الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم الرواية

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2015, 05:55 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلطان خويطر
أقلامي
 
إحصائية العضو







سلطان خويطر غير متصل


جديد الجنغونونييا


إهداء : إلى كل القطط الحزينة في هذا العالم.


صحيت باكراً هذا الصباح وفكري معلق بقطة عمياء سبق أن رأيتها يوم أمس في مقر عملي تتضور جوعاً، سمعت بعدها صوت خفي في داخلي يأمرني أن أحضر لها الطعام، علبة سردين تكفي لسد حاجتها ليوم واحد، لا أدري أن كان الحب في حياة الإنسان قدر أم صنيعة كل ما أردته إطعام القطة وقد فعلت.


مقدمة للرواية :


يعتبر نشر رواية من هذا النوع مثيراً لمن لا يكترث سوى بالصورة الجميلة المسطحة ذات البرواز المذهب وربما تتسبب في إعراض بعض محبى الصورة النمطية التخيلية عنها كونها تحمل الكثير من العبارات والأحداث النشاز التي تخدش الحياء العام وتثير التوجس وربما الإشمئزاز والقلق وهذا لا يعني لي الكتابة بحرية مطلقة خارج إطار الرواية وأرجوا أن لا يعتبر ما ذكرت مبرر للحيز عن مصداقية الطرح، على الأقل بالنسبة لي ولكم قططي الأعزاء.

الجزء الأول:

يحتاج الإنسان إلى أربعين سنة ليدرك قيمة الحياة كما يحتاج الماء إلى مئة درجة من الحرارة لبلوغ مرحلة الغليان وتحتاج الفواكه إلى فصل كامل لبلوغ ذروة النضج لكل شيء في العالم دورة استثنائية تبدأ من لا شيء حتى بلوغ الذروة ثم تعود أدراجها وتتلاشي وفي حالتي حيث كان الفقر يسخر من ضخ أكثر من 300 الف برميل من النفط يومياً بسبب العولمة التي وجدت في الحوسبة ثقب أسود هائل يبتلع كل ما هو خام، كان الوضع يحتاج بكل ما فيه إلى إستدعاء الجنغونونييا ما هي الجنغونونييا؟ وكيف نشأت؟ وكيف يتم إستدعائها؟ إليك بوادر الطريقة السحرية لتحضير روح الجنغونونييا وتعرف بنفسك عليها لتتمكن من الإجابة على كل سؤال يحير فكرك أو يتعب سريرتك لكن قبل أن تبدأ بإنتقاد من حولك تذكر كل منا يجد العذر للكلب الذي أحب.


كنت قد أفلست تمام الإفلاس ربما يعود الحال كوني روائي مبتذل فاشل ولوطي منبوذ إنقاد خلف الرذيلة وغرق في مؤخرة الحياة، طردت من عملي للأسباب ذاتها التي توظفت من أجلها... النظام، كان النظام يسمح بتوظيفي في وقت ما وسمح بالإستغناء عن خدماتي وطردي في وقت آخر ما أصعب أن يفكر السعودي بالهجرة والنجاح في بلد آخر يكاد يكون الأمر غير منطقياً من الناحية المهنية والإقتصادية فالسعودي بطبيعته غارق حتى النخاع في حب بلده ومعتز بثقافته ولا يملك سوى خيار تحقيق النجاح في بلده أو الموت فاشلاً بين ذراعيه هذا من الناحية المهنية أما من الناحية الإقتصادية فيتكفل بها لسان الدعاية القائل أن كان لديك رأس مال تعال إلى السعودية للإستثمار، وإذا لم يكن لديك رأس المال أذهب إلى السعودية للعمل، مع أعلان شبه مبطن يحذرك أن تولد فقيراً في السعودية بدون رأس و مال فأنت حتماً ستواجه مصاعب تفوق توقعاتك.


وبسكب هذا التداعي مقارنة على جارحين كالصقر والبومة حيث لا يستطيع الصقر الصيد في الليل تظل البومة حبيسة الجوع أثناء النهار ولكون الخيار الأول لم يتحقق وجدت في الخيار الثاني مقبرة لأحلامي الفاشلة، إنغمست حتى الضياع وعشت مستجدياً بلا كرامة أو خلق أو عاطفة كنت قد استوفيت مدخراتي في إشباع لذة الهروب المخلوقة من دخان الحشيش الذي يحلق في مسرح الجنغونونييا وهو ليس بمسرح هزلي لبعث التشفي من أناس أو نظام بعينه فالطريقة الناجعة للتغلب على النظام تكمن في إتباع تعاليمه وتطبيق مفاهيمه أما النجاح الباهر عليه فيكمن في عبادته وتبجيله ولكونه ليس ببوذا العادل ولا بالمسيح المتسامح ولا بالإسلام المتياسر تشكل على هيئة مسرح من أدخنة الحشيش النافذة وبالرغم من إرتفاع سقفه وضخامة جماهيره يقف منحنياً على أعمدة من دخان الحشيش و فضاء من الدخان نفسه حتى أثاثه لم يسلم من زفرات الدخان المتصاعد أما شخصياته فهي شخصيات حقيقية إختلطت مع نسيج الدخان حتى قاربت على فقدان ملامحها الحقيقية تنسل من بين تلك السحابة واقفة على مسرح ملء بالفنتازيا الجنغونونية وهي كلمة تمزج بين الغاية والجنون فأتت بهذه الصورة فريدة الوصف كمن تحمل هويتها قنبلة موقوتة لفت بفتيل طويل من الكبريت الذي تم إشعاله منذ عهد قديم وكل ما يرجوه مشعلها منذ ذلك الوقت إلى الآن وربما غداً أن تضعها يد أمينة أو خائنة في مكان يكرهه قد يكون المكان أي شيء، أن فتشت حولك جيداً ستجده يستهزأ بكل أحلامك بإبتسامته الساخرة منادياً إياك بسقط المتاع ، هو في الغالب شيء تود إخفائه أو مسحه شيء لا تحب أن تراه لقوة الإيمان بأن له تأثير سلبي على حياتك وفي نفس الوقت لا تود أن تتحداه وجه لوجه بسبب صعوبة تخطيه، وها أنت بعد أن إعتمدت تكتيك مشية الدودة وقسمت التحدي الكبير إلى تحديات أصغر وبدأت تشعر بخطواتك الصغيرة تقترب بسلاسة إلى النجاح يبدأ الدخان بالتشكل وتقوم المسرحية بترتيب نفسها للعرض، وبشكل تدريجي تبرز ستائر حمراء قاتمة من الزنك الأملس تنكمش على جانبي المسرح بصوتها الحاد المقشعر للأبدان معلنة بداية المسرحية حيث يسمع صوت شارد من العدم لرضيع واء... واء...... واااااااااء! تتبعها همهمة من الضمير المتأهب خلف الرضيع سه سه أس!


تظهر في لجة الدخان تلك بناية شاهقة من الحديد المسلح وهي تنشر ملابس ساكنيها بقدر إمتداد مياه مجاريها الماجنة، وتحت في أسفل شسعها المربوط بالأزقة الضيقة تظهر الخرابة!، وهي صفة نطلقها بسذاجة على مساكننا القديمة التي لم نعد بحاجة لها ولو أتيح لها الحديث لتحدثت مثلنا بأنها لم تعد بحاجة لنا أيضاً فهل باعدت الحضارة بيننا إلى الحد الذي تملكني ودفعني لمحاولة إسترجاع ما طمس منها ؟ أم أنني مجرد روائي متشرد وجد ضالته في كتابة قصة وقحة تدور أحداثها في بيت قديم مهجور ملفوف بالأوساخ التليدة والقمامة الجافة والغبار ومن نافذة شقت فوق سطحه المرتفع بمترين ونصف عن الباب المقيد بأقفال مات صانعوها قبل إشعال الفتيل!، كان بإمكان النافذة إبتزاز الفرح ممن يقف أمام بابها المخيف كالغول صاحب العين الواحدة، كنت حينها لا أزال أجهل الجنغونونييا بل أنني فقدت قدرتي على التماسك ما جعلني أكره الكتابة وهي الشيء الوحيد الذي أجيد.


بدت العين الواحدة ضعيفة وموجعة إذا ما تم إجبارها على الإنغلاق وقلت في نفسي ويح لسكان المدينة التي يعيش فيها غول عملاق بعين واحدة عمياء، ويح لهم عندما ينام، وويح لهم عندما يجوع، وويح لهم عندما يشبع وتضطرب أمعائه وكل الويح لهم عندما يغضب، عندما رأى العقاري حالتي وتأثير رأسي بمفعول مادة الحشيش التي أسرفت في تدخينها قرص إذني لديك فرصة أن تسكن هنا أنت ورفاقك دون أن تدفع ريالاً واحداً، فقط قوموا بتنظيف البيت جيداً، يوجد لديكم كهرباء، وغرفتين في الأسفل، وحمام في الزاوية، وسطح فسيح لمشاهدة القمر والنجوم وربما تجدون خزان الماء سليماً فتحظوا بدش ساخن في الليالي الباردة.


لست متأكداً من هذه المسألة لكنكم لن تكونوا مجبرين لدفع رسوم الإيجار المرتفعة لأي أحد طالما كنتم تسكنون هنا ومد إلي عقد الإيجار المجاني المفتوح المدة، إقتربت من الباب ونظرت إلى أقفاله توهمت لبرهة بسبب مفعول الدخان أن بإستطاعة نظراتي الخارقة أن تذيب الأقفال وتفتح الباب وتزيل الأوساخ وتساءلت حينها من أي مكان تنبع هذه الأحلام والعجيب أن الذاكرة تحتفظ بها بجانب الذكريات الجميلة دون أن تفضل إحداها على الأخرى فتضعني في حيرة لبعض الوقت هل الأحلام الجميلة هي ذكريات جميلة أم أن الذكريات الجميلة هي الأحلام الجميلة وحسب ؟ إنتبهت عندما تحرك جرذ ضخم تحت قدماي ومن فتحة أسفل الباب أنسل اللعين إلى داخل المنزل كان العقاري متوتر وهو يمد خطاه لينصرف.

ناديته : أنت
أجاب : نعم
نبهته : أين مفتاح القفلين ؟
أستخدم المطرقة لفتح الباب! وانصرف..

بالنسبة لي كانت تجربة فريدة لكسب مهارات مختلفة ومحفز بارع للكتابة ولم أجرؤ علي قبول المغامرة إلا بعد أن تأكدت من مشاركة غمار التجربة مع متطوعين وهم أصدقائي الثلاثة كان لكل واحد منهم دوافعه المشتركة والخاصة لقبول العرض وبالرغم أنها ستكون مكاناً ملائما للإنزواء عن العالم وتوفير المال للأمر الأهم وهو تدخين الحشيش بإفراط وصخب أعتبرت أن المغامرة التي تقبل القسمة على أكثر من واحد هي مغامرة ناجحة وحدها المغامرة الفاشلة تفطر قلبٌ واحد لإنسان واحد وكنا أربعة إذاً لا داعي للقلق من إقتسام نتائج التجربة بالتساوي.


عازب ومتزوج وأرمل صفات ثقيلة لمغترب واحد وهو أكبرنا عثمان معتد بشاربه الحانق من لسعات الشيب مع جبهة عريضة تلتحف نصف فروة الرأس بينما ترك النصف الأمامي منها بدون غطاء كمزارع شرع في نوم عميق تاركاً أقدامه المرهقة تلاطف الهواء، سبق له أن عمل كسائق في مجال نقل البضائع قرابة عشرين سنة ولم تشفع له هذه السنين لدي صاحب المؤسسة التي يعمل بها عندما تحطمت شاحنته قبل عام بحادث عابر، تم تغريمه مبلغ إصلاح الشاحنة.


ورغم شح المال الذي كان يتقاضاه أستمر بالعمل لمدة سنة محاولاً أن يسدد المبلغ المتبقي وعندما أحتاج إلى المال لعلاج زوجته المصابة بمرض السرطان رفض صاحب العمل إعطائه المال بل أنه رفض أن يسلمه زواج السفر فما يزال عليه دين كبير لم يدفع منه سوى أقل من ربع المبلغ المحدد لإصلاح الشاحنة وعندما ماتت زوجته إنهار وقرر الفرار من مشاكله وعدم المواجهة وهكذا أنظم إلى المحششين أسياد العالم السفلي بكل ما فيه بل أنه أحب هذا العالم الذي يهتم بأسافل الأشياء بداية بأسفل المرأة والشواذ وإنتهاءً بالحياة فقاعدته الشاملة يختصرها في المثل القائل "كن نملة وكل سكر".


شخصية أخرى لا تشبه سابقتها سوى بالإصرار على الفشل، أصر ماهر أن هناك كنوز في باطن الأرض وهو متيقن من أنه سيأتي يوم ويخرج كنزه المدفون من حفرة الحظ خاصته، أهتم بالمشعوذين وصدق الدجالين والسحرة وجالسهم تعلم منهم الخداع وتلون بألوانهم حتى بات على يقين من قدرته على تطبيق الدروس التي تعلمها بإحترافية كان يرى السيد! كما كنا نسميه أن خير مكان لبدايته تكمن في مكان مشلول مقعد لا يملك ظهر يستند عليه ولا حضن للتخفيف من وجعه فأنظم للمجموعة وربما يكون الوحيد الذي أعلن عن سبب انضمامه لنا فقد سبق أن سرني لمحات من تضعضع مفهومه للحياة حين قال أريد تطبيق ما تعلمته ولا يوجد أفضل من هذه الحشائش وهذه العشوائيات هنا بإمكان آلة الغواية أن تتصارع علانية مع آلة الإغراء وتسدد لها لكمة قوية تحت خاصرتها حتى يسقط وزرها ومن يدري ربما راق لها الأمر ورضيت بما بعد ذلك! كانت لديه خطة ساذجة راهن على نجاحها معتبراً إياها بجانب حضوره الذهني المذهل مصدر رزقه الوحيد لتوفير مادة الحشيش الذي بدأت أسعاره ترتفع بشكل تدريجي مع وجود ندرة للنوع الجيد منه قياساً بموازينه الفريدة حيث قسمت على نحو مرضي للبائع والمشتري، تبدأ بالدّفة أو حق الرأس المجانية تباعاً إلى ميزان الأصبع ويتراوح سعره بين خمسمائة و الألف ريالاً حسب توفر المادة فما فوق ذلك بالتوالي يأتي الثمن، ثم الكف، ثم الربع، ثم البلاطة وهي مقدار كيلو من الحشيش عند هذا الحد كل ما زادت عدد بلاطاتك زادت مكانتك، كانت خطته للعمل تقتضي بتجهيز واحدة من الغرف لخلوته حيث يرتبها على شكل صومعة كهنوتية يقوم بتأثيثها بجلود السباع وجماجم الأغنام النافقة والعظام المصقولة وكل ما هو مثير بجانب الإضاءة الوامضة لإشباع حواس الخوف الجائعة حين تقدم على مأدبة مليئة بالخرافات وتلتهم بنهم كل ما عليها.


كان يخفي مجموعة من السراويل النسائية والرجالية فوق رف ضاهر بجانب الباب يصعب رأيتها لمن يدخل الغرفة دون إشارة بسبب الدخان والإضاءة الخافتة بجانب التشويش الذهني الذي يصاحب من يقصد السحرة والدجالين ثم ينتظر اللحظة المناسبة وكان بارعاً في إقتناصها وعند بلوغ ذروة اللحظة المنشودة يقول للضحية بصوت قوي من خلف دخان الأبخرة وهو يقبع في ركنه ويرتدي ملابسه الأفريقية ومغطياُ رأسه بشال من الحرير أسود مذهب الأطراف، ناوليني أو ناولني سروال الخيانة! تكون الضحية تحت تأثير الدخان ورائحة الثوم المحروق وبخور المستكة وعندما يكون الطلب غير مباشر تكون الإستجابة مرتبكة وحائرة وانفعالية وعلى سجيتها وتحت وميض المؤثرات الخارجية المصورة تقوم الضحية التي أقدمت على الخيانة والمغلوبة على أمرها بفسخ سروالها وتقديمه له حينها يأخذه بكلتا يديه ويسعفه بشهقة ممطوطة ويأخذ في ثرثرة مبهمة تشل الضحية ثم ينفخ فيه من فمه ثم يأمر السيدة أن تتمدد على السرير في الجهة المقابلة ليقوم بإلباسها سروالها المنقي من الخطيئة وهكذا يكون سرها قد دفن للأبد ويتمكن من الحصول على خيطه الأول لنسج شباكه حول الضحية، أما أن كانت الضحية على قدر من التمنع والحرص والإخلاص ولم تمتثل لأمره يطلب منها بلطف أن تمد له أحد السراويل المعلقة فوق الباب وفيما كنا نتابع هذه الأحداث من شق في الجدار من الغرفة المجاورة كانت خيبة أمل كبيرة ترتسم على محيا أصدقائي حين تحين هذه اللحظة التي لا يفضلون مشاهدتها فيما كنت أسعد بهذه اللحظة بجانب دوري المتعلق بالرجال وإلباسهم السراويل كان صوت السيد حين يناديني بشمشون كمن يحرر كلب هائج لوليمة دسمة كنت أحمقاً كما أسفلت هل ذكرت هذا من قبل؟ ولكن ماهي الحماقة على كل حال؟ فيما يخص النساء وكروائي تهمه التفاصيل كنت أتساءل أي سروال ستختار ؟ هل ستختار القرمزي ذو الخيط الرفيع الذي يعض اللحم أم ذوقها سيختار الأحمر القاتم؟ أم الأبيض الحريري؟ أم أنها ستصدمني باختيار سروال رجالي؟ فيما يكون السيد قد بدأ بسرد قصص كاذبة عن خيانة زوج الضحية وأن بإستطاعته تكبيل جوارحه تجاه نساء الأرض فلا يرى سواها امرأة خصبة وزوجة وفيه وهكذا يحصل منها على مبلغ كبير المال، لديه خطة للعمل أفصح أن بمقدوره تنفيذها وكنت أدعوا في البداية أن لا تتوفر له ضحية لتجربتها فقد كنت أميل لتناول الحشيش في مكان هادئ مع أربعة أشخاص يفضلون لعبة الشطرنج التي تمتد لساعات كل ما تمنيته حينها أن أهدر الوقت.


بقي رابعنا رياض وكنت أنا وهو نتقاسم نفس الأسم كنا نتشابه في كثير من الأمور بيد أنني أخرج ما بداخلي عن طريق الكتابة أما هو فكان يمتلك لسان معسول عذب الكلمات رقيق المعاني سبق وأن حظى بالزواج من فتاة جميلة تصغره بسنتين ، بالنسبة له كانت بمثابة أميرة سلبت من قصر ملكي وبالنسبة لي عندما حظيت برؤيتها قبل أن يتزوجها وربما قبل أن يعرفها رأيتها تلبس فستان مخطط كانت المرة الأولي التي أرى فيها غزالة ترتدي جلد نمر بدت فائقة الجمال ناعمة بلمسة متوحشة وهي تتراقص على أنغام موسيقي بطيئة اللحن شبقة بالحزن وقفت أتأمل جمال مفاتنها الراقصة بإضطراب لدرجة أن كاحلي التوت ولم أشعر بالألم حينها، تمنيت إحتضانها بكل جوارحي وكنت أحسده بل أنني تمنيت من صميم قلبي أن يطلقها أن يتركها اليوم أو غداً، كنت أتضور شوقاَ لرؤيتها كما كنت في الماضي أغمس أصابعي في طبق العصيدة المحلاة بالعسل التي كانت تعدها لنا أيام الطفولة ، أخيراَ تم لي ما أردت الآن تم طلاقها وافترقت عن رياض لقد نضجت وكبرت وأصبح في مقدورها الإختيار بكامل إرادتها دون سكب الأكاذيب وإستخدام الآمال للتأثير على قرارها كما فعلوا بها قبل خمس سنوات، كنت أمني النفس أن يوماً ما سيأتي يحمل في طياته السعادة لي ولها فوق سرير واحد وتحت سقف واحد، وكنت طوال السنين الماضية أتخبط في الإجابات هل قادها إليه حسن الطالع أو سوء الطالع؟ كيف يصاحب سوء الطالع هذه الوجنات الزكية ، كان بإمكانها أن تكون زوجتي وأن يمنح كل واحد منا السعادة للآخر فقط لو لم يقبض على والدها بالجرم المشهود، كنا صغاراً مجرد أطفال يلهون بذكورتهم بشكل خاطئ وفي غياب النصح والمراقبة والوقوف بحزم وتتبع الأسباب بروية وبصيرة تحدث هذه الأمور، أذكر حين رآني والدها وأنا جاثم فوق صبي يصغرني بسنوات ظننت أنني في مأمن من عيون الغرباء فوق السطح وداخل صّندقة الحمام الذي كنت أربيه لكن والد زينة رآني لقد فاجئني وأنا في الجرم المشهود جرني من أذني الكبيرة وأنا أتوسل إليه أن يسترني ويتجاوز عن خطيئتي التي لا تغتفر، كان الصبي الآخر يجر وجعات الخزي والألم المنخورة في عظامه، قام والدها بسحبي وإذلالي أمام أهل الحي وبات جميع أهل الحي يعرفونني بذلك الجرم المشهود حتي أنهم منعوا أبنائهم من مرافقتي أو السير معي في طريق واحد عشت طفولتي وحيداً أهرب من المدرسة وأتسكع في الطرقات أصب قضبي على المارة والأطفال الذين يصغروني، حتى سكن رياض في حينا والتحق بمدرستي كان في مثل سني وشاركني الفصل نفسة جاء لينقذني، وتكفل والده بتثقيفي فقد كان يمارس الكتابة ويقوم بتأليف الروايات وأذكر أنه في أحد الأيام وجدني أقوم بقراءة مذكراته الخاصة تركني رياض في غرفة والده وذهب ليجلب الشاي وجاء والده على غير العادة باكراً من عمله وحين رآني أهداني كتاباً وهمس في أذني أذا أردت أن تصبح كاتباً مبدعاً دافع بقلمك عن من تحب، أستحضر كلماته اليوم وسبق له أن قضي نحبه وأتوجع وفي لوعتي سؤال تمنيت أن يجيبني عليه قبل أن يرحل كيف أدافع عن من أحب وأكره في نفس الوقت؟ أحب نفسي ومع ذلك أمقتها..! أكرهها..! أن مشاعري مختلطة بين الحب والكره كم أحس بالذنب تجاه رياض، رباه...! جاء لينقذني فغرق معي لقد كنت أثقل من أن أطفوا وأخف من أن أغرق كنت مشتتاً وبلا حلم أما هو كان بمقدوره النجاح لو ابتعدت عنه، لو منحته المساحة اللازمة ! لقد ورطته في تدخين مادة الحشيش حتى أدمن عليها أردت تدمير حياته فكافئني الحظ بتدمير أحلام أربعة، أحلام صديقي وأحلام زوجته وطفله الصغير، وأحلامي التي نزحت من أحلامهم، والآن أصبحنا أنا وهو ضحية لمغامراتنا، لو عرف ما بداخلي سيقتلني سيعاقبني بما أستحق، لا يوجد صديق بهذا السوء مطلقاً، أتراه يسامحني لو عرف كم كنت أحبه قبل أن يفكر بزينة ويتزوجها؟ كان مزاجه متقلب بين الحين والحين أحيانا يبدو عدائياً وكأنه يعلم بما أخفيه وأحيناً يكون لطيفاً ومتسامحاً أحب زوجته وبدورها أحبته وأهدته صبياً وسيماً بهي الطلعة لكن فقره كان عائقاً أمام متطلبات الجمال فقرر أن يتاجر بالحشيش لسد إحتياجاته منه وفي نفس الوقت الوفاء بمتطلبات حياته الجديدة وعندما سقط في قبضة الشرطة للمرة الثانية وحكم عليه بسنتين في الحبس، قررت زوجته أن تتركه بعد هذه الحادثة وتخلت عن أبنها طواعية تحت إرادة والديه أما هو فقد راقت له فكرة تعذيبها أراد أن يحرق قلبها على ولدها وبدون أن يشعر كان الأبن يشعل في قلبه الحنين إليها، إلى زينة تلك الفتاة الصغيرة التي طالما أتعبنا أقدامها حين كانت صغيرة بالبحث عنا من خلال لعبة الأستغماية كانت تمضي أوقات عصيبة في البحث عنا بينما نحن نختبئ ونراقب تصرفاتها كانت تبذل المستحيل من أجل إيجادنا وحين يدب اليأس في قلبها تأخذ في الإنزواء على عتبة باب بيتهم وتأخذ في موجة بكاء تجبرنا على الخروج من مكامننا حينها تقوم ضاحكة وهي تصرخ لقد خدعتكم....! وتقوم بتسليمنا ثلاث مرات ضاربة بيدها على جدار اللعبة، ربما جاء دورنا للبحث عنها بنفس الطريقة لكننا لم نعد نخدع بتلك الدموع لقد أفرغت الحياة دموعنا وأبقت لنا ضاهر الحزن متشبثاً بوجوهنا الفارغة كجدران حينا القديم، أو ربما تكون في مكان ما غارقة في البكاء عل حيلتها تنطوي علينا من جديد ونعاود الظهور كمغفلين، لا أدري بمشاعرها فقد مرت بظروف مؤلمة مؤخراً سمعت أنها تمتهن التطبيب في مستشفى لكن رياض لم يخبرني أي مستشفى! هذا الذي تعمل فيه، لكنني سأعرف طالما أن رياض يسكن معي الآن ستصلني أخبارها أول بأول لكن علي أولاً إن لا أثير الشكوك حول هذا الحب الذي يعتصر أمعائي، كره رياض جميع نساء الأرض وأعتبرهم خائنين لا يهمهم سوى إشباع رغبتهن على حساب الرجال الأغنياء ولكونه ولد فقيراً ولم يفلح بتخطي هذه المحنة سقط معنا ووافق على أن نسكن البيت المهجور صاحب العين الواحدة.


تم الأمر وإتفقنا على الإنتقال صباحاً إلى الخرابة الكائنة في وسط حي منسي تتجمع فيه المياه الآسنة معلنة إختناق الأخلاق حتى الموت.

الجزء الثاني:

شحنا أمتعتنا وذهبنا إلى مسكننا الجديد أستقرق كسر الأقفال منا أرخص ما نملك حينها وهو الوقت أخذت عيون النوافذ من العمارة المجاورة تراقبنا وتتلصص على تصرفاتنا بشيء من الريبة


وربما لو إستطاعت لأسعفتنا بضحكات لا تقل مجونناَ عن تسرب مياه مجاريهم الخانقة، أحسست بالخجل من تصرفاتي وكنت أُشاهد التردد على وجوه أصدقائي وأقول لنفسي لعلها ليست فكرة سديدة أن نلقي بأنفسنا في هذا المكان الموبوء، كنت أضرب الأقفال بحماس حتي أوشكت المطرقة على التلف ،كنت أحمقاً ولطالما تركت الحماقة تقودني للمجهول منذ فضيحتي فوق السطح مع الغلام لم أعد أكترث بما تسلبه الأيام مني، ثم ماهي الحماقة على كل حال! هي أن تتصرف بطريقة مشينة وغير سوية بعد أن أجيبه يراودني السؤال السخيف مرة أخرى وكأنه غير مقتنع بما أسررته من جواب، ما هي الحماقة على كل حال؟، أن تتجرد من إنسانيتك وتتهاوي في حب زوجة صديقك!، ما هي الحماقة في هذا الحب ؟ أن تعجز عن شرح الإهانة لذاتك! يتكرر السؤال في حلقة رأسي ككبش يجتر غذائه عند الجوع ماهي الحماقة على كل حال؟...! هذه المرة لم يستسغ عقلي الباطن مضغ السؤال فنتج عن عسر هضمه غازات أتت على شكل طاقة ديناميكية أخرجتني عن شعوري وضربت القفل بقوة مع صرخة عفوية.... لا أعلم...! هل إرتحت الآن...!، يال الغرابة...! كان قفل الباب قد كسر بفضل تلك الضربة مشتتة الفكر وقوية القبضة ولم أتأكد عن سبب تلك السعادة التي بدت على وجوه أصدقائي وتساءلت هل سمعوا صوت الفرقعة المدوية التي كسرت القفل أم أن كسر القفل شتت أنتباههم عن التركيز.


راحوا يرددون أصبح ضميرك يتهاوى كما تتهاوى مخيلتك استشعرت حديثهم بضيق، على الأقل ضميري قدم لكم خدمة فتح الباب وجاء دور ضمائركم لنظافة المكان خبت ابتساماتهم فيما كانت لدي خطة تحمسهم لبذل المزيد من الجهد أكثر من الكلام عن الضمائر المحنطة.


كان المنزل أشبه بما خلفته ورائها حرب دامية خلت أنني سأعثر على جثة ربة المنزل متكورة وهي تعانق رضيعها ومن تحت أنقاض التراب وبزها جاف في فم وليدها الرطب ونصرخ في لهفتنا تلك ... أخيراً وجدنا من يستحق النجاة!، ساعدوه أنه حي يرزق!. كان سطح المنزل ملئ بإطارات السيارات أحدهم وجد مخزناً لتملق ما درسه عن عروض التجارة وأيضاً هناك فسحة فوق السطح للراحة واعداد الشاي وتدخين سيجارة أو سيجارتين من الحشيش قبل البدء بعملية النظافة، تركنا أدواتنا المنزلية خارج المنزل أمام الباب تتوسطهم غسالة الصحون الأتوماتكية التي وجدت لنفسها مكان ملائم للراحة الأبدية كانت مصدر فخرنا الوحيد ونحن نجيب عن تساؤلات من يهتم بهذه الآلة ويسأل عنها كنا نتسابق في الحديث عن قوتها ومدى دقتها ومناسبتها لروح العصر ما أتعس الآلة الحديثة التي تسقط في أيدي الجهلاء كنا نضعها في غرفة الجلوس كنوع من التجديد وإشارة إلى المستقبل الذي أستطاع تضليلنا لقد خدعنا بمنظرها الأنيق واشترينها على أنها غسالة ملابس ولم ندرك ذلك حتى سلمنا الثمن لصاحبها الذي إختفي في دهاليز سوق الخردة، عدنا إلى منزلنا سعداء بغبائنا على إننا حققنا مكسب كبير بشراء آلة حديثة لغسل الملابس لنكتشف بعد ذلك أنها آلة خرقاء لغسل الصحون.. غسالة صحون! كانت صرخة مدوية تهلهلت على تقاسيم التصحر الفكري على جباهنا وهل يملك العازب من الصحون! ما يكفي لإسكات نهم غسالة الصحون الأتوماتيكية.


تركنا الأثاث في الخارج حتي ننظف المكان من الأوساخ والقمامة .


ماهر: بيت بهذا القدم لا بد أن كنز ثمين يقبع أسفل أساساته نظرنا جميعاً لبعضنا البعض! وضحكنا ونحن نتناوب دوران لفافة الحشيش.


حملت سترة عملي السابق أبحث لها في هذه الفوضى العارمة عن مكان مناسب لأضعها بعيداً عن الأوساخ تعلق أحدنا بالآخر فهي لا تفارقني وقد بدت كما لو كانت أول مرة أحملها كحبيبة أسير بها لسرير الزوجية لم تعد على مقاسي لقد كبرت عليها ،أصبحت صغيرة، إرتديتها آخر مرة حين عدت من بانكوك من قلب مدينة الجنس والمغامرة كنت حينها أعمل في مجال الطيران.


وبصورة مبسطة تشرفت بخدمة جميع أجناس البشر في هذا العالم وكمضيف طيران كنت أشعر بالسعادة حين أشرح للركاب كيفية عمل سترة النجاة، رغم عدم مبالاتهم لهذا الجزء الذي أضعت عليه شهور من حياتي لأتقنه، الناس لا تهتم للنجاة إلى إذا حلت الكارثة وإلى حين تحين لا مجال للقلق قمت بتعليقها جانباً وعندما عدت إلى اصدقائي كانت ضحكاتهم المجلجلة تتصاعد بوتيرة مقززة هناك من قرضني بكلام بذيء نظرت إلى ماهر وعاتبته مازحاً أيها اللعين ماذا أخبرتهم حتى جعلتهم يضحكون بهذا الشكل الهستيري، صدقني لا شيء فقط أخبرتهم أن حدسي يخبرني رغم المدة البسيطة التي عرفتك فيها إلا انك بارع في التحدث باللغة الإنجليزية وإلا لكان من الصعب أن تعمل في مجال الطيران فهم عادة ما يختارون أصحاب الطلة البهية والوشوش المصبحة وأنت يا صديقي تمتلك ملامح قد لا تساعدهم لإختيارك، وماذا أيضاً أيها الساحر أتحفنا بتجلياتك المرفوع عنها الحجاب.


ما أقصد أن اقوله لك أنك أنسان عادي تمتلك أشياء جميلة في داخلك فلماذا تتشبث بهذه البدلة التي تشبه خيال المأتاة ، قرقوا في موجة ضحك هستيرية ثانية إستجمعت أفكاري لأرد عليه لكن ما هي الفائدة المرجوة من الرد على أسئلة البؤساء غير المزيد من البؤس، هل اخبرهم بما لا يستطيعون له صبراً أم أتركهم ليعرفوا بأنفسهم، كان لدي حلم وأنتزع مني وإلى أن يراودني حلم جديد سأظل متمسكاً به، سبق وقلت أنني أحمق، ولكن ما هي الحما....ق... لا لا أيها السؤال الأحمق!.. أصبحت تتكرر بشكل هستيري أنا مرغم على إسكاتك بالقوة الآن، كان على أن أعد لهم الشاي لأكمل خطتي لا تهمني هذه التفاهات لكنني مرغم على مجاراتهم حتى لا يشعروا باستغلالي لهم وضعت في الشاي حبوب منشطة تجعلهم قادرين على إزالة جبل من مكانه فكيف بأوساخ البيت المتيبسة أنها مهمة سهلة سيكتشفون مدى تفاهتها عند الرشفة الأولي أو الثالثة من كوب الشاي الذي أعددته لهم، أصبحت الناس تتخلي عن مبادئها لمجرد المزيد من الطعام فيما كان ينبغى لها أن تتخلي عن الكسل.





يتبع.....
مع خالص التحية والتقدير







 
رد مع اقتباس
قديم 04-08-2015, 04:35 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم متصل الآن


افتراضي رد: الجنغونونييا

سنرى نشاطك في القادم ايها الكاتب الجميل . سرد رائع ما ان امسكت اول الكلام حتى وجدت نفسي اتبع اخر كلمة .
معك للنهاية .........كن بالف خير
لك مودتي







 
رد مع اقتباس
قديم 13-12-2020, 11:33 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سلطان خويطر
أقلامي
 
إحصائية العضو







سلطان خويطر غير متصل


خبر رد: الجنغونونييا

الأعزاء على قلبي أعضاء ومشرفي ومؤسسي منتديات أقلام الثقافية، أتشرف ببشري صدور رواية #الجنغونونييا كواليس السحر
للروائي السعودي #سلطان_خويطر
تصميم الغلاف/ رائد مجدي
جديد #روافد للنشر والتوزيع
ـــــــــــــــــــــــ
منافذ بيع إصدارتنا حاليًا:
_ مكتبة تنمية (19 شارع هدى شعراوي بوسط البلد || وفرع المعادي: 49 المركز الرئيسي - مدينة المعراج بالمعادي، خلف كارفور المعادي وأمام مدرسة الليسيه.)
_ مكتبة آفاق: بشارع كريم الدولة من طلعت حرب - أمام أتليه القاهرة.
_ مكتبة سنابل: 5 شارع صبري أبو علم - وسط البلد.
_ مكتبة ليلى: 17 ش جواد حسنى - وسط البلد.
💌 مُتاح طلب الكتب من خلال رسائل الصفحة، أو التواصل من خلال واتساب على 00201222235071
والتوصيل عن طريق الشحن.

الشكر لكم دائماً وأبداً







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط