|
|
منتــدى الشــعر الفصيح الموزون هنا تلتقي الشاعرية والذائقة الشعرية في بوتقة حميمية زاخرة بالخيالات الخصبة والفضاءات الحالمة والإيقاعات الخليلية. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-05-2022, 08:20 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
غنى قصيدة شاعر
الدَّوْحُ لاحَ كَجَحْفلٍ و رُؤُوسُهُ**كعَمَائِم تعلو ظهور عتاقِ . تهتزُّ ثائرَة الجَنَانِ كأنَّهَا **في الجَوِّ تَبْدُو لا عَلَى الأعْنَاقِ . و السُّحْبُ تَرْكضُ في الْمَدَى تَتْرَى كَمَا**خيْلُ الْمَجَالِ إذا جَرَتْ بِسِبَاقِ . والغيْثُ يهْمِي مِنْ مَرازِمِهِ كما **دَمْع العيونِ يَفِرُّ منْ أَحْدَاقِ . وَيَفِرُّ جَدْوَلُ منْ براثِنِ نَهْرِهِ**فتَخَالُ لصًّا فَرَّ مِنْ أسْوَاقِ . فَكَأنهُ أفْعَى سَعَتْ بِفحيحهَا** بيْنَ الْحَفيفِ وَ ضَجَّةِ الأوْرَاقِ . ولعلَّهُ يرْجُو طرِيقًا غيرَ ما ** يرجو أبوه فسارَ دونَ عناقِ . هوَ يَرْتَجي دربًا يرَاهُ لِنَفْسِهِ**ما شَقَّهُ أحدٌ من الطُّرَّاقِ . لَكِنَّهُ غِـرٌّ ولَيْسَ لأمِّهِ**إلَّا الْحَنان بمائهَا الرَّقـرَاقِ . ستظلُّ تمنَحُهُ وتَنْسَى ما جَنَى**وتمُدُّهُ بالصَّفْوِ و الإشْفَاقِ . مهما قسَا وانْشَقَّ عَنْهَا فَهيَ لا **تَجِدُ الفتَى أبدًا مَعَ المُرّاقِ . هو جَدْوَلٌ يَرْجُو الطَّرِيقَ لعلَّهُ **يوْمًا يُخَضِّرُ واحةَ العشّاقِ . فإذَا تلاقى المَوْجُ تَسْمَعُ خفقَةً**للنهرِ تمْحُو حسرةَ الإخفاقِ . وكأنما حَبَبُ التلاقي أدمعٌ**تحكي لقاء حلَّ بعد فراقِ . عاد الصَّغيرُ لِحضْنِ أمٍّ لمْ تَزَل **رَغْمَ الجفاءِ غزيرَةَ الإغْداقِ . ألْقَتْ هناك الشَّمْسُ بَعْضَ خُيُوطِهَا **فغدا كَتِـبْْرٍ ساعةَ الإشْرَاقِ . فكَسَتْهُ شَمْسُ الصُّبْحِ أجْمَلَ حُلَّةٍ **فغدا يسيل بِدُرِّهِ الْمُهْرَاقِ . فإذا تَغِيبُ الشَّمسُ يذْهَبُ لونُها **كالعهد قبلَ النور والإبراقِ . والزَّهرُ هَلَّ من الغصون كأنَّهُ **ياقوتُ فوقَ زَبَرْجَدِ الأوْرَاقِ . ويطلُّ للأمواج يلمَحُ نفْسَهُ** في لوحةٍ من سلْسَلٍ دفَّاقِ . فكأنما غيداءُ ترْجو صورةً **من واقعٍ لا من حَدِيثِ نفاقِ . و البَخْر منْ حَوْلِ الزُّهُورِ كأنَّهُ** والعطْرُ فوَّاحٌ دُخَانُ الرَّاقي . والقَطْرُ فوْقَ الزَّهْرِ يَبْرُقُ حبُّهُ**كاللؤلؤ المعقود دونَ وثَاقِ . ويفرُّ منها وهْوَ يحمِلُ عطْرَهَا **مثل الجنود تسير في أنْسَاقِ . قد نال ما يرجوهُ مِنْهَا فانْبَرَى **للعُشْبِ بعْدَ الفَرِّ و الإعْتَاقِ . والروض زاهٍ في عباءةِ سنْدُسٍ **فاضَتْ عليْه بالزُّلَالِ سواقي . فكأنما تلكَ السَّوَاقِي أعْيُنٌ **سَكَبَتْ عَلَى الوِدْيَانِ دمعَ مآقِ . و يقُودُها عميان دَارُوا مثْلَمَا **طَيرٌ بَدتْ في ساعة الإطْبَاقِ . تَجري فيَجْْري المَاءُ من أفْمَامِهَا **للأرضِ بَعْدَ الجَدْبِ كالتِّريَاقِ . والموجُ داعبَهُ النَّسِيمُ فلمْ تَعُدْ **صُوَرُ الزُّهُورِ يَفِينَ بالميثاقِ . فَتَداخَلَتْ فيهَا الخُطُوطُ كأنها**صُوَرٌ لِمَارِدِ قُمْقُمٍ عِمْلَاقِ . فأخَافَت العُصْفُورَ فوْقَ غُصُونِهِ **فمضَى يَصِيحُ بصرْخَةِ الزَّقْزَاقِ . ومَضَى إلى جَوِّ السَّمَاِء بِخِفَّةٍ**و وَرَاءَهُ قد ساقَ بَعْضَ رِفَاق . لكنَّهُ مَا انْفَكَّ عادَ مُهَرْوِلًا** لمَّا ر أى البازيَّ في الآفاق ِ. . فَشَكَى الَّذِي لاقى لِخِلٍّ نابِهٍ**قدْ كَانَ يُدعَى طائرَ الوَقْوَاقِ. . كمْ ذَا تَغَنَّى في الصَّبَاحِ بِلَحْنِهِ **وبصَوْتِهِ المُتَقَطِّعِ الصَّفَّاقِ . "كوكو" ..ترنَّمَ ..يالها من نغمةٍ !!**ذهَبَتْ بِعَقْلِ السَّامِعِ التَّوَّاقِ . فيَرُدُّ زقزقةَ الأنينِ بنبرةٍ ** فتَحَتْ لما قدْ ضَاقَ كلَّ زُقَاقِ . هيَّجتَ يا وقوَاقُ أشوَاقًا غَفَتْ**أطْلَقْتَهَا منْ ظُلْمَةِ الأَعْمَاقِ . لكأنَّهُ غَنَّى قصيدةَ شَاعِرٍ**ببلاغَةٍ وكنايةٍ وطِبَاقِ . غلَبَ الخَلِيلَ ببحْرِ شعرٍ فاتَهُ**و أضاعَ من خشَّانَ كلَّ سِبَاقِ . كمْ دَقَّ منْ وَتَدٍ و من سببٍ و كمْ ** ركبَ البِحارَ وشدَّ رُكنَ رواقِ . هو شاعرٌ ألْحَانُهُ دقَّتْ علَى**أَلْبَابِ قَوْمٍ صُنَّعٍ حُذَّاقِ . وهناكَ ورقاءٌ على بَيْضٍ لهَا**والجَفْنُ بيْنَ الفَتْحِ و الإغلَاقِ . والبيض دافئُ تحتها و كأنَّهُ ُ**جمْرٌ يَكاد يبُوحُ بالإحراقِ. . قدْ ذكَّرَتْنِي بالصَّفاءِ وعَهْدِهِ**وبفتيةٍ بيض القلوبِ رِقاقِ . وأبٍ كريمٍ عشْتُ تَحْتَ جَنَاحِهِ**ونهلتُ منْهُ مكَارِم الأخلَاقِ . وحنان أمٍّ فاقَتِ الورْقَاءَ في **حُبٍّ و في حَبٍّ و في إشْفَاقِ . والعيْشُ صَفْوٌ و الحياةُ هَنِيئَةٌ**و القلب خالٍ من أسى وَ شِقَاقِ . والشِّعْر سيال بخاطرتي كما **حبر الدواة يسيل في أوراقي . صُوَرٌ تُسَرُّ النَّفسُ إنْ لاحَتْ لَهَا **وَتَفُكُّ ما بالنَّفْسِ من أطواق |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|