حتمية حروب .
ولا هو صراع بين الخير والشر , أو بين النوايا والإرادات .
هو دائما وأبدا , صراع الإنسان الجمعي المتحضر التشاركي الشرقي , والإنسان الفردي الاستعماري الأبيض الغربي .

30/12/2010

سوريا العربية / زياد هواش

النص نُشر أولا في مجلة "صوت العرب" _ العدد 39 .

..







 
رد مع اقتباس
قديم 22-01-2011, 11:44 AM   رقم المشاركة : 159
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

ثورة تونس .. أين أغانيها .

قالوا اشتباها ..
أنّ شابا عربيا تونسيا ..
أضرم في جسده الفاني النار ..

لا ..
قولوا ..
أنّ ظلما أبديا ..
اشتعل طويلا ..
في قلب شاب عربي ..

لا ..
قولوا ..
أن جمر القهر ..
احرق برودة الصبر ..
في روح شاب عربي ..

فخرجت من جسده الحي النار ..

نار الثورة .. نار الحقيقة .. نار القرار ..

لماذا لم تطلق ثورة الشباب التونسي أناشيدها ..
لماذا لا يغني شباب تونس كل مساء للفجر التالي وللحرية ..
لماذا لا تصدح الحناجر الذهبية بنشيد البلاد الوطني ..
لماذا لا تغني الثورة لفلسطين العربية ..

للثورة صوتها , وموسيقاها , وأناشيدها , وهتافاتها , وشعاراتها , وملصقاتها , وقصايدها , وعطرها , وسحرها , وتواشيها ..

حتى يسقط النظام كله , يجب أن تستبدل صور الديكتاتور بلوحات الحرية .
يجب أن يُرفع العلم العربي في كل زاوية .
يجب أن يرسم الأطفال أحلامهم الاتيه على كل جدار كان يوما لشعار العبادات الوثنية .

يجب أن يُرفع علم فلسطين في كل مظاهرة واحتفال حتى يعود لتونس العربية عمقها النابض وحضنها الدافي .

لهذه الثورة العربية شعار , حدود الوطن العربي , وتونس الصبية الخضراء تحمل شعلة الحرية .

الحرية لوحدها , لا تحمي مستقبل تونس ..
الديمقراطية لوحدها , لا تحمي ثورة تونس ..
التغيير لوحده , لا يحمي نفسه بنفسه ..
القانون لوحده , لا يرفع الظلم ..

الوحدة العربية تحمي مستقبل تونس ..
العمق العربي يحمي ثورة تونس ..
الهوية العربية تحمي التغيير في تونس ..
روح المقاومة العربية تحمي شعب تونس ..

لقد انكسر في تونس العربية صنم , وبقيت أصنام ..
لقد احترق في المحفل الرسمي العربي عامود خشبي , وبقيت أعمدة ..

ستستكمل ثورة الشباب في تونس العربية فعل التحطيم الجمالي لبقية الأصنام والأوثان ..
وستخرج جماهير الشباب الواعي العربية لتحطم صبرها ولتحرق بقية أعمدة المحفل الماسوني الرسمي العربي الخشبي , عامودا خشبيا تلو الآخر , له مهابة الظلمة ولكنه يشتعل بقوة القرار ..

..







 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2011, 05:16 AM   رقم المشاركة : 160
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

بانوراما لبنانية _ عربية .. 3 .

48
ساعة ..
على بدء الانطلاق (( افتراضيا )) , بالمشاورات النيابية لتكليف رئيس حكومة لبنانية جديدة .

مساحة لبنان الجغرافية : 11452 كم مربع .
عدد سكان لبنان : حوالي أربعة ملايين إنسان .

48
ساعة ..
قد لا تبدو وقتا طويلا , بل يفترض أن كل شيء قد انتهى الآن , وخصوصا أن الزعيم الاشتراكي الإقطاعي المذهبي اللبناني , السيد وليد جنبلاط , (( قد حسم خياره ووقف إلى جانب سوريا والمقاومة )) ..!!

توقف السيد وليد جنبلاط في مؤتمره الصحفي التاريخي (المُبكر) عصر يوم البارحة أمام نقطتين يجب تثبيتهما :
_
رفض مصطلح السيد سعد الحريري أنه يتعرض لـ "الاغتيال السياسي" , لأنه برأي السيد جنبلاط , لا يمكن في لبنان إلغاء أي طرف ..!!
_
رفض السيد جنبلاط , مصطلح المعارضة والمقاومة بأنه , (قبل القرارالاتهامي شيء وبعد القرار الاتهامي شيء آخر ومختلف) .

48
ساعة , هي دهربحاله ..
عندما تكون القضية تتعلق بالصراع العربي _ الإسرائيلي , وبجغرافية الشرق الأوسط بشكل عام , والمنطقة العربية منه تحديدا .
إذا المساحة الجغرافية الحقيقية المرتبطة بتشكيل هذه الحكومة اللبنانية , هي أكبر بكثير مما يتخيله اللبنانيون (الأربعة ملايين) مجتمعين .

تدافعت وتتدافع ..
قادة القواعد الأمريكية الأربعة ( تركيا _ قطر _ السعودية _ مصر) في الجوار الجغرافي والعربي لسوريا العربية , وحاضنتهم الرئيسية في المنطقة , وقائدتهم , (الكيان اليهودي إسرائيل) , لإنقاذ (تيار المستقبل الحريري الوهابي الصهيوني) , في بيروت .

واستنفرت السفارات الإقليمية والغربية , في بيروت ودمشق وطهران .

ووصلت على جناح السرعة قيادات (تركيا _ قطر _ السعودية) , ولا يزالون يتقاطرون إلى دمشق , وعلى رأسهم رمز الوهابية الصهيونية المعطوبة , في مجرة درب التبانة , الوزير الخطير سعود الفيصل , والذي نتمنى أن يلاقي أجله قبل أن تدنس قدماه الصهيونيين تراب سوريا العربية .

ومن هنا يمكننا أن نقرأ (استحالة بناء ثقة وتنمية حقيقيتين) , بين سوريا العربية من جهة , وبين قطر وتركيا من جهة ثانية , وان العملية كلها (لعبة دبلوماسية إقليمية معقدة وخطيرة) .

في حين خرجت الحليفتان في الاستراتيجيا والأمن القومي , جناحي السلام العربي _ الإسرائيلي , (مصر و إسرائيل) , لضمان أمن وسلامة , التيار المستقبلي الحريري الوهابي الصهيوني , من على المنابر كلها , وبلغة التهديد والوعيد ..!!

كل هذا الهيجان الأمريكي _ الإسرائيلي , فقط لحماية المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان , في مسرحية اغتيال المغدور رفيق الحريري .

بالمبدأ ..
رفيق الحريري (( لم يمت )) , ولذلك هذه المحكمة باطلة , فالرجل حي يرزق (ليس في جزيرة نائية وفق نظرية المؤامرة الشهيرة) , بل في شخص نجله سعد الدين رفيق الحريري , "سيبويه" تكتل لبنان أولا , "غيفارا الباريسي , "كندي" النجدي , "يلتسن" اللبناني , وزبانيته .. السنيورة _ السبع _ عبدو ......

لنسجل ..
كل هذه الحركة الأمريكية والإسرائيلية في جوهرها , تذكرنا بتلك الحركة , بأشخاصها أنفسهم تقريبا , قبل غزو وتدمير العراق , في المرتين ..

22/1/2011



..






 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2011, 01:23 PM   رقم المشاركة : 161
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

بن علي هرب ..

بن علي هرب .. يا تونس الطيبة , بن علي هرب .. يا شعب تونس العظيم ..

للخوف .. برودة الثلج الذي لا يذوب تحت أشعة شمس النهار ..
وللخوف .. برودة الموت الصارم العنيد , لا عودة منه إلى الحياة الدنيا ..

وحدها شمس الربيع , تُذيب برودة الموت الأبدي , وتخرج من يابس القشرة براعم المواسم التالية ..
وحدها شمس الحرية , تُذيب برودة ثلج الخوف , فتخرج إلى الثورة القلوب المؤمنة والقبضات القاسية ..

"انتفاضة الحرية" في تونس , "انتفاضة انفعالية" ..
وهي انتفاضة الأطراف على المركز , تكون قادرة فقط على الإطاحة "برأس النظام" , وهو ما حصل تماما .
ولكنها لا تكون قادرة على الإطاحة بالنظام في المركز , في العاصمة .
وتكون قادرة فقط على إطلاق "مدافع الثورة" , التي تدمر تحصينات النظام , وتدك أسوار أمنه وجبروته وديكتاتوريته .
ولكنها لا تمتلك بعد "جحافل المشاة" للدخول إلى ما بعد الأسوار والأبراج المنهارة , إلى المباني والمنشآت والسجون والمعتقلات والوزارات والقصور , لفرض التغيير , بتدمير قواعد الفساد , وأركان الاستبداد , ومعالم الديكتاتورية , وملامح إرهاب الدولة .

حتى تنتقل "انتفاضة الحرية" في تونس الخضراء ..
إلى "ثورة الحرية" يجب أن تتدفق "جماهير الانتفاضة" من الأطراف إلى المركز , إلى العاصمة , حيث لا يزال يقبع النظام الديكتاتوري كله , برموزه الفاعلة على الأرض كلها , وأدواته الإرهابية كلها , وقواته الميليشياوية كلها .

في مركز السلطة والديكتاتورية , ومركز الثورة والحرية , يجب أن يحصل الصدام الحتمي , (تلك قوانين التاريخ العلمية) , بين "انتفاضة الحرية" وبين "الثورة المضادة" .

أو يعود النظام الديكتاتوري إلى الحياة , برأس جديد أكثر خداعا وزيفا وتآمرا وفسادا , "يلتسن روسيا" نموذجا .

أو تستكمل "انتفاضة الحرية" بنيتها الثورية , وتتحول طبيعيا إلى "ثورة الحرية" , بأن تجمع (( مجلس قيادتها )) , من قادة الميدان والأرض والجمهور , القادة الشباب "لجماهير الانتفاضة" (القادمون من الأطراف) , والقادرين على صناعة وقيادة وتنظيم وتفعيل "جحافل المشاة" في المركز , (مشاة ثورة الحرية الواعية والقادرة على التغيير الإرادي الحرّ السيادي العنفي الجمالي الخلاق) .
الذين حرروا المركز , واسقطوا النظام , واعتقلوا رموزه , ودمروا أدواته القمعية كلها , وأقاموا "المحاكم الميدانية" , وأعدموا في الميادين العامة , من يجب أن يموت .

عندها ..
وعندها فقط , تنجح "ثورة الحرية" في تونس , وتستكمل بنيتها , وتكون قادرة على تحقيق وتشريع وتكريس "فعل التغيير" , والانطلاق , إلى بناء "دولة المؤسسات والقانون" .
ثم تكون العملية الديمقراطية , نتيجة طبيعية .
ولم , ولن تكون يوما , الديمقراطية , "فعل تغيير" أو "فعل بناء" , بل نتيجة طبيعية وحتمية , لعمليتي (البناء والتغيير ) .

إن الخطوة الأكثر إستراتيجية اليوم والآن ..
هو حصار "جماهير الثورة" في العاصمة , وبانتظار وصول "جماهير الانتفاضة" , من الأطراف , للسفارات الغربية كلها , وخصوصا سفارتي أمريكا وفرنسا , لتعطيل فعل التخطيط التآمري .
وسفارات عرب السلام والنفط , عرب أمريكا وإسرائيل , وخصوصا سفارتي السعودية والإمارات , لتعطيل فعل التمويل التآمري .

إن الخطوة الأعظم اليوم والآن ..
هو كشف موقع (مكتب الارتباط الإسرائيلي في الأراضي التونسية) , سفارة إسرائيل النائمة , وتدميره , واعتقال كل من له علاقة وثيقة به .

23/1/2011


..







 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2011, 10:16 PM   رقم المشاركة : 162
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

ما بين ..
"ثورة الأرز" في لبنان , و"ثورة الحرية" في تونس العربية .

"ثورة الأرز" , في لبنان , ثورة أمريكية مخملية تقليدية , من صناعة وكالة الاستخبارات الأمريكية "لانغلي" , أطلقت ثورة حرية موازية ومضادة في لبنان "ثورة المقاومة" .
اليوم القوة السياسية ما بين الثورتين في لبنان , متساوية , والساعات القليلة القادمة ستحسم إلى حد ما شكل السلطة السياسية المؤقتة , قبيل الانفجار الحتمي الداخلي , لحسابات عربية وإسرائيلية وإقليمية معقدة .

المغدور رفيق الحريري , كان يشكل ويعبر عن , الوجه الاقتصادي العلماني المهذب , للمشروع الوهابي الصهيوني الأمريكي , في المنطقة العربية والشرق الأوسط الجديد .
السيد سعد الحريري , يعبر اليوم غدا , عن الوجه المافيوي الفوضوي غير المهذب , للمشروع الوهابي الصهيوني الأمريكي , في المنطقة العربية والشرق الأوسط الجديد .

"ثورة الحرية" في تونس العربية , ثورة شعبية قادمة من انتفاضة انفعالية حقيقية , في لحظة تغيير تاريخية , أطلقتها القوى الشابة والمقهورة , واتجهت بها إلى فعل التحطيم الخلاق , لنظام توتاليتاري أمني مترسخ منذ استقلال تونس .
هذه الثورة بدأت تواجه ملامح "الثورة المضادة" لنظام سقط رأسه وتحطمت أسواره , ولكن الهيكل لا يزال قائما , والمساعدات (الأمنية والمالية والإعلامية) بدأت تتدفق عليه من كل حدب وصوب .

قناة الجزيرة , تعبر عن , الوجه الاقتصادي العلماني المهذب , للمشروع الوهابي الصهيوني الأمريكي , في المنطقة العربية والشرق الأوسط الجديد .

قناة العربية , تعبر عن , الوجه المافيوي الفوضوي غير المهذب , للمشروع الوهابي الصهيوني الأمريكي , في المنطقة العربية والشرق الأوسط الجديد .

القناتين اللتين أطلقتا معا , وبنجاح , "ثورة الأرز" في لبنان , وسوقتا لمشروع المغدور رفيق الحريري , بقوة وتفاني .
تطلقان اليوم بنجاح أقل "الثورة المضادة" في تونس العربية , وتسوقان بشدة لمشروع السيد سعد الدين رفيق الحريري .

والقناتين تخوضان معا , وبتكامل ذكي ومدروس , حربا إعلامية مخادعة , في مواجهة "ثورة المقاومة" في لبنان .

..







 
رد مع اقتباس
قديم 24-01-2011, 11:45 AM   رقم المشاركة : 163
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

تحدث السيد حسن نصر الله , مساء يوم 23/1/2011 ..
وقبيل ساعات من البدء الافتراضي للمشاورات النيابية , لاختيار رئيس حكومة لبنانية جديدة , عن نقطتين رئيسيتين :
المحكمة الدولية والقرار الظني , والتطورات السياسية وتشكيل الحكومة العتيدة .

