الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-2021, 01:41 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد ايت علو
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد ايت علو غير متصل


افتراضي إحدى عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

ـ 1 ـ

القبورُ تنتقلُ.. والسَّماءُ تنزلُ بالمطرِ، وحفيفُ الأشجارِ يمتَدُّ ينتشِرُ، وعُشٌّ دافئ بين الأغصانِ، وقش يتحطَّمُ ويندَثِرُ، وأنا لستُ هناكَ سوى قبر مضيء بين ظلام المقبرة وبين القبور المتنقلةِ الخائفةِ..لم هم خائفون؟ لم يكن بين الغابةِ والبحرِ إلا بضع خُطوات، والمقبرةُ بينهُما تلقي النُّورَ المشِعَّ وهي تتسلَّقُ الظِّلالَ الممَددَةِ للأشجارِ الوارفةِ السَّامِقةِ، والَّتي لم تعُد تحلمُ بالبحرِ...

ـ 2 ـ
اللَّونُ الأبيضُ المشِعُّ على امتدادِ الأفُقِ، يكسر اللونين الأخضر والأزرق، ثم يتوارى ويقبعُ خلفَ ستائر الخشوعِ إجلالاً لمن رحَلُوا، الجميع ينامُ رغماً عنهُ هنا الآنَ...! وأنا المجنَّحُ الوحيدُ بين هذه الحشودِ النَّائمةِ، أشعرُكأني بقيتُ مُنزوياً منعزلاً وحدي هنا، وكأنه لم يعد لي شيءٌ سوى أن أشربَ الحياةَ في جوفِ البحرِ...وأتنفس الهواء العليل في مكنونِ الغابةِ، وأتدثر بأوراقِها وأتسربلُ بأزهارها وأستنشقُ عبيرَ أريجها، وأتنقلُ في رَحِمِ طُهْرِها وصَفائِها،

وأحتمي كقبرٍ مضيئٍ بنقاءِ وصفاءِ نقائها....

ـ 3 ـ

أرنُو إلى المقبرةِ فأرى على الشواهد أسماءَ مَنْ مَرُّوا، أستنفرُ خطايَ مِنْ مكانٍ لآخرَ، أرى الغابةَ والبحرَ تمتلئ الحياةُ في عيني مزيجاً من الثَّراءِ، في عِبارةٍ أو شَذْرةٍ من شذراتِ الولَهِ "هذه خلوةُ من خبرَ الحياةَ وعبرَ في صمتٍ".
البحرُ زاخرٌ بأَشْرِعَةِ الحياةِ والأسرارِ، والغابةُ حين تنحني كأنها تنبئ بسرِّ الوُجودِ لتمتَدَّ في الأعالي شامخةً بعد هدوءِ العواصفِ والأنواءِ، ضاربة في أعماقِ الأرضِ والحياةِ بالظِّلالِ والعَطاءِ...أجلسُ القُرْفُصاءَ أمام المقبرةِ...أُدْرِكُ بأنَّ هُنا سِرُّ الأسرارِ..تَنْبُتُ أحزاني فجأةً، أسحبُ أطرافَ الأفكارِ المبتورةِ الموزَّعَةِ على كافَّةِ الأرجاءِ بينَ البحرِ والغابةِ...

تلك انطلاقةٌ أُخْرَى لتضربَ بأجنحتِكَ الوقتَ الآسر...

