الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-2018, 12:43 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي الوهم و الاختيار

الفصل الاول
فى وسط مدينة نائية تسكن انا و اخوها بيل حيث تتباعد البيوت عن بعضها و تفصل بينها المروج و الازهار و الاشجار و يسكن اقرب جار لهما على بعد ميل واحد و هو يستعد للرحيل قريبا . كم هى جميلة تلك المدينة الخالية! و ما يزينها من جمال الطبيعة الخلابة.
و لكن هذا لم يشفع لها فقد رحل عنها عامة سكانها ولم يبق فيها الا نذر يسير من المفتونين بجمالها وهم متباعدون عن بعضهم و كأن المدينة قد قسمت بينهم فكل واحد يسكن فى حى وحده ! .
انا تبلغ من العمر اثنين و عشرين عاما و هى فى اواخر دراستها الجامعية حيث تدرس التاريخ وهى الان فى الاجازة الصيفية تحمل معها احزانها فقد انفصلت عن حبيبها كريس بعد اربعة اعوام من الاخلاص و الوفاء لكن كان جزائها الغدرو الخيانة .
هاهى انا تجلس فى غرفتها بالساعات الطوال و لا تأكل الا القليل مما يبقيها على قيد الحياة حتى وهن العظم منها وصارت كهيكل عظمى يترنح امام الريح . ولما علم اخوها بحالتها المؤسفة قرر ادامة السكنى بجوارها و الاقلال من السفر فهو يخشى عليها من الاكتئاب و لا اهل لها و لا صديق؛ فقد ماتت امها و ابوها فى رحلة قضياها على متن طائرة غرقت فى البحر .
و بيل هذا يعمل مبرمجا فى احدى الشركات و لا يرغب فى الاستقرار و الزواج و هذه مشكلته مع صديقته سارا فهى من عائلة مسيحية محافظة و تحب بيل و تريد اقناعه بضرورة الزواج الذى يجعل الحب حياة حقيقية و مسؤلية و رسالة بدلا من مجرد قضاء الليالى و النزوات و التى قد تحدث بين اى امرأة و رجل لا يعرفان بعضهما ؛ فما هذا الا تعبير عن الغريزة الشهوانية لا اكثر. و لكنه يرى ان الزواج سجن للحب و تلويث فما الزواج الا علاقة مادية مبنية على المصلحة كأى شركة يهدف شركاؤها الى الربح و متى يجدون الخسارة محققة ينفصلون و يتفرقون .
وفى الصباح الباكر اعد بيل الفطور لاخته على غير العادة و ذهب الى غرفتها كى يوقظها فطرق الباب بهدوء حتى لا ينخلع فؤادها فقد مضت سنوات على اخر مرة يوقطها احد من نومها بطرق الباب كما انها اصبحت مرهفة الحس تتفاجئ من ادنى صوت واقل حركة
بيل :ايتها الجميلة هل لى ان ادخل ؟
ترد انا بصوت فيه تثاؤب و نعاس : لا اريد النوم .
يضحك بيل تلطفا و يقول : سأقضى معك سائر اليوم . هذا خبر سار اليس كذلك ؟ !
ترد انا بنيرة مترددة : انت تكذب .. فمن سيذهب للعمل ؟
بيل : لقد اخذت اجازة لاجل ان اغضبك هذا اليوم" و يضحك بصوت عالى وو يفتح الباب و يجلس على طرف سريرها و هى تقول " اخرج يا حبيبي المعتوه " و تضحك ضحكة كأنها الا تريد ان تتوقف عن الضحك فبمجرد التوقف تعود الالام كوخز الابر فى قلبها .
و بهب فيها النشاط فتتعلق على ظهر اخيها ذى الجثة الضخمة فيحملها على ظهره نحو الحمام و تتعالى الضحكات و صوت الاقدام ليكسر سكون تلك المدينة الهادئة .
يجلس بيل منتظرا اخته حتى تجيئ اليه فى حديقة المنزل ليتناولا الفطور معا وهو امر لا يحدث كثيرا . يتبع






 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2018, 06:33 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفصل الثانى
يلمح بيل أخته قادمة من بعيد تتهادى فى خطوات بطيئة و كأن بها داء عضال فلوجه مصفر و العينان ذاهلتان و كأنها فى اخر ايامها . ثم تذكر بيل منظرها وهى صغيرة ؛ تلك الفراشة المرحة التى كانت تقبل على مائدة الافطار مسرعة فتقبل ابويها و تملأ المكان ضحكا و مرحا !
و حين اقتربت منه ابدى ابتسامة و فرحا محاولا اخفاء اسفه عما حل بها من ابؤس و صاح " هيا أقبلى ايتها الاميرة "
فتبسمت نصف ابتسامة و قالت " أميرة ! ... أميرة الاحزان هههه "
فجلست تتأمل المكان قليلا فقد بلغ بها الحزن مبلغا جعلها لا تخرج الى الحديقة طوال اسبوعين . و مرت عيناها على تلك الازهار و الفراشات و العصافير و الاشجار كلٌ يمضى فى حياته مبتهجا بحياته غير مبال بما كلن او سيكون . و قالت فى قرارة نفسها " ياليتنى كنت معهم فلم ادر ما الحزن و ما الدموع ! "
فتنبه بيل لها و دعاها الى تناول الطعام قائلا " هيا فلنستبق لنرى من ينتهى أولا "
فقالت " سأخسر حتما .. فانا أخسر دائما "
فأجابها " لكنك لم تحاولى بعد ! "
فقات " ماذا سيحدث ان فزت بهذا بعد ان خسرت كل شىء ؟!"
فتحرج بيل قليلا من سؤالها و قال " انك لم تخسرى كل شىء و لن تربحى كل شىء ... هكذا الحياة شىء من الفرح و النصر ممتزج بالحزن و الخسارة .. أليس كذلك ؟ "
قالت بصوت مرتفع قليلا و متحمس " لا .. بالطبع لا ... على الاقل فى حياتى هذا لا يحدث .. انا من الذين يخسرون و يخدعون و تدعسهم أقدام البؤس فى هذه الحياة .. و لست كهولاء الذين مضون فى درب الهناء و يركبون خيول السعادة "
فتبسم يبل محاولا تهدئتها " خيول السعادة ؟! عم تتحدثين ؟ ! هذه مجرد انطباعات زائفة ... كل تلك الابتسامات و السعادة انما هى محاولة لاظهار نقيض ما يشعرون به او محاولة للترويح و النسيان كشارب النبيذ يريد الهروب من الحياة ... لكن فى الحقيقة لا يوجد أحد يشعر بالسعادة طوال الوقت او حتى معظم الوقت "
قالت له فى نبرة عالية حزينة " الزيف هو ما تقول يا اخى .. انك تريد ايهمى بأن الناس جميعا حزنى مثلى و يعانون الشقاء كما أعانى .. و هذا ليس صحيحا .. و الحقيقة انى لم اعد قادرة على احتمال الحياة ! "
فأقترب منها قليلا و وضع يده على كتفها يمره بحنان و قال " أخبرينى كصديق لك .. ما بك ؟ .. أكل هذا لانك قد انفصلت عن صديقك ؟؟ فقد انفصلت قبله عن صديقين و لم تجزعى هكذا ... ما ذا حل بك هذه المرة ؟ ! "
فقالت بنبرة باكية " لقد تيقنت هذه المرة أنى بلا قيمة .. ليس هناك من شىء امثله للناس .. انما يقتربون منى حينما لا يجدون غيرى .. و يخدعوننى ببعض الكلمات لبعض الوقت ... ثم يجدون بغيتهم فى غيرى ؛ فيتركونى غير ءاسفين على فراقى " و انخرطت فى بكاء شديد و انهمر الدمع من عينيها ؛فضمها بيل اليه و جعل يهدئ من حالها و هو فى الوقت نفسه يحاول ان يتمالك نفسه فقد كان بكاؤها مؤسفا حقا .
ثم بدأ يغنى لها بعض الكلمات التى كان يغنيها ابواها لها و كانت ترقص عليها و هى صغيرة حتى انفرج عنها ما حل بها قليلا .
فقال لها بيل " ان الانسان لا يأخذ قيمته من الناس , لا من الذين خدعوه و استغلوه او حتى من الذين يحبونه .. لكن تكمن قيمته فى اخلاقه و افعاله و حكمته .. أنظرى الى نفسك كم انت طيبة بريئة .. كم مرة رايتى انسانا محتاجا فساعدتيه دون انتظار شكر منه .. وكم مره تألتى حين سمعته خبرا محزنا لبلوى اصابت اناسا و انتى لا تعرفينهم .. وكم مرة سامحتى اناسا اساوا اليك ! ..هذه الافعال الشريفة و المشاعر النبيلة هى التى تجعل لك قيمة اليس كذلك ؟ "
فأجابتهبقولها " كان هذا اعتقادى السابق .. لكن بعد ما حدث لى كل هذا .. رأيت ان الاحسان لا يستحقه الا القيل من البشر .. و الناس لا تقدر الرحيم الكريم الا اذا احتاجوا الىه .. و انما يملك الانسان قوته بقدرته على ايذاء الاخرين و حين يعلموا ذلك يعطونه افضل ما عندهم و يتهافتون على الاقتراب منه .. فالقوة هى الحقيقة هى الطريق للحياة السعيدة "
قال بيل لها " نعم القوة هى الحقيقة .. لكن الحقائق نوعان حقيقة الخير و حقيقة الشر .. و منتهى القوة ان تقدر على الايذاء فتعفو و تسامح و تغفر .. فقوة العطاء هى التى تبنى لا قوة السطو .. وقوة الحب هى التى تجمع لا قوة الكراهية ... وانتى لا تزالين صغيرة فى السن و حين تكبرين قليلا ستعلمين أن راحة النفس و الطمانينة هى اكبر المنح فى هذه الحياة و هذا لا يأتى الابالحب و العطاء و التسامح "
قالت له - وقد بدأت تتمالك نفسها - " لا اريد من احياة ان تعلمنى شيئا اخر .. حقا كفى ايتها الحياة " و انصرفت نحو غرفتها !







 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2018, 06:36 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفصل الثالث
مضت خطواتها بطيئة نحو المنزل تدور براسها كل الكمات و الاحداث ثم تذكرت ان أخاها جلس فى الحديقة فالتفتت اليه قائلة " بيل .. هل ستخرج اليوم الى مكن ؟ "
ثقال " لا ؟؟ هل لديك رغبة للخروج فنخرج سويا ؟ "
قالت " لا انا سأجلس فى غرفتى قليلا "
قال " حسنا و انا سافتح حاسوبي كى انجز بعض الاعمال "
صعدت الى غرفتها مرتسم امامها وجه اخيها المتاسف عليها .. تلوم نفسها انها قد بدت ضعيفة سخيفة أمامه و قد اعتاد ان يراها مرحة متفائلة قوية .
دخلت غرفتها و القت نفسها على السرير تقول فى نفسها ماذا اصابنى ؟ "
تنظر الى السقف فتتذكر صديقها كريس و ايام الحب التى جمعتهما سويا و ما كان يقوله لها و هى تشتاق الى هذه الايام مع انه صارت تكرهه و تكره صوته ووجهه و كل شىء منه . ولكنها تحن الى حالها فى تلك الايام حيث كانت تنظر الى الحياة بطريقة مختلفة . تسعد بابسط الاشياء تنظر الى الغد نظرة المحب المشتاق و قد اصبحت الان تنظر للغد نظرة الخائف المترقب .
و ما ان لمحت دمية كان كريس قد اعطاها اياها حتى انظلقت اليها لتفسدها و تقطعها و كأنها تمسك بكريس نفسه ؛ ثم بحثت فى غرفتها عن كل شىء أعطاه كريس لها فمزقته و ألقته فى سلة المهملات !
شعرت بشىء من التحسن لكن سرعان ما انقلب ذلك الى بكاء و دموع . ثم نطرت الى الحائط حيث توجد صورة امها و هى تحملها طفلة صغيرة و تمنت ان لو تعود امها للحياة فتضمها الى صدرها ثانية عسى ان يذهب عنه الحزن .
ثم افترتبت من الصورة تقبلها و تشكرها عما قعلته لها فى حياتها كيف كانت تهتم بأدق تفاصيلها و تدعمها فى كل ضائقة و تهون عليها كل أحزانها . ثم ما لبثت أن عاتبتها قائلة " لم تركتينى وحيدة ؟ ! ألم اقل لك لا تسافرى تلك الرحلة ؟ ألم أخبرك أنى أشعر بالقلق تجاه ذلك السفر ؟ لقد كنت محقة و كنتى مخظئة ؛ و الان أدفع وحدى ثمن هذا البلاء ! .. لمذا انجبتينى اذا ؟ كى تتركينى فى منتصف الطريق ؟ اجيبنى ! اجيبنى ... أنا احتاج اليك .. حقا احتاج اليك " و بدأت تفقد أاتزانها لولا انها تذكرت نصيحة لامها قالتها لها قديما " القوى هو من يقلب المحن الى منح .. انتى قوية و قادرة على فعل ذلك .. دائما كونى انت الفاعل .. تذكرى انك تعلمت المشى وحدك و الكلام وحدك .. اريد ان اراك قوية دائما " كانت هذه الكلمات قوية فى اذنها حتى شعرت كأن امها عادت للحياة و قالت لها ذلك او ان روح امها قد تسسلت الى روحها فذكرتها بذلك .
مسحت دموعها وصرخت بصوت عال " كفى بكاءا .. كفى حزنا .. لا يستحقون .. لا يستحقون "
و فتحت نوافذ الغرفة حتى تستقبل اشعة الشمس و فتحت هاتفها على اغانى راقصة كى تحول مزاجها الكئيب الى حال اخرى و رقصت بعنف و جنون حتى انتبه بيل لما يحدث ؛ فاقبل مسرعا و دخل الغرفة و صار يرقص معها و هما يضحكان بشكل غريب هى لا تفهم لماذا تفعل هذا و هو يحاول أن يشاركها ما تشعر به مخافة أن تصاب بالجنون!
و اما نهكهما الرقص اضطجعت على سربرها و القى نفسه على كرسي و قال مبتهجا " يبدو اننى اصبحت عجوزا "
فقالت له مازحة " انت عجوز منذ كنت صغيرا "
فقال " تقصدين انى حكيم رغم سنى الصغير " بنبرة تعال مازحا
فقالت له " لو كنت حكيما لاستطعت حل مشاكلك مع حبيبتك "
فقال " هى التى تملك عقلا محدودا "
فقالت له " كل هذا لانها تريد الزواج منك ؟ "
قال " ليس هذا و لكنها لا تريد ان تعطى مساحة للنفاش او أن تمنحنى فرصة للتفكير الهادئ . دائما يكون النقاش مهددا لبقائنا معا و هذا امر خطير "
فقالت " وماالدى يبقيك معها طول هذه المدة رغم انك تراها هكذا ؟ "
فقال بيل " وددت ان اقول " الحب " لكنى لست متأكدا ان الحب وحده يفعل هذا ولكنى لا اتصور ان الحياة فيها بديل عنها "
فتوهج وجه انا انبهرا بما سمعت وقالت " يا ليت لى عاشق مثلك ! .. عموما ما وددت ان أتدخل فى امورك الخاصة و لكنى اتمنى لك التوفيق و السعادة معها او مع غيرها "
فقال بيل " بل معها فقط "
فقالت معاندة مازحة " او غيرها ! "
قام بيل من كرسيه و توجه نحو البا و خرج ثم قبل اغلاقه قال " معها فقط ! "







 
رد مع اقتباس
قديم 16-04-2018, 01:44 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفصل الرابع
خرج بيل من غرفة أخته و هو ممتلئ سعلدة أن اخته بدأت تتعافى من أزمتها و تتصالح مع واقعها ؛ و قال فى نفسه " قد تبدو الأمور عسيرة احيانا ثم تفاجئنا الحياة بأنها هينة و كم من امر بدا هينا ثم طال الزمان به و ما انحلت عقدته ! "وبعيد دقائق يتلقى بيل اتصالا هاتفيا من حبيبته سارا تدعوه فيه لتناول العشاء معها و اهلها فيحاول الهرب منها ليجلس مع اخته فهو لا يظن انها ستأنتى معه فى هذه الايام و لكنه لا يستطيع الافلات من سارا فيوافق مبدايا و سيتصل بها اذا تاكد الحضور .
عرض بيل فكرة الخروج على انا فوافقت بسرعة لم يتوقعها و لكن اقتراحتها كانت بعيدة عن المكان الذى تسكن فيه سارا فقال لها بصراحة " انا اريدك ان تاتى معى لزيارة سارا و تناول العشاء معها "
فقالت " فهمت الان .. لكن انت قد وعدتنى بقضاء ايوم معى و ان لا هم لك سواى اليوم .. اذهب بمفردك "
" لقد اتصلت ى و اخبرتنى منذ دقائق .. لم نعد لذلك مسبقا " اجاب بيل
" حسنا " ردت انا " .. سأذهب معك ولكنى ما كنت ارغب فى القاءات العائلية و النقاشات المملة .. ولكن ربما يكون يوما لطيفا "
" جيد " فال بيل " انتما اغلى ما لدى فى هذه الدنيا "
ذهبت انا الى غرفتها كى تنام قليلا و رأت فى نومها أنها تركض فى ممر مظلم و تسمع اصواتا مخيفة ولكنها لا ترى أحدا امامها او خلفها حتى انها بالكاد ترى شعاع ضوء بعيد تظن انها المخرج و لكنها كلما سارعت اليه ابتعد و خفتت شدته حتى اصابها الاعياء و ضيق الصدر فسقطت من فورها ووجدت نفسها ملقاة على الارض و استفاقت من نومها و قد اصابها الهلع و ما جعلها تهدأ سوى شعورها ان هذا كان حلما و لم يكن حقيقة ! .
جلست انا على سريرها و استمتعت الى موسيقى هادئة كى تسترخى و انطلقت تسبح فى خيالاتها التى كانت تجمع بين مشاعر القلق و الامل و الخوف و التمنى و الحب و البغض . جلست تتأمل فى السحاب المطل من نافذتها و هو يحجب الشمس خلفه , تنظر اليه تقول فى نفسها كم انت عظيم ايها السحاب تحجب الاشعة القاسية و لكنك لا نمتع الضوء و تنزل الماء العذب كى يشرب الحيوان و النبات و كم تقاسي كى تنزل قطرات الماء منك , انا اسمع صوتك و انت تصرخ من الالم و ارى ضوءك و انت تسعى لانزال المطر .. و ما اجمل المطر !! .. لقد فكرت كثيرا فى سر سعادتى وقت المطر فلم اجد جوابا .. ربما لانه تعبير عن اخلاصك و حبك لنا ايها السحاب العالى الجميل .. كم انت مبعثر فى السماء و كم انت رائع حقا .. تلك اللوحة التى تبدو مبعثرة لهى اجمل من الف لوحة رسمها فنان فاق حدود العبقرية . احبك ايها السحاب .. احبك .. "
استعدت انا للذهاب مع اخيها فارتدت ملابسها و تزينت للغاية و كأنها تفتقد ازينة .. ثم نزلت الى اخيها و قد كان فى سيارته فركبت معه و انطلقا نحو سارا .
وفى الطريق قصت انا على اخيها امر الحلم الذى افزعها فاجابها " يا عزيزتى لقد المنى ذلك .. و لكن لا تقلقى هذا يحدث كثيرا مع الازمات النفسية .. و انتى الان افضل .. اليس كذلك "
" شيئا ما " قالت انا " و لنى لست مطمئنة بما يكفى ..اخاف ان يكون شعورى بالتحسن مؤقتا .. اخاف ان يتكرر الكابوس .. أخاف ان أدخل تجربة جديدة "
فقال بيل " مهلا انا .. لا تجعلى حياتك مليئة بالمخاوف هكذا .. بهذه الطريقة ن نفعل شيئا على الاطلاق "
قالت انا " و لكنة حين تأملت الحلم .. شعرت بان طريقى مظلم و هناك من يتربص بى و انى لن اصل الى شىء فى النهاية.. اليس هذا شئا مخيفا ؟!"
" لا " اجابها بيل و توجه بالنظر اليها " هذا مجرد كابوس ! و ليست رسالة موجهة اليك من المستقبل "
قالت انا " و من اين اتيت بهذه الثقة ؟ و لماذا لا يكون رسالة ؟ لو رايت ما رايت لما قلت هذا ! "
قال بيل " ببساطة لو نظرت الى حياتك و الاحلام التى حلمتى بها و ما تحقق منها و ما لم يتحقق لقلتى كما قلبت "
" الامر ليس كذلك " اجابت انا " ربما تكون الاحلام تحققت و لكنى لم افهمها .. و ليس كل ااحلام على حد سواء فبعضها كون رسالة و بعضها يكون عبثا "
و ما الذى يجعلك تشعرين ان هذا الحلم مختلف ؟ " قال بيل.
" لانه مختلف " قالت انا" لانى شعرت كانى على قيد الحياة فعلا و ليس كلالحلام السابقة .. ربما يكون اضظرابا و لكنى كنت هادئة قبله و بعد الاستيقاظ بقليل و جدت نفسي هادئة .. فلماذا لا يكون رسالة جاءتنى فى المنام لتنبهنى ان هناك امر خاظئ افعله سيجعل حياتى جحيما ؟ ! او ان على ان اتبصر الطريق الذى اسير فيه فى حياتى ؟ "
" حسنا " قال بيل " ربما و ربما .. حاولى تجنب التفكير الكثير هذه الايام لان العقل و قت الانفعالات يعمل بطريقة خاظئة فيزيد الامر صعوبة "
قالت انا " جميل .. دعنا نغير الموضوع .. برايك عم سيدور الحديث عند سارا ؟ "
ضحك بيل قائلا " لا يدور فى راسها الا موضوع واحد .. الزواج .. الزواج فقط ! "







 
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2018, 01:16 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفضل اخامس
بدت المدينة التى تقطنها سارا من بعيد و فى عيني بيل ما بدا من الشوق الى حبوبته فهو يسرع المسير اليها كي يرى ضفحة وجهها المنير. و أخته جعلت تتأمل فى المبانى اشاهقة و الابراج السامقة التى تشعرها بالقلق و الانقباض ز
و مع مرور الوقت تحولت عيناها الى البشر الكائنين بهذه المدينة , أمواج من البشر لا يعرف بعضهم بعضا و لا يبالى بعضهم ببعض ! ماضون فى طريقهم بهمة و اصرار يكاد أحدهم أن يدهس اخاه اذا وقف بينه و بين مبتغاه لولا أن هذا لا يليق . ثم جنحت انا فى خيالها للتأمل ما رأته فقالت فى نفسها " ما ضر هؤلاء لو لم يكن هذ ارجل العجوز موجودا بينهم ؟ ! أو تلك امرأة و ابنتها الصغيرة ؟ ! هل ستتغير حياة أحدهم فى شىء ؟! هل سيعرفون اصلا ؟ كم هو قليل شأن الانسان فى هذا العالم ؟ ! .... ثم قالت " لكن هناك من سيبالى به و بها ... احبائهم و اصدقائهم الذين هم العالم الحقيقي لهم ... ما أكثر الزيف فى هذه الحياة !
و فى طريقهم نحو منزل سارا هدأت امدينة من عمرانها و تزينت بجمال ازروع و الورود و سحر البساطة الذى يملا منازلها الصغيرة و يرتسم فى وجوه الفلاحين بها .
اتصل بيل بسارا يخبرها بأنه قد اقترب من الوصول ايها حتى تتأهب لقدمه اليها .
استقبلت سارا و معها ابواها بيل و اخته و سلم بيل بشوق على حبيبته و كان يود أكقر من ذلك لولا انه لا يعرف ما يكون من رد فعل ابيها و اقبت انا تحتضن يارا و فى نفسها ان لو نصبح اصدقاء فى يوم ما .
جلس الجمع فى حديقة المنزل مرحبين ببعضهم يتناوون اظراف الحديث و يتكلمون فى امور شتى كالطقس و الاسعار و السياسة و الفن و كان الضحك يملا المكلن و جو المرح يشعرهم بأنه يوم عيد .
و كان جالسا معهم أخو سارا و اسمه جيمس و هو شاب مراهق معجب بنفسه متعلق بالعاب الحاسوب لكنه يملك حس دعابة و يجيد الحضور الاجتماعى و كذلك جيسيكا أخت سارا و هى امرأة متزوجة و لديها طفلان من اذكور و هى تعمل سكرتيرة فى عيادة طبيب , لكن زوجها لم يحضر معها فهو فى سفر لاجل العمل حيث يعمل مدرب لياقة فى أحد ااندية و يسافر معهم حيث تكون المباريات .
لم تشارك انا فى الكلام كثيرا و اكتفت بابتسامات و ضحكات صادقة تخرج منها لاجل ما تسمعه و تشعر به من الدفء الاسرى الذى تفتقده بعد رحيل والديها . و أعجبت انا لما رأته فى هذه الاسرة البسيطة من انسجام و سعادة فهى م ر هذا الكم من اوجوه الباسمة منذ مدة و تسائلت فى سريرتها هل هذا حالهم طوال الوقت ؟ هل لو كان اوياى أحياءا لكانت ايامى هكذا ؟
فقطعت انا صمتها و بدأت تتكلم عن اسباب السعادة فى الحياة و كيف ان بناء أسرة صغيرة و ناجحة أقرب لجلب السعادة من بناء شركة عظيمة أو اختراع ألة دقيقة .. فتهلل وجه سارا لما سمعت و ظنت ان انا ربما تكون أقنعت أخاها بالزواج و اهميته أو النت من صلابته قليلا .
وتوجهت سارا بالحديث الى بيل فقالت " ما رأيك ؟ "
فققال " كلام جميل تكذبه الايام ! "
وقع اكلام فى قلب سارا و اسرتها موضع السهم فرغم ان سارا تعرف رأى بيل فى الزواج الا انها لم تكن تتوقع هذا الرد الجاف الصادم فى هذا اليوم السعيد
فقالت له " الايام تثبت كل يوم أن الانسان لا يمكن أن يحيا بدون حاضنة الاسرة التى تقوم على رباط الزواج "
فقال بيل ساخرا " ولهذا تذداد حالات الطلاق كل يوم و تنشأ الامراض النفسية فى الاطفال بسسب الخلافات الاسرية اتى يتخوف الزوجان فيها من الطلاق و تكثر حالات القتل لاجل التهرب من دفع نصف الثروة عقب اطلاق ...!
فغضب الوالد لما سمع و شعر أن الرجل معقد من الزواج لا مجرد رافض لفكرته فانفعل عليه قائلا " اذا ماذا تريد من ابنتى ؟ "
فاجاب بيل " الحب "
قال الوالد " دليل الحب هو الزواج "
فقال بيل " لا علاقة حقيقية بين الامرين .. الزواج فعل اجتماعى .. و الحب فعل نفسي قلبي .. قد يجتمع الامران و قد يفترقان .. و الايام تثبت أن الزواج صيغة فاشلة .. وهى القيد المؤلم للحب "
فصرخت سارا فى وجهه قائلة " اذا عليك ان تنساني للابد .. انا لم أعد احتمل كل هذا الالم ... اخرج من حياتى .. اخرج !.







 
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2018, 11:26 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سيهام العليوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية سيهام العليوي
 

 

 
إحصائية العضو







سيهام العليوي غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

متابعة اخي الكريم ولكن ليست في القسم الصحيح لان فيها فصول







 
رد مع اقتباس
قديم 19-07-2018, 03:45 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

شكرا على هذه الملاحظة أختي الكريمة و قد لاحظتها من قبل ؛ ولكنى قررت أن أكملها ههنا لانى كثيرا ما اتوقف عن اتمام القصص و هذه المرة اريد الاتمام ,,,, تحياتى







 
رد مع اقتباس
قديم 24-07-2018, 05:46 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفصل السادس
خرج بيل وهو يشتعل غضبا مما حدث و ما لم يكن فى حسبانه فبعد هذا الغياب عن حبيبته يحدث هذا الشقاق و هو يمشي نحو السيارة لا يرى شيئا الا عيني سارا و هى ممتلئة حنقا عليه و لا يسمع الا صوتها و هى تصرخ " اخرج من حياتي " حتى انه لم يلحظ تأخر نا عنه الا حين ركب السيارة و شرع فى الرحيل فلم يجدها بجواره فصرخ بصوت غليظ " انا اين انت ؟ "
فلم يسمع ردا , ة لكنه لاحئ من مرأة السيارة الامامية انها تركض اليه من بعيد فانتظرها حتى وصلت فقال لها بتعنيف " لم تأخرت ؟"
فقالت " انت الذى اسرعت و انطلقت دون انتظاري ! "
"اه اذأ هو مشهد من سخافات النساء ,, انت الذى فعلت و انت الذى قمت و لو كنت مهتما بامرى لانتظرت ,, اه اه " كان هذا رد بيل
فانفعلت عليه انا قائلة " الرجال هم السخفاء و ليس النساء لانكم لا.... "
"اسكتى " صرخ بيل مقاظعا اخته " لا تكثرى من الكلام الفارغ انت تعلمين قسوة ما حدث لى اليوم "
فسكتت انا ووضعت كفها على كتف اخيها و اسندت رأسها على صدره و قالت بصوت رقيق حان " لا تقلق يا حبيبي فكل شيء سيكون على ما يرام "
فتنفس بيل نفسا عميقا و اخرج الهواء قوة و قال " على ان لا اكترث كثيرا و ليحدث ما يحدث "
و انظلق بسيارته عائدا الى البيت فى منتصف الليل مشغلا موسيقى حزينة كان يعتاد على سماعها اذا عرض له امر سيئ .

و بينما هم فى الظريق اذ رايا شابين فى سن المراهقة يشيران للسيارات المارة فى الطريق بالتوقف لاجل المساعدة فابطأ بيل سرعة سيارته كي يتفحص وجهيهما فلم يسترح لما راه , و لكن أخته اصرت عليه بالوقوف لهما كي يساعدهما فاصغى لها على مضض وقال بصوت يكاد يفهم لا خير ياتى من ورائكن "
وكان الامر كما ظن بيل فقد انطلق الشابان نحوه محاولين اسقاطه ارضا لكنه انتبه لذلك فدفع الاول فى اتجاه السيارة فارتطم بها ووجه للاخر ضربات متتالية قوية فى الانف و البطن حتى سقط ارضا , و يبدو ان هذان الشابان لا خبرة لديهما فى الاجرام و السطو لذا استطاع بيل ان ينجو من مكيدتهما بلا اذى .

عاد بيل الى السيارة فوجد أخته مذهولة مما رأت و جعلت تتحسس راسه و شعره و صدره و بطنه وبطنه و ضهره و تقول بقلق " هل اصابك من ضرر ؟ "
" اطمئني و افخري باخيك " اجاب بيل و ضمها الى صدره فبكت و قالت " أنا اسفة لانى كدت ان اودى بحيات و لقد كنت اصوب مني حين ترددت فى النزول "
" لا عليكيا اختاه " قال بيل " الايام كل يوم تعلمنا درسا جديدا و اهم الدروس هو أن ناخذ الحذر دائما بلا جبن او خنوع "
فسكتت انا و جعلت تفكر فى أمر بيل و سارا ثم لنخرظت فى بكاء و نحيب
قال بيل " ما يبكيك يا صغيرتى , لقد نجونا من الخطر ! ما يبكيك الان " بدا بيل وكأنه لم يعد يتحمل هذ الانفعالات المضطربة من أخته
فجعلت انا تمسح دموعها و تقول " لا شيء لن ابكي بعد الان .. لا شيء "
"حسنا ,, هذا أمر جيد "
و عاد الاخوان الى منزلهما قبل بزوغ الفجر و انطلق كل منهما نحو غرفته باحثا عن النوم لاجل الراحة من هذا السفر و لاجل الهروب مما قد حصل , قلم يكن الامر سهلا على بيل أن يقع من سارا هذا الكلام الشديد و من أهلها هذا التعنت و قلة الاحترام له .
كما أن انا وهى لم تتعاف بعد من كبوتها ترى نفسها مسئولة عما وقع لبيل مع حبيبته فكان الحضور يتجنبون الحديث عن هذا الامر لكنه القت الحجر الذى حرك المياه السكنة و كذلك فلم تتحمل ذلك المشهد القاسي وهى ترى أخاها يصارع الموت امام عينيها نزولا على رغبتها !







 
رد مع اقتباس
قديم 07-10-2018, 04:01 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد عبد العاطى
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد العاطى غير متصل


افتراضي رد: الوهم و الاختيار

الفصل السابع
استيقظت انا بعد زوال شمس الظهيرة و كانت تشعر بالتعب و الانهاك . و على غير عادتها حين تشعر بذلك قررت أن تنهض من نومها و ألا تستسلم لذلك الوهن . فقامت بخطوات متثاقلة نحو غرفة بيل و نادته بصوت متقطع لا يكاد يسمع , فاذا بغرفته خاوية و يبدو انه قد خرج ,, ولكنه لم يخبرها بذهابه ! . فاطلت براسها من أحدي نوافذ المنزل حتى ترى سيارته فلم تجدها ! فأصابها نوع من الاحباط لغيابه . لكنها قالت ربما يعود فى المساء , لكن و بعد دقائق وهى تتصفح هاتفها قرأت رسالة منه مفادها أنه ذهب لمحاولة حل مشكلة فى عمله و قد يتاخر لمدة طويلة و لكنها يعدها بالعودة لرؤيتها عند اقرب فرصة .

كانت تلك الرسالة مليئة بمزيد من الاحباط ؛ حتى تفكرت انا فى جدوى استيقاظها الان و ذهبت ناحية غرفتها كي تعاود النوم . لكن فكرة لمعت فى راسها بأن تنزل كي تحضر الفطور لها و تنشغل بشىء من العمل فربما يكون فيه تسلية لها عن الام الوحدة و الفراق .
دخلت انا الى مطبخها و بدأت فى احضار الطعام لنغسها و دبت بداخلها طاقة غريبة تدفعها الي المزيد من العمل و كلما انتهت من طبق دفعها الى تحضير اخر فجاءت بكل الاصناف من الحلو و المالح و العصائر و القهوة و بعض المقرمشات و انظلقت نحو حديقة المنزل و هى مبتسمط و مبتهجة و متعجبة مما تشعر و تقول فى نفسها " ان سر الطبخ لعجيب لماذا لم أعرف هذا السر قبل اليوم ؟ !"
و جلست تأكل بنهم كطفل وجد الطعام الذى يشتهيه و جالت في خواطرها ذكرياتها مع حبيبها السابق و كانت تضحك علي نفسها و كيف انها تالمت كل هذا الالم على أمر تاقه كهذا
"تافه؟!" قالت فى نفسها متعجبة من نفسها " كيف اقول على الحب أمر تافه ؟
" نعم هو تافه لانه مبني على مشاعر متغيرة لا عقلانية تعبر عن النفس البدائية " أجابت نفسها بتردد
-"بل الحب هو اسمى شعور يكتنف القلب و يملأه صفاءا و طهرا و يجعل الانسان سعيدا بمحبوبه معطاءا له متسامحا معه حريص على أمره ناصحا لها و مضحيا لأجله .. أليس كذلك ؟! "
-" ليس الامر كذلك ؛ بل الحب هو عمى القلب عن حقائق الامور و الناس و طيش فى العطاء و الم و حزن عن اللقاء و الفراق و ذل للمحبوب و جهل بطبائع النفوس و نظرة ساذجة للحياة " قالت بصوت مسموع
-"هذا يكون صحيحا اذا اعطيناه لمن لا يستحقونه , و كيف يكون الم عند الفراق و اللقاء ؟! و هو ليس عمي عن العيوب و لكنه قبول بتلك العيوب و رضا بالمحبوب كما هو .و ما تسمينه طيشا انما هو الكرم و السخاء و ما تسمينه جهلا انما هو ادراك لحققائق الطباع " و صارت تتكلم مع نفسها بصوت عال و كأن شخصين يتحاوران
-"انكِ لن تعرفي من يستحقون الا بعد ان تعطيه لمن لا يستحقون فتندمين و تتألمين حتى تقولي لنما كلن هذا طيش و غباء و سذاجة , و الالم عند اللقاء يكون بعدم الاكتفاء و الرغبة فى المزيد و مخافة الفراق و صدود المحبوب فان الحياة قد حكمت ان من تعطينه قلبكِ يركلك بحذائه و من تركلينه بحذائك يود لو أن يعطيكِ قلبه ! " قالته و الدمع في عينيها فسكتت هنيهة
-ثم فالت " هؤلاء هم الذين قصدتهم بقولي"لا يستحقون" لانهم اضحاب النفوس الخسيسة التى تتخذ من اللؤم و الخبث منهجا لها فى الحياة ......و فى هذه اللحظة لمحت انا لفافة ورق تُلقى من أعلى بوابة المنزل فاقبلت نحوها مسرعةلكنها لم تلتقطها اولا و فتحب البوابة و القت ببصرها لكنها لم تر أحدا غير أنها سمعت صوت دراجة نارية بعيدة يبدو انها من القت هذا الشىء
و لما التقطتها و فتحتها اصابها الذهول !







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط