|
|
منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
23-06-2010, 10:45 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
من غزة الى انقرة: هل ينتصر العرب للذات العربية؟؟
نجح أسطول الحرية ، في استدعاء حصار غزة إلى الواجهة الاعلاميه والسياسية،وأصبحنا نسمع لغة تتحدث عن رفع الحصار،ولفت الأنظار إلى أن الحصار جريمة دوليه شاركت فيها الأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا وبعض العرب،إما بسد المنافذ والمعابر أو بالصمت على استمراره. وشهدنا حراكا عالميا تجاه ما جرى،استنفر الكيان الصهيوني ومحوره الذي سعى للخروج من دائرة النار،عبر المناورة والإستقواء بالإدارة الامريكيه والغرب، الذي يحاول حجب شمس الجريمة بغربال إنصاف الحلول . فقد شهدت المنطقة والعالم حراكا وأفكارا يتم تداولها حول تخفيف الحصار وإعادة برمجته سياسيا لان الكيان الصهيوني وسلطة رام الله والنظام في مصر مع استمرار الحصار لحين الخلاص من غزة السياسية ولكل طرف أسبابه. فقد أحرج أسطول الحرية العديد من الأطراف المأزومة سياسيا، وحاولت الاختباء وراء تصريحات ملتبسة في ظل الهياج العالمي وتحرك الشارع العربي باتجاه تركيا، ومباركة دورها القادم في المنطقة، بما يتلاقى مع الأهداف العربية الكبرى ، ومنها غزة كعنوان فلسطيني للصراع العربي الصهيوني. وحتى قوى الممانعة والمقاومة ، هي بدورها ،وإن ربحت نقطة في معادلة الصراع ،إلا انها لم تستطع استثمارها في إحداث تغير مهم في خارطة الصراع . فتركيا استطاعت أن تفتح ثغرة في جدار الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات ،وذهبت إلى حد ربط مصير العلاقة مع الكيان الصهيوني بمدى استجابة هذا الأخير للمطلب التركي ، بما يشكل نقلة نوعية في نهج التعامل مع ملف القطاع ، وانتقاله من حالة فلسطينية إلى حالة عالمية ، وجزء من الضمير العالمي . في حين ذهب النظام الرسمي العربي إلى الغموض ،والضبابية تجاه الوضع القائم ، ولم يستطع حتى أن يتلخص من مبادرة السلام العربية سواء تكتيكيا أو استراتيجيا ، بل ترك الأمر إلى قادة الدول العربية لاتخاذ قرار بشأن هذه المبادرة . وهي قمة لم يتم الدعوة إليها بشكل طارئ ،وموعدها الدوري في آذار المقبل ،بما يعني إعطاء مزيد من الوقت للكيان الصهيوني ،والإدارة الأمريكية والغرب لترتيب الأمور بما يحافظ على التوازن والمعادلة القائمة في المنطقة . وقد كان وزير خارجية مصر الأكثر وضوحا في التعبير عن ذلك عندما أكد أن لاسياسة عربية بديلة للتعامل مع الكيان الصهيوني ، غير المبادرة ، ولم تفلح آية جهود للارتقاء بالموقف العربي ليكون قريبا من الموقف التركي ، وهو ما دفع ببعض القادة للتعبير عن تماسهم مع هذا الموقف عبر زيارات وبرقيات تم تبادلها مع أنقرة . ورغم الحالة الايجابية عالميا تجاه غزة ،إلا أن الحراك الرسمي الفلسطيني والعربي نحو أمريكا ، ظهر وفيه محاولات القوطبة على العناصر الايجابية التي ظهرت عبر أسطول الحرية . ففي البيت الأبيض ، فقد تم استقبال رئيس السلطة الفلسطينية على أنقاض عميدة الصحافة في البيت الأبيض ، هيلين توماس الصحفية العتيقة التي لم تتورع عن المجاهرة بدعوة اليهود في فلسطين للعودة إلى ألمانيا وبولندا وخسرت مقعدها المميز هناك بسبب مواقفها وان تراجعت عن مقاصدها ، ليبرز رئيس السلطة الفلسطينية ،بتصريحاته أمام الايباك "المنظمة اليهودية في أمريكا "، بإعلانه حق اليهود التاريخي في فلسطين وهو إعلان فلسطيني وعربي غير مسبوق لم يرق الى مستواه سوى قيام الرئيس مبارك بتقديم التهنئة لشمعون بيريس لمناسبة ما يسمى ذكرى استقلال الكيان . وحتى لا نضع تصريحات رئيس السلطة في سياق اللغو السياسي ، فقد أكد على مثلها رئيس حكومته سلام فياض في مؤتمر هرتز ليا ، وكان ممثلا للسلطة في مناقشة مستقبل الكيان الصهيوني . ؟ ويأت حراك السلطة في وقت تتعالى فيه التصريحات بشأن الكيان ودوره كتصريحات رئيس الموساد الصهيوني مائير داجان في شهادته أمام الكنيست عندما تحدث عن تراجع الدور الاستراتيجي لكيانه في المنظور الأمريكي ، بحيث لم يعد الشريك الاستراتيجي لواشنطن ،وإنما غدا خطرا على قدرته . وهو تصريح تساوق فيه معه قائد المنطقة الوسطى الأمريكية الجنرال بتراوس الذي أكد "أن الجنود الأمريكيين يقتلون بسبب السياسة الإسرائيلية". ورغم عناصر القوة البادية إلى الآن في الموقف ما بعد أسطول الحرية الاان الخشية من الحراك الرسمي العربي والفلسطيني لاضعاف هذا الموقف . فمن المعلوم أن محاكمة المسؤولين عن مجزرة أسطول الحرية لا يحتاج إلى مزيد من الجهد السياسي والقانوني ،وبوسع حكومة أنقرة القيام بذلك ،لكن الخطير في الأمر هو الحلول التي يتم طبخها في المطبخ العربي والأمريكي لإخراج العدو ومعسكره من أزمته . فكما كان فتح معبر رفح مبادرة مصرية ذات أبعاد وأهداف سياسية فضحتها الممارسات على المعبر خلال الأيام الماضية ،فان الجو العام يشير إلى حلول يتم تدارسها أوروبيا وعربيا لحل الوضع . وهذه الحلول عبارة عن تورية سياسية لاستمرار الحصار ولكن بتحديث أدواته بهدف كسر حملات التضامن الأوروبية ،وإقناع الرأي العام بان الأمر في غزة لايعدو كونه إنسانيا فقط. فالبدائل المقترحة تتمثل في إعادة إنتاج اتفاقية المعابر عام 2005 بوجود حرس من الرئاسة الفلسطينية كما كان العهد في السابق ، ولكن في الجانب المصري، تتولى إنهاء الإجراءات على غرار المعابر الأمريكية في كندا وايرلندا وهو طرح السلطة أثناء لقاء عباس ـاوباما الذي تمت مكافأته عليه بإعطائه كلمة أمام الايباك . ويزيد عليه الاتحاد الأوروبي ، باستعداده لاستقدام فريق يمثل الاتحاد لتفتيش سفن الإغاثة الدولية ،وفتح ممر بحري بين ميناء أزمير التركي وقطاع غزة ،خاضع في النهاية لسلطة مراقبي الاتحاد الأوروبي . وتلتزم جميع الأطراف باللوائح الصهيونية للمواد المسموحة والممنوعة وتوزيع دخولها عبر المعابر الصهيونية كما حدث مؤخرا في معبر رفح ، حيث يتم الفصل بين الأدوية والمواد الغذائية . فالأولى تمر عبر معبر رفح ، في حين الثانية عبر معبر العوجة الصهيوني ومواد البناء عبر كيسوفيم. قد تبدو الحلول المطروحة ايجابية إنسانيا كما يحاول العدو الصهيوني تصوير الأمر ،ولكنها قانونيا ، تنتقص من حق البشر في التنقل وبالتالي إعادة الوضع في غزة إلى المربع الأول الإنساني ، وإسقاط آية ارتباطات سياسية لذلك ، وتعفي الكيان الصهيوني من مهماته وجريمة في إغلاق المعابر الاخرى. إن اخطر مافي الحلول ، انها تبقي للكيان الصهيوني الحق في التحكم بما يأكل الغزاويون ، وماهو ممنوع عليهم كبشر ،وهي مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية . والعرب اليوم مسؤولين عن هذا الموقف ، وليس مطلوبا منهم غير التضامن مع الموقف التركي ليس إلا ،حتى لا تضيع دماء شهداء أسطول الحرية وانتصار لغزة وفلسطين ، وانتصار للذات العربية، فتركيا وإن استطاعت الممانعة إلا أنها ليست طرفا أساسيا في الصراع ، ولا تملك حق الرفض والقبول للحلول المطروحة ، اللهم إلا إذا امتلكت قوى المقاومة دورها بقوة وخرجت من رماد السياسات والمراهنات بعيدة المدى ، وعبر موقف عربي فاعل قد يبدأ من زيارة وفد الجامعة العربية لغزة ولا ينتهي عند حدود المصالحة. حسين موسى كاتب وصحفي فلسطيني |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|