ـ 4 ـ
وكأنَّني أجتازُ قفراً من الغرَابةِ والعُزلةِ الآنَ...! أدُورُ في متاهاتِ تفكيرٍ تائهٍ، أغْفُو وأَسْبَحُ متأمِّلاً، أرى ما لا يُرى، يعتريني طيفٌ مِنَ الرُّؤَى والوجوهِ والصورِ، مثقلة بالآيات والعِبَر، فعلى لِحى أشجارِ الغابةِ نُحِثَتْ أسماءٌ وقلوبٌ...، وعلى شواهدِ القبورِ رُصِّعَتْ أسماءٌ وأسماءٌ لمنْ عَبَرَ في هذهِ الحياةِ، وآياتٌ وعِبَرٌ شتَّى أُخَر..، أرنُو إلى المقبرةِ فأرى الشَّاهدَ شاهِدَ صاحبِ الخلوةِ، فأتلبَّس بحرفِ البدءِ والختمِ مَرَّةً أُخْرَى" هُنا يرقدُ ..من كانَ يحبُّ الحياةَ!!" فأشتعِلُ بالوَلَهِ!! تَضْطَرِبُ حالتي، تختَفي مَعَالمُ طَريقِي، وأَجْزَعُ من الخاتمةِ! أُفتَتنُ كمن يرتعِشُ في يدهِ مفتاحُ بابٍ وهو في عَجَلةٍ من أمرهِ لموعدِه معَ سفرٍ عاجلٍ لَمْ يُرَتِّب لَهُ وَلم يكن في الحُسْبَان، رَحَّالَةٌ بلا محطَّاتِ وُصُول....هو الَّذي كانَ يحلُمُ بالحُبِّ والسَّفَرِ البعيدِ،

لكن هذهِ المرة تتَثاقَلُ الخُطُواتُ كمَنْ لايَنْوِي الوُصُولَ....

ـ 5 ـ
الغائبونَ تحتَ التُّرابِ أكثرُ حضوراً منَّا، وقد مَضَواْ فوقَ أَجْنِحَةِ الرَّحيلِ، كشواهدَ القُبورِكانَ غِيَّابهُم، أُوَدِّعُهُم رغماً عَنِّي، ويمضون إلى حيثُ تستريحُ أرواحُهُم..، وجوهُهمُ المُشرِقَةُ كما لَوْ كانَ موتهُم اختيارُهم، كانوا نجوماً في الظُّلْمَةِ، ترَكُوا السَّاحَة مَلآ بالحُضورِ الزائفِ وغابُوا بشيءٍ يُشْبِهُ الفَقْدَ...لكن ذكراهُم ستظَلُّ مَوْشُومةً مُشِعَّةً في القلبِ، فلقد عاشُوا للخيرِ والحُبِّ والعطاءِ، وسيلهجُ ويَنْبُضُ القلبُ بذكرِهِم، قلوبهُمُ النابضة بالصِّدْقِ والإشْرَاقِ وحُبِّ النَّاسِ لن تتوقَّفَ، وستدقُّ دقاتٍ عديدةٍ إلى آخرِ العُمْرِ...!

رحالة تركَ خلفَهُ أكبر الأثر!!

ـ 6 ـ
هذانِ دَربانِ، الأوَّلُ يأخُذُني للبحرِ، والثاني يأخذُني للمَقْبرَةِ...فأَرْنُو إلى القبورِ، أستنفرُ خُطايَ، أفكر في النهاية، أحتاطُ من المجهولِ، أُنْصِتُ لنداءِ الغيبِ، البحرُ زاخرٌ بصنوفِ الحياةِ، يمنحُ الكائنَ أسرارَ الدَّهْرِ المنسابةِ كالأمواجِ في مدِّها وجَزْرِها، أشرعة بيضاء تنشرُ امتداداً من الحياةِ الذَّاهِبَةِ الفانيةِ، والقبرُ مليئٌ بحياةٍ أبديةٍ حقيقيةٍ خاليةٍ من الزَّيْفِ، حياةٌ طاهرةٌ صامتةٌ لكنها كاشفة، هُنا جواب واعضٌ يقينِيٌّ عن كل أسئلتي وحَيْرَتِي، وأرى ما لايُرى،

فهأنذَا أطوفُ ما أطوفُ، لكن حتماً سَتَسْرَحُ بي قدمايَ رغماً عَني حيثُ تريدُ...

ـ 7 ـ
أعتمِرُ قُبَّعَتي ثم أُصَوِّبُ خُطايَ من نُقْطةٍ ما ثم تنطلقُ الخطواتُ...، تتساقطُ اتِّباعاً في مَهَبِّ ما لايُدْرَكُ، والقلبُ يَنْخَلِعُ من مكانهِ، يتهَلَّلُ للوداعِ، قد تهدينا الخُطُواتُ إلى ما قد وُجِدَ بهما، قد أركضُ وأَجْتَرُّ حرَّ الآهِ...! ثم أنبِشُ عن مُسْتَقَرٍّ يمسحُ ما في القلبِ من كَمَدٍ، مستقر أُسائِلُ فيه عن حرفِ البَدْءِ وحرفِ الختمِ، فأطلبُ مدداً...، غير أنَّ خُطوةً واحدةً خاطئةً قد ترميني في الهُوَّةِ السَّحيقَةِ، لكن حَسْبِي الإحْتِمَاءُ بالحذرِ إن نفَعْ،

أُقَدِّمُ رِجْلاً ويُؤَخِّرُ أُخْرَى، كمَنْ لايَنْوِي الوُصُول....

ـ 8 ـ
كانَ ذلكَ آخِرَ يومٍ له بيننا هُنا، ورقةٌ أخرى تُطْوَى إلى الأبَد، لم يُسْعِدْهُ أحدٌ حتى الوداعَ الأخيرَ، حدَّ الرَّمق، رمق النهاية، لم يبقَ لي غير ذكراه الجميلة، صورتُه الوحيدَةُ على الجدار، لا أحدَ يشعرُ بكآبَتِها، عيناهُ تحدِّقانِ في، وكأنَّ رُوحَهُ تتلبسُ بي...ترتِّلُ أشواقَهَا في ثُقوبِ الشَّبابيك... وكأنَّ واحدنا يشبِهُ الآخرَ، لم يكن يحبُّ الصُّعودَ إلى القِمَمِ أو الإبحارِ، لكنَّهُ كان يحِبُّ البحرَ ويسيرُ قريباً منهُ، وَيتبعُ الغُروبَ إلى أقصى نُقطَةٍ، لكن كل ما فَخِرَ بهِ فيما مضى صارَ مجرَّدَ تخاريف، وعبثاً حاولَ الخروجَ، عبثاً حاولَ تَضْميدَ الجراحِ، لكن الريَّاحَ تأتي على غيرِ اشتهاء...

لم يكن ينامُ كثيراً في آخر أيامِهِ، كان يتَّكِؤ بحذائهِ المثقوبَ وكان دوماً على أُهبَةِ الاستعدادِ، لأنَّهُ كان يحلمُ بالحبِّ والسَّفرِ البعيدِ ...

ـ 9
الخطواتُ تتلوها الخطواتُ، وهو يمشي ثمَّةَ مكانٌ سوف يصلُ إليه، وبعدهُ ثمةَ مكانٌ آخرَ، لم يحس بخطاه أبداً، لايلتَفِتُ، كلُّ الأشياءِ من حولهِ تبدُو غائمةً، والشمسُ محرقةٌ، والسرابُ يكتَسِحُ الطريقَ الوَعْرَ الجافَّ، منذُ ساعاتٍ وهو يسيرُ، شرَدَ ذهنُهُ إلى بعيدٍ، إلى الماضي الَّذي تجسَّدَ أمامهُ في هذهِ اللَّحَظاتِ، فَرَاحَ يستعرضُ صُوَّرَهُ...كمَنْ يحاولُ عبثاً أن يُقَصِّرَ المسافَةَ، فلا الطريقُ قصُرَت، ولا الذِّكرَياتُ جادَت، تعب ولم يتعب الشُّرودُ، ووَهْمُ الوصولِ مُرْفَقٌ بألفِ احتمالٍ، فلقاءُ أُمِّهِ قد يكونُ الأخيرَ..
كم هو فظيعٌ أَلمُ الفراقِ...سنواتٌ سيئة، حين يعيش الإنسانُ على ألمِ الفقدِ، وكعادتهِ يظلُّ يمشي تائهاً يستَبِدُّ بِهِ الشُّرُودُ من كفنٍ إلى كفن، يعصُرُه الصَّمْتُ سحاباتٍ وقلَّما باسماتٍ، تسقي أَدِيمَ الرَّحيل، يتجرَّعُهُ العَويلُ مسافاتٍ بين النَّعيمِ والجَحِيمِ، بين اليقظَةِ والحُلْمِ، والخُطوات تصيرُ أَمْيالاً!
تَعِبَ من كثرةِ المشْيِ، المسافةُ طويلةٌ، وحقيبةُ الأغراضِ الَّتي يحملُها على كتفهِ ثقيلةٌ، والطريقُ ما تزال طويلة، تحسَّسَ الصَّخْرةَ الملساءَ بالقربِ من الشَّجرَةِ الوارفَةِ الظِّلالِ فجلسَ، نَظَر َبالقُربِ منهُ قافلةٌ من النَّملِ راح يُتابِعُها، ثم نظرَ بعيداً...

هُوَ الَّذي قد ترحلُ أمُّهُ هذا اليوم، يأخذهُ الشَّتاتُ والتِّيهُ إلى حيثُ لايدري، يُسنِدُ ظهرَهُ إلى جذعِ الشَّجَرةِ ليستريحَ، يُمَدِّدُ جسَدهُ على الأرضِ العراءِ كمَنْ لايَنْوِي الوُصُولَ.

ـ 10 ـ
كانَ ذلكَ آخِرَ يومٍ له بيننا هُنا، ورقةٌ أخرى تُطْوَى إلى الأبَد، لم يُسْعِدْهُ أحدٌ حتى الوداعَ الأخيرَ، حدَّ الرَّمق، رمق النهاية، لم يبقَ لي غير ذكراه الجميلة، صورتُه الوحيدَةُ على الجدار، لا أحدَ يشعرُ بكآبَتِها، عيناهُ تحدِّقانِ في، وكأنَّ رُوحَهُ تتلبسُ بي...ترتِّلُ أشواقَهَا في ثُقوبِ الشَّبابيك... وكأنَّ واحدنا يشبِهُ الآخرَ، لم يكن يحبُّ الصُّعودَ إلى القِمَمِ أو الإبحارِ، لكنَّهُ كان يحِبُّ البحرَ ويسيرُ قريباً منهُ، وَيتبعُ الغُروبَ إلى أقصى نُقطَةٍ، لكن كل ما فَخِرَ بهِ فيما مضى صارَ مجرَّدَ تخاريف، وعبثاً حاولَ الخروجَ، عبثاً حاولَ تَضْميدَ الجراحِ، لكن الريَّاحَ تأتي على غيرِ اشتهاء...

لم يكن ينامُ كثيراً في آخر أيامِهِ، كان يتَّكِىء على حذائهِ المثقوبَ وكان دوماً على أُهبَةِ الاستعدادِ، لأنَّهُ كان يحلمُ بالحبِّ والسَّفرِ البعيدِ ...

ـ 11 ـ
أجل، لقد غابُوا بشيءٍ يُشْبِهُ الفَقْدَ...لكن ذكراهُم ستظَلُّ مَوْشُومةً مُشِعَّةً في القلبِ، فمن بين ما أتذ كر من دُرَرهم وحكمهم وبمزيج من العشق والشوق، ما ذكره لي ذات يوم أبي ناصحا " لو علمت السرعة التي سينساك بها الناس بعد موتك يا بني...فلن تعيشَ لإرضاء أحد سوى الله".

منذُ ذلك اليوم، وأنا أدعو لوالدي أن يتغمدَهُ الله برحمته، ولم ولن أنساه ماحييتُ.​






 
آخر تعديل راحيل الأيسر يوم 08-11-2021 في 09:03 AM.
رد مع اقتباس
قديم 03-11-2021, 11:04 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: أحد عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

هنا دوح من الجمال ..
بستان أدب رفيع ..
حاولت أن ألتقط أنفاسي وأنا ألاحق صهوة الإبداع الذي امتطيته سيدي ٫ فأتريث قليلا بين فقرة وأخرى لكن عيني أبت إلا أن تلتهم النصوص كاملة لمتعة وجدها العقل هنا ..



هل تعلم سيدي الكريم أنك في قصصك أكثر شاعرية وبراعة من نصوصك النثرية الأخرى التي أدرجتها كشعر منثور ورأيتها بدوري خاطرة بقلم متمكن ولغة متماسكة ..

في قصصك وجدت متعة الصور البلاغية والاستعارات وجمال اللغة وكل ما قد ينشده القارىء في نص أدبي ..

في القصة يتيقن القارىء أنك أديب من طراز رفيع ..



أحببت قلمك في القصة كثيرا سيدي الموقر
وكثيرا جدا ..




لك التحية والتقدير ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 03-11-2021, 11:11 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: أحد عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

وأصنف هذه اللوحات أيضا في أغلبها خواطر بديعة في لوحة فسيفسائية ..!







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 06-11-2021, 02:20 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد ايت علو
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد ايت علو غير متصل


افتراضي رد: إحدى عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

السلام عليكم، كل الامتنان والود الخالص لمرورك الراقي البهي، وكل الشكر لهذه المقاربة الواعية والمختزلة، حقا أصبت عين الحقيقة، فكثير من المثقفين والمبدعين والأصدقاء أثنوا عن التجربة القصصية بشكلها وفرادتها وبتجربتها ونالت استحسانهم وأسعدتني طلباتهم بالاستزادة والاستمرار، وبقراءاتهم النقدية والمقاربات الماتعة - وقد أدرج بعضها ضمن الصفحة هنا لمقاسمتها مع القراء الأعزاء ولتعزيز التجربة والاستفادة - من خلال مؤلفين اثنين لي وهما:"باب لقلب الريح" في طبعتين، وكذا"كأن لا أحد" الطبعة الأخيرة2020، على الرغم من كون أي تجربة لها خصوصياتها وملابساتها والقالب والجنس الأدبي التي تدرج ضمنه...وبالجملة فهي تجربة ممتعة تمتح من مشارب حياتية عديدة وتتجاوز المتاح وتنفتح على كل الممكنات وتستفيد من جل الأجناس الأخرى بما فيها اللقطة القصصية والسينما والمسرح والشعر الحداثي ....كل المودة الخالصة، وعلى الله قصد السبيل.







 
رد مع اقتباس
قديم 07-11-2021, 12:50 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد ايت علو
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد ايت علو غير متصل


افتراضي رد: إحدى عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

السلام عليكم، تحية ود وتقدير كبيرين، كانت لي حوارات شتى ولا أريد أن أقحم نفسي الآن إلى النقاش فيها، ربما فرصة اخرى، حقا إن مسألة التجنيس تطرح نفسها وبقوة، وخلاصة الأمر أنها أصبحت متجاوزة حتى مع الذين وضعوها وأقروها"بارت وكروشيه"...وبالجملة فإن هذا النص أدرج ضمن مشروع لي متكامل وبإيعاز من ثلة من الكتاب والنقاد ..وهو مبثوت ضمن مؤلف"كان لا أحد" ولقي استحسانا كبيرا...واعتبره بعض النقاد والمشتغلين بالقصة القصيرة..وهذا النص تحديدا بقوله: ...هذا النص السردي الباذخ.. وتابعت الحوار الادبي الهادئ و الشائق الذي دار حوله وزاده رونقا،
انه نص مكتوب بعناية ونرو في معنى الوجود .. عبر لوحات تنطلق من عالم الفراغ حيث الموت والمقبرة والبحر والغابة ورجل هائم يبحث عن كنهه .. انها دورة الحياة اللاسرمدية .. حيث الهجر والالتيه والضياع مختومة بالفناء والرجوع الى العدم
راقني هذا النص المكتوب بلغة شاعرية جميلة ومتينة...تحياتي، وعلى الله قصد السبيل.







 
رد مع اقتباس
قديم 07-11-2021, 11:48 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: إحدى عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الموقر
الكاتب القدير / محمد ايت علو

سردك بديع ٫ ومعانيك رائقة وصلة نصوصك الوطيدة بالجمال الباذخ لن ينكره من أوتي شيئا من الذوق أو الذائقة ..
وشخصيا استمتعت كثيرا عند قراءتها وتشبعت ذائقتي بجمال كانت تنشد عنه ٫ وكتبت لك انطباعي ..
وذيلته بملحوظة من قارئة قد تكون ملحوظة صائبة أو غير ذلك ..

لكني شعرت من ردودك سيدي أن الملحوظة وقعت في نفسك ..
مع أن تجنيس الإبداع لا يؤثر على الإبداع البتة .
وطالما أن النقاد صنفوها قصة ٫ فلن يضيرك رأي قارئة مازالت تحبو وتخطو خطواتها الأولى في عالم الأدب ..
ارمه وراء ظهرك سيدي ..
وخذ ما تراه من أراء النقاد ..
لم أقل في نصوصك البديعة إلا خيرا .. وما رأيت قلمك إلا مكينا مقتدرا ..
فخذ بأحسنها وتقبل جزيل شكري على ردودك ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 08-11-2021, 12:30 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد ايت علو
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد ايت علو غير متصل


افتراضي رد: إحدى عشرة أيقونة في الغياب.. من مؤلف:"كأن لا أحد" للكاتب محمد آيت علو

السلام عليكم، لاعليك عزيزي الفاضل، بل على العكس من ذلك تماما، فأنا لست ممن يركن إلى الإطراء وإلا كان أروع فشل، كلنا ما زلنا نتلمس الطريق، ومن يعتقد بأنه وصل إلى التمام، يموت
أنا فقط حاولت أن أقتصر الطريق، ذلك أنني ناقشت القضية نفسها سابقا وأيضا مع ثلة من الطلاب وأنا أقوم بتوقيع المؤلف الذي احتضن هذا النص تحديدا، وأسال القضية مدادا كثيرا غير ما مرة...
إنه لايمكن لأي تجربة أن يتم استسهالها ولا تقزيمها، إن كل صدمة تولد الإحساس بصدمات أخرى في الواقع أوفي الخيال أو في الوهم.....
إن الرهان يحتم علينا أن نؤمن بأن كل كتابة تحملُ صمودها أو خذلانها.
أخي الفاضل، سلمت، هي وجهة نظر تحترم، صحيح إن النص القصصيَ سواء أكان قصة قصيرة أو قصة قصيرة جدا أو لقطات قصصية أو أقصوصة ... وجب أن يمتثل لجنسه الذي أدرج ضمنه، وأن يلتزم بخصائصه ومكوناته المعلومة،غير أننا وللتوضيح نقول: فلقد ركبنا طموحا آخر وخاصة في كتابنا الأول يطبعتين"باب لقلب الريح" وكذلك في إصدارنا الأخير الجديد" كأن لا أحد" وذلك من خلال مشروع نصوص منفلتة ومسافات، وهو مشروع لقي استحسانا كبيرا، وقد وجد له موقعا وصدى في سوق التلقي الأدبي عموما، جعلنا نواصل الحفر في التجربة بثقة كبيرة، وجملة ما فيه أنها نصوص انفلتت من عقال التجنيس المقيد لكل نفس إبداعي أحيانا، ويأخذ مشروعيته ويمتلكها من الدلالة اللغوية نفسها " انفلات/ ومسافة..." انفلات من أي حد أو قيد، إنه التحليق خارج المألوف، انفلات من قيد اليد والانطلاق إلى كافة العوالم بأجنحة فنية لاحدود لها، والمعول عليه هو الإبداع/ مسافة بين المقروء والمتلقي للاقتراب من مأدبته، وإكمال المشاركة بين المؤلف والمتلقي عموما بغض النظر عن أفق انتظاره...ذلك أن الكتابة عندي تنبثق من خلال ما أشعر به فأعطيه الحرية، ومن خلال معطى جمالي فني أيضا، على أن التجريب هو دينامية داخلية تسري في نسغ النص وهو روح العملية الإبداعية برمتها، علاوة عن الانفتاح على فنون موازية، مثل اللقطة السينمائية أو السكريبت/السيناريو"نص يحدد البناء العام للفيلم أو المسرحية..."..التكثيف والاختزال والانزياح، واقتناص الدهشة في غابات الحياة بجمالها وأسرارها وأسئلتها وغموضها، والمزج بين ما هو خيالي وواقعي، والمنطق والحلم، والانفتاح على بعض خصائص القصيدة الحداثية، والتشكيل، والمسرح...والانفتاح على شتى العلوم، مثل علوم الكونيات... حيث يصير الكاتب بوصلة وصيادا للدهشة، فهو يحيكُ وجودهُ بالتشابك المهيب بكل ما يحيط به، علاوة عن كون هاجس الفن هو حافز اصطناع تجربة إنسانية، إن أي تجربة إذا لم تبدع في مستوى اصطناع تصورات وتحولات لانهائية، فإنها حتما ستتلاشى قبل أن ننتهي من التفكير فيها...هناك الغامض الهام، والتافه الممل، والتافه، والواضح الرائع، والواضح الجميل...ثم إن الأعمال لايحددها بعد قياس ثابت، فهذا لايحدث حتى في الحلم، ناهيك بالتصنيف الأجناسي الذي فقد ما كان يتمتعُ به من يقين وحسم لإدراك العالم، فضلا على أنه لم يعد له أي معنى، فمع "كروتشه" و"بارث"و"بلانشو"وغيرهم كثير، وأن مسألة الأجناس الأدبية لا وجود لها، وأن الحدود الفاصلة التي ما انفك النقاد يقيمونها بين الأجناس مجرد وهم، إن الكتابة والابداع بشكل عام لاتنفك تخترق نفسها وثوابتها في سياق التحولات العامة على مستوى الواقع والتاريخ، وقد صارت بنية النصوص السردية بحلتها الجديدة أكثر جمالا بمفارقتها وانزياحاتها، على أن التجريب هو روح العملية الابداعية، وفي نهاية المطاف هي بحث مستمر لما هو أفضل وبخلفية فنية...، كما تحضرني الآن مقولة "ميخائيل باختين" بأن جنس الرواية مثلا قال:" إنها جنسٌ لم يتشكل بعد"، أستحضر"بورخيس" يقول ما مضمنه: إن القصة كما أراها مجرد كتابة ماسة صافية، لاتحتمل أي زيادة أو ترهل ...كتابة فنية مراوغة وهجينة متعددة لاأساس لها ولا قاعدة، الخلخلة هي الفعل الدائم والمحاط بالعملية الإبداعية أيضا الكثير من الأجناس الأدبية ولا سيما القصة قد استنفدت طاقاتها ووصلت إلى أوجها وهذا ما تحصل عند جمهرة من كتاب القصة القصيرة فيما نعتقد، إن كل شيء يصاب بالتغيير والتكيف، ولسنا فراغا لرجع صدى ما هو عادي...ومن هنا أعتقد أن تكون لنا بصمة وأثر، إن هدف الإبداع والفن هو حافز لاصطناع تجربة إنسانية تسمو بالذوق، وتتجاوز مستوى التسجيل الصرف. المبدع عندما يعيد اصطناع الواقع لا لكي يغتصب الحقيقة من أجل التشويق الملهي والمتعة، فكل شيء ينبغي أن يصفى في الذهن، أن نفهم الحياة من خلال الفن....
الصراع كان مع تركيب الكلمات، إن الإحساسات والصور يملكها الكثيرون، ليس المعيش اليومي وإنما الإيهام به، ومعلوم إن المشاعر أكبر من اللغة، التعبير عنها يبقى هو الأهم، الإيهام بالمعيش وليس الشهادة العيانية...ليس هناك حياة حكاية، بل حكاية حياة...ما قيمة الحياة إذا لم ينقحها الإبداع، إن أي تجربة إذا لم تبدع في مستوى اصطناع تصورات وتحولات لانهائية...فإنها ستتلاشى قبل أن ننتهي من التفكير فيها، فصبرنا ينفذ بدافع الملل والسآم التي تبعثه فينا رؤاهُ أو تقنيته، ومن فشل بعض المبدعين هو أن مصيرهم يتقرر بما يختاره لهم قراؤهم ومنتقدوهم ونقادهم، وهكذا لم يستطيعوا اكتساب شخصيتهم، إنهم عيال الأدب كما يسميهم الصديق الكاتب الكبير"محمد شكري"، فالشكل والموضوع يُملى عليهم من هذه الفئة أو تلك، كما نطلب من النجار أن يصنع لنا كراسي أو طاولات على قياس أو شكلما، تبريرهم القاصر في الابداع الشخصي والعبقري هو أنهم يكتبون تحت الطلب، وبهذا التبرير جعلوا الأدب يخضع لمشاكل عصرهم التجارية مثلما تخضع الأشياء لقياس الحجم...، هناك من يرفض أن يؤكد له الكاتب ما يعرفه، يريد منه غير المعروف، الخارق للعادة. لكن الكاتب لايعبر فقط عن معنى وجوده حتى وإن أراد ذلك ."إن معنى كتاباتي ، مثل معنى وجودي، هو انتصارٌ لما هو إنساني" كما يقول جوتيه.
العالم يفلت منا باستمرار، والفن يحاول القبض على هذا الإفلات. نحن حين نستعيدُ بالإبداع، هذا العالم الهارب منا لا نضعه في صورة مؤطرة ونحتفظ به كذكرى . إن مادته تتحول كأي معدن ينصهر وتعاد صياغته في شكل يلائم عصرنا وما سيأتي بعدنا.
إن الأحكام التي جعلت اكتشاف كافكا في غير أوانه، إهمال نتشه لفترة، إعتبار لينين شعر ما ياكوفسكي هذيانا، حكم أندري جيد على أول جزء من البحث عن الزمن الضائع قدمه بروست لغاليمار قد انقبرت بينما صمدت إبداعات هؤلاء المرفوضين في زمانهم، إن المبدع الحقيقي لاينتظر أحدا لتزكيته وتعزيزه، فقد تأخر معاصروا شوبنهور في فهم مؤلفه"العالم إرادة وتخيل" فمدح نفسه بالاعتزاز الذي يستحقه، إن ما يعيش طويلا ينمو ببطء.
محنة الكاتب العربي اليوم هي أنه مطالب بتطوير تقنيته وموضوعه أكثر من أي وقت سابق، إنه مزاحم من الكتاب الغربيين...وبإكراهات عدة...واعذرني أخي العزيز عن هذا الاطناب غير المنتظر، لأقول: إن
الكتابة استكشاف حياة أفضل....وكما أسلفت، إنه لايمكن لأي تجربة أن يتم استسهالها ولا تقزيمها، إن كل صدمة تولد الإحساس بصدمات أخرى في الواقع أوفي الخيال أو في الوهم.....
إن الرهان يحتم علينا أن نؤمن بأن كل كتابة تحملُ صمودها أو خذلانها.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط