|
|
منتدى المواضيع التفاعلية الحرة هنا نمنح أنفسنا استراحة لذيذة مع مواضيع وزوايا تفاعلية متنوعة ولا تخضع لشروط قسم بعينه. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-11-2016, 10:10 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
عن الأحداث التي لا تزال تتلاحق تباعا على أمتنا ..
المؤمنون الحقيقيون هم الذين إذا أحدقت بهم المصائب في كل مكان عرفوا أنها أقرب سبيل للانفراج ( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) .. ؛ نعم كلما اشتدت المصيبات عرف المؤمنون أنها قناطر إلى الفرج الكبير، وكأنهم يقولون: أليس الصبح بقريب، ثقوا بالله! فوالله لو عرف اليأس طريقًا على قلب أحد لعرفته قلوب الأنبياء من شدة ما وجدوه، ولكنهم أكمل الناس يقينًا ولهم قلوب هي أوسع القلوب صبرًا. إن أحقر ذنب عُصي الله به هو سوء الظن بالله، كل أمر يمكن أن يرد في قلب المؤمن إلا سوء الظن بالله وعدم الثقة بربه .. خاصية ظلمة الليل التي يمر بها هذا العالم اليوم هي افتتاح ظني لقوة جديدة من النور، ولقد كان الأول خبيرًا حين قال: اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ لا أظن حادثة تقع على هذه الأمة في مثل هذا الزمن إلا وقد حدثت أمثلتها في عهد النبوة، وكأن الله يهيئ الأمثلة في عهد رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا حصل ما يشبهها في زماننا قلنا: الله يعيد التاريخ، ثم روينا من الاستلهامات القديمة، ثقوا بالله فهو شديد المحال.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، يا أيها الناس اتقوا الله (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2- 3]، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق:4- 5]. فاز الأشرس في الحرب، فاز الأتعس في الغرب بين يدينا زمن الرعب، فأعلن نبأ الاستسلام. اللحظات على الإسلام تضيق، وسفينتنا تبحر نحو مضيق، والقلب من النبض يضيق، ضيق من ضيق وإلى ضيق، فأعلن نبأ الاستسلام. هذا الموصل، هذا الشام، هذا يمن الحكمة والإسلام، هذه تهديدات الحاخام، فأعلن نبأ الاستسلام. هذه غزة أم ذي بورما أم حلب هذه أم ذي دومة، الأعداء تحاصر دارك من كل مكان تحترف الإجرام مع الإجرام، فأعلن نبأ الاستسلام. لا تعلن نبأ الاستسلام، فالله أكبر مما أعلن البشر، والله أكبر مهما استهتر الشرر، إن تصطلي نارها، فالله يخمدها أو تنكفئ قدرة فالله مقتدر. من يرى هذه الأحداث التي تلد بعضها، وتبيض شياطين جديدة، يظن أن هذا التنور العالمي مقبل على خبز جديد مادته من لحوم البشر. صيحات ونداءات، وانتخابات وانتحابات، وشلالات دماء تجري لا فرق عن الصبح من العصر، فالأوقات سواء فيما يجري. هذا الكوكب الذي يتوحش على كل قُطر منه، ويصنع من كل بقعة طاهرة جريمة لا يرفعها الاغتسال. نهر من القهر يجري في مرابعنا بلا شموخ.. بلا كبر.. بلا بطل. ما مات فيه عدوي.. مات فيه أخي بطعنة من أخي.. مسمومة القُبَل. مازال يجري.. وتسقيه العروق طلاً فالأرض ترقص في عرس بلا جذل. نهر من الدم فامشي فيه وارتشفي حتى الثمالة.. يا أضحوكة الدول!! ابن رواحة يقول: "والله لولا الله ما اهتدينا"، ونحن نقول معه أيضًا ونقول: والله لولا الله لاهتبلنا، وطارت العقول منا، ثم طرنا، وكذب العاقل ما تبنى، وجاست الأحلام منا وهنًا، ونسي العاقل ما قد تمنى. أحداث يرتعش لها الجديدان، ونغمتها موحشة على سمع الزمان، أسهل شيء في هذه الأيام أن تستسلم لصرخات الشيطان باليأس، أن يعلمك الإحباط من أحداث هذا الكوكب الذي يلد الغرائب المتنوعة في أسواق السُكر العقلي العالمي. من يرى هذه الأحداث يظن أن الإسلام تُكتب فصوله الأخيرة على أيدي أعدائه المجرمين الظالمين، والذي يبصر هذا الحصار الذي ينمو على عواصم الإسلام حتى يلتهم المدائن واحدة فواحدة، ومن يبصر حجم التطرف الذي تصنع سياسيته في المطابخ العالمية بكل انتظام واحتراف يظن أن هذه الأمة موعودة باستباحة البيضة. وقد قضى الله وقدَّر أن الله لن يُسلط على هذه الأمة عدوًّا من سوى أنفسها يستبيح بيضتها، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها. هوِّن عليك فلا هناك ولا هنا ***وجهًا لوجه قلْ ليأسك ها أنا هوِّن عليك الله قدرنا لكي تثق *** القلوب به على رغم العمى أعظم أوقات الثقة بالله العظيم هي في زمن استحكام الشيطان على عمليات إدارة اليأس في القلوب، لا ينبلج الفجر حتى يحتلق السحر. دروس الأحداث كثيرة جدًّا، لكن من أعظمها تجديد ما تآكل من معنى الثقة بموعود الله، أعظم هذه الأمة ضميرًا هم أولئك الذين تحلك الليالي في عيونهم، فيرون شرفات النور تقول لهم: الله موجود يراكم، إنه علام ما في الغيب وهو حكيم. ما أكثر تلك اللحظات الوجودية التي كنا نقول فيها: إن الإسلام سيزول وإن الإسلام إلى زوال فإذا الشياطين تزول والإسلام باقٍ. اذكروا معي يوم الخندق كان المنافقون يقولون وهم يسمعون النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر بفتح الشام وبفتح فارس والروم وبانجلاء الغمة عن هذه الأمة، فإذا بالمنافقين يقولون وهم يسمعون ذلك: والله (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) [الأحزاب: 12]. فما هي إلا سنتان حتى أنزل الله -عز وجل-: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) [الفتح:1]، وما هي إلا عشر سنين حتى فُتحت الروم، وما هي إلا خمسة عشر عامًا حتى فُتحت فارس، تتساقط القلعات والسكنات والشرفات حين نقولها "الله أكبر". ومن الذي باع الحياة رخيصة ***ورأى رضاك أعز شيء فاشترى أم من رمى نار المجوس فأطفئت *** وأبان وجه الصبح أبيض نيرا نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم والحرب*** تسقي الأرض جاما أحمرا جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا *** في مسمع الكون العظيم وكبرا. فثق بالله ليس ليه شريك وعقبى دين ربي الاعتلاء.. اذكروا معي يوم الغار كان هو وصاحبه متجهين نحو تلك السكنة البعيدة، يتقي بها استطلاعات الكفار، ويفر بنفسه وبدعوته إلى أرض الله، يدخل هو وصاحبه غارًا ملأته العناكب والعقارب والحيات، ويجلسان متعبين منهكين في لحظات الهرب، يجلسان من التعب، وأحدهما يسند رأسه في حجر الآخر فيقول الآخر له ها قد حضر العدو: والله لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا فيقول له الآخر: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"!! فما هي إلا ثلاثة عشر عامًا حتى يقود أحد الرجلين حربًا فاصلة معلنة على كل مَن خرج عن دين الله، ورضي الانفصال عن مضمار الإسلام، وخرج قيد أنملة عن تشريعات صاحبه الآخر، ومنع شيئًا من الزكاة كانت تؤدى إلى الفقراء. فثق بالله ليس له شريك، وعقبى دين ربي الاعتلاء. اذكروا معي يوم الحديبية جاء عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- يوم الحديبية وقد كتب المسلمون بينهم وبين قريش ميثاقًا وعهدًا، وكأنهم رأوا فيه غضاضة، فقال عمر -رضي الله عنه- متعجبًا مندهشًا لرسول الله: يا رسول الله ما لنا نعطي الدنية في ديننا أنعطي الدنية في ديننا يا رسول الله؟ ثم كررها له، ثم كررها لأبي بكر -رضي الله تعالى عنه- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزيد عليه بقوله: "إنه الله يا عمر! إنه الله يا عمر! ولن يضيعني، إنه ربي ولن يضيعني". سبحانه الله! ما لذت به سبل إلا وقاها الردى، فاجتازت السبل، ثقوا بالله فإلى الله ترجع الأمور، وليس لمهازيل ضعاف عزل عن كل قوة. ثقوا بالله، فلقد جاء رجل من المشركين إلى معسكر المسلمين بعد هزيمة أُحد مكسورين مكروبين منكوبين ثم ينادي عليهم قائلاً: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ) [آل عمران:" 173]، هزيمة في أُحد وقروح وكفاح وجراح وقتلى لصفوة خير خلق الله، ثم يعقبه التهديد والوعيد، ما أشدها على النفس البشرية! ثم ترى بعد ذلك كله، وقد رأيت المسلمين يهتفون حسبنا الله ونعم الوكيل: فما وجفت تلك القلـوب ولم تكـن *** كأخرى لها من هدة الرعب زلزال رجـال رسا الإيمان ملء نفوسـهم *** فــلا الجبن منجاة ولا البأس قتال ولا الموت مكروه على العـز ورده *** ولا العيش مـورود إذا خيف إذلال تداعـــوا فقالوا حسبنا الله إنـه *** لما شـــاء من نصر الهداة فعال يا أيتها الأمة المكلومة والمحرومة والمكروبة! ثقي بالله ليس له شريك، وعقبى دين ربي الاعتلاء، (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:141]. بتصرف واختصار خطبة من خطب الشيخ / عاصم الخضيري .. |
|||
24-11-2016, 08:21 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: عن الأحداث التي لا تزال تتلاحق تباعا على أمتنا ..
ثقوا بالله! فوالله لو عرف اليأس طريقًا إلى قلب أحد لعرفته قلوب الأنبياء من شدة ما وجدوه، ولكنهم أكمل الناس يقينًا ولهم قلوب هي أوسع القلوب صبرًا. |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|