يتصرم الوقت وينحت معالم الذبول ، فتحاول اخفاءه عبر ترميمه بأدوات التجميل التي أقبلت عليه بشدة من أجل زرع بذرة أمل جديدة ، بعدما أخفقت في تحقيق أحلامها التي كانت تسعى اليها بشغف وشوق مكبوت ، والتي تحطمت وراح يطمرها اﻻلم ، أﻻ انها لم تعلن الهزيمة واﻻستسلام فكانت تقاوم ولم يسيطر عليها الياس ، أشعلت ذات مره فكرها المثقل باﻻسى وأبحرت نحو طفولتها تسكب منها اللهو والمرح بشراهة ، فاختمر عقلها وغمرتها السعادة المفرطة التي زادت من انفعالها مع ضحكات طفل صوبت نظرها نحوه وهي ترسل ابتسامتها الجسورة ، الذي اندفع اليها فسارعت إلى ضمه في حضنها بقوة وامطاره بالقبﻻت .
كم اشتقت اليك قالتها بنبرة عالية .
قالت أختها أتمنى من الله أن ترزقي بمثله .
انقبضت نفسها فتاهت في البحث عن التمنى وامعنت في مﻻحقته لكنه تحول إلى سراب بعدما هجم على فكرها ذكريات مؤلمة مترسبة في داخلها بشدة لم تندمل ، حاولت إطفاء شعلتها ولكن زاد لهيبها واشتد بعدما طرق سمعها صوت أبيها العالى الذي أخذ يرميها بسام لفظية قاسية .
انك وصمة عار على العائلة .
ليتك كنت تحت التراب قالها بلهجته الريفية المعتادة .
انغرست تلك العبارات في جسدها وإحرقت جوفها واجهشت بالبكاء وأنهمرت دموعها ودخلت في نشيج ونحيب وكبلها الحزن