المحكمة الدولية والقرار الظني ..
_ مسار صدور القرار الظني المسيس , يلحق مسار التطورات السياسية المتسارعة داخليا , لأن المطلوب توظيفه سياسيا داخليا .
_ السيد بلمار وجه تهديدا لـ "تلفزيون الجديد" بسبب التسريبات (الحقيقة ليكس) , علما أنه خلال سنوات التحقيق والمحكمة تم تسريب كل ما يفترض انه يساعد على النيل من سوريا ومن المقاومة .
إذا التسريبات المسموحة هي فقط لصالح (الفريق الآخر) .
_ هذه المحكمة تستهدف فريقا سياسيا محددا , ولا تريد (لا الحقيقية ولا العدالة) .
_ المقاومة تعرف مضمون القرار الظني ولو أنه لم "يعلن" بعد , وكان ردنا على صدوره , هو إسقاط هذه الحكومة .
_ الخطوة الثانية للمقاومة والمعارضة , ستتزامن مع "إعلان" القرار الظني , وسيكون كلاما أخيرا ونهائيا .
_ مرحلة ما بين "بلمار" و "فرانسين" لن تكون مساعدة (للفريق الآخر) للضغط على المقاومة , فالموضوع انتهى ولم يعد يعنينا في شيء .

والتطورات السياسية وتشكيل الحكومة ..
_ نشكر السيد وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي , على موقفه الحاسم والنهائي , ونقدره عاليا , ونؤسس عليه للمرحلة الجديدة وتحدياتها .
_ في حال فوز مرشح المعارضة في تشكيل الحكومة سنسعى لحكومة (شراكة وطنية) ولن نمس بالطائفة السنّية الكريمة , والوقائع ومسار الأحداث ستثبت ذلك .
_ إساءات لا يمكن السكوت عنها , تحاول أن تنال من دولة الرئيس "عمر كرامي" , وخصوصا من قاتل , أو المدان , بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد "رشيد كرامي" , (سمير جعجع) , ونحن نرد عليه بكلمات : بيت كرامي بيت وطني شريف ونزيه , وهو يسيء بذلك إلى اللبنانيين جميعا .
_ كل هذه الحملات على افتراض أن الرئيس كرامي هو مرشح المعارضة , مع أنه لم يطلب من أحد ذلك , ولم يسعى إلى ذلك , بعكس (الفريق الآخر) الذي يسعى عربيا وإقليميا ودوليا من أجل مرشح محدد .
_ أثناء تداولنا كمعارضة , اتصلت بدولة الرئيس كرامي لطلب موافقته على الترشيح , شكرنا الرجل الوطني على الثقة , وقال انه تقدم به (العمر الشريف) والمرحلة دقيقة وتتطلب الجهد والحيوية , ولكن إذا تطلب الأمر كخيار حتمي تكليفه بتشكيل الحكومة , فهو مستعد .
_ الرئيس عمر كرامي , مرشحنا الأول , وقلنا له أننا سنبحث في تكليف شخصية كريمة أخرى , ولا بد لنا أن نقول بأن هذا الرجل الوطني يجمع ما بين (الترفع والزهد) إلى (الشجاعة والعزم) وهو يستحق كل احترام إسلامي ووطني .
_ إذا كان هناك غدا مشاورات نيابية , فالمعارضة ستحسم خيارها في الساعات القليلة القادمة .
_ "الاغتيال السياسي" , الذي تطرق له السيد سعد الحريري , هذا كلام غير ديمقراطي , ولا سابقة له في لبنان , وهي لغة سياسية وأدبيات سياسية جديدة , فرئاسة الحكومة (موقع قيادي) يحتاج إلى مواصفات محددة , وهذا التوصيف فيه ترهيب لفريق المعارضة .
_ أليس ما يجري الآن , هو "محاولة اغتيال" لواحدة من أشرف حركات المقاومة في المنطقة , ولمصلحة "العدو الإسرائيلي" , (وهناك من يستطيع منع هذه المحاولة للاغتيال السياسي) , ولكنه حاول "تسريع" الأمور لاغتيالنا .
_ لا نريد إلغاء أحد أو شطبه , هناك استشارات دستورية , والمتربص بنا اليوم هو العدو الإسرائيلي .
_ الموقف الإقليمي والدولي والدول والحكومات , كلها تقول أنها تحترم الشرعية وإرادة الغالبية والمؤسسات الدستورية اللبنانية , وكلها تصريحات جيدة .
والسؤال هو هل ستحترم هذه الدول والحكومات خلال الأيام القادمة رأي هذه الأغلبية , إذا لم يتم ترشيح السيد سعد الحريري .
أو أننا سنسمع بالتأكيد "كلاما آخر" وحديثا عن (المخاطر الاقتصادية والتقسيم وإسرائيل) , ولغة جديدة قديمة عن المشروع الإيراني الفارسي الشيعي , والتحريض المذهبي الفاقع اللون .
كل هذه "الادعاءات" , هي من باب (التزوير والتضليل والتحريف) , وهي معركتنا منذ قيام هذه المقاومة .
_ إذا وصل مرشح تدعمه المعارضة , نتمنى أن يعطى فرصة لتشكيل "حكومة وطنية" , تعمل لمصلحة الشعب اللبناني , ويكون عملها هو الحكم فيما بيننا .
_ إذا كانت القضية هي قضية "الرئيس الحريري" , فهذه كارثة وطنية , بحيث يتوقف البلد كله على تولي "شخص محدد" لرئاسة الحكومة .

..

تحدث الصحفي اللبناني الحرّ الدكتور حسن حمادة , في أجواء كلام السيد حسن نصر الله , عن النقاط التالية :
_ الطوائف وقفا من الله وليست ملكا لأفراد .
_ لا يمكن "خصخصة" المؤسسات الدستورية , لبنان بلد صغير , كلما جاء رجل غني قادر على تضليل الفقراء , سيكون قادرا , عفوا , على "امتطاء" البلد .
هذا بلد فيه شعب كله كرامة , لا يقبل البيع ولا يقبل الشراء .
_ القوى الخارجية , الصهيونية والأمريكية , اشتغلت على إغراق البلد بـ "المال الحرام" لتدمير الوطن والدين , الشغل كله كان لخلق "حالات فتنوية" .
_ الرهان , كان وسيبقى , دائما , على الشعوب العربية , وقد بدأت دورة نهوضها , في الوقت الذي تقوم فيه (الدول التي تدعي الديمقراطية) بحماية وتأييد الديكتاتوريات العربية .
(ديكتاتورية الأقزام والمال الحرام) لن تستمر .
_ هناك فعل تراكم لـ "غسل العقول" بقوة , خلال السنوات الأخيرة , تقوده وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية , كإطلاق شعارات منها "الحقيقة" مثلا .
_ هناك "مهمات" مُوكل بها من الخارج , لجعل الناس تضيع معنويا , فخلال كل هذه السنوات (منذ العام 2005) , لم يقل أحد أن "إسرائيل" يمكن أن تكون وراء (الاغتيالات في لبنان) , لقد أصبحوا (مُتحكم بهم) من ضمن لعبة المصالح التي أدخلتهم في حالة "ضياع" يقودها الأشخاص / الرموز , الذين تتشكل حولهم (منظومة مافيوية) تسحب منهم المال , وعندما يتوقف تدفق المال , يتوقف معه كل شيء , ويختفي الناس جميعا .
_ الصهيونية العربية , (فرع لبنان) , لا يمكن لها أن تخيفنا .
_ مواقع الدولة "مواقع وطنية" وليست "مواقع مذهبية" , هناك ما يسمى بتقاسم حصص , ولكن لا هوية مذهبية للسلطات , نحن في لبنان لسنا "كونفدرالية مذاهب" بل نعيش في "معتقلات المذاهب" .
فرئيس الجمهورية "ميشال سليمان" , ضابط جيش وطني محترم , ولكنه ليس رجلا شعبيا , وهذا المنصب ليس "ملكا" للموارنة وان أعطي إليهم , وكذلك هي قصة الشيعة مع منصب رئيس المجلس النيابي .
_ إنهم يقومون بكل المهمات , بديلا عن إسرائيل , ولبنان لا يزال جزءا من مرحلة الانحطاط العربي العام , لاغتيال المقاومة , وليس فقط اغتيالها سياسيا .
_ ليس صحيحا أن "المخطط أمريكي" وليس "إسرائيلي" , بل هناك اختراق إسرائيلي هائل للداخل اللبناني , هناك "هجوم حربي" على المقاومة , عن طريق هذه المحكمة .
_ طرح الرئيس الفرنسي ساركوزي , حول تدويل لبنان , (كونسورسيوم) دولي , (أمريكا , فرنسا , تركيا , قطر , السعودية) , هو (مخطط أمريكي إسرائيلي) , لإدارة الأزمة في لبنان , وتدمير البلد , والهيمنة عليه بعد تدميره .
_ الأمور تتصاعد داخليا باتجاه مواجهة بين (لبنان اللبناني) و (لبنان الإسرائيلي) , بسبب تراكم التسويات السابقة , في مكان ما .
_ هناك هجوم كبير على المنطقة , وخصوصا أن التراكمات موجودة أيضا في الشوارع العربية , وتحية إلى روح البطل التونسي الكبير "البوعزيزي" , وهناك تسعير لتشكيل ساتر دخاني للتغطية على ما يجري في المنطقة .
_ الاتجاهات السياسية "غير الوطنية" و"غير الأخلاقية" , لتجار الطوائف والمذاهب , هي لخدمة أهداف خارجية , وهم من يتاجر بالاقتصاد الوطني , ويهدد به .
_ من يهاجم "بيت كرامي" بيت الرجال المجاهدين والوطنيين , هم مجرد "منتحلي صفة" و"أوباش" .
_ نحن أصحاب البلاد الأصليين , هم يضعون "الدولار الأمريكي" على رؤوسهم , ونحن نضعه في مستوى أقدامنا , نحن من حطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر , نحن شعب لبنان .
_ "هم" يريدون الإساءة إلى "آل كرامي" , لذلك "يفوضون" سمير جعجع , ليتحدث بالنيابة عنهم .
سمير جعجع أفضل منهم "هم" وأشرف منهم "هم" , لأنهم (بلا شرف) ولأنهم (حصان طروادة) .
_ تبين أن "الحقيقة" مجرد "كذبة كبيرة" , تلك شعارات (c i a ) .
_ "هم" , غطاء لشبكات الاستخبارات العالمية , والصهيونية , لتعمل بحرية في بلادنا , (ولكن لهذا البلد أهل يحموه ورب يحميه) , لبنان يستحق الحياة , ونحن نريد أن نعيش , لذلك نحن نصمد بوجه "اليهودي" وكل الإمبراطوريات الاستعمارية .
_ قضية الوطنيين أن يلتفتوا لحماية البلد , المرتزقة لا أحد يلتفت لهم .

مساء 23 / 1/ 2011

..







 
رد مع اقتباس
قديم 26-01-2011, 10:07 AM   رقم المشاركة : 164
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

بانوراما لبنانية عربية .. 4 .

في أربعين الإمام الحسين , عصر يوم 25/1/2011 ..
تحدث السيد حسن نصر الله , في الاحتفال الذي أقيم في مدينة بعلبك التاريخية , في سابقة , سيكرسها حزب الله جغرافيا , في رسالة , ستظهر مضامينها المعنوية ومدلولاتها اللوجستيه لاحقا .

تحدث أمين عام حزب الله , بعد انتهاء الاستشارات النيابية المُلزمة , باختيار الرئيس محمد نجيب ميقاتي , رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة العتيدة , عن النقاط التالية :
_ تحية من المقاومة في لبنان , إلى شعب تونس , وثورته , ثورة الحرية , وتشاؤم من زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية , جيفري فيلتمان , لتونس .
_ عن ثورة فلسطين , وشعب فلسطين .
_ في مواجهة القرار الظني , استقال وزراء المعارضة واسقطوا الحكومة العاجزة .
_ الاستشارات النيابية أدت إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة .
_ نائب الرئيس الأمريكي , ودول وحكومات تدخلت , ومع ذلك العملية بقيت دستورية وسياسية وقانونية .
_ كل ما جرى ويجري اليوم , يؤكد استحالة وحدة المعايير , بل هي مسارات لمصالح سياسية , واصطفافات خلف فريق لمواجهة فريق آخر .
_ الفرصة اليوم جديدة , والتهويل على الرئيس ميقاتي , لن يجدي نفعا .
_ بعض المجموعات النيابية , صارت تمتلك خبرة , في تزوير الحقائق , والرئيس ميقاتي ليس مرشح حزب الله , وهذا الكلام من باب التحريض المذهبي , وهو كلام مرفوض , فالمعارضة كانت تتجه باتجاه آخر , ثم قبل الترشح , في الساعات الأخيرة , كمرشح وسطي , ورحبت بذلك المعارضة التي تعترض على ترشيح (شخص واحد فقط) .
_ هذه ليست حكومة حزب الله , ولا يقودها حزب الله , وهم يريدون بهذا الكلام , تحريض الأمريكان والإسرائيليين , أصحاب المشروع الفاشل في منطقتنا , ولذلك نتمنى عليهم إيقاف هذا التحريض .
_ لسنا طلاب لا سلطة ولا حكومة , ولم ندخل إلى الحكومة إلا في العام 2005 , لأن المقاومة تريد أمرين اثنين :
1_ لا تتآمروا علينا .
2_ اهتموا بالداخل الاجتماعي .
_ المقاومة تعمل في مواجهة العدو الإسرائيلي , في منطقة مقبلة على تحولات خطيرة ومصيرية .
_ نحن نستعد في غير مكان , وانتم أدخلتمونا إلى الساحة الداخلية في العام 2005 , وانتم تتآمرون على سلاح المقاومة , حتى على طاولة الحوار .
_ انتم قدمتم في أمريكا تعهدات والتزمتم بها .
_ لقد استدعيتم إسرائيل , علينا , في تموز من العام 2006 , وفشلت , وفشلتم .
_ اليوم أنتم تراهنون على مشروع المحكمة الدولية , وستفشل , وستفشلون .
_ نحن لا نريد فرض سيطرتنا على الحكومة والدولة وإمساك البلد .
_ نحن في الوضع الداخلي , فقط لحماية المقاومة .
_ دعمنا ترشيح الرئيس ميقاتي , وندعوه لتشكيل حكومة شراكة وطنية وإنقاذ وطني .
_ لا غالب ولا مغلوب , تعالوا لنلتقي ونتضامن .
_ إن رفضكم المشاركة , يعني أنكم تريدون السلطة لوحدكم , وتريدون أن تفعلوا أي شيء من أجل السلطة , ونحن لا نعمل على قاعدة الشطب والإلغاء .
_ إلى أين تريدون أن تأخذوا البلد .
_ إسرائيل تتخوف من حكومة حزب الله على لبنان , يا غيرة الدين .
_ لا الحكومات , ولا أمريكا , ولا بعض المواقع الإقليمية , تحمي لبنان , لبنان متروك لإسرائيل , ولبنان تحميه مقاومته وجيشه وشعبه .
_ إسرائيل لا يردعها إلا (توازن الرعب) الذي أوجدته المقاومة في لبنان , ولذلك لا تقلقوا من أي شيء في العالم .
_ من لا يريد أن يشارك , فليعطي حكومة الرئيس ميقاتي سنة واحدة , ثم يحاسبها .
_ إن ما يجري هو تحت شعار : أنا أو لا أحد .

.
.

نقاط يجب الإضاءة عليها ..
في أحداث وتفاصيل وتداعيات , يومي الاستشارات النيابية اللبنانية , ليس لأنها مجرد حدث داخلي سياسي لبنان , بل لأنها ترتبط مباشرة بمشروع الشرق الأوسط الجديد , وتشكل نموذجا فاقعا لثقافة (الفوضى الخلاقة) الأمريكية الإسرائيلية السعودية :

_ كل نواب المجلس النيابي اللبناني الـ (128) حضروا إلى القصر الجمهوري , ورشحوا أحد اثنين متنافسين , الرئيس ميقاتي والرئيس الحريري .
هذا يعني أن الجميع اعتبر كل ما سبق , (قانونيا وشرعيا وسياسيا) , وان نتائج الاستشارات هي (ملزمة ودستورية) , تتم بلا أي ضغط أو إكراه , وإلا لامتنعوا عن الحضور والمشاركة , أو (حضروا ولم يرشحوا أحدا) .

ما سبق يشير بوضوح إلى أن الاتفاق السوري _ السعودي , نجح في هذه النقطة , (سير العملية السياسية سلميا ودستوريا وبحضور الجميع) , وقبلته الأطراف اللبنانية الداخلية والتزمت به , ووافقت عليه بقية التيارات في السعودية , والأطراف العربية (مصر وقطر) , والإقليمية (تركيا وإسرائيل) , والدولية (فرنسا وأمريكا) , ذات الصلة .

النقطة المفصلية ..
هي في السؤال عن أية "ملفات" , استطاع السيد سعد الحريري , أن يضمن عدم فتحها قضائيا , عندما يخرج من السلطة , ويشارك في دستورية العملية الاستشارية ..!!

ملفات الحريري الاقتصادية هي ..
_ ملفات الفساد المالي :
1_ المشروع الاعماري لشركته "سوليدير" , والذي تقدر أصولها العقارية بحوالي الـ (90 مليارا) في أقل تقييم , وهو مشروع قائم على تجاوزات كبيرة لملكية الأفراد والمؤسسات والدولة , في المنطقة التي استولت عليها الشركة , بأساليب غير مشروعة بالكامل .
2_ دين الدولة البالغ اليوم حوالي (60 مليارا) تترتب لصالح بنوك يملكها السيد سعد الحريري , وبقية ورثة المغدور رفيق الحريري , وترتب على الدولة , دفع مبالغ هائلة لفوائد عالية القيمة , وتم إهدار أصولها في مشاريع فيها الكثير من الهدر والسرقات المفضوحة .
3_ الأملاك التي نتجت عن الردم في البحر , (وتقدر قيمتها الاستثمارية بمليارات الدولارات) , من بقايا ملف إعادة إعمار الوسط التجاري وهدم بيروت التاريخية , ومن الدمار الذي لحق بضاحية بيروت الجنوبية جراء حرب تموز العام 2006 , والتي تعود في ملكيتها لبلدية بيروت , ووضعت يدها عليها شركة "سوليدير" الحريرية بطريقة غير قانونية .
4_ قطع حسابات الموازنة العامة للدولة , منذ العام 1993 , والحكومة الحريرية الأولى للأب , واستمرارا إلى حكومات السنيورة والحريري الابن , وكان الرقم المبدئي للهدر والمفقودات قد بدأ بـ (11 مليارا) , في فترة السنوات الخمس الأخيرة , وبحساب مبدئي للغاية .
5_ ملفات عقود الشركات التي يملكها الحريري بطريقة غير مباشرة , عبر وسطاء , سواء شركة "سوكلين" , أو الشركات العاملة بقطاع الاتصالات , أو الشركات العقارية والخدمية والإعلانية والإعلامية والسياحية , سواء من حيث القيم المبالغ فيها للأعمال , أو من حيث تغطيتها لعمل الاستخبارات العربية والإقليمية والدولية , (استخبارات مصر والأردن وتركيا وإسرائيل وفرنسا وأمريكا وألمانيا وبريطانيا وقطر .... ) .

ملفات الحريري السياسية هي :
1_ المحكمة الدولية , وتعطيل شرعيتها المزيفة .
2_ شهود الزور وملاحقة مصنعيهم محليا .
3_ تعديل قانون الانتخابات النيابية .
4_ الاغتيالات في لبنان وملفات التحقيقات المطوية .
5_ إصلاح النظام القضائي المخترق .
6_ إلغاء شرعية فرع المعلومات .
7_ وضع اليد على شركات الاتصالات المخترقة إسرائيليا .

النقطة الاقتصادية ..
هل ستتمكن الحكومة العتيدة من التصدي لملفات الفساد الحريرية , من دون أن تتعرض لحرب اقتصادية إقليمية على الليرة اللبنانية .

النقطة المستقبلية ..
إن تعديل قانون الانتخاب على سبيل المثال , واعتماد قانون انتخابي نسبي عصري , يغير تركيبة القوى السياسية اللبنانية طائفيا ومذهبيا , إلى الأبد , وهكذا مشروع سياسي سيواجه بعاصفة حقيقية , وستكون معركة الحريرية السياسية فيها , طاحنة .

النقطة الأمنية ..
والاتجاه إلى تصفية تواجد (محطات جهاز الموساد) في بيروت , سيواجه بتفجيرات أمنية حادة وعدائية ودموية للغاية , نحن نتحدث عن انتحاريي القاعدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية .
وهل ستتجه الحكومة الجديدة إلى "اقتلاع" فرع المعلومات من جذوره , وكيف سيكون الرد على ذلك .

نقطة ملاحقة مصنعي شهود الزور ..
والتي ستطال مباشرة السيد سعد الحريري , ومستشاريه المباشرين , وصحفيين تابعين له , ونواب , وقضاة .

نقطة إصلاح النظام القضائي ..
وملاحقة القضاة اللبنانيين , المتورطين بالمحكمة الدولية , والتحقيق الدولي , وملفات الاغتيالات كلها .

نقطة شركات الاتصالات ..
ومعركة تنظيفها من الاختراق الإسرائيلي الكامل لها .

نقطة مواجهة المحكمة الدولية ..
وهل ستتمكن الحكومة اللبنانية العتيدة , من تعطيل تداعيات مفاعيل بدء المحاكمات , وعدم انتهاء التحقيق الدولي , على الساحة الداخلية .

لقد بدأت معركة حقيقية على الأرض في لبنان ..
الجوانب السياسية فيها هي الأقل خطورة , وحتى الجوانب الاقتصادية فيها , يمكن معالجتها على المدى الطويل , ولكن الجوانب الأمنية فيها , لا يمكن تسويتها عبر تفاهمات , وستكون الحرب فيها دامية للغاية .

إذا سجلنا هنا والآن , نقطتي علام :
1_ كيف ستتم إعادة الاعتبار للضباط الأربعة , سياسيا , في ملف اغتيال المغدور رفيق الحريري ..!!
2_ إلى أي مدى سيذهب حزب الله , سياسيا , وأمنيا , في معركته مع التيار الذي خاطبه اليوم قائلا : لقد استدعيتم إسرائيل , علينا , في تموز من العام 2006 , وفشلت , وفشلتم ..؟؟
3_ هل سيقبل حزب الله , وأطراف المعارضة اللبنانية المنتصرة سياسيا اليوم , بالدخول في (المزيد من التسويات على الملفات السابقة) ..؟؟

ويبقى السؤال الاستراتيجي :
هل بدأت معركة تصفية التيار الحريري الوهابي الصهيوني في لبنان ..؟؟

26/1/2011



..







 
رد مع اقتباس
قديم 26-01-2011, 11:15 AM   رقم المشاركة : 165
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

حماس مقاومة وطنية فلسطينية ..

وعندما توضع على قائمة الإرهاب , هذا يعني أن الوضع القائم في فلسطين وفي أراضي الضفة والقطاع , ( ليس احتلال ومحاولة داخلية وطنية فلسطينية للتحرير) .
وهو التوصيف القانوني للشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة , للوضع على الأرض ما بعد يوم 5 / 6 / 1967 , والقرارات ذات الصلة .



وإنما يعني القول بان حماس منظمة إرهابية :
القول بان الوضع القانوني للمقاومة الفلسطينية هو ( شاذ تماما ) , كالاحتلال الإسرائيلي لهذه الأرض .
كليهما حماس وإسرائيل , من وجهة نظر القانون الدولي , في وضع المحتل غير الشرعي .
وبذلك يتحول أغلبية الفلسطينيين من سكان الضفة وغزة , محتلين للأرض الفلسطينية , على قدم المساواة مع يهود المستعمرات .

لذلك ..
يصبح محمود عباس وجماعته , هم السكان الشرعيين للأراضي الفلسطينية وهم أصحاب التمثيل الحقيقي أينما وجودوا .
وعندما لا يكون لهم وجود تمثيلي أو سياسي بمعنى ( المليشياوي السلطوي ) , في غزة بعد تحريرها منهم , وليس من فتح .
تصبح غزة ارض تحت سيطرة إرهابية ذات ارتباطات خارجية تعمل لمشروع يهدد الأمن والسلام العالمي .

هيمنة استعمارية ..
ومنطق استعماري , ومنظمات دولية تحت السيطرة الاستعمارية , وغرب يخضع لسطوة مالية أمريكية يهودية حقيقية .
ولكن الزمن يتغير , والاقتصاد الامبريالي الأمريكي يتداعى , والسطوة اليهودية العالمية تترنح , والعالم بأحراره يحقق انتصارات في كل مكان من فنزويلا إلى أفغانستان .

نحن لا نستطيع الانتظار ..
نحن يجب أن نكون جزءا رئيسيا من هذا التغيير , نوظفه لخدمة قضايانا وحقوقنا ووجودنا الحر ومستقبلنا القادم .

حماس على قائمة الإرهاب ..
ليست ذلك همّا لحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية .
بل هي قضية فلسطينية وعربية وإسلامية خالصة , في أبعادها وتداعياتها .
نحن لا يمكن أننقبل بمنطق اتهام شعب في أرضه عبر حركات مقاومته ونضاله , ذات التجربة الديمقراطية الحقيقية , بأنها وبأنهم إرهابيون وغرباء عن تاريخهم وهويتهم وأرضهم ومستقبلهم .

إسرائيل هي الكيان الإرهابي ..
واليهود الصهاينة وغير الصهاينة , القائلين بالحق الإلهي لهم في ارض فلسطين التاريخية , هم إرهابيون وقتلة ومهووسون , ومجرمي حروب , ورجال عصابات , وأصحاب مجازر جماعية غير مسبوقة .
شذاذ الآفاق , ورعاع هذا العالم الاستعماري الغربي , ومرتزقة الرأسمالية الأمريكية , والشركاء الوجوديين للنظام الرسمي العربي البائس .

أن يقلب الأمريكان والغرب والإسرائيليين وعربهم ..
المشهد الفلسطيني , بحيث يتحول الدفاع عن حماس والفصائل , كإرهابيين , هذا ما لن نقبل به .
إسرائيل هي الإرهاب بعينه .
وأمريكا والغرب , هم الاستعماريين بمعنى الإرهابيين بقناع التفوق العنصري الذكوري الأبيض .

من هنا يجب النظر ..
إلى تلك الدعوات الغرائبية في العالم الاستعماري الحر , التي تقول بمساواة حماس وإسرائيل ووضعهما على قدم المساواة في تحميلهما المسؤولية عن جرائم الحرب في غزة .


2/3/2009


زياد هواش

..

رأي لا بد من استعادته , في زمن تسريب الوثائق السلطوي الفلسطينية لـ "عكا..." رام الله .

..







 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 10:30 AM   رقم المشاركة : 166
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

بانوراما لبنانية .. عربية .. 5 .

مشاريع صهيونية تنهار ..

_ لقد قتلوا البابا ..
_ من قتل البابا يا عمو سعد ..؟؟
_ إيني واي المشركين غروب .

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

الحقيقة ..
أن شعار "الحقيقة" , شعار وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية , شعار التزييف والخداع , شعار المعارك العبثية .

الأكيد ..
تنظيم القاعدة , القاعدة الأمريكية الاستخباراتيه "المتحركة" , هو من قتل المغدور رفيق الحريري .
قام بتمويل وتغطية وتمرير وأخذ الموافقات الإقليمية والدولية , على هذا الاغتيال , الأمراء الشياطين , البندر بن سلطان , والوليد بن طلال , وسعود الفيصل .
قامت إسرائيل , القاعدة الأمريكية الاستخباراتيه "الثابتة" , بتقديم الدعم اللوجستي , المواد المتفجرة الرئيسية , وليس المساعدة , والشاحنة , وأجهزة التفجير , وسلامة الاتصالات , وتحديد وتثبيت خط سير الموكب , بل ربما كانت إسرائيل مستعدة لتفجير الموكب , لو حدث أي تعطيل غير مقصود أو مقصود .
قامت أمريكا , بتحديد التوقيت , توقيت الاغتيال , مع حاجتها لساتر دخاني لبناني , لمشروعها الشرق أوسطي المتعسر , ومن ثم المنهار , في العراق أولا .

(وهو السيناريو الذي سارت عليه كل الاغتيالات في لبنان , اغتيالات ثورة الأرز ) .

والأكيد ..
أن المغدور رفيق الحريري , كان ينتمي إلى المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي , السلمي والاقتصادي المافيوي , الفاسد والأنيق , بوجهه الإعلامي المخادع , وشعاراته التنموية العبثية , وعلى أرضية العنوان المثير : السلام في الشرق الوسط , عليكم جميعا .
_ تأسيس بنوك ذات أصول صهوينة مافيوية , وتمويل الدولة للقيام بمشاريع خدمية ذات مردود متدني , بفوائد بالليرة اللبنانية , عالية .
_ إدارة هذه المشاريع الخدمية , بطريقة كارثية , وإغراق البلد بالمزيد من الديون .
_ خصخصة الدولة , وتمليكها للصهاينة بشكل غير مباشر , وحصار المقاومة الاسلامية , اقتصاديا أولا , وتجفيف منابعها النقدية .
_ توطين الفلسطينيين , وامتصاص لاجئين مذهبيين , من داخل أراضي العام 1948 بطريقة ناعمة وهادئة .
_ تنظيف بيروت الإدارية أو بيروت الكبرى , من المقاومة وجمهورها , ومن كل التيارات المعارضة للحريرية الصهيونية .
_ صناعة خلطة طائفية متوازنة في الجنوب , مُعطلة تماما , يمكن السيطرة عليها , ومخترقة أمنيا من إسرائيل بالكامل , (نموذج الضفة الغربية) وسلطة رام الله الوطنية ..!!
_ تهجير كل معارضة (للمشروع الصهيوني .. فرع لبنان) وجمهورها , إلى الشمال والبقاع , بعيدا عن الجنوب وبيروت والجبل .
_ تسليم الصهاينة , الإشراف الأمني على الحدود مع وسوريا وخصوصا خاصرتها الضعيفة , وبدء الدخول إلى دمشق أمنيا أولا عن طريق , طريق الشام .

تعطل , (المشروع الصهيوني .. فرع لبنان) , ( المشروع الحريري الصهيوني ) , في خطواته الأولى , وتحديدا عندما اتجه لتطبيق "مرحلة الخصخصة" , وواجهته القوى الوطنية كلها , وبدأ التوقف , ثم التراجع .

تعطل ( المشروع الحريري الصهيوني ) , لم يكن كافيا لوحده , للموافقة على اغتيال الرجل أمريكيا .

تعطل (المشروع الشرق أوسطي الجديد) , هو الذي مرر اغتيال "الحريري" في لبنان , تماما كما مرر اغتيال "بنازير بوتو" في الباكستان .

وهذا التَعَطُل , لم يتم التعبير عنه فقط , من خلال القيام بالاغتيالات , أو تمريرها أمريكا , بل هي واحدة من أبسط نتائجه .

لقد انتقلت الصراعات على السلطة , في داخل أمريكا نفسها , إلى العلن , بسبب هذا التَعَطُل, واستعرت حروب إلقاء المسؤوليات , مسؤوليات الفشل الكبير والمقدس , إذا صح التعبير , وانتهت العملية كلها بإسقاط البيت الأبيض , واستلام "لانغلي" لدفة الحكم بالكامل .

إن السيد جيفري فيلتمان , المسؤول الأمني في "لانغلي" , والمشرف على عمل وزارة الخارجية , بمنصب مساعد وزيرة الخارجية , هو من يدير السياسة الخارجية الأمريكية , فعليا , في المنطق العربية وجوارها الإقليمي , ويمكننا رؤيته اليوم في كل مكان .

السيد جيفري فيلتمان , هو من مرر وصول نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل , وسمح قبلها بشن الحرب على لبنان في صيف العام 2006 , وعلى غزة في أواخر العام 2008 , وهو من وضع ويضع , لوائح الاغتيالات في المنطقة العربية كلها , وليس فقط في العراق ولبنان وفلسطين .

وهو بذلك من دشن , عصر السياسة الأمريكية الخارجية , الفاجرة , والفاسدة , والعدائية , والوقحة , والمافيوية , في العالم .
متمما فعل سلفه اليهودي الآخر , هنري كيسنجر , الذي أسس لعصر السياسة الأمريكية المخادعة واللا أخلاقية .

وعلى يدي هذا (الكلب الأمريكي المسعور ) , بدأ انهيار النظام الرسمي العربي , وسيستمر .

مع صمود المقاومة في لبنان , وصمود المقاومة في غزة , وانتصار المقاومة في العراق , تحرر الشعب العربي من عقدة الخوف من إسرائيل وعبادة أمريكا , والحقيقة , أن السيد حسن نصر الله بشر بذلك , وهو يخرج ومقاومته وجمهورها , من تحت الرماد والدمار منتصرين .
والحقيقة أيضا , أن السيد خالد مشعل , بشر بذلك , وهو يخرج ومقاومته وجمهوره , من تحت مجازر غزة , ودمارها وحصارها الرهيب , منتصرا انتصارا غير مسبوق تاريخيا وإنسانيا , على الحصار , وعلى أمريكا , وعلى إسرائيل , وعلى (عكاريت رام الله) , وعلى الحلفاء العرب .

ومع السعار الذي أطلقه نتنياهو (فيلتمان الإسرائيلي) , عميل "لانغلي" في تل أبيب , لتدمير القدس والمقدسات الاسلامية , والضفة , سقط كل رهان عربي (شعبي أو نخبوي) , على , ليس فقط استحالة السلام مع إسرائيل , بل استحالة الحياة العربية الكريمة , بوجودها .

دعونا نتحرر الآن , من طغيان المشهد السياسي , في لبنان , على المشهد الرسمي العربي , ودعونا نخرج من مشهد الخداع هذا , من مشاهد العرض المسرحي السياسي العبثي اللبناني المسكين .

مشهد انهيار (المشروع الصهيوني .. فرع لبنان) , ( المشروع الحريري الصهيوني ) , وخروج سعد الدين رفيق الحريري من رئاسة الحكومة في لبنان , هو مشهد هام , من حيث أنه مؤشر هام , يخرج من لبنان (الكيان المختبر) , للسياسة الأمريكية _ الإسرائيلية , المهزومة , والمطروحة أرضا , يتبول عليها المنتصرون المقاومون العرب .

خروج سعد الدين رفيق الحريري من السلطة , يعني بدء خروج المشروع الصهيوني الحريري ولبنان كله , من الهيمنتين الأمريكية والإسرائيلية .
المعركة ستكون قاسية ودامية وطويلة ومعقدة , ولكنها بدأت , وتمتلك قوة دفعها الذاتية , ومساحات التحرك , والحد الأدنى المطلوب من الغطاء العربي والإقليمي المتزايد , بسبب الانهيار التي حصل اليوم في عروش النظام الرسمي العربي , نظام النفط والقواعد والسلام .

مشهد انهيار (المشروع الصهيوني .. فرع رام الله) , ( مشروع عكاريت رام الله الصهيوني ) , ليس بحاجة إلى أي تعليق على الإطلاق .

مشهد انهيار (المشروع الصهيوني .. فرع تونس) , ( مشروع بن علي الصهيوني ) , هو المشهد الأكثر تعبيرا , عن رد فعل الشعب العربي المقهور والمقموع , على حربي إسرائيل الهمجيتين , على فلسطين ولبنان .
وعلى حرب نتنياهو العنصرية اليهودية , على فلسطين العربية ومقدساتها الدينية الاسلامية .
وعلى التدمير الممنهج , الأمريكي , للعراق وأفغانستان والباكستان واليمن والصومال والسودان ...
لقد بدأت من تونس , تظهر تداعيات انتصار المقاومات العربية , وتداعيات هزيمة العقلية المافيوية الأمريكية متمثلة بأقذر رؤوسها وأكثرهم عنصرية , الكلب الأمريكي المسعور جيفري فيلتمان .

مشهد (المشروع الصهيوني .. فرع مصر) , ( مشروع مبارك الصهيوني ) , هو المشهد الذي نعيش لحظة بلحظة , اليوم , مشاهد تحطمه ووقوعه أرضا , وبتطور قد يكون عظيما في تسارع خطواته , كشعب مصر العربي عندما يتحرك .
بالتأكيد سيكون أمام الشعبين العربيين في تونس ومصر , الكثير من القتال الضاري , داخليا وعربيا ودوليا , لتكريس فعل التغيير النهائي , للأنظمة الاستعمارية الصهيونية , ولكن الانتصار سيكون حتميا ونهائيا .

بالتأكيد , هزيمة المشروع الصهيوني الحريري في لبنان , كشفت , (ليس فقط إفلاس أمريكا ماليا) , وبالتالي سياسيا وأمنيا , وعلى كافة الأصعدة .
بل كشفت إفلاس مملكة آل سعود ماليا , وبالتالي إسلاميا , ولذلك خسر النظام الرسمي العربي ليس فقط كل تمويله , بل الغطاء الإسلامي الذي كان يلجأ إليه لترهيب الشعب العربي , وتغطية صهيونيته ويهوديته .

حتما , سيسقط نظام مصر قريبا جدا , وسيكون الجيش المصري الوطني , قادرا على القيام بفعل التغيير المطلوب , بحدود طبيعية , وسيكون مستعدا لتدمير النظام الأمني الصهيوني المُعشعش في أجهزة الأمن المصرية المدنية كلها .

وسيسقط نظام الخرطوم أيضا , وستكون هناك فرصة حقيقية لإحداث التغيير يقودها الجيش السوداني الوطني , القادر على ضبط التقسيم , وضبط تآمر القوى الاسلامية التابعة مباشرة لمملكة آل سعود .
وستنهار اليمن فوق رأس حاكم صنعاء , والله وحده يعلم إلى أين ستسير بهذا البلد العربي التاريخي , المقادير .

لن يتمكن "صالح" من الخروج من صنعاء .
قد لا يتمكن "مبارك" من الخروج من مصر .
وقد لا يتمكن "البشير" من الوصول إلى جدة .
وقد يتمكن "سعد الدين رفيق الحريري" من الوصول إلى سردينيا .

ولكن ما نريد قوله بمتعة وشماتة أيضا :
سواء كنت رئيسا لأكبر دولة عربية , أو أغنى دولة عربية , أو أصغر دولة عربية , وكنت صهيونيا عربيا , لقد انهار المشروع الصهيوني , وتحولت إلى مجرد سارق أموال الدولة , وفاسد , ومحتال , ومنتحل صفة دستورية وشرعية , ويلاحقك القانون , لأنك : لص ومهزوم وهارب , وأفّاق .

لجيش مصر تاريخ قومي حقيقي , يمكن الرهان عليه .
لجيش تونس تجربة سياسية ديمقراطية , يمكن الرهان عليها .

نقطتين إستراتيجيتين :
1_ الرهان الأمريكي _ الإسرائيلي _ الرسمي العربي , هو على القيادات التاريخية الاسلامية , لتعويم الثورات العربية القادمة , لتعطيل (فعل ما بعد التغيير) , باقتراح (النموذج التركي) , ومن هنا يجب أن نفسر (الاندفاعة التركية السياسية) لأضخم قاعدة أمريكية في المنطقة , باتجاه العالم العربي , (لخدمة المصالح التركية _ الأمريكية) أولا وأخيرا .
2_ النموذج التركي السياسي المخادع , الجيش تابع لأمريكا , والأمن يتعاون مع إسرائيل , والقوى الاسلامية التي تؤمن تغطية ديمقراطية إعلامية , والمشهد الخارجي الجميل , والداخلي المستقر ..!!
هذا النموذج سيكرس الاستعمار الأمريكي _ الإسرائيلي , في الجغرافيا العربية , إلى الأبد .

القوى الاسلامية الوطنية التقليدية , مطالبة اليوم , عبر قياداتها الشابة , بالانقلاب على (النهج السعودي) التآمري على العروبة , لدى القيادات التاريخية , والتحول إلى النهج التحرري الاستقلالي التام .

ما شاهدناه في طرابلس , في شمال لبنان , من تحرك سلفي وهابي مذهبي تمزيقي , (لحماية الديمقراطية الحريرية الوهابية التابعة لأمريكا وإسرائيل) , يشكل نموذجا خطيرا للغاية على المستقبل العربي كله , وهي هنا خطورة تلك الرسالة (المسعورة فعلا) .

27/1/2011


..









 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 12:28 PM   رقم المشاركة : 167
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

الأنظمة أمام خيارين ..
الإصلاح أو القمع .. !!

لا تمتلك الأنظمة الرسمية العربية , كلها , القدرة على القيام بأي خيارات سياسية حرّة , أو أي قابلية بنيوية للتغيير السلمي أو الإرادي أو حتى العقلاني .

تستطيع هذه الأنظمة الرسمية العربية , بالجملة أو بالمفرق , أن تناور سياسيا , بسذاجة ممجوجة , أو بخداع مفضوح , أو باستعراضية إعلامية مستهلكة للغاية , عبر نُخب بائسة , "أراكوزات" .

"الحقيقة" , أن المشهد السياسي العربي اليوم , عندما يرتبط بحركة السيد "جيفري فيلتمان" (مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية) , في بيروت وبغداد والخرطوم والقاهرة وتونس , هو بذلك يكشف بوضوح شديد , تبعية وليس ارتباط , هذه الأنظمة العربية , مباشرة , بـ (واشنطن وتل أبيب) .

ولذلك , يبدو أن واشنطن المترنحة عسكريا وماليا , عبر العالم , لم تعد بقادرة , على حماية الأنظمة التابعة لها (عربيا وإقليميا ودوليا) , هذه الأنظمة التي صنّعتها "لانغلي" بطريقة أحادية ومسطحة (على شكل جسم أمني واحد) , غير مرن , وغير قابل للالتفاف أو حتى الاستدارة , بل يسير بحركة دورانية عبثية , على سكة (البقاء والاستمرار) , إلى آخر لحظة , ثم ينهار تماما .

الإصلاح , في المشهد الاجتماعي والسياسي , الرسمي والشعبي العربي , صار مستحيلا .
هناك مافيات (الأجهزة الأمنية الجبارة) , عناصرها من الشعب , وهم متورطين بلعبة (القمع الجسدي) وهم أدواتها , وهم متورطين بقضية لقمة العيش , وبقضية الجوع أيضا .
وهناك مافيات الحزب الشمولي الواحد , وعناصره من الشعب , وهم متورطين بلعبة (القمع النفسي) السياسي والاجتماعي وهم أدواتها , وهم متورطين بقضية لقمة العيش , وبقضية الجوع أيضا .
وهناك مافيات الفساد , في أجهزة الدولة ومؤسساتها كلها , وفي مؤسسات الاقتصاد المافيوي الحرّ , وعناصرها من الشعب , وهم متورطين بلعبة (القمع الاقتصادي) وهم أدواتها , وهم متورطين بقضية لقمة العيش , وبقضية الجوع أيضا .
وهناك المافيات الدينية , التي تشكل الغطاء الديني السلطوي , من داخل كل ما سبق , وبتبعية مباشرة له .
والتي تشكل (المعارضة الدينية) , جزءا منها , والتي تبتز النظام الرسمي القائم , وتغطيه , عن طريق حضانتها له , بشعارات المعارضة المخادعة , غير "التغييرية" على الإطلاق , بل هي بالتوصيف الصحيح (المخدة الناعمة) لحماية النظام الرسمي العربي , من الجمهور "التغييري" تحديدا .

هناك (نسبة شعبية مئوية كبيرة وخطيرة) , تقف إلى جوار , وحول , كل نظام رسمي عربي , بمشهدية واحدة , وتشابه وتماثل كبيرين .
ولكن , بمقدار ما تمتلك (هذه النسبة الشعبية المئوية الكبيرة والخطيرة) من أدوات القوة :
السلطة والنفوذ والمال والسلاح والإمكانيات اللوجستيه والدعم الخارجي غير المحدود .
تبقى تعاني من مقتل يتمثل بأنها (مافيوية) , بلا أي شرعية أو أخلاقية أو ولاء أو وفاء أو وطنية .
بل مجرد عصابات حقيقية , وميليشيات ومرتزقة , ولصوص ومزورين , وانتهازيين وجبناء .
يمكن هزيمته بثمن مستحق , ويمكن إزالتهم بأدواتهم نفسها , ويجب محاكمتهم , من أكبر لص إلى أصغر أفّاق .
وخصوصا أن عصر الاتصالات والإعلام الفضائي , وضع الجماهير مباشرة أمام الحقائق , حقائق النظام الرسمي العربي الصهيوني المافيوي الفاسد والمتآمر .
وما النموذجين في تونس ورام الله , إلا مثالين شديدي التعبير عن :
هذا النظام الرسمي العربي الصهيوني والقذر .

خيار الأنظمة الرسمية العربية , هو البقاء والاستمرار , بقوة القمع والإرهاب , إرهاب الدولة المنظم .
وخيار الشعب العربي الواحد , هو التغيير والمحاكمات , بقوة "ثورة الحرية" , وإرادة الحياة .

27/1/2011


..







 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 12:37 PM   رقم المشاركة : 168
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

حسني مبارك ..

بحريا .. من شرم الشيخ الى جدة أو الى أيلات ..!!

..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط