قلق أمريكي من إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران دون التنسيق مع واشنطن

[احمد العتيبي]

قلق أمريكي من إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران دون التنسيق مع واشنطن

زهير أندراوس
2011-10-31

الناصرة ـ 'القدس العربي': يُواصل الاعلام العبري في إسرائيل تسليط الضوء على إمكانية قيام تل أبيب بشن هجومٍ عسكري لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، مع التركيز على أن الضربة الإسرائيلية قد تخرج إلى حيز التنفيذ قبل حلول موسم الشتاء القادم، من ناحية، ومن ناحية أخرى، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، إيهود باراك، أبرما صفقة سرية للقيام بهذا العدوان، حتى دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، أو بالمقابل التنسيق مع إدارة الرئيس باراك أوباما.

وأمس الاثنين، وللمرة الثانية، خلال ثلاثة أيام، خصصت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عنوانها الرئيسي للمسألة الإيرانية، ونقلت عن مصادر أمريكية، وصفتها بأنها رفيعة المستوى قولها إن واشنطن قلقة جدًا من قيام تل أبيب بتوجيه الضربة العسكرية لطهران قريبا، لافتًا إلى أن الأمريكيين باتوا في وضع من الخوف الشديد الممزوج بالجنون من هذه الإمكانية.

وقال المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، إليكس فيشمان، في تقرير أعده من العاصمة الأمريكية، واشنطن، إن الإدارة الأمريكية تقوم بالنشاط في عدة مجالات وعلى عدة مستويات بهدف الضغط على مجس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بتشديد العقوبات المفروضة على إيران، كما قال مسؤول كبير في الإدارة للمحلل الإسرائيلي، الذي زاد أن القلق الأمريكي من الضربة الإسرائيلية، يرتفع مع اقتراب شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث من المقرر أن تقوم وكالة الطاقة النووية الدولية بنشر تقريرٍ خاصٍ يؤكد بما لا يدعو للشك بأن طهران قطعت شوطا كبيرا نحو القنبلة النووية.

وفي واشنطن، أضاف فيشمان، يخشون من أن نشر التقرير سيُشكل حافزا قويا أمام إسرائيل للجوء إلى الخيار العسكري، وهو الخيار الذي لا يتماشى ولا يتماهى بالضرورة مع المصالح الأمريكية. وتابع المصدر عينه، بحسب الصحيفة، أن تقدير الموقف الأمريكي القائل إن إسرائيل تُعد العدة لتنفيذ الهجوم العسكري على إيران يعتمد في ما يعتمد على مراقبة التدريبات التي أجرتها الدولة العبرية في السنوات الأخيرة، والآن، شدد المصدر الرفيع، دخل المستوى السياسي والعسكري في واشنطن إلى حالة من العمل الزائد لتحقيق هدف واحد فقط: ممارسة الضغط على المصدر ذاته، يقوم الأمريكيون بممارسة ضغوطٍ جمةٍ على كلٍ من روسيا والصين، اللتين، كما هو معروف، تعارضان نشر التقرير المذكور خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ذلك أن التقرير، الذي سيتطرق إلى التقدم الإيراني في البرنامج النووي سيؤدي لإرباك وإحراج الدولتين، اللتين تحافظان على موقفيهما القاضي برفض تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية على طهران.

وأوضح المصدر الأمريكي الرفيع، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، أنه من غير المستبعد البتة أنْ يؤدي نشر التقرير الدولي، الذي يؤكد على التقدم الإيراني في برنامجها النووي العسكري على حض الدولتين المذكورتين لتغيير موقفيهما في مجلس الأمن الدولي، والانضمام للمبادرة الأمريكية لفرض عقوبات جديدة وقاسية على إيران من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، على حد قوله.

ولفت المصدر إلى أن القلق الأمريكي من إقدام إسرائيل على ضربة عسكرية لإيران، دفع صناع القرار في واشنطن إلى العمل على عدة مسارات للضغط على مجلس الأمن الدولي، إذ أن الأمريكيين يعملون على إبراز الخطة الإسرائيلية القاضية بضرب إيران، وأيضا بواسطة نشر تقرير وكالة الطاقة النووية الدولية، وأيضًا بواسطة التوجه المباشر لمجلس الأمن الدولي بهدف استصدار قرار يدين ويشجب إيران على محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا، عادل الجبير، وهو الإدعاء الأمريكي الذي رفضته إيران جملةً وتفصيلاً.

علاوةً على ما ذُكر أنفا، قالت الصحيفة العبرية، إن إسرائيل تعمل اليوم في خمسة مجالات ضد البرنامج النووي الإيراني: الأول تصفية الخبراء الإيرانيين، الثاني زرع الفيروسات في الحواسيب المركزية للمشروع النووي الإيراني، الثالث الضغط الدبلوماسي على مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات قاسية على إيران، مشددة على أنه حتى الآن قرر المجلس أربع مرات فرض العقوبات، الرابع، بحسب وثائق موقع التسريبات (ويكيليكس) فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية قامت بإجراء سلسلة من اللقاءات بهدف عزل إيران من الناحية الاقتصادية ومع شركات غربية من التعاون مع البنوك الإيرانية، الخامس والأخير، فإن رئيس الموساد السابق، مئير داغان، بحسب وثائق (وييكليكس) طالب في عدة لقاءات عقدها مع مسؤولين من دولٍ مختلفةٍ لتشجيع المعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام الحالي، ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يوجد أي تأكيد لصحة هذا الأمر، على حد تعبيرها.

يُشار الى ان الباحث موشيه فيرد، من مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان نشر سيناريو مُرعب حول الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي: سفن إيرانية ستهدد حرية الإبحار الإسرائيلي في باب المندب (احد الأسباب لاندلاع حرب الأيام الستة). الإيرانيون سيشرعون في هجوم دبلوماسي وإسرائيل ستشجب من على كل منصة دولية. الولايات المتحدة ستفرض حظرا على قطع الغيار لطائرات سلاح الجو، مثلما فعلت بعد الهجوم على المفاعل العراقي وبعد يوم الغفران 1973.

الإيرانيون سينقلون قوات إرسالية إلى حزب الله وربما أيضا إلى سورية، إذا تغير هناك الحكم. إسرائيل ستعين عليها أن تجند قوات احتياط كبيرة، لزمن طويل، حيال سورية، في حالة تعاونها مع إيران لحماية هضبة الجولان. حزب الله من لبنان وحماس من غزة سيشرعان بنار كثيفة وطويلة على معظم السكان في إسرائيل.

إسرائيل لن تنجح في وقف نار الصواريخ بالهجمات من الجو وتضطر إلى محاولة احتلال معظم لبنان، ولكنها ستواجه مقاومة شديدة من حزب الله وإيران (ذات السيناريو في قطاع غزة).

حزب الله والإيرانيون سيستخدمون الإرهاب في الأراضي الإسرائيلية، وفي المناطق التي ستحتل ستكون قوات احتياط لزمن طويل وستنشأ حرب عصابات، الإيرانيون سيطلقون من إيران صواريخ أرض أرض على تجمعات سكانية إسرائيلية، وعندها، قال الباحث، داخل كل الجلبة، سيستأنف الإيرانيون البرنامج النووي الذي تضرر.