الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-2008, 04:46 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي حتى الكلمات .. بها أوثان


حتى الكلمات .. بها أوثان


عبر القرون وكلما بعث الله رسولا لقوم من أنفسهم عانى منهم فيما يلتمسون عبادة من دون الله كفرا أو شركا ..
فإذا دعاهم للتوحيد واحتج عليهم بأن الله خالق كل شيئ وأن أصنامهم لا تضر ولا تنفع كان جوابهم أن هذا ما وجدنا عليه آباءنا .. نفس هذا الجواب قيل لنوح وإبراهيم ولمحمد عليهم السلام عبر تتابع العصور
والوثنية { لفظ عام يشمل أصنام الحجر وكل ما سواها } ليس معناها عبادة الأصنام أو اتخاذها إلى الله زلفي وحسب ..
فالوثنية تشمل مع الأصنام كل مبدأ توارثي مأخوذ من غير طريق الحق ومع ذلك تكون له العصمة عن النقد والتغيير وتكون له القدسية التى لا تقبل فيه نقاشا أو لا تتصوره فيه ولذلك تكون المفاجأة كبيرة عندما يخضع للتحليل
فكفار قريش قديما لم يكفروا بوجود الله وأنه الخالق بل أشركوا به ولم يقروا له بالوحدانية بعد أن أقروا له بالربوبية وفى هذا قال القرآن الكريم
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ] {لقمان:25}

أى أنهم لم يشركوا فى الوحدانية والإقرار بوجود إله خالق رازق لكنهم أشركوا عندما اتخذوا أربابا من دون الله زعموا أنهم يقربونهم إلى الله زلفي ومنحوهم عند الله مكانة ما أنزل بها من سلطان .. تلك المكانة التى يرون فيها نجاتهم بوساطتها يوم القيامة وهى نجاة قائمة على الخيال لأن الله تعالى وحده هو مالك يوم الدين ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه
وقد رد القرآن الكريم هذه المزاعم عندما قال تعالى
[وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا] {الكهف:52}

هذا بشأن تجربة البداية فى الدعوة الإسلامية فماذا بعد أن مضي القرون على انتشارها بالذات فى فترة ما بعد القرون الثلاث الأول التى أثنى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
ومن بعدها بدأت الفتن والفرق والتى تعددت بتعدد البدع بالرغم من وجود الحديث الدال على تفرق الأمة وخطورته إلا أنه لم يردع ـ رغم صراحته ـ أصحاب الأهواء وساقوا بدعهم تحت ستار الدين فخرجت الشيعة بمختلف توجهاتها التى تعدت السبعين وظهرت الصوفية بما ها وما عليها بمثل هذا العدد وأكثر وظهر أصحاب الكلام بقضاياهم العقيمة
وكلما تقدم الزمان زاد الاضمحلال وزادت الفرق والنحل وزادت المسميات
حتى أصبحت البدائل تحل محل لفظ المسلم الذى يمثل النسبة الأصلية للإسلام بكل ما يحمله هذا من دلالة بالغة الخطورة

والأزمة الحقيقية فى الأصنام الجديدة وهى المسميات التى يتمسك بها أصحابها لدرجة تثير الدهشة بالرغم من أنها حتى لو صدقت فى توجهها لمثلت عنصرا مرفوضا من عناصر النسبة التى يجب أن تظل قائمة فقط على الدين الإسلامى وعلى العلم وعلى البلد أو الجنس وعلى العائلة .. أما ما عداهم فهو عبارة عن مهلكة حقيقية لأن الانتساب ليس بالأمر الهين فى مجمله .. وإن تفرقت توجهاته بطل أعظم ما نادى به الإسلام من رباط الأخوة بين سائر المسلمين
وكم صدق الشاعر الرائع فى قوله
أبي الإسلام .. لا أب لى سواه ×× إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم
بل إن النسبة إلى الجنس أو البلد أو العائلة ـ بالرغم من كونه ضرورة فى محلها ـ إلا أنه فى الإسلام منهى عنه فى غير أماكنه فكيف بما سواه من نسب مبتدعة .. والكارثة أنها تجرى باسم الإسلام أيضا
ومما يثير الضحك المهموم حقا ما صادفناه فى النسب المركبة .. فقد جاء على لسان إحدى المتداخلات بإحدى القنوات الفضائية تعريف بنفسها على أنها صوفية حامدية شاذلية !
وفوق الانتساب المتعدد ظهرت المفاهيم التى ضمت تحت لوائها المئات والآلاف وهى مفاهيم تختلف فى ألفاظها عن مدلولها الأصلي فتجد اللفظ لا يعبر مطلقا عن المنهج الذى تحته ..
ومع ذلك لم يتوقف أحد للتصحيح بالرغم من خطورة هذا الأمر لأن المعانى ودقتها ليست ترفا بل هى غاية الضرورة لا سيما إن كان المسمى هو طريق الخصم للهجوم على المنهج

وهذا الموضوع عبارة عن دعوة تتناول بالأمثلة لا الحصر بعض المفاهيم التى أصبحت معبودة دون تدقيق وسببت لغطا عنيفا تجاه أصحابها لا يستحقونه غالبا وإنما أتى الفهم الخاطئ لتلك المناهج أنها تسمت بما لا يعبر عنها
وليس هذا الموضوع نقدا للاتجاهات والمناهج والمذاهب لأن هذا أمر تفنى دونه الأقلام وليس هذا موضعه ..
بل الموضوع يتناول الجانب اللغوى فقط فى المسميات وهل يعد تعبيرا دقيقا عن المنهج المعبر عنه أم لا
وللعلم لن أنوه بالأمثلة هنا عن مسميات تخص المناهج التى لا أظن بها الخير بل سأركز فقط على المناهج التى أرى فيها ويري فيها كثيرون غيري أنها الخير الكثير وهذا أمر من قبيل النقد الذاتى المحمود لأنى لو تناولت المناهج التى لها عند أهل العلم والخبرة مآخذ لم ترد ولا تمثل الاتجاه الصحيح أو حتى بعضه .. تلك المناهج يصبح من العبث تناولها بالنقد فى مسمياتها ونحن إلى انتقاد صلبها أقرب

* مفهوم السلفية


هل أنت سلفي ؟!
هذا السؤال يوجهه إليك البعض على لهجتين لا ثالث لهما .. إما الإستنكار جريا على ما قام به الإعلام من تشويه وإما على سبيل البسطة إن كان من مناصر لنفس المنهج
فما هو هذا المنهج يا ترى .. ؟!
هذا المنهج هو أحد فروع المنهج الرئيسي لما يعرفه المؤرخون بإسم الدعوة الأصولية التى حمل لواءها الإمام أحمد بن حنبل فى معركته ضد مظاهر الترف الفائق وابتعاد الناس عن نقاء الإسلام الأول
ثم ورثها عنه الإمام بن تيمية ثم تلميذه بن القيم ثم عبرت إلى مختلف الأقطار فظهر لها رجالها فى باكستان على يد الشيخ أبو الأعلى المودودى فى دعوته للجهاد وفى الجزيرة على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب لتنقية أرض الحرم من المبتدعات التى طالت الحرمين وفى مصر على يد الإمام حسن البنا مؤسس الإخوان الذى قام أصلا لإعادة الفطرة المفقودة لبلاد القناة نتيجة لوجود شركة قناة السويس وعمالتها الأجنبية

وكان الإتهام الذى توجه الى سائر التطبيقات الثلاث واحدا ..
وهو الإرهاب والعنف والتشدد ونتيجة لسبب واحد وهو دخول الفئات الثلاث لصراعات السياسة فتمرد المودودى بأفكاره حتى تم اعتقاله وتحالف الشيخ بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود لتطبيق الإصلاح وقام حسن البنا بمناجزة السلطات السياسية ليتخذ لجماعته مجالا فى الحكم
وبغض النظر عن الأخطاء الناجمة عن ذلك إلا أنه من المقطوع به أن الفئات الثلاث تعرضوا لحملة تشويه جبارة فى ظل الصراعات السياسية
وبعصرنا الحالى برز مفهوم السلفية ليحل محل المسميات الأخرى التى تفرعت عن الأصولية
وهنا لنا وقفة ..
فمسمى الأصولية وهو أساس الدعوة من الأصل لم يكن معروفا أيام الإمام أحمد صاحبها بل كان يدعو الناس لفطرة الإسلام الأولى ولا يختص بدعوته أتباعا يكون بهم جماعة أو ما شاكل ذلك
بمعنى أنه كان يقوم بدوره الإصلاحى ملازما لدوره الفقهى ولذلك فقد ظل أنصاره وتلاميذه معروفون بالحنابلة نسبة إلى مذهبه العلمى جريا على عادة المذاهب الفقهية ولم يكن هناك بأس إطلاقا أن يلتمسه شافعى أو مالكى فى دعوته للزهد والأصول الأولى
وظل الحال كما هو أيام بن تيمية فلم يجعل من دعوته تنظيما يجتمع أعضاؤه فينكرون على غيرهم ما يرونه أو يتفردون عنهم بمصطلح أو زى أو منهج
وجاء العصر الحالى وتلاقت الدعوة الأصولية على مسمى السلفية فى مصر والحجاز وتفردوا عن المجتمع بسلوكهم وأصبحوا معروفين بهذا المسمى ..
وتلك هى القضية ..
المفروض أن السلفية منهج دعوة والدعوة لا تشمل برنامجا يجب الإلتزام به مجملا وينضم أصحابه إلى بعضهم البعض بود أكثر بعيدا عن المجتمع لأن الدعوة عامة والإستجابة لها نسبي كلٌ حسب طاقته .. فى ظل مجتمع وأفراد اجتمعوا على مفهوم واحد وهو الإسلام فلا يلحق به مفهوم أو مصطلح آخر قط إلا إذا كان مصطلحا قطريا أو علميا فيقال عربي النسب أو شافعى المذهب
ومن الغريب أن أئمة الأصولية وهم زمرة من أبرع علما الأمة لم ينتبهوا إلى أن الإنفراد بالمسمى هو فى حد ذاته مناقض لأساس الدعوة فهو مبتدع لم يحدث أن تكرر فى التاريخ الإسلامى الأول قط إلا فى شأن الفرق ذات المذاهب المنكرة

وقد التقط خصوم الأصولية هذا الخيط ليغزلوا منه عشرات الإتهامات ضد الدعوة تحت زعم أنهم تكفيريون وانتقائيون ومنفردون عن المجتمع بمفاهيم يشتم منها أنهم وحدهم الفرقة الناجية
وبهذا تعرضوا لتشويه بالغ أصاب الدعوة بعراقيل عطلتها وهى أمل الإصلاح الأكبر وبسبب المسمى وحده !

وللحديث بقية مع بقية المصطلحات







التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 04:49 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان


* فهم السلف الصالح


من أهم المبادئ التى تلتزم بها السلفية بمختلف تياراتها هى جملة شهيرة جرت على الألسنة وهى مفهوم لا تعبر ألفاظه عن حقيقة قصد السلفية منه .. ومن ثم كان داعيا للهجوم الشديد عليها
كما أدى نفس المفهوم إلى أن مردود عكسي عند بعض منسوبيها فالتزموا بألفاظه حرفيا
هذا التعبير هو { القرآن والسنة بفهم السلف الصالح }
وهو تعبير لو تم الأخذ بلفظه لكان مخالفة صريحة ليس للسنة وحدها بل للقرآن ذاته .. والمشكلة تكمن فى كلمة فهم السلف ولم يكن المقصود منها ما نص عليه لفظ الفهم بل كان المقصود الأصلي الذى عبر به العلماء وقصدوه هو منهج السلف

والفارق ضخم يتسع لبحار بين المفهومين
ففهم السلف الصالح معناه ما توصلت إليه عقول علماء السلف من استنباطات وتفسير ..
أما منهج السلف الصالح فمعناه الإستنباط والدراسة فى القرآن الكريم والسنة النبوية على نفس المبادئ التى وضعها علماء السلف
فإذا أخذنا مثلا صحيح البخارى وقلنا أن بن حجر العسقلانى فى شرحه عمل بفهم البخارى بمعنى أنه شرح ووضح ما أتى به البخارى واعتبره صحيحا على شرطه لكنه لم يأت بجديد
أما الحاكم فى المستدرك فقد سار أو حاول السير على منهج البخارى ـ لا فهمه ـ فى تخريج الأحاديث فسار على مبادئ التخريج بشرط البخارى وأخرج كتابه المستدرك على شرط الصحيحين

والفارق بهذا الشكل يكشف لنا خطورة استخدام مفهوم فهم السلف الصالح
من عدة نواحى
الأول :
أن بعض السلفيين بالفعل طبقوه حرفيا فلم يعتدوا إلا بأقوال السابقين من العلماء فى القرون الثلاث الأولى التى شهدت عمالقة العلم فى الأغلب
وما عدا ذلك وضعوه تحت البند القرآن والسنة بغير الفهم الصحيح
فضلا على أنهم أكسبوا فهم السلف الصالح عصمة من المستحيل أن تتحقق له .. بالإضافة إلى نقطة أخرى وهى أن هذا المبدأ يقودنا لنتيجة طبيعية مؤداها أن السلف الصالح أنهى القرآن والسنة تفسيرا وبيانا ! تلك كارثة بالطبع فكيف يكون القرآن معجزة الزمان حينئذ

الثانى :
هذا التطبيق معناه ببساطة قصر التفسير والأحكام على ما أتجه فهم السلف وحدهم وهذا يعنى مخالفة سائر آيات التفكر والتدبر والإستنباط للعلماء الواردة بالقرآن الكريم وما أكثرها
والتى أتت مطلقة التعبير لا تقتصر على عصر معين وإلا نزل القرآن مفسرا على يد الرسول عليه الصلاة والسلام وانتهى الأمر ..
كما أنها مخالفة صريحة لنص الحاديث التى دعت للتدبر فى القرآن الكريم واستنباط التفسير والغرائب والعجائب التى لا تنقضي حتى قيام الساعة ولا يخلق من كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء على حد تعبير الحديث الشريف ..
فضلا على مخالفة أشهر أحاديث البشارة للأمة التى يبعث الله من يجدد لها دينها
وحمله فقط على أن المجددون يقتصر دورهم على إعادة القرآن والسنة لفهم السلف الصالح فى سائر الأمور .. بينما الإلتزام بالفهم يجب أن يكون فى تفسير وفقه آيات الأحكام ومواضع الإجماع وما تركه تراث العلماء فى هذا الشأن .. أما أن يكون سائر ما فهمه السلف هو المعتبر وحده فهذا معناه أن الأمة ماتت فى القرن الثالث

الثالث :
سنجد أنفسنا عاجزين بهذا المبدأ أمام علماء الأمة المتأخرون والذين أتوا بتفسيرات واستنباطات لم يقل بها السلف .. وذلك من عصر بن تيمية حتى عصرنا الحالى
وقد خالفه علماء المسلمين فيما بعد القرون الثلاث الأولى من أمثال الإمام بن تيمية الذى أتى فى الفقه والتفسير بما يخالف سائر المذاهب والتفاسير
فهل أخطأ بن تيمية عندما رفض الوقوف عندما وصل إليه فهم السلف الصالح وأخطأ عندما قال
" أن العلماء السابقين ليسوا معصومين ولا ضرر فى كشف الخطأ فى أقوالهم متى وجدناه "
فضلا على شق آيات المتشابه وشق الآيات الكونية التى فسرها السلف الصالح بعلوم عصرهم الكسبية فجاءت خاطئة بالطبع ولا تدل على الصحيح الذى بينه علماؤنا المحدثون وكذلك الأمر بشأن الإعجاز اللغوى الذى لم يتوقف معينه لليوم

الرابع :
مبدأ الإلتزام بفهم السلف الصالح فى القرآن والسنة مستحيل التطبيق ـ حتى لمن أراده ـ لأنه لم يحدد حدود السلف الصالح أين يبدأ وأين ينتهى ومن من علماء السلف ينضم إلي هذا المفهوم ومن يخرج منه لا سيما وأن السلفية لها كثير من الإنتقادات لكبار الأئمة مع أنهم فى جملة السلف الصالح دون شك
أما النقطة الأكثر أهمية
فهى أى فهم للسلف نأخذ وأيها ندع لأن العلماء الأول اختلفوا فيما بينهم فى الفهم لا سيما بالمتشابه فأى فهم نلتزم وأى فهم ندع يا ترى ؟!
فهناك من سكت عن المتشابه وهناك من التمس التفسير بالإستعانة بكتب اليهود ولم يكن بهذا حرج فاليهود أهل كتاب والرسول عليه الصلاة والسلام قال " حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج " وهناك من التمس طريق الصحابة فى تفسير تلك الآيات بالذات أقوال بن عباس رضي الله عنهما وهو الذى كان له باع طويل مع آيات المتشابه وتفسيرها
وآيات المتشابه مفتوحة الأبواب أمام التفسير لمن استطاع ووهبه الله علم إدراكها وكما يقول الدكتور الكبيسي
" أن المفسرون القدامى معتمد قولهم فى المحكم أما المتشابه فسيظل بابا مفتوحا إلى يوم القيامة نأتى فيه بجديد ما دامت توافرت فيك نية البحث وعرفت أقوال السابقين والمعاصرين الثابتة لك أن تجتهد وتراجع اجتهادك على العلماء ولا حرج "
أى أن تعبير إتباع فهم السلف والوقوف عليه ليس تمسكا بل هو جمود واقتصار علمك فقط على حفظ وترديد من سبق من فهم وعلم دون النظر والقياس ليس من العلم فى شيئ لأن القاعدة تقول " التفكير العلمى يختلف عن تراكم المعلومات "
أما السير على منهج السلف الصالح ـ وهو التعبير الواجب ـ فمعناه التزام التدبر بالقرآن والجد والكدح فى استيعاب ما توصل إليه السلف الصالح واعتماد المجمع عليه والإضافة إلى ما لم يتم الوصول لتفسيره الصحيح بنفس المنهج الذى وضع أسسه وشروطه السلف الكبار فنلتزم التفسير بالقرآن والسنة وأقوال العلماء ومكتشفات العلم بنفس الضوابط

وقد فتح تعبير فهم السلف الصالح الباب على مصراعيه أمام دعاة الفتنة ليغزلوا هجوما ضاريا على المنهج كله تحت دعوى إنغلاق الفكر التى أصبحت بابا لكل مبتدع

ونواصل إن شاء الله








التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 04:51 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان


* العلم الشرعي


من أشهر العبارات الدائرة على ألسنة الداعين إلى الله أثناء رسالتهم النيرة عبارة العلم الشرعى ونقص العلم الشرعي عند الشباب .. وقد تم استخدامها بهدف الإشارة إلى علوم الشريعة من عقيدة وفقه وتفسير وأصول وحديث
ولكن الإسم خالف المسمى تماما ..
وكما فى التعبيرات السابقة تم استخدامه من المهاجمين ليصموا الدعوة للدين بالتخلف ومحاربة العلم !
وكانت الحيرة شديدة إذ كيف تم استخدام هذا التعبير للتدليل على ذلك ؟!
والتفسير بسيط أن التعبير بمفهوم العلم الشرعي لا يعبر إطلاقا عن المفهوم المقصود وهو علوم الشريعة
فوجود علم شرعي معناه وجود علم غير شرعى ..
وصفة الشرعية معناها ببساطة حكم الدين فى شيئ ما أو منهج ما هل يتفق مع الشريعة أم يخالفها ..
وعليه يمكن القول مثلا أن علم الطب علم شرعي لأنه يبحث فى علاج الأمراض لكن علم هندسة الاستنساخ علم غير شرعى لأنه يقوم على مخالفة الفطرة والأديان
وكذلك علم ابتكار الأسلحة الدفاعية علم شرعي بينما علم البحث فى أسلحة الدمار الشامل والتى لا تبقي ولا تذر علم غير شرعي لأنه يفنى الحياة أينما حل

والتعبير الصحيح
الواجب استخدامه عوضا عن مفهوم العلم الشرعي هو علم الشريعة أى ما ينتمى لمجال الفكر الإسلامى وشريعته من قوانين وأحكام وموانع وحدود
أما المهاجمون فقد التقطوا التعبير ليجعلوه دليلا على لساننا بأننا نحارب العلوم والعلماء وهو عكس ما نادى به الإسلام إذ نادى بكل علم وجعل له الفضل الأعظم وقدمه على الجهاد طالما كمان علما نافعا أيا كان مجاله






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 13-12-2008, 02:40 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان


* الوسطية والاعتدال والحيادية


هو اتجاه نبيل ومستقيم يحمل أصحابه هم الدعوة الإسلامية أيضا , غير أنهم وقعوا أيضا رهن صنمية التعبيرات ولكن بشكل أكثر خطورة حيث دخلت بهم تلك التعبيرات إلى التطبيق
ويبدو لى أن حرصهم على الإلتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال والحيادية فى ظل إتهامات التطرف التى تنال كل من قال لا إله إلا الله .. فى هذه الأيام ,
هذا الحرص أوقعهم فى شباك التنازل دونما شعور منهم بأنه فخ محكم من أصحاب الهدم

فكما لجأ أصحاب الهدم من شتى الساعين للتشويه أو التضليل فى أن يقوموا بتلويث الدين كله تحت زعم أنهم يرفضون التطرف وأرهبوا الحركات الأصولية التى لا تنادى بشيئ من عندها بقدر ما تنادى بأحكام وفروض راسخة
وجه هؤلاء إلى المعتدلين حربة أخرى مختلفة عن حربة الهجوم ألا وهى أسلوب المدح والإستقطاب والإشادة بالإعتدال الذي يمثل الوجه الحقيقي للإسلام وشيئا فشيئا وقع المعتدلون فى أسر هذه الشباك فصدرت منهم مؤشرات غير مقبولة للتنازل حتى من عوام الناس فضلا على رجال الدعوة الحاملين لأمانة التوجيه , وتم هذا دونما إحساس بالمسئولية الواجبة تجاه العوام المغيبين

بداية من المعروف كحقيقة راسخة أن الإسلام دين الوسطية .. لكنه فى نفس الوقت لا يقبل الأمور الوسط فى أحكامه
بمعنى أنه الدين الخاتم المنزل لكافة الناس والذى تتميز أحكامه ومعالجاته بالوسطية بين المادية البحتة التى حكمت اليهودية وبين الروحانية الصرفة التى حكمت المسيحية
لكنه لا يقبل الأمور الوسط أو التنازلات فى أحكامه التى قررها بشكل قطعى ,
فلا يمكن تحت إدعاء الوسطية أن أمس ركنا من أركان الإسلام أو أن أبيح محرما بفتح التفاوض حول هذا التحريم لأنه دين منزل وليس قانون بشري يصلح له الأخذ والرد والتنازل والتعديل
والإسلام دين العدالة الراسخة التى جاءت أوامره ونواهيه محددة بشكل مسبق ومعروف وكلها أثبتت الأيام أنها جاءت فى صالح البشرية وأقرت الجامعات الغربية مثل جامعة باريس بعمق ولا محدودية التشريع الإسلامى واختلافه عن سائر الدساتير العلمانية بأن قواعده عامة محكمة أتت ذات بقماش قانونى وتشريعى عريض لا يحتاج الرتق أو التعديل
لأنه أتى بقواعد متدرجة تشمل الأحكام القطعية الخاصة بالإعتقاد والفروض والتى تظل قطعية الوجوب دائمة الممارسة
ثم تلتها أحكام المعاملات بمختلف أشكالها والتى حملت مساحة واسعة للاجتهاد الفقهى حسب متطلبات كل عصر , وهذا الأمر واضح لا يحتاج إفراطا فى التدليل عليه وإنما الجهل العام للمجتمع كان هو المدخل الذى تخفت وراءه المذهبيات المختلفة للهجوم على الإسلام بدعوى أنه دين التخلف والبداوة وذلك بدون تفصيل نظرا لأن التفصيل والتمثيل سيهدم هذا الهجوم هدما تاما إذ كيف يمكن أن نتصور أن التوحيد والصلاة والزكاة أمور يمكن أن تخضع لمتطلبات العصر وبالمقابل كيف يمكن إضفاء الشرعية على الإنحلال بدعوى التقدم ومتطلبات كل عهد ؟!

وكما سبق القول عندما قدم المعتدلون أنفسهم بصورتهم تلك أطمعوا الفئات المعادية فهم فجروهم إلى المظاهر المرفوضة تحت مسمى الإعتدال والوسطية والحيادية ,,
وهذا اللفظ الأخير بالتحديد هو المفهوم الذى عبده المعتدلون دون انتباه إلى ما يعنيه هذا فى مسألة الدين والإعتقاد ..
فبداية الحيادية المطلقة لا وجود لها بصدر أى إنسان مهما حاول فلابد لها أن تكون حيادية نسبية بها نسبة ما من الهوى الشخصي نظرا لأنها طبيعة بشرية ليس متصورا ألا تتوافر فى أى انسان
أما الحيادية النسبية فهى الخلق المثالى الذى يدعو له الإسلام دون شك فى شأن القضاء واتخاذ المواقف المختلفة بشأن شتى القضايا والمعاملات لكن هناك مجال واحد لا يمكن أن نتصور الحيادية فيه أو نتوقعها أو ندعو لها تحت ستر الإعتدال
ألا وهو كل ما يمس الدين والإعتقاد
فلو أصبحت حياديا عند مناقشة قضايا عقيدتى ودينى فها معناه ترك العقيدة والدين جانبا حتى تنتهى المناقشة فلا أدافع أو أغضب أو أثور حتى لو كان أمامى محاور يلقي المغالطات والتهم التى تلوث الإسلام وتاريخه , وإلا إن بدرت منى حمية أو غيرة أكون ساعتها لست بالحيادى المتحضر !

وهذا بالطبع سفه فكرى ليس له مثيل لسببين
الأول : أن حيادية من هذا النوع معناها وبكل بساطة خروج عن الدين لأن الخروج المؤقت كالخروج الدائم إذ أن الدين لصيق الصلة بالصدر والخاطر محكوم ببقائه على هذه الحالة
الثانى : أنه فى الوقت الذى لم يخش فيه الكافر أو يخجل من إعلان كفره والفاسق من المجاهرة بفسقه يكون المؤمن الداعى إلى الله واقعا تحت تأثير خوفه أن يصموه بالجمود وعدم الحيادية والتزمت لمجرد غيرته على دينه !!

وعن أمثلة التطبيق الذى نفذه المعتدلون دونما انتباه صور شتى منها
• ما نادى به الأزهر منذ ثلاثين عاما وحتى اليوم للتقريب بين المذاهب والتقريب بين السنة والشيعة ,
وإن كان التقريب بين المذاهب ممدوحا مقبولا , فبنفس الوقت يعد النداء بالتقريب بين السنة والشيعة مستغربا وغير مقبول
إذ أن كلمة تقريب معناها ببساطة مناقشات تتم بين طرفين عند كل منهما استعداد مسبق للتنازل والتفاوض وإلا انتفي معنى التقريب من الأصل ,
وفى ظل هذا التعريف نتوجه بسؤال لأئمتنا الكبار الداعين للتقريب بين السنة والشيعة أى المبادئ والقواعد الإسلامية يا ترى تلك التى سوف يكون لديكم الإستعداد للتفاوض بشأنها وقبول شرعيتها عند السنة كما هى الشيعة ؟! ,
هل عقيدة الإمامة التى تمثل ركن أركان الإيمان عندهم أم المهدى المنتظر أم تشريع الخمس من أموال المسلمين أو ولاية الفقيه أم الرجعة والبداء أم الجزم بتحريف القرآن وأنه ورد بحديث عن جعفر الصادق أن القرآن نزل بسبعة عشر ألف ألف آية كما هو بسائر مصادرهم القديمة والحديثة منها على سبيل المثال البسيط الكافي للكلينى أوثق كتبهم وأصحها وحتى كتاب الخومينى الشهير باسم الحكومة الإسلامية

فالقول بالتقريب والذى لم ينتج أثرا منذ أكثر من ثلاثين عاما معناه أن يتم الإتفاق بالتبادل فتتنازل السنة عن بعض معتقداتها وكذلك الشيعة , وفى قادم الأيام لن يكون مستغربا تحت تأثير حمى التقريب بين الأديان أن نتنازل عن آيات القرآن المهاجمة لليهود ـ كما يدعون ـ لكى يتم التقريب بيننا وبينهم !

• ما جرى ويجرى من بعض الدعاة الذين بدئوا طريقهم كأحسن ما يكون ثم وقعوا رهن صنمية الألفاظ فرأينا د.طارق سويدان الرجل الذى أعاد قراءة التاريخ للشباب يفتتح قناته الفضائية الوسطية ويستضيف بها العلمانيين فى مواجهة الفقهاء لمناقشة أمور هى من المعلوم فى الدين بالضرورة كفرائض وأحكام وحدود يقف بينهم لا يمنع أحدا من رأيه ولا يتدخل لدى الأطراف الأخرى فى هجومها على شتى الثوابت الإسلامية تحت زعم لحيادية والوسطية , وفوق كل هذا تزدحم قاعة الإستضافة بالشباب الذين ينادى بهم د. طارق سويدان للتصويت على الأسئلة محور النقاش مثل
هل توافق على تطبيق الشريعة الإسلامية أم لا ؟! ـــ هل توافق على الحكم بقتل المرتد فى الإسلام أم لا ؟!
ولست أدرى لماذا لم يضف إليها أيضا استفتاء حول أداء الصلاة هل توافق عليه أم لا ؟!!

ولو أتت هذه الأسئلة وهذا الأسلوب من برامج يشرف عليها الإعلام الرسمى لما استغربناها ,
أما أن تأتى من حامل درجة الدكتوراه فى العلوم الإسلامية ومن له باع وذراع فى الدعوة والمحاضرة للشباب المغيب عن شريعته وتاريخه وتاريخ أمته , فهذا أمر بحاجة للمراجعة الفورية لأنه إن كان الإعلام الرسمى فقد مصداقيته منذ زمن طويل فالإعلام الدعوى ورموزه ـ ومنهم طارق سويدان ـ لهم مكان ومكانة ومحط إجلال عند العوام ..
فليت دعاتنا ينتبهون .. ليت دعاتنا ينتبهون






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 13-12-2008, 02:43 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان


* إسلامية .. إسلامية !!

العالم الإسلامى .. الخلافة الإسلامية .. الشريعة الإسلامية .. الدين الإسلامى
تعودنا أن نستمع إلى تلك التعبيرات والتى تدل على نسبة شقها الأول إلى شقها الثانى بإضافة ياء النسبة إلى كلمة إسلام .
وعلى عادتنا الأثيرة فى عصرنا الحالى نجعل التفكير فى المسميات فى ذيل الإهتمامات بالرغم من أنك
لو سألت أصغر طفل مسلم عن موقع وأهمية اللغة العربية فى الإسلام لقال لك أن موضعها بموضع العمود من البناء ,
ولو سألت أصغر مفكر مهتم بقضايا عصره فى عالمنا لأقر لك أن أزمتنا الحقيقية فى غياب المسميات عن واقع ما تمثله ,
ولو سألت أقل عالم بالفقه لأفتاك بأن اللغة هى الطريق الوحيد والفريد لفهم آيات القرآن والسنة ومع ذلك فاللغة فى أسفل درك من الإدراك
فكان من دلائل هذا التهميش ترديدنا للتعبيرات السابقة ونحن نقصد التعبير عن العالم المسلم وخلافة الإسلام , وشريعة الإسلام
والفارق أضخم من أن نهمشه بين العالم المسلم والعالم الإسلامى .. وبين دولة الإسلام والدولة الإسلامية
ويتمثل الفارق أو يتضح إذا عرفنا أن السلف من الفقهاء والمؤرخين والأدباء وغيرهم ما استخدموا قط تلك المسميات فى كتبهم فلم نر بن كثير يشير لدولة الخلافة على أنها الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية ولم نر بن تيمية يشير لشريعة الإسلام على أنها الشريعة الإسلامية وذلك فى مطلق كتاباتهم وتعبيراتهم بالرغم من أن هذه التعبيرات ليست ذات معان مستحدثة أو جديدة حتى يمكن أن نعالجها معالجة التعبيرات المعاصرة التى تدل على شيئ جديد أو مبتكر حديث
وهذا يعنى بالقطع أن تعبيراتنا الحالية فى النسبة إلى الإسلام بحرف الياء ليست مرادفا لتعبيرات القدماء فى النسبة بالإضافة وهذا يعود إلى أن النسبة بالياء تشير للشكل والمظهر بينما النسبة بالإضافة تشير للعمق والجوهر
ولهذا فعندما نقول إسلامى ونقصد به وصفا مفهوم معين فهذا معناه أن هذا المفهوم يعبر عن شيئ له سمات أو ضفات خارجية تنتمى للإسلام كمظهر بينما الجوهر سيان إن اتفق أو اختلف ,
أو أن يكون هذا المفهوم معبرا عن مجال ينتمى للإسلام مكانيا أو زمانيا أو فكريا ويحتوى فى داخله أمور أو أفكار من إنشاء الفكر لا إنشاء الشريعة ,
أو يكون هذا المفهوم عبارة عن نسبة للإسلام تفرق بينها وبين نظير لها عند غير المسلمين , أو أن تكون تعبيرا عن مجال معين يتصور فيه التعدد داخل الإسلام
أما النسبة بالإضافة فلا يتصور فيها أن يكون لها نظير فى مجتمع مقابل ولا أن تكون فى داخلها تحمل مع يتعارض مع الإسلام أو أن تكون محتملة للتعدد لأنها تعبير عن شيئ منفرد ..
ولتتضح الفوارق بالأمثلة ..
يمكننا مثلا أن نقول أن هذا الزى أو هذا المظهر إسلامى فهذا معناه أن الزى المقصود مظهره يحقق شروط تغطية العورة بغض النظر عن هيئته هل هو جلباب أو رداء أم عباءة , فالنسبة هنا أتت بالياء لأن الزى ليس من الضرورى أن يتم هندسته بشكل معين حتى يصبح متوافقا مع الإسلام بل يكفي أن تتحقق فيه شروط محددة حصرا تبين الإلتزام بتغطية العورة , فالزى هنا علاقته بالإسلام لا تعدو علاقة جزئية كما أنه يحتمل التعدد داخل نطاق الإسلام , بالإضافة لوجود أزياء غير إسلامية فى مجتمعات أخرى أى أن النسبة بالياء جاءت للتمييز بين عناصر مختلفة فطالما أن هناك زى إسلامى فلابد أن يكون هناك زى غير إسلامى
أما إن قلنا الدين الإسلامى تعبيرا عن دين الإسلام
فهذا معناه ببساطة أن هناك أديان مختلفة يبرز منها الدين الإسلامى بينما الحقيقة البازغة تقول أن الدين عند الله واحد وهو الإسلام
فضلا على أن قولنا الدين الإسلامى معناه وجود أصل عام وهو الدين وفروع متعددة منه منها الإسلام , فيصبح الأمر كما لو كان هناك أصلا عاما يحكم البشر هو الدين ومذاهب أو فرق مختلفة لا تختلف عن بعضها فى الشرعية منها الإسلام
بينما الواقع يقول أن الإسلام أصل بذاته تتم النسبة إليه لكنه لا يـُـنسب إلا لله

تماما كما نقول قانون التجارة فنحن هنا نقرر أن هناك أصلا عاما حاكما وهو القانون يتفرع منه الفرع التجارى ويوجد معه بنفس الشرعية الجنائي والمدنى وغيرها
وبالمثل لا يصح إطلاقا أن نقول الشريعة الإسلامية
لأن المفهوم الصحيح هو شريعة الإسلام لأنها الشريعة الوحيدة المنزلة الناسخة لما قبلها الغير قابلة للتعديل مما سواها والتى ليس لها نظير يعتد به , وتلك الصفات كلها تتعارض مع وصف الشريعة الإسلامية
وأيضا مفهوم العالم الإسلامى
معناه وجود عالم غير إسلامى وكلاهما مستقل عن الآخر وهذا غير واقع بالطبع لأن الإسلام كشريعة بعد فترته الأولى التى كانت بها دار الإيمان منفصلة عن دار الكفر إنتشر وأصبح طارقا لكل أرض ولا تخلو بقعة على وجه الأرض من المسلمين كما لم يعد هناك من لم يسمع أو يستحيل عليه السماع بالإسلام
هناك أيضا الخلافة ,
فالخلافة مفهوم لنظام الدولة لم تعرفه حضارة سوى حضارة الإسلام ولذلك فمفهومها هو خلافة الإسلام لا الخلافة الإسلامية لنفس السبب , وهو عدم وجود أو تصور وجود خلافة غير إسلامية
أما المفاهيم التى يمكن استخدام النسبة بالياء إليها لتعددها فهى مثلا الفكر والحضارة والعلوم والفسلفة وكل ما يتصور فيه التعدد داخل نطاق الإسلام وخارجه






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 13-12-2008, 02:44 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان

* رأى الدين .. وحكم الدين

ليس للدين رأى بل الدين له حكم ,
يرفع البعض هذا الشعار بحسن نية وهو الشعار الذى جرى على لسان بعض أئمتنا ودعاتنا المخلصين فى مكانه , لكن من التقمه ليردده بمناسبة وغير مناسبة لم يراع لا المحل ولا الموضع , فكان من الطبيعى أن يتلقفها منهم أصحاب الشبهات ليغزلوا منها أغانى واتهامات التشدد
والذى يدفع الثمن ـ كالعادة أيضا ـ ليس هؤلاء ولا أولئك بل دعاة الإصلاح الذين يطول بهم الطريق مع العثرات التى تلقيها أمامهم فئات الشباب المتحمس لكل ما منفر من الدين وغرقهم فى تعميم الخاص وإهمال المبادئ الرئيسية ..
فهؤلاء المتحمسون يرون الحق حيث يقبع التشدد وفقط بغض النظر عن طبيعة المسألة التى يناقشونها مما يؤدى إلى استغلال أصحاب الشبهات لتلك الأقوال وإلقائها والتغنى بها فى الندوات والمناظرات فى مواجهة الذين يذبون عن الإسلام وبالتالى يطيلون الطريق عليهم من عنصرين
الأول :
لجوء أهل الدفاع إلى وقت أطول لشرح ما خفي لمن هم محسوبون على جبهتم أصلا ولست أدرى لماذا لا يتوقف هؤلاء عن الدخول بعنترية التعبيرات إلى حيث لا يعلمون الأثر على النحو الذى رأينا منهم من يثور ويرتكب واحدة من أبشع الموبقات وهى التكفير أو التفسيق لمواجهة ما يراه خطأ أو ذنبا هو ـ لو صح ـ لكان أهون ألف مرة من فعلة التكفير
الثانى :
محاولة الرد على أصحاب الشبهات الأصليين الذين يعممون الحكم إستغلالا للفرصة لبث التلبيس على العامة ودفعهم لكراهية كل من يقول قال الله قال الرسول !
والتعبير السابق كان أحد الأمثلة لما نناقشه الآن ,
فالعبارة عندما قيلت كانت فى موضعها لأن العالم المتحدث بها كان بصدد حكم الدين فى مسألة أحكام منزلة وصريحة فمن الطبيعى ألا مجال للرأى أو الإختلاف هنا إزاء نص
لكن المصيبة أن نعمم المقولة فنقول لا يوجد رأى فى الدين بل الدين له حكم
فهذا من العبث لعدة أسباب
الأول :
أن الدين له حكم فيما نزل بالقرآن والسنة من أحكام قطعية محددة حصرا كحكم الصلاة والصيام والزكاة والحج والزواج والمعاملات وغيرها , فعندما نتحدث عن مسألة من تلك المسائل لا مجال هنا للقول برأى أو اجتهاد ولا مجال للقول بأن نسأل عن تلك المسائل بصيغة { ما رأى الدين هنا ؟! } بل يكون السؤال { ما حكم الدين ؟ }
الثانى :
عندما نكون بصدد أمر حادث أو جديد على المجتمع وفق تطورات العصر ويظهر أمامنا مجال أو مسألة فى خضم الحياة نشك فى أنها تتفق أو تختلف مع القواعد الدينية الأصلية , هنا نلجأ للفقهاء لنسأل ساعتها { ما رأى الدين هنا } وهذا أمر طبيعى لأن الدين حكم مسبقا بأحكامه على سبيل الحصر أما ما يستجد من مسائل فهى هنا تكون قيد المسموح وغير المسموح بالرأى الذى يتوصل إليه المجتهدون
والفارق بين الرأى والحكم
يتمثل فى أن الرأى قيد خيارين فقط إما مسموح وإما غير مسموح بينما الحكم أصل وله فروع بين الواجب والفرض والسنة والمندوب ونحو ذلك , فحكم الصلاة واجبة وحكم الوضوء واجب والتطيب لصلاة الجمعة مستحب ورفع اليدين سنة وهكذا ..
بينما مثال الرأى أن نسأل الفقهاء ما رأى الدين فى علم الإستنساخ للبشر ؟
فالجواب لا يكون إلا بنعم أو لا

كما أن الرأى يكون بصدد أمر مستحدث
لم ينزل فى أصل التشريع ولم تعالجه النصوص بينما الحكم يكون قاعدة أساسية تحكم الشريعة منذ نزولها
وأخيرا فالرأى فيه الإجتهاد أصل حيث يعتمد على استنباط العلماء لرأى الدين فى الأمر الحادث
بينما الحكم يمثل الإجتهاد الخيار الأخير النادر حيث يكون عليه الإتفاق فى الأعم الأغلب على النصوص , ولا يظهر الإجتهاد إلا فى التفاصيل الصغيرة للحكم ولكن الخلاف لا يظهر فى أصل الحكم مثال ذلك لا يوجد خلاف حول نص الصلاة ولكن الخلاف والإجتهاد فى أمر موقع رفع اليدين مثلا وما حكمه ؟

ويلحق بالتعبير السابق تعبير اشتهر فى الفترة الأخيرة على ألسنة بعض دعاتنا
ونحن نثق فى حسن مقصدهم لكن حسن المقصد لم يمنع البلبلة مع عدم وجود التحديد الواجب لحدود هذا التعبير
وأعنى به { لا يوجد فى الإسلام قشر ولب }
فإن كان المقصد أنه ليس هناك شيئ هين مهمل فى الإسلام فهذه حقيقة لا مراء فيها واستخدام تعبير القشر واللب لا يجوز فى شأن الشريعة الغراء ,
لكن المرفوض أيضا أن نعمم القول لدرجة أن نصل بالقول إلى التعميم بين الأوامر جميعها بحيث يتم تلاشي تدرج التشريع وهذا طبيعى إذا استسلمنا للدفاع ضد هذا التعبير فخضنا البحر حتى ساحله
وما من شيئ يزيد عن حده إلا وينقلب للضد فوقف البعض يقول بأنه ليس هناك فارق بين أمر وآخر وهو الأمر الذى يدفعنا للتساؤل إن كان الحال على هذه الشاكلة فما هو هدف تدرج التشريع إذا ؟
ولماذا جاء التشريع بفوارق ضخمة بين المعاصي فهناك الخطأ أو السهو ثم الذنب ثم الكبيرة ثم أكبر الكبائر .. فإن كانت اللحية فرض على قول جانب من العلماء فهل يساوى فرض اللحية فرض الصلاة ؟
ومشابهة الكفار فى ملبسهم ذنب , ولكن هل يساوى كبيرة الزنا مثلا ـ نعوذ بالله من هذى وتلك ـ ؟!
وهل تضخيم أثر السنن أو الأفعال المستحبة أو بعض الفروض ومساواتها ببقية الفرائض الأصلية يصب فى صالح الدعوة أم فى عكسها ؟ ..
وعندما يكون أول ما يهمنى فى الدعوة أن أجلب العائد التائب إلى إعفاء اللحية قبل أن أسأله عن صفة صلاته وحالها وقبل حتى أن أبين له طبيعة عصر الفتن الذى نعيش فيه.. هل يعد هذا من قبيل الحكمة أو صالح الآتى الراغب فى التوبة ؟!
وهذا طبيعى لأن ما نراه من مناقشات ومساجلات حول إعفاء اللحية والجلباب لا يقارن به النقاش حول الصلاة والفروض الأصلية .. فأيهما أولى ؟!

وهذا اللون من النقاشات هو الى دفع لما هو أنكى بطبيعة الحال ألا وهو التنطع والغياب التام عن حقيقة الرسالة التى يحملها كل مسلم ففاجأنا من خرج بسؤال لأحد الفقهاء علنا طارحا إياه للمناقشة ,
هل القبعة حرام أم حلال ؟!
وبدلا من أن يجيبه الفقيه بدرس يعلمه فيه الأدب والكف عن التنطع بادر إلى إعطاء رأى الدين فى القبعات وكيف أن القبعة ذات الأطراف حرام بينما القبعة الخالية منها حلال !
يحدث هذا فى الوقت الذى لو سأل الشيخ هذا السائل عن سنن الوضوء ما عرفها , ولو سأله عن غرس تربيته فى أبنائه ما أعطاه جوابا ..
يحدث هذا فى الوقت الذى وصلت فيه قوات الغرب إلى ما قارب غرفات نوم الحكام ولا زال البعض يفتح النقاش حول الجهاد هل هو فرض عين أم فرض كفاية ؟!
وما أشد ما قاله شهيد الإسلام عبد الله عزام فى هذا الشأن عندما قال فى سخرية حارقة { يتساءلون هل الجهاد فرض عين أم فرض كفاية فى الوقت الذى قبعت فيه القوات الغربية على أرض العرب وكأنى بهم يعيدون تاريخ البطاركة الأوربيين الذين كانوا مجتمعين فى كنيستهم الرئيسية فى القسطنطينية يناقشون ويختلفون حول عدد الشياطين التى من الممكن أن تجتمع فوق رأس دبوس بينما مدافع محمد الفاتح تدك أسوار القسطنينية !}

فأى المناقشات أولى بملئ حلقات الدرس , طريق الجهاد وكيف يكون , وسبل الحفاظ على القيم التشريعية والفرائض أم السؤال عن قتل الذبابة ؟!
وأى التوعية أولى بالعرض , التوعية ضد مذهب الرافضة أم التوعية فى النازلة التى حلت بالمسلمين واسمها الهاتف الجوال؟
وأى المعارف أولى ببثها للعامة , حقهم لدى دولتهم وحقهم تجاه حكامهم ؟ أم إعادة خلافات فقهائنا الكبار فى القرن الثالث حول الأسماء والصفات .. تلك المناقشات التى تتخذ ردحا طويلا من العرض حتى يخيل لك أن المناقشين فيها هم من ابتدعوها بطرح معاصر بينما هى قابعة فى بطون الكتب كقضايا محلولة منذ ألف عام ؟!

لقد كان ولا زال فى السلف الصالح خير قدوة , فأين نحن منهم فى ظل التركيز على نقاط بعينها وترك أصول ما مشوا عليه حيث كان الفقيه منهم يولى إهتمامه شطر البدعة التى تحكم عصره فلا يمل الحديث فيها حتى يهدمها مع دعاتها ولا يسمح أن يدور نقاش عام إلا فى ما يهم عامة الناس , أما الخاصة ممن لهم مسائل فأولئك لهم السؤال ثم يأتيهم الجواب وينتهى الأمر فلم يحدث أن قلب إمام من أئمة السلف فتوى خاصة لقضية مناقشة عامة إلا إذا كان سؤالا عاما
فعلها مالك بن أنس مع طلاق المكره , وفعلها أبو حنيفة ضد غدر بنى العباس ببنى على رضي الله عنهم , وفعلها الشافعى مع التحيز الشديد للمذاهب , وفعلها بن حنبل مع دعاة خلق القرآن , وفعلها الحسن البصري مع المعتزلة , وفعلها بن تيمية مع دعاة الصوفية , وفعلها بن عبد الوهاب مع المظاهر الشركية , وفعلها الشعراوى مع اليهود والمستشرقين ..
فأين أنتم من مسيرة هؤلاء ؟!
وكيف تركزون على عود ثقاب مخافة اشتعاله بينما البركان على قيد شبر من رقاب المسلمين ؟!

تم






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 14-12-2008, 02:31 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان

أخي محمد العزيز القريب

شكرا لعودتك محملا بهذه الدرر والكنوز والأفكار الملأى بالنور ..

أرجو أن تظل معنا وتستمر في نثر مصطلحاتك ممحصا منقحا مجليا ..

وفقك الله







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 05-01-2009, 11:04 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: حتى الكلمات .. بها أوثان

أهلا بك أستاذى وصديقي نايف ذوابة
شهادة كالمسك .. بارك الله فيك
وشكرا جزيلا لتقديرك







التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 05-01-2009, 04:14 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبير هاشم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبير هاشم
 

 

 
إحصائية العضو







عبير هاشم غير متصل


افتراضي رد: حتى الكلمات .. بها أوثان

بوركت يمناك أخي الكريم
شكرا للفائدة
فقد فاجئني العنوان
وكأنه جاء في الوقت المناسب
وبما تضمنته وجدت الكثير مما نجهله فأنرتنا
متابعين لك وشاكرين جهودك القيمة ......والله ولي التوفيق
تحياتي







التوقيع


(قيّـــد الياسمين )
 
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 04:31 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: رد: حتى الكلمات .. بها أوثان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير هاشم مشاهدة المشاركة
بوركت يمناك أخي الكريم
شكرا للفائدة
فقد فاجئني العنوان
وكأنه جاء في الوقت المناسب
وبما تضمنته وجدت الكثير مما نجهله فأنرتنا
متابعين لك وشاكرين جهودك القيمة ......والله ولي التوفيق
تحياتي
بارك الله فيك أيتها الأخت الفضلي
وشكرا جزيلا لك التقدير
وأسأل الله افائدة لنا جميعا






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط