الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-2007, 09:15 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

الحضارة الفرعونية المفترى عليها

من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة دون شك ..
لأن التاريخ كعلم يعد هو الأساس الأقدر فى الحضارات جميعا وذلك لطبيعة العلوم الحضارية ذاتها من أنها تكون بالصبغة التراكمية فيجب أن تتواصل الأجيال اللاحقة مع السابقة وإلا فقدت بإرادتها الحرة كل مقومات التراث وبالتالي كل مقومات الحضارة ..
ولو أضيف لتلك الكارثة كارثة أخرى وهى التسطيح وعدم التدقيق ينقلب التخلف إلى موت حقيقي لتلك الأمة .. وهو ما نعانيه بحذافيره سواء كنا كعرب من ورثة الحضارة الإسلامية أو مصريين من ورثة تاريخ الكنانة الأقدم فى الأرض وهو إيماننا ببعض المعارف أو الثقافات التى أخذناها على عواهنها دون تدقيق ودونما بذل الحد الأدنى من الجهد لتحرى الصدق والواقع فيها كما لو كانت مسلمات غير قابلة للنقض أو النقد ..
وثالثة الأسافي أن من يعانون من هذه وتلك هم من المنتمين لزمرة المثقفين والمفكرين والمواهب الجادة التى تعول عليهم الأمة بنيان ما تهدم منها عبر سنوات طوال من قرون التخلف
والأمثلة على ذلك بلا حصر ..
مثال ذلك ثقافة المهدى المنتظر التى تعد تراثا عربيا يضرب بجذوره فى أعمق نقطة من نقاط المثقفين بالرغم من أن المسألة ذاتها قد فندها علماء المسلمين وآخرهم الدكتور
عبد المنعم النمر من أن كل الأحاديث الواردة فى شأن المهدى المنتظر غير صحيحة وبالرغم من كثرتها ورواجها بزمن البخارى علامة الحديث إلا أنه طوى كشحا عنها نهائيا بالإضافة إلى التناقض فى الأحاديث المروية فى صفات وهدف المهدى مما يتعارض مع الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم "
اليوم أكملت لكم دينكم .. "
وما إلى ذلك من حجة العالم الكبير التى احتواها كتابه الشهير "
الشيعة ـ المهدى ـ الدروز "
بالإضافة إلى آفة الثقافات ودائها وهى ثقافة الإتكالية الغير مقبولة بأى منطق حول بعض الأدعية المأثورة وبغض النظر عن صحتها وعما هو غير حقيقي فيها فان الكارثة تكمن فى اعتبار تلك الأدعية المأثورة ضامنة لإجابة الدعوة أو النجاة من النار بمجرد القراءة وهو تسطيح لدعوة الإسلام وفكره الذى ينص أول ما ينص على مصادقة القلب للقول بالعمل
وأيضا فى المعارف العادية نجد الكثير من أصحاب القلم وهم أهل التدقيق كما يفترض مسلمين أنفسهم وعقولهم لبعض المعارف التى سقطت أو التى لا تعد من قبيل المعرفة وكأنى بأهل الثقافة يقتربون حثيثا من مستوى العامة الذين يرضون بأقل المعرفة مما هو لازم لحياتهم وفقط ..
مثال ذلك ما انتشر عن نظرية التطور التى ابتكرها تشارلز داروين واشتهر عنها أن داروين يقول بأن الإنسان أصله قرد وهى السمعة الصحفية التى نشأت كنادرة أو طرفة ثم انتشرت على أنها محتوى النظرية كله ..
مع أن داروين لم يقل بهذا مطلقا والطريف أن محتوى النظرية الحقيقي أكثر طرافة ومدعاة للضحك من مقولة انتماء الإنسان للقرود فى أصله البعيد .. فالنظرية تقول بأن كل الأنواع والمخلوقات منشؤها خلق واحد تفرعت منه أنواع المخلوقات حسب التكيف الطبيعى عبر آلاف السنين .. وهو ما سقط بالطبع عندما جاء علم التصنيف ليكتشف أن بعض أنواع الزهور والتى تعد نوعا واحدا من النبات له أنواع مختلفة فى شكله وغذائه يربو عددها على ثلاثين ألف نوع مما يجزم بالطبع بأن كل نوع وكل عائلة وفصيلة لها منشأ مستقل تماما

ومنها ما يتم تدريسه عن عمد أو عن جهل بحقائق التاريخ لطلبة المراحل الأساسية للتعليم فى مصر على نحو يعد جريمة معرفية بحق هؤلاء الطلبة ..
فمنذ بضع سنوات واثر الكشف عن عدد من أقوى الوثائق البريطانية والفرنسية والايطالية المتزامنة مع أحداث تنصيب محمد على باشا واليا على مصر .. ظهرت للوجود حقائق تقلب تاريخ تلك الفترة رأسا على عقب فالمعروف والذى يتم تدريسه لطلبة التاريخ أن محمد على تم تنصيبه على مصر باتفاق العلماء وقادة المجتمع المصري فى فترة حساسة من تاريخ البلاد وكان هذا الاختيار للجندى الألبانى الأصل محمد على من اتفاق وتزكية هؤلاء السادة برياسة السيد عمر مكرم العالم الأزهرى المعروف ونقيب الأشراف وقتها
ولأن المدقق خلف هذا الأمر يجد عجبا من أن سير الأحداث لا يبدو سيرا منطقيا مع انتفاء أى تأثير للقوة الأجنبية الأوربية التى كانت تملك زمام الأمر فى المنطقة حتى من قبل فترات الاحتلال الصريح .. وهو ما بينته الوثائق عندما تم الكشف عن أن محمد على أخذ طريقه إلى كرسي العرش فى مصر بمعاونة ومباركة فرنسا بعد تحييد بريطانيا وتمت الصفقة بين محمد على نفسه الذى اشترى الولاية وبين "
بافاروتى " القنصل الفرنسي فى ذلك الوقت وكان الثمن مجموعة منتقاه من الآثار الفرعونية نقلها بافاروتى كاملة وأسس بها متحفا خاصا به فى مسقط رأسه بايطاليا فى الوقت الذى ظن فيه كبار المصريين أنهم بصدد صفقة تتم بمقتضي إرادتهم فقط دون إدراك لكوامن السياسة العالمية التى كانت علاقاتها فى ذلك الوقت بالنسبة لهم تمثل لغزا وحجابا من غموض تام ..
ونفس الأمر حدث فى
اتفاقية الوفاق الودى بين بريطانيا وفرنسا عام 1907 حيث تم تقسيم التركة مسبقا بين بريطانيا وفرنسا وكان محتوى التركة يشمل منطقة الخليج والعراق والشام بأكملها فضلا على دول شمال افريقيا والمغرب فى غيبة كاملة من السلطان العثمانى المغيب وأولياء الأمر العرب فى تلك المناطق ممن كانوا بعيدين كل البعد عن مجرى الأحداث وطرق السياسة الدولية بين القوى العظمى الأوربية والتى كانت تبدو من الظاهر غير متدخلة فى مصائر شعوب مستقلة حيث كان الاحتلال لم يبدأ بعد فى أغلب المناطق العربية بينما خلفية الأحداث تحمل فى وضوح بصمات الدول الكبري ومصالحها وهذا هو الذى دعا كلا من بريطانيا وفرنسا للتدخل معا لتحطيم جيش وأسطول محمد على عندما قويت شوكته وهدد السلطنة العثمانية فى الشام وكاد يسقطها فتدخلت الدولتان لتحجيمه فورا عقب الاتفاق مع الباب العالي على المقابل الذى شمل وعدا صريحا بتوطين اليهود تمهيدا لإنشاء وطن قومى لهم ..
والذى لم يعرفه السلطان العثمانى أن بريطانيا وفرنسا كانتا ستحطمان محمد على حتى لو لم يطالبهما الباب العالى بذلك تبعا لقواعد اللعبة السياسية والتى لا تسمح لقوة محمد على أن تتعدى الحدود للمحميات التى تسيطر عليها الدولتان خفية ولذلك تركا محمد على حرا فى تدمير الدعوة الوهابية بينما لم يصبروا عليه يوما عندما طرق أبواب الشام
ونفس الأمر أيضا مع تجربة سابقة على محمد على وهى تجربة على بك الكبير ذلك القائد المملوكى الأسطورة الذى كاد أن يمتلك زمام الشام إلى مصر لولا أن تدخلت القوى الخفية ليخونه أقرب أعوانه محمد بك أبو الدهب ويسلمه لأعدائه منهيا تلك التجربة التى لا تسمح بها القوى العظمى وهى اتحاد مصر باللسان الشامى والذى انفك منذ وفاة صلاح الدين ولم يلتئم بعدها فى محاولة كاملة قط وفشلت جميع تجارب إحيائه
وإذا نظرنا لكتب التاريخ التى يدرسها الطلبة فى معظم أقطارنا نجدها خاوية على عروشها إلا من معارف سقطت منذ قرون لكنها أصبحت مسلمات تحكم ثقافة العقل العربي مع الأسف الشديد
ومنها أيضا تلك الثقافة التى حكمت الكثيرين من أن الحضارة الفرعونية حضارة وثنية وتعددية ولها 2800 إله وهم الذين تنتشر تماثيلهم عبر ربوع مصر شمالا وجنوبا بالإضافة إلى أن القرآن الكريم حدثنا عن فرعون الطاغية الذى ادعى الإلوهية فهى بالتالي حضارة كفر وإلحاد وما إلى ذلك من المعارف التى ترسخت فى الأذهان
بينما الحقيقة كانت واضحة حتى من قبل النظريات الحديثة للتاريخ المصري ومن خلال قصة فرعون ذاتها قاطعة بأن أرض مصر لم تعرف عبادة الأوثان فى أى مرحلة من مراحل حضارتها المدركة بالتاريخ عبر خمسة آلاف عام قبل الميلاد وحتى اليوم ..

وتعالوا نلقي نظرة سريعة لنعرف ونر ..


عمق الحضارة الفرعونية ..
علم المصريات أو الفرعونيات هو علم تأسس من ثلاثة قرون على يد الغرب الأوربي ثم الأمريكى فيما بعد وصارت جامعات الغرب وباحثيه هم أساس هذا العلم مع الأسف الشديد ولم ينبغ من العرب أو المصريين أنفسهم إلا عدد قليل للغاية من علماء الآثار كان أولهم أحمد كمال باشا والدكتور سامى جبرة والدكتور سليم حسن وأخيرا زاهى حواس بالرغم من أنها حضارتنا نحن إلا أن الغرب بلغ شغفه الغير اعتيادي بها حدا يفوق الجنون ذاته ..
وتفرع هذا العلم وتعددت أقسامه فى فرنسا وبريطانيا وايطاليا وأمريكا وتنوعت بحيث صار كل أثر وأسرة تمثل فى التاريخ المصري قسما مستقلا
كما أن علم " بيرامدولجى " وهو علم الهرميات تأسس كعلم مستقل وله أقسامه المتفرعة والتى يعكف الباحثون عليها منذ عشرات السنين ليضيفوا العديد والعديد لتلك الحضارة التى سادت العالم عشرات القرون
فى نفس الوقت الذى كانت فيه مصر قبل منتصف القرن الماضي لا تعير لتلك الآثار اهتماما حتى أن بعض أحجار وقشرة الطبقة الجيرية التى كانت تكسو الهرم بأكمله وعليها نقوش ذهبية وجداول فلكية رهيبة أخذها سكان مصر القديمة واستخدموها لبناء أركان منازلهم التى لا زال بعضها حتى اليوم يحمل فى قلبه أحجار منتزعة من الهرم منذ انهيار القشرة الجيرية بجداولها فى الزلزال الذى ضرب المنطقة فى القرن السابع عشر .. وبصعيد مصر عندما فكر عبود باشا الاقتصادي المصري الشهير فى بناء مصنع سكر نجع حمادى يمم وجهه ناحية معابد الأقصر وانتزع منها العديد من الأحجار ووضعها فى أساس المصنع !
وقد بدأ البحث خلف سر الهرم الأكبر الذى يعد أعقد ألغاز الحضارات القديمة على مر التاريخ منذ أيام خلافة المأمون عندما دخل بعض علماء العرب للهرم وكتبوا عنه وأثارتهم دقة البناء وتساءلوا عن هدف بنائه وهو الهدف الذى لا زال حتى وقتنا هذا لغزا غامضا لم يتم حسمه ..
والحديث عن الهرم الأكبر يطول بأحجاره التى بلغت مليون وستمائة ألف حجر يتراوح وزنها بين 12 طن وسبعين طنا مجلوبة من أقاصي الصعيد بوسيلة مجهولة ومرصوصة فى دقة هندسية خرافية بوسيلة غير معروفة أيضا ويبلغ الإعجاز الهندسي فيه حدا لا زال العلم الحديث بكل منجزاته يقف عاجزا عن محاكاتها لأن الهندسة التقليدية التى نعرفها تقف عاجزة عن تقنين العلاقات الرياضية الرهيبة بين أطراف الهرم والتى تحاكى بدقة مذهلة أبعاد الكواكب والنجوم بحيث يعد الهرم معجزة فلكية أو مرصد كما قالت بعض النظريات ..
هذا الهرم الذى قال عنه علماء القرن الثامن عشر أنه مقبرة للملك خوفو .. !!
وبالرغم من أن تلك المعلومة سقطت من مائتى سنة أو يزيد إلا أننا حتى الآن كمصريين ندرس أن الهرم هو هرم خوفو مع أن علماء المصريات عندما صححوا تلك المعارف كانت الأدلة قاطعة على زيف معظم ما توصل إليه علماء ذلك الوقت من أن خوفو هو بانى الهرم الأكبر لأنهم اعتمدوا على عبارة منقوشة بداخل إحدى الخرطوشات الملكية ومكتوب عليها بالهيروغليفية " هيليم خوفو " وهى التى اعتمد عليها العلماء منفردة فى وقتها لينسبوا الهرم الأكبر إلى هذا الملك الذى نجهل كل شيئ عنه ولا وجود له فى التاريخ القديم بالرغم من وجود تمثال صغير وحيد له وبعض معلومات ضئيلة عثر عليها الدكتور زاهى حواس منذ سنوات
وعبارة " هيليوم خوفو " هذه لا تعنى الملك خوفو كما تمت ترجمتها بل تعنى حرفيا بالهيروغليفية " الله جل جلاله "
الأكثر مدعاة للأسي أن عمر الهرم نفسه والذى ندرسه كمصريين بأنه يبلغ من العمر خمسة آلاف عام هو أمرٌ تراجع عنه العلماء الموثوق بهم فى التاريخ الفرعونى وأجمعوا على خطئه وعلى رأسهم " مانيتون " أكبر عالم أثريات فى هذا التخصص وذلك عندما عجز العلماء عن تحديد عمر صخور الهرم بالرغم من أن علم الجيولوجيا عن طريق تحليل وقياس كمية غاز الأرجون فى الصخور يتمكن بمنتهى البساطة من قياس عمر أى صخرة على الأرض وبدقة تبلغ نسبة الخطأ فيها مائة عام لكل خمسة مليون عام !
وكانت تلك الوسيلة البحثية الفريدة هى التى مكنتنا من معرفة عمر الأرض من أقدم صخورها وهو عمر يمتد فى التاريخ إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة
وبالرغم من ذلك فقد وقفت الأجهزة عاجزة عن هذا ونقل لنا تاريخ العرب فى مصر أن أحد علماء العرب وضع تفسيرا لبناء الهرم وتحليلا له كان منه أن الهرم بنى منذ خمسة وثلاثين ألف عام
ولو أننا وضعنا بأذهاننا أن التاريخ المكتوب للعالم أجمع بدأ منذ عشرة آلاف عام فقط فلنا أن نتخيل مدى الحيرة التى استبدت بعلماء الغرب عندما توصلوا لكشفيات أثرية إغريقية تؤيد القول بقدم الهرم بهذا الشكل
فالتاريخ الفرعونى لدينا يبدأ من عهد الأسرة الأولى التى أسسها الملك مينا موحدا بها قطرى مصر شمالا وجنوبا منذ سبعة آلاف عام أما قبل هذا التاريخ لا نعرف معلومة واحدة .. ولنا أن نتخيل كم الأسرار الذى تحتويه فترة الدولة الفرعونية المزدوجة شمالا وجنوبا قبل مينا وهى التى استمرت فى التطور بعد ذلك مكملة للحضارة الفرعونية
ولو أننا ألقينا نظرة على أحدث الكشوف والنظريات العلمية فى هذا المجال سنكتشف ما هو أعجب ..
فعمر الإنسان على الأرض يبلغ مائة ألف عام وكما سبق القول لا يوجد تاريخ مكتوب يصل لأقصي من عشرة آلاف عام فقط وقد عثر العلماء على أدوات علمية ومعادن وآثار لأشعة وقنابل تراوحت أعمارها بين عشرين ألف عام وخمسة وثلاثين ألف عام وكلها تنبئ عن حضارات سادت ثم بادت وهى التى ينقل لنا القرآن الكريم ومعظم الكتب المقدسة لمحات عنها ..
والذى يعنينا فى هذا الشأن ما كشفه أحد الباحثين الفرنسيين من أن أفلاطون عندما جاء لمصر والتقي بكهنة الفراعنة أخبروه عن أطلانطس وسجل أفلاطون هذا اللقاء فى محاورة " كريتياس " كما أن هيرودوت التقي بهم وكان تعليقهم أن علوم الحضارة الفرعونية بلغت حدا مرعبا وهى علوم تقتصر فقط على الكهنة كما أن الفراعنة تركوا آثار حضارتهم فى حضارة الأزتيك بالمكسيك والحضارة الصينية أى أنهم قطعوا العالم شرقا وغربا وكل هذا قبل التاريخ المعروف والمكتوب
الأكثر إثارة هو ما كشفته صحف نبي الله إدريس عليه السلام والتى اكتشفت فى عدة نسخ بعدة مواضع وهو أول الأنبياء بعد آدم عليه السلام ومعروف أنه استقر بمصر وتبعه أهلها وعلمهم الكتابة والخياكة وصنع أدوات الحضارة مما وهبه الله ونقل لهم أخبار طوفان سيأتى على العالم بعده وهو طوفان نوح عليه السلام والذى جاء مكتسحا لكل العهد القديم .. وهو السبب الرئيسي لغياب كل أوجه وعلامات الحضارة السابقة عليه مما دعا ببعض العلماء للخروج بنظرية أن الأهرامات بنيت لأجل الحفاظ على تراث الفراعنة من الطوفان ومن ثم أودعوا الأهرامات الثلاثة كل الأسرار العلمية والكونية التى توصلوا لها حتى تقنيات السفر للفضاء والتى أكدتها مسلات القمر التى تقف مسببه صداعا مزمنا للعلماء عن كيفية وصولها
ومنذ إحياء الحضارة الفرعونية بمصر عقب الطوفان ظهرت للوجود أسطورة أزوريس التى دخلها الكثير من التحريف وحملت الكثير من حقائق وجود نبي الله إدريس عليه السلام وبقايا علمه الذى علمه للمصريين
والواقع أن هذا يعنى ببساطة أن العالم أجمع يلهث ويكتشف كل يوم جديدا فى أثر تلك الحضارة ونحن فى غفلة مرهونة بعلوم ندرسها عفا عليها الزمن .. وأمام تاريخ يحتاج الكتابة من جديد بل والتحديث المستمر مع الكشف المذهل الذى يتتابع ويربط بين حضارات العالم القديم ويصوغ ويضبط أحداث ما قبل التاريخ المكتوب

التوحيد فى مصر ..
كانت النظرية القديمة القائلة بأن الحضارة الفرعونية تعددية ووثنية تعتمد على وجود 2800 إله كما سبق القول وأيضا من خلال قصة فرعون الذى اتضح أنه رمسيس الثانى بعد ما كشفه العالم الفرنسي الشهير موريس بوكاى عندما حلل جثة رمسيس الثانى واكتشف بقايا الملح البحرى على جسده وأطلعه بعض أصدقائه على القصة القرآنية مما تسبب فى إسلامه بعد ذلك وخرج يروى عن الحقائق المذهلة التى اكتشفها بتدبر القصص القرآنى وذلك فى كتابه الأشهر " القرآن والإنجيل والتوراة والعلم "
هذا عن المعلومات القديمة والمعروفة ..
لكن المعلومات الأكثر صحة والتى اتضحت بعد العثور على كتاب " الموتى " وهو أقدم كتاب فرعونى تمت ترجمته وفك رموزه ليتضح أن الحضارة المصرية قامت على أساس التوحيد وذلك بسبب الآتى .
أولا ..
كلمة " نفر " والتى وجدها الأثريون تصف 2800 تمثال لشخصيات متعددة لا تعنى كلمة " إله " بل ترجمتها الحرفية " اليد القوية " أى أنها صفة وليست مسمى الهي ..
وتتجلى الإثارة الحقيقية فى الصفات التعريفية المكتوبة إلى جوار تماثيل هذه الآلهة ولفتت نظر العديدين من الباحثين لقوة الربط الحادث بالأنبياء والمرسلين ..
فهناك " أتوم " والتعريف به هو أنه أول بشري نزل من السماء وأبو الحياة على الأرض
وهناك " أوزوريس " ووصفه يقول بأنه الذى علم الناس الكتابة والحياكة وسبل التسجيل
وهناك " نوه " ووصفه بأنه الذى أنقذ البشرية من الغرق
والأسماء والأوصاف شديدة الوضوح
ثانيا ..
وهو الدليل القاطع على التوحيد لدى الفراعنة .. ما نقلته نصوص كتاب الموتى حيث قالت إحدى صحائفه بالحرف
" أنت الأول قبل كل شيئ وأنت الآخر وليس بعدك شيئ "
" قال الله خلقت كل شيئ وحدى وليس بجوارى أحد "
كما يُعرف كتاب الموتى المسلات أنها إشارة التوحيد وهو ما يتضح من إشارتها الدائمة للسماء .. فضلا على أخناتون الذى يعد الملك الفرعونى الوحيد الذى نادى بالتوحيد من بين الملوك ووجوده الغامض فى قلب التاريخ الفرعونى لا يمكن قبوله على أنه كان مصادفة ـ على حد قول د. مصطفي محمود ـ
بل من المؤكد أنه جاء معبرا عن أصل شعبي حاربه الكهنة من قديم الزمن وسعوا فيه ومعهم الملوك لعبادة تماثيل الأنبياء والصالحين على النحو المعروف فى سائر الحضارات وتكرر فى الجزيرة العربية كما تكرر فى الحضارات الصينية والهندية مع بوذا وكونفشيوس وهم من أهل التوحيد قبل الميلاد بثمانمائة عام وتوارثتهم الحضارات وعبدوهم فى النهاية
يضاف إلى ذلك أن الاهتمام الفرعونى بحياة ما بعد الموت يصل حدا لا يمكن وجوده فى حضارة وثنية على الإطلاق لاختلاف المبادئ نهائيا بين الأسلوبين كما أن الفرانة هم الحضارة الوحيدة قبل التاريخ التى آمنت بالبعث دون تحديد لرسول أتى إليها أو أحد الأنبياء فيما عدا إدريس وعيسي عليهما السلام
ويبدو الأمر أكثر وضوحا عندما نتأمل التحقيق القرآنى لقصة فرعون فى قوله تعالى
" وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه "
وهو التعبير القاطع عن وجود الإيمان داخل الشعب وخروج الفئة الضالة بسبب أهواء الحكم وحصرها فى الكهنة والملوك وهو ما أكده أيضا موقف السحرة الذين واجهوا موسي عليه السلام فآمنوا به ورفضوا التراجع أمام بطش فرعون الذى مزق أجسادهم وألقاها فى نقاط مختلفة من صعيد مصر وكان هؤلاء السحرة هم " أسيوط ـ إسنا ـ أرمنت " ولا زالت البقاع التى ألقيت فيها تلك الجثث تحمل أسماء هؤلا السحرة حيث تعد أسيوط قلب محافظات الصعيد واسنا و أرمنت مدينتين متجاورتين تقعان جنوب الأقصر بأربعين كيلومترا تقريبا

هذا بخلاف موقف المصريين من موسي عليه السلام حيث أعطى المصريون ذهبهم كله لبنى إسرائيل قبل خروجهم وكان عطاؤهم طواعية وليس كما قال بعض المفسرين أنه كان إخراجا بالاحتيال لأن عدد بنى إسرائيل بلغ نحو ثلاثمائة ألف شخص من المستحيل أن يذهبوا لجيرانهم المصريين فى نفس الوقت ليطلبوا حليهم على سبيل الاقتراض لفترة وإعادتها لأن هذا كان كفيلا بإيضاح نيتهم فضلا على أن العدد الهائل لا يسمح بالخروج تسللا بل كان خروجا صريحا ومن ثم تبعهم فرعون وحاشيته فقط وهم الذين خرجوا معه
أما الذهب المسروق فهو الذهب الذى سرقه قارون عندما كلفه موسي عليه السلام بالعودة إلى العاصمة لتنصيب ملكا يختاره الشعب المصري لضبط الأمر بعد هلاك فرعون فعاد قارون على رأس جيش ونفذ الأمر واحتال لنفسه فاستولى على بعض كنوز فرعون المخبأة فى سراديب قصره
وآخر نقطة تخص هذا الأمر هى أن جميع الأمم السالفة التى طغت وبغت أرسل الله عز وجل إليها ما قضي عليها مثل عاد وثمود وإرم والنمروذ وقوم لوط وأصحاب الأيكة وغيرهم ..
بينما ظلت الحضارة الفرعونية بشعبها بمنأى عن أى عقاب الهي فى مطلق تاريخها واقتصر عقاب الغرق على فرعون وحاشيته فقط وهذا مما يؤكد على استمرار التوحيد فى المصرين منذ قدوم إدريس عليه السلام ..
والبدايات المتشابهة تؤدى للنهايات المتشابهة فكما استقبل المصريون دعوة إدريس وموسي عليهما السلام استقبلوا المسيحية بالبشر واعتنقوها وكذلك عندما جاء عمرو بن العاص وعلى أبواب سيناء استقبلته قبائل البدو بالترحاب وانضمت جيوشهم لجيشه وقادهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وعلمهم الإسلام لينطلقوا مخلصين مصر من يد الرومان لتنشأ الحضارة الإسلامية بمصر بتأيد كاسح من جموع القبط المصريين
هذه هى الحضارة الفرعونية التى نبذ البعض منا أسباب الفخر بها والبحث يها باعتبارها حضارة وثنية دون أن نكلف أنفسنا ساعات قليلة لنتبصر فيها تاريخ بلادنا التى احتفي بها الغرباء وأهملها الأبناء

لمزيد من التفاصيل نرجو مراجعة الآتى

" قصة الحضارة " ـ وول ديورانت ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" مصر القديمة " ـ د. سليم حسن ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" الهرم المعجزة " ـ د. مصطفي محمود حلقة تليفزيونية من برنامج العلم والايمان
" الذين عادوا الى السماء " ـ أنيس منصور ـ طبعة دار الشروق
" أخبار الأول فيمن تصرف من أخبار الدول " ـ اسحاق المنوفي ـ طبعة الذخائر ـ مصر
" القرآن والانجيل والعلم " ـ بروفيسور موريس بوكاى ـ نسخة الكترونية
" قصص الأنبياء " ـ الامام متولى الشعراوى
" قصص الأنبياء " ـ د. أحمد الكبيسي






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2007, 01:29 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة دون شك ..
لأن التاريخ كعلم يعد هو الأساس الأقدر فى الحضارات جميعا وذلك لطبيعة العلوم الحضارية ذاتها من أنها تكون بالصبغة التراكمية فيجب أن تتواصل الأجيال اللاحقة مع السابقة وإلا فقدت بإرادتها الحرة كل مقومات التراث وبالتالي كل مقومات الحضارة ..

كيف نستطيع أن نعيد هذا التوازن المفقود ما بين الحاضر وتاريخنا الذي من المفروض أن يشكل جزء من أرضية نستند عليها؟؟

ومن يتحمل وزر تحريف التاريخ ونشر ثقافات معينة شغلت جيل بأكمله وأهدرت وقته في أمور بعيدة عن عقيدتنا وواقع حياتنا؟؟

الأستاذ الكريم محمد جاد
هذه الاسئلة لا بد أن تثار حين نقرأ هذه المقدمة العميقة التي كتبتها للموضوع ،، ولي عودة لباقي الموضوع مع الشكر الجزيل لهذا الإثراء.

كل التحية والتقدير






 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2007, 09:59 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عيسى عدوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عيسى عدوي
 

 

 
إحصائية العضو







عيسى عدوي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى عيسى عدوي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عيسى عدوي

افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

الأستاذ محمد جاد الزغبي حفظه الله ورعاه
بارك الله فيك وفي جهودك بتعريف هذه الأمة بتاريخها وحضارتها
بمثلك تفتخر أقلام
مودتي لك







التوقيع

قل آمنت بالله ثم استقم
 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2007, 04:41 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

السلام عليكم
الأخ الفاضل محمد جاد الزغبي...بارك الله بك على هذا المقال وخاصة مقدمتها وبالتحديد الفقرة الأولى"من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة دون شك ".
وبعد ها لي بعض العقيبات على مقالك_إن سمحت لي_:
**التاريخ ليس علم لأن العلم المقصود هو العلم التجريبي الذي يخضع المادة لظروف وشروط غير ظروفها وشروطها الأصلية وملاحظ تعيراتها وتدقيقها وتثبيتها ومن ثمة تعميمها... وأما إن قصدت المعرفة وأطلقت العلم مجازًا فلا بأس وذلك لأن الناريخ هو عبارة عن احداث ووقائع حدثت في الماضي ومعرفتها تتم بتتبع آثارها نقلًا ورواية وتحريرًا.
**الحضارة هي غير المدنية بأشكالها المادية من عمران وصناعة ووسائل المعيشة...فالحضارة هي عبارة عن مفاهيم وافكار عن الأنسان وحياته ووجوده في هذا الكون والكون الذي يعيش فيه.والأنسان وهذه المفاهيم والأفكار قد يأتي بها رجل ألمعي عميق التفكير فتنتج حضارة وضعية أو أن يأتي بها رسول من لدن الخالق البارئ فتكون خضارة ربانية.
والذي نقله لنا التاريخ عن الفراعنة أنهم قوم عبدوا غير الله والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك,يقول الله تعالى:"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ",فقال آل فرعون ولم يقل فرعون وحسب,وذلك لقول الله تعالى في وصفهم في آية الأعراف:"َلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ",فهو هنا عم قوله فرعون وقومه...وقول الله تعالى :"إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ "...فهم أي قومه إتبعوا فرعون فحاب وخابوا معه.
**مسألة التوحيد عند الفراعنة:يبدو أنها طارئة على مفاهيهم وأفكارهم إن وجدت فمن الممكن أن تكون وجدت بعد أن دخلها سيدنا إبراهيم بعقيدته الحنيفة التوحيدية,وأما فرعون فقد زاغ هو وقومه عن جادة التوحيد ,يقول الله تعالى:"وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى".
وأما القول لأنهكان هناك من يؤمن كما ذكرت لقول الله تعالى:"وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ"...فهذا لايدل إلا على أن ذلك الرجل هة المؤمن فقط...وقد يكون غيره قد أمن...ولكن جمهور القوم كانوا على الشرك.







 
رد مع اقتباس
قديم 22-10-2007, 11:42 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
كيف نستطيع أن نعيد هذا التوازن المفقود ما بين الحاضر وتاريخنا الذي من المفروض أن يشكل جزء من أرضية نستند عليها؟؟

ومن يتحمل وزر تحريف التاريخ ونشر ثقافات معينة شغلت جيل بأكمله وأهدرت وقته في أمور بعيدة عن عقيدتنا وواقع حياتنا؟؟

الأستاذ الكريم محمد جاد
هذه الاسئلة لا بد أن تثار حين نقرأ هذه المقدمة العميقة التي كتبتها للموضوع ،، ولي عودة لباقي الموضوع مع الشكر الجزيل لهذا الإثراء.


كل التحية والتقدير
بارك الله فيك أختى الفضلي سلمى ..
وقد ركزت بالفعل على النقطة التى لا مناص من الانتباه اليها ..
وفى انتظار بقية طرحك مع خالص التقدير






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 22-10-2007, 11:53 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى عدوي مشاهدة المشاركة
الأستاذ محمد جاد الزغبي حفظه الله ورعاه
بارك الله فيك وفي جهودك بتعريف هذه الأمة بتاريخها وحضارتها
بمثلك تفتخر أقلام
مودتي لك
بل حق الفخر لمن تواجد بينكم وبين هذه الزمرة التى لا تجتمع الا فى دار علم وثقافة ..
بورك فيك أستاذنا العدوى






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 22-10-2007, 01:57 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

أهلا بك أخى الكريم سليم اسحق ..
وشكرا لتعليقك وتعقيبك الكريم .

اقتباس:
الأخ الفاضل محمد جاد الزغبي...
بارك الله بك على هذا المقال وخاصة مقدمتها وبالتحديد الفقرة الأولى"من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة دون شك ".
بارك الله فيك

اقتباس:
وبعد ها لي بعض العقيبات على مقالك_إن سمحت لي_:
هذا تشريف وتفاعل ولهذا جُـعلت المنتديات الثقافية أخى الفاضل ..
فتقبل منى خالص التقدير

اقتباس:
**التاريخ ليس علم لأن العلم المقصود هو العلم التجريبي الذي يخضع المادة لظروف وشروط غير ظروفها وشروطها الأصلية وملاحظ تعيراتها وتدقيقها وتثبيتها ومن ثمة تعميمها...
اقتباس:
وأما إن قصدت المعرفة وأطلقت العلم مجازًا فلا بأس وذلك لأن الناريخ هو عبارة عن احداث ووقائع حدثت في الماضي ومعرفتها تتم بتتبع آثارها نقلًا ورواية وتحريرًا.
العلم هو كل ما يعلم ويتم تعليمه .. وتختلف بعدها المجالات حسب تنوع التخصص ولا تعد كلمة علم عندما تطلق على العلوم النظرية لفظا مجازيا بل هى لفظ حقيقي تماما طبقا لتعريف العلم والعلماء
والا لانتفي مبرر تسميه أهل الحديث وأهل الفقه بالعلماء

وقد قال الله عز وجل عن العبد الصالح " وأتيناه من لدنا علما "
وبالطبع لم يكن العلم الذى نزل على العبد الصالح علما تجريبيا أو ماديا
كما قال عز وجل " انما يخشي الله من عباده العلماء "
وأول أهل هذا الوصف هم علماء الدين ..
وقد ورد فى المستطرف مقولة تراثية تعبر عن صنوف العلم صعودا وهبوطا حسب مراتب أهميتها ويتسيدها العلم بالله وشريعته ومعه " الطب والتاريخ والفلك " باعتبار هذه العلوم الأربع هى أدوات العلم الرئيسية بأى حضارة والتى لا غنى عنها مطلقا
فلا فارق ولا وجود لأى لفظ سوى لفظ العلم يتم اسباغه على التاريخ والفقه والفلسفة وسائر العلوم النظرية كما هو الحال أيضا فى العلوم التجريبية . ..

اقتباس:
**الحضارة هي غير المدنية بأشكالها المادية من عمران وصناعة ووسائل المعيشة...فالحضارة هي عبارة عن مفاهيم وافكار عن الأنسان وحياته ووجوده في هذا الكون والكون الذي يعيش فيه.والأنسان وهذه المفاهيم والأفكار قد يأتي بها رجل ألمعي عميق التفكير فتنتج حضارة وضعية أو أن يأتي بها رسول من لدن الخالق البارئ فتكون خضارة ربانية.
لو عدت سيدى الفاضل للدراسة المنشورة لى بعنوان الاعجاز العلمى والعجز العلمانى ستجدنى لم أقل بغير هذا ووضعت تعريفا للحضارة من أن الحضارة تختلف اختلافا تاما عن التقدم ..
فالحضارة للعصور والتقدم لعصر واحد فقط
والحضارة تبقي والتقدم يسقط فى كل جيل وربما فى كل يوم

وليست الاشارة الواردة فى المقال بحديثها عن الهرم تتحدث عن أبنية فلم يكن الهرم بناء للسكنى بل كان عنوان العلوم فى ذلك العصر بل ومنفذنا الرئيسي فى العصر الحديث لمطالعة سائر أنواع الحضارة الفرعونية فى علمها التجريبي كهندسة الهرم الفلكية وعلمها العقائدى الموجود على جدرانه وفى البرديات وفلسفتها التى عبرت عنها أبنية المقابر وأشارت لايمانهم واهتمامهم بالبعث والحياة الآخرة
فالحضارة فكر أولا وأخيرا .. بينما التقدم أدوات محضة تعبر بأزمات معاصرة للحل وتتغير كل فترة

اقتباس:
والذي نقله لنا التاريخ عن الفراعنة أنهم قوم عبدوا غير الله والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك,يقول الله تعالى:"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ",فقال آل فرعون ولم يقل فرعون وحسب,وذلك لقول الله تعالى في وصفهم في آية الأعراف:"َلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ",فهو هنا عم قوله فرعون وقومه...وقول الله تعالى :"إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ "...فهم أي قومه إتبعوا فرعون فحاب وخابوا معه.
اقتباس:
**مسألة التوحيد عند الفراعنة:يبدو أنها طارئة على مفاهيهم وأفكارهم إن وجدت فمن الممكن أن تكون وجدت بعد أن دخلها سيدنا إبراهيم بعقيدته الحنيفة التوحيدية,وأما فرعون فقد زاغ هو وقومه عن جادة التوحيد ,يقول الله تعالى:"وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى".
وأما القول لأنه كان هناك من يؤمن كما ذكرت لقول الله تعالى:"وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ"...فهذا لايدل إلا على أن ذلك الرجل هة المؤمن فقط...وقد يكون غيره قد أمن...ولكن جمهور القوم كانوا على الشرك.
الأمر بحاجة الى بعض التدقيق لنكتشف أن الآيات الواردة تؤكد على التوحيد عند القبط المصريين لا على العكس ..
وذلك للملحوظات التالية ..

أولا
.. ورد وصف المجموعة الملحقة باسم فرعون بثلاثة صفات وردت فى أماكن مختلفة من القرآن وهى .. لفظ قوم ولفظ آل ولفظ ملأ ..
أما لفظ قوم فمعناه كما يشير قاموس محيط المحيط هو عصبة الرجل وأقاربه أو الجماعة من الناس يربطهم رابط معين من عقيدة أو فكر أو ما شاكل ذلك ..
وبالتالى فهى لفظ غير عام بل هو لفظ ملحق يجب أن يأتى له ما بعده مبينا له فيقال قوم كذا أو قوم فلان وبحسب السياق يتحدد المقصود ..
أما اللفظ الجامع فهو لفظ أمة فعندما نأتى لوصف المسلمين مثلا نقول أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا قوم محمد فأمة محمد هى سائر المسلمين ومن نزلت اليهم الرسالة فى سائر الأرض بينما قوم محمد مسحوب على العشيرة وهى قريش
وبالمثل قول الله عز وجل " وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم "
وقبل الاسلام كانت الرسالات تنزل لجماعة محددة بقوم الرسل على سبيل الحصر وهم وحدهم الملتزمون بالايمان به وغيرهم يجوز له الا أنه لا يعد تكليفا كقوم موسي عليه السلام وهو بنى اسرائيل وقوم عاد وثمود المختصين برسالة صالح وهود عليهما السلام وغيرهم

ولو لاحظنا فى السياق القرآنى أن وصف الكفر والعدوان لم يرد قط منفردا فى شأن المصريين بل كان دائما ملحقا باسم فرعون وهو هنا وصف لمن حوله من حاشيته وجنوده وأهله ولو كان القرآن يريد عموم مصر لورد لفظ قوم ملحقا بلفظ مصر وهو ما لم يحدث ..

ولأن كلمة قوم من الممكن أن تنصرف على جماعة الناس التى تدين أو تعتقد فى شأن معين لا على أهل الرجل فقط فقد جاء القرآن محددا مقصد ومعنى كلمة قوم بأنها شيعة فرعون وأهله تحديدا عندما استخدم لفظة " آل ـ ملأ " وبمطالعة لسان العرب ومحيط المحيط نجد أن لفظى آل وملأ تستخدم فى تضييق عموم لفظ قوم

وهذا يؤكد كما قلت على أن المقصود هنا هو من حول فرعون من حاشية وأهل جنود وهم الذين غرقوا معه بخلاف سائر القبط المصريين الذين آمنوا مع موسي عليه السلام وساعدوه

ثانيا ..

بمطالعة تفسيري الجلالين وتفسير الشيخ الشعراوى رحمهم الله جميعا فى تفسير سورة الشعراء التى وردت بها كثير من تفاصيل قصة موسي عليه السلام نجد الآتى
الآية الكريمة التى قالت
" وقال رجل من آل فرعون يكتم ايمانه "
المقصود بها المؤمنون بموسي من آل فرعون أنفسهم الذين كان بعضهم راض عن فعله والبعض الآخر يؤمن سرا ومعهم زوجته آسيا
أما قوله تعالى فى محكم كتابه على لسان فرعون
" قال لمن حوله ألا تستمعون "
وهو جواب فرعون الاستنكارى على قول موسي عليه السلام بوجود خالق الخلق ورب العالمين وهو القول الذى قابله مجلس فرعون نفسه وهم مناصريه كما هو مفترض بالصمت الكامل فقال فرعون تلك الكلمات متسائلا بدهشة لقومه " ألا تستمعون " مستنكرا صمتهم وكان متوقعا منهم ثورة أو غضب تظهر هذا الاستنكار .. لكنه ما لم يحدث

ثالثا ..

كما ورد فى الكامل لبن الأثير وفى البداية والنهاية لبن كثير فى حديث الفتون الذى رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن الرسول عليه الصلاة والسلام وكان يحدث به بن جبير شارحا قصة موسي عليه السلام كاملة أظهر أن التحذير الذى جاء لموسي عليه السلام كان من قبطى مصري كما أظهر أن القمل والضفادع والدم كانت بلوى على أهل ومناصري فرعون والذين خرجوا معه فى كتائب تعادل ضعفي بنى اسرائيل للقضاء عليهم ولم يخرج من أهل مصر رجل واحد ..
كما ورد فى نفس المصدرين قصة غرق فرعون
وكيف أن موسي عليه السلام بعد غرق فرعون وجنوده أرسل جيشا الى منف عاصمة مصر ليعمل على استقرار الحكم بمن خلف فرعون وهى المهمة التى أداها هذا الجيش حيث كان أهل مصر ومنف لا زالوا على عهدهم مع موسي عليه السلام كما سبق القول ولم يخرجوا مع فرعون ..
بالاضافة الى ما سبق من أدلة القرآن والحديث أعود فأشير مجددا الى نصوص كتاب الموتى والى مسألة أن مصر فى تاريخها لم تجتمع ولا حتى بنسبة غالبة على وثنية ولذلك لم يأتهم مطلقا عقاب جامع كالذى عصف بأمم سبقت عليهم أو لحقت

تقبل منى خالص التقدير أخى الفاضل






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 22-10-2007, 06:04 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عيسى عدوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عيسى عدوي
 

 

 
إحصائية العضو







عيسى عدوي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى عيسى عدوي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عيسى عدوي

افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

أتمنى على الأخوة الكرام جميعا أن يقوموا بتنزيل هذين الكتابين للباحث المصري المهندس اسامة السعداوي وهما كتاب واحد من جزأين عنوانه : اللغة الهيروغليفية بعيون مصرية ..ثم نستأنف النقاش الجاد حول هذا الموضوع لنكتشف أننا لا بد لنا من إعادة النظر في كثير من المسلمات التي تعارفنا عليها نتيجة لقراءتنا الخاطئة لتاريخنا بعيون الكتاب الأجانب ...

1- http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014085.pdf
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=009189.pdf
مع خالص التحية






التوقيع

قل آمنت بالله ثم استقم
 
رد مع اقتباس
قديم 22-10-2007, 06:52 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

أستاذنا الفاضل عيسي العدوى ..
أعمل الآن على تنزيل الكتاب وسأطالعه إن شاء الله
وشكرا جزيلا للفائدة ..







التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 24-10-2007, 02:10 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

دعوة للجميع لنكمل معا الحوار حول النقاط المطروحة في هذا الموضوع القيم...

مع جزيل الشكر






 
رد مع اقتباس
قديم 24-10-2007, 09:36 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

السلام عليكم
الأخ الكريم محمد جاد الزغبي ...بارك الله بك وسعة صدرك وكلي آمل أن يتسع لما سأقوله هنا:
بالنسبة الى قولي التاريخ ليس علمًا لأن الغرب في كثير من القضايا الإنسانية طبق منهج العلم التحريبي عليها وخرج بنتائج خاطئة بعيدة عن الصواب ...منها علم النفس وعلم الإجتماع ...فهم طبقوا العلم التحريبي وخرجوا بنتائج على أشخاص معينة ومجتمعات معينة وعمموها على كافة الناس وكل المجتمعات..والواقع أن كل إنسان له خصائصه وخواصه وما ينطبق عليه لا ينطبق على غيره وهكذا المجتمعات...لهذا عقبت بقولي بقصد المعرفة بالتاريخ.
وأما الماضي والإقتخار به ,فهذا ينطبق فقط على الأمة الإسلامية كما قلت في مقدمتك وتخصيصك "هذه الأمة",فالماضي ليس في كل أحواله مدعاة للفخر والإعتزاز...فالعرب قبل الإسلام لم يكونوا إلا قبائل متناحرة تسبي وتقطع الطريق وتغزو ولم يك لهم حضارة بالمفهوم الذي عرفناه,وعليه لم تكن لهم مدنية وعلوم ,فهم كانوا سياسيًا تابعين وإقتصاديًا على غيرهم معتمدين...وتاريخهم ما قبل الإسلام أسود يعلوه الظلم ويلفه الجهل والظلام...وكانوا في جاهلية عصبية مقيتة .
وأما عبارة"الحضارة الفرعونية" والتي هي في مصر ليس فيها ما يدعو للفخر والإ‘عتزاز ...فالمجتمع المصري من حيث العرق والدين ينقسم الى هذه الشرائح:
1.أقباط ,وهم سكان البلد
2.عرب أقحاح, والذين وفدوا الى مصر فاتحين مع عمرو إبن العاص.
3.أقباط دخلوا الإسلام وأندمجوا مع العرب الفاتحين,وأصبحوا هم الشريحة الكبيرة في المجتمع المصري.
فالعرب الأقحاح لم يفخروا ويعتزوا بالفراعنة حضارة وعرقًا ولا يحق لهم ذلك,والشريحة الثالثة بعد أن دخلوا الإسلام وعربًا باللسان فأصبح مقام عزهم وفخرهم الإسلام وما حقق وحضارته هي مدعاة عزهم وفخرهم.
وأما الأقباط والذين بقوا على قبطيتهم ونصرانيتهم والذين قد يتصل بهم نسب الفراعنة ,هم فقط يفخرون ويعتزون بالحضارة الفرعونية وعلى علاتها.
وهم _أي الأقباط_ينكرون على العرب تسميتهم وإفتخارهم الحضارة الفرعونية ويعتبرون العرب غازين,دخلوا مصر عنوة وأجبروا أهلها على الإسلام أو الجزية.
جاء في مقال على الشبكة للأقباط "من هم الأقباط":"الأقباط المسيحيين فى مصر هم أمة يرجع جذورهم إلى قدماء المصريين تكلموا الهيروغليفية وهى لغة الخاصة بهم كشعب , وهم أقرب شعب يرث آباؤهم فراعنة مصر فى صفاتهم واعمالهم وحضارتهم , ومما يذكر أن مرقس هو رسول الرب يسوع إلى شعب مصر ومنذ دخوله إلى مصر وهم يؤمنون بالمسيحية بدون تغيير , وتعتبر مسيحيتهم من أقدم نظم المسيحيية فى العالم التى لم يطرأ عليها اى تغيير نتيجة لأنعزالهم بعيداً عن التيارات الحديثة , وقد عرفت الكنيسة المصرية المسيحية باسم الكنيسة القبطية , وعرفت اللغة الفرعونية بعد أن أعاد الأقباط كتابتها بإستخدام الحروف اليونانية باسم اللغــــــــــة القبطية , فالمسيحيين الأقباط هم ورثة أجدادهم المصريين القدامى لغة وتاريخ وأسماً وإمتداداً , وما زال الأقباط يصلون باللغة الفرعونية القديمة ( القبطية الحديثة ) فى كنائسهم حتى يومنا هذا .
وقد ظهر أسم الأقباط اليوم نتيجة لهجرة أبنائها إلى الغرب كما يظهر أسمهم بين الحين والآخر نتيجة للإضطهاد الإسلامى الذى حدث فى عصر الجمهوريات الإسلامية المستقلة والذى يظهر على صفحات الصحف والإعلام المسموع والمرئى فى العالم كله اليوم .
ولكن من أين اتت كلمة الأقباط أولاً ؟
وكلمة قبط هو صورة مختصرة من لفظة إيجيبتوس Aegyptos , وهى لفظة أطلقها البيزنطيين على أهل مصر مأخوذه من العبارة الفرعونية حت - كا - بتاح Het- Ke - Path أو ها - كا - بتاح أو بيت كا (روح) بتاح , وهو اسم لمعبد فرعونى فى مدينة منف (ممفيس) التى كانت عاصمة مصر القديمة
وقد حور الإغريق ومن بعدهم البيزنطيين نطق هذه العبارة " هى جى بنو" ثم أضافوا حرف السين وهو يساوى الضمة فى لغتهم ويضاف حرف السين دائما إلى نهاية الأسماء الذى تطور بمرور الزمن , فأطلقوا أسم " هيجبتس " أو " إيجيبتوس " ويقول العلامة الدكتور زاهى حواس (1) : " واعتقد العلماء أن اليونانيين قد سموا اسم إيجوبنوس لمصر وذلك لاحتمال الاشتقاق من اسم أجبي وهو اسم ينسب إلي الماء الأزلي أو إلي النيل والفيضان " ‏.‏
ومنها جائت كلمة EGYPT فى اللغة الإنجليزية وفى باقى اللغات الأوربية مثل اللغة الفرنسية L, EGYPTE , وفى الإيطالية L, EGITTO , وفى وفى الألمانية AEGYPTE , مصر بالانجليزي ايجبت وبالفرنساوي لاجيبسيان وبالأسباني هيبتو وجميعها تعني قبط .
وكلمة قبطى شاعت عندما كانت مصر تحت الحكم البيزنطى , وهذه الكلمة ما هى إلا ترادف لكلمة مصرى وتطلق على المصرى المسيحى الأرثوذكسى التابع لكنيسة الأسكندرية وليس عداها وكانت فى مصر كنيسة للروم وطوائف أخرى وقد اطلقت هذة الكلمة خاصة على المصريين المسيحيين الذين يقطنون منطقة الجيزة حتى جنوب مصر (أى الوجه القبلى) وهم المصريين المسيحين
وعلى هذا فهذه الكلمة موجودة منذ العصر الأغريقى واقتصر إطلاقها فى العصور اللاحقة على المسيحيين التابعين لكنيسة الأسكندرية بالرغم من وجود طوائف مسيحية أخرى فى مصر .
وشئ آخر نود أن نضيفه لإثراء معلومات قارئ تاريخ أقباط مصر أن الإسلام هو تجنس وليس الأرض , أى أن المسلم لا يجب أن يقول أنه مصرى , ولكن يقول " أنا مسلم فقط " لأن إنتماؤه موجه ناحية هدف واحد هو الإسلام وليس نحو الوطن , لهذا لا يمكن أن يطلقون على أنفسهم أسم الأمة المصرية ولكنهم يطلقون على أنفسهم أسم " الأمة الإسلامية " لأنهم حسب قول محمد صاحب الشريعة الأسلامية أنهم أى المسلمين " خيـــر أمـــة أخرجـــــــــــت للناس " فأمة الأسلام التى ينتمون إليها فى رايهم خير من أمة مصر فلماذا إذاً يريدون ان ينتموا إلى مصر اليوم ؟؟؟؟.اهـ
أرأيت أخي الكريم ماذا يقول الأقباك عن باقي المصريين غير الأقباط "" فأمة الأسلام التى ينتمون إليها فى رايهم خير من أمة مصر فلماذا إذاً يريدون ان ينتموا إلى مصر؟؟؟".
فأي إفتخار وعز هذا الذي تدعو اليه؟؟؟!!!...
وهذا هو رابطهم: http://www.coptichistory.org/new_page_414.htm.
وأما قولك بأنه كان هناك من آمن بالله غير الرجل الذي ذكره الإسلام _وإن قال به قلة من المفسرين_ يخالف قول الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الرجل حيث قال:"
الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، ومؤمن آل فرعون الذي قال: { أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ ٱللَّهُ } والثالث علي ابن أبي طالب وهو أفضلهم.".
وهذا قول الرازي_رحمه الله في تفسير هذه الآية:" المسألة الأولى: اختلفوا في ذلك الرجل الذي كان من آل فرعون، فقيل إنه كان ابن عم له، وكان جارياً مجرى ولي العهد ومجرى صاحب الشرطة، وقيل كان قبطياً من آل فرعون وما كان من أقاربه، وقيل إنه كان من بني إسرائيل، والقول الأول أقرب لأن لفظ الآل يقع على القرابة والعشيرة قال تعالى:{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـٰهُم بِسَحَرٍ }.اهـ
وهذا قول المفسر العلامة إبن عاشور:" ووصفُه بأنه من آل فرعون صريح في أنه من القبط ولم يكن من بني إسرائيل خلافاً لبعض المفسرين ألا ترى إلى قوله تعالى بعده:
{ يا قوم لكم المُلْك اليومَ ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا }
[غافر: 29] فإن بني إسرائيل لم يكن لهم مُلك هنالك.
والأظهر أنه كان من قرابة فرعون وخاصته لما يقتضيه لفظ آل من ذلك حقيقةً أو مجازاً. والمراد أنه مؤمن بالله ومؤمن بصدق موسى، وما كان إيمانه هذا إلا لأنه كان رجلاً صالحاً اهتدى إلى توحيد الله إما بالنظر في الأدلة فصدَّق موسى عندما سمع دعوته كما اهتدى أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في حين سماع دعوته فقال له: صَدَقتَ. وكان كتمه الإِيمان متجدداً مستمراً تقيةً من فرعون وقومه إذ علم أن إظهاره الإِيمان يُضره ولا ينفع غيره كما كان (سقراط) يكتم إيمانه بالله في بلاد اليونان خشية أن يقتلوه انتصاراً لآلهتهم.اهـ
وقال طنطاوي في تفسيره "تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم ":"وظاهر الآية الكريمة يفيد أن هذا الرجل المؤمن كان من حاشية فرعون بدليل قوله - تعالى -: { مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } ولم يكن من بنى إسرائيل.
وقد رجح ابن جرير - رحمه الله - ذلك فقال: وأولى القولين فى ذلك بالصواب عندى: القول الذى قاله السدى من أن الرجل المؤمن كان من آل فرعون، ولذا فقد أصغى لكلامه واستمع منه ما قاله، وتوقف عن قتل موسى عند نهيه عن قتله.. ولو كان إسرائيليا لكان حريا أن يعاجل هذا القائل له ولملئه بالعقوبة على قوله، لأنه لم يكن يستنصح بنى إسرائيل لاعتداده إياهم أعداء له.. ولكنه لما كان من ملأ قومه، استمع إليه، وكف فرعون عما كان قد هم به من قتل موسى..اهـ







 
رد مع اقتباس
قديم 28-10-2007, 12:28 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مشاركة: الحضارة الفرعونية المفترى عليها ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل سليم اسحق ..
أهلا بك وبكل ما تأتى به من تعقيبات فالنقاش أولى بنا ـ لا سيما ان كان بعيدا عن الغرض ـ أن نتبعه لما فيه من الفائدة

اقتباس:
بالنسبة الى قولي التاريخ ليس علمًا لأن الغرب في كثير من القضايا الإنسانية طبق منهج العلم التحريبي عليها وخرج بنتائج خاطئة بعيدة عن الصواب ...منها علم النفس وعلم الإجتماع ...فهم طبقوا العلم التحريبي وخرجوا بنتائج على أشخاص معينة ومجتمعات معينة وعمموها على كافة الناس وكل المجتمعات..والواقع أن كل إنسان له خصائصه وخواصه وما ينطبق عليه لا ينطبق على غيره وهكذا المجتمعات...لهذا عقبت بقولي بقصد المعرفة بالتاريخ
فى الواقع لست أدرى ما علاقة هذا التوضيح بالقضية التى أسلفتها وبينت فيها أن كلمة علم تنصرف على التاريخ وعلى أى مجال للتعلم وهذا أمر ثابت فى الشرق كثقافة إسلامية وقد بينته وثابت فى الغرب أيضا وقد بينته فما هو معنى ذكر العلم التجريبي ونتائجه وهل وجود العلم التجريبي ينفي العلم النظرى ؟!

اقتباس:
وأما الماضي والإقتخار به ,فهذا ينطبق فقط على الأمة الإسلامية كما قلت في مقدمتك وتخصيصك "هذه الأمة",فالماضي ليس في كل أحواله مدعاة للفخر والإعتزاز...فالعرب قبل الإسلام لم يكونوا إلا قبائل متناحرة تسبي وتقطع الطريق وتغزو ولم يك لهم حضارة بالمفهوم الذي عرفناه,وعليه لم تكن لهم مدنية وعلوم ,فهم كانوا سياسيًا تابعين وإقتصاديًا على غيرهم معتمدين...وتاريخهم ما قبل الإسلام أسود يعلوه الظلم ويلفه الجهل والظلام...وكانوا في جاهلية عصبية مقيتة
أعتقد أن هذا القول ليس فى محله أخى الفاضل .. ويخرج بنا عن إطار الموضوع إلى تشدد شكلى لا أجد فيه فائدة ..
ولست أدرى من الذى خالفك بشأن أن الفخر يجب أن يكون بالأمة الإسلامية دون تاريخ العرب قبل الإسلام فلست أعتقد أن بموضوعى ثمة إشارة إلى تاريخ العرب قبل الإسلام والفخر به

اقتباس:
وأما عبارة"الحضارة الفرعونية" والتي هي في مصر ليس فيها ما يدعو للفخر والإ‘عتزاز ...فالمجتمع المصري من حيث العرق والدين ينقسم الى هذه الشرائح:
1.أقباط ,وهم سكان البلد
2.عرب أقحاح, والذين وفدوا الى مصر فاتحين مع عمرو إبن العاص.
3.أقباط دخلوا الإسلام وأندمجوا مع العرب الفاتحين,وأصبحوا هم الشريحة الكبيرة في المجتمع المصري.
فالعرب الأقحاح لم يفخروا ويعتزوا بالفراعنة حضارة وعرقًا ولا يحق لهم ذلك,والشريحة الثالثة بعد أن دخلوا الإسلام وعربًا باللسان فأصبح مقام عزهم وفخرهم الإسلام وما حقق وحضارته هي مدعاة عزهم وفخرهم
اسمح لى أولا أن أسألك عن المصادر التى استقيت منها معلوماتك لا سيما وأن أول عبارة لك والتى تنفي مبرر الفخر بالحضارة الفرعونية إلا عن سكان مصر الأصليين من القبط ..
لأن العبارة والرد فى مجمله يحتشد بمعلومات مغلوطة واضحة ..
فبداية لست أدرى كيف تمكنت من تقسيم المجتمع المصري إلى ثلاث نقاط فاصلة وكأنهم لم يندمجوا
فعندما دخل الإسلام يا سيدى الفاضل تزواج العرب والمصريون القبط وهم مشكلوا الكثرة الكاثرة من المجتمع المصري لهم حق الإعتزاز بتاريخهم الإسلامى كما لهم الحق فى الإعتزاز بالتاريخ الفرعونى
اقتباس:
"لأنهم حسب قول محمد صاحب الشريعة الأسلامية أنهم أى المسلمين " خيـــر أمـــة أخرجـــــــــــت للناس " فأمة الأسلام التى ينتمون إليها فى رايهم خير من أمة مصر فلماذا إذاً يريدون ان ينتموا إلى مصر اليوم ؟؟؟؟.اهـ
وليست هناك ثمة مقارنة أو تضارب بين نوعى الفخر لأن الفخر بالحضارات يختلف تماما عن الفخر أو تشجيع أندية كرة القدم فبتلك الأخيرة غير متصور أن تشجع فريقين فى نفس الوقت بينما الحضارات لا يمكن أخذها بهذا المقياس فالفخر يكون بمنجزاتها سواء من طرف الأب أو الأم لأن الإنتماء ليس بالإرادة فأنا أريد اليوم أن أكون عربيا وبالأمس كنت غير ذلك بل هى حقائق تاريخية لا يمكن خضوعها لمقارنة بهذا الشكل الذى يجعل حضارة الإسلام فى كفة ميزان مع غيرها وهو ما يعد تعسفا لا محل له هنا

بالإضافة إلى أنك تنسي أمرا فى منتهى الأهمية ..
وهو أن المصريون الأوائل منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لهم العرق والقرابة العربية كما لهم الانتماء الى ذات الجنس منذ سيدنا نوح عليه السلام ..
فسام بن نوح هو جد المنطقة العربية كما هو جد اليهود وعند إبراهيم عليه السلام تفرعت القبائل والعشائر فكان بالمنطقة العربية العرب الأقحاح وهم بالمناسبة غير هؤلاء الذين وصفتهم من أهل الفتح الإسلامى لأن العرب مقسمون إلى عرب عاربة وهم أصل العربية ومنهم القبائل اليمنية وقبيلة جرهم التى تعلم منها إسماعيل عليه السلام اللغة العربية الفصيحة وكان أول من نطق بها ..
وهناك العرب المستعربة وهم أحفاد إسماعيل عليه السلام ومنهم نسل الرسول عليه الصلاة والسلام وإسماعيل عليه السلام ولد لهاجر المصرية كما هو معروف وفى هذا التشابك يقع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه عن فتح مصر وعن أهلها " إن لى فيهم ذمة ورحما " والمعنى واضح بالطبع ..
أى أن مصر كان بها العرق العربي قبل دخول الفتح العربي .. ونشأت العروبة بها واتسعت بعد ذلك
هذا فى شأن عروبة مصر ..
أما الذى يحتاج تصحيحا كاملا هو ما أشرت إليه من أصل كلمة قبط وربطها بالنصرانية
فليس هذا من حقائق التاريخ فى شيئ وإنما هو من ترهات مسيحيي مصر ومواقعهم الذين ألفوا كلمة القبط وحرفوها على اعتبار أن وصف للنصرانية
فلن تجد فى العالم أجمع وصف للمسيحيين على أنهم القبط إلا فى مصر لأنه ليس من أسمائهم لأن اسم قبط هو اسم مصر قبل دخول مصرايم بن سام بن نوح إليها وهى تلك الفترة التى امتدت من حياة النبي إدريس عليه السلام أول الأنبياء بعد آدم والذى علم المصريين التوحيد وسائر ألوان الحضارة واستمر فيهم المنهج الإدريسي حتى مجئ الطوفان على يد نوح عليه السلام وتفرقت ذرية نوح التى يلتقي عندها كل البشر كما ينص القرآن الكريم
" وجعلنا ذريته هم الباقين " صدق الله العظيم ..

ومن بعد نوح عليه السلام جاء سام وهو أبو الشعوب السامية وجاء مصرايم الذى استوطنت ذريته مصر ومن ثم جاءت تسميتها بمصر أى أن اسم قبط اسم مغرق فى القدم بآلاف الأعوام قبل مجيء موسي نفسه عليه السلام بعشرات القرون فما بالك بالمسيح الذى أتى بعد موسي عليه السلام بألفي عام تقريبا وهو صاحب الرسالة المسيحية والنصرانية وبالتالى لا توجد أى علاقة بين مسمى القبط وبين الديانة المسيحية والنصرانية لأن هذا مرهون بأهل مصر فى عمومهم الذين أمنوا بنبوة موسي ورسالته وساعدوه وآزروه كما سبق أن بينا اعتمادا على قول عمد المفسرين من أمثال
بن كثير وبن الأثير والقرطبي والطبري ومن المحدثين الشيخ الشعراوى والدكتور الكبيسي وغيرهم
وهى حقائق التقت عندها صنوف العلم التفسيري للقرآن مع العلم الكسبي الذى بينت مكتشفاته عشرات من تلك الحقائق بالذات صحف سيدنا ادريس الذى تم اكتشافها منذ عدة مئات من الأعوام على يد أحد الرحالة البرتغاليين
أى أن الذين وضحوا هذا الذى أسلفنا قوله ليسوا قلة من المفسرين كما قلت بل إنهم العمد فيهم ويمنك الرجوع إلى المصادر التالية ومراجعتها بنفسك
" تفسير بن كثير ـ تفسير الطبري ـ البداية والنهاية لبن كثير ـ الكامل فى التاريخ لبن الأثير ـ تفسير الشعراوى مكتوبا طبعة أخبار اليوم ـ قصص الأنبياء .. برنامج الدكتور الكبيسي فى حلقات ادريس ونوح وموسي وعيسي عليهم السلام "
أما عن قولك ..

اقتباس:
وأما قولك بأنه كان هناك من آمن بالله غير الرجل الذي ذكره الإسلام _وإن قال به قلة من المفسرين_ يخالف قول الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الرجل حيث قال:"
الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، ومؤمن آل فرعون الذي قال: { أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ ٱللَّهُ } والثالث علي ابن أبي طالب وهو أفضلهم.".
ولو أن الحديث الوارد لا علاقة له بقولى عن مؤازرة المصريين لسيدنا موسي عليه السلام والتى بيناها سابقا بالأدلة التى أتت مطابقة بالأقوال الفقهاء والمؤرخين على حد سواء لأن وصف الصديق ينطبق على صديق الأنبياء وهم عادة خاصة خاصته من قومه ومن الطبيعى ألا يكون من بينهم مصري واحد لكون اليهودية دعوة مستقلة لبنى إسرئيل
إلا أننى أريد أن أسالك سؤالا بشأن هذا الحديث لو أن الصديقين ثلاثة أفضلهم على بن أبي طالب فأين أبو بكر الصديق يا ترى .. وأين حواريو سيدنا عيسي وكان منهم من ألقي عليه الشبه لسيدنا عيسي عليه السلام مضحيا بنفسه لأجل نبيه الذى رفع إلى الله تعالى ..
وأين مريم عليها السلام التى قال عنها القرآن صراحة " وأمه صديقة "


فالحديث الوارد فى ردك أخى الفاضل ليس حديثا من الأصل وليته حتى كان حديثا ضعيفا بل هو موضوع باتفاق العلماء كما أفاد بذلك الامام بن تيمية وأظهره مرجع منهاج السنة حيث يقول بالنص
{ - الصديقون الثلاثة : حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين ، الذي قال : يا قوم اتبعوا المرسلين . وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله . وعلي بن أبي طالب الثالث ، وهو أفضلهم
الراوي: أبو ليلى الأنصاري والد عبدالرحمن - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: ابن تيمية - المصدر: منهاج السنة - الصفحة أو الرقم: 7/223
}

وبالطبع لا أثر لهذا الحديث فى أى صحيح من الصحاح الستة ولا فى أى مرجع للحديث مثل الأم للشافعى والموطأ لمالك ومسند الامام أحمد وتحرى الأحاديث واجب بشدة نظرا لما يحيط بهذا الأمر من مواقع للهلاك كما أفاد لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بشأن الأحاديث التى نرويها عنه عامدين أو جاهلين بفحوى صدقها

اقتباس:
وهذا قول الرازي_رحمه الله في تفسير هذه الآية:" المسألة الأولى: اختلفوا في ذلك الرجل الذي كان من آل فرعون، فقيل إنه كان ابن عم له، وكان جارياً مجرى ولي العهد ومجرى صاحب الشرطة، وقيل كان قبطياً من آل فرعون وما كان من أقاربه، وقيل إنه كان من بني إسرائيل، والقول الأول أقرب لأن لفظ الآل يقع على القرابة والعشيرة قال تعالى:{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـٰهُم بِسَحَرٍ }.اهـ
وهذا قول المفسر العلامة إبن عاشور:" ووصفُه بأنه من آل فرعون صريح في أنه من القبط ولم يكن من بني إسرائيل خلافاً لبعض المفسرين ألا ترى إلى قوله تعالى بعده:
{ يا قوم لكم المُلْك اليومَ ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا }
وهل قلت فى ردى بأن مؤمن آل فرعون كان إسرائيليا أو أنه ليس مصريا .. برجاء الرجوع لردى ستجد أننى قلت أن المصريين أى الشعب المصري آمن بموسي عليه السلام وناصره أما مؤمن آل فرعون فقد كان من أهل فرعون وقادته الذين كان بعضهم معه وبعضهم ضده ويكتم ذك كآسيا امرأة فرعون
هذا هو نص قولى ورجاء مراجعة الأدلة التى كان منها عدم وجود أى ذكر أو اقتران بالكفر ى اسم مصر فى مطلق القرآن بل كان الحديث دوما عن آل فرعون والملأ منهم مرتبطين باسمه وحده وقد سبق أن بينت معنى كلمة آل وقوم وأهل والفوارق بينهم فى ردى السابق

ومن بين الأدلة أيضا تحذير المصريين لموسي خروج فرعون إليه ومن ثم أرسل موسي عليه السلام جيشا من بنى إسرائيل لتنصيب حاكم عادل على المصريين بديلا عن فرعون فلو كان المصريون مؤازرون لفرعون ما الذى دفع موسي عليه السلام لحمل هم استقرارهم وتخليصهم من فرعون إذا
ونصيحتى الأخيرة الابتعاد عن مواقع الدعوات النصرانية التى تحتج بها علينا فهى مواقع بالذات موقع " أندوراوس " الذى أوردت رابطه يزور التاريخ لنفض مصر عن اسلامها
ودعوتى للعز بالحضارة الفرعونية دعوة للفخر بالعلوم التى لا حصر لها والتى انبهر بها العالم ولا زال وتناقلت الحضارة الغربية قول هيرودوت المؤرخ الإغريقي القديم لعلماء عصره من اليونان " إن علمكم إلى جوار علم المصريين لعبة أطفال " وكان هذا بعد زيارته لمصر فى القرن الثالث قبل الميلاد ومعه الكثير من نجوم الإغريق مثل " أفلاطون " وأرسيلوس " والحضارة الفرعونية لم تكن كسابق الحضارات أو تعرضت يوما لعقاب إلهى شامل أو وقفت فى وجه دعوة توحيد سواء من عهد النبي ادريس عليه السلام حتى الإسلام
ومبررات الفخر بمصر فى التاريخ القديم أكثر من أن تحصي ويكفيها مواضع القرآن الكريم والسنة الصحيحة التى روت الكثير عن ذلك التاريخ لأنها على حد قول رسول الله عليه الصلاة والسلام " فى رباط إلى يوم القيامة "


خالص التحية






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملامح سقوط الحضارة العربية/الاسلامية في شعر المتنبي عادل الامين منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 6 26-08-2010 02:22 AM
تتمة - ما بين ثقافة الإنسان وحضارة الآلة مريم محمد منتدى الحوار الفكري العام 0 18-08-2007 08:19 AM
مكالمات لم يرد عليها!! حنان بيروتي منتدى القصة القصيرة 6 20-05-2007 01:17 PM
مكالمة لم يرد عليها...... دانا قبج منتدى الحوار الفكري العام 4 17-10-2006 11:33 PM
نساء من التاريخ فاطمة الجزائرية منتدى الحوار الفكري العام 5 28-03-2006 07:11 PM

الساعة الآن 10:